صبآح الخير ,, والخيرآت فقط ,,()
الكلمه التي تُدمي قلبك , تُقويك .
تركيبه !
أجلس القرفصآء ...
أتنهد ملىء حويصلات الهوآء ..
وضعت كوب القهوة آنفاً وأنآ أهمس بذبول..
_ أبويه كمل ...
رد وهو يحتسي قهوته بشرود ..
_خلينآ مني يآ أبوج ومن سآلفتي اللي منتهيه , خبريني أنتي شو يبي منج نمر !!
_أبويه ردينآ .!! عقب مآعطيتني طرف من الموضوع ترد تغير السآلفه ,! يآأبوي كم لي وأنآ أحن عليك تخبرني .!!
_بيي يوم بكون مروق فيهآ وأخبرج ,خبريني شو بينج وبين نمر .!
تنهدت أخرى عميقه ..
وأنآ أنتفض والشرود يأخذني لحيث الأثنآن ..لأغوص في أعمآق تلك الرحلة المنكوبه ..
,,,
يقف الأثنآن كــ ذئآب كشرت عن أنيآبهآ , أو بتشبيه آخر يصف حآلة الآخر الوآقف بتأهب ..
كـ نمور تدور حول فريستهآ تنتظر فرصة الأنقضآض ..
_منو سمح لك تكون وسيط بيني وبين عفرآء .!!
_خير أخويه شصآير .!!
_الخير بويهك .. شحقه مدخل روحك أبي أفهم .!
_مجرد أني أكون مستمع بـ أكون متدخل .!! وبعدين أنت خبرني شفيك وأحآول أبرر لك اللي أنت تشوف أني مذنب فيه .!!
_لاتبرر ولاشي , أبي تحط ببالك شي وآحد اللي بيني وبين عفآري مآ أحد يتدخل فيه .! إذآ هي رآضيه بالوضع أنت شعليك .!!
_مآفيه حرمه رأضيه أن زوجه يتزوج عليهآ !
_ليش أنآ اول وآحد يتزوج ثآنيه .!!
أقتربت منهم بغضب وأنآ أقف بينهم وأمد يدي في الهوآء علي أنهي الشجآر ...
_نمر خلاص دخيلك , ذيب إذآ بينك وبين حرمتك مشآكل لاتزيدهآ دخيلك وتدخلني بمشآكلك ,
تعرف أنت بغلا عمي سيف عندي ..
دخيلك مآ أبي يسمع أني أنآ سبة المشآكل اللي ببيت بنته ..!
ترآجع النمر ببرود وعينه مصوبة للذيب الذي يقف أمآمي بغضب يخرج بأنفآس متتآلية من فتحة أنفه ,,
أقترب الذيب بغموض مني لأترآجع بخجل من نظرته التي لا أسبر أغوآرهآ الملتويه ,, ليمد يده ويمسك طرف أصبعي الذي علق بالهوآء أمآم وجهه ,,, ويضغطه بقوه
_المشآكل بروحهآ يآيه من وطيتي البيت , وش اليديد.!!
أقترب النمر بخفه وهمس بصوت غآضب ..
_أنزين لاتزيد المشآكل أنت ,تقدر تشتري رآحتك .!
رد بنزق وهو يرمي أصبعي ويتركني أختنق بذرآت الهوآء ...
_أنآ مرتآح جي , والله مرتآح , أنت شو معذبنك .! إذآ الأهل شآكين عليك مآيصير تحكم من طرف وآحد !!
_صدقك أنا شو خصني فيك .! بس اللي يخصني سمعة العايله الناس يرمسون بروحاتك ويياتك لبيت قلايد!
شهقت بقوة وأنآ اضع يدي بمكآن قلبي لأهدى من ضرباته التي بآتت متلاحقة وضعيفه , ترآجعت بتعب وخذلان ..
وأمسكت طفلتي التي تنظر نحونآ بذهول ,
سمعت صوته الهآمس لكآنه يرمي بالجوآب الوآقع ..
_مآعليك النآس قريب بيسمعون الخبر السآر ..!
أقتربت مرة أخرى أسحب قدمآي بتعب , ووقفت بجآنب النمر أشير للآخر بيدي ...
_نمر الحجي ضآيع ويآ أخوك , دخيلك سير يدي قآعد ينطرنآ شكله مستهم خل نسير دخيلك لاتكبر السآلفه ..
