لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 24-07-12, 04:56 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 11

-







يوم السبت
2 الا ثلث الظهر | الاستراحه
عند باب الشارع



سكْر زيد صندوق همره الابيض بتعَب بعد ما نزّل كل الكياس والحَموله العظيمه اللي جايبينها أهله وحطْهم على رصيف الاستراحه
عيسى يشمّر ذراعاته وهو جاي من داخل مع الشغاله : ها نزّلت كل شي ؟
زيد بتنهيده طويله وهو يرفَع راسه للسما ويسكر عيونه بشكل جُزئي بسبب الغيم اللي مغطي الشمس ومصفّي الجو شوي : اي يالله ندخله
حط عيسى يده على الكياس وبدا ينقلها للحوش تحت نظرات رنين وسندس اللي كانوا جالسين على كراسي الحوش الواسع المغطى كامل بالعشب ولسى ما فصخوا عباياتهم . .


عيسى يرفع فمّه بإشمئزاز بعد ما لاحظ إنهم ساحبين عالاغراض اللي تكدّسوا فوق بعض بعد ما دخلهم هو وزيد والشغاله وحطوهم عالعشب : وش تناظرون تعالوا دخلوا اشيائكم !
رنين وهي مشغوله تصوّر بكاميرتها كل ناحيه من الاستراحه : طيب شفيك مستعجل
سندس وهي تطقطق بالبي بي وتناظر رنين بتأفف : يالله بسرعه وريني الصور ابغى اصور وحده وأحطها
رنين تتنهد وتكمْل تصويرها : اصبري انتي الثانيه خليني ألقى زاويه حلوه
قلّب عيسى عيونه وقال بصوت شبه عالي وهو يرفس الكيسه الزرقا اللي قدامه : هييه انا أكلمكم !!
زيد بهدوء وهو يدخل وينزّل الاغراض اللي ناقلهم بتنهيده : ترى مالي خلقكم انتي وياها يالله قوموا شيلوا أغراضكم الشغاله ماراح تعرف وين تحطهم ؛ وبسرعه قبل لا يجون الناس
سندس تقطب حواجبها وترفع عيونها وتناظر بزيد : اف اف طيب بشيييلهم والله العظيم ؛ شفيكم صايرين حنّه !
زفَر زيد نفَسه بصعوبه وتحسس رقبته بيده ومشى صوب الباب الداخلي



* جناح الرجال , بالمطبخ *
- موقع الجناح يسار باب الشارع , عباره عن غرفتين ومجلس زجاجي واسع مع حمام , ويطلّعهم لبرا باب واحد بالمجلس اللي يطل عـ للحديقه على طول والجناح كَكُل مشترك مع جناح الحريم اللي نفس التقسيمه بباب للمطبخ -



ام زيد وهي تفتح باب المطبخ اللي من صوب جناح الحريم : ها خلصتوا ؟
زيد يحط كاس المويه على رفْ المغسله الكحلي بعد ما شرب : يالله شوي . .
ام زيد بتساؤل وهي تلف عبايتها وتحطها جنب الثلاجه وتغسل يدينها : وشفيه عيسى يصارخ ؟
زيد بإبتسامه وهو يميّل بوقفته عشان يناظره من الشباك الواسع اللي قدامه : قاعد يهاوش بناتك ؛ مو راضين يدخلون أغراضهم ومصرين ينتظرون خالتي وعيال جيرانهم برا !
ام زيد تتأفف وتنشف يدينها بالمناديل : الله يصبرني إذا هذي بدايتها
ابتسم زيد ابتسامه خفيفه والتفتت بعدها وهو يمشي صوب المجلس الزجاجي اللي كان أبوه جالس فيه . .
أشّر له ابوه بهاللحظات إشاره معناها " برا " بعد ما شافه يطلّع باكيت الزقاير من جيب جاكيته السبورت
استسلم زيد لعادة أبوه اللي ما تضايقه وكمّل مشيّه وطلع من المجلس الزجاجي وأتجه طوآلي لباب صغير بزاوية السور يطلّع للشارع , وعلى نفس امتداد الباب الرئيسي اللي يدخلون منه
بعدها جلس على العتبه براحه وطلّع الزقاره وولّعها
قال بعتاب وهو يناظر فيها : كلّه منك دايم مطرود !
تنهد بشويش وإلتفت يمينه بعشوائيه وناظر بعيسى اللي كان شاق الكشرة بعد ما انتصر على خواته وخلّاهم يشيلون الاغراض . .
قال بسُخريه وهو يهمس لنفسه : والله وعرف لهم ؛ صدق من قال اللي ما يعرف الصقر يشويه
بعدها تركّى على الباب الحديد اللي وراه وبدا يتأمل السما اللي تزاحَمت عليها الغيوم
" غيوم غيوم غيوم غيوم "
سرَح لمده مو طويله وهو يشكّل بالغيوم ويناظر الصور اللي استنتجها من خياله , والزقاره تتقلّص بيده وما رشف منها الا أول ثلاث رشفات ونساها . .
- يااااااااااااااااي كيوووت !!


باللحظه فجّر طبلة أذانه وكِسر صمته وسرحانه صوت سندس اللي غطْت وجهها بطرحتها وتركت نقل اغراضها لداخل وراحت تستقبل البنات اللي وصلوا
إلتفت زيد عليهم ولمح الكل قاعد يدخل من الباب الرئيسي دُفعات
" خالتي , زوج خالتي , وأكيد الطويله سما ؛ آآه واللي لابسه عبايه عالراس وشايله البيبي هَتون , والثانيه اللي وقفت جنب سندس أكيد آيه واللي تسلم على رنين أختهم الثالثه اللي نسيت اسمها "
ابتسم على تحليلاته السريعه وهو يتأمل الكل
بهاللحظات لوّح له محمد ولد خالته ام سما اللي توّه دخل مع زوجته وتبَعه مشاري والجازي ومتعب فبادله التلويحه وأشّر له انه بيقابله داخل بعد ما يخلّص زقارته
عيسى وهو يطلع من المجلس الزجاجي ويجي صوب زيد بعد ما التفت على أصوات اللي جو : يخخخ شف اللي ما يستحن كياسهم بالارض ؛ رحت اغسل يدي قلت ارجع ألقاهم دخلوها كلها !
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يناظر عيسى اللي جلس جنبه براحه : عاد تو كنت اقول انك صقر
عيسى ما فهم : وش صقره ؟!
زيد بتنهيده وهو يتذكر المَثَل اللي قاله ويقارنه بدلاخة اخوه : خخخ ولا شي
عيسى يعدي الموضوع : المهم امش بس ندخل نجلس مع الرجال
زيد يرشِف من زقارته اللي قربت تنتهي ويناظر بالبنات اللي قاعدين يتناوبون يوسف بالشيل ويمشون لمدخل المجلس : اخلصها وأجي . .
عيسى يناظر البنات بنظره لعّابه : تخلص من وش الزقاره والا القزّ ؟
زيد بضحكه جانبيه : وش قزّه ؛ كنت قاعد اتذكر شي
عيسى بشغَب : وش تذكرت علّمني يمكن اتذكر معاك !
زيد يجاريه بسلاسه : ياللقافه . .
عيسى شق الكشره : ههه لا أمانه وش ؟
زيد بعفويه : اممم طيب شغّل ذاكرتك معاي , شفت ذيك القصيره ام الولد الصغير
عيسى بتركيز بعد ما حس انه الموضوع جد : اي وش فيها ؟
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يتذكر : تذكر يوم ناديتني بإستقبال محمد ؛ كنت قاعد اشيل مصاصة ولدها اللي طاحت وعطيتها إياه
عيسى يرمش بعدم استيعاب : اها " وبمنطقيه " بس وش الشي المميز اللي خلاك تغوص بخيالك لهالدرجه الدقيقه وتتذكرها
إلتفت عليه زيد بعد ما دخلوا البنات وناظره نظره طويله و سهَى بدون شعور وهو يتذكْر كل شي بخصوص هَتون !
- هييه ألوو
رمش زيد بشويش بعد ما صحى من تفكيره ورمى الزقاره وقال : آآه خلاص ولا شي انسى


عيسى بفضول وهو يحاول يفسّر نظرات اخوه اللي تراجع عنها : وش اللي خلاص ؛ عيونك قاعده تقول انه فيه شي ثاني اذا ما أخطيت !
زيد يرفع فمّه بإزدراء : وش عيونه على كيفك انت تحلل
عيسى يخزّه بتفكير عميق : يا حبيبي خبز ايدي أعرفك قبل لا تتكلم ؛ قول بس قول
زيد يقلّب عيونه ويناظر السما : اقولك مافي شي
عيسى شك بالموضوع شوي : تراك قاعد تخليني أفسر غلط ؛ يعني تبيني اصدق انك من هنا والطريق بتتذكر البنت وولدها !
زيد يناظره بتفحُص ويفكر هل يقدر يقول له اللي صار والا بتكون السالفه ضده : أجل وقّف تفسير
عيسى بقق عيونه : يعني بتقول ؟!
زيد كأنه لان شوي بعد تفكير سريع : بقول بس بشروطي
عيسى بمنتهى الشفاحه : يعني فيه شي !!!
زيد بمصداقيه وهو يتنهد : اففف أولاً بينا ما يطلع , لأن مالي خلق يعرفون خواتك ويعلمون البنت وتتحسس
عيسى وسّع عيونه بحماس : من عيوني والله خلاص ما أعلم قول
زيد ياخذ نفس عميق : ياخوفي بس منك " وبإسترسال " سلمك الله ذي لمّا احترق بيتها كنت انا مع فرق الانقاذ وطلعتها من الحريق
عيسى بإستغراب : بس كذا على بالي عندك سالفه ؛ طيب شلون عرفت إنها هي ؟!
زيد بجواب سريع وهو يتذكر صورتها ويتذكر يوم شافها بالاستقبال : بولدها يالغبي
عيسى بمنطقيه وهو يشبّك المواضيع : آآ صح
زيد بتأكيد وهو يناظره بجديه : بس هاا أمانه لا يطلع , البنت زوجها ميّت وعندها مشاكل وسندس مو مره مع اختها ؛ وانت أدرى بسوالف البنات اخاف اذا تهاوشوا راحت ذكّرتها
عيسى بجديه : لا خير انا وش دخلني فيها " وبإبتسامه لطيفه " بس سؤال صغنطوط هي عرفتك ؟
زيد وهو يوقف بتنهيده ويناظر محمد اللي طلع من المجلس بعد ما سلم على ابوه ومِقبل عليهم : لا ما عرفتني , خلاص اوص سكر الموضوع جا محمد
هزّ عيسى راسه بإيه ووقف هو الثاني عشان يسلّم على محمد اللي وصل لهم .





‘,





اليوم التالي
الاحد
3 ونص العصر | الحديقه
قدام باب مجلس الحريم الزجاجي



عيسى بهمس وهو يترجْى سندس للمره المليون : تكفيين تكفيين عطيني , اليوم بنخيم مع اصدقاء ابوي والله ارجعهم لك
سندس بعناد وهي تقلّب عيونها : ومن وين بترجعهم ؛ كم مره لازم اقولك مافيه عشان تستوعب , شايفني بنك !
عيسى مُصر : الله يوفقك بس هالمره تكفيين مامعاي ولا ريال فشله اروح للناس كذا
سندس تعطيه ظهرها وتمشي : مو شغلي مخلفتك وناسيتك
عيسى يلحق وراها ويمسكها من عضدها ويوقفها : الله يعافيك والله أخاف اقول لأبوي يفشلني عند الناس وأمي مستحيل تعطيني
سندس بسُخريه وهي تذلّه وتبعّد يدها عنه وتكمل مشيها وتفتح باب المجلس الزجاجي وتدخل : تهه اجل استح على وجهك واشتغل . .


ناظرها عيسى بكِره وهي تسكر الباب وتمشي بالمجلس الفاضي بميلان ووتجه صوب الغرفه اللي جالسين فيها البنات
عيسى وهو يرفع شفّته بقهر : استغفر الله وش فيها صايره كذا " ومشى بعصبيه ناحية مجلس الرجال " الشرهه عليّ والله لأوريها على بالها بنذل عندها كل مره



* بالغرفه اللي ينامون فيها البنات – بإستثناء الجازي و زوجة محمد اللي ناموا بالغرفه الثانيه مع الحريم - *



كانت المراتب والبطانيات والمخدات الملونه والمزركشه بأشكال تفتح النفس متنثره على كل زاويه بالغرفه
وكل وحده من البنات مسويه لنفسها ركن خاص للنوم والجلسه والاكل ؛ أمّا المساحه اللي بالوسط معبيتها طاوله أرضيه بنيه خشب متناثره عليها الأجهزه وبعض الحلويات وقوارير المويه وبقايا سهرة البارح !


