The Darkness of The Night 7
" الصلاة . . الصلاة . . الصلاة , اللهم بلغت اللهم فَ أشهد "
كابرت صحيح , و داست على قلبها فالبداية !
و تظاهرت بأنها قادرة تعيش بدونه !
و قادرة " تخلعه " مثل ما فهمته !
لكنها حتى أثناء مكابرتها ذيج !
كانت تنتظر اللحظة اللي يتنازل هو فيها عن غروره و عنفوانه و يخر جدامها من طوله
علشان تتسلل لجواره من يديد و تساعده ع النهوض
و هي تردد بكل بلاهه أنها كَ زوجة ؛ ما يصير تتخلى عن زوجها و هو محتاجها !!
ما يصير تتخلى عنه وهو بهلـ قدر الكبير من الضعف و الهوان !
المفروض تظل جنبه ؛ و تتمسك به أكثر من قبل !
و تصير نموذج لزوجة المثالية . . اللي يحتذى فيها و تضرب بها الأمثال !
و مع الأسف أنه هذا هو بالضبط اللي سوته !
و ندمت عليه أشد الندم بعدها !!!
و بدل ما تصير مثال يحتذى به ؛ صـارت عبره يُعتبر بها !
بَ جوار دريشة غرفتها الواسعة , كانت واقفة تراقب الشارع بَ بال شارد سرحان , وهي تنتظر على جمر باب غرفتها ينفتح على يد عيالها و يتراكضون بأتجاها بشقاوتهم المعتادة
بعد ما ينفذ أبوها وعده لها . . .
و تجرأت تتصل على ماجد للمرة الثانية ؛ محاولة تستميل قلبه و تخليه يرجعهم بالطيب
و يتفاهمون هو وياها بطريقة حضارية أكثر ! . . .
و بسببه ؛ أعتصرت قلبها أفكار سودة تتضاعف مع كل ثانية تمر عليها !
أفكار خلتها تشطح لبعيد . . بعيد وايد !
و تتخيل أن توديعها لهم اليوم الصبح قبل لا يروحون مدرستهم
كان المرة الآخيرة اللي راح تشوفهم فيها . . . . .
و أنها راح تقضي أيامها الجايه تتغذى على فتات الذكريات الماضيه لها معاهم و بقايا الصور المجردة من أرواحهم على كم قطعة ثياب خاليه من أجسادهم الصغيرة !!
و أن عاجلا أو آجلاً راح يجي اليوم . .
اللي بيدخلون عليها فيه . . ريــايــل !
يسلمون عليها ببرود و تأدية واجب لا غير !
بعد ما يخمد حبها فَ قلبهم و يتحول لـ رماد !!!
مجرد أنسانة محسوبة عليهم كـ " أم " !
رغم أنهم ما عادوا يحسونها أم !
معقولة ينتهي بها المطاف هناك . .
عند ذيك النهاية المؤلمة !
حست بسائل دافي يزحف على خدها مع هالنتيجة اللي توصلت لها فالأخير . .
و ف نفس اللحظة . . أقتحمت نادية خلوتها بدون أستأذان !
ما أنتبهت على وجودها فَ الغرفة ألا بعد ما داهمت مسامعها نبرة صوتها المشفقه
ألتفتت عليها بدون ما تتكلف وتمسح دمعتها , لأنها مب ناوية تكابر أكثر من جذي
سألت أول ما شافتها : جا أبوي وله للحين ؟
نادية : لا ! ما رجع للحين . . . . ( تمسح على ظهرها بمواساه ) راح يرجعون لج أن شاء الله !
موزة وهي تضم شفايفها لثواني بسيطة و تصرح باللي خالج تفكيرها من شوي : معقولة ماراح أشوفهم مرة ثانية ؟ . . . ( بحشرجة واضحه جداً بصوتها المبحوح ) خلاص !
نادية : لا تقولين جذي , محد راح يحرمج منهم !
موزة وصورة ماجد متشكله ف ذهنها : . . . ما توقعته يفكر بهلـ طريقة ؟ ما توقعته يستخدمهم ضدي ! . . ما كان جذي ؟ يظنها رجوله ؟ . . رجوله يومه يستقوي علي بهلـ طريقة ؟! ( تشيح بنظرها عن أختها وهي تقول ) حسبي الله و نعم الوكيل بس !