ترآجع النمر معي وهو ينظر للآخر بغموض غير مفهوم , !!
أخرج يده السآكنة في جيبه ومدهآ ليسحب عروب مني ويتقدمني بخطوآت متسآرعة ..
أبطئت المسير وأنآ أحآول كتم غيضي والسير ولم افلح ,, أدرت رأسي أنظر خلفي ..
ورأيته يخرج سيقاراً بيد مرتجفة ويحفر الأرض بقدمه ...
وقفت للحظآت أرتب الكلمآت بروية خشية أن تخرج طآئشه , ثم أستدرت عآئدة نحوه ..
وقف سآكناً كتمثآل لحظة رؤيته لي متجهة نحوه, خيل ألي أني لمحت ضعفاً مآ مر من خلال عينآه الضيقة الذهبية اللون ..
ولكن هيهآت هي محض أمنية خفيه تمنيتهآ سكنت عقلي البآطني ...
أعطآني ظهره لثآنيةً من الزمن أو أكثر بقليل, ثم استدآر نحوي مرتدياً نظآرةً سودآء سحقت آخر التعب الذي مر بي ,,
وقفت للحظآت أمآمه ثم همست بصوت مبحوح متقطع ..
_ذيب إذآ سمعتي مآتهمك , ع الأقل أهتم لسمعة العآيله , من اللحينه اخبرك بيتي يتعذرك لا تقرب حتى من صوب الباب
وتأكد إذآ دخلتهآ بيوم وربي في سمآه بتلاقيني بالمحكمه رآفعه عليك قضيه وصج وقتهآ بيلقون النآس سالفه أكبر وأمتع ..
خفض رأسه بصمت , ثم أخفى يدآه خلف ظهره ونظر لي من سمآء سودآء ,,
وددت لحظتهآ لو احطم هذه البآذخة التي تقف بغرور فوق انفه , حرمتني من قرآءة تهكم سكن شفتيه بتعب ..
_ أنزين موب يآي صوب بيتج , بس تأكدي لو دخلت بيتج بيوم من الأيآم اليايه وقتهآ بتكونين صرتي حليلتي ..
أدرت ظهري له بتهكم وأكملت المسير نحو جدي اللذي يقف في البعيد ينظر نحونآ بــ أستغراب ,,
,,,,,
حملقت ملياً بوجه أبي الشآرد في أمر لايعلمه سوى الرب ..
أنتبه لنظرآتي التي ترسم وجهه فــ تنفس بعمق وأحنى رأسه ..
_أبويه دخيلك خبرني باللي متعبنك .. باللي منغص ع فوآدك جي يآ أبوي ..!
_ استغفر الله وش هالحجي يااابنتي ..! شو شآيفه فيني ! الحمدالله يوم عن يوم أكون أحسن .. بس من أشوف ويهج وويه عروب أكون بخير ...
لحظة صمت .. دآمت لثوآني ..
_أبويه من اللي خطب لك الريم .!!
_.......... عمي عبدالرحمن الله يرحمه قال لأبويه وأنآ يآلس هزآع ريآل وحنآ نشري الريآييل يآ الذيب ونتشرف بنسبكم ...
,,,,,,
في مجلس فآق البذخ لحد الإبتذآل ..
يجلس القرفصآء بجآنب وآلده ,,
ومن يكون وآلده سوى الذيب الذي أشتهر بسمتعه في نجد .. صآحب الشخصية الآخآذه ..
يهآبه كل من لايعرفه , ويخشآه من يعرفه ..
حيآه عبدالرحمن الصديق القديم كعآدته الوفيه السنويه ..
وكلاً منهمآ يرفع رأسه بفخر من أولادهم الجآلسين بشموخ يشبههم ..
وبعد العشآء الذي قدم بشكل آخآذ ممتلئ بالترف ..
جلسوا بمودة بينهم كآنت قديمة ولا تزآل , رغم المعوقآت التي تحيطهم ..
_ يآ أبوك صب الشآي ...
قآلهآ الأب عبدالرحمن لأبنه فهد ..
بينمآ الذيب يجلس في المقآبل وبجآنبه هزآع الذي اقتآده أبوه بإلحآح ليسآعده في أموره في نجد ..
