-
بارت 11
-
يوم السبت
2 الا ثلث الظهر | الاستراحه
عند باب الشارع
سكْر زيد صندوق همره الابيض بتعَب بعد ما نزّل كل الكياس والحَموله العظيمه اللي جايبينها أهله وحطْهم على رصيف الاستراحه
عيسى يشمّر ذراعاته وهو جاي من داخل مع الشغاله : ها نزّلت كل شي ؟
زيد بتنهيده طويله وهو يرفَع راسه للسما ويسكر عيونه بشكل جُزئي بسبب الغيم اللي مغطي الشمس ومصفّي الجو شوي : اي يالله ندخله
حط عيسى يده على الكياس وبدا ينقلها للحوش تحت نظرات رنين وسندس اللي كانوا جالسين على كراسي الحوش الواسع المغطى كامل بالعشب ولسى ما فصخوا عباياتهم . .
عيسى يرفع فمّه بإشمئزاز بعد ما لاحظ إنهم ساحبين عالاغراض اللي تكدّسوا فوق بعض بعد ما دخلهم هو وزيد والشغاله وحطوهم عالعشب : وش تناظرون تعالوا دخلوا اشيائكم !
رنين وهي مشغوله تصوّر بكاميرتها كل ناحيه من الاستراحه : طيب شفيك مستعجل
سندس وهي تطقطق بالبي بي وتناظر رنين بتأفف : يالله بسرعه وريني الصور ابغى اصور وحده وأحطها
رنين تتنهد وتكمْل تصويرها : اصبري انتي الثانيه خليني ألقى زاويه حلوه
قلّب عيسى عيونه وقال بصوت شبه عالي وهو يرفس الكيسه الزرقا اللي قدامه : هييه انا أكلمكم !!
زيد بهدوء وهو يدخل وينزّل الاغراض اللي ناقلهم بتنهيده : ترى مالي خلقكم انتي وياها يالله قوموا شيلوا أغراضكم الشغاله ماراح تعرف وين تحطهم ؛ وبسرعه قبل لا يجون الناس
سندس تقطب حواجبها وترفع عيونها وتناظر بزيد : اف اف طيب بشيييلهم والله العظيم ؛ شفيكم صايرين حنّه !
زفَر زيد نفَسه بصعوبه وتحسس رقبته بيده ومشى صوب الباب الداخلي
* جناح الرجال , بالمطبخ *
- موقع الجناح يسار باب الشارع , عباره عن غرفتين ومجلس زجاجي واسع مع حمام , ويطلّعهم لبرا باب واحد بالمجلس اللي يطل عـ للحديقه على طول والجناح كَكُل مشترك مع جناح الحريم اللي نفس التقسيمه بباب للمطبخ -
ام زيد وهي تفتح باب المطبخ اللي من صوب جناح الحريم : ها خلصتوا ؟
زيد يحط كاس المويه على رفْ المغسله الكحلي بعد ما شرب : يالله شوي . .
ام زيد بتساؤل وهي تلف عبايتها وتحطها جنب الثلاجه وتغسل يدينها : وشفيه عيسى يصارخ ؟
زيد بإبتسامه وهو يميّل بوقفته عشان يناظره من الشباك الواسع اللي قدامه : قاعد يهاوش بناتك ؛ مو راضين يدخلون أغراضهم ومصرين ينتظرون خالتي وعيال جيرانهم برا !
ام زيد تتأفف وتنشف يدينها بالمناديل : الله يصبرني إذا هذي بدايتها
ابتسم زيد ابتسامه خفيفه والتفتت بعدها وهو يمشي صوب المجلس الزجاجي اللي كان أبوه جالس فيه . .
أشّر له ابوه بهاللحظات إشاره معناها " برا " بعد ما شافه يطلّع باكيت الزقاير من جيب جاكيته السبورت
استسلم زيد لعادة أبوه اللي ما تضايقه وكمّل مشيّه وطلع من المجلس الزجاجي وأتجه طوآلي لباب صغير بزاوية السور يطلّع للشارع , وعلى نفس امتداد الباب الرئيسي اللي يدخلون منه
بعدها جلس على العتبه براحه وطلّع الزقاره وولّعها
قال بعتاب وهو يناظر فيها : كلّه منك دايم مطرود !
تنهد بشويش وإلتفت يمينه بعشوائيه وناظر بعيسى اللي كان شاق الكشرة بعد ما انتصر على خواته وخلّاهم يشيلون الاغراض . .
قال بسُخريه وهو يهمس لنفسه : والله وعرف لهم ؛ صدق من قال اللي ما يعرف الصقر يشويه
بعدها تركّى على الباب الحديد اللي وراه وبدا يتأمل السما اللي تزاحَمت عليها الغيوم
" غيوم غيوم غيوم غيوم "
سرَح لمده مو طويله وهو يشكّل بالغيوم ويناظر الصور اللي استنتجها من خياله , والزقاره تتقلّص بيده وما رشف منها الا أول ثلاث رشفات ونساها . .
- يااااااااااااااااي كيوووت !!
باللحظه فجّر طبلة أذانه وكِسر صمته وسرحانه صوت سندس اللي غطْت وجهها بطرحتها وتركت نقل اغراضها لداخل وراحت تستقبل البنات اللي وصلوا
إلتفت زيد عليهم ولمح الكل قاعد يدخل من الباب الرئيسي دُفعات
" خالتي , زوج خالتي , وأكيد الطويله سما ؛ آآه واللي لابسه عبايه عالراس وشايله البيبي هَتون , والثانيه اللي وقفت جنب سندس أكيد آيه واللي تسلم على رنين أختهم الثالثه اللي نسيت اسمها "
ابتسم على تحليلاته السريعه وهو يتأمل الكل
بهاللحظات لوّح له محمد ولد خالته ام سما اللي توّه دخل مع زوجته وتبَعه مشاري والجازي ومتعب فبادله التلويحه وأشّر له انه بيقابله داخل بعد ما يخلّص زقارته
عيسى وهو يطلع من المجلس الزجاجي ويجي صوب زيد بعد ما التفت على أصوات اللي جو : يخخخ شف اللي ما يستحن كياسهم بالارض ؛ رحت اغسل يدي قلت ارجع ألقاهم دخلوها كلها !
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يناظر عيسى اللي جلس جنبه براحه : عاد تو كنت اقول انك صقر
عيسى ما فهم : وش صقره ؟!
زيد بتنهيده وهو يتذكر المَثَل اللي قاله ويقارنه بدلاخة اخوه : خخخ ولا شي
عيسى يعدي الموضوع : المهم امش بس ندخل نجلس مع الرجال
زيد يرشِف من زقارته اللي قربت تنتهي ويناظر بالبنات اللي قاعدين يتناوبون يوسف بالشيل ويمشون لمدخل المجلس : اخلصها وأجي . .
عيسى يناظر البنات بنظره لعّابه : تخلص من وش الزقاره والا القزّ ؟
زيد بضحكه جانبيه : وش قزّه ؛ كنت قاعد اتذكر شي
عيسى بشغَب : وش تذكرت علّمني يمكن اتذكر معاك !
زيد يجاريه بسلاسه : ياللقافه . .
عيسى شق الكشره : ههه لا أمانه وش ؟
زيد بعفويه : اممم طيب شغّل ذاكرتك معاي , شفت ذيك القصيره ام الولد الصغير
عيسى بتركيز بعد ما حس انه الموضوع جد : اي وش فيها ؟
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يتذكر : تذكر يوم ناديتني بإستقبال محمد ؛ كنت قاعد اشيل مصاصة ولدها اللي طاحت وعطيتها إياه
عيسى يرمش بعدم استيعاب : اها " وبمنطقيه " بس وش الشي المميز اللي خلاك تغوص بخيالك لهالدرجه الدقيقه وتتذكرها
إلتفت عليه زيد بعد ما دخلوا البنات وناظره نظره طويله و سهَى بدون شعور وهو يتذكْر كل شي بخصوص هَتون !
- هييه ألوو
رمش زيد بشويش بعد ما صحى من تفكيره ورمى الزقاره وقال : آآه خلاص ولا شي انسى
عيسى بفضول وهو يحاول يفسّر نظرات اخوه اللي تراجع عنها : وش اللي خلاص ؛ عيونك قاعده تقول انه فيه شي ثاني اذا ما أخطيت !
