اطالع في الجثة وعيوني شوي وتطلع منها قلوب ..

قطع في عنق الرقبة واثار السكينه تحت مكان الذبح .. عمق الجرح والدم اللي حولينه

خبطت راسي صاحبتي وهي تهمسلي : تراه منظر بشع شوي وتدخلي في الشاشة

ضحكت بصمت وانا اقولها غصب عني .. بعدينا تعرفيني احب الطب الجنائي

دقتني صاحبتي الثانيه وهي تسكتني

كملت المحاضرة بكل استمتاع كيف تكشفي الجريمة .. الخداع

اشياء مايتخيلوها الناس لدرجة انه نعرف هذا هو اللي جرح نفسه ولا غيره وايش الاداء
وايت يد .. ومتى سوى كذا

جرح بسيط يفضح ..

رغم الضغط اللي اعيشه لكن جدا حابه المادة .. بس اللي قاهرني كل ماسألنا الدكتور شيء

مايرضى يجاوب ع اساس انه اسرار عمل وخايف ينشئ جيل اجرامي

وكلمته لو صرتو دكاترة اقولكم /:

لمن الساعة 10 برى البيت في المستشفى ومع صحباتي

مافي معلومه الا ونذاكرها نفهمها ونطبقها

اتدربنا على عيون بعض ارجع البيت وعيوني منفخة .. اكتشفت انه عندي حساسية في انفي

مابقينا شيء الا وفحصناه .. جرايم قتل .. اخلاقيات وقضايا .. مختبرات .. اشعة .. طب مجتمع
انف واذن وحنجرة ..


افتح نظام الجامعة ويدي ع قلبي


واول ما شوفت حرف الاي حطيت يدي ع فمي بصدمه ..

ممتاز ياهيول

ضحكت ومابقيت احد الا وبشرته

رجوله مغروس فيها كذا ابره .. مغطي راسه بالطاقيه

دخلت عنده لابس بلوزه بناديه المفضل ..

طفل في عمر الثمان سنوات مريض بالسرطان وكـ فعاليه ترفيهيه من الجامعه كان مطلوب

مننا احضارهم للمسرح .. انتهى الحفل وابتسملي وفي يده ثلاث وردات

اعطاني وحده وقالي هذي لك .. وضم الوردتين اللي في يده وهو يقول ذي لدكتور علي ولدكتوره علياء .. ابتسمت وانا اشيله لسريره


اجمل ثالث ورده اخذتها في حياتي .. واصدق ثالث ورده ..

كوب قهوة ومكيف بالنسبالي بارد 24 يكفي وزيادة

ابتسم بسعادة وانا استنشق ريحة القهوة

ماعندي واجبات .. ولا مذاكرة .. صحيح اني اغض الطرف كل مالمحت كتاب من كتبي

وصحيح اني اليوم مداومه وبكرا كمان والجمعة والويكند والعشرة الاواخر وشهر شوال والقعدة والحج

لكن الى الآن مافي ذاك الشعور اللي يشبه تأنيب الضمير

ماانكر اني اعشق الطب .. والمحاضرات ..

والاب كوت .. كل يوم البس فيه لبس الدوام واحط بطاقتي

والف طرحتي .. كل يوم اتشاررك فيه قهوة الصباح مع صحباتي هو يوم جميل ..

كل يوم نتناقش حالة ومرض ونزور مريض

كل معلومه وكل فحص .. كل ذكرى احتوتني


شعور لذيذ .. احساس طلب العلم .. احنا عايشين في الطب والانسان

رحتله جري وبين اصباعينه خرزة صغيره ع مسكتي ليده صار يصرخ وفي عيونه الواسعه

دمعتين وخشمه الصغير لونه احمر

سيمينيييي سيميني موووت سيميني ابقى موووت سيميني

( سيبيني اموت = اتركيني)

ماقدرت اقاوم ضحكتي صرت اشد يده وانا اضحك غطيت وجهي بشعري وانا اضحك

سمعت اختي تقول ايش في .؟؟

طالعت في ولد اخوي اللي مصدوم من ضحكي اتنحنحت وانا اقولها لا بس محمد يبغى يموت

ورجعت اضحك واقوله : بسم الله عليك ياقلبي بس هذا مايموت اذا تبغى تموت قولي وانا اعطيك شيء اذا بلعته تموت

صرخت عليّا اختي وانا ابتسم لوجهه اللي مو فاهم شيء شلت منه الخرزه

ورفعتها وهو يطاردني ويبكي .. شلته وانا ارميه ع السرير اتضارب معاه لمن ضحك ووقف
بحجمه الصغير وهو يقول محمد شاتييي قووي بتل = شاطر قوي بطل
جاني بسرعه وهو يقول بكس بكس

سويت اني خايفه واجري وصار يطاردني في كل البيت

صحيح عمره سنة وتسع شهور لكنه مراهق صغير ..

اجل سيميني مووت مدري من فين لقطها