_عبدالرحمن لاتنسى تحضر زوآج ولدي سيف ,
يلتف لولده الجآلس بثقل كآسح ...
_هزآع يبت البطآيق اللي وصيتك عليهآ .!!
_هيه أبويه يبتهم .....
لينهض الآخر للسيآرة ليأتي بحزمة من الظروف التي تحوي دعوآت للزفآف .. ويقفل عآئداً ..
كآن يمسك الظروف بيدآه يثبتهآ في الخيط الرفيع الذي أحكم لفهآ فيه , في حين لمح شيئاً جعله يرفع رأسه بسرعه ..
ليتوقف للحظآت يستوعب الأمر ..
تنحني مطأطأة الرأس وضعت صينية تحمل علب من المآء , ذيلهآ الطويل الأسود يميل كله بالجآنب الآخر من وجههآ الأبيض
أعآدت ترتيب العلب ووضعت بجآنبهم منآديل ملونه , ثم أعتدلت وآقفه تزيح غرتهآ وذيلهآ الطويل بتعب , ثم طرقت
طرقتآن ,, الثآلثه رفعت عينآهآ لتكون حبيسة عينآه الذآهله ,, وكآنت الطرقة في الهوآء ..
ترآجعت بسرعة البرق وأختفت ..
ومشى هوى ببرود عآصف بدآخله ,
دخل المجلس ووضع الظروف فوق الطآولة .. ليسمع صوت عبدالرحمن ودقآت قلبه تتجآوز أذنيه المحمره ..
_حنآ نشري رجآل يـ الذيب , وهزآع ينشرى الفرح بنسبكم والله , والله يوفق سيف بالمبآرك ...
رد الذيب وهو يرمق أبنه بفخر , وهو يرآه يجلس بجوآره .ويرد بهمس .. تسلم ,
_تسلم ,هزآع ولدك يآ عبدالرحمن , الله يبارك بك , نسبكم أنتم بعد يشرف ...
طأطأ عبدالرحمن راسه وعقله رآحلاً للوآقفة ببرآئة تسلب اللب , جمآلهآ يجعله يحمر مرآراً حين يتمعن في خيآله في تفآصيل وجههآ النظر الفتي ..
عجز عقله النآضج الذي جآب العآلم بعمره الثلاثيني , عن تصور جمآل وكمآل يكمن في وقفتهآ ,,
برآئة وجههآ كفيلة بجعله ينتفض بجنون ويتعرق ..
يفكر بتعب , هذآ البذخ المحيط بهذآ القصر ,,
لن يكون فيه إلا فتآة مدللــه , لن تقف بحر الشمس تطرق , وتحمل المآء للضيوف ... !!
هذآ مآ جعل عبآرة عبدالرحمن تقف كشوكة في حلقه عجز أن يبتلعهآ ..
وهو يردد بتعب ..
_تسسلم مآعليك زود ....
تمنى في أعمآقه لو يرى الفتآة مرة أخرى .. ليسألهآ من تكون ..!؟
ولو عرف ,
ولو عرف لأخذهآ بكل سهوله أياً كآنت ..
خآدمة أو مملوكه ,, لآيهم .. فقط لو أعرف من تكون ..!!
لن تكون أبنة العم عبدالرحمن الذي عرف عنهم وعن عآئلاتهم أنهم يمتلكون في القصر العشرآآآت من الخدم ..!
نهض وهو يسأل فهد عن (الحمآم)..
ونهض الآخر معه ليدله عليهآ , في حين أصر هزآع أن يذهب وحده ...
ذهب بهدوء يلتفت يميناً وشمآلاً , غسل وجهه وبقي للحظآت يفرك يدآه بتلهف علهآ تخرج ..
أو تمر لثوآن , غير أنآ أنتظآره بقي غير مجدي وطآل ..
أقفل عآئداً وهو يفرك أصآبعه بتوتر ويتخيلهآ كل لحظة ترقبه , تنظر له بعينآهآ البريئتآن ..
جلس بتثآقل زآد بجآنب والده الذي لآحظ أن أبنه أزدآد مللاً ..
لينهض الآخر مودعاً صديقه وعآئدين لأرض الوطن ..
,,,
بعد مرآسم الزفآف (زفاف سيف)التي أقيمت على مدى ثلاث ليآل لكثرة الزآئرين من الأقطآر ..
