The Darkness of The Night 3
"الصلاة . . الصلاة . . الصلاة , اللهم بلغت اللهم فَ أشهد "
ميته بَ جسد ما زالت خلاياه تتنفس
جسد مازال قلبه يضخ الدم و رئتينه تتمدد و تنكمش بشكل متواصل دون أنقطاع !
دلالات كانت هي الشي الوحيد اللي مصنفتها ضمن الأحياء
رغم أنها بشكل فعلي . . ميته
و تنتظر تندفن بجوارهم فأقرب فرصة !!
و لحد اللحين محد أكرمها بَ الدفن !
مو يقولون " أكرام الميت دفنه " ؟!
زين متى راح يكرمونها ؟ و يشرفونها به !
متى راح يدفنون جسد صاحبه ميت ف نفس الليلة اللي ماتوا بها أحبابه . . ؟
بالنسبة لها . . كأنهم 30 سنة . .
كأنها فخار أجوف ما يحمل فداخله إلا الخواء !
ما يحمل فجوفه ألا روح ؛ تنتظر أزهاقها في أقرب وقت . . . .
لكنها ما عادت مهتمه لهلـ شي !
دامه الطريق الوحيد اللي يودي لهم . . . . !
تراكضت صور عديدة في مخيلتها لأيام مضت و ولت . . .
لأيام كانت فيها سعيدة . . . . بل تجاوزت فيها مرحلة السعادة بأميال !
قبل لا تتحول حياتها لجحيم لا يطاق . . . .
تمنت لو أنها كانت تملك كمية كافية من الأنانية ذاك اليوم تخليها توقف فَ ويهه و تصرخ بكلمة
و تظل عند موقفها يا هي يا البيت . . . !
لكن بسبب هالعضلة الغبية اللي تنبض ف صدرها ؛ ما قدرت . .
ماقدرت تترك له البيت و تنسحب من حياته بهلـ بساطة !
لأنها ما كانت قادرة تتصور حياتها بدونه
حياتها خلت من ماجد . . و بأبشع طريقة !
و ماعادت المسافات بس اللي تفصل بينهم , لا !
اللي صار يفصل بينهم اللحين عبارة عن عالمين مختلفين تماماً , مب مسافات و السلام !
قاتله
مجرمة
سفاحة
و معدومة ضمير . . !
و الكثير الكثير من الصفات الدنيئة اللي تلبستها من بعد قصتها المثيرة للجدل اللي أنتشرت بين الكل و تداولتها شريحة واسعة من الألسن !
قصة مرة ذبحت ريلها و عيالها في ظروف غامضة !! وأسباب غير واضحة !
تهمة مثل هذي ما تليق ب آنسانة رقيقة مثلها ماتقدر حتى تذبح نملة !
فَ مابالكم ب أوادم من لحم و دم ؟
حرق و قتل و تنكيل ف الجثث !!!!
ليش ممكن يصدر منها مثل هالفعل ؟
ظنهم أن فكرة خدش واحد من هالثلاث بخدش جداً صغير أشبه ب شك الأبرة , سهله عليها ؟
سهله على قلب أم حنون . . و . . عاشقة بجنون ؟
فما بالهم عيل باللي قالوه فيها !
قتل , تنكيل , تمزيق , تقطيع , تنتيف , و حرق . . . . . . .
يَ آآآآآآآآآآآآآآآآآآآه !
و مقسى تهمهم اللي أغرقوها بها !!
مقسى أصابع الأتهام اللي كانوا يوجهونها لها مع كل دليل يلقونه ضدها
أتهامات ؛ كانت تخليها تقف عاجزه عن الرد و الدفاع . . !
لأنه ماكان في مجال تنكر . .
يدها تلطخت بدمهم . . حقيقة لا يمكن نكرانها !
لكن خلف هالحقيقة ؛ في حقيقة أخرى تشرح أسباب موزة بشكل أوضح
و أدعى للوقوف بصفها ؛ وليس ضدها !
حقيقة تدري أن القانون في مجتمعها ما راح يتقبلها إو يأخذها بعين الأعتبار حتى . . !!!
لأنها شي غير مسلم به في قانونهم !
