كاتب الموضوع :
black star
المنتدى :
روايات عبير المكتوبة
وقال "ماتيو":
_"كارمودى"...
واسرعت السيده "مالورى" تقول:
_ اجلسى معى لحظه يا "ان".. سوف يلحق بك ابنى عندما يتم تجهيز حقائبه.. لا تتاخر يا "ماتيو" فمن الافضل ان تسافرا فى وقت مبكر قبل ان تزحم الطرق.
نهض"ماتيو" بعد ان نظر الى امه فى ارتياب وترك المرأتين بمفردهما.
اذا كانت "ان" لم ترغب فى التعقيب على الخطاب فى حضور "ماتيو" فقد كان من الادب ان تفعل ذلك لمدام "مالورى":
_ مدام" مالورى" انت تعرفين من غير شك ان ابنتك قد كتبت لى خطابا. وارجو ان تخبريها اننى غير مستاءه منها على االطلاق فأنا اعلم انها اثارتهذه الذكريات بحسن نيه ولكنى لحظتها .. وهزت كتفيها ثم استطردت قائله:
_ كنت افضل...
وامام حرجها انحنت السيده "مالورى" وقبضت على يدها فى رقه وحنان, وقالت:
_ انا افهمك جيدا يا "ان" وانا سعيده لانه اتيحت لنا هذه الفرصه لنتحدث معا.
انا اسفه بحق لما حدث بالامس فلم يكن من حقنا ابدا ان نتدخل فى حياتك خاصه..
وتنهدت السيده "مالورى" قائله:
_ ولمن لنترك هذا الموضوع جانبا... اريد ان اؤكد لك. انك ستقابلين دائما هنا بكل الموده والترحاب.. فلا تترددى فى المجئ اذا طلب منك "مات" ذلك.
_شكرا... هذا لطيف جدا من جانبك
انتظرت السيده "مالورى" قليلا واخذت رشفه من قدح الشاى ثم استرسلت قائله:
_ لقد عاش "مات" منذ نعومه اظفاره فى وحده وعزله فقد مات والده وهو مازال طفلا وكنا نعيش فى الريف بعيدين عن الاصدقاء والجيران . وكان فى الحاديه عشره من عمره عندما تزوجت وحتى اذا كانت"ليديا" قد ولدت بعد ذلك بقليل فانه لم يتمتع بصحبتها. فلم يكن امامنا حل غير الحاقه لمدرسه داخليه...لا... ان الحياه لم تكن ابدبا سهله بالنسبه له.
مانت "ان" تستمتع وحرجها يزداد بين لحظه واخرى:لمذا تخبرها مدام"مالورى" بكل هذا؟هل ترى فيها شيئا اخر غير مجرد مساعده لابنها؟ زوجه مستقبله مثلا؟ ربما... كانت "ان" تود ان تضع حدا لهذا الحديث, ولكن كيف يمكنها ذلك دون ان تبدو فظه عديمه الذوق؟
واستطردت السيده"مالورى" قائله:
_ وحتى اذا كان قد نجح الى ابعد الحدود فهو مازال وحيدا على الرغم من كل من يحيطون به.ان اعز رغبه لى هى ان اراه متزوجا.. له اسره واولاد. انا واثقه بانه سيكون زوجا مثاليا. انه عطوف على الجميع وقد ساعد "برايان" على انشاء عيادته البيطريه.
قالت "ان" محاوله تغيير مجرى الحديث:
_ عياده؟ كنت اجهل ان "برايان" طبيب بيطرى
وراحت مداد"مالورى" تحدثها عن"برايان" وحبه الكبير للحيونات الذى دفعه لان يصبح طبيبا حتى عاد "ماتيو" هو يحمل حافظه اوراقه.
وما كادا يتخطيان عتبه الباب الخارجى حتى بادرها "ماتيو" قائلا:
_ ارى انك تتفاهمين مع امى
واجابته فى حده:
_ انا اسفه يا سسيدى.. سوف اطلب منك الاذن مستقبلا...
فقاطعها قائلا:
_ ان امى ترى فى كل امرأه ادعوها الى المنزل, سواء اكانت موظفه ام غير ذلك. زوجه مستقبليه لى.. واذا كانت قد وضعت هذه الفكره فى رأسى فيجب ان تتخلصى منها فى الحال...
واجابته "ان" فى حده وغضب:
_ ان مخاوفك يا سيد"فيلدنج ليس لها اى اساس من الصحه فحتى اذا كنت اخر رجل فى العالم فاننى لن افكر لحظه واحده ان تكون لى زوجا.
_ انا ادرك ذلك يا "كارمودى" كنت اريد فقط ان اشرح لك اننى لم اوح لامى باى شئ يشجعها على ان تخوض فى هذا الموضوع وارجو ان تكون انت ايضا قد نزعت من رأسى هذه الاوهام.
_ لم يكن ضروريا فانا لا احب ان اهدم احلام الاخرين فهى احيانا كل ما يملكون فى هذه الححياه.
اذا كان "ماتيو" وحيدا كما زعنت امه فانه بلا شك يستحق هذه الوحده.. يا لو من وغد! يجب ان تكون المرأه ضريره او صماء اذا فكرت فى الزواج من مثل هذا الرجل.. وهى ليست كذلك لحسن الحظ ...
وعندما وصلا الى حيث تقطن "ان" حمل حقيبتها الى عتبه باب شقتها ووضعها على الارض وابعتد قبل ان تستطيع ان تشكره.
ظل"ماتيو" على حاله تلك طوال ايام الاسبوع التالى ولولا العمل الذى يجمع بينهما لتجاهلها تماما.
ولم يكدر ذلك "ان" بل على العكس. فقد بادلته نفس السلوك. ولكنها ظلت . على الرغم من ذلك , تشعر بعدم الراحه فى صحبته. ان عطله نهايه الاسبوع فى "فرينليا" قد غيرت_ سواء ارضيت هى ام كرهت_ من طبيعه علاقتهما.
فى يوم الجمعه السابق على موعد انعقاد المؤتمر كانت "ان" كثقله تماما بالعمل فقد ظلت طوال فتره الصباح تجهز له بريده الذى عليه ان يوقعه قبل ان تذهب لتناول طعام غدائها. ولاول مره, منذ وقت طويل. تجرأت على النظر اليه. ولكن نظرة التحدى فى عينيه لم تدخل الطمأنينه على قلبها:
_ ارجو ان تنتهزى فرصه وجودك فى الخارج يا"كارمودى" لتشترى لى ثلاثه اطقم داخليه من القماش المتوسط.
وواجهت نظراته وهى تكبح جماح غضبها بصعوبه:
_ حسن يا سيدى اذا كان هذا ضروريا.
احست"ان" باحساس غريب كان يبدو انه يمقتها فى هذه اللحظات.. ولا بد ان ططلبه الغريب هذا كان بمثابه اخبار بالنسبه لها... فهو من غير شك ليس بحاجه الى هذه الملابس الداخليه ولا يرى فى هذا الطلب غير وسيله لاهانتها وفرض سيطرته عليها.. وسيله كغيرها ليذكرها انه تدين له بالطاعه والاحترام.
ولما عادتت وضعت اللفافه على المكتب امام"ماتيو" وهى تقول:
_لقد احضرت لك ما اردت يا سيدى.
|