زيد يرفع فمّه بإزدراء : وش عيونه على كيفك انت تحلل
عيسى يخزّه بتفكير عميق : يا حبيبي خبز ايدي أعرفك قبل لا تتكلم ؛ قول بس قول
زيد يقلّب عيونه ويناظر السما : اقولك مافي شي
عيسى شك بالموضوع شوي : تراك قاعد تخليني أفسر غلط ؛ يعني تبيني اصدق انك من هنا والطريق بتتذكر البنت وولدها !
زيد يناظره بتفحُص ويفكر هل يقدر يقول له اللي صار والا بتكون السالفه ضده : أجل وقّف تفسير
عيسى بقق عيونه : يعني بتقول ؟!
زيد كأنه لان شوي بعد تفكير سريع : بقول بس بشروطي
عيسى بمنتهى الشفاحه : يعني فيه شي !!!
زيد بمصداقيه وهو يتنهد : اففف أولاً بينا ما يطلع , لأن مالي خلق يعرفون خواتك ويعلمون البنت وتتحسس
عيسى وسّع عيونه بحماس : من عيوني والله خلاص ما أعلم قول
زيد ياخذ نفس عميق : ياخوفي بس منك " وبإسترسال " سلمك الله ذي لمّا احترق بيتها كنت انا مع فرق الانقاذ وطلعتها من الحريق
عيسى بإستغراب : بس كذا على بالي عندك سالفه ؛ طيب شلون عرفت إنها هي ؟!
زيد بجواب سريع وهو يتذكر صورتها ويتذكر يوم شافها بالاستقبال : بولدها يالغبي
عيسى بمنطقيه وهو يشبّك المواضيع : آآ صح
زيد بتأكيد وهو يناظره بجديه : بس هاا أمانه لا يطلع , البنت زوجها ميّت وعندها مشاكل وسندس مو مره مع اختها ؛ وانت أدرى بسوالف البنات اخاف اذا تهاوشوا راحت ذكّرتها
عيسى بجديه : لا خير انا وش دخلني فيها " وبإبتسامه لطيفه " بس سؤال صغنطوط هي عرفتك ؟
زيد وهو يوقف بتنهيده ويناظر محمد اللي طلع من المجلس بعد ما سلم على ابوه ومِقبل عليهم : لا ما عرفتني , خلاص اوص سكر الموضوع جا محمد
هزّ عيسى راسه بإيه ووقف هو الثاني عشان يسلّم على محمد اللي وصل لهم .
‘,
اليوم التالي
الاحد
3 ونص العصر | الحديقه
قدام باب مجلس الحريم الزجاجي
عيسى بهمس وهو يترجْى سندس للمره المليون : تكفيين تكفيين عطيني , اليوم بنخيم مع اصدقاء ابوي والله ارجعهم لك
سندس بعناد وهي تقلّب عيونها : ومن وين بترجعهم ؛ كم مره لازم اقولك مافيه عشان تستوعب , شايفني بنك !
عيسى مُصر : الله يوفقك بس هالمره تكفيين مامعاي ولا ريال فشله اروح للناس كذا
سندس تعطيه ظهرها وتمشي : مو شغلي مخلفتك وناسيتك
عيسى يلحق وراها ويمسكها من عضدها ويوقفها : الله يعافيك والله أخاف اقول لأبوي يفشلني عند الناس وأمي مستحيل تعطيني
سندس بسُخريه وهي تذلّه وتبعّد يدها عنه وتكمل مشيها وتفتح باب المجلس الزجاجي وتدخل : تهه اجل استح على وجهك واشتغل . .
ناظرها عيسى بكِره وهي تسكر الباب وتمشي بالمجلس الفاضي بميلان ووتجه صوب الغرفه اللي جالسين فيها البنات
عيسى وهو يرفع شفّته بقهر : استغفر الله وش فيها صايره كذا " ومشى بعصبيه ناحية مجلس الرجال " الشرهه عليّ والله لأوريها على بالها بنذل عندها كل مره
* بالغرفه اللي ينامون فيها البنات – بإستثناء الجازي و زوجة محمد اللي ناموا بالغرفه الثانيه مع الحريم - *
كانت المراتب والبطانيات والمخدات الملونه والمزركشه بأشكال تفتح النفس متنثره على كل زاويه بالغرفه
وكل وحده من البنات مسويه لنفسها ركن خاص للنوم والجلسه والاكل ؛ أمّا المساحه اللي بالوسط معبيتها طاوله أرضيه بنيه خشب متناثره عليها الأجهزه وبعض الحلويات وقوارير المويه وبقايا سهرة البارح !
سندس تعدّل المخده اللي ورى ظهرها وتجلس بعد ما دخلت : افف غثّني
سما بإستفهام وهي متمدده على مرتبتها اللي يمين مرتبة سندس : وش يبي ؟
سندس تمرر نظرها على كل اللي بالغرفه : يطر فلوس على باله فاتحه جمعيه خيريه
رنين وهي تعدل ضمّتها لـ مخدتها اللي على شكل توستَه : يعني وش يبي يشتري فيهم بهالبر ؛ تراب مثلاً ؟
سندس تتنهد : مو الليله بيمشون لمخيم اصدقاء ابوي ؛ فأكيد بيمرون عالمحلات اللي عالشوارع
عذاري بإبتسامه وهي تترك جوالها وتناظر رنين اللي جنبها : تتكلمون عن ابو السياره الزهريه ؟
رنين بإبتسامه بسيطه : يب
آيه بإقتراح عفوي وهي للآن دافنه نفسها ببطانيتها السماويه وطبعاً معتكفه جنب الدفايه الوحيده اللي بالغرفه : يعني للحين ما تعيّن ؟!
سندس بملامح مُتهالِكه من هالطاري : لاااء وشكله ماراح يتعيّن أبد , كل يوم طالع داخل ينقاله رايح يقدم او إنه قد قابل صديقه الفلاني اللي لقى له وظيفه وما عجبته بالشركه الفلانيه . . وكل يوم على هالحال
سما بمداخله بارده : يوه وانتي وش دخلك فيه , حبيبتي لو هو يبي الشغله صدق كان جابها
سندس تتبيكى : انا وامي ملينا منه اربع وعشرين ساعه يبي فلوس بس ما يبي شغل
رنين بمزح : انا قايله من زمان ذا ما يصلح له الا حارس أمن بكارفور
سما بضحكه وهي تتخيل شكله : هههههههههه جبتيها والله يصلح ؛ ضعيف وفاهي
قلت بمداخله بسيطه وانا أحط الآب توب يميني وأجلّس يوسف قدامه عشان يلتهي بحلقات توم وجيري اللي محملتهم له بالكونيكت : يالظالمين تاكسي أصرف له على الاقل يغيّر جو مع الأوادم اللي بيوصلهم مو بس اربع وعشرين ساعه ملطوع وما يتحرك !
سندس بتنهيده : والله مدري عنه الله يفكني منه وبس . .
عذاري بهمهمه وهي تستطرد : رنين هاتي الكام ابغى صور من اللي صورتيهم
رنين تميّل جسمها عاليسار وتمسك شنطتها الصفرا الساده وتطلّع الكاميرا : هاك
وجلسوا يتهامسون بكل صوره يشوفونها . . .
سما بصوت هادي وهي تناظر سندس اللي يسارها : غريبه ما أخذتها امها بهالعطله !
سندس بنفس هداوة الصوت : مدري بس امي تقول ان ابوي شكله مكلم جدتها وقايل لهم إنه بيوديها عندهم من بداية العطله الصيفيه
آيه بإستفهام : هي بالعاده تروح بس رمضان والعطل القصيره مو ؟
سندس بتأكيد وهي تنقل نظرها بجوالها : يب
أنا بعفويه : يحليلها الحين كم صار لها سنه وهي هنا ؟
سما بإبتسامه : 6 سنوات
سندس بتعليق لطيف وهي ترفع راسها وتناظر دائرتهم اللي مسوينها : تتذكرون أول مره يوم قلت لكم ان ابوي غصبني أجيبها معاي لبيت سما عشان تتعرف عليكم انتو وعذاري ؟!
آيه بضحكه عاليه لا شعورياً : هههههههههه يوه يا ذاك اليوم
سما وسندس مع بعض وهم يهدونها : اششششش !
عذاري تناظرهم بخبث : هييه وش قاعدين تحشون ؟
سما بجواب مسكّت : وش تبين سوالف كبار
نزّلت عذاري عيونها بدون اهتمام وكمّلت الصور مع رنين . . .