نادية بعد ما قلبت الكلام فَ حلجها لثواني تحاول تصفصفه عدل : شوفي . . أنا ما أعرف شاللي صار بينكم بالضبط وقلب حالكم 180 درجة , لكني متأكدة أنه ماراح يقدر يحرمج منهم !! ماجد مو قاسي جذي , هو بس عصبي شوي . . . . و من يهدى راح يجي و يعتذر منج و يبوس ريلج بعد !! و بتهدى القلوب وتصفى النفوس , ( تلعثمت باقي الجملة فحلجها قبل لا تنطق بها ) تبين الصراحة ؛ أنا ما أبيكم تطلقون ! . . . أحبكم مع بعض ! تيننون . . ( بأقتراح ) . . . زين أذا مب علشانكم علشان عيالكم , حرام يعيشون مشتتين ما بينج و بينه !! فكروا فيهم على الأقل قبل لا تاخذون آي قرار !
موزة : ندوي و اللي يعافيج , لا تتكلمين بشي مب عارفته ! . . لو أنج مكاني , ما ترجعين له لو على قص رقبتج ! اللي سواه فيني مب شوي ( بَ كبرياء ملفق و هي تتكتف ) . . بكون غبية لو سامحته !
نادية : زين قولي لي شصار بينكم ! ( بتوضيح ) صج أني صغيرة , بس تراني مب ياهل !! أفهم . . . علميني شفيكم ؟؟ و أنــا بحكم
موزة : متفرغه ؛ أحكم و ما أحكم ! خلج فَ دراستج بس . . ( تطالعها من يديد و تسأل ) أنتي أصلاً درستي شي اليوم ؟ ما أجوفج مسكتي كتاب حتى !
نادية تزم شفايفها وهي مب عاجبها تصريف موزة لها : ما عندي أمتحان باجر ! . . عقب باجر !
موزة : زين ؟ و عقب باجر ! ما تدرسين يعني ؟ . . جابلي كتابج أبرك من هالسوالف ! معدلج صاير يفشل !
نادية بتنرفز : أنتوا لين متى بتمون تعاملوني على أني ياهل !!! تراني 20 سنة ! مب 10 !!
موزة تطالعها بحاجب مرفوع : و ما تصيرين كبيرة يعني ألا لا تدخلتي بخصوصياتي و سوالف أكبر منج !؟
نادية : الخوات يسون جذي ! . . يكونون قراب من بعض و يشكون لبعض !
موزة : الله باليج بأخت مثلي !!! ما تبي تشكي لج ولا تنفخ راسج بمواضيع مالج فيها !
نادية تلوي بوزها بقهر : الشره علي اللي جـايـ. . . . . ( تعالا رنين جوال موزة قاطع كلامها )
لفت موزة براسها ناحية جوالها و أرتفع معدل نبض قلبها , طالعت أختها قبل لا تندفع ناحية جوالها الموجود فوق الكومدينة . . و من شافت الرقم . . قالت بمشاعر غريبة أعترتها : ماجد ؟
نادية بلقافة وهي تنقز أحذاها : و أخيراً !! . . . ردي ردي يمكن بيرجع اليهال !!
موزة وهي تأشر لها بيدها : برى برى . . بسررررعة طلعي وسكري الباب وراج !
نادية بعيون متوسعه على آخرها : خيييير أطلع ! بسمعه شبيقول !
موزة بنفاذ صبر : ندووووووي ذلفي بسرعة قبل لا يسكر !
نادية بتأفأف : أأأفففففففف ! زين !
طلعت من الغرفة راضخه الباب وراها , بينما ردت موزة على ماجد فَ اللحظة اللي تسكر بها الباب بنبرة تصنعت توازنها : ألو !
ماجد بلا مقدمات : . . أشوفج داقة ؟
موزة بنفس الثبات المزعوم : متى بتجيبهم ؟
سكت شوي قبل لا يجاوب : على حسب !
عقدت ملامحها بأستنكار : على حسب شنو ؟
جاوبها : متى ما شبعت منهم جبتهم !!!
بأندفاع قالت : أنت ليش قاعد تسوي فيني جذي !
ماجد : هذاج حرمتيني منهم أسبوع . . ! ما أشتكيت !
موزة أستفزتها جملته فَ قالت : تراها مب لعبه , مرة عندك ومرة عندي , هذا من أولها. . شذنبهم نبهدلهم جذي ؟!
