كاتب الموضوع :
haiol
المنتدى :
مدونتي
رد: آبي آنسى ولكن .. تعشق الذكرى الرجوع
فجئة يقررو نروح عند جدتي أحيان أكون مرجوجة بهدوء معادلة صعبة ولا تمازج غريب في شخصيتي
هدوء متأصل في أعماقي مهما كنت مرجوجة ولي مصطلحاتي الخاصة
وقاموس لغة معرف من فين أجيبو ولكنة مختلفة عن باقي أخواني ..
لمن سمعت ماما تقول أنو أخوي بيودينا نقزت نقزة بعدين وقفت ورجعت أنقز
افتح الدواليب وارجع أقفلها وأمسك راسي بين أصابيعي أحس جاني فقدان ذاكرة أكره أتوتر ادور في غرفتنا بلا هدف
أرجع أجلس في الأرض بعجز
وأنا أطالع في أختي وأسألها بنبرة تحمل نسيان كبير أنا ايش أبغى .. ؟
قالت لي اللبسي
بسرعة نطيت وأنا استوعب فتحت الدولاب مرة ثانية اللاقي دولابي التطبيق شبه فاضي كلها حطيتها في الشنطة
أما دولابي التعليق محشورة الفساتين وكأنها تطلبني الرحمة
بس ماتنفع
مدري كيف لبست تنورة وبلوزة الحمدلله عقلي جملني شوي
رحت عند الباب وتنحت طالعت في النور وجيت بقفلو ومنعني صوت اختي وهي تقولي عقلك مرررة مو معاك افتحي الباب
حسيت بكمية غباء ماتناسب دهائي وسؤال عالق في ذهني فين أجرت عقلي .؟؟
جلست عند رجول اختي وأنا ادور على الأساس بعدين طالعت في اختي وانا اقولها بالله اعطيني الاساس من شنطتك
شفتها تطالع فيني باستغراب وتناولني هو وهي تقول تريه في يدي ايش بك عمية
شهقت وانا اقول ياختي لاتعتبي علي مدري ايش اللي صاير
أحس بنبض في قلبي بشوق وبحب وأنا اذكر جدي الضئيل حجما اسمع صوتو ومزحاتو
وكلامو العجيب والأمثلة اللي يخترعها يعني جدي لوه قاموس اسماء وأمثلة خاص فيه أبتسمت وأنا احس ريحتو في أنفي
عطرو مايتغير جدتي تعتني في أدق التفاصيل وخالاتي مايقصرو
كان الطريق طويل والشوق يعصف بقلبي أتذكرت لمن كنت في عز مرضي ونبرة صوت جدتي اللي مااحبها
انا موضعيفة وقد قولت لاحد يشفق علي
صحيح جاني المرض صغيرة وصحيح مازلت تحت خط الأمان
بس مابكيت إلا مرات قليلة وماتتجاوز الثلاث مرات وخبيت عن اهلي لمن عرفت وخبيت عن عايلتي شتت عقلي عن الافكار اللي جاتني قلبي ينبض بالوجع
لمن اتذكر ذيك الأيام أحس أني ندمانة يوم ماانهرت على ماما في ثاني يوم من العملية حطت المخدة تحت ظهري وانا صوتي يالله يطلع
اقولها ماما لاتحطيها ورى ظهري وهي تفهم عكس الكلام صوتي احس اني اخرجه مابين خناجر ونيران تمزق حنجرتي
ضعيف هزيل والبحة ماتغادرو
حطتها وسحبت راسي وماكان مني إلا شهقات تخرج صرت ابكي وكل ماطلع صوت من حلقي اتألم
زاد شيء صعب وعلاقة طردية غبية يزيد البكى مع زيادة الألم والألم يزداد مع البكى
صرت اشد ع اللحاف وانا اكتم بكاي وتفلتت الشهقات مني احس انو العملية صارت ناااار وكأن كل شيء اتحول