الجازي بإبتسامه وهي تفتح الباب وتقاطعهم : بنات ترى بنروح للمجلس منتوا جايين ؟
سندس بإستجابه سريعه وهي تناظر البنات : الا أكيد
عذاري بعيون متعطشه وهي ترفع نظرها من الكام : باقي من حلاك والا لا ؟
الجازي بعفويه وهي تمشي : باقي بس ينتظرك تجين تاكلينه
عذاري وهي تترك الكام وتشد رنين : أجل يالله هذانا
ابتسمت على شكل عذاري وهي تمطط بيد رنين اللي بغت تنخلع , وعاد لما شفت البنات بدوا يقومون رحت لعند يوسف اللي كان مسكر فمْه الصغير ببرائه وخدوده المنتفخه متورده وعيونه متوسعه ومنسجمه مع الاب توب شلته بتمهيد ودلع وانا احاول ما أخليه يزعل بمقاطعتي لإندماجه مع توم وجيري !
* بعد 3 دقايق , عند باب السيب اللي يدخّل للمجلس الزجاجي *
كنّا واقفين بملل وللحين ما لقينا فرصه تخلي أي وحده منا تروح تسكر ستاير المجلس اللي يطل مباشره على باب الشارع بعد ما تسلطوا الرجال وبدوا ينقلون أغراض تخييمهم الحين !
عذاري وهي تتربع عالارض وتمد بوزها بتعب : وااه ياربييه حتى الشغالات أخذوهم يعني لمتى بننتظر ؟
رنين وهي تتكتْف وتناظر عذاري : يالله شوي بس هذا هي سندس قاعده تكلم ابوي
آيه بسرحان وهي تناظر الرجال من تطريفة الباب اللي كانت جنبه : عاد شكل أغراضهم مو كثيره كل ما مر واحد شال معاه كيسه وحده بس
سندس بإبتسامه وهي تسكر جوالها : يالله الحين بيرسلون شغاله تسكر الستاير
سما بمداخله : يعني اروح انادي امي والحريم ؟
سندس : يب
عذاري وهي تقوم بحماس وتتمطط : وانا بعد بروح معاك اشيل الحلويات
رنين بضحكه : لا حول ولا قوة الا بالله
انا بتعليق : اقص ايدي لو ما أكلت نصها بالطريق
رنين بإبتسامه وهي تلف وجهها ناحية آيه اللي للحين منسجمه : ههه من جد
تأوّه يوسف بهاللحظات فانشغلت معه شوي وبديت أهديه
أما سندس بعّدت عيونها عن جوالها وقالت إنها بتروح للحمام
وآيه على حالها تناظر بالرجال من الفتحه ورنين وراها متكتفه وساهيه بإنتظار !
آيه بقلبها وهي ترمش بشويش : مدري ليش يضيق خلقي اذا ناظرته هو وأخوه ؛ مع اني من بعد ما عرفت إن لذه رفضته انبسط بالتفكير فيه كثير
" وبتنهيده بسيطه " احس اني متلخبطه من أول ما وصلنا , واللي مدوخني زياده انه قريب وخواته وأمه حولي
" وقطبت حواجبها بحزم " اففف وراني ما أتوب ؛ مليون مره أحذر نفسي من هالتفكير اللي يمكن ما يتحقق ويصدمني " وبضيقه فضيعه " آااه لو اني ارجع زي اول وافتك
" وبإستطراد ضعيف " بس خليني الحين مع هالواقع اللي مدري وش الاسلوب اللي لازم اتعامل فيه مع خواته وامه ؛ يعني أحس لو . . .
بهاللحظة قاطع فِكرها ووقف الوقت كله شهقتها البسيطه اللي شهقتها من غير شعور تماماً لما شافت زيد يعثر فجأه ويطيح على عيسى اللي كان قدامه !!
بلعت ريقها بسرعه وإلتفتت وراها برعب مو صاحي وهي خايفه ان أحد انتبه لها
شافت بعيونها المترجفه رنين الـمنسجمه مع خواتمها وهَتون اللي للحين تهدي يوسف
رجفت شفاتها لا شعورياً وهي ما تدري هل حسّوا فيها او لا ؟
قاطع هالجو المتوتر بهالثانيه اصوات الحريم اللي جو
رنين بهدوء وهي تناظر آيه اللي اصفرّت : وشفيك يالله ؟
آيه بفهاوه بعد ما حسّت على نفسها : وش !
رنين تناظر الباب : يالله بنروح للمجلس دخلت الشغاله وسكرت الستاير ما شفتيها ؟
آيه بلعثمه وهي تبلع ريقها بصعوبه تامه و تحاول تخفي رجفة يدها اللي رفعتها عشان تفتح الباب : الا ايه . . يالله .
‘,
9 وربع العشا | بجمس مشاري
* كل الرجال راحوا فيه بما إنه اكبر سياره *
أبو سما بنحنحه وهو يعدل كرسيّه ويرجعه لورى : الحين رِح يمين
مشاري بتركيز وهو يناظر الطريق : اوكِ
محمد وهو جالس ورى كرسي أبوه : يبا عصرتني الله يسلمك
ابو سما يقدم كرسيّه ويلتفت على ولده : أوه نسيتك . . طيب كذا زين ؟
محمد بإبتسامة راحه : اي خلاص
مشاري بمداخله وهو يناظر ابو سما اللي جنبه : الحين سيدا ؟
ابو سما : اي خلك طوالي لين ما يجيك حرف t بعدين خذ يسار
بهاللحظات نغز عيسى محمد اللي كان يمينه وقال بهمس وهو يناظره : تعال وش صار عالتطعيس زبطت مع الشباب ؟
محمد بهمس وهو يتأفف : اي بس اسكت لا تفضحنا
أبو زيد يناظر ولده بشَك بعد ما انتبه لوشوشته مع ولد خالته : وش فيه ؟
عيسى شق الكشره وناظر أبوه اللي جالس جنبه وبدا يصرف : آآآ قاعد اقوله اني اخذت الطراطيع والبنات ما يدرون عشان ما يتعورون الصغار
ابو زيد بتنهيده : اها . .
سكت الكل بعد لحظات وما عاد فيه غير صوت ابو سما اللي كان يوصف المخيم لمشاري . .
كان زيد طول الطريق مثل الصنم اللي مستحيل يتحرك بسبب متعب اللي جالس معاه بالمرتبه الاخيره ونام على كتفه فجأه
أما عيسى ومحمد اللي كانوا قدامه مازالوا يسولفون سوالف بصوت هادي عشان ابوه اللي جنبهم ما يسمع خططهم الغير مسموحه !
ابو سما بشويش وهو يقطب عيونه : لحظة يا مشاري هدي شوي
مشاري وهو يركْز باللي قدامه : طيب . .
ابو زيد يحاول يناظر : شصار ؟
ابو سما وهو يلتفت عليه ويتأفف : شِف اللي جانا
مشاري بتويتُر وهو يوقِف السياره تماما : وش نسوي ؟
عيسى بإستفهام وهو يحرك جسمه لقدام : خنشوف خنشوف
بهاللحظات انشدت عيون الباقين لقدام وظلت علامات الاستفهام مطروحه على اللي قاعدين يشوفونه .
‘,
10 الا ربع | بالاستراحه
دخلوا البنات بضحكاتهم المتفاوتة العلو من باب المجلس الزجاجي بعد ما كانوا يراكضون بالحديقه ويلعبون بالطراطيع من بعد ما راحوا الرجال وأخذوا راحتهم اللي يتمنونها على أتم وجه
سندس بنفَس سريع وهي ترمي نفسها على أقرب كنبه يسارها : واااه واااه . . قلبي بيطلع من مكانه
عذاري تضرب اسنانها مع بعض وتناقز وهي واقفه : انا بموت بررررد
رنين وهي تشيل جزمتها بيدينها وتروح لداخل : وش ذا مستحيل اجلس هنا بتجمممد !!
سما توقفها بإستفهام : تعالي والفيلم ماراح تشوفينه ؟
رنين تروح صوب الحمام وتجاوبها قبل لا تدخل : الا بس لازم اجهز نفسي لهالصقييع
آيه تسكْر جاكيتها بإبتسامه وتجلس جنب سندس : عاد هذا وحنّا نراكض صار لنا ساعه
سما بفكره جهنميه وهي تناظر يوسف اللي كان لابس فروته الصغيره اللي من مشاري : تعالوا ودكم نروح نشيّك على فروات الرجال ؟
سندس تضم شفاتها ببروده : هبله انتي , اكيد اخذوها
سما وهي تبوّز وتناظرني وانا اسكر الستاير : صح " وبتعقيب " كأنه بينفع اذا سكرتيهم
انا برجفه : على الاقل أدفى نفسياً
آيه بإبتسامه وهي تقوم : دامكم بتطولون هِنا انا بروح اجيب الدفايه
سندس بضحكه : كأنها بتنفعنا عاد , محد بيتدفى غيرك
آيه بتعليق وهي تلتفت عليها : هههه حرام عليك مو لهالدرجه انا انانيه
سندس تغمز لها بتحدي : نشووف . .