ماجد : ذنبهم أنه أنا وياج والديهم . . و لو هامتج راحتهم , ردي ! و خل نسكر هالموضوع !
موزة بأندفاع أكبر : أنت اللي كبرته مب أنــا ! لو سامعني من البداية . . كان ما صار كل هذا !!
ماجد بزهق : كم مرة تبيني أعيد و أزيد بأنه في شي أكبر منا قاعد يصير !! حد مستقصد يدمر حياتنا !!
موزة ترد عليه بالمثل : وكم مرة تبيني أقول لك أنك أنسان مريض علشان تفهم ؟
ماجد : وأذا مريض ! تجازيني بهلـ طريقة ؟ ما توقفين معاي ؟؟
موزة بأستخفاف : لاه ! تبيني أوقف معاك بعد اللي سويته !! . . . للحين ترن فأذني كلمتك " ما عليها حسوف " . . كأني وحدة من الشارع ! ( تذكره بماضيه ) كأني وحدة من الوصخات اللي كنت تعرفهم !! مب زوجتك و أم عيالك . . . صدقت فيني على طول و ما عطيتني فرصة أدافع بها عن نفسي . . . . . كنت مستعد تذبحني و بدم بارد و تسحبني لعند هلي جثه !!!! و تخليني أموت ب أثم ما أرتكبته ! . . . . شاللي غير رايك اللحين ؟ شاللي خلاك ترجع تتمسك فيني جذي ؟ علشان كم كلمة قالوها لك فالفندق !! ( بتعمد علشان تثير غضبه قالت ) يمكن نكون أنا ومحمد على قولتك محفظينهم هالكلام . . علشان لا تكتشفنا !
تجاهل كلامها لأنه داري أنها متعمده تثيره , و قال : صدقيني ماراح يهدى لي جفن لين أعرف من ورى كل هذا وليش يبي يدمر حياتنا جذي . . . . ! غلطت صح , و تسرعت . . بس أنتي عارفتني ! عارفه طبعي . . . أنا أتفه الأشياء ساعات تنرفزني , فما بالج بشي مثل هذا !!! مو من حقي تختلقين لي الأعذار ع الأقل !
موزة بغضب عاصف : وأنا مو من حقي أزعل و أعافك ! . . آي وحدة ف مكاني كانت راح تسوي جذي ألا أكثر من جذي . . أنت هزيت صورتي فعين أهلي و حرمتني من ياهل كان ممكن يكون بنت ! و تبيني بكل سهولة أنسى و أسامح !
شدته جملتها الأخيرة , فسأل : حرمتج من ياهل ؟ شقصدج !؟
موزة تمسح دموعها و تتكتف وهي ترمي عليه القنبله اللي أصعقته : قصدي أني كنت حامل يومها !! و سقطت بسبتك !
ألتزم الصمت ع الطرف الثاني لأنه تفاجئ بالخبر اللي مادرى عنه أصلاً
تكلمت : سكت ؟ أشوفك سكت ! مارديت !! , ست سنين أنطر هاليوم و بكل بساااااطة راح علشان واحد مـــخــتـــل مثلك شايفني ( . . ) و ( . . ) ( تسكرها فَ ويهه من يديد ) لا تحاول ماجد . . . لا تحلم يجمعنا بيت مرة ثانية ! . . أنت لو تدري شكثر كارهتك انا اللحين والله ما تتجرأ تطلب مني هالطلب . . . . ( تعطيه من الآخر ) أنا ما أبي منك شي ! ولا شي , مستعده أرجع لك كل فلس صرفته علي بس تطلع من حياتي و تخليلي عيالي . . . خل لي هالأثنين ع الأقل !!! ( تزيح قذلتها عن محيط ويها و تضيف ) لو أن ف قلبك ذرة معزة لي . . ما تساومني عليهم !!! ما تلوي ذراعي بهم . . . . ( بعتب ممتزج بخيبة أمل و كره وليد اللحظة ) ما توقعتك جذي !
ماجد بصوت أغتم فجأة بسبب الخبر اللي فاجأته به : تدرين أني مب جذي ! . . لكن علشان تظلين معاي . . مستعد أسوي آي شي , صدقيني موزة !! لو أضطر أخذهم و أهج بهم من الديره بكبرها و أحرمج بالفعل منهم علشان بس ترجعين . . راح أسويها ! ( بثقة أفزعتها كمل رغم الهم اللي بنبرته ) والله العظيييم راح أسوييييها لو أحتديت !! لأني أحبج . . و رب الكعبة أحبج !
