ولد خالتي هو الجزء الخاص فيني .. المكان الغير قابل للمناقشة

هو الجزء الجميل في وسط هذي الحياة

هو الصفحة البيضا اللي تحتوي ايامي وهو القوة اللي تتملكني كل مااضعف


رفيق روحي ..

جاتني ماما وهي تقولي انا فخورة فيك

شايفة اللي عملتلي الاشعة قعدت اقولها بنتي تدرس هنا

طب بشري

ابتسمت ماما بسعادة وهي تقولي انا مبسوطه انه بنتي دكتورة

تعرفي كل العيلة يحسدوني عليك .. لاتتخلي عن الطب يابنتي ولا تسمحي لأحد يشغلك عن هدفك ..

يالله عقبال ماافرح بتخرجك ونجاحك شدي حيلك ..


اتأمل عيون ماما وهي تلمع بسعادة وكأني حققت لها حلم عظيم

في كل خطوة اخطوها تدعمني .. عمري ماطلبت شيء لطب الا ونفذوه لي

اهلي دعموني جدا ماما وبابا ولد خالتي وحتى اخواني

ودايما بابا يردد كان حلمي ادخل طب لكني خشيت في مجال الطيران

بس هذا ما انهى شغفي لطب كنت اقرأ في علم الادوية والتشريح والامراض

بس مع العمر ومشاغل الحياة فقدت هذا الشغف وكان حلمي انه اخوانك يدخلو طب

لكن ميولهم لطيران اكبر فماقدرت اخالف رغبتهم ولو اني اتمنيت احد يحقق ذي الامنيه

لمن شوفت تفوقك ودرجاتك اتمنيتك تخشي الطب لكن حسيته صعب

لكنك فاجئتيني بقبولك

يبتسم بفخر وهو يقول انا ذحين مرتاح كل ما اخرج مع اصحابي افتخر بك وبأختك

اقولهم بنتي الصغيرة طب والكبيرة استاذة في الجامعه

اذكر في التحضيري كنت افتح كتبي في الصالة واخوي يرفع الغدا وهو يقولي شوفي انا اشتغل بدالك عشان تدخلي طب لو ماخشيتي ياويلك ترى ..

ثاني صف لكن بسبب خلو الصف اللي امامي كنت اول وحدة ..

لابكوت طرحة نقاب دفتر وقلم .. قبالي دكتور الانف واذن وحنجرة او بالاحرى جراح الرأس والعنق

اشر ع صحبتي بنبدأ بك ويتسلسل الدور ..

جا دوري وجاوبته رجع سأل سؤال ثاني ومن باب الظلم انه يرجع يسألني ويطنش البنات

جاوبت مره ثانية

رجع جاب سؤال ثالث .. رابع .. خامس زميت شفايفي بطنقرة وانا احمد ربي انه النقاب يستر عصبيتي جاوبت

قام اتكتف وهو يقولي انتي ليش دافورة .؟؟

طالعت فيه باستغراب وصدمة .. طول عمري اقول الدكاترة مراضى نفسيا ذحين من اول يحشرني عشان يبغاني مااجاوب عشان يهزئني زي اللي قبلي

ومن بعدها صار يسأل البنات اللي في اخر صف جلس ع الكرسي وهو يبتسم ويقول : الحمدلله مقولتي صادقة دايما اللي في الصف الاخير قمة في الطراوة .. رفعت حاجبي

وانا استغفر الله بهدوء مدري متى الدكاترة يبطلو يكسرو من مجاديفنا وكأننا الفشلة اللي مانعرف في المنهج شيء مو يعني انه صار بروفيسور هذا يسمحله يحبط من عزيمتنا ومعنوياتنا


سأل بنت سؤال بعدها طالع فيني وقالي انت لاتجاوبي سكت وانا اهدئ نفسي واعيد الاذكار مين قاله اصلا اني بجاوب .. حسيت بصاحبتي تمسك يدي وقتها عرفت انه صحباتي لاحظو عصبيتي مستفِز لأقصى درجة ..

انتهى التوتريال وقال صراحة شطار جدا مبسوط منكم ..

بكرا انتو معاي في العيادة حطو ببالكم انه مرضاي عندهم سرطان يعني لو وحدة تضحك لأي سبب كان راح تنطرد

طالعت بصدمة اووه والله طلع فيه شي كويس

.
.
.

الله يعينني على غثاثته لمن استأذن منه بكرا اني مابحضر العيادة \:

يارب صبرني ع التهزيء

خِشِمْ خوشاتا خَشَبووت

حطيت يدي ع راسي وانا اقاوم صداع داهمني تمتمت ب ممم وايش كمان غير الايس كريم والشكولاته والبسكوت ..؟؟

سمعت صوته الناعم الصغير وهو يفكر : واوا

رديت عليه من عيوني

سمعت صوت تردده وهو معلق ع حرف الالف آآآآآ عمة ... عمة سويلا

رديت عليه :هلا حياتي
: احبببببوووو

ابتسمت على حلاوة نطقه : وانا احبك ياروحي

رجعت البيت وجاني الكائن الصغير بعيونه الواسعه وخدوده المنفخة وهو يضمني ويبوس ايادي

طالع فيني وهو يقولي عمه احبووووو

ضميته مره ثانيه وانا اسلم على اياديه الصغار بنفس طريقته طالع فيني بابتسامه وحط راسه ع رجولي لعبت بشعراته وشعور جميل يداعب قلبي

احيان اتمنى اشيله وازرعه في اعماق قلبي .. احفظه جوة عيوني واحميه من اي شيء يإذيه

ياسماجة ايامنا بدونه

اسمراني اللون بشعر ذهبي عجيب لكن جميل

راح اشتاقلك

طالعت في الطفل اللي اتحول لونه للازرق رفع يده وهو يلفظ انفاسه الاخيره في حضن امه

عيونه الجاحظة وصوته المكتوم ارتجفت شفايفي وصوتي انكتم وانا اكتف ايادي

اسمع صوت صرخة الاستشاري ع الطبيب المقيم ..

ويردد بصوت عالي : call to emergency now

كوني محبوسه في العيادة ووراي صاحبتي ضامتني من كتفي فالحركه مستحيله

وابسط شيء نقدمه اننا نلتزم اماكنا ونتركهم يسعفو النونو بدون زحمه

جريت صاحبتي اللي عند الباب وهي تكلم حقون الانعاش يجو

كل هذا بسبب انه اهلو اتأخرو في تغير الانبوب اللي في حلقه ف اتكونت انسجة قفلت مجرى التنفس

وكون مامته درست الطب سابقا فكانت تسعفه لمن طردها الدكتور وامر الطبيب ياخذ النونو منها عشان لو صار شيء ماتنعدم نفسيتها كل شيء انتهى خلال دقيقه

رجع النفس لنونو ورجع لونه الاصفر جات امه وهي تضمه

كانت قويه .. صابره وفي عيونها لمعة انكسار ..

مشي الدكتور وهي تقولنا هذا اليوم مارح تنسوه طول حياتكم ابتسمت لنا وزوايا عيونها

منحنيه بحزن .. مسحت ع خده وهي تقوله سامحني ياماما انتا قوي .. وكأنه يشتكيها بعيونه

ماله صوت ابدًا ..

طالع فينا بعيونه الرصاصيه نظرة حزينه وصامته

اتنهدت ..

وفجئة صرنا انا وصحباتي هادئات ..