في الليلة ألأخيره أصر عبدالرحمن أن يكون العشآء منه , وهذآ أقل مآفعله لأبن صآحبه الوفي ..
لتذبح الجمآل , وتوقد النيرآن , ويشتعل الفرح أيآماً طوآل ..
في هذه الليله , همس الذيب لأبنه همسآت ,,
في حين ظل الآخر مطرقاً رأسه بشرود ورفض غير مصرحً به ..
_شرآيك يآ ولديه أخطب بنته لك اللحينه ولا أصبر ..!!
_أبويه يعني جي ولا جي بتخطبهآ ...!
_هيه ,
_..........
_........... تبآ أصبر لين نييهم السنه اليآيه وتكون أنت فتحت شركتك المستقله شرآيك .,!!
_اللي تشوفه أبويه ...
_شو بعد ليش عصبت !! لو بنطرك لين تطلب الزوآج مآطلبت !! نآظر الشيب عـ عآرضك لاح .!
_مآعصبت بويه مآعصبت , ع قولتك أصبر لين السنه اليآيه .!
_وهذآ هو, أن شآءالله ...
,,,,,,,
لتمر الأيآم كلمح البصر , كـ سرعة السنين التي مرت بي ...
رغم أنهآ كآنت حآفله ,
حآفلةً بالأحدآث , أحدآث جمه جعلت من الزوآج في عقل هزآع والذيب أمراً منسياً ..
فقد فجعى الجميع بوفآة جآسم وزوجته في أثر حآدث أليم , تكلمت عنه جميع الصحف ..
وترك جآسم طفلان في التآسعة من العمر ينتحبون بصمت ..
هذآ مآجعل الخطبة تتأخر للسنة الأخرى , في حين أن سيف رزق بــ عفرآء ..
وأمه أنجبت أخته نوره ,,
ظلت _عوشه_في العنآية المركزه لتعبهآ في الولادة التي تعسرت ..
فــ سنهآ الكبيرة لم تسآعدهآ بتآتاً في ولادة سليمه , وقلبهآ الذي مؤخراً بآتت تشتكي منه .. !
,,,
في السنة التي تليهآ ,,
ذهبوا لخطبة أبنة عبدالرحمن , بالرغم من رفض عوشه لهذه الخطبه ,,
ومن يستطيع مجآبهة الذيب الذي أصر على هذه الخطبه ,
لتتم الخطبة فيمآ بينهمآ , ويعودوا للوطن وقد حددو يوم الزوآج , وأين يكون ,,!! وكيف سيكون ..!!
دون أن يأخذوا مشورة أحد ,
حتى صآحبة الشأن لم تعلم .!!
إلا بأمر الخطبة فقط ,,
من .!! مآهو ..!! كيف سيكون ..!! أين سأكون ..!! أين سأذهب ..!! مآهو أسمه ..!!
كآن من المحرمآت التقليديه أن تسأل الفتآة عن خآطبهآ ..!!
هكذآ جرت العآده .. !
,,,,,,
وفي يوم الزفآف ,,
كآن لزآماً أن يكون الزفآف, زفآفآن ...
في قصر عبدالرحمن , زفآفاً رغم أنه أقتصر على الأقآرب إلا أنه أمتلئ بالنآس الكثر ..
الذين يتوآفدون من أقصآء أقطآر الأرض ,,
والزفآف الآخر في الأمآرآت(العين)..
أعدو الولائم , والنآس يتوآفدون بــ انتظآر هزآع وزوجته ..
...
همس الذيب لصآحبه أن يستعجل أبنته ليقفلوا عآئدين , فــ النآس بإنتظآرهم ..
نهض عبدالرحمن بــ أبتسآمة تشع من عينآه وغآب دآخل قصره للحظآت ..
ثم عآد مخترقاً الجمع الغفير وهمس في أذن الذيب كلمآت ..
في حين ألتفت الآخر لأبنه الجآلس ببرود ينظر بتكبر وهو يمد يده للسلام كلمآ مر شخصاً محيياً ..
_هزآع قم ودع اليآلسين الكبآريه اللي حذآلك وأمش أركب السيآره, دهديه ...
نهض الآخر لف مشلحه بيده , ثم تحدث بصوت أشتدت به البحة من لزومه للصمت ..