بهاللحظات تأوّه يوسف وبدا يبكي !
قلت بتوتُر وانا اعدل فروته : يووه مو وقته
عذاري تسكْر اذونها وتروح صوب المطبخ : انا انسحب , بروح اجهز الحلويات والبوب كورن عشان الفيلم
سما وهي تروح لداخل : وانا بعد بروح البس لي شي ثقيل " وناظرتني " وانتي لا تسكتينه خليه يبكي لين يقول بس لأني مستحيل اخليه يبكي واحنا نناظر الفيلم
انا بحيره : اتوقع انه ماراح يناظر معنا لأن وقت نومه فات وبعدين تعب كثير من كثر ما خوّفناه بالطراطيع
سندس بتعليق وهي تناظره وتعلق على صوته اللي بدا يرتفع : ياملحي ؛ هذا وبعد عيسوه الشين ماخذ نصهم اجل لو مخليهم كلهم وش بيصير فيه
انا بإحراج بسيط من صوته اللي صار مزعج بقوه والمجلس اللي فضى بدا يعلّيه بصداه أكثر : ههه , بما ان الوضع تأزم بروح للغرفه اشوف وشفيه وأنومه ؛ واذا شغلتوا الفيلم نادوني
سندس بإبتسامه لطيفه : اوكِ .
.
* بعد ربع ساعه *
عذاري وهي جالسه على الكنبه وتاكل بالبوب كورن اللي سوّوه بالمايكروويف وتناظر التليفزيون اللي مو راضي يشغّل الفيلم بالديفيدي اللي جايبينه : يعني وبعدين ماصارت !
سما بتأفُف وهي منزعجه من التحلطم اللي ملّت وهي تمسعه لكنها مازالت مصرّه تزبطه : انتوا اسكتوا وهو يصير ان شاء الله
سندس وهي جايه من المطبخ وقاعده تعدّل شالها الزهري : ها شصار ؟
رنين تحط راسها على كتف عذاري وتعدل لحافها المخطط وتتأفف : على ما هو
سما تلطف الجو بمزح : انتي اللي وش صار مع خليفووه شقالك لما اتصل
سندس بضحكه وهي تقلّب عيونها وتجلس جنب عذاري وتاكل من البوب كورن: اشتغلي على اللي بيدك احسن لك
آيه وهي تجي بعد لحظات : ها ؟
البنات مع بعض : ما صار
رنين بإستفهام : بطريقك ما شفتي هَتون إذا نوّمت يوسف أو لا ؟
آيه : صراحه شفتها هي وياه بسابع نومه , حتى إنها نامت بالجينز
سندس بصدمه : أمّاا !! الشينه هذا وهي قايلة لي اول ما تشغلون الفيلم نادوني
سما بتأفُف وهي تفقد الامل وتترك الاسلاك بعد ما سمعت اللي قالته آيه : اقول حامت كبدي شكله ماراح يصير وذي نامت بعد
عذاري بخساره وهي تاكل من البوب كورن : لا عاااد سخيفه حاولي
رنين بتشجيع : اي يالله بليز صار لي سنه مجهزه الكام عشان اصور
سما بتنهيده وهي توقف وتتمطط : خلاص ظهري تكسسر مليت , وبعدين صرنا شويّه أحس راح الحمَاس
رنين بتبويزة وهي تتنهد : اففف منك , ووش هالحظ كنت متحمسه
آيه بتنهيده : عاد تبون الصراحه انا نص الحماس راح مع الطراطيع و الحين مالي خلق أحس اني ذبلانه مع هالبرد
سندس تتأفف : ترى بدا مودي ينقلب ؛ وش هالجو الكئيب حومتوا كبدي
سما بقهر بسيط وهي تضرب الديفيدي برجلها : لو ذا يشتغل !!
سكتوا البنات بهاللحظه وهم يناظرون الشاشه تتلوّن فجأه
وبعد ما استوعبوا الوضع اللي أعلن إن الفيلم اشتغل صرخوا بفررح ونططوا بوناسه لا شعوريه !
عذاري وهي بقمّة الحماس : وأخيراً , هذا معناه إننا بعد شوي بناكل
سما وهي تضحك ضحكة انتصار وتشغل الفيلم : وش بتاكلين بعد , خلتصي نص البوب كورن ولسى جوعانه !
رنين بوناسه وهي مو قادره تسكر فمها من الابتسامه العريضه اللي كستها : واااو الحمد لله
آيه بتعليق وهي تبتسم : زين بس شكلنا من اليوم بنبدا نقدّس رجل سما السحريه
سندس بضحكه : بعدينا عن السحر الحين , ورانا رعب ووحوش خلونا نتجهز
سما وهي تروح داخل : بس قبلها اصبروا بروح انادي الجازي وتُقى – زوجة محمد - يمكن يبغون يجون
البنات بإيجابيه : اوكِ
سما وهي تفتح باب غرفة الحريم بعد ما طقته : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
سما بإبتسامه وهي تناظر الجازي وتُقى اللي كانوا جالسين على جنب ويسولفون : استغل الديفيدي تعالوا معنا هَتونوه نامت
الجازي بإبتسامه عفويه : لا والله حبيبتي انا بنام بعد شوي انبسطوا انتوا
سما بتبويزه وهي تناظر تُقى : ها وانتي ؟
تُقى بخساره : حتى انا ودي انام والله
سما بتنهيده وهي تناظرهم بإبتسامه عفويه : والله لو ما اني بتأخر عن البنات اللي لهم ساعه ينتظرون كان عرفت كيف انشب لكم
تُقى بإبتسامه وهي تعقِب : ما يحتاج نعرفك
سكْرت سما الباب بعد ما بادلتهم الابتسامه ورجعت للبنات ركض . .
وبعد لحظات . . تغيّر جو المجلس الزجاجي تماماً و تسكرت الانوار والستاير وكل وحده هجدت و جلست الجلسه اللي تريحها وتلحفت بدفى وبدوا يركزون بالفيلم اللي بدا
سندس بهمس وهي تقرب من آيه : قربي الدفايه يا اللي مو أنانيه
آيه بضحكه خفيفه وهي تتذكر كلامها اللي قالته لسندس : هههه خذي
سما تخزّهم : هييه اص خلوا نشوف
عذاري بهمس : سمّوو كم مستواه الرُعبي تراني مو على شكلي !
سما بتبويزه وهي تلتفت عليها : شوفي وانتي ساكته " ومررت نظرها على الكل " اووص وولا وحده تفتح فمها انا انسانه اذا انسجمت انسجمت
- بنات !
التفت الكل على صوت ام سما اللي فتحت عليهم الباب فجأه
سما وهي توقف الفيلم بإنزعاج ونرفزه : يما ماشاء الله عليك ما أمدانا ننسجم
عذاري تكتم ضحكتها وهي تعلق بشويش : أصلاً هو بدا شي عشان ننسجم !
خزّتها سما بعباطه وناظرت بإمها اللي تكلمت
ام سما بإبتسامه : مو قصدي والله بس ابوك اتصل يقول ان عج جاهم وسد الطريق فلا تطلعون برا لأنهم بيرجعون
تأففوا البنات بخيبه وهم يناظرون خططهم تتلاشى قدامهم !
سندس بضيقه : لا عاد وش ذا يعني ماراح نطلع بالحديقه طول الايام ولا راح نكمل لعب الطراطيع ونشوي ؟!
ام سما بعفويه وهي تروح : مدري والله انتوا ناظروا الفيلم الحين وعيّنوا من الله خير وسكروا شباك غرفتكم يمكن يجينا العج بعد
سما وهي تحط يدها على خدها وتناظر أمها تسكر الباب : اففف يالنكد وش هالحظ لا انسجمنا ولا راح نستانس
رنين تتأفف : من جد نحسس جايين ننبسط ونغير جو وآخرتها بيحكرونا هنا و يمدينا حتى نطلع بالحديقه عشان الرجال
سما بضيقه : استغفر الله حتى ما سوينا شي تونا أول يوم !!