بل يمكن لو أصرت عليها وعلى أنها صاجه باللي تقوله . . .
تكتشف ان نظرة المجمتع لها تحولت من قاتلة سفاحة تستاهل الذبح
إلى مختله عقلياً متعطشه لدماء تستحق الحبس الأنفرادي في أحدى غرف الطب النفسي بشكل معزول تماماً عن العالم الخارجي , حفاظاً على سلامة الجميع !!
كان كل شي حولها وكأنه مرتب علشان بس يدينها و يحاصرها بهلـ تهمة من جهاتها الأربع
علشان جذي . . أستسلمت تماماً . .
و رضت ب نصيبها و مصيرها !!!!
ماعاد مهم عندها أن الناس تدري أنها بريئة و تصدقها !
كافي عيالها يدرون أنها بريئة . . .
غصباً عليها أنزلقت دمعة حارة على خدها , أفتحت المجال لآلاف من الدموع بالأنزلاق بعدها
خاصة لما تذكرت ماجد . . . من يديد
وهي اللي أصلاً مانسته ولا دقيقة من بعد ذيك الليلة . .
اللي كانت تحس به تجاه ماجد ما كان حب . .
كان شي عميق . . أعمق بوايد من هالكلمة السطحية !
اللي كان بينهم ؛ تجاوزها بكثير . .
و يستحيل حصره في حرفين بس !
بتظلم نفسها و تظلمه معاها
لو فكرت مجرد تفكير توصف اللي كان بينهم ب حب !
ماجد بالنسبة لها . . ما كان مجرد زوج و السلام
كان الأب , الأخ , الصديق , و الزوج فالمرتبة الأخيره !
و ما في شي أقسى من أنها تذكره بصيغة الماضي !
و اللي يفوقها ب الألم ؛ شعور الفقد اللي معتريها
و أحساسها الفضيع بَ الذنب و أنه محد يتحمل مسؤولية اللي صار غيرها !!
و على طاري المسؤولية . . !
كانت السبب الوحيد اللي خلاها ترضخ مجبورة ف نهاية المطاف و ترضى بالأمر الواقع
و تقعد فَ البيت ؛ بالرغم من أنها مرعوبة حتى من دبة النملة فيه . .
لكن علشان تعطيه فرصة يحس بالمسؤولية . . !
و يستشعر حاجتهم له هو وبس – من بعد الله عز و جل –
قدمت تنازلات كبيرة و رضخت لـ رغبته الملحه هذي
اللي قاعده اللحين تدفع ثمنها غالي
. . و تتجرع مرارتها لحالها !
حلمت فيهم كثير خلال فترة سجنها الطويلة هذي !
و في كل مرة . . كانت تلمح نواف إو فهد . . إو حتى ماجد
يصرحون لها . . أنهم مشتاقين !!!!
كثر شوقها لهم . . و يمكن اكثر بعد !!!
مقتنعه بأن ولو فرقتهم الحياة . . . بهلـ طريقة البشعة !
راح يجي يوم , و بتجتمع فيه معاهم بطريقة جداً رائعة
فَ الفردوس الأعلى ؛ بأذن الله و مشيئته . . !
وأبتدت تستذكر الأحداث اللي مرت بها فحياتها السابقة !
أيام تقليدية مشابهه لروتين حياة أي زوجين !!
كانت الشهور الأولى لهم فَ البيت طبيعية . . - أو شبه طبيعية –
خلالها ؛ ما كانت تسمع أصوات غريبة . . أو تلمح أشباح مفزعه
لكنها كانت قادرة تلاحظ تغير بَ طباع ماجد . .
أبتدى يظهر و بوضوح بعد هالشهور الإولى !
تغير كانت تعتقد بل و تجزم فالبداية . . . أنه بسبب مشكلات ف شغله إو مع أهله . .
مايبي يتقاسم همومهم معاها . . علشان لا يضايقها !!
لكن الأيـام وضحت لها غير هذا . . .
و أكشفت لها عن السبب !!!!
عرفت – و متأخرة جداً- أن تصرفاته المتناقضه هذي . . .
و الوجهين اللي صارت تشوفهم بشكل شبه يومي تقريباً
ماكانوا بسبب ضغوط عمل إو أهل !