سندس تعدّل المخده اللي ورى ظهرها وتجلس بعد ما دخلت : افف غثّني
سما بإستفهام وهي متمدده على مرتبتها اللي يمين مرتبة سندس : وش يبي ؟
سندس تمرر نظرها على كل اللي بالغرفه : يطر فلوس على باله فاتحه جمعيه خيريه
رنين وهي تعدل ضمّتها لـ مخدتها اللي على شكل توستَه : يعني وش يبي يشتري فيهم بهالبر ؛ تراب مثلاً ؟
سندس تتنهد : مو الليله بيمشون لمخيم اصدقاء ابوي ؛ فأكيد بيمرون عالمحلات اللي عالشوارع
عذاري بإبتسامه وهي تترك جوالها وتناظر رنين اللي جنبها : تتكلمون عن ابو السياره الزهريه ؟
رنين بإبتسامه بسيطه : يب
آيه بإقتراح عفوي وهي للآن دافنه نفسها ببطانيتها السماويه وطبعاً معتكفه جنب الدفايه الوحيده اللي بالغرفه : يعني للحين ما تعيّن ؟!
سندس بملامح مُتهالِكه من هالطاري : لاااء وشكله ماراح يتعيّن أبد , كل يوم طالع داخل ينقاله رايح يقدم او إنه قد قابل صديقه الفلاني اللي لقى له وظيفه وما عجبته بالشركه الفلانيه . . وكل يوم على هالحال


سما بمداخله بارده : يوه وانتي وش دخلك فيه , حبيبتي لو هو يبي الشغله صدق كان جابها
سندس تتبيكى : انا وامي ملينا منه اربع وعشرين ساعه يبي فلوس بس ما يبي شغل
رنين بمزح : انا قايله من زمان ذا ما يصلح له الا حارس أمن بكارفور
سما بضحكه وهي تتخيل شكله : هههههههههه جبتيها والله يصلح ؛ ضعيف وفاهي
قلت بمداخله بسيطه وانا أحط الآب توب يميني وأجلّس يوسف قدامه عشان يلتهي بحلقات توم وجيري اللي محملتهم له بالكونيكت : يالظالمين تاكسي أصرف له على الاقل يغيّر جو مع الأوادم اللي بيوصلهم مو بس اربع وعشرين ساعه ملطوع وما يتحرك !
سندس بتنهيده : والله مدري عنه الله يفكني منه وبس . .
عذاري بهمهمه وهي تستطرد : رنين هاتي الكام ابغى صور من اللي صورتيهم
رنين تميّل جسمها عاليسار وتمسك شنطتها الصفرا الساده وتطلّع الكاميرا : هاك
وجلسوا يتهامسون بكل صوره يشوفونها . . .


سما بصوت هادي وهي تناظر سندس اللي يسارها : غريبه ما أخذتها امها بهالعطله !
سندس بنفس هداوة الصوت : مدري بس امي تقول ان ابوي شكله مكلم جدتها وقايل لهم إنه بيوديها عندهم من بداية العطله الصيفيه
آيه بإستفهام : هي بالعاده تروح بس رمضان والعطل القصيره مو ؟
سندس بتأكيد وهي تنقل نظرها بجوالها : يب
أنا بعفويه : يحليلها الحين كم صار لها سنه وهي هنا ؟
سما بإبتسامه : 6 سنوات
سندس بتعليق لطيف وهي ترفع راسها وتناظر دائرتهم اللي مسوينها : تتذكرون أول مره يوم قلت لكم ان ابوي غصبني أجيبها معاي لبيت سما عشان تتعرف عليكم انتو وعذاري ؟!
آيه بضحكه عاليه لا شعورياً : هههههههههه يوه يا ذاك اليوم
سما وسندس مع بعض وهم يهدونها : اششششش !
عذاري تناظرهم بخبث : هييه وش قاعدين تحشون ؟
سما بجواب مسكّت : وش تبين سوالف كبار
نزّلت عذاري عيونها بدون اهتمام وكمّلت الصور مع رنين . . .


الجازي بإبتسامه وهي تفتح الباب وتقاطعهم : بنات ترى بنروح للمجلس منتوا جايين ؟
سندس بإستجابه سريعه وهي تناظر البنات : الا أكيد
عذاري بعيون متعطشه وهي ترفع نظرها من الكام : باقي من حلاك والا لا ؟
الجازي بعفويه وهي تمشي : باقي بس ينتظرك تجين تاكلينه
عذاري وهي تترك الكام وتشد رنين : أجل يالله هذانا
ابتسمت على شكل عذاري وهي تمطط بيد رنين اللي بغت تنخلع , وعاد لما شفت البنات بدوا يقومون رحت لعند يوسف اللي كان مسكر فمْه الصغير ببرائه وخدوده المنتفخه متورده وعيونه متوسعه ومنسجمه مع الاب توب شلته بتمهيد ودلع وانا احاول ما أخليه يزعل بمقاطعتي لإندماجه مع توم وجيري !



* بعد 3 دقايق , عند باب السيب اللي يدخّل للمجلس الزجاجي *



كنّا واقفين بملل وللحين ما لقينا فرصه تخلي أي وحده منا تروح تسكر ستاير المجلس اللي يطل مباشره على باب الشارع بعد ما تسلطوا الرجال وبدوا ينقلون أغراض تخييمهم الحين !
عذاري وهي تتربع عالارض وتمد بوزها بتعب : وااه ياربييه حتى الشغالات أخذوهم يعني لمتى بننتظر ؟
رنين وهي تتكتْف وتناظر عذاري : يالله شوي بس هذا هي سندس قاعده تكلم ابوي
آيه بسرحان وهي تناظر الرجال من تطريفة الباب اللي كانت جنبه : عاد شكل أغراضهم مو كثيره كل ما مر واحد شال معاه كيسه وحده بس
سندس بإبتسامه وهي تسكر جوالها : يالله الحين بيرسلون شغاله تسكر الستاير
سما بمداخله : يعني اروح انادي امي والحريم ؟
سندس : يب
عذاري وهي تقوم بحماس وتتمطط : وانا بعد بروح معاك اشيل الحلويات
رنين بضحكه : لا حول ولا قوة الا بالله
انا بتعليق : اقص ايدي لو ما أكلت نصها بالطريق
رنين بإبتسامه وهي تلف وجهها ناحية آيه اللي للحين منسجمه : ههه من جد


تأوّه يوسف بهاللحظات فانشغلت معه شوي وبديت أهديه
أما سندس بعّدت عيونها عن جوالها وقالت إنها بتروح للحمام
وآيه على حالها تناظر بالرجال من الفتحه ورنين وراها متكتفه وساهيه بإنتظار !
آيه بقلبها وهي ترمش بشويش : مدري ليش يضيق خلقي اذا ناظرته هو وأخوه ؛ مع اني من بعد ما عرفت إن لذه رفضته انبسط بالتفكير فيه كثير
" وبتنهيده بسيطه " احس اني متلخبطه من أول ما وصلنا , واللي مدوخني زياده انه قريب وخواته وأمه حولي
" وقطبت حواجبها بحزم " اففف وراني ما أتوب ؛ مليون مره أحذر نفسي من هالتفكير اللي يمكن ما يتحقق ويصدمني " وبضيقه فضيعه " آااه لو اني ارجع زي اول وافتك
" وبإستطراد ضعيف " بس خليني الحين مع هالواقع اللي مدري وش الاسلوب اللي لازم اتعامل فيه مع خواته وامه ؛ يعني أحس لو . . .



بهاللحظة قاطع فِكرها ووقف الوقت كله شهقتها البسيطه اللي شهقتها من غير شعور تماماً لما شافت زيد يعثر فجأه ويطيح على عيسى اللي كان قدامه !!
بلعت ريقها بسرعه وإلتفتت وراها برعب مو صاحي وهي خايفه ان أحد انتبه لها
شافت بعيونها المترجفه رنين الـمنسجمه مع خواتمها وهَتون اللي للحين تهدي يوسف
رجفت شفاتها لا شعورياً وهي ما تدري هل حسّوا فيها او لا ؟
قاطع هالجو المتوتر بهالثانيه اصوات الحريم اللي جو
رنين بهدوء وهي تناظر آيه اللي اصفرّت : وشفيك يالله ؟
آيه بفهاوه بعد ما حسّت على نفسها : وش !
رنين تناظر الباب : يالله بنروح للمجلس دخلت الشغاله وسكرت الستاير ما شفتيها ؟
آيه بلعثمه وهي تبلع ريقها بصعوبه تامه و تحاول تخفي رجفة يدها اللي رفعتها عشان تفتح الباب : الا ايه . . يالله .





‘,





9 وربع العشا | بجمس مشاري
* كل الرجال راحوا فيه بما إنه اكبر سياره *



أبو سما بنحنحه وهو يعدل كرسيّه ويرجعه لورى : الحين رِح يمين
مشاري بتركيز وهو يناظر الطريق : اوكِ
محمد وهو جالس ورى كرسي أبوه : يبا عصرتني الله يسلمك
ابو سما يقدم كرسيّه ويلتفت على ولده : أوه نسيتك . . طيب كذا زين ؟
محمد بإبتسامة راحه : اي خلاص
مشاري بمداخله وهو يناظر ابو سما اللي جنبه : الحين سيدا ؟
ابو سما : اي خلك طوالي لين ما يجيك حرف t بعدين خذ يسار


بهاللحظات نغز عيسى محمد اللي كان يمينه وقال بهمس وهو يناظره : تعال وش صار عالتطعيس زبطت مع الشباب ؟
محمد بهمس وهو يتأفف : اي بس اسكت لا تفضحنا
أبو زيد يناظر ولده بشَك بعد ما انتبه لوشوشته مع ولد خالته : وش فيه ؟
عيسى شق الكشره وناظر أبوه اللي جالس جنبه وبدا يصرف : آآآ قاعد اقوله اني اخذت الطراطيع والبنات ما يدرون عشان ما يتعورون الصغار
ابو زيد بتنهيده : اها . .


سكت الكل بعد لحظات وما عاد فيه غير صوت ابو سما اللي كان يوصف المخيم لمشاري . .
كان زيد طول الطريق مثل الصنم اللي مستحيل يتحرك بسبب متعب اللي جالس معاه بالمرتبه الاخيره ونام على كتفه فجأه
أما عيسى ومحمد اللي كانوا قدامه مازالوا يسولفون سوالف بصوت هادي عشان ابوه اللي جنبهم ما يسمع خططهم الغير مسموحه !


ابو سما بشويش وهو يقطب عيونه : لحظة يا مشاري هدي شوي
مشاري وهو يركْز باللي قدامه : طيب . .
ابو زيد يحاول يناظر : شصار ؟
ابو سما وهو يلتفت عليه ويتأفف : شِف اللي جانا
مشاري بتويتُر وهو يوقِف السياره تماما : وش نسوي ؟
عيسى بإستفهام وهو يحرك جسمه لقدام : خنشوف خنشوف
بهاللحظات انشدت عيون الباقين لقدام وظلت علامات الاستفهام مطروحه على اللي قاعدين يشوفونه .





‘,





10 الا ربع | بالاستراحه



دخلوا البنات بضحكاتهم المتفاوتة العلو من باب المجلس الزجاجي بعد ما كانوا يراكضون بالحديقه ويلعبون بالطراطيع من بعد ما راحوا الرجال وأخذوا راحتهم اللي يتمنونها على أتم وجه
سندس بنفَس سريع وهي ترمي نفسها على أقرب كنبه يسارها : واااه واااه . . قلبي بيطلع من مكانه
عذاري تضرب اسنانها مع بعض وتناقز وهي واقفه : انا بموت بررررد
رنين وهي تشيل جزمتها بيدينها وتروح لداخل : وش ذا مستحيل اجلس هنا بتجمممد !!
سما توقفها بإستفهام : تعالي والفيلم ماراح تشوفينه ؟
رنين تروح صوب الحمام وتجاوبها قبل لا تدخل : الا بس لازم اجهز نفسي لهالصقييع
آيه تسكْر جاكيتها بإبتسامه وتجلس جنب سندس : عاد هذا وحنّا نراكض صار لنا ساعه
سما بفكره جهنميه وهي تناظر يوسف اللي كان لابس فروته الصغيره اللي من مشاري : تعالوا ودكم نروح نشيّك على فروات الرجال ؟
سندس تضم شفاتها ببروده : هبله انتي , اكيد اخذوها
سما وهي تبوّز وتناظرني وانا اسكر الستاير : صح " وبتعقيب " كأنه بينفع اذا سكرتيهم
انا برجفه : على الاقل أدفى نفسياً
آيه بإبتسامه وهي تقوم : دامكم بتطولون هِنا انا بروح اجيب الدفايه
سندس بضحكه : كأنها بتنفعنا عاد , محد بيتدفى غيرك
آيه بتعليق وهي تلتفت عليها : هههه حرام عليك مو لهالدرجه انا انانيه
سندس تغمز لها بتحدي : نشووف . .


