المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
امراة متفردة متمردة
بدون ميعاد التقاها على خاصرة الزمن الضائع ، امرأة مثل بستان الكرز ، تجمع كافة التناقضات ، هادئة ، ناعمة ، متمردة وحادة الطبع ، يضيء في دواخلها قمر ناعس ، امرأة لا تبوح بمشاعرها رغم ان في قلبها تشتعل براكين ما انزل الله بها من سلطان ، وفي الوقت نفسه فهو رجل شفيف حالم يحاول قيادة عربة الرومانسية في تضاريس وعرة ، رجل يحب الحياة ويعصر تفاحة قلبه في شوراع مدن لا تعرف التثاؤب لم يكن اللقاء ناعما مثل لقيا الأحبة في ساحة تتنفس العطر كان لقاء صاخبا حاول إستفزازها في أول الأمر فاشتعلت جمرة التمرد في نفسها ، أعلنت عليه الحرب ، سخر منها كثيرا خاصمته وهربت من طريقه ، غير انها سرعان ما عادت إلى ساحته والقت وردة وغادرت دون ان يسمع حتى هسيس خطواتها ، مضت الايام مثقلة بين الاياب والغياب ، حاول كثيرا ان يفهمها ، استدعي خبرات ( الدون جوان ) لاكتشاف لغز تمردها لم يتمكن من حل المعادلة واخير توكل على الله وأصبح هو الآخر متمردا ، قالت : له ذات صباح مغسول برائحة القهوة والشوارع الترابية انها لا تثق في قبيلة الرجال ، سخر من قولها ، هرب من طريقها حاول نسيانها وسد كل المنافذ التي تتسلل منها ، لكن اكتشف ان خلف ( نقاب ) تمردها بستان من الورد وشجرة ناعسة تنام في قلبها العصافير ، وتأكد له انها صادقة رغم روح التمرد التي تطوقها ، يضحك كثير حينما يستعيد تفاصيل تمردها الجميل ، هو نفسه حينما كانت كشوفات العمر بلون الورد متمردا من الدرجة الأولى ، تمرد على العمل وتمرد على القوانين وتمرد على الحياة نفسها ، ما أجمل ان يكون الإنسان طليقا ليس على عتبة قلبه هموم أو هواجس ، المهم في الموضوع لا زالت في نفسه نتف من الصلابة رغم أن الزمن الغى الكثير من فواتير العمر ، اقسمت له ذات يوم انها لا تفتعل حدة الطبع ولا التمرد وانما عفويتها تجعلها تتمادى في هذا الفعل ، في تلك اللحظه وصفها بمشهد فرقة أو جيش متمرد بكامل عتاده وجنوده ...
|