بل كانوا بسبب شخص آخر . . .
يقطن ف جسد زوجها و حبيبها !
و ف المرات اللي تختفي فيها روح ماجد الحلوة اللي أعتادتها
و يطفو على السطح ماجد مختلف تماماً عن الأنسان اللي عشقته وحبته
يكون هو المتحكم بَ جسده . . . .
ماجد الهادي . . الصامت . . المنعزل . . الغاضب أحياناً و المنزعج دايماً من أي شي و كل شي
ما كان هو نفسه . . ماجد المزعج . . الصاخب . . الأجتماعي . . المرح و البشوش . . - دائماً وأبداً –
ما كان هو نفسه ماجد اللي ماخذ الدنيا ضحك و بايع همومها ب بيزه !
ما تنكر ؛ كان يعصب . . . و يثور . . . و يقذف كلام أشبه بالسم صحيح و سهل جداً أستفزازه !!!
لكنه كان و خلال دقايق بسيطة . . يعود لوعيه . . و يندم على كل حرف قاله !
ويرجع لها يتسحب و يتأسف بندم كبير !
مب زوجها و يكبرها بـ تسع سنين !!
ماجد اللي حبته . . . غير . . !
ذاك كان لطيف . . طيب . . حنون . . و صاحب نكته !
كان مختلف تماماً عن هذا . . اللي غضبه لوحده . . كفيل بأنه يهدد حياتها برمتها !
و يعرضها للقتل , خاصاً في نزوات غضبه الشيطانية اللي كانت تعتريه
و تثيرها أتفه الأمور . . و أتفه الأسئلة !!
فالبداية قالت السبب . . مشاكل ف الدوام أو مع الأهل !
لكن بعدها قامت تستبعد هالفكرة تماماً . . خاصة وأن احواله ف دوامه تمام وماشيه فالسليم . . وعلاقته مع أهله ولا إحلى . . لا يشتكي منهم ولا يشتكون منه !!
ف قامت تشك أنه ممكن يكون التناقض العجيب ف تصرفاته و الأنفصاميه الواضحه وضوح الشمس دليل و أشارة على أعراض لمرض نفسي . . شارف عليه . . أو ب الأحرى ؛ نوع من أنواع الفصام !
اللي سبق و سوت عنه بحث كامل متكامل ف فترة دراستها الجامعية
و قرت عنه بشكل موسع جداً كان كفيل بأنه يخليها تشك . . . .
خاصة وأن تصرفاته كانت تثبت هالشي . . . !
لكن أبداً ما طرالها ولا حتى ف أسوء أحتمالاتها
أنها تكون بالفعل عايشه مع شخصين
و فكرة محاولتها لفصلهم ماكانت أبداً بالسهولة اللي تصورتها !
خاصة و أن الطريقة اللي فكرت تفصلهم فيها ؛ كانت خاطئة بشكل ذريع جداً !
ماكان المفروض تطيح فيه من الأساس !!!!
وبسبب تسرعها و تهورها . . . . .
لقت نفسها ف الأخير فمواجهة من نوع آخر !
الجنية اللي أسكنت جسد زوجها بهدف الأنتقام !!
وبكل صراحة , تهنيها . . لأنها قدرت تنتقم منه و بكل جدارة . . . !!!!
الخميس , ولما نقول الخميس فهذا يعني شي واحد , لمة أهل و قرب أحباب , أهل ريلها فَ هل يوم يجتمعون كلهم بلا أستثناء . . . و اللي يتخلف عن الزيارة فهلـ يوم
بتكون أمه داعيه عليه ؛ لأنه راح يحل عليه غضب بو ماجد . . اللي غضبه بحد ذاته ما يرحم !
خاصة بهلـ موضوع ! . . . . .
كان بيتهم فهلـ يوم ينترس ناس بشكل كبير !
وأغلب الضيوف ( أذا صح لنا نسميهم ضيوف اصلاً ) يكونون عمات ماجد و بناتهم و عيال بناتهم ! بالأضافة لزيارات خفيفه لزوجات عيال عماته و أعمامه . .
أقرب لأن تكون شهرية ! من كونها أسبوعية !!