بهاللحظات تأوّه يوسف وبدا يبكي !
قلت بتوتُر وانا اعدل فروته : يووه مو وقته
عذاري تسكْر اذونها وتروح صوب المطبخ : انا انسحب , بروح اجهز الحلويات والبوب كورن عشان الفيلم
سما وهي تروح لداخل : وانا بعد بروح البس لي شي ثقيل " وناظرتني " وانتي لا تسكتينه خليه يبكي لين يقول بس لأني مستحيل اخليه يبكي واحنا نناظر الفيلم
انا بحيره : اتوقع انه ماراح يناظر معنا لأن وقت نومه فات وبعدين تعب كثير من كثر ما خوّفناه بالطراطيع
سندس بتعليق وهي تناظره وتعلق على صوته اللي بدا يرتفع : ياملحي ؛ هذا وبعد عيسوه الشين ماخذ نصهم اجل لو مخليهم كلهم وش بيصير فيه
انا بإحراج بسيط من صوته اللي صار مزعج بقوه والمجلس اللي فضى بدا يعلّيه بصداه أكثر : ههه , بما ان الوضع تأزم بروح للغرفه اشوف وشفيه وأنومه ؛ واذا شغلتوا الفيلم نادوني
سندس بإبتسامه لطيفه : اوكِ .




.




* بعد ربع ساعه *



عذاري وهي جالسه على الكنبه وتاكل بالبوب كورن اللي سوّوه بالمايكروويف وتناظر التليفزيون اللي مو راضي يشغّل الفيلم بالديفيدي اللي جايبينه : يعني وبعدين ماصارت !
سما بتأفُف وهي منزعجه من التحلطم اللي ملّت وهي تمسعه لكنها مازالت مصرّه تزبطه : انتوا اسكتوا وهو يصير ان شاء الله
سندس وهي جايه من المطبخ وقاعده تعدّل شالها الزهري : ها شصار ؟
رنين تحط راسها على كتف عذاري وتعدل لحافها المخطط وتتأفف : على ما هو
سما تلطف الجو بمزح : انتي اللي وش صار مع خليفووه شقالك لما اتصل
سندس بضحكه وهي تقلّب عيونها وتجلس جنب عذاري وتاكل من البوب كورن: اشتغلي على اللي بيدك احسن لك


آيه وهي تجي بعد لحظات : ها ؟
البنات مع بعض : ما صار
رنين بإستفهام : بطريقك ما شفتي هَتون إذا نوّمت يوسف أو لا ؟
آيه : صراحه شفتها هي وياه بسابع نومه , حتى إنها نامت بالجينز
سندس بصدمه : أمّاا !! الشينه هذا وهي قايلة لي اول ما تشغلون الفيلم نادوني
سما بتأفُف وهي تفقد الامل وتترك الاسلاك بعد ما سمعت اللي قالته آيه : اقول حامت كبدي شكله ماراح يصير وذي نامت بعد
عذاري بخساره وهي تاكل من البوب كورن : لا عاااد سخيفه حاولي
رنين بتشجيع : اي يالله بليز صار لي سنه مجهزه الكام عشان اصور
سما بتنهيده وهي توقف وتتمطط : خلاص ظهري تكسسر مليت , وبعدين صرنا شويّه أحس راح الحمَاس
رنين بتبويزة وهي تتنهد : اففف منك , ووش هالحظ كنت متحمسه
آيه بتنهيده : عاد تبون الصراحه انا نص الحماس راح مع الطراطيع و الحين مالي خلق أحس اني ذبلانه مع هالبرد
سندس تتأفف : ترى بدا مودي ينقلب ؛ وش هالجو الكئيب حومتوا كبدي
سما بقهر بسيط وهي تضرب الديفيدي برجلها : لو ذا يشتغل !!



سكتوا البنات بهاللحظه وهم يناظرون الشاشه تتلوّن فجأه
وبعد ما استوعبوا الوضع اللي أعلن إن الفيلم اشتغل صرخوا بفررح ونططوا بوناسه لا شعوريه !
عذاري وهي بقمّة الحماس : وأخيراً , هذا معناه إننا بعد شوي بناكل
سما وهي تضحك ضحكة انتصار وتشغل الفيلم : وش بتاكلين بعد , خلتصي نص البوب كورن ولسى جوعانه !
رنين بوناسه وهي مو قادره تسكر فمها من الابتسامه العريضه اللي كستها : واااو الحمد لله
آيه بتعليق وهي تبتسم : زين بس شكلنا من اليوم بنبدا نقدّس رجل سما السحريه
سندس بضحكه : بعدينا عن السحر الحين , ورانا رعب ووحوش خلونا نتجهز
سما وهي تروح داخل : بس قبلها اصبروا بروح انادي الجازي وتُقى – زوجة محمد - يمكن يبغون يجون
البنات بإيجابيه : اوكِ



سما وهي تفتح باب غرفة الحريم بعد ما طقته : السلام عليكم
الكل : وعليكم السلام
سما بإبتسامه وهي تناظر الجازي وتُقى اللي كانوا جالسين على جنب ويسولفون : استغل الديفيدي تعالوا معنا هَتونوه نامت
الجازي بإبتسامه عفويه : لا والله حبيبتي انا بنام بعد شوي انبسطوا انتوا
سما بتبويزه وهي تناظر تُقى : ها وانتي ؟
تُقى بخساره : حتى انا ودي انام والله
سما بتنهيده وهي تناظرهم بإبتسامه عفويه : والله لو ما اني بتأخر عن البنات اللي لهم ساعه ينتظرون كان عرفت كيف انشب لكم
تُقى بإبتسامه وهي تعقِب : ما يحتاج نعرفك
سكْرت سما الباب بعد ما بادلتهم الابتسامه ورجعت للبنات ركض . .



وبعد لحظات . . تغيّر جو المجلس الزجاجي تماماً و تسكرت الانوار والستاير وكل وحده هجدت و جلست الجلسه اللي تريحها وتلحفت بدفى وبدوا يركزون بالفيلم اللي بدا
سندس بهمس وهي تقرب من آيه : قربي الدفايه يا اللي مو أنانيه
آيه بضحكه خفيفه وهي تتذكر كلامها اللي قالته لسندس : هههه خذي
سما تخزّهم : هييه اص خلوا نشوف
عذاري بهمس : سمّوو كم مستواه الرُعبي تراني مو على شكلي !
سما بتبويزه وهي تلتفت عليها : شوفي وانتي ساكته " ومررت نظرها على الكل " اووص وولا وحده تفتح فمها انا انسانه اذا انسجمت انسجمت
- بنات !



التفت الكل على صوت ام سما اللي فتحت عليهم الباب فجأه
سما وهي توقف الفيلم بإنزعاج ونرفزه : يما ماشاء الله عليك ما أمدانا ننسجم
عذاري تكتم ضحكتها وهي تعلق بشويش : أصلاً هو بدا شي عشان ننسجم !
خزّتها سما بعباطه وناظرت بإمها اللي تكلمت
ام سما بإبتسامه : مو قصدي والله بس ابوك اتصل يقول ان عج جاهم وسد الطريق فلا تطلعون برا لأنهم بيرجعون
تأففوا البنات بخيبه وهم يناظرون خططهم تتلاشى قدامهم !
سندس بضيقه : لا عاد وش ذا يعني ماراح نطلع بالحديقه طول الايام ولا راح نكمل لعب الطراطيع ونشوي ؟!
ام سما بعفويه وهي تروح : مدري والله انتوا ناظروا الفيلم الحين وعيّنوا من الله خير وسكروا شباك غرفتكم يمكن يجينا العج بعد
سما وهي تحط يدها على خدها وتناظر أمها تسكر الباب : اففف يالنكد وش هالحظ لا انسجمنا ولا راح نستانس
رنين تتأفف : من جد نحسس جايين ننبسط ونغير جو وآخرتها بيحكرونا هنا و يمدينا حتى نطلع بالحديقه عشان الرجال
سما بضيقه : استغفر الله حتى ما سوينا شي تونا أول يوم !!
عذاري بتعقيب عقيم : من جد
سندس بتنهيده طويله : افف رجعتوا لـ الكئآبه الحين خلونا نشوف الفيلم بعدين نفكر بهالسالفه ؛ ووشدراكم يمكن يروحون الصباح اذا هجد العج
آيه بإيجابيه بسيطه : جد خلوا نشوف بعدين نخطط لـ تعويضات ؛ يعني اكيد ماراح نقعد باقي الايام كذا . .
زفَرت سما نفَس طويل بعد ما ناظرت بوجوه الكل اللي وضّح نور الشاشه شويّه من معالمهم اللي ما قدرت تحللها
فـ ضغطت على زر الديفيدي وشغْلت الفيلم اللي كان بدقيقته الثالثه وهي تتمنى انه لعل وعسى يغيّر هالة التشاؤم اللي تأكدت من إنها حاوطتهم .





‘,





3 الليل | غرفة البنات



الجدران دافيه والظلام مهْدي الاجواء تماماً والكل نايم براحه عكس إزعاجهم لما كانوا يناظرون فيلم الرعب
أمّا الجو برا كان مجرد هوا بسيط وما يوحي إنه فيه عجْ راح يمر عليهم لحد الآن . .
بهاللحظات قمت بكسل فضيع وانا افرك عيوني اللي يالله تنفتح !
سمعت صوت عذاري اللي كانت تتمتم بالحلم على عادتها ؛ وعوّر عيوني نور الدفايه البرتقالي اللي كان يخالط هالظلام التام
لكْن اللي لفت انتباهي أكثر وصحاني من نومتي هو صوت يوسف اللي كان يتأوّه جنبي !
" لا تكفى لا تصييح الله يخليك "


تنهدت بتعب وشلته هو ولحافه لما بِكى وقربته جنب صدري وبديت اضرب ظهره بشويش واحاول اهديه
انا بهمس : اشش حبيبي انتَ , ماما هنا اش اش . .
عَلى صوته بعد لحظات وانا مازلت اطبب عليه واحاول إنه ما يقوّم البنات اللي للأسف بدوا يتقلبوون . .
ومثل ما توقعت وصل صوته للمرحله اللي أرغمتني اقوم واطلع فيه بره
فشلته بنعاس عظيم وقطبت حواجبي بنرفزه وانا من جد ودّي ابكي على هالحظ
تعديت رجول البنات والحوسه اللي عالارض بحذر لين وصلت للباب ولبست شبشبي البني وانا اعدل جورابي المنقط وآخذ لي اقرب جاكيت معلّق . .
بعدها طلعت من الغرفه ومشيت بالسيب بتعب وانا أحاول أهرول و مازلت ادعي ان صوت يوسف يهدى عشان ما يصحي أحد ويحرجني !
اتجهت للمطبخ وانا يالله أقدر أميّز الاشياء فجهزت رضاعة أي كلام بأسرع وقت وعطيتها إياه
لكن اللي ما كنت متوقعته إنه يرفضها بشدّه ويعلّي صوته أكثر وأكثر
" ياربي عاد المطبخ بين غرف الحريم والرجال يعني بدال ما أصحي جهه وحده شكلي بصحي الجهتين "
حطيت الرضاعه على أقرب دولاب وقررت أروح لأبعد مكان عن الغرف واللي هو المجلس الزجاجي !
جلست بالكنب فتره وانا أحاول ألهيه أو أنومه , لكن ماكان فيه شي نفع أبد
النوم كان يحاول يسيطر عليّ بين كل فتره وفتره خصوصاً اني ما تجرأت أفتح اللمبات , والستاير من جلسة البنات كانت مسكره وما يجيني الا شوي من نور لمبات السور المقابل


فكْرت بهاللحظه اني أروح لعند الستاير وافتح بعضها وأشغِله بالانوار وهذا اللي صار
لاحظت انه رفع راسه وبدا يناظر بالنجوم الكثيره القمر اللي كان مكتمل بشكل جذّاب جداً
قلت بهمس وانا أناظره يأشر على القمر ويحاول يمسكه بطفوله ويتأوّه : ها سوفه مبسوط الحين بعد ما عذّبت ماما ؟
ناظرني بدلع وهو يبوّز ويتلمّس شفاتي وخشمي وعلى طرف رموشه الصغيره دمعات بتطيح
قلت بخوف وانا أمنعه من البِكى : لالا كل شي الا هذا ما صدقت اسكتك
ناظر السما بهدوء مره ثانيه وبدا يأشر بأصابعه البيضا عالقمر والنجوم كأنه يقولي هاتيهم لي !
تلمْست القزازه البارده ونفخت بدفى عليها لين ما تكوّنت السحابه البيضا وخليته ينشغل بالرسم فيها
قلت بهمس وانا أبوسه على راسه واتلمس شعراته الناعمه : حبيبي الشاطر
ظليت واقفه لحظات وانا من جد أسرني شكل القمر والسما الواسعه اللي من زمان ما شفت هالعدد الكبير من النجوم ماليها
فجأه قررت أجازف وأكون جزء من هالاجواء لو على الاقل من عتبة الباب اذا كان الجو بارد لذيك الدرجه !
وهذا اللي صار . .


