الساعه الثانية بعد منتصف الليل
سكون خاوي مطوقها من جهات الأربع بينما هي متكوره على نفسها فوق السرير و تحدق فَ الفراغ بملامح شاحبه خلفت دمعة مره أنزلقت على خدها و أستقرت ع المخده , كانت تستشعر الآلآم الفضيعه اللي تتراكض في جزيئات جسمها . . ف كل عظمة و فكل شبر . .
و لا شعورياً ؛ كانت تون من شدة الألم و تحس درجة حرارة جسمها أرتفعت بشكل مفاجئ !
كانت أقل حركة ممكن تصدر منها ؛ كفيله بأنها تخليها تخوض تجربة ألم أقسى و أمر من اللي هي فيها اللحين . .
شي غريب قاعد يصير , شي مب قادرة تفهمه !!
الدنيا حولها تجردت من كل قوانين الجاذبية . . كل شي حولها يطفو و يتمايل و يلف . . .
تحس بجسدها الخامل هم يطفي فوق سطح متحرك !
. . . سطح أشبه ما يكون بَ بحر ؛ تتلاقفها أمواجه بسكون مطابق للجو المحيط بها
الدنيا حولها ماعادت مستويه . .
و زواياها المستقيمة ؛ قامت تتمايل و تتراقص جدامها !!
جفونها أثقلت !! و لسانها بالمثل
و نوم عميق أسدل ستاره عليها جبراً و جبرها تغوص فعالم يديد عليها . . . . . !!
شي غريب ؛ و يديد ! و مو قادرة تميزه . . . !
هذا اللي يسمونه . . الموت !
الساعه الثالثة بعد منتصف الليل
من التعب ؛ كان مستلقي بجسده فوق الكنبة الموجودة ف الصالة المدمورة , و نايم !
لكنه كان قادر يسمع و بوضوح صوت مألوف له يهمس بأذنه : بابا . . بابـــا . . ( بأستنجاد ) بابا شوف فهود خذى سيارتي . . . !!!!! ( كان نواف ! عارف هالنبرة عدل ؛ أمتزجت نبرته هذي مع صوت آخر أنثوي محبب لقلبه ) حبيبي ؟ بتطول و أنت نايم ؟ قوم يلا . . مليت ! ( و للمرة الثانية أمتزجت نبرة ثالثة مع أصواتهم قال صاحبها بعد ما ميز أنه فهد ) بابا ليش ذبحته ؟! . . . . بنموت أحنا بعد ؟؟ . . راح نموت صح ؟! أمه تقول أنك بتذبحنا كلنا . . راح تعورنا . . . بنحترق ؟ ( اطرق يتسائل ) صح اللي يثوي – يسوي – شطانه هو بث اللي يتعاقب ؟ أنزين ليش ما تموت أنت بث !! أنت اللي ذبحته ! ( أستشعر أنفاس غريبه تصطدم بسطح ويهه وكأن صاحبتها مقابله ويهه تماماً . . و حس بالوقت نفسه أن الأطياف الثلاثه المحببه لقلبه أختفت و خيمت مكانهم عتمة . . عتمة قالت ب نبرة بشعة ) بتنفجع بهم ياماجد ؛ مثل ما أنفجعت أنا به . . . . و زود !
حاول يقوم . . أو ع الأقل يفتح عينه !
لكنه عجز , كان متأكد أنه واعي
ويدري أن اللي أسمعه , لا هو حلم . . ولا حتى كابوس !
علشان جذي كان يحاول بجهد جهيد أنه يتحرك !!
لكنه كان عاجز عن الحركة , حتى صبع يده مب قادر يرفعه !!!!!
أصوات غريبة تحوم حول راسه . . . مرة لفهد . . و مرة لنواف . . و مرة لموزة !
ومرة لأشخاص ما يعرفهم !!!!
أصوات تردد عليه ذكر الموت . .
( مات , بنموت , بتموت , متنا . . . ألخ )
يحس بجسم ثقيل جاثم على صدره . . بطريقة خانقته و معتصره جسمه بشدة !!
جاهد علشان يصحى . . و ظل يجاهد بمحاولة مستميته لفتح عينه ع الأقل !