عذاري بتعقيب عقيم : من جد
سندس بتنهيده طويله : افف رجعتوا لـ الكئآبه الحين خلونا نشوف الفيلم بعدين نفكر بهالسالفه ؛ ووشدراكم يمكن يروحون الصباح اذا هجد العج
آيه بإيجابيه بسيطه : جد خلوا نشوف بعدين نخطط لـ تعويضات ؛ يعني اكيد ماراح نقعد باقي الايام كذا . .
زفَرت سما نفَس طويل بعد ما ناظرت بوجوه الكل اللي وضّح نور الشاشه شويّه من معالمهم اللي ما قدرت تحللها
فـ ضغطت على زر الديفيدي وشغْلت الفيلم اللي كان بدقيقته الثالثه وهي تتمنى انه لعل وعسى يغيّر هالة التشاؤم اللي تأكدت من إنها حاوطتهم .
‘,
3 الليل | غرفة البنات
الجدران دافيه والظلام مهْدي الاجواء تماماً والكل نايم براحه عكس إزعاجهم لما كانوا يناظرون فيلم الرعب
أمّا الجو برا كان مجرد هوا بسيط وما يوحي إنه فيه عجْ راح يمر عليهم لحد الآن . .
بهاللحظات قمت بكسل فضيع وانا افرك عيوني اللي يالله تنفتح !
سمعت صوت عذاري اللي كانت تتمتم بالحلم على عادتها ؛ وعوّر عيوني نور الدفايه البرتقالي اللي كان يخالط هالظلام التام
لكْن اللي لفت انتباهي أكثر وصحاني من نومتي هو صوت يوسف اللي كان يتأوّه جنبي !
" لا تكفى لا تصييح الله يخليك "
تنهدت بتعب وشلته هو ولحافه لما بِكى وقربته جنب صدري وبديت اضرب ظهره بشويش واحاول اهديه
انا بهمس : اشش حبيبي انتَ , ماما هنا اش اش . .
عَلى صوته بعد لحظات وانا مازلت اطبب عليه واحاول إنه ما يقوّم البنات اللي للأسف بدوا يتقلبوون . .
ومثل ما توقعت وصل صوته للمرحله اللي أرغمتني اقوم واطلع فيه بره
فشلته بنعاس عظيم وقطبت حواجبي بنرفزه وانا من جد ودّي ابكي على هالحظ
تعديت رجول البنات والحوسه اللي عالارض بحذر لين وصلت للباب ولبست شبشبي البني وانا اعدل جورابي المنقط وآخذ لي اقرب جاكيت معلّق . .
بعدها طلعت من الغرفه ومشيت بالسيب بتعب وانا أحاول أهرول و مازلت ادعي ان صوت يوسف يهدى عشان ما يصحي أحد ويحرجني !
اتجهت للمطبخ وانا يالله أقدر أميّز الاشياء فجهزت رضاعة أي كلام بأسرع وقت وعطيتها إياه
لكن اللي ما كنت متوقعته إنه يرفضها بشدّه ويعلّي صوته أكثر وأكثر
" ياربي عاد المطبخ بين غرف الحريم والرجال يعني بدال ما أصحي جهه وحده شكلي بصحي الجهتين "
حطيت الرضاعه على أقرب دولاب وقررت أروح لأبعد مكان عن الغرف واللي هو المجلس الزجاجي !
جلست بالكنب فتره وانا أحاول ألهيه أو أنومه , لكن ماكان فيه شي نفع أبد
النوم كان يحاول يسيطر عليّ بين كل فتره وفتره خصوصاً اني ما تجرأت أفتح اللمبات , والستاير من جلسة البنات كانت مسكره وما يجيني الا شوي من نور لمبات السور المقابل
فكْرت بهاللحظه اني أروح لعند الستاير وافتح بعضها وأشغِله بالانوار وهذا اللي صار
لاحظت انه رفع راسه وبدا يناظر بالنجوم الكثيره القمر اللي كان مكتمل بشكل جذّاب جداً
قلت بهمس وانا أناظره يأشر على القمر ويحاول يمسكه بطفوله ويتأوّه : ها سوفه مبسوط الحين بعد ما عذّبت ماما ؟
ناظرني بدلع وهو يبوّز ويتلمّس شفاتي وخشمي وعلى طرف رموشه الصغيره دمعات بتطيح
قلت بخوف وانا أمنعه من البِكى : لالا كل شي الا هذا ما صدقت اسكتك
ناظر السما بهدوء مره ثانيه وبدا يأشر بأصابعه البيضا عالقمر والنجوم كأنه يقولي هاتيهم لي !
تلمْست القزازه البارده ونفخت بدفى عليها لين ما تكوّنت السحابه البيضا وخليته ينشغل بالرسم فيها
قلت بهمس وانا أبوسه على راسه واتلمس شعراته الناعمه : حبيبي الشاطر
ظليت واقفه لحظات وانا من جد أسرني شكل القمر والسما الواسعه اللي من زمان ما شفت هالعدد الكبير من النجوم ماليها
فجأه قررت أجازف وأكون جزء من هالاجواء لو على الاقل من عتبة الباب اذا كان الجو بارد لذيك الدرجه !
وهذا اللي صار . .
فتحت قفل الباب بشويش بعد ما غطيت راس يوسف باللحاف الزهري الفاتح وحطيت كاب الجاكيت على شعري واستعديت لهالمغامره البسيطه
مدري وش حسيت فيه أول ما طلعت !
كان الجو مو ذاك الزود بارد , صحيح ان الهوا مزعج لكن فيه روحانيه ما نتوصف بمثل هالأوقات النادره
جلست على العتبه الرصاصيه بفضول وانا اناظر السما الوااسعه اللي كنت اعشقها من وانا صغيره !
" يما "
سمعت صوت امي القديم بهاللحظات ؛ إيه حتى متأكده اني سمعته بشكل واقعي 100% بكل ما تعنيه الكلمه !!
مدري هل هو تأثير الليل او سِحر القمر او اني بديت اخرف بعد ما قمت بهالشكل ؟
بس السؤال الوحيد اللي مفروض اني أجاوب عليه , ليش سمعته بمثل هاللحظه بالذات ؟
ناظرت يوسف اللي كان مصنْم بشكل غريب ويناظر السما الجديده عليه بعيون تجنن
كأنه قاعد يقولي جاوبي عن السؤال الاخير اللي قلتيه بما إنك تعرفين جوابه !
بلعت ريقي بهاللحظة وقلت وانا استجمع قواي و أعلّي صوتي شوي بعد ما تأكدت من الباب اللي كان مطرف وراي وقررت إني اجاوب : وش عجبك من السما عشان أجيبه لك ؟
تأوّه يوسف فجأه وبدا يتبيكى بدلع ؛ يمكن لأني خربت تأمُله الهادي !
تنهدت بشويش وقلت وانا اغيّر وضعيته وأجلّسه بحضني وأأشر بأصابعي على النجوم عشان ينشغل فيها وأكمل جوابي : لا , لا تبكي حبيبي ؛ شوف يالله هذي النجمه الاولى تبي أجيبها لك والا ما تبيها ؟!
يوسف وهو يسند راسه الصغير على صدري ويرفع نظَره ويبوّز : أمّااا . . غغغ
قلت برجفه وانا ازفر نفَسي الدافي واقول بإبتسامه هاديه بعد ما تذكرت كل شي : ما أعجبك ؟ " وناظرت بالسما وانا أأشر على نجمه ثانيه " خلاص اكيد هذي الكبيره بتعجبك , ها وش قلت تجيبها ماما والا ما تجيبها ؟
يوسف وهو يضرب فخوذي بيدينه : نننه . . نهغغغ
بلعت ريقي بصعوبه وانا أحاول اتمالك نفسي وأقلد نفس الكلام اللي كانت امي تقوله لي وانا بعمر خمس سنوات : طيب خلاص " ونزلت دمعتي غصباً عني يوم وصلت لنقطتي المفضله " أجل ناخذ القمر
" وناظرت السما بحزِن وانا أأشر عالقمر الكامل واقبضه بيدي " آسفين يا سما يوسف ما يبي الا القمر . . .
كان هذا هو جواب السؤال اللي تذكرته !
ليش أمي هي اللي خطرت على بالي الحين بالذات ؟ لأن هذي هي اللعبه الوحيده اللي كنت انبسط فيها لمّا كانت تلعبني إياها يوم اني صغيره
أجلس على حظنها بالليل وهي جالسه على مرجيحتنا الكحليه القديمه ونتقاسم نجوم السما والقمر ونرجع اليوم الثاني ونلقى نجومنا اللي أخذناها على قولتها مو موجوده فأصدق القصه قلباً وقالباً . . .