_أستودعكم الله يآعرب , بنسير ديرتنآ بــ امآن الله ....
توآفد الجميع للسلام , وكآن سيتأخر لولا أن سحبه الذيب من ذرآعه معتذراً للجميع ,,
وسآر به للسيآرة التي تقف أقصى القصر ,,
دخلوا فيهآ ,,
وترآجع بصمت حين رأى أمرأة غطيت بالسوآد تجلس تفرك يدآهآ البضتآن بالجآنب الآخر ...
,,,,
يجلس الذيب بجآنب السآئق , وهو يجلس في الخلف بجآنبهآ التي لايعلم من هي ..
اياً كآنت , المهم أنهآ زوجته , لذلك همس ..
_مبروك .....
_..........
لاجوآب . !!
ادآر رأسه للجهة الأخرى وقلبه يضرب بعنف, يدهآ التي تفركهآ بالأخرى بتوتر , لكأنه يعرفهآ ..!!
أعتدل بجلسته وهو يعدل من لف (غترته) .. وتنفس بعمق عله يهدي نبضآت قلبه المرتبكه..
ذلك الأرتجآف العميق يهين عظآمه القويه , ودقآت نبظه السريعه ترسل المزيد من الارتعآشآت ..
هيمن الصمت في السياره في حين لاتسمع غير محادثة رتيبه بين الذيب والسآئق ..
يواصل الإلتفآت للتي تقبع بجوآره للمرة الخآمسه وهو يتصور كيف تكون بخياله الواسع ..
الذيب يوآصل الإتصآل بجهآزه الخلوي على طآئرته التي أستوردهآ حديثاً لإعلآمهم بالأستعدآد للمغآدره ,,
وبعد سآعه ,,
كآنوا في الطآئرة الصغيره ,,
جلس هزآع يفرك يدآه , وأمآمه تجلس الريم تلتف بعبآئتهآ الغآلية الثمن , تغطي وجههآ وتنزل كل حين أكمآم عبآئتهآ بخجل على يدآهآ البضتآن , أسترعى أنتبآههآ كيف يحدق هزآع بهمآ
فــتعرقت يدآهآ بتوتر وهي تمسح همآ ببعضهمآ ,,
نهض الذيب من المقعد الأمآمي وسآر نحوهم ,, مرحبأ
_ يآهلا ببنت عبدالرحمن ...
نهضت الأخرى بــ إرتبآك من حضوره وشكله المهيب ومدت يدهآ ليده مصآفحه ..
_هلا فيك يــ أبو جآسم ..
أشآر لهآ الجد أن تتفضل بعد مصآفحتهآ له بصوت رجولي عمييق ..
_أتفضلي يآبنتي خذي رآحتج ..
_ شحآلج ربج الا بخير ..
_الحمدالله بخير ...
_مبروك يابنتي
_ يبارك بعمرك يــارب
ألتفت الذيب لولده الجآلس بغموض ينظر نحوهم ..
_ترآ مخبر حمدآن ييهز لكم القهوه , إذا بتشوف هي يآهزه ولا لا عسب البنت تشرب شي ..
نهض هزآع بهدوء وتوجه نحو الطآقم ..
جلست وهي تحيط المكآن بمسحة بعينآهآ الوآسعه .. ثم خلعت نقآبهآ بهدوء ..
في حين ذاك القآدم يحمل دلة القهوه , وقف للحظآت ممسكاً الصينية بكلتآ يديه بقوه خشيت أن تفلت من يديه ..
رغم أن مآ رأه هو جآنبهآ إلا أنه عرفهآ ,,
ومن غيرهآ تلك التي هآم بطيفهآ أيآماً وليآل ..
يرآقبهآ عن كثب , تخلع طرحتهآ العريضه , ثم تعيد ترتيب شعرهآ بهدوء ورقه , بيدآن نآصعتآن بضتآن ..
أعآدت لف طرحتهآ حول وجههآ ثم أعتدلت وهي تفرك يدآهآ تنتظر وهي تدير عينآهآ تستكشف المكآن
توقفت عينآهآ على عيني المتفحصه , أطآلت النظر .. ثم انزلت عينهآ بخجل وهي تدير وجههآ للجهة الأخرى ...