وبالرغم من صعوبة المحاولة إلا أنه قدر – بالأخير- يفتح جزء بسيط منها !
ومن هالجزء البسيط ؛ تراءى له الوجه الأسود الأملس الفارغ . . ماغيره !
. . . ومن هول ما شاف ؛ فزع . .
و حس بروحه أنتفضت داخله من قو الرعب !
لكنه هم ما كان قادر يتحرك من مكانه أو يصدر أي ردة فعل !!!!
بالرغم من أنه فعلاً مرعوب !
كل اللي كان يقدر يسويه لحظتها أنه يطالع – مجبور – هالملامح المفزعه !
ويتمنى لو بس . . . . يرجع يسكر عينه من يديد !
سوادها القاتم اللي مو باين منه شي غير عيون متوهجة متسمره تماماً ف عينه بغضب وكأنها على وشك الولوج لداخله ؛ كانت بحد ذاتها كفيله بأنها تخلي أنفاسه تتسارع . . و ضربات قلبه تتراكضت بشكل أقوى . . .
و تترك لسان يلهث بالقول بدون لا يتعدى حدود حلجه : بسم الله . . بسم الله . . بسم الله !!
قوة الضغط زادت على صدره , وقرب الويه المفزع هذا زاد أكثر وأكثر لحد ما صار لازق تماماً بويهه و الأصوات اللي تحوم حول راسه . . زادت سرعتها و تداخلت أكثر ف بعضها و رددت بوتيرة وحدة مصطلحات ما يتجاوز مفهومها الموت !!!!!
تلاشى كل شي فجأة و فز على حيله مفزوع . .
تلفت حوله مذعور وهو يلهث !!!!
لكنه ما شاف إي شي من اللي توقع يشوفه !
ما يذكر أنه طفاها قبل لا ينام ؟
كانت الأضاءة والعه لما أستلقى فوق الكنبة !
رجع خصلات شعره المتناثره على جبهته لورى . . ولما حرك يده تراكض الألم فيها بشكل مبكي ! طالع يده و تذكر أنه غفى متجاهل ألمها !!! . . .
ما زالت تنزف , ولو أنه نزفها بشكل بسيط جداً ! لكن جروحه ما ألتأمت للحين !
مسك يده بتألم بان على تقاطيع ويهه , و أفتكر متأخر أنه لأزم يداويها ويغير شاشها !!
وقف على حيله . . وهو ينقل نظرة ف المكان بترقب ! و يذكر ربه . .
أتجه فَ طريقه ناحية المكان اللي يذكر أنه به سويج الأضاءة و حاول يشغلها !
لكنها كانت بالفعل شغاله . . ولو أن النور مب موجود !
وأول شي طرى على باله أنه ليت الصالة محترق ؟
نفترض أن ليت الصالة محترق !
ليتات الغرف الباقيه والطابق العلوي محترقه بعد ؟
إكيد السبب من محول الكهربا الرئيسي الموجود برى !!!
يمكن صاده ألتماس كهربائي فصل الكهرباء عن البيت كله !!
كان مفزوع , ولأنه مفزوع . . ما كان مستلطف فكرة أنه يركب الدري لطابق العلوي
لكن يده تألمه ! ولأزم يغير شاشها . . . !!!!
بس شلون راح يقدر يروح فوق وهو توه قايم من كابوس بشع طير قلبه !
لأنه الترجيح الثاني للي صار له من شوي , نهائياً ماراح يسره !!!
كابوس , كان كابوس !! . . كابوس ياماجد !!! كابوس !
خطى على غير هدى بأتجاه الطاولة اللي كانت فوقها باقة الورد وأصطدم فَ طريقه بكذا قطعة أثاث كاد يتعثر بسبتها و لما أقترب من ضالته . . سحب درجها و بحث داخلها عن بوجلي ( مصباح يدوي ) يذكر أنه سبق و حطه داخل و بعد ثواني بسيطة من البحث . . طاحت يده عليه ! ألتقطه و شغله ! وأزاح شوي من حلكة الظلام المحيطه به !
رجع يخطي من يديد – على هدى هالمرة – بأتجاه الدري المؤدي لطابق العلوي !!!
ناوي يجيب علبة الأسعافات الأولية اللي تحتفظ بهم موزة ف الكبت بين أغراضها !!