لكنهم هم كانوا يطلون عليهم بين كل فترة و الثانية . . . , و ساعات تمرهم وحدة من جارات أم ماجد تحب هاللمة و ناسها . . تقعد عندهم لين تتعشى و ترجع بيتها !
اليوم هذا , ما كان مختلف عن الأيام اللي قبله ! بالعكس , كان نفسه بل و يفوقهم صخب !
صوت التلفزيون على نقاشات حريميه بحته مختلطة بـ صراخ اليهال و شغبهم و بكاء بعضهم . .
و أزعاج فَ أزعاج فَ أزعاج
كان بأختصار الجو العام ليوم الخميس فَ هلـ البيت. . . . !
وكل هذا ؛ كان واصل موزة و لطيفة بوضوح ف المطبخ . . . !
سكرت لطيفة الباب بأنزعاج وهي تمسك أذنها بقوة : يوووووه ! صكوا راسنا , ما يعرون يتكلمون بصوت واطي لآزم بصراخ !
رسمت موزة شبح أبتسامة باهته قبل لا تزيد من سرعة يدها ف خفق الخليط اللي داخل الملة الزجاجيه الكبيرة . . واللي راح ينتج ف الأخير بأذن الله . . . كيكة لذيذة أعتاد تسويها فكل يمعة . . و نستها هالمرة ! : يعني ماتعرفين أهلج ؟ هذا صوتهم . . . ( تطالع لطيفة و تقول ) أذكر أول أيامي عندكم كنت مخترعه من صراخكم هذا . . . عبالي تتهاوشون ! أثاري هذي نبرة الصوت الطبيعية لكل سوالفكم !!
ضحكت لطيفة بلطف وهي تقول : إي أذكر شكلج أيامها , تطالعينا مفجوعه !! . . بس لا تنكرين , صوتج صار نفسنا و إعلى بعد . . ! نقلنا لج العدوى هههه !
ما أضحكت , عكس ردة فعلها المعتادة , اللهم زادت من أبتسامتها بصورة تبين أنها تخفي وراها شي . . .
تدريجياً تلاشت أبتسامة لطيفة العريضة و سألت : زوز ؟ فيج شي !
لطيفة وهي تحط يدها على كتف موزة و تفرها شوي ناحيتها : أشوف طالعيني ؟ ( تتلاقى عيونهم مع بعض ) فيج شي !! أعرفج من عيونج ؟ . . شبلاج ؟ شصاير ! . . ( بجدية ) ماجد مزعلج ؟
موزة وهي ترجع نظرها للملة وتواصل خفق : مافيني شي لطوف , تعبانه شوي . . أظنها بوادر صخونه !
لطيفة تتكتف وتواصل سؤالها على الأساس اللي أفترضته : شمسوي لج البايخ ؟ قولي لي . . خل أروح أنتفه !!! كلش ولا رفيجتي عاد . . .
أطرقت موزة بأبتسامة يديدة أبهت من اللي قبلها و قالت بضعف : عن الغلط على ريلي , ما أسمح لج ترى !
لطيفة بألحاح : زوز عن الدلع يلا عاد ! , تكلمي شصاير ؟ تراني مب رفيجتج من يوم وله يومين !! أعرفج من أيام الثانوية !!! شفيج ؟ عيونج لا صغرت جذي معناته متضايقه و فخاطرج شي ؟ ( بتذكير ) لا تقولين علشان مجود أخوي بوقف ب صفه . . . تعرفيني عدل أنتي !!
توقفت يدها عن الخفق لثواني . . وكأنها تحاول تتمالك نفسها لآخر لحظة !
قبل لا تترك اللي فيدها و تسند يدينها على طاولة التحضير بضيق و تزفر بضيق أكبر ممتزج ب خنقه بعد ما أستفزت كلماتها دموع موزة للأنهمار : أفف لطوف يا ملغج !
لطيفة حست من تغير نبرتها بأنها بالفعل تخفي شي . . و شي جايد بعد , شدت على كتفها وهي تقول : زوز شفيج ؟ تكلمي !
شدت شفايفها لبعضهم بقوة قبل لا تغمض عيونها بألم كبير أجتاحها بسبب ألحاح لطيفه
وأجبارها على تذكر شي . . حاولت تتناسه طول فترة يمعتهم كَ تغير جو !