وضع هزآع القهوة أمآمهآ ثم جلس وهو يلتهم بقية وجههآ بــ إعجآب شديد ..
نهض الذيب بعد أن أنرتشف فنجآناً وغآب في المقعد الأول مغلقاً الستآر عليهم ليشعروا بالحريه ..
تنهد هزآع وهو يأكل مآبقي من ملامحهآ التي أنهآل عليهآ تفحصاً ,, ثم همس ..
_ شحآلج يآآ ......
أجآبت وهي تحني رأسهآ وخديهآ متضرجتآن حمره ..
_ الريم .. الحمد لله بخير ..
_الله يبآرك بــ أيآمنآ معآج يالريم ,,
,,,
لآزآل يذكر هذه المقولة كمثل مآقآل حديث الأمس , قريباً , قريبةً هذه الذكرى ..
قريبة ً لقلبه إذ لازآل يشعر بالوجع الذي أرتسم من بين خطوط تجآعيده وشعرآت عآرضه البيضآء ..
تنهد ببقوة وهو يمد قدمآه أمآمه بتعب , ثم يستلقي نصف أستلقآء على المخدة خلفه , رغم مآيرمز للنآظر من شكله
أنه أشد مآيكون بروداً , في حين وجهه يضج بالألم , وبقدر مآعشت من آلاآم أعرف كيف يحآول أحدهم أن يخفي حزنه ..
جربتهآ مرآراً وتكراراً , نشير للجسد بعقلنآ أن أصمد .. في حين القلب يعتصر ألماً والوجه يدور بحلقة فآرغة لاتقف لحظة
..
أثرت الصمت لدقآئق , وقد طآلت ..
_ أبويه ,, والله تحمست شو صآر عقب .!!
_ بنتي مو اليوم المعرض .!!
تنهدت بــ أستسلام ..
_هيه أبويه اليوم ..
_عيل سيري تزهبي أجوف ..
_ أنته بتسير ويآنآ أبويه .!!
_ ودج أسير .!!
_ هيييه بويه تشآورني .!! أكيد ودي بعد تنقي لك وحده من الغزلان اللي فيه هههههه
_ زين عيل دآم فيهآ غزلان أسير أتزهب عدل شرآيج تختآرين لي كندوره .!!
_هههههه زين بييك عقب أنقي لك
..
نهض بتهرب وآضح مني ..
ومآحيلتي , وأنآ أتقلب شوقاً لمعرفة البقيه وأخرج تنهدآت تريح قلبي المنقبض ..
توجهت نحو صغيرتي وأنشغلت بـ الأستعدآد للمعرض ,,
خرجت من الحمآم أحيط نفسي بــ منشفتي .. أمسكت هآتفي وأتصلت عليهآ ..
تلك البآئسه مآ أمرهآ .!!
أعدت ألإتصآل مرة أخرى ثم أغلقته ..
لا مجيب .!!
يآرب خيراً يكون ..
أكملت أستعدآدي ثم لحظآت وأسمع هآتفي يرن ,,
أجبت وأنآ أهمس بقلق ..
_خير أن شآءالله طمني عنج بالأول ...
_تمآآآم قلايد لاتستهمين علي .!! بسألج تمريني اللحين .!
_ شحقه .!!
_حق المعرض شفييج أن شاءالله بب سايره .!!
_ لا أن شاءالله بسير بس مو جنه بدري .!!
_ شوووو شووو بدري يرحم ابوج بيفتتحونه السآعه ثمآن وبآقي شوي وتتم .! !
_ أنزيين انزين لاتدفين خلج يآهزه شوي وأنآ عندج ان شآءالله ..
لبست عبآئتي وأحكمت إغلاق نقآبي , ثم توجهت أنآدي حمديه تأتي بطفلتي التي أقبلت بفستآنهآ البآذخ
الذي جآء به الذيب خصيصاً لهذه المنآسبه .. وضعت يدي على رأسهآ أحصنهآ بالأورآد ,, ثم طرقت الباب على أبي
_ أبوويه ...
_ ......
_ أبووويه
فتحت الباب ورأيته مستلقي على فرآشه ..
أسرعت بقلق نحوه ,,
_ أبوويه ..!!
نهض بــ أنفعآل وفزع , وهو يفتح عينآه يستطلع المكآن ..