فتح الكبت وهو مصوب البوجلي عليه و دوّر بتأني بين أغراض موزة عن العلبة اللي دايماً تخشها وكأنها صندوق ذهب ! مب شويت لزقات على مطهرات على لفتين شاش و مقص حديدي صغير ! ولما أصطدمت أنامله بجسم صلب . . أسحبه و نزل به من يديد لتحت ومن الصالة طلع للحوش متعمد يقعد ف مكان الأضاءة به معقولة وقادر يشوف منها ولو شوي !
قعد ع الدري اللي جدام باب الصالة . . . حط العلبة بجواره . . وطفى البوجلي و تركه فحظنه
حاول يسعف نفسه ؛ حاول لكنه فشل . . الألم اللي كان يحس به أكبر من أنه يتحمل ممارسته بروحه !!
محتاج حد يسلمه زمام الأمور . . بينما يصد هو بتألم و يتظاهر بالصبر
لحين ما ينتهي من تعقيم الجرح ولفه !
وهالـ" حد " غالباً كان . . . . . . موزة !
علشان جذي رضخ بغرشة المطهر الصغيرة داخل العلبة مختصر الموضوع كله
و سحب شاش يديد و لف به جرحه بدون لا يطهره. . ولما تغطت يده كامله !
رجّع كل شي مكانه وترك العلبة أحذاه , فز من يديد وهو ناوي يروح لمحول الكهربا يشوف شسالفته
وقبل لا يخطي خطوة يديدة بأتجاهه ؛ دبت الأضاءة ف البيت كله بشكل مباغت له !!!
خلته يتوقف لثواني مستغرب !
يراقب البيت بريبه لدقايق معدودة !!!!!
قبل لا يدخله بحذر . . و يسكر بابه وراه !
- : خالووووه . . . خاللووووووه . . . يااااا خالووووووووووه . . . ( بتململ ) خااااالوووووووه ! خالووووووه أكلمج !! . . ( يلوح بيده ناحيتها محاول لفت أنتباها ) خااااااااالووووووووووه !
نادية بزهق وهي تنزل الكتاب عن محيط ويها : أأأووووووووووووه ! . . .. خير ؟ شتبي ؟ ما تشوفني قاعدة أدرس ؟
نواف ببرائة ملفقه : أبي كورن فليكس ! ( ينزل نظره لملته ) خلص مالي !!
نادية بلوعة جبد من حنته قالت ببساطة : أنزين و خلص ؟ خلاص بعد . . شكثر بتاكل ! هذي ثاني مله تاكلها أنت وأخوك !. . . مابترتاح إلا لما تخلص العلبة يعني ؟
نواف يتمسكن : ما تعشيت أمس !
نادية وهي تلتقط علبة الكورن فليكس للمرة الثالثة بتأفأف : أأأففففف ! مب دارسين أحنا اليوم , أشوف قرب ملتك !!! . . ( بتحذير ) قربها عدل لا يتنثر الكورن فليكس ع الطاولة . . . ( بَ شر كملت ) لا أفرك ويهك به !
ولأنه حاجته عندها , قرب ملته لعند خالته " النحيسة " وهو ساكت !
ميّلت العلبة الضخمه فجوف ملة ولد أختها اللحوح وهي تفرغ جزء معقول من محتواها داخله و بأنزعاج تقول : هااا . . هذي الملة الثالثه وترسناها لك ! . . أشوف أبلع وأنت ساكت . . دوشتني . . أبي أركز مب عارفه !!!! . . بشوفك اللحين بتاكله وله بتخليه على حطته !؟
نواف ماد بوزه بزعل و أعتراض : شنو هذي !!!!! . . . شويه !
نادية مفجوعه : شويه ؟ كل هاي و شوية ؟ ليش هو باقي مكان أصلاً ف بطنك لهلـ شويه ؟ . . بسك طفحت !! كل هذا وما شبعت ؟ شَتريقكم موزة من الصبح و تسد حلوجكم به ؟ خاروف محشي ؟؟؟؟؟؟؟ ( بجديه وهي ترد العلبة مكانها منهيه النقاش فهلـ موضوع و تلتقط كتابها من يديد ) أقول أكل و أنت ساكت بس !!!! وراي أمتحان أنا مب فاضيه لك !