هالطاري بحد ذاته يخنقها . .
فكرة حرمانها من عيالها تحسها أشبه ب قبضه فولاذيه حاكمة القبض على رقبتها و مانعه عنها حتى النفس . . و بشكل جداً واضح بنبرة صوتها جاوبته : اللي يحب ما يسوي جذي ! . . لو تحبني ما تسوي فيني جذي . . !
آلمته نبرتها المكسورة و الضعيفه , المجردة من كبريائها الزائف , فقال بنبرة حانيه : أرجعي , و خلينا نحل مشاكلنا بينا و بين بعض مثل دوم . . بدون تدخل من أحد ؛ لا هلج ولا هلي !!! و صدقيني مستعد أسوي أي شي يرضيج . . . و دامج مقتنعه أني مينون , مستعد أتعالج و ماعلي من كلام الناس !!! أهم ما علي أنتي . . .
غمضت عينها بألم فضيع أعتصرها و فتحت المجال لدموعها تزحف للمرة الألف على خدها بدون لا تمسحهم و بأختصار شديد قالت بنبرة مبحوحه باين بها البكى : أبي عيالي ماجد !
ماجد بصوت هادي متألم مثلها : و أنا أبيج !
بضعف قالت : تكفى ماجد لا تحرمني منهم !
ماجد بنفس النبرة : لا تحرميني منج عيل !
سألت ب أمل مازالت متعلقه فيه : راح تردهم اليوم ؟
جاوبها بكل وضوح : أنتي اللي راح تجينهم مب هم ! . .
كلمته هذي كانت القشه اللي قسمت ظهر البعير !
بضعف مدت جسمها لجدام مرخيه راسها بيأس لتحت
بعد ما سندت كوعها على فخذها و غرست أنامل يدها اليسرى فشعرها
بينما يدها الثانية مازالت ماسكه بها جوالها بالقرب من أذنها
و أنخرطت فالمقابل بَ بكاء هادي مسموع !!!
يكره يكون السبب بهمومها !!
و بالمقابل ؛ يكره حياته بدونها !
همس لها بصوت مشفق على حالها وهو يناديها : حبيبتي حبيبتي ! . . موزة ! . . تكفين لا تصيحين !! . . . . كل هذا راح يخلص فاللحظة اللي بترجعين فيها لبيتج ! ريحي نفسج و ريحيني , و أحلف لج بالله العظــ . . . . . . . . . . . ( طوط طوط طوط ) !
ما سمعت باقي كلامه ولا تبي تسمع !
راح يجردها قلبها من كرامتها و يرجّعها له !!
ضعيفه هي , أضعف بوايد مما كانت تتصور . . . .
واللي قاعد يصير لها ؛ أقوى بوايد منها !
مو قال لها أبوها راح يتصرف هو !
مو طمنها و قال راح ينامون عيالها فحظنها اليوم !!
ليش تحججت بعيالها علشان تسمع صوته . . . . !
ليش أثبتت لماجد أنه نجح بمحاولة لوي الذراع اللي أقدم عليها !!!!
ليش كشفت له عن ضعفها بهلـ سهولة , و ترجته بهلـ صورة المهينة !
بالرغم من أنها كانت قادرة تصدمه بصلابتها و قوتها لما تتجاهله و تتجاهل تصرفاته
لكنها ومع الأسف ؛ سلمت له و بكل بساطة نقطة ضعفها
وخلته يتشبث بها بكل قوته !
بسبتها ؛ فلت آخر خيط للأمل من يدها من ناحية ماجد !!
وما ظل جدامها غير أبوها !
المنقذ الآخير لها . . واللي رمت عليه كل آمالها و توقعاتها الباقية !
يا ترى راح يقدر يجيبهم مثل ما وعدها ؟
و له راح يفشل . . ويرجع يكرر عليها جملته السقيمة اللي سمعها آياها اليوم الظهر
" منتي معتبه بيته ! و هو مثل ما خذاهم بيردهم "
للأسف أنها ما تدري , و ماعندها آي فكرة عن اللي يقدر يسويه علشان يجيبهم !