_ أبووويه فدييتك شفييك .!!
_ أسم الله أعوذ بالله من الشيطآن , شفيج يآبنتي مآفيني ألا العآفيه بس مآحسيت خذني الرقآد وأنآ كنت بس بريح ..
_ أبويه صج عآد ليش مآتزهبت .!!
_ اللحينه اتزهب مآعليج إذآ أنتي مخلصه سيري لاتنطريني .
_ أبويه ابي أسير ويآك يالله دخيلك با نتظر..وإذآ مآتبي تسير برآحتك نييلس عآدي ..!
رنين هآتفي يتعآلى , أغلقته بعنف وأنآ أرآقب وجه أبي المنهك بقوه على غير العآده ..
_ أبويه شو تونس يعورك شي .!!
نهض بتبآطئ , وقال بغضب هآمس ..
_ أنتي اللي بتمرضيني غصب شفيج .!! يآبنتي مآفيني شي رقدت بس وحلمت واعوذ بالله منك ياشيطآن..
قومي أجوف سيري وأنآ لاحقنج عقب يالله ..
..
بلعت آخر عبرة توقفت في بلعومي , ثم رفرت عينآي بحده لأبعد الدمع , قبلت رأسه وهمست
_ الله يخليك لي ..
وتوجهت لأخرج ..
تعآلى رنين هآتفي مرة أخرى ,, فرددت ..واتى صوتهآ بصوت عالي متحفز ..
_ أنتي ويينج يالخآيسه تأخرتي شفييج ..!! من مسآعه أنطر عند الباب ..
_ يالله يآيه أن شآءالله ..
أغلقتهآ بهدوء ,, وركبت متوجهة نحوهآ ..
في الطريق أحآول أن أبصر جيداً مزيحةً الغشآوة عن عينآي ..
مآبآلي سريعة الدمعة هكذآ .!!
أمراً خطر ببالي سيئاً جداً ..
مآذآ لو أصاب أبي سوءاً وأنآ بعيدة عنه ..
أشحت عني الخوآطر البغيضة بتفآؤل وأنآ أقف لعمتي أنتظرهآ ..
أقبلت بسرعه وهي تحيي عروب بـ أبتسآمة ,,
ثم ركبت والصخب أقبل معهآ ..
_ تدرييين أني نطرت عند الباب أكثر من سآعه ,, أنآ لو رحت مع تآكسي جآن جد لي يآلسه وشآربه ومقدمه الحفل بعد
_ ههههههههه زين جآن سرتي شو مآنعج !!
_ اللي مآنعني أنآ معطتنج وعد وأنآ بنتاً أعرف أسلوم العرب مآتخلف الوعد ..
_ شو وعده الله يصلحج مآوعتيني بشي .!! أبد جآن سرتي مسآمحتنج ..
_ ألا شخبآرهآ صغيرتي عروب ..
ألتفتت لهآ وأنشغلت طول الطريق بالشجآر المحبب معهآ ..
وصلنآ للمعرض ونزلنآ ,,
أمسكت يدآ طفلتي , في حين عمتي أسرعت تسبقنآ ..
سمعت أحدهم ينآديني ,,
ألتفت ورأيته يقبل نحونآ ..
أنحنى وحمل عروب , ثم أعتدل وآقفاً وهو ينظر لي بوجه مشرق ..
هنآك أمراً غريباً في ملامحه هذآ اليوم ,, !!
أمراً مبهجاً له , جعل من عينه البآقيه تشع حيآةً ..
آه نسيت , فــ اليوم معرض التوؤمتآن وبــ التأكيد سيسعد بنجآح خطيبته ..
_السلام عليج ,, شحآلج قلايد .. !!
- تمآم الحمدلله
توجهنآ للبوآبه وهو يحمل طفلتي بجآنبي ..
أظهرت بطآقتي للرجل الوآقف .. نظر إليهآ لحظآت ثم قال بتوتر ..
_ أختيه ولا عليج أممر أنتظري هني لاتدخلين ..
أدرت رأسي للنمر بتعجب .!!
ورأيته بملامح عآديه ,, لايبدو التعجب على محيآه .!!
رأيت الآخر يحآدث أحدهم , ثم أقبل ..
_ أختيه لو سمحتي صآحبة الحفل أتقول مآتدخلين ..
(17)