فهد بتحريض لأخوه : لما تجي ماما قول لها علشان تهاوشها ! . . ( يخزها ) . . ما تخلينا ناكل على راحتنا !
سكرت الكتاب بقوة و قالت بعد ما عانقت عينها عيونه : لاه ؟ و تعرف تخز بعد ! ( تأشر له بصبعينها ) عيونك ذيلا اللي تخزني بهم بَ بططهم لك اللحين . . سامع ! . . ( تمد جسمها وتسحب ملته من جدامه بعناد وهي تقول ) وهذا الكورن فليكس و شلناه ؛ أشوف قوم . . . قوم أنجلع . . مافي ريوق !! خل أمك لا جات تحشيك أنت وأخوك بَ تبن يمكن تشبعون !!! . .
حافص مكانه بأستنفار وهو يحاول يطول ملته : جيييبيييييه , ماااليييي . . أبيييي أأأأأأكلللل !!!
نادية : مو تبي تعلم أمك ؟ علمها اللحين ! على الأقل تلاقي لك حجوه سنعه تقولها ( تفتر على نواف اللي صخ فجأة وتكمل بعد ما سحبت ملته هو الثاني ) أشوف فارجوني بسرعة أنتوا الأثنين !!!! غلطان من يريقكم معاه , فوق شينه قوات عينه ! . . . .
نواف بعصبية بعد ما أنتزع قناع البرائة المزيف اللي كان لابسه معاها متعمد : هييييييييه ! أصلا هاي مب مالج . . مال خالي عوض ! بخليه يسطرج ترى . . !
أنصدمت من وقاحته , قالت وهي تحط الكتاب فوق الطاولة بهدوء : يسطر من ؟ . . يسطرني !
نواف بتأكيد : أيه يسطرج و يمجع شعرج نفس ذاك اليوم !!!!!
أرتخت ملامحها من كلامه الوقح قالت : آيا الهيس ! , أنا اللي بوريك التسطير على أصوله
فزت على حيلها بشكل مفاجئ بأتجاهه . . ناوية عليه نيه قشرى !
لولا أنه سبقها و شرد نافذ بجلده . . اللي باين راح يورم من الطق لو طاح فَ يد خالته
سبق و جرب ضربها لا عصبت . . و نهائياً مب حاب يجربه مرة ثانية . . .
من حسن حظه أن يدته كانت نازله من ع الدري ناوية تطّمن على بنتها فالملحق الخارجي
لولا أنها تفاجئت بظهور حفيدها المفاجئ جدامها و تعلقه بشدة بجلابيتها : يدوووووه !!
أم موزة وهي تتمسك بالدرابزين بشكل سريع قبل لا تطيح : ووواااي !! . . . شبلااااااك ؟
نواف بأستنجاد : شوفي خالوه تضربني !!!
طلع لها بشكل سريع زول نادية اللي قالت وهي تلهث من المسافة اللي ركضتها من غرفة الطعام لين الدري : أنخشيت ؟ أنخشيت ورى أمي !!! ( تأشر له بيدها بعد ما لامست سبابتها طرف أبهامها بتهديد ) بس هم راح تنطق . . و لسانك الطويل هذا راح أقصه لك !!
أم موزة بأنزعاج قالت : يالله صباح خير على هاللغوه ! شفيييييكم ؟ ترى بروحه راسي منتفخ علي لا تنفخونه زود !!!!
نادية بعصبية : عيل هالنتفه هذا يطول لسانه علي !!!! و يهددني بعوّض ؟
أم موزة بأستنكار من تفاهة بنتها : أقول لا تحطين عقلج بعقل بزر !!! شكبرج مرة و تتهاوشين معاه . . . شخليتي لليهال ؟
نادية : هالدعله هذا التربية معدومة عنده ! قليل أدب ولسانه طويل . . . مو أول مرة يطول لسانه علي !
نواف بتهديد : أنزييين . . أنزييين , عند ماما !! بقول لها تقولين عني دعله وقليل أدب !