كل اللي عندها اللحين هو الأنتظار !
بالرغم من أن الثواني نفسها صارت تمر عليها سنين !
و ماتدري شلون راح تقدر تحتملهم لين يلوح جدامها زول أبوها
هذا لو كان يحمل معاه أخبار تريح من الأساس !
أسدل الليل ستاره على شوارع الدوحة , معلناً أنتهاء يوم طويل كان حافل للبعض و روتيني للبعض الأخر , و بجوار لطيفة ؛ كان قاعد نواف يذاكر لأمتحان بكره , بينما أخوه لاهي مع الأيباد الخاص بعمته اللي أنجبرت تتنازل له عنه , علشان بس ما يزعجهم و يخلي اخوه يدرس.
كان ماجد قاعد معاهم بَ بال شارد . .
قبل لا يروح لأبوه اللي ناداه بملامح ما تبشر بخير . . بعد ما أنهى مكالمة أستبشر بصاحبها فالبداية ؛ لكن أستبشاره هذا مادام أكثر من دقيقة ألا و تغيرت ملامحه تدريجياً
وأضطر يقوم من المكان تارك لهم الصالة علشان يقدر ياخذ راحته فالكلام
بعيد عن تطفل مسامع بنته و أحفاده !
5 دقايق بالضبط قضاها قبل لا يرجع و ينادى ماجد بحده
و ينفرد به ف أحدى الغرف بعيد عنهم !
كل هذا و لطيفة تراقبهم بطريقة غير مباشرة لحد ما أختفوا عن مدى نظرها ؛ كان صايدها فضول تعرف ليش ناداه . . ؟
وليش هالأنزعاج الكبير اللي كان بادي على ملامحه !
معقولة الموضوع فيه موزة ؟
خاصة و أن المتصل كان أبوها !
لكن بحكم أن محد يدري – غير ماجد و موزة – أنها عارفه تفاصيل التفاصيل ف موضوع أخوها و مرته أكتفت بأنها تواصل تمثيل دور الغشيمه !!!
و يا خبر اليوم بفلوس ؛ باجر أبلاش !
حاولت قد ما تقدر تبعد موضوع ماجد عن بالها , وتركز مع نواف بالدرس اللي بين يدينها !
وتحاول تفهمه أياه , لولا أن صوت صراخ أبوها وأخوها اللي أرتفع تدريجياً من نقطة شبه بعيده عنهم خلاها غصب تتوقف عن الشرح ! و ترفع نظرها للفراغ بأتجاه مصدر الصوت !!
اللي كان باين بشكل مبدئي أنه صادر من الصالة الرئيسية للبيت
تعدل فهد فَ قعدته بلمح البصر بعد ما كان مستلقي و مريح الأيباد فوق بطنه و مندمج بخوض الجوله العاشر فَ اللعبة اللي بين أنامله الصغيرة , لكن صوت الصراخ المفاجئ هذا . . شد أنتباهه حاله حال عمته و أخوه !
تكلم بخوف و فضول كبير : صوت بابا ! و جد !
بلقافة , فز نواف على حيله ناوي يروح يستكشف السبب
لولا أنه يد عمته داهمته ومسكته من معصمه وهي تقول بسرعة : وين وين وين !! بلا لقااافه !! أشوف أنثبر . . كمل اللي بأيدك !
نواف بخرعه وعيون متوسعه : بابا و جد يتهاوشون !!
لطيفة بملامح محتده : سوالف كبار ! . . مالك دخل !!!. . . أنا بروح أشوف شسالفة , ( أوقفت وهي تزيح الدفتر و الكتاب من حجرها وتحطهم ع الكنبة وتشير لتوأم بسبابتها مهدده ) أن شفت واحد منكم لاحقني ضربته سامعيني . . . ( تطالع فهد ) كمل لعبك أنت و خل اخوك يدرس . . ( تنقل نظرها لنسخة فهد ) بروح و برجع ألقاك حافظ !
خطت مبتعده عنهم لولا أن نبرته فهد اللي رجع قعد مكانه و قال بخوف ماقدر يخفيه شدتها : ميمة ( عميمة ) ليش يتهاوشون ؟
لطيفة بكذبه لا يمكن تتصدق قالت : من قال يتهاوشون ؟ قاعدين يسولفون بس ! . . كمل لعبك ترى لا خلصت من أخوك باخذه منك !!