فتحت قفل الباب بشويش بعد ما غطيت راس يوسف باللحاف الزهري الفاتح وحطيت كاب الجاكيت على شعري واستعديت لهالمغامره البسيطه
مدري وش حسيت فيه أول ما طلعت !
كان الجو مو ذاك الزود بارد , صحيح ان الهوا مزعج لكن فيه روحانيه ما نتوصف بمثل هالأوقات النادره
جلست على العتبه الرصاصيه بفضول وانا اناظر السما الوااسعه اللي كنت اعشقها من وانا صغيره !
" يما "
سمعت صوت امي القديم بهاللحظات ؛ إيه حتى متأكده اني سمعته بشكل واقعي 100% بكل ما تعنيه الكلمه !!
مدري هل هو تأثير الليل او سِحر القمر او اني بديت اخرف بعد ما قمت بهالشكل ؟
بس السؤال الوحيد اللي مفروض اني أجاوب عليه , ليش سمعته بمثل هاللحظه بالذات ؟
ناظرت يوسف اللي كان مصنْم بشكل غريب ويناظر السما الجديده عليه بعيون تجنن
كأنه قاعد يقولي جاوبي عن السؤال الاخير اللي قلتيه بما إنك تعرفين جوابه !
بلعت ريقي بهاللحظة وقلت وانا استجمع قواي و أعلّي صوتي شوي بعد ما تأكدت من الباب اللي كان مطرف وراي وقررت إني اجاوب : وش عجبك من السما عشان أجيبه لك ؟
تأوّه يوسف فجأه وبدا يتبيكى بدلع ؛ يمكن لأني خربت تأمُله الهادي !
تنهدت بشويش وقلت وانا اغيّر وضعيته وأجلّسه بحضني وأأشر بأصابعي على النجوم عشان ينشغل فيها وأكمل جوابي : لا , لا تبكي حبيبي ؛ شوف يالله هذي النجمه الاولى تبي أجيبها لك والا ما تبيها ؟!
يوسف وهو يسند راسه الصغير على صدري ويرفع نظَره ويبوّز : أمّااا . . غغغ
قلت برجفه وانا ازفر نفَسي الدافي واقول بإبتسامه هاديه بعد ما تذكرت كل شي : ما أعجبك ؟ " وناظرت بالسما وانا أأشر على نجمه ثانيه " خلاص اكيد هذي الكبيره بتعجبك , ها وش قلت تجيبها ماما والا ما تجيبها ؟
يوسف وهو يضرب فخوذي بيدينه : نننه . . نهغغغ
بلعت ريقي بصعوبه وانا أحاول اتمالك نفسي وأقلد نفس الكلام اللي كانت امي تقوله لي وانا بعمر خمس سنوات : طيب خلاص " ونزلت دمعتي غصباً عني يوم وصلت لنقطتي المفضله " أجل ناخذ القمر
" وناظرت السما بحزِن وانا أأشر عالقمر الكامل واقبضه بيدي " آسفين يا سما يوسف ما يبي الا القمر . . .
كان هذا هو جواب السؤال اللي تذكرته !
ليش أمي هي اللي خطرت على بالي الحين بالذات ؟ لأن هذي هي اللعبه الوحيده اللي كنت انبسط فيها لمّا كانت تلعبني إياها يوم اني صغيره
أجلس على حظنها بالليل وهي جالسه على مرجيحتنا الكحليه القديمه ونتقاسم نجوم السما والقمر ونرجع اليوم الثاني ونلقى نجومنا اللي أخذناها على قولتها مو موجوده فأصدق القصه قلباً وقالباً . . .


مسحت دموعي الدافيه بهاللحظات وانا آخذ نفَس و اناظر بيوسف اللي رفع أصابعه للسما وقلد حركاتي بعشوائيه لطيفه
حسيت إنه قاعد يواسيني بعد ما بكيت ؛ ومو كأني انا اللي كنت بالبدايه قاعده أواسي دموعه الصغيره
تنفست بعدها بعُمق وظليت على نفس حالي انا وولدي
على الاقل يمكن بعد ما يمل من لعبة النجوم ينام من التعب وما يصحِّي أحد بصوته . .




.






* بنفس هاللحظة بالمطبخ اللي كان جداره اللي فيه الشباك على شكل حرف u بالنسبه لباب المجلس الزجاجي اللي على يمين الحرف *



كانت يده الغامقه ماسكه بـ كاسه البرتقال المفضل اللي فاحت منه ريحة القهوه السودا الحاره بعد ما سواها توّ
ما يخفي بنفسه إنه انسجم مع هاللعبه الغريبه بعد ما قرر يتصنت بهدوء اول ما سمع صوت يوسف يبكي !
" تهه لا يكون قاعده تبكي للحين ؛ هذي بالله كيف صارت أم ؟
- وبإبتسامه هاديه – أجل نجوم وقمر هاه ! "


وفجأه بهاللحظه برقَت السما بشويش وقَوت الرياح اللي ما تغيْرت جهت هبوبها العشوائيه معلنه عن عاصفه صحراويه ومائيه بنفس الوقت !
زفَر هواه بهالثانيه وسكْر الشباك بشويش بعد ما تقلبت الاجواء وما أعجبه الجو الجديد اللي كساه فقرر ينسحب ويكمل قهوته بالغرفه أحسن له . .
وما مرْت دقايق قليله الا واهتزت السُحب وتناثر المطر بقوّه على العشب والشبابيك والأرضيه وتغيرت ملامح كل الاستراحه .





‘,





اليوم التالي
الاحد
4 الا ربع العصر | بالحديقه
* خلف مجلس الحريم *



كانوا البنات جالسين على طاولة بلاستيكيه بيضا و يسولفون لـ الجازي وتُقى عن البارح
عذاري وهي متحمسه وتناظر بالجازي : والله انا مرره خفت تخيلي فجأه طلع الشبح من تحت السرير وقلع قلب البنت بوحشيه تامه وهي نايمه !!
رنين بإشمئزاز وهي تتذكر : أووه وعع والله لو تشوفين الدم اللي طلع وش كثره
الجازي بإبتسامه : عاد عساكم نمتوا زين
سما بتعليق وهو تشوفني انا ويوسف جايين من الباب الخلفي بعد ما غيْرت ملابسي لـ جينز ازرق غامق مع بلوزه رصاصيه فاتحه وجاكيت عشبي : شوفي حنّا نمنا زين بس زي هالدجاجه لاء
ابتسمت على تعليقها وجلست بشويش بعد ما سلْمت . .
تُقى وهي تناظر بيوسف اللي كانت خدوده متورده ووجهه منتعش : ماشاء الله الله يحفظه يجنن
رديت بهدوء وانا اناظر يوسف : تسلمين حبيبتي
عذاري بتعليق لطيف وهي تقرص خده : لا يغرك قاعد يمثل عليكم الركاده والسنع ؛ بس لو تشوفينه البارح وش سوّا فينا قبل الفيلم
رنين بتبويزه وهي تناظرني : وعلى طاري الفيلم اليوم ترى غصباً عنك تشوفين معنا مو على كيفك
سندس : ايه عاد هالمره مافيه ؛ امس جبتي لنا الكئآبه بعد ما فقدنا الامل بالديفيدي
قلت بإيجابيه وانا اغير الموضوع بذكاء : ان شاء الله بس عاد اذا رجعنا واحنا ميتين تعب فـ لازم نسوي استثناءات ؛ تعرفون اليوم الدبابات
آيه بإبتسامه وهي تعقب : من جد
عذاري بحماس : وااو يا إنا بنستانس !
سندس بمدح وهي تناظر سما : هالمره مو بس بنقدّس رجل هالمزيونه ؛ كل أبوها مُقدسه هي وأفكارها
سما بغرور : شفتوا كيف انا نادره ؛ اعجبكم انتوا لو بس تقدروني شوي
آيه بتنهيده وهي ترفع حاجبها بمزح : آآه بدينا


الجازي بإستطراد وهي تبتسم : إيه وبعد كملوا وش سويتوا
سندس بضحك وهي تناظر يوسف اللي قاعد يلعب بكوب المويه : اللي صدق سوّا لنا فيلم ذا الحلو ؛ كل ما رمينا طراطيع الثوم او فتحنا عيدان الشمس قام يضحك بهستيريه
رنين بضحكه بسيطه وهي تتذكر صدى ضحكة يوسف : يدغدغ هههه
عذاري فجأه وهي تلف عليه وتخوّفه بصوت عالي : تهيييه !
صرخ يوسف بمفاجئه وبعد ما استوعب ضحك بصوت بهستيريه وقلّدها
عذاري بضحكه وهي تناظر وجوه الكل اللي غشوا على شكله : هههه وهذا مقطع من اللي صار أمس
تُقى بخقّه : وسلّم قلبه , الله يخليك لك
ابتسمت بفرح وبسته على راسه بقناعه وانا أحمد الله
الجازي بمقاطعه وهي ترد على جوالها اللي رن : هلا
إيه ان شاء الله . .
ههه طيب بس إرسل لي متعب عشان ياخذ شاور قبل لا نروح
اوكِ , مع السلامه .


عذاري بإستفسار : مشاري ؟
الجازي تحط جوالها عالطاوله : اي يسلّم ويتطمن . .
سما تحارش بمزح : يحليله
آيه تدافع بنفس المزح : هييه وبعدين يعني منتي شايله عينك عن أخوي ؟
سما ترمش بدلع : ما أقدر " وبإستهبال " طيبته تأسرني
آيه ترفع فمها بعباطه : طيبه ؟ مشاري ؟ متأكده من هالناحيه !
الجازي بإستغراب لطيف : لا عاد حرام عليك مشاري طيب ما كِذبت
آيه تبقق عيونها : أيّ طيبه يا حظي ؛ يمكن لمّا كبر اكتسب هالعاده بس محد يعرف إنه كان شرير ومُعذب درجه أولى الا انا وذي " تأشر عليّ "
الجازي بضحكه وهي تناظر الكل : ههه لالا ما أصدق واضح إني مخدووعه !
سما تكمل مسرحيتها : يعني مالي أمل استدرجه بالطيبه ؟
آيه وهي تتذكر بحسره : آآه ياقلبي لا تذكروني ودي بس أرجع لذيك السنين وأكفخه واطلع كل حرتي فيه
انا بمداخله بسيطه : تخيلوا مثلاً , اشترى لي مره عروسَه فجأه وانا مت من الفرحه حتى اني رحت اعاير آيه انه يحبني أكثر منها
بس بعدها بأيام اتضح إنه كان حاط شروط وما قالي عنها ؛ وأولها اني كل ما سمعت كلامه يقطع شعرها وملابسها !
الجازي بضحكه طويله وهي تغطي عيونها بإحراج : لالا ما اصدق مشاري ؟
سندس بتعليق : ورا هالسوالف ما قلتوها من زمان " وناظرت الجازي " خدعتوا هالطيبه فيه هههه
رنين بإبتسامه : عاد حرام شكله مره هادي
آيه بتعليق : ايه انا قلت لكم مدري من وين مكتسب العاده . .


ام زيد تقاطع الكل بعد ما فتحت الباب الخلفي : السلام . . يالله بنات ما مليتوا من الجلسه ؟ روحوا جهزوا اغراضكم ورانا طريق بعد المغرب ان شاء الله
الجازي بحكمه وهي تقوم وتسمح دموعها من كثر الضحك : أوه من جد يالله انا لازم اطلع ملابس ثقيله لمتعب
سما وهي تاخذ جوالها وترفع شعرها : وانا بعد بروح اشحن جوالي
سندس تعطيها جوالها : أوه الله يذكرك بالشهاده خذي حقي معاك
سما تناظر بالكل : يالله مين بعد يبغى شحن ؟
عذاري وهي تاخذ من الفيريروروشيه اللي قدامها : انا لا
رنين : حقي شحنته البارح
آيه بتعقيب : وانا بعد لا .