مسحت دموعي الدافيه بهاللحظات وانا آخذ نفَس و اناظر بيوسف اللي رفع أصابعه للسما وقلد حركاتي بعشوائيه لطيفه
حسيت إنه قاعد يواسيني بعد ما بكيت ؛ ومو كأني انا اللي كنت بالبدايه قاعده أواسي دموعه الصغيره
تنفست بعدها بعُمق وظليت على نفس حالي انا وولدي
على الاقل يمكن بعد ما يمل من لعبة النجوم ينام من التعب وما يصحِّي أحد بصوته . .
.
* بنفس هاللحظة بالمطبخ اللي كان جداره اللي فيه الشباك على شكل حرف u بالنسبه لباب المجلس الزجاجي اللي على يمين الحرف *
كانت يده الغامقه ماسكه بـ كاسه البرتقال المفضل اللي فاحت منه ريحة القهوه السودا الحاره بعد ما سواها توّ
ما يخفي بنفسه إنه انسجم مع هاللعبه الغريبه بعد ما قرر يتصنت بهدوء اول ما سمع صوت يوسف يبكي !
" تهه لا يكون قاعده تبكي للحين ؛ هذي بالله كيف صارت أم ؟
- وبإبتسامه هاديه – أجل نجوم وقمر هاه ! "
وفجأه بهاللحظه برقَت السما بشويش وقَوت الرياح اللي ما تغيْرت جهت هبوبها العشوائيه معلنه عن عاصفه صحراويه ومائيه بنفس الوقت !
زفَر هواه بهالثانيه وسكْر الشباك بشويش بعد ما تقلبت الاجواء وما أعجبه الجو الجديد اللي كساه فقرر ينسحب ويكمل قهوته بالغرفه أحسن له . .
وما مرْت دقايق قليله الا واهتزت السُحب وتناثر المطر بقوّه على العشب والشبابيك والأرضيه وتغيرت ملامح كل الاستراحه .
‘,
اليوم التالي
الاحد
4 الا ربع العصر | بالحديقه
* خلف مجلس الحريم *
كانوا البنات جالسين على طاولة بلاستيكيه بيضا و يسولفون لـ الجازي وتُقى عن البارح
عذاري وهي متحمسه وتناظر بالجازي : والله انا مرره خفت تخيلي فجأه طلع الشبح من تحت السرير وقلع قلب البنت بوحشيه تامه وهي نايمه !!
رنين بإشمئزاز وهي تتذكر : أووه وعع والله لو تشوفين الدم اللي طلع وش كثره
الجازي بإبتسامه : عاد عساكم نمتوا زين
سما بتعليق وهو تشوفني انا ويوسف جايين من الباب الخلفي بعد ما غيْرت ملابسي لـ جينز ازرق غامق مع بلوزه رصاصيه فاتحه وجاكيت عشبي : شوفي حنّا نمنا زين بس زي هالدجاجه لاء
ابتسمت على تعليقها وجلست بشويش بعد ما سلْمت . .
تُقى وهي تناظر بيوسف اللي كانت خدوده متورده ووجهه منتعش : ماشاء الله الله يحفظه يجنن
رديت بهدوء وانا اناظر يوسف : تسلمين حبيبتي
عذاري بتعليق لطيف وهي تقرص خده : لا يغرك قاعد يمثل عليكم الركاده والسنع ؛ بس لو تشوفينه البارح وش سوّا فينا قبل الفيلم
رنين بتبويزه وهي تناظرني : وعلى طاري الفيلم اليوم ترى غصباً عنك تشوفين معنا مو على كيفك
سندس : ايه عاد هالمره مافيه ؛ امس جبتي لنا الكئآبه بعد ما فقدنا الامل بالديفيدي
قلت بإيجابيه وانا اغير الموضوع بذكاء : ان شاء الله بس عاد اذا رجعنا واحنا ميتين تعب فـ لازم نسوي استثناءات ؛ تعرفون اليوم الدبابات
آيه بإبتسامه وهي تعقب : من جد
عذاري بحماس : وااو يا إنا بنستانس !
سندس بمدح وهي تناظر سما : هالمره مو بس بنقدّس رجل هالمزيونه ؛ كل أبوها مُقدسه هي وأفكارها
سما بغرور : شفتوا كيف انا نادره ؛ اعجبكم انتوا لو بس تقدروني شوي
آيه بتنهيده وهي ترفع حاجبها بمزح : آآه بدينا
الجازي بإستطراد وهي تبتسم : إيه وبعد كملوا وش سويتوا
سندس بضحك وهي تناظر يوسف اللي قاعد يلعب بكوب المويه : اللي صدق سوّا لنا فيلم ذا الحلو ؛ كل ما رمينا طراطيع الثوم او فتحنا عيدان الشمس قام يضحك بهستيريه
رنين بضحكه بسيطه وهي تتذكر صدى ضحكة يوسف : يدغدغ هههه
عذاري فجأه وهي تلف عليه وتخوّفه بصوت عالي : تهيييه !
صرخ يوسف بمفاجئه وبعد ما استوعب ضحك بصوت بهستيريه وقلّدها
عذاري بضحكه وهي تناظر وجوه الكل اللي غشوا على شكله : هههه وهذا مقطع من اللي صار أمس
تُقى بخقّه : وسلّم قلبه , الله يخليك لك
ابتسمت بفرح وبسته على راسه بقناعه وانا أحمد الله
الجازي بمقاطعه وهي ترد على جوالها اللي رن : هلا
إيه ان شاء الله . .
ههه طيب بس إرسل لي متعب عشان ياخذ شاور قبل لا نروح
اوكِ , مع السلامه .
عذاري بإستفسار : مشاري ؟
الجازي تحط جوالها عالطاوله : اي يسلّم ويتطمن . .
سما تحارش بمزح : يحليله
آيه تدافع بنفس المزح : هييه وبعدين يعني منتي شايله عينك عن أخوي ؟
سما ترمش بدلع : ما أقدر " وبإستهبال " طيبته تأسرني
آيه ترفع فمها بعباطه : طيبه ؟ مشاري ؟ متأكده من هالناحيه !
الجازي بإستغراب لطيف : لا عاد حرام عليك مشاري طيب ما كِذبت
آيه تبقق عيونها : أيّ طيبه يا حظي ؛ يمكن لمّا كبر اكتسب هالعاده بس محد يعرف إنه كان شرير ومُعذب درجه أولى الا انا وذي " تأشر عليّ "
الجازي بضحكه وهي تناظر الكل : ههه لالا ما أصدق واضح إني مخدووعه !
سما تكمل مسرحيتها : يعني مالي أمل استدرجه بالطيبه ؟
آيه وهي تتذكر بحسره : آآه ياقلبي لا تذكروني ودي بس أرجع لذيك السنين وأكفخه واطلع كل حرتي فيه
انا بمداخله بسيطه : تخيلوا مثلاً , اشترى لي مره عروسَه فجأه وانا مت من الفرحه حتى اني رحت اعاير آيه انه يحبني أكثر منها
بس بعدها بأيام اتضح إنه كان حاط شروط وما قالي عنها ؛ وأولها اني كل ما سمعت كلامه يقطع شعرها وملابسها !
الجازي بضحكه طويله وهي تغطي عيونها بإحراج : لالا ما اصدق مشاري ؟
سندس بتعليق : ورا هالسوالف ما قلتوها من زمان " وناظرت الجازي " خدعتوا هالطيبه فيه هههه
رنين بإبتسامه : عاد حرام شكله مره هادي
آيه بتعليق : ايه انا قلت لكم مدري من وين مكتسب العاده . .
ام زيد تقاطع الكل بعد ما فتحت الباب الخلفي : السلام . . يالله بنات ما مليتوا من الجلسه ؟ روحوا جهزوا اغراضكم ورانا طريق بعد المغرب ان شاء الله
الجازي بحكمه وهي تقوم وتسمح دموعها من كثر الضحك : أوه من جد يالله انا لازم اطلع ملابس ثقيله لمتعب
سما وهي تاخذ جوالها وترفع شعرها : وانا بعد بروح اشحن جوالي
سندس تعطيها جوالها : أوه الله يذكرك بالشهاده خذي حقي معاك
سما تناظر بالكل : يالله مين بعد يبغى شحن ؟
عذاري وهي تاخذ من الفيريروروشيه اللي قدامها : انا لا
رنين : حقي شحنته البارح
آيه بتعقيب : وانا بعد لا .