ماعطته فرصة ينطق بحرف لأنها أتجهت على الفور صوب الصالة الثانية غير مهتمه بالرد اللي ممكن يجاوبها فيه !
كانت حدة أصوات ابوها و أخوها تعلى وترتفع مع كل خطوة تخطيها بأتجاهم
وبشكل مباغت طلعت أمها فَ ويها مخترعه هي الثانية بسبب صوت الصراخ اللي شال البيت !
تكلمت وهي عاقدة حواجبها : شهلـ صرااااااخ ؟ شبلاه أبووووج يصارخ !! . . . ( تنتبه على نبرة الصوت الثانية الممتزجة مع صوت ريلها ) هذا ماجد اللي معاه ؟ ( بخرعه ) شبلاه يحاجي أبوه جي . . . !!
لطيفة بتوتر جاوبت وهي تأشر بيدها : مادري ! كانوا قاعدين معانا من شوي . . مادري شصادهم ؟
أم ماجد بقلب مقروص قالت وخطواتها منطلقه ناحية الصالة الثانية : الله يستر بس !
تسارعت خطواتهم الثنتين لمصدر الصوت
لكنهم قبل لا يوصلون . . طلع فَ ويهم ماجد بملامح محمره من الغضب , و دفع بشراسه لطيفة عن طريجه و أبتعد عنهم و هو يتحلطم بكلام ما قدروا يفهمون منه حرف !!
أشاحت لطيفة براسها ناحية أخوها , بينما أمها دخلت الصالة على ريلها تشوف شصار !
لقته واقف فنص الصالة بركان فعز أنفجاره , سألته بتوتر فضيع : عيسى ! شبلاه صوتكم شايل البيت شيل !!!
بو ماجد بغضب عاصف قال : شبلانا ؟ سألي الهيس ولدج !!! كبر و دبر ! أنا يرفع يده فَ ويهييييي !!!!!!
أشهقت لطيفة مصدومة , بينما أستنكرت امها الكلمة و لا شعورياً قالت : خييييير !!!
بو ماجد بنفس الغضب : اييييه اللي سمعتيه ! هاللي ما يستحي ولا ينتخي !! شاف نفسه طال له كم شبر قال خلاص !!!! كبرت . . ومحد له كلمة علي . . . ما عجبه كلامي رفع يده بيضربني على آخر عمري هالثور ! . . ( بثقة قال ) أنا أصلاً من شفته داش علينا البيت بدون أهله وأنا قايل أنه مسوي له مصيييييبة !!!!! و من جاب اليهال اليوم بدون مرته تأكدت ! هذا الظاهر يبي يمشكلنا مع نسايبنا ! قص ويهي الله لا يبارك فيه ولا بساعته . . ماعرفت شقول لريال وله شرقع. . . . . ما جا تخشخش ( أختبئ ) عندنا إلا لأنه داري سالفته بتوصل للمحاكم و المراكز !
أم ماجد مفجوعه سألت : وليشششش كل هذا ؟ شصاير ! شمسوي الولد ؟
بو ماجد ب ويه أحمر من شدة الغضب : شمسوي ؟ . . شمسووووي ! ألا قولي شماسوى بعد . . . . متبلي على المره و مصورها و جايهم آخر الليل يتهمها بشرفها !!! . . . ( أشهقت أم ماجد بعد ما توسعت عيونها على الآخر من الصدمة بينما كمل ريلها ) . . و قاعد يساوم بنت الناس على عيالها !! ماخذهم منها علشان ترجع له هالغبر !!! . . . أبوها توه مسكر من عندي يهدد ! . . يقول لو ما طلق بالزين بيوصل السالفة للمراكز و المحاكم و لأكبر راس لو أضطر . . وحزتها ما راح يكتفي بورقة الطلاق بس ! ألا بيطالب بحبسه ليييين تخيس جثته !!! ( يضرب كفوفه فَ بعضهم ) هذا اللي ناقص !! . . . هذا اللي ناقصناا يا جلثم – كلثم – . . على آخر عمري يسود ويهي ولدج العوي هذا !!! الله لا يبـــــارك فيه من صبي . . . . . ! طـــول عمره عوي !! وبيظل عووووووي !!!!! لا و تقولين لي كبر و عقل ! . . . عقل طل فعينج !!! . . . لو كل الناس تعقل هالهيس ولدج ما يعقل !