‘,





8 ونص العشا | بالبر



جلس زيد بالكرسي الأمامي بجمس مشاري وهو يربط جزمته البيضا بعد ما خلّص من صلاة العشا . .
عيسى بتهالُك وهو يجي بهدوء ويتربع على البساط البني اللي فارشينه جنب الجمس ومملينه فصفص وترامس وأكل ومراكي وأشياء أغلبها شبابيه : آآه يالله يا كريم
زيد ينزل من السياره ويسكر الباب ويعدل بلوزته : لا تعجْز من الحين ورانا شَوي ونار محد بيسويها غيرنا
عيسى بتنهيده طويله وهو يركْي راسه على الجمس اللي وراه : ياربي تعبت من بعد فرفرة الدبابات والله راسي يدور ما أقدر اسوي شي
محمد بإبتسامه وهو يجي ويلبس طاقيته ويرفع ثوبه الاسود بيده ويجلس : لا تفلّم مو وقتك عاد !
عيسى يتأفف ببرائه ويناظر بوجه زيد ومحمد : الله يخليكم إعفوني بليــــــز والله ماني قادر اسوي شي ابي ارتااح
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يسمع صوت يوسف اللي بكى فجأه : يالله إرتاح أجل
عيسى بصوت باكي وهو يغطي إذونه ويرمي راسه على فخذ محمد : يالييل ما اطولك



* بعد دقايق ؛ بالجهه المعاكسه خلف الهمَر الابيض اللي كان ورى الجمس بمسافه بعيده شوي , عند بساط البنات *



عذاري وهي متمدده و تقرأ لوحة الهمر اللي يمينها : هه اسم سيارة أخوكم برّه
رنين بإبتسامه وهي ترمي ورقة البلوت لمّا جا دورها : إيه شفتي كيف التميُّز
عذاري وهي تعدْل جلستها وتناظر البنات اللي هاجدين ويلعبون بكل خشوع وإنسجام : بس الصراحه مافي تميُّز مثل سيارة عيسى الزهريه !
رفعت آيه راسها بهاللحظة وإبتسمت من هالطاري ومن نظراتها كأنها تقول لعذاري " يا أم وجهين واضح مره إنها مميزه والا نسيتي حشّك ؟ "
قلّبت عذاري عيونها بهدوء بعد ما فهمت قصد إختها وطنشت . .
رنين بإبتسامة عريضه وهي تحط أوراقها : فزت
سندس تتنهد وترمي اللي بيدها : اففف ماشاء الله كم مره تفوزين انتي !
سما تتثاوب وتتمدد : واااه انا مره احس نفسي مكسّره بعد الدبابات . .
الجازي بإبتسامه وهي تصب القهوه : بس يا أن كان عليكم اشكال وانتوا بالعبايات
عذاري بضحكه واثقه : بس أهم شي إنا استانسنا
رنين : من جد أجل تخيلي لو ان سما ما اقترحت هالفكره بعد ما كنسلوا روحتهم اللي على قولة أبوي ما تِسوى يقعدون ليله وحده
سما بتفاخُر : أحم بسم الله عليّ
آيه بتنهيده : أمانه بس , لا تكبرون راسها أكثر من كذا
سندس بضحكه : هههه من جد . .
عذاري بإستطراد وهي تفتح واحد من الشيبسات وتناظر برنين اللي أخذت كميراتها وبدت تصور : اشوف
رنين بتدقيق وهي تحط العدسه على يوسف اللي كان نايم بـ حضني : خقيت عليه وهو نايم ؛ بصوره عادي ؟
انا بقبول : اي أكيد
تُقى وهي تقرب من شاشة الكاميرا وتناظر : يا ماشاء الله أنا باكل ولدك صراحه
رديت بضحكه : هههه عقبال ما نشوف عيالك
ابتسمت تُقى بخجل طبيعي وكملت اندماجها مع الشاشه
أمّا رنين اللي تعشق التصوير التقطت ليوسف صور ابداعيه أعجبتني صراحه مع إنها طولت وهي تدقق مثل المحترفين !


قالت سما بعد لحظات وهي منبهره ومتفاجئه : أووه شوفوا " وناظرت رنين " بسرعه انتي صوري نار الشوي ولّعوها الشباب
رنين تلتفت بحماس : جد ؟
عذاري تناظر بإنذهال : وااااو يا كبْرها لو بس يخلونا نقرب " واخذت جوالها بسرعه " مقدر اصبر بصور واحطها بالبي بي !
متعب بإبتسامه وهو يركض من عند النار ويجي لـ أمه وهو لابس فروته البنيه اللي مخليته دبدوب : ماما شفتيني وانا أهف عـ النار مع ابوي ؟!
الجازي بفرح وهي تنثر الغبار عن ملابسه : ههه جد ؟ أجل صرت بطل هات بوسه
باس متعب أمه بشويش وبعد ما شرب مويه وشرح بحماس طفولي عن شعوره الجديد , رجع يركض لعند النار اللي ما كان يخليه مشاري يقرب منها كثير وبس يدور من حولها . .



أمّا البنات بعد لحظات . . انسحبوا أغلبيتهم من البساط اللي كانوا جالسين فيه وانتقلوا للبساط الثاني القريب عشان يساعدون الأمهاتهم والشغالات بتجهيز بهارات الدجاج واللحم والمقبلات الكثيره اللي راح تنشوي . .
بإستثناء آيه ورنين اللي ظلوا يقطعون الخضروات بالبساط الأول عشان لا يتزاحمون


كانت آيه بهاللحظات معطيه وجهها للنار البعيده اللي تجمعوا الرجال حولها ومازالوا يكبرون فيها ومقابله رنين اللي متركيه على الهمَر ومنسجمه بالتقطيع
هي تشوفه بس هو مستحيل يشوفها لأن السياره مغطيه عليها
كانت طول الوقت مندمجه معه قلباً وقالباً , تقطع البطاطس قدام رنين بجسمها بس روحها وقلبها يناظرون زيد الطويل اللي كان ينتقل بحركاته السريعه هنا وهناك
جينز اسود مع جزمه بيضا وبلوزة طويله ساده ماسكه على جسمه بس قماشها الطايح معطيها انسيابيه أكثر بقصّه مثلثه من عند الصدر وشعر عاري قصير ولحيه محدده معطيته هيبه وغموض . .
آيه بقلبها وهي تصرح عن مشاعرها بكل شفافيه بعد ما ملّت تكذب على نفسها : والله إنه فتنه .





‘,





2 ونص الليل | الاستراحه
بغرفة الشباب



صوت شخير محمد ومشاري معبّي هداوة المكان وظلامه الكثيف , وتقلُبات متعب الطفوليه اللي كانت مرتبته قريبه من الجدار مازالت مستمره . .
زيد بهمس وهو متسدح على ظهره وحاط يدينه تحت راسه ويناظر بالشباك اللي قدامه : عيسى ؟
عيسى بهدوء وهو معطي زيد ظهره ومرتبته قريبه منه : همم
زيد بتنهيده بسيطه بدون ما يلتفت : نمت ؟
عيسى بإستعباط : اي قريني هو اللي قاعد يكلمك
زيد بإبتسامه بسيطه وهو يغير وضعيته ويناظر بظهر أخوه النحيف : سولف معاي ما جاني النوم
عيسى بهدوء وهو يتنهد : ماراح يجيك اذا ظليت تبي تسولف
زيد يتأفف : يا كرهك


سكت عيسى لحظات وقال بنفس مستوى الصوت بس بنبرة جديده : زيّود
زيد : همم
عيسى بغرابه : اسألك سؤال بس تجاوبني بصراحه ؟
زيد بإستفهام وهو يحس بالفضول : اسأل ونشوف
عيسى بصوت خافت أكثر وبنبره مجهوله : أخت مشاري اللي طلعتها من الحريق هي نفسَها اللي كنت تناظر صورتها بجوال سندس ذاك اليوم ؟
توسْع بؤبؤ عين زيد بهاللحظة وتغيْر مجرى نفَسه بشكل مفاجئ من هالسؤال اللي ما توقعه أبد !!
سكت وعمْ السكون لمده . . .
مازال ساكت وتفكيره متوقف تماماً . . .


عيسى بإنتظار : زيد ؟
زيد : .......................
التفت عيسى بهاللحظة على أخوه ولقاه معطيه ظهره وكأنه يقوله ماعندي جواب . .
تأفف عيسى بشويش ورجع انسدح على الجهه المعاكسه زي ما كان لكن ظل يفكر بمعنى هالسكوت اللي حيره فوق إنه اصلاً كان مو متأكد من السؤال !
" يعني إي او لا ؟
وليش ما سألني من وين عرفت هالشي
- وقطب حواجبه بنتهيده – ليتني ما سألت حيرني أكثر الحين "





‘,





بعد مرور يومين
الثلاثاء
10 ونص الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



ناظر إبتسامتها بإستغراب وهي تدندن براحه ووناسه وتسكر أزرار ثوبَه الابيض
يعترف إنه يحس بشعور هادي وحنون ما ينوصف . .
نزْل عيونه على لبسها الطويل الابيض الفخم وكأنه مستغرب ليش لابسه كذا وهي بالبيت ؟!
رجع ناظر بإبتسامتها ووجهها اللي كان غير ؛ حلو مره وصاافي بكل ما تعنيه الكلمه
بهاللحظة خلصت ونزلت يدها الناعمه مع عند رقبته بهدوء بعد ما سكرت آخر زر بالثوب , وبحركه سريعه ومُشاغِبه دخلت يدينها الصغيره بين يدينه وناظرت بوجهه وهي توسِع ابتسامتها لين وضحت كل أسنانها
حس بالسعاده فجأه يوم ابتسمت له بهالشكل , كان وده يعلق بس ما يبي يخرب الجو اللي داخله فإكتفي يناظر بعيونها
قالت بهمس وهي تبادله بنفس النظرات الحلوه : انا فرحانه بس ما أبي اعلمك ليش
رمش بشويش وقال بهدوء وهو يبتسم : طيب انا أبي اعرف ؟
طلعت يدينها من يدينه وقالت بمباغته وهي تضمه بقوه ودِفى : مابي , أخاف تخليني
ضم شفاته بهدوء وهو لأول مره يحس إنه في ضمه حلوه زي اللي قاعد يعيشها بهالثانيه
لكن لمّا حرك يدينه يبغى يضمها توسعت عيونه وشهق بخوف وقال وهو يصرخ بأقوى ماعنده لما شاف النار تطلع من جسمها بدون ما تحرقها : هَتون انتبهي !!!!!





فتَح عيونه فجأه على أوسع ما عنده وظل متجمْد بسريره وما حرْك ساكن !!
قال بكتمه وهو يهمس : هَتون النار
أخذ نفس عميق وقلّب عيونه يمين ويسار كأنه يقول انا وين ووش اللي كنت أحلم فيه تو ؟
بلع ريقه بصعوبه اول ما استوعب الوضع وتعوّذ من الشيطان ونفث على يساره بكل كِره وهو يجلس على سريره بكسل فضيع . .
" وش اللي قاعد يصير فيني "
حطْ كفينه الثنتين على وجهه وبدا يفرك معالمه بكل هداوه عشان يركز ويجمْع كيانه
وبعد لحظات أخذ نفَس هادي وحك راسه بشويش ورفع نظَره وشاف الساعه البيضا اللي عالجدار قدامه وبدا يفرك بعيونه
" اففف حتى نومتي خربت , وش مصحيني بهالوقت"
تنهد بشويش وقام من سريره بفيضويه بعد ما عرف إنه مستحيل يرجع يكمل نومته واتجه سيدا للحمام عشان يصحصح أكثر



وبعد ربع ساعه تقريباً , فتَح قِفل حمامه وطلع وهو لابس روبَه التُفاحي بعد ما أخذ له شاور ينعِشه ويغيْر مزاجه شوي
ناظر سريره بهاللحظه واتجه صوبه ورمى منشفته عليه وجلس بتأفف وهو يدخل أصابعه بين شعره الرطب ومازال يفكر بالحلم اللي يتذكره بشكل مشوش ومو قادر يروح عن باله أبد !
" يمه كأنها صدق شلون جت فجأه كذا – وبإستطراد – ووش دخل النار اللي طلعت ؟
- ضحك بإستهزاء وهو يهوّن الوضع – استغفر الله واضح إنه خرابيط واصلاً من بعد ما رجعنا من البر وانا نومي حوسه وراني معطيه أكبر من حجمه "
ظل فتره على نفس جلسته وهو يكرر إنه حديث نفس لكنه بشكل مو مباشر قاعد يراجع هالتفاصيل المزعجه
وبعد لحظات التفت على مكتبه بعشوائيه وخطر بباله لمّا ناظر لابه يروح يبحث عن تفسير لهالحلم لأنه من جد بدا يصير التفكير فيه مزعج ؛ فحب يأكد لنفسه إنه خرابيط !


