كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
_ حسن جدا.. مهما كان ذلك يبدو لك غريبا يا "كارمودى". فانا مدرك تماما اننى لا استطيع شراء مودتك وحبك لى. "فالطريقه" التى تتحدثين بها عن امك وسلوكك نحوى.. كل ذلك يشير بما لا يدع مجالا للشك انك لست المرأه التى يمكن .. استغلالها... وقد افهمتنى انت ذلك بما فيه الكفايه فى اكثر من مناسبه.
وظلت"ان" صامته لانها لا تجد اى ثغره يمكن ان تنفذ منها لتقويض حججه ولكنه على الرغم من ذلك. قالت بصوت مخنوق:
_ ان سمعتك تؤكد انك زئر نساء. وان طريقتك فى معاملتهن تتنافى مع اقل درجات الاحترام. وانا اعرف ماذا كنت تفكر فيه فى تلك الليله فى "فرينليا"عندما عرفت كل شئ عن امى.
_ اعترفى انك اعطيتنى من الاسباب ما يدعونى الى تبنى مثل هذا التفكير.
ووافقته بهزه من رأسها وشعرت فجأه انها لم تعد تستطيع الوقوف على قدميها فجلست على حافه السرير:
_ لقد اعطيتك الفرصه لكى تشرحى لى حقيقه الامور فى صبيحه اليوم التالى. وكنت على استعداد لسماعك. ولكنك اقدمت بيننا جدارا عاليا جعلنى لا استطيع الاقتراب منك وانا لا افهم حتى الان لماذا كذبت على فى هذا الموضوع.
هزت رأسها وتخللت شعرها باصابعها:
_ كنت غاضبه منك منذ اليوم الاول للقائنا.. الطريقه التى اخترتنى بها من بين غيرى من النساء.. واحتقارك لنا جميعا.. ثم نصيحتك لى بعدم الوقوع فى غرامك.. لم اكن اتخيل ان يكون المرء على مثل هذه الدرجه من الغرور والتعالى.. لقد اثار ذلك مرجل الغضب فى نفسى ودفعنى الى ان اتحداك... وكان هذا امرا سخيفا من جانبى .. اننى ادرك ذلك الان..
_ انا افهمك تماما
كانت ثورته قد هدأت وقال وهو يتنهد:
_ لماذا كنت تعامليننى كشخص مصاب بالجذام فى كل مره اقترب منك فيها؟
وصممت برهه ثم استطرد قائلا:
_ لا يمكن ان تفكرى يا"كارمودى" ان سلوكك كان يثير الغيظ والحنق.. لقد قدمت لك هديه اخترتها لك بنفسى. ولم تجدى شيئا تفعلينه غير الهروب منى بحجه مشاهده فيلم سخيف بالتلفزيون..
اعترفى يا"كارمودى" انه كان يجب عليك ان تبذلى بعض الجهد ولو من قبيل حين الذوق واللياقه مما لا شك فيه اننى اخطأت عندما قبلتك على الرغم منك. ولكنك فعلت كل شئ لتتحديننى به... انا لا اريد ان ابحث عن عذر.. لقد اخطأت, وانا اسف لذلك.ظلت "ان" صامته لا تردى ماذا تقول وهى تنظر اليه فى ذهشه وهمت اخيرا لتقطع حبل الصمت الثقيل.
_ ولكن لماذا اشتريت لى هذا العقديا"مات"؟
_لان ذلك اسعدنى.. هل تعتبرين ذلك جريمه من جانبى؟ قد يكون عملى هذا ضربامن الجنون ولكن امكاناتى تسمح لى باقتراف هذا اللون من الجنون!
_ من الافضل ان تخبرنى بالحقيقه يا "مات"؟
_ بحق السماء يا "كارمودى" لا تحاولى البحث عن الشر حيث لا يوجد شر .. لقد اردت الاستحواذ على احترامى. واستطعت ان تحققى ذلك الى ابعد مما كنت تأملين. واردت ان اثبت لك ذلك بهذه الهديه.. هذا كل ما فى الامر... ربما اعتبرت هذه اللفته مبالغا فيها الى حد كبير. ولكن بالنسبه لى لم يدخل الثمن فى اعتبارى. واذا كنت ترفضين هذه الهديه...
ولم يكن جملته عندما راى الدموع من جديد تتبلور فى عينيها... انها لم تعد قادره على التفكير بوضوح:
_ انا اسفه.
خطا خطوه صوبها. ولكنه سرعان ما توقف ظنا منه انها لن تقبل مواساته وانحنى فالتقط العقد وظل ممسكا به وهو غارق فى التفكير
_ انا الذى يجب على ان اقدم لك اسفى يا "كارمودى".. ما كان يجب ان...ان اهاجمك هكذا مهما كانت الظروف.. اننى لا اكاد اعرف نفسى. فلم يحدث لى هذا قبل...
لم تشك "ان" هذه المره فى صدقه واخلاصه:
_ لا اريد ان افتقدك يا "ان".. اعلم اننه من الصعب عليك ان تنسى ما حدث ولكنى اعدت ان هذا خطا.. لن يتكرر مره اخرى.
نظر الى العقد وز كتفيه قائلا:
_ اعتقد ان تلزم اعادته الى الصائغ الان...
|