أم ماجد وهي تحس برجفه غريبه أعترت جسمها من قو الصدمة قالت بأقصى درجات الأهتمام : زين ليش يسوي جذي ؟ شمصلحته ؟
بو ماجد : تسأليني ؟ . . روحي سأليه هو !!! ( بتنبيه ساخر ممتزج بغضبه المتأجج ) بس حاسبي لا يطولج طراق منه وله كف . . ما هو كلامنا صاير ما يعجبه !! عبيد عنده أحنا مادري خدم !!! مب والدينه . . قليل الخاتمة ! ( تعالا من الصالة صوت صياح اليهال , فتكلم وهو يأشر بأتجاه الصوت بصبر نفذ ) ها ! كاهو !! راح يطلع حرته فهلـ بزارين . . ما عجبه كلامي راح ياخذهم !!! . . بالطــقـــاااااق . . زعل يدي ! عنه ما رضى , قلتها له و أرد أعيدها . . . ماله قعده عندي فالبيت دام هذي سالفته . . . . يا يصلح أموره مع مرته ويرد لها عيالها ! يا يطلقها و يفكنا من عوار الراس !!! وحتى لو سواها هم بظل غضبان عليه ليوم الدين على رفعة يده فَ ويهي و صوته العااااالي . . . . . ! ( وصلهم صوت رضخت باب الصالة الثانية , فَ صرخ من أعماقه ) بــاااااالللللي ما يحفـــــــــــــظك !
تراجعت خطوات لطيفة قبل لا تركض بأتجاه الباب , محاولة تلحق على ماجد قبل لا يطلع من البيت ! قدرت تلمحه من بعيد وهو يسكر باب السيارة بعد نواف بعنف كاتم أصوات صياحهم العالي داخلها , وصلت له قبل لا يركب سيارته بعد ما فتح بابها و قالت وهي تمسكه من ذراعه بسرعة وتسكر باب سيارته : مـــاجد . . مـــاجد . . . صبر !! . . صبر شوي !
نفض يدها من ذراعه بوحشيه , وطالعها بملامح شيطانية غاضبه : خيييير ! شتبين أنتي الثانية بعد ؟
لطيفة بملامح معقودة : ماجد ترى كلش مب عدله حركتك مع ابوي هذي !!! شنو تصارخ عليه و ترفع يدك بويهه ؟ بزر عندك هو !!! . . يزاه يبي مصلحتك !!!
مسكها من زندها بقوة وسندها ع السيارة بقسوة وهو يقول بَ تعابير مختلفة تماماً عن اللي أعتادتها فَ تقاسيم ويه أخوها المعتاد : عيل قولي لأبوج ! أني هالمرة مسكت نفسي . . المرة الياية ما يردني ألا دمه !!!
أحتدت ملامحها و أنعقدت حواجبها على كلمته , فقالت بأندفاع غاضب : خــــيييير !!
سندها زود ع السيارة بدرجة فضيعه و صرخ فَ ويها : هاااا ؟ شنو ! بتضربيني أنتي الثانية ؟ . . بتضربيني ( كررها للمرة الثالثه وهو يلزق ويهه فَ ويها بطريقة عنيفه جداً و مؤلمة ) بتـــضربيييييييييييني !!!
لفت بويها الصوب الثاني متفاديه تلاحم وي أخوها بَ ويها بشكل قاسي و قالت متوجعه : مجوووووووود !!
فرها وراه بكل قوته وهو يقول : عيييييل طلعوا من مخي !
رمى بجسمه داخل السيارة وسكر الباب , بينما حاولت لطيفة تستجمع قوتها وتحافظ على توازنها لا ترتطم فَ الأرض و على آخر لحظة أنجحت و أصلبت طولها . .
رجعت شعرها لورى و لفت بأتجاه سيارة ماجد اللي ريوس بها بسرعة عجييييييبة وهو طالع من حوش بيتهم و قالت بأنفاس متسارع و هي مصدومة من تصرفه : مب صاحي !
الطريج طويل صحيح , لكن سرعة ماجد المجنونه طول الطريج واللي هددت حياته هو وعياله كذا مرة خلته يوصل خلال ساعة لبيته . . . اللي ما طبه من بعد سالفته مع موزة
كانوا عياله ساكتين . . أو بشكل أصح " نايمين " من بعد ما شبعوا صياح و أفزعهم هو كذا مرة بصراخه العالي . . . . لحد ما سكتوا و ناموا من التعب !