وهذا اللي صار فعلاً ؛ مشى بخطواته الثقيله وجلس على كرسيّه الاسود وفتح جهازه ودخل على قوقل وهو يناظر الكيبورد ويقول بقلبه بتراجُع : لحظة وش انا قاعد أسوي ؟! المفروض ما أكبر الموضوع كذا
" وبلع ريقه بحيره كبيره وهو يلين " لالا عادي صح ان عمري ما سويتها بس ببحث بسرعه و بشوف التفسير واطلع
تأفف بإنزعاج وهو يستسلم بعد ما شاور نفسه كثير , فكتب بسرعه بعض رموز الحلم وضغط إنتر وبدا يقرأ


تفسير رؤيا النار التي لم تحرق صاحبها : هي نجاة لهذا الشخص من شر والله أعلم .
تفسير رؤيا المرأه الحسنه : من رأى انه يكلمها ويُضاحكها في بيته فانها خير وسرور والله أعلم .
تفسير رؤيا الفستان الطويل : ستر او زوج لهذه المرأه والله أعلم .



قطب زيد عيونه يوم قرى التفاسير وقال بقلبه وهو منسجم بالتفكير : الحين يعني كل ذول بيصيرون لي والا لها ؟!
وبلع ريقه بإكمال وهو يبحث مره ثانيه عن بقايا الحلم ويقرا الردود
وحده من العضوات : الشيخ ما رد على هالتفسير هل هو شر ياليت توضحون ؟
رد من عضو ثاني : لا أختي مو اي شي ما ينرد عليه معناه شر , يمكن يكون حديث نفس
رد من عضوه ثانيه : السلام عليكم انا على حسب ما اعرف ان النظر بعيون شخص بالحقيقه وحده من علامات الحب أما بالحلم فما أدري يمكن يكون نفس التفسير ما أفتي, وللتأكيد هذا موضوع عن * علامات الحب *


رفع زيد حاجبه بإستغراب تام وقال لا شعورياً : وش حبه ؟ خير !
" وبإستهزاء بسيط وهو يدخل الموضوع بعدم تصديق " تهه والله وصرت مصخره على آخر عمري قال علامات حب قال . .
وأخذ نفَس عميق وبدا يقرأ المقدمه


* يقول الدكتور طارق الحبيب : الحب هو حاله انفعاليه يحياها الانسان تدخل قلبه دون ان تقرع ذلك الباب بلا نقاش
تبدأ بالارتياح ثم ينتقل للميل والسؤال عن المحبوب !
ويجب ان نعلم قبل ان نذكر هذه العلامات الفرق بين الحب والعشق لكي تتضح الصوره للقارئ
فالعشق : يكون عند المراهقين غالباً وهو التعلق بالمظهر أكثر من الجوهر
أمّا الحب : هو الميل الى معرفه تفكير المحب وطريقة تعامله مع الامور فيُقَيم الشخص بناءً على المواقف
فالاول مظاهر والثاني مواقف *


وقْف زيد عند هذي النقطه وظل يناظر بالسطور بدون ما يرمش وسهَى بسرعه لعالم ثاني ؛ عالم دخله اول ما قرأ كلمه " مواقف "
وبدأ يميل عن الموضوع الاصلي اللي هو تفسير الاحلام ويتجه لذكرياته الاولى مع هَتون اللي ما قدر يخفي عن نفسه إن موقفها من أول يوم أعجبه وفرض عليه بأنها مو مثل أي بنت رخيصه وحتى وهي بمثل ذاك الموقف الصعب !
" بعّد عني لا تلمسني "
" بعّد عني لا تلمسني "
تكرر صدى صوتها براسه وظل على هالحاله يتذكر الحريق بدون قيود وهو ما يدري إنه فتّح على نفسه أبواب غريبه وبدت تدخل منها مشاعر مجهوله وركيكه .




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }



لقائنا يتجدد

الاربعاء

كالعاده ان شاء الله

استودعكم الله .




 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 24-07-12, 04:59 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 12

-






يوم السبت
6 وربع الفجر | فلة ابو مشاري
بغرفتي



ضميت شفاتي بهدوء وزفرت نفَس عميق وناظرت شعري بالمرايه وانا قاعده استشور باللّيس بعض الخصل اللي خربت من النوم
بهاللحظات ناظرت الساعه المعلقه عالجدار يميني بشكل عشوائي وارتبكت شوي
" ياربي اليوم أول يوم أداوم فييه بالمدرسه لازم ما اتأخر "
بلعت ريقي بشويش ونزّلت الاستشوار الاحمر على التسريحه وبديت أرتب شعري بيديني واناظر ملامح وجهي اللي الحمد لله ماكانت بالبهوت اللي كنت متخيلته
آيلاينر اسود خفيف مع شدو خوخي بسيط وروج لحمي فاتح وهادي ؛ هذا اللي كنت حاطته


لبست حلقي اللؤلؤ الصغير وانا ما اسمع الا نفَسي ودقات قلبي المتوتره وصوت العصافير اللي من تحت غرفتي وهم يتهاوشون على الاكل اللي يحطه مشاري لهم
وبحكم ان أن الاميره عذاري ماتبي تداوم ببداية هالترم الا الاسبوع الثاني ومتعب بعد أضرب معاها كان البيت بمثل هالوقت هادي بكل ما تعنيه الكلمه


وقفت من كرسي التسريحه بعد ما سكرت حَلقي ونزّلت تنورتي القماس السودا الماسكه اللي شريتها بعد ما رجعنا من البر وبديت احرك جسمي بإنشغال وأشيّك على شعري وبلوزتي البرتقاليه الغامقه الساده بقماشها الطايح شوي . .
- صباح الخير
التفتت بسرعه على صوت مشاري اللي دخل وقلت بإبتسامه عريضه وانا التفت عليه : هلا صباح النور
مشاري وهو يتفحصني : ماشاء الله وش هالملح ؛ ها متحمسه ترجعين للمدرسه ؟
انا بإبتسامه متوتره ومستحيه : ههه صراحه خايفه !
مشاري وهو يطبطب على كتفي بحنان ويناظرني : توكلي على الله بس
زفرت نفَسي وقلت بشويش : ونِعم بالله
مشاري وهو يتذكر : إيه . . " وناظرني " ترى ابوي أرسل مصروفكم امس , واليوم كالعاده باخذك انتي وعذاري عشان تشيّكون على حساباتكم وتسحبون اللي تبونه
قلت بإيجابيه وانا امشي صوب سرير يوسف النايم : طيب . .
مشاري بإبتسامه وهو يطلع : يالله أجل لا تتأخرين بالنزله ؛ مثل ما اتفقنا 6 ونص بنروح
ناظرته بهدوء وقلت : ان شاء الله
سمعت صوت تسكيرة الباب وانا مركزه نظري على حبيبي سوفَه اللي كان نايم بكل فهاوه ومتدفي بالبطانيات الملونه
ابتسمت بحنان وانا احمد الله على إنه بخير ومرتاح وما أخفي إن توتري يخف كل ما تطمنت عليه , رغم إني طول الليل وانا اوسوس كيف بخليه بروحه مع إن الجازي موجوده لكن بعد ما راجعت نفسي ذيك الايام وقررت ما أخليه يحتاج لأحد غير الله وغيري صرت متمسكه فيه أكثر
بهاللحظات حسيت على حالي وتذكرت اني قاعده اضيّع الوقت و ماباقي الا ربع ساعه و انا لسى ما تفطرت
فرحت بسرعه للتسريحه ولبست خاتمي الذهبي الصغير وأخذت شنطتي البنيه وعبايتي الراس اللي كانوا عالسرير ونزلت بهروله للمطبخ


لقيت مشاري بهالثانيه جالس على الطاوله الصغيره اللي متوسطه الدواليب ويحشي له توسْته
حطيت عفشي على طرف الطاوله الفاضي وجلست جنبه وسويت لي انا بعد توسته مع جبن


مشاري بإبتسامه وهو يقوم من مكانه بعد ما خلص : كلي بشويش ترى باقي وقت انا بروح اشغل السياره
قلت بسرعه وانا اسكر علبة الجبن واقوم وراه : لا اصلاً خلصت
مشاري بتنهيده وهو يناظر التوسته بيدي : لا تتوترين والله باقي وقت !
قلت بإبتسامه هاديه وانا آخذ نفَس وأطمنه : صدقني ما راح ارتاح الا اذا طلعت معاك " وناظرت التوسته " وعشانك بكملها بالسياره ما ودي اتأخر والله
ناظرني مشاري بإنهزام وقال وهو يطلع : على راحتك . .



لحقته بسرعه بعد ما لبست عبايتي وكالعاده أول ما طلعت للحوش بديت أهلوس بيوسف او بأني ناسيه شي او يمكن الجرس بيدق وانا ما وصلت وقمت أتخيل زحمة الدوامات والاشارات المزعجه !
هبْت بهاللحظات نسمة هوا بارده شوي فإرتجفت وان اسكر باب البيت وتنرفزت شوي لأني كنت قاعده ألف طرحتي
وبين ما انا ماشيه لباب الشارع لمحت الكراج بعشوايه وشفت سيارة السواق الجديده اللي شراها مشاري وجتنا يوم الخميس
هوندا صغيره زيتيه و طبعاً مستعمله مثل ما اتفقنا قبل
أمّا ردة فعل عذاري فـ الحمد لله كانت خفيفه لأن مالها حجة تطلّع عيب بشكلها المرتب والمقبول


زفَرت بهاللحظات نفس عميق ورفعت عبايتي الراس وطلعت من هالافكار كلها بعد ما سكرت باب الشارع
مشيت بهدوء للجمس الاسود وبديت أكرر الاذكار بتوتْر كأني طالبه جديده ببداية السنه
" ما أقول الا الله ييسّر "





‘,





9 الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة سندس ورنين



فتَحت ام زيد الباب بشويش وقالت بإستفسار وهي تناظر سندس اللي كانت متمدده على سريرها الزهري بتعب : ها يما خفّت الحراره ؟
سندس بصوت هادي وهي تناظر أمها بخمول : اي يما . .
ام زيد بتنهيده وهي ترفع عبايتها وتدخل وتتحسس جبهة بنتها عشان تتطمن أكثر : الحمد الله احسن من أمس " وناظرت برنين اللي كانت جالسه على سريرها وتوها ماخذه شاور والمنشفه على راسها وقاعده تلبس شراريب ثقيله " وانتي راقبيها مو تفتح المكيف عالحار ترى هو سبب كل الامراض " وبتنبيه وهي تناظر منشفتها " ومو تطلعين بالحوش وشعرك فيه مويه طيب ؟
رنين بإبتسامه وهي تتحسس خشمها : ان شاء الله
ام زيد تزفر نفَسها وتمشي صوب الباب : يالله أجل انا رايحه لبيت ام هلال وبرجع قبل الظهر " وناظرت بشناطهم حقت البر اللي صار لها 4 ايام على الارض " وشيلوا حوستكم من متى وحنا راجعين وذولا على حطتهم !
سلّكت رنين لأم زيد بإبتسامه عريضه وتنهدت بشويش من هالزفه بعد ما راحت عنهم وسكرت الباب . .


سندس بطلب وهي تناظر بإختها اللي كانت مشغوله بين الجوال والمنشفه : رنّوون
رنين بتأفُف وهي تناظرها وتتمدد وكأنها فهمت السالفه : لا تحاولين ماراح ارتب اغراضك
سندس تمثل التعب وتضعّف بصوتها : الله يخليك أحس اني بموت , بس ارمي الملابس للغسيل وحطي الباقي عالتسريحه على طريقك تكفيين
رنين بلعانه وهي تحط السماعات وتمثل إنها تسمع وقامت تدندن : مافيييه . .
تنهدت سندس وقالت بكِره وهي ترفع فمها بقرف وتدري إنها تسمعها : ياحسسره هذا وانا متوسطتلك عند ابوي عشان تغيبين اليوم
رنين : ..................
سندس مدت بوزها بكِره : هيّن يالشينه , هذا جزااي
قلبت رنين عيونها بشويش وبعد لحظات من التفكير قالت بإستسلام : خلاص افف كسرتي خاطري بسويها بس مو الحين
شقّت سندس الكشره وقالت بصوت مرِح : والله ؟ تؤبريني
تنهدت رنين بهدوء وريّحت تمديدتها أكثر وناظرت حوسة الشناط اللي كانوا يمينها بعدين رفعت نَظرها للسقف وهي تتذكر شي جا على بالها فجأه يوم قالوا طاري البر


رنين بقلبها وهي تفكر بعُمق و كأنها قاعده تسمع ذاك الصوت مره ثانيه : وش قصدها لما شهقت ؟ " وتنهدت " ودي اقول لـ سندس بس خايفه
وسكْرت عيونها بهاللحظه وبدت تتذكر ذاك الموقف بكل تفاصيله . .
كانت واقفه بميلان ومتكتفه وسرحانه بـ بلاط الممر , وهم مازالوا للحين ينتظرون الشغاله تجي تسكر ستاير المجلس الزجاجي
وبين ما هَتون مشغوله تهدي يوسف اللي بِكى ماكان في أحد غيرها لاحظ اندماج آيه اللي كانت تناظر الشباب من فتحة الباب اللي لاصقه فيه من البدايه !
دار ببالها إعتقادات كثيره واستصغرت هالحركه من آيه لكنها فكرت بسطحيه وقالت يمكن هي الثانيه سرحت بشي ومو قصدها تناظر بهالشكل الغريب والمُلفت . .