نادية بصدمة : و يهدد ؟ هم رجع و هدد ! . . ( باغته بشكل مفاجئ من ورى أمها و ألتقفت شحمة أذنه بقسوة وسحبته لعندها ) تعااااااال . . تعااااااااااال !!! عيد اللي قلته ؟ . . . شقلت ؟
تألم بين أصابعها , و بشكل طبيعي جداً صاح !
تدخلت أم موزة بعد ما فجته من يد بنتها الغاضبة وقالت : يووووووه ندوي ! خلاص عاد , عورتوا راسي !!! بدل هالنجره و الهواش روحي درسي لج كلمتين , ما بقى شي على الساعه 10 !! كفاية معدلج زفت مثل ويهج , شدي حيلج شوي !!!! خللتي فَ الجامعة !
نادية بتذمر : يووووووووه يمه , وين الواحد يدرس و سيابيل ( قرود ) بنتج حوله ؟ كلمتين على بعض مب قادرة أحفظ . . كل واحد فيهم يتفنن بأزعاجي !!!!
هالمرة أعتصرت أم موزة شحمة أذن نادية بين أصابعها وقالت : من زود الفلاحة اللي فيج !؟ و وينج أن شاء الله من أول الأسبوع ؟؟؟ ورى ما درستي !!! وله ما حلت لج الشطارة إلا اليوم ؟
نادية بتألم : آآآآخ ! آآآخ يمه . . ., والله شادة حيلي !! بس الدكاترة حاطين علي حطه ! خاصة دكتور التربية . . من زود النحاسة حاط لي الأمتحان يوم السبت . . . ف الويك أند !
تركتها أمها وهي تقول بصرامة : إلا من دثاوتج و فهاوتج . . لو يحطه لج فنص الأسبوع هم ما فلحتي !! ( بأنعدام أمل فيها قالت ) أنا شكلي إول واحد بيجي يطق بابنا يبيج بنقطج عليه . . . بلا جامعة بلا دراستي بلا مستقبلي !! أنتي مب وي دراسة أصلاً !
تتخصر نادية جدام أمها وتقول بأعتراض : و شمعنى موزة و سمية و هنادي كملوا دراستهم . . و أنا بتقطوني على إول ريال ؟ بنت البطة السودا مثلاً ؟!!
أم موزة : خواتج كانوا مهتمين و مبيضين الوي ! مب مثلج , مادري على من طالعه . . ( تزيحها عن طريجها ) أهو فارجيني , روحي درسي لج كلمتين أبرك من المراكض ورى البزران !! الطول طول نخله و العقل عقل صخلة !
أرتخت ملامحها من الصدمة !
تسللت لأذنها صوت ضحكات مشاغبه نابعه من تحت , بالقرب من ريلها !
نزلت نظرها لمصدر الصوت , ولقت فهد يجاهد علشان يكتم ضحكته !!!!
فهد ببتسامة جداً عريضة : صخله . . . يعني عنز ؟ يدوه قالت لج عنزه ههههههههه !
نادية وهي ترفع له حاجب : لاه ؟ مستانس وايد !! . . شكلك تبي تصيح مثل أخوك ؟! ( بخباثة ) يدتك وراحت ! ومافي حد بيفجك مني لا طلتك !!! فأقصر الشر وتعوذ من أبليس أحسن لك . . . !
فهد بشقاوة وهو يردد كلمة قد سمع أمه تقولها من قبل : أعوذ بالله منــــــج !
نادية بتوعد : لا و الله ! . . . . . . . . . . . . . . . . . .
توها كانت بتذوقه نفس الألم اللي ذاقه أخوه , لولا أن صرخت أمها اللي أنطلقت من نقطة مسموعة فَ الحوش أفجعتهم !!!
و شدت تركيزهم ثلاثتهم . .
و أجبرت نواف يتوقف عن الصياح !
طلعوا بسرعة للحوش يشوفون شسالفة !!!
وبشكل بديهي تراكضوا للملحق اللي كان بابه مشرع على غير العادة !
دخلوا علشان ينفجعون بالمنظر اللي أبداً ما توقعوا يشوفونه . . !!
كانت أم موزة جاثيه على ركبتينها بجوار بنتها الطايحة ع الأرض بالقرب من السرير و غرقانه فَ دمها . . . . .