وقف سيارته ف حوش البيت !!
و طفاها وهو يقول موجة كلامه لعياله : هيييييه !! . . هييييييه أنت ويااااااه !! ( زئر ) نووووووووووواف و فهــــــــد !
أنتفض نواف ورى من قو الصرخة و صحى على طول بينما أخوه عقد ملامحه و تحرك شوي وكمل نومه , هزه بخشونه وهو يقول : فهيييييييييد و صمخ !!! قوووم !
فتح عينه بأنزعاج و ألقى نظرة على صاحب الصوت المزعج اللي نكد عليه نومته !
ومن طاحت عينه على ويه ابوه الغاضب , تعدل ف قعدته وهو يفرك عيونه ب خمول
تكلم ماجد وهو يسحب المفتاح وينزل من السيارة : أخلصوا علي و نزلوا بسرعة !
نزلوا التوأم على مضض و تبعوا أبوهم اللي قال : سيده على فرشكم ما أبي أشوف واحد منكم !!!
نواف بنبره طفولية بريئة جداً قال وهو يمشي بخطوات ناعسه : ماما متى بتجي ؟
ألتفت عليه ماجد وهو يقول بتنرفز بعد ما دنع لمستوى ولده : ماما هذي أبيك تشيلهااااا من راسك !!!! تسمعني . . ( زئر فيه ) . . فكوني من سيرتها عااااد !!
فهد يتمتم بصوت مسموع بجوار أخوه : ما شفتها اليوم !!!!
ماجد يقطع الأمل فَ ويهه و ينقل نظره لتوأم الثاني : و منت شايفها لا اليوم و لا بعد سنه !!!!! خل عنادها ينفعها !
أرتجفت شفايف فهد معلناً عن بد وصلة بكاء , بينما بدى فيها نواف بالفعل وهو يقول : أبي ماما!
مسكهم أثنينهم من طرف قمصانهم و شدهم لداخل البيت بالغصب , دخلوا ثلاثتهم على الصالة المدمورة و المعفسه بسبب ذيج الليلة , مشى بهم لعند الدري وهو يقول : أشوف طسوا داركم و خمدوا ! أن سمعت حس واحد فيكم لا أطلع حرتي به !! تسمعون ؟
ركبوا الدري بخطوات سريعة لفوق و هم يصيحون بصوت خافت علشان لا يطالهم غضب أبوهم
وصلوا غرفتهم الساكنه و الحاره بسبب مكيفها المطفى , فتحوها و سكروا بابها وراهم و أندعسوا الأثنين فأسرتهم
و تحت اللحاف أنخرطوا فَ بكائهم !
ألقى فهد نظرة على أخوه وهو يقول بصوت واطي خوفاً من أبوه : نواف . . أبي ماما !
لأن بكائه كان معرقل الحروف فَ حلجه و معيقهم عن تكوين آي جملة مفيدة
يقدر يرد بها على شقيقه أن هو بالمثل . . . . محتاج أمه !
اللي كانوا دايماً يفرون لحظنها من غضب أبوهم !!!
لكنها مب موجودة هالليلة !!
و ماعندهم حظن يفرون له ؛ غير أسرتهم الباردة !
و المجرده من آي نوع من المشاعر و الأحاسيس . .
واللي لا يمكن تتقارن بدفئ حظن أمهم
اللي كانت بَ المقابل . . .
تعتصر مخدتها فحظنها و تبكي هي الثانيه تحت غطائها نفسهم بالضبط
بعد ما فاجأها أبوها بجملته
" خل نشوف بوماجد شراح يسوي و يصير خير عقب ! "
و لا كأنه كان باين عليها أنـهـا ما عاد فيها تنتظر دقيقة زيادة
علشان يجبرها تنطر كم يوم بعد . .
لين يشوفون شلون راح يتصرف حماها مع ولده !
قاعدين يتقاذفون أعصابها ما بينهم
بدون أي أهتمام أو أكتراث لـ مشاعرها !
كل واحد يشوف الموضوع من منظورة و من وجهة نظرة الخاصة !!
متجاهلين أن ما بينهم في أم . . .