لكن فجأه يوم شهقت لمّا طاح زيد ولفّت بسرعه تناظر مين اللي سمعها ؛ وقف قلب رنين بهاللحظة والحمد لله إنها مثّلت إنشغالها بخاتمها بعد ما جتها هالحركه بشكل لا إرادي رحمه من ربي وصارت بعيون آيه ولا كأنها انتبهت او ان صوت يوسف العالي ما فضح شي !


" قطبت حواجبها بهاللحظة وكملت بشك وهي تتأفف " ياربي معقوله اللي أفكر فيه يكون منه شي صحيح ؟
مدري وش افسر اللي شفته . .
" وبحيره أكبر " مرات اقول ان مالي دخل بس أحس ان الموضوع مو بذيك السهوله اللي اقدر اسحب نفسي منه بهالشكل ؛ ياربي شسوي أعلّم خالتي او سندس والا الموضوع ما يستاهل ويمكن اظلم البنت على غير سنع ؟
" وبتضارب افكار وهي تتسائل " افف هل انا مكبره الموضوع وهالشهقه طلعت من لا شي او بالغلط والا بالحقيقه هو فيه شي !


عضْت رنين شفاتها بحيره وبلعت ريقها بقرار سريع وتشجّعت شوي لخطوه بتسويها الحين
قالت بتردد وهي تلتفت على سندس اللي منكمشه من البرد ومتغطيه بدفى ومعطتها ظهرها : اقول سندس . .
سندس مالها خلق : هممم
رنين وهي تتراجع فجأه بخوف ما توقعته يجيها " لالا انا مالي دخل اخاف تصير مشاكل " : آآ . . بتنامين ؟
سندس بتنهيده : ايه بس اسكتي
حست رنين باللحظة بالورطه فـ سكتت تماماً وبعْدت هالفكره من راسها وهي تسمع دقات قلبها العاليه و تتنهد بلخبطه و تكرر " شكلي قمت أتوهم كثير واخرف قصص من راسي من كثر ما اشوف افلام حب "
وبحزِم وهي تبلع ريقها " اي صحيح انا مالي دخل لو تصير مشاكل كلها بتجي على راسي "
زفَرت نفسها بقوه وقامت من سريرها بعشوائيه واتجهت للتسريحه وهي تنشغل بتمشيط شعرها اللي فتحت المنشفه الكحليه عنه .





‘,





1 وثلث الظهر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



عذاري بحماس وهي تسأل هـ السؤال للمره المليون : إيه وبعد وش صار ؛ تكلمي عن اول ما وصلتي ؟
قلت بتنهيده وانا اعدل جلستي المايله وأقول بتعب : وااه عذاري ماصار شي زي ما قلت تو , تعرفت على بنتين معاي بالغرفه وطول اليوم اساعد ذي وذيك واروح للفصل الفلاني عشان آخذ الاحتياط للاستاذه الفلانيه وبس !
عذاري بضحكه : انتي اللي وااه لأن من جد الله يعينك اذا للحين ما شفتي فصولك ولا تعرفتي على شلل البنات اللي فيهم " وبتنبيه " بس مثل ما وصيتك خططي للبنات بالاختبارات وصيري فري وبحبونك
قلت بتسليك وانا اجاريها : إيه هيّن . .


ابتسمت لنا الجازي بهاللحظة وقالت بإستطراد وهي تكلم مشاري اللي كان متمدد ويناظر الاخبار وبنفس الوقت ترضّع يوسف : الا شخبار السواق تأكدت إنه بيوصل بكره ؟
مشاري يناظرها : اي كلمت صديقه وان شاء الله بكره
الجازي براحه وهي تبتسم : ان شاء الله . .
عذاري بغرور وهي تبتسم : صراحه هذا احسن شي سويناه على الاقل تريحنا وتريح نفسك " وبمبالغه " اربع وشعرين ساعه تسوق بالسياره حششى لو انك رجُل آلي
مشاري يزفَر نفَسه بهدوء ويعدل جلسته : علمي نفسك انتي اللي اربع وعشرين ساعه تبين تطلعين " وقفّل النقاش وهو يقول " ماعلينا الله يكفينا شرّه بسس
انا بإستفسار : طيب تعال كيف الظهر بيجيبنا انا وعذاري و طلعتنا بنفس الوقت ؟
مشاري بإبتسامه وهو يناظر عذاري : إيه تنازلت لك الاخت الطيبه
رديت بإستغراب وانا اناظرها : جد ؟ قويه ذي وش صار بالدنيا أمّا بتخلينه يجيني قبلك !
عذاري وهي تلعب بشعرها وتتنهد بثقه : تعرفين البنات الكشخه يتأخرون بالطلعه فـ قلت ارمي عصفورين بحجر واحد
ابتسمت لها بعفويه وتفائلت صراحه من هالتنازل المحترم اللي وأخيراً خلانا نحس إنها فرد من العايله رغم إنه كالعاده سوّته عشان نفسها !



بهاللحظه جانا متعب بسرعه وهو يركض وقال بوجه خايف وهو شايل معاه سيارته الريموت اللي تكسرت : بابا !!
عذاري بتعليق وهي تبقق عيونها على السياره : وش ذا وراها صارت كذا
متعِب ببرائه وهو بيبكي : انسكرت يبا
مشاري بصوت جاف وهو يمثل العصبيه : طيب وش اسوي لك ؟ تتذكر كم مره اقولك لا تسرع فيها
متعب وهو يناظر ردة فعل أبوه الغير متوقعه ويحاول يحبس دموعه : والله ما أسرعت . . " وبطفوله " كنت قاعد امشيها بالطريق السريع عالسيراميك وهي اللي طاحت من الدرج
مشاري بتنهيده وهو يتسند ويقول بصد : مالي شغل انت تحمل مسؤولية اللي سويته ؛ انا ماني مصلح شي
الجازي تنغزه بعد ما شافت وجه متعب اللي بدا يتلوّن : مشاري ؟
مشاري بتنهيده : ماعندي غير اللي قلته هو يتحمل مسؤولية اللي سواه


تغيْرت ملامح وجه متعب بشكل كُلي وطاح الريموت الاسود من يده وانفتح فمه وغاصت عيونه وبدا يبكى بكيته المزعجة اللي اذا فيك خير سكتها !!
وقفت الجازي بتأفف وهي تعطيني يوسف وتروح له بعفويه وتحاول تواسيه : يا ماما خلاص ابوك معصب الحين إذا هدى العصر انا اقوله يشتري لك جديده
متعب بصوت مو واضح من كثر البكى : و . . والله ما كسرتها . . والله والله
عذاري قطبت حواجبها بإنزعاج : مشااري الله يخليك فكْنا
لفْ مشاري وجهه لناحية التليفزيون وطنش الكل !
تننهدت الجازي بشويش وهي تضمه ولفت على مشاري وأشرت له بمعنى قول له اي كلمه تطيب خاطره وتسكته
مشاري بجفاف وهو يعاند : لا ماني قايل شي , أحسن خليه يتعلم ولا تزعجوني بتابع
تأففت الجازي منه وانشغلت بعدها بمتعب اللي بعد معاناه كبيره جداً من الدف والترفيس والدفاع العنيف جداً شالته وإخذته غرفته عشان تهجده !



عذاري بتعليق وهو تناظر مشاري اللي تغير مزاجه والجو اللي هدا : وااه يا شينك اشتر له
مشاري يقلب عيونه : لا مافيه ؛ اذا بيقعد كل شوي يكسر وانا اشتري بيتعود وماراح نستفيد شي خليه يتعلم
عذاري بتنهيده : مدري عنك كيفك . . " وبإستطراد وهي تناظرني مشغوله بيوسف " إيه هَتون ترى رنين ارسلت لي صور سوفَه اللي صورتهم بالبر
رديت بهدوء وانا ماسكة رضاعة يوسف : اوكِ خلاص اذا فضيت بقولك تنزلينهم بـ الاب
عذاري وهي ترجع لجوالها : طيب . .



سكت الكل بهاللحظة وجلسنا بعدها لمده مو قليله هاديين جداً و ما نسمع الا صوت مذيع الاخبار او عذاري اللي تعودنا على قرقتها وبعض الاحيان صوت صراخ متعب اللي يكست فجأه ويبكي فجأه على فترات متقطعه !


قلت بكسل وانا اشيل يوسف وأقوم : انا رايحه لغرفتي بارتاح شوي . .
مشاري يوقفني : آه على طريقك خذي بوكي وديه لغرفتي
قلت بإبتسامه وانا آخذ بوكَه البيج من على الطاوله وأطلع : اوكِ
مشيت بالسيب بإنشغال مع رضاعة يوسف لين ما وصلت لغرفة مشاري
فتحت الباب ودخلت بسرعه وحطيت البوك على الكوميدينا ووقفت بتنهيده وانا اعدل شيلتي ليوسف اللي صار يتحرك كثير ويرفّس فيني !
بهاللحظات قبل لا ألتفت لمحت شي كأني اعرفه زين ؟ او بمعنى ثاني شي يخصني
قلت بهمس لا شعورياً : الصك !
ركْزت عيوني على صك ارضي اللي من معاذ وهالمره مدري شلون نسيته تماماً بهالشكل الغريب !!
جاني شعور مزعج بدا بالضياع وانتهى بأني مازلت مربطوه فيه بشي كبييير كبيير محد يتخيل حجمه
بلعت ريقي بهاللحظه بعد ما حسيت ان الشيطان بدا يلعب فيني ويفتْح جروح ذكرياته وصوره اللي قطّعتها
" لا . . مستحيل اتذكر شي ؛ ياربي تكفى مابي اتذكر "


فجأه بهاللحظه بكى يوسف وضربني بوحده من رجوله بقوه على بطني فصحيت من هـ الدواامه وكأن ربي استجاب لدعائي !
تعوذت من الشيطان برجفه وظليت ارمش بتوتر كبير وأحاول احذف كل اللي شفته وكأني ما شفت شي !!
فطلعت من الغرفه بسرعه ممزوجه بإرتباك وتوتر وانا أحاول اقاوم تفكيري اللي يسأل " ليش ما باع مشاري للحين ؟! "
زفرت أنفاس ثقيله وانا بطريقي لغرفتي , حتى قلبي دقاته صارت صلبه بشكل مُميت أكثر من اللازم لدرجة إنه بدا يعورني
يمكن لأني بهالأيام باديه اقاوم او اسيطر على طيف معاذ وهالشي مِزعج روحي اللي أكذب لو اقول اني ما أبيها افكر فيه ؛ بس اللي صدمني صراحه اني وصلت لمرحلة نسيان مثل هالاشياء الكبيره والمهمه !!


سكرت باب غرفتي بشويش وانا اناظر باللي حولي ومو مستوعبه اللي صار قبل شوي
علامات الاستفهام كثيره وحيرتي مالها نهايه
" أنا ؟ قدرت أنسى بيت معاذ ؟ ولهالمده الطويله ؟ "
بلعت ريقي من هالصدمه وجلست على حافة السرير وانا مو عارفه وش اللي قاعده أحس فيه او وش اللي يقدر يرجعني للي كنت عليه قبل لا أدخل غرفه مشاري
متضايقه ومكتومه بس بشكل متفائل ؟ كيف ما أدري !


عضيت شفاتي اللي تحت وانا اسدح ظهري واحط يوسف على صدري ومازل قلبي يدق بقوّه
ناظرت بعيونه الصغيره اللي صارت مقابل عيوني وقلت بصوت مبحوح وانا اقاوم تفكيري بإنشغال سخيف لأني عارفه إني مستحيل أطرده خصوصاً الحين وانا اناظر بيوسف اللي يشبهه : وش سويت اليوم ؟
غرغر يوسف بهاللحظات وبدا يسعبل على ملابسي . .
رجف فمي بشكل لا إرادي بهاللحظة فدمعت عيني بحسره كبيره وسرعه ما تخيّلتها فقلت بإصرار وانا اسكرهم وأكمل انشغالي بغصه و اتلمس شعر يوسف الناعم بيدي اللي ترجف : يووه سويت كل ذا ؟ ووش بعد سويت ؟! قرأت لك خالتو الجازي قصه ؟
يوسف بفهاوه : أزااغ . . غغغغ .