ما قدرت تقاوم رغبتها ب حظن دافي يشد عليها و يطبطب على ظهرها و تفضفض له !
فَ أرتمت فَ أحضان رفيجتها و صاحت بَ ضعف !
لطيفة وهي تمسح على ظهر موزة قالت بتأكيد : والله أني قايله أنه فيج شي !! أصلا من شفت ويهج معتفس جذي وأنا حاستج مو على بعضج . . . . تكلمي ؟ شمهبب مجود ؟؟
موزة بحزن و نبرة واطيه باكيه : لطيفة أخوج متغير , متغير علي وايد ! تصرفاته صايرة تخوفني ! ( تترك حظن لطيفة وتكمل ) متخيله فكرة أني أخاف من ريلي ! . . ماعدت فاهمته ! مو قادرة أفهمه أصلاً
لطيفة بأهتمام قوي قالت : شنو يعني متغير و يخوفج ؟ . . يضربج يعني !
موزة تمسح دموعها بهم وتكمل : ياليته يضرب يا لطوف . .
لطيفة : عيل شفيه ؟ شمسوي !
موزة وهي تزيح كم بلوزتها الطويل و تكشف عن خط أحمر طولي كان ممكن يتحول لجرح !
لكنه أكتفى ب ترك أحمرار خطي على جلدها و حسب : شوفي !
لطيفة وهي تمسك معصم موزة وتقول بحواجب معقودة : شنو ذي ؟
موزة بقهر بان بنبرة صوتها الهادية : أنا اللي أبي أفهم شنو ذي . . أخوج مب طبيعي !! والله يالطيفة ماجد مب طبيعي . . . أحسه مينون ! تصرفاته كلها متناقضة . . ( تأشر على يدها ) و ختمها لي اليوم بهاي !!!
لطيفة وهي تسحب موزة من معصمها وتتجه معاها ناحية الكراسي اللي حول طاولة التحضير وتقول : قعدي قعدي . . و قولي لي بالضبط شصاير ؟ شمسوي لج ! ( تأشر بعيونها على يدها ) وشنو هذا !!
موزة : بقول لج , بس تكفين لطوف . . حلفتج بالله ما تقولين لأحد اللي بقوله !! خاصة أمي و أبوي ( أم و أبو زوجها ) . . . مابيه يقول راحت تتشكى مني عند اهلي!!!!
لطيفة : زين زين ! بيني وبينج بس , . . تحجي ! صبيتي قلبي . . .
موزة مسحت دموعها و قالت وهي تسترجع اللي صار
قاعدة جدام التسريحة , فوق الكرسي الخاص بها . . و حاطه ريل على ريل و مندمجة ف الأستعداد لليمعة المعتادة ف بيت أهل ريلها . . من ثواني بسيطة بس ؛ أنتهت من تغطية ويها بطبقة كافية من كريم الأساس المناسب لدرجة لونها و نوعية بشرتها . . و ألتقطت بعدها الفرشه المناسبة لـ توزيع البودرة و هي تدندن مع الأغنية النابعة من لاب توبها الخاص الموجود ف حظن ماجد اللي قاعد يتسلى به . .
همهمت أستجابه له بدون ما تنطق !
فكمل وهو مشغول بَ شي في اللاب جدامه : تهقين لو أحدد القفل بيطلع حلو علي ؟
وجهت نظرها لناحيته من خلال المنظرة بدون ما تلتفت عليه وقالت : شطاري عليك ؟
ماجد يرفع نظره من اللاب بأتجاه زوجته : لا بس قلت أغير شوي . . !! أحسه يطلّع الواحد رزة . . هيبة ! ( يرجع للاب ويضيف متعمد وأصابعه تتراقص فوق أزرة الكيبورد ) بعدين صار له فترة سوقي طايح عند البنات !!! خل أرجع أمجادي . . .
موزة رفعت حاجب وهي مازالت تطالعه من المنظرة : لا !؟ . . . أصلاً سوقك طايح فيه و بلياه . . . . لا تحاول !!