‘,
8 ونص العشا | بالبر
جلس زيد بالكرسي الأمامي بجمس مشاري وهو يربط جزمته البيضا بعد ما خلّص من صلاة العشا . .
عيسى بتهالُك وهو يجي بهدوء ويتربع على البساط البني اللي فارشينه جنب الجمس ومملينه فصفص وترامس وأكل ومراكي وأشياء أغلبها شبابيه : آآه يالله يا كريم
زيد ينزل من السياره ويسكر الباب ويعدل بلوزته : لا تعجْز من الحين ورانا شَوي ونار محد بيسويها غيرنا
عيسى بتنهيده طويله وهو يركْي راسه على الجمس اللي وراه : ياربي تعبت من بعد فرفرة الدبابات والله راسي يدور ما أقدر اسوي شي
محمد بإبتسامه وهو يجي ويلبس طاقيته ويرفع ثوبه الاسود بيده ويجلس : لا تفلّم مو وقتك عاد !
عيسى يتأفف ببرائه ويناظر بوجه زيد ومحمد : الله يخليكم إعفوني بليــــــز والله ماني قادر اسوي شي ابي ارتااح
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يسمع صوت يوسف اللي بكى فجأه : يالله إرتاح أجل
عيسى بصوت باكي وهو يغطي إذونه ويرمي راسه على فخذ محمد : يالييل ما اطولك
* بعد دقايق ؛ بالجهه المعاكسه خلف الهمَر الابيض اللي كان ورى الجمس بمسافه بعيده شوي , عند بساط البنات *
عذاري وهي متمدده و تقرأ لوحة الهمر اللي يمينها : هه اسم سيارة أخوكم برّه
رنين بإبتسامه وهي ترمي ورقة البلوت لمّا جا دورها : إيه شفتي كيف التميُّز
عذاري وهي تعدْل جلستها وتناظر البنات اللي هاجدين ويلعبون بكل خشوع وإنسجام : بس الصراحه مافي تميُّز مثل سيارة عيسى الزهريه !
رفعت آيه راسها بهاللحظة وإبتسمت من هالطاري ومن نظراتها كأنها تقول لعذاري " يا أم وجهين واضح مره إنها مميزه والا نسيتي حشّك ؟ "
قلّبت عذاري عيونها بهدوء بعد ما فهمت قصد إختها وطنشت . .
رنين بإبتسامة عريضه وهي تحط أوراقها : فزت
سندس تتنهد وترمي اللي بيدها : اففف ماشاء الله كم مره تفوزين انتي !
سما تتثاوب وتتمدد : واااه انا مره احس نفسي مكسّره بعد الدبابات . .
الجازي بإبتسامه وهي تصب القهوه : بس يا أن كان عليكم اشكال وانتوا بالعبايات
عذاري بضحكه واثقه : بس أهم شي إنا استانسنا
رنين : من جد أجل تخيلي لو ان سما ما اقترحت هالفكره بعد ما كنسلوا روحتهم اللي على قولة أبوي ما تِسوى يقعدون ليله وحده
سما بتفاخُر : أحم بسم الله عليّ
آيه بتنهيده : أمانه بس , لا تكبرون راسها أكثر من كذا
سندس بضحكه : هههه من جد . .
عذاري بإستطراد وهي تفتح واحد من الشيبسات وتناظر برنين اللي أخذت كميراتها وبدت تصور : اشوف
رنين بتدقيق وهي تحط العدسه على يوسف اللي كان نايم بـ حضني : خقيت عليه وهو نايم ؛ بصوره عادي ؟
انا بقبول : اي أكيد
تُقى وهي تقرب من شاشة الكاميرا وتناظر : يا ماشاء الله أنا باكل ولدك صراحه
رديت بضحكه : هههه عقبال ما نشوف عيالك
ابتسمت تُقى بخجل طبيعي وكملت اندماجها مع الشاشه
أمّا رنين اللي تعشق التصوير التقطت ليوسف صور ابداعيه أعجبتني صراحه مع إنها طولت وهي تدقق مثل المحترفين !
قالت سما بعد لحظات وهي منبهره ومتفاجئه : أووه شوفوا " وناظرت رنين " بسرعه انتي صوري نار الشوي ولّعوها الشباب
رنين تلتفت بحماس : جد ؟
عذاري تناظر بإنذهال : وااااو يا كبْرها لو بس يخلونا نقرب " واخذت جوالها بسرعه " مقدر اصبر بصور واحطها بالبي بي !
متعب بإبتسامه وهو يركض من عند النار ويجي لـ أمه وهو لابس فروته البنيه اللي مخليته دبدوب : ماما شفتيني وانا أهف عـ النار مع ابوي ؟!
الجازي بفرح وهي تنثر الغبار عن ملابسه : ههه جد ؟ أجل صرت بطل هات بوسه
باس متعب أمه بشويش وبعد ما شرب مويه وشرح بحماس طفولي عن شعوره الجديد , رجع يركض لعند النار اللي ما كان يخليه مشاري يقرب منها كثير وبس يدور من حولها . .
أمّا البنات بعد لحظات . . انسحبوا أغلبيتهم من البساط اللي كانوا جالسين فيه وانتقلوا للبساط الثاني القريب عشان يساعدون الأمهاتهم والشغالات بتجهيز بهارات الدجاج واللحم والمقبلات الكثيره اللي راح تنشوي . .
بإستثناء آيه ورنين اللي ظلوا يقطعون الخضروات بالبساط الأول عشان لا يتزاحمون
كانت آيه بهاللحظات معطيه وجهها للنار البعيده اللي تجمعوا الرجال حولها ومازالوا يكبرون فيها ومقابله رنين اللي متركيه على الهمَر ومنسجمه بالتقطيع
هي تشوفه بس هو مستحيل يشوفها لأن السياره مغطيه عليها
كانت طول الوقت مندمجه معه قلباً وقالباً , تقطع البطاطس قدام رنين بجسمها بس روحها وقلبها يناظرون زيد الطويل اللي كان ينتقل بحركاته السريعه هنا وهناك
جينز اسود مع جزمه بيضا وبلوزة طويله ساده ماسكه على جسمه بس قماشها الطايح معطيها انسيابيه أكثر بقصّه مثلثه من عند الصدر وشعر عاري قصير ولحيه محدده معطيته هيبه وغموض . .
آيه بقلبها وهي تصرح عن مشاعرها بكل شفافيه بعد ما ملّت تكذب على نفسها : والله إنه فتنه .
‘,
2 ونص الليل | الاستراحه
بغرفة الشباب
صوت شخير محمد ومشاري معبّي هداوة المكان وظلامه الكثيف , وتقلُبات متعب الطفوليه اللي كانت مرتبته قريبه من الجدار مازالت مستمره . .
زيد بهمس وهو متسدح على ظهره وحاط يدينه تحت راسه ويناظر بالشباك اللي قدامه : عيسى ؟
عيسى بهدوء وهو معطي زيد ظهره ومرتبته قريبه منه : همم
زيد بتنهيده بسيطه بدون ما يلتفت : نمت ؟
عيسى بإستعباط : اي قريني هو اللي قاعد يكلمك
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يغير وضعيته ويناظر بظهر أخوه النحيف : سولف معاي ما جاني النوم
عيسى بهدوء وهو يتنهد : ماراح يجيك اذا ظليت تبي تسولف
زيد يتأفف : يا كرهك
سكت عيسى لحظات وقال بنفس مستوى الصوت بس بنبرة جديده : زيّود
زيد : همم
عيسى بغرابه : اسألك سؤال بس تجاوبني بصراحه ؟
زيد بإستفهام وهو يحس بالفضول : اسأل ونشوف
عيسى بصوت خافت أكثر وبنبره مجهوله : أخت مشاري اللي طلعتها من الحريق هي نفسَها اللي كنت تناظر صورتها بجوال سندس ذاك اليوم ؟
توسْع بؤبؤ عين زيد بهاللحظة وتغيْر مجرى نفَسه بشكل مفاجئ من هالسؤال اللي ما توقعه أبد !!
سكت وعمْ السكون لمده . . .
مازال ساكت وتفكيره متوقف تماماً . . .
عيسى بإنتظار : زيد ؟
زيد : .......................
التفت عيسى بهاللحظة على أخوه ولقاه معطيه ظهره وكأنه يقوله ماعندي جواب . .