تحاول تصحيها بدون فايدة . . .
أندفعت نادية بأتجاه أمها بسرعة مرعوبه من منظر أختها وهي تقول : موووزة !! . . يمه موووزة شـ . . شــفيهاااااا ؟؟ ( تطبطب على ويها الوارم ) موزة ؟ . . ( بصوت أعلى ) مووووووزاااااا !! ( تطالع أمها ) شاللي سوا فيها جذي ؟
أم موزة وهي تزيح خصلات شعر موزة القصيرة اللازقه على خدها و يبهتها بسبب العرق اللي أفرزه جسمها من شدة سخونتها ! : رووووووحي نادي أبوووووج . . ( صرخت ) بسررررررعة !!!
تراكضت خطوات نادية طالعه من الملحق , بينما تسمروا نواف و فهد عند باب الملحق يطالعون المشهد مصدومين !!!
كانت أمهم ممدده ع الأرض جثه أقرب ما تكون ؛ بلا روح !
غرقانه ف بركة من الدماء !!!
و ملامح ويها اللي أعتادوها . . كانت مختلفه . . . !
مرعب ؛ بل مفزع بالنسبة لهم !!!!
تقدم فهد بأتجاه يدته بحذر و خوف كان بادي عليه لحد ما صار واقف عند راسها
وتمتم بعد ما صارت ملامح أمه الوارمة أوضح بالنسبة له : . . . ماما ماتت ؟
همس نواف من عند الباب متسائل : ماتت ؟
أنتبهت متأخرة أن أحفادها صاروا ف عقر الملحق , وشافوا موزة فَ المنظر اللي ترجتها أمس ما يشوفونها فيه !!!
قالت بعد ما أحتظنت بنتها لصدرها مخفيه تقاسيم ويها عنهم : مـ . . مافيها شي . . . ماما تعبانه شوي بس . . . . روحوا . . رووووحوا داخل . . . . !! روحوووا داااااخل !!!!
فهد وهو مازال واقف مكانه , ركز نظرة على بركة الدم اللي لامست أطراف أصابع ريله
وقال : مو تعبانه . . . ماما ميته . . ماتت ! ( تقوست شفايفه بحزن من الفكرة قبل لا يقول بنبرة صوت باكيه وهو يجثي على ركبتينه بالقرب من يدته ويمسك فخذ أمه ) من ذبحها ؟؟؟ من ذبح ماما ؟
أستوعب نواف الفكرة آخيراً , فقال بعد ما عاود البكاء من يديد و هو يقترب بأتجاه أمه : ماما !!
تعالى حولها بكاء أحفادها رثاءً لأمهم اللي خالوها ميته , بالرغم من أنها كانت على العكس تماماً , صاحية . . وفَ وعيها !
لكن من شدة وطئت التعب عليها مب قادرة تفتح عينها أو حتى تنطق !!!
حست بنزيف أثناء ماهي تتمرجح ما بين الواقع و اللاواقع ! . .
ما بين أرض ثابته . . و جاذبية معدومة !
حاولت تتحرك من مكانها لكنها عجزت . . حاولت تستغيث لكنها أفشلت !
ولما ضاعفت من المحاولة , ما وعت ألا وجسدها يرتطم بقسوة على أرضية الغرفة
مما خلاها تظن - ولوهله - أن كل عظامة جسمها تدشدشت بسبتها !
ما كانت ناقصة ألم علشان تزيدها هالطيحة ألم
و ما كانت ناقصة هم , علشان يزيدها بكاء عيالها عليها هم فوق الهم اللي هي غرقانه فيه !!!
آه لو أنها بس تقدر ترد عليهم !
آه لو بس تقدر تطمنهم عليها !
آه لو تقدر تفهمهم أنها سامعتهم و حاس فيهم
كانت سلطة الغيبوبة عليها أقوى بكثير منها . . .
أكبر بكثير من قدرتها على التملص منها !!
أضعف بوايد من أنها تخوض جولة محاولة يديدة . . .
بالأخير راح يوصلون للمستشفى وبيعرفون هناك أنها مش ميته
بل نطفه ثانية قاسمتها جسدها . . . .
يتبع ؛
الأحد القادم بأذن الله , قراءة ممتعة