ضحك ماجد وهو يقول : لا لا من صجي أتكلم , ( يمسك ذقنه ) داش خاطري و بقوة . . . . ! ناوي أحدده لعرس لطوف !!!
موزة بأعتراض : لا عاد مجود ! مب حلو . . . بيزيدك عمر فوق عمرك !! بيسلمون عليك الريايل فالعرس عبالهم أبو العروس مب أخوها !
يسكر اللاب قاطع بها الأغنية اللي كانت حاشره الغرفة من شوي و يقول بأقتناع : ما بأذني ماي !
موزة تخزه : عيل شحقه تاخذ رايي من الأول ؟
ماجد بلعانة : علشان أخالفه ! . .
موزة و هي تشيح بنظرها عنه وتركزه على علبة الشادو اللي جدامها : كيفك ! . . محد بيشين غيرك !! جنك ناقص شين فوق شينك . . . .
ماجد وهو يوقف و يتجه صوبها : لا ! اللحين صرت شين ؟ نسينا ما كلينا . . !! أذكرج وله ذاكره . . . .
موزة فهمت قصده علشان جذي أبتسمت غصباً عليها وهي تقول : كنت عمية !
ماجد يذكرها بالماضي وهو يقلد نبرة صوتها : أمبيييية . . . هاي بيكون ريلي ؟ واااي قلبي ما أستحمل أجابله طول الوقت . . أحس قلبي بيوقف من قو الخقه !
موزة ضحكت لا أرادياً عليه وقالت : جب زين ! أنت واحد ما تستحي أصلاً , شلون تتجسس علينا !!!
ماجد بخبث وهو يسند نهاية ظهره على التسريحة و يتكتف بالقرب منها : لاه ؟ من اللي يتجسس على الثاني ! . . عبالج ما أدري أنكم كنتوا ف الميلس حزتها . . . . تراني مريت متعمد صوبكم علشان أمنحج شرف شوفتي بما أنج كنتي محرومه منها لبعد الملجة !!
موزة طالعته بغرور مصطنعه و أبتسامة خلابه : يعني كلش ما كنت ميت علي يوم الملجة !
ماجد بأستغراب : كنت ؟ . . ( يدنع صوبها برومانسية و يكمل ) قصدج لا زلت !
موزة بغنج : غصباً عليك أصلاً مب طيب منك ( حست ب نيته من هالقرب فقالت محذرته ) شوف . . تراني تعبت وأنا أضبط ف المكياج . . لو أخترب ماني رايحة ! جاك العلم !
فهم قصدها ؛ فَ أستقام من يديد ف وقفته و قال وهو يغير الموضوع على طول و عينه على علبة الألوان اللي جدامها - الشادو - : اللحين بفهم انا ؟ شلون تقدرين تختارين من بين كل هالألوان !!!
موزة وهي تلوي بوزها : صاج , انا بنفسي محتارة !! إبي أحط شي ناعم و حلو . . يناسب لبسي !! . . . ( بتفكير وهي تتمعن فيهم ) شرايك أنت ؟
ماجد وعينه مازالت ع الألوان : والله راي من رايج طال عمرج !! ( يلتقط فرشة من ع التسريحة ويقول وهو يلتقط الثانية بفضول ) اللحين شالفرق بين هذي وهذي ؟ زيادة فرش بس !
تسحبهم من يده وتردهم مكانهم : عن اللقافة , سوالف حريم !! روح أجهز أنت لا نتأخر , ترى محد بيأخرنا غيرك !!!!
ما جاوبها , كان قاعد يتأمل تفاصيل التفاصيل ف ويها المحبب لقلبه . .
و يراقبها وهي تحط الشادو ب أحترافيه عاليه . . .
سألته بينما هو سرحان فيها بعد ما رست لها على لون أخيراً وأبتدت تحطه : ممم ! . . . . هذا حلو !؟
موزة طالعته ورجعت تطالع نفسها ف المنظرة : أحاجيك !؟
موزة بتأفف : مجود ! يلا عاد ؟ حلو ؟؟ وله أغيره ! . . ( تنزل نظرها لعلبة الشادو وتأشر على لون ) وله هذا أحسن ؟؟؟ . . ( ترجع تطالع نفسها و تضيف ) بس هاي أنعم ؟ مو ؟
تحرك من مكانه متجاهل سؤالها بأتجاه الحمام و هو يقول بصريح العبارة : خل أدخل أسبح وايد أبرك , لآني لو طولت راح يخترب مكياجج و بنتأخر !!