وعقلي انفصل عن الواقع واصاب بالهستيرية ماما احيان تشطح مدري مرضي ذبذبها لدرجة أنها لخبطت بدل ماتحط المخدة ورا رقبتي عشان اقدر انسدح
حطتها اسفل ظهري وسدحت راسي والعملية اللي نهاية رقبتي نسيت سالفتها
صرت أشد اصابيعي اسحب اللحاف وانا جالسة وابكي بكى موجع اطالع في الغرفة ظلام مافي الا صوت القرآن
وجهي غرق بدموعي ومن الألم برودة الغرفة اللي كنت اطقطق منها صارت حارة
ماما تمسح على وجهي وهي تسمي علي وصوتها يرتجف ماهي مستوعبة ايش اللي يصير
ادري انو شعورها في دي اللحظة مميت وسؤال يدور بعقلها انا ايش سويت ببنتي
حسيتها تخرج تنادي الممرضات واصلا كان وقت المسكن
جو سحبو مني الدم وسدحوني وشهقات تفلت من حطولي في الابرة مضاد بعدين دوا يوجع من برودتو وبعدين علبة المسكن الاشبه بالمغذي بس بشكل مغاير مجرد شبه بالكيفية
انسدحت بتعب وألم وأنا اغمض عيوني واسمع صوت الكميرا حق جوال ماما
كانت تصورني تخاف تفقدني في اي لحظة وتبغى ذكرى لي بس انا ماقدرت اعتذر منها ونومت وهي من اليوم الثاني رجعت البيت
وقالت لأختي ترافق معي دامها هي مشتتة وأكثر من مرة صارت مواقف وألمتني
طالعت فيها وهي تتكلم مع اخوي اعشقها وربي اعشقها
واكره اني وجعتها في لحظة ضعف ماقدرت اتحمل ألمي
كان الطريق طويل
وصلنا عند جدتي بيتها حنون أبيض ناعم مرتب
طاولة الطعام اللي كان جدي يفطر فيها مع كوب الشاي ويتصفح لو كتاب ..
طاولة بيضة تغيرها جدتي مع تغيرات الزمن وماتستغني عنها تتوسطها سلة فواكه
وموية في جرة وصحفة جدة ماتتخلى عن دمها الجنوبي وتراثو وشيء أصلتو فينا وعشقناه الجنوب وآآه ينار شوقي للجنوب
سلمت على جدي وهو يضحك ويقول حج ياحاج حج الله يهديك ضحكت وانا ابتعد عنو شكل سمع اننا حاجين
سمعتو يسأل اختي انتي حاجة ..
دخلت غرفة الضيوف الجانبية وعلقت عبايتي في المكان المخصص
أول مادخلت الصالة بدأت جدتي تشعر فيني وتغني عن الحج ضحكت وانا احس بفرحة الحج وانتماء لعالمهم لحنانهم
لكبرهم لتعبهم لصبرهم
وللسر المزروع في وسط العيلة
بانتماء لعايلتي لنمط حياتنا الغريب .. لشخصياتنا الصعبة
ولمزاجتنا بانتماء للمنبع الاساسي
كم سر دفناه وكم وجع حفينا التراب عليه كم صرخة قفلنا عليها في صدورنا
كم شخص حاول يدخل لحياتنا وصديناه
عيلتنا انطوائية اجتماعية
ماحنا اغنياء غنى فاحش ولا فقراء
متوسطين واقرب للرفاهية .. مهما اختلفنا نرجع لبعض .. فتحت الواتس وانا اقرأ مشاكسات البنات
اقرأ حروفهم خواطرهم مشاعرهم نقارهم ومااقدر اقاوم اني ازرع الفين بوسة على شاشة جوالي
لا والله مو احبهم انا اعشقهم انتمي لهم واشتاقهم بقد المشاغل المبعدتني عنهم ..
هدوء ..
وصداع ..
وشوق يفتت عظامي
واكتفاء
أقسم بأن الحب هو فقط مااحمله في قلبي ..
|