تأفف عيسى بشويش ورجع انسدح على الجهه المعاكسه زي ما كان لكن ظل يفكر بمعنى هالسكوت اللي حيره فوق إنه اصلاً كان مو متأكد من السؤال !
" يعني إي او لا ؟
وليش ما سألني من وين عرفت هالشي
- وقطب حواجبه بنتهيده – ليتني ما سألت حيرني أكثر الحين "
‘,
بعد مرور يومين
الثلاثاء
10 ونص الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة زيد
ناظر إبتسامتها بإستغراب وهي تدندن براحه ووناسه وتسكر أزرار ثوبَه الابيض
يعترف إنه يحس بشعور هادي وحنون ما ينوصف . .
نزْل عيونه على لبسها الطويل الابيض الفخم وكأنه مستغرب ليش لابسه كذا وهي بالبيت ؟!
رجع ناظر بإبتسامتها ووجهها اللي كان غير ؛ حلو مره وصاافي بكل ما تعنيه الكلمه
بهاللحظة خلصت ونزلت يدها الناعمه مع عند رقبته بهدوء بعد ما سكرت آخر زر بالثوب , وبحركه سريعه ومُشاغِبه دخلت يدينها الصغيره بين يدينه وناظرت بوجهه وهي توسِع ابتسامتها لين وضحت كل أسنانها
حس بالسعاده فجأه يوم ابتسمت له بهالشكل , كان وده يعلق بس ما يبي يخرب الجو اللي داخله فإكتفي يناظر بعيونها
قالت بهمس وهي تبادله بنفس النظرات الحلوه : انا فرحانه بس ما أبي اعلمك ليش
رمش بشويش وقال بهدوء وهو يبتسم : طيب انا أبي اعرف ؟
طلعت يدينها من يدينه وقالت بمباغته وهي تضمه بقوه ودِفى : مابي , أخاف تخليني
ضم شفاته بهدوء وهو لأول مره يحس إنه في ضمه حلوه زي اللي قاعد يعيشها بهالثانيه
لكن لمّا حرك يدينه يبغى يضمها توسعت عيونه وشهق بخوف وقال وهو يصرخ بأقوى ماعنده لما شاف النار تطلع من جسمها بدون ما تحرقها : هَتون انتبهي !!!!!
فتَح عيونه فجأه على أوسع ما عنده وظل متجمْد بسريره وما حرْك ساكن !!
قال بكتمه وهو يهمس : هَتون النار
أخذ نفس عميق وقلّب عيونه يمين ويسار كأنه يقول انا وين ووش اللي كنت أحلم فيه تو ؟
بلع ريقه بصعوبه اول ما استوعب الوضع وتعوّذ من الشيطان ونفث على يساره بكل كِره وهو يجلس على سريره بكسل فضيع . .
" وش اللي قاعد يصير فيني "
حطْ كفينه الثنتين على وجهه وبدا يفرك معالمه بكل هداوه عشان يركز ويجمْع كيانه
وبعد لحظات أخذ نفَس هادي وحك راسه بشويش ورفع نظَره وشاف الساعه البيضا اللي عالجدار قدامه وبدا يفرك بعيونه
" اففف حتى نومتي خربت , وش مصحيني بهالوقت"
تنهد بشويش وقام من سريره بفيضويه بعد ما عرف إنه مستحيل يرجع يكمل نومته واتجه سيدا للحمام عشان يصحصح أكثر
وبعد ربع ساعه تقريباً , فتَح قِفل حمامه وطلع وهو لابس روبَه التُفاحي بعد ما أخذ له شاور ينعِشه ويغيْر مزاجه شوي
ناظر سريره بهاللحظه واتجه صوبه ورمى منشفته عليه وجلس بتأفف وهو يدخل أصابعه بين شعره الرطب ومازال يفكر بالحلم اللي يتذكره بشكل مشوش ومو قادر يروح عن باله أبد !
" يمه كأنها صدق شلون جت فجأه كذا – وبإستطراد – ووش دخل النار اللي طلعت ؟
- ضحك بإستهزاء وهو يهوّن الوضع – استغفر الله واضح إنه خرابيط واصلاً من بعد ما رجعنا من البر وانا نومي حوسه وراني معطيه أكبر من حجمه "
ظل فتره على نفس جلسته وهو يكرر إنه حديث نفس لكنه بشكل مو مباشر قاعد يراجع هالتفاصيل المزعجه
وبعد لحظات التفت على مكتبه بعشوائيه وخطر بباله لمّا ناظر لابه يروح يبحث عن تفسير لهالحلم لأنه من جد بدا يصير التفكير فيه مزعج ؛ فحب يأكد لنفسه إنه خرابيط !
وهذا اللي صار فعلاً ؛ مشى بخطواته الثقيله وجلس على كرسيّه الاسود وفتح جهازه ودخل على قوقل وهو يناظر الكيبورد ويقول بقلبه بتراجُع : لحظة وش انا قاعد أسوي ؟! المفروض ما أكبر الموضوع كذا
" وبلع ريقه بحيره كبيره وهو يلين " لالا عادي صح ان عمري ما سويتها بس ببحث بسرعه و بشوف التفسير واطلع
تأفف بإنزعاج وهو يستسلم بعد ما شاور نفسه كثير , فكتب بسرعه بعض رموز الحلم وضغط إنتر وبدا يقرأ
تفسير رؤيا النار التي لم تحرق صاحبها : هي نجاة لهذا الشخص من شر والله أعلم .
تفسير رؤيا المرأه الحسنه : من رأى انه يكلمها ويُضاحكها في بيته فانها خير وسرور والله أعلم .
تفسير رؤيا الفستان الطويل : ستر او زوج لهذه المرأه والله أعلم .
قطب زيد عيونه يوم قرى التفاسير وقال بقلبه وهو منسجم بالتفكير : الحين يعني كل ذول بيصيرون لي والا لها ؟!
وبلع ريقه بإكمال وهو يبحث مره ثانيه عن بقايا الحلم ويقرا الردود
وحده من العضوات : الشيخ ما رد على هالتفسير هل هو شر ياليت توضحون ؟
رد من عضو ثاني : لا أختي مو اي شي ما ينرد عليه معناه شر , يمكن يكون حديث نفس
رد من عضوه ثانيه : السلام عليكم انا على حسب ما اعرف ان النظر بعيون شخص بالحقيقه وحده من علامات الحب أما بالحلم فما أدري يمكن يكون نفس التفسير ما أفتي, وللتأكيد هذا موضوع عن * علامات الحب *
رفع زيد حاجبه بإستغراب تام وقال لا شعورياً : وش حبه ؟ خير !
" وبإستهزاء بسيط وهو يدخل الموضوع بعدم تصديق " تهه والله وصرت مصخره على آخر عمري قال علامات حب قال . .
وأخذ نفَس عميق وبدا يقرأ المقدمه
* يقول الدكتور طارق الحبيب : الحب هو حاله انفعاليه يحياها الانسان تدخل قلبه دون ان تقرع ذلك الباب بلا نقاش
تبدأ بالارتياح ثم ينتقل للميل والسؤال عن المحبوب !
ويجب ان نعلم قبل ان نذكر هذه العلامات الفرق بين الحب والعشق لكي تتضح الصوره للقارئ
فالعشق : يكون عند المراهقين غالباً وهو التعلق بالمظهر أكثر من الجوهر
أمّا الحب : هو الميل الى معرفه تفكير المحب وطريقة تعامله مع الامور فيُقَيم الشخص بناءً على المواقف
فالاول مظاهر والثاني مواقف *
وقْف زيد عند هذي النقطه وظل يناظر بالسطور بدون ما يرمش وسهَى بسرعه لعالم ثاني ؛ عالم دخله اول ما قرأ كلمه " مواقف "
وبدأ يميل عن الموضوع الاصلي اللي هو تفسير الاحلام ويتجه لذكرياته الاولى مع هَتون اللي ما قدر يخفي عن نفسه إن موقفها من أول يوم أعجبه وفرض عليه بأنها مو مثل أي بنت رخيصه وحتى وهي بمثل ذاك الموقف الصعب !
" بعّد عني لا تلمسني "
" بعّد عني لا تلمسني "
تكرر صدى صوتها براسه وظل على هالحاله يتذكر الحريق بدون قيود وهو ما يدري إنه فتّح على نفسه أبواب غريبه وبدت تدخل منها مشاعر مجهوله وركيكه .
ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }
لقائنا يتجدد
الاربعاء
كالعاده ان شاء الله
استودعكم الله .