ضحكت بالخفيف على تعليقه قبل لا تقول : مع ويهك !! ( ألتفتت عليه و أتبعت زوله بنظرها وهي تقول ) مجود بلا بياخة ! يلا عاد ؟ حلو وله لا !!!!
بتحذير وهو عند باب الحمام : بيخترب مكياجج يامرة ! تعوذي من أبليس !
موزة ترجع للمنظرة من يديد و تكمل شغلها بأبتسامة عريضة : سخيف ! . . . دش دش أسبح بس !!!
بعد أقل من ساعة ؛ أنهت اللمسات الأخيرة لمكياجها الناعم , و وقفت على حيلها تلقي نظرة أخيره على الشكل النهائي لها , و لأنها كانت راضيه تمام الرضى عنه . . أكتفت بأنها تلتقط غرشة العطر الخاص بها و ترش لها رشتين و ترجعها مكانها و تلقي نظرة سريعة على نفسها ف المنظرة قبل لا تتحرك بخطواتها بأتجاه الكبت و تجهز ثياب ريلها اللي ناوي يلبسهم اليوم ! . . .
طلعت له شورت يوصل لتحت الركبه مع تيشيرت نيلي عليه كتابات عشوائية أنجليزية بالأبيض !
حطتهم برفق فوق السرير وهي تقول بصوت عالي لماجد اللي مازال صوت الدش مستمر عنده : حبيبي كاهي ثيابك جهزتها . . . موجوده ع السرير ! مو تلبس غيرهم . . . بذبحك !
ما وصلها جواب , ما غير صوت الدش ما زال متواصل داخل الحمام . . . .
تمتمت : يلا , بيطلع اللحين وبيشوفهم وبيفهم أني أبيه يلبسهم !
أزاحت قذلتها السايحه عن محيط عيونها و هي متجه لغرفة عيالها علشان تلبسهم و تجهزهم لليمعة !
مرتخي بَ جسده فوق ذيك الكنبه البنيه الطويلة
المواجه بَ شكل غير مباشر دريشة الغرفة العملاقة
و بَ يمينه ماسك سكينه حاده جداً
و يراقبها بعين مركزة على أضاءة الغرفة القوية المنعكسه على سطحها الأملس . .
أخذها معاه من شوي من المطبخ لما نزل ياخذ له فاكهة ياكلها كَ تصبيرة !
لكنه من وصل الغرفة , تركها فوق الطاولة و لهى مع السكينة !
. . . . بشكل مفاجئ ؛ توقف عن تحريكها . . .
اللي بدورها ؛ توقفت هي الثانية عن عكس الأضاءة القوية الساطعه !
حرك يمينه رافع بها كم قميصه الأيسر و كاشف عن ذراعه بشكل كامل . .
و فاللحظة نفسها قذف السكينة اللي بين أصابع يده اليمنى برشاقة ؛ فَ أنتصبت من جديد بين أناملة لكن بشكل بارز أكثر . .
و بهدوء شديد مررها بشكل عميق جداً – أقرب للقطع ! - فوق سطح جلده الحنطاوي . .
مشكل خطوط عنابية عميقة و رفيعه
و فور أنتهائه من رسم الخط الطولي الأخير اللي يبتدي من المعصم و ينتهي بقرب الكوع . .
أبعد السكينة عن الجرح و جلس يراقبه بصمت . .
قبل لا تتربع على شفاته أبتسامة غامضة غير مناسبة للألم اللي قاعد يحس به حالياً . .
و تنشغل عينه - من جديد - بتفحص باقي الخطوط الثلاث العشوائية على كامل ذراعه . . .
أفرجت شفاته المبتسمة عن جملة خافته قالها بعد ما أرتكزت عينه على الخط الطولي الأحدث و اللي قاعد ينزف حاله حال أقرانه . . . .
( تعذيبك . . إحلى متعة أمارسها معاك يَ ماجد , و ماراح أرتاح إلا لما أقضي عليك ! )