‘,





4 ونص العصر | فلة أبو زيد
بغرفة زيد



حرْك شعره بشويش وهو يعلق ثوبه وشماغه اللي فصّخهم الظهر بعد ما رجع من الشغل وما شالهم من الارض
واتجه بعدها لمكتبه وفتح لابه الاسود اللي صار يستعمله كثير هالايام وهو يتنهد بشويش
رغم إنه مُنهك الحين وتوه راجع من المسجد بعد ما صحى من قيلولته لكن كل هالاشياء مستحيل تخليه يفوّت تشييكَه على هالشي المهم !
فتح قوقل وضغط عالمفضِله وهو يشرب من البيره الخضرا اللي فتحها تو وحطّها يمينه عالمكتب . .
أختار صفحه تويتر صار كثير يتردد عليها مع إنه ما عنده يوزر بس بالصدفه قبل أربع ايام يوم كان يفسر الحلم دخل على صفحة سندس وشاف الفولويرز وجذبته هالصفحه غصباً عنه
" يؤ آخر تويته قبل 10 دقايق "
ابتسم بشعور حلو وهو ينزل بسرعه عشان يقرأ اللي كتبته بحماس !




.





10m هَتون : يمكن اليوم فوق الـ 50 بنت نادوني " إستاذة " ما توقعت اني بتعود على هالمسَمى رغم إن البنات اللي جايين قليل ولسى ما شرحت شي .


بانت اسنان زيد وهو مازال يبتسم بسعاده غريبه تجيه إذا فتح صفحتها
ما يخفي إنه كل ماشاف جديدها يتذكر شكلها وكل شي يخصها بذاكرته
نزل لـ التويتات الثانيه اللي كتبتها وهو كان بالشغل فما قرأها واندمج فتره لين ما خلص قرائة كل اللي فاته بتواصل وبدون ملل !
تنهد بهاللحظة وهو يناظر بإسمها والصوره الرمزيه اللي حاطتها
هَتون , وصورة شمس تغرب على البحر طاغي عليها اللون البرتقالي والاصفر
أمّا البيو كان فيه عمرها وإن عندها ولد اسمه يوسف . .


زفر نفَسه باللحظة وأخذ البيره وبدا يشرب منها وهو غايص بالتفكير بكل خشوع
" وراني صاير مشفوح ؟ قريت 500 تويته بيومين !
- وبضحكه جانبيه – بس وش اسوي حلو كلامها ؟
- وبلا مبالاة وهو يفتح صفحات عشوائيه ويفرفر – بعدين أعرف نفسي يومين او ثلاثه وأطفش من المتابعه
- وبترقيع – اصلاً هذا لأن سالفتها مرتبطه بالحرايق فعشان كذا انا فضولي للي صار فيها قبل "


ابتسم براحه بعد ما أقنع نفسه ببساطة هالتحليل السريع وظل يحوس بالنت لين ما طفش وقفل الاب .



* بالصاله *



رنين بحماس وهي تقرأ من الايباد : سندس تخيلي يوسف كمل 6 شهور اليوم !!
سندس بصوت خامل وهي تاكل من الدانيت اللي بيدها وتناظر بالتيلفزيون : وشدراك ؟
رنين بإبتسامه : تو هَتون كتبت تويته وعذاري بعد بالبي بي
سندس بإبتسامه هاديه وهي تمسح خشمها اللي تسلّط عليها بعد ما راحت الحراره عنها : ماشاء الله الله يحفظه
رنين بحماس وهي تكتب بالـآيباد : كيوووت ببارك لها . .
عيسى بإستفهام وهو صاعد من تحت : تباركين لمين ؟
رنين بإنشغال : وحده ما تعرفها
سندس بتنهيده وهي توضّح له عشان لا يقلب راسها باسئلته الكثيره : أخت آيه ولدها كمل 6 شهور اليوم
عيسى بإبتسامه جانبيه : أها يحليه . .
رنين بإستفسار : سندس كتبت لها " هَتون الله يكبره بالعافيه ويخليه لك " زين ؟
سندس بتسليك : اي زين


بهاللحظات ناظر عيسى برنين نظرات طويله بعد ما سمع إسمها وبدا يكرره بعقله
" هَتون . . هتون . . هتون
- وبتنهيده طويله وهو يتذكر سؤاله لزيد بالبر – افف ياربي ليش ما جاوبني هي والا لا ؟ أموت وأعرف
- وبوّز بشفاحه مَرحه – شكلي بحشره بزاويه واجلس اكفخ فيه لين ما يجاوبني !
- وبجديه عميقه – بس الصراحه خايف ان اللي ببالي يكون صح وسكوته معناه إنها شاغله باله
- وبحيره مجهوله – لا عاد مو وقته سترك يارب "


تنهد بهاللحظة وطرد تفكيره المزعج وبدا ينادي عالشغاله عشان تصعد له القهوه اللي اشتهاها فجأه !





‘,





نهاية الاسبوع , بعد 3 ايام
الاربعاء
9 وربع الليل | فلة أبو مشاري
بالمطبخ



سما وهي تاكل الهمبرجر وتناظر بعذاري اللي قاطعتها : لا يا حبيبتي محد يعرف آيه زيي " وناظرت بآيه وهي تكمل تحليل شخصيتها " شوفوا هي حوسه ومتذبذبه
آيه بضحكه وهي ترفع حاجبها : لا والله !
سما بإبتسامه : والله يعني آرائك كذا ملخبطه " وبمدح " بس تراك قياديه وحرمه
انا بإيجابيه : صحيح قياديه درجة أولى . .
سما بتمعُن وهي تناظر آيه : انتي فيك شوي من سندس ؛ بس هذيك قياديه خبله و انتي قياديه بشكل جدّي
عذاري بإستطراد وهي تشرب من البيبسي : لا وين سندس احسها مع الخيل يا شقرا
انا بتفكير : شوفوا هي قياديه ما نختلف بس مو خبله , تراها بالمواقف ذكيه
سما بضحكه : واضح جداً إنها ذكيه خصوصاً مع عيسى , اربع وعشرين ساعه تتغاضى عنه ومالها خلق تكثّر كلام معاه
انا بإبتسامه : وهذا هو الذكاء " وبثقه " غض الطرف مو أي احد يقدر عليه
عذاري بجهل وهي تتطنز على الكلمه : غض الطرف ؟
سما ترفع حاجبها بمرح : شوفي حبيبتي لا تقعدين تخربطين علينا غض طرف والا غض بصر مانعرف حنّا " وبتوجيه اتهامات مرِح " رايك ذا جا لأنك انسانه مالك خلق تسوين شي وبارده درجه أولى مثل زيد بالضبط !!
بلعت آيه ريقها بهاللحظه ورمشت يوم سمعت إسمه بهالشكل المفاجئ


رديت وانا أكل من البطاطس وأعدل جلستي : كيفك افهمي اللي تبين , انا بالنسبه لي هذا هو الذكاء
عذاري بتعليق : هذا اسمه عجز , إعرفي ان اللي ما يمد لسانه بهالوقت ما يِسوى شي
تنهدت وناظرتها بشويش وانا اتحسس المحارش بجملتها !
" لو ادري إنها تتقبل الكلام ؛ كان فهمتها ان كل الناس عندهم نفس لسانها بس العبره بمين يقدر يمسكه "
سما بإستطراد وهي تقاطع هواش نظراتنا : خلاص هاتوا غيركم " وبتفكير " اممممم طيب خلونا نتكلم عن شخصية رنين ؟
عذاري بإختصار وهي تناظر سما بتنهيده : ما يحتاج رنين واضحه مره . .
آيه بمداخله : صح , احسن كلمه تناسبها هي إنها مطيعه وهاديه شوي
عذاري بإبتسامه : بس ترى لها حالات مجنونه " وبدَق وهي تناظرني بطرف عينها " يعني تناقش وتهاوش مو فاهيه طول الوقت
آيه بخزّه وهي تتأفف : عذاري
قلّبت عيوني بثقه وقلت بإبتسامه بسيطه : خليها عادي . .
سما بتأفُف وهي تسكر الموضوع وتمثّل الزعل : اففف منكم خلاص حامت كبدي " وبدلع " بروح بيتنا
آيه بضحكه وهي تاكل : شِف ذي بعد من متى صايره دلوعه
سما تمد بوزها : انتوا اللي صايرين كريهين , صار لي اسبوع انتظر يوم الاربعاء يجي عشان اجيكم وتكون هتون معنا بعد كرف المدرسه وهذا انتوا قاعدين تخربون الجيّه !
عذاري بتنهيده وهي تلطف الجو : وااي خلي عنك الدلع ما خربنا شي توها الساعه 9
آيه بإستفسار وهي تناظر ساعة يدها وتتذكر : 9 وربع . . " وناظرت البنات " تتوقعون متى بيجون الجازي ومشاري ؟
انا برد : اكيد على 10 , وبعدين الجازي مو راعية سهرات ومتعب لازم ينام
سما بتمثيل رومانسي : أووف حسافه ليتني رايحه معاهم ليش ما طرى على بالي انهم بيكونون بجو رومانسي
عذاري بتعليق : هههه خيانه ؛ توك تقولين انك منتظره اسبوع عشان تجينا وش نصدق الحين !
آيه بمزح : وبعدين معاهم متعب وش الجو الرومانسي اللي بيصير مثلاً
انا بضحكه : من جد . .


سما وهي تسكر علبة وجبتها وترتب مكانها بإبتسامه عفويه : يالله الشكوى لله
آيه وهي تشرب من بيبسيها وتوقف سما : خليه انا بشيله بعد ما نخلص كلنا
سما بلُطف : وشدعوه ماني غريبه , وبعدين اعرفك بتسحبين وبيخيس بيتكم على ما ترجع رتني ويوسف
انا بتنهيده بعد ما تذكرت ان ام معاذ ماخذه يوسف اليوم الصباح : ذكرتيني اتصل عليها اتطمن
عذاري بضحكه وهي تاكل من البطاطس : أوهووه وش يخلصنا الحين " وبتريَقه وهي تعليّ صوتها عشان أسمعها و تناظرني اقوم واروح للصاله " ألو رتني غيرتي له كم مره ؟ وكم مره كحّ ؟ أحد ضربه ؟
سما بإبتسامه وهي تسكّتها وتكمل تنظيف : ههه خلاص حرام عليك خليها . .
عذاري بعفويه : يوه عادي هَتون تدّخل من هنا وتطلّع من هنا


آيه بإستطراد وهي تقوم وتنظف مع سما بعد ما خلصت وجبتها : صح على الطاري نسيت اقولك , تخيلي ابوي سافر قطر مره ثانيه وامس رجع
سما بإستغراب : يؤ وش عنده مو توه راجع ؟
عذاري بقرف من هالطاري : يسوي نفسه بزنس مان
قلبت آيه عيونها ورمت كيسة ماك بالزباله وقالت بتطنيش : اي وعاد اقولك مدري وش سالفته هذي ثاني مره يروح . .
سما بتنهيده وهي تغسل يدينها : إيه . . الله يهنيه " وبلُطف وهي تغيّر السالفه " المهم ماعلينا شخبار سواقكم ؟
آيه بإبتسامه عريضه : * نوح * ؟ والله زوين للحين ماشفنا شي
عذاري بضحكه : بس يا إن عليه شوارب تنشاف من أميال , تحسين شكله شوي ويقول ترى انا هندي اصلي 100%
سما بضحكه : هههههههه مو مهم , الله يثبته بس " وغمزت لها " عاد ما أوصيكم اكرفووه
عذاري بإيجابيه : أفا عليك .



* بالصاله فوق *



رجْعت السماعه بمكانها بعد ما كلمت رتني وسمعت صوت يوسف اللي ما نام للحين وعدلت جلستني وتنهدت بشويش . .
" حبيبي اشتقت له – وبضيقه – استغفر الله ما أمداني اقابله بعد اسبوع من كرف المدرسه الا وتاخذه منيْ "
سمعت بهاللحظات صوت البنات تحت وهم يضحكون فابتسمت بهدوء وعدلت بيجامتي البيضا المنقطه بأحمر وضميت رجولي بيديني وحطيت راسي على ركبتي وبديت اتأمل نقش السجاده بشرود تام . .
قلت بقلبي وانا اتذكر بشكل عشوائي وش سويت اليوم بعد ما رجعت مع السواق الظهر : اففف ماكان لازم أروح اشوف أرضي !!
الحين وش استفدت غير الهم , حتى اني بديت من امس بـ حالتي السخيفه اللي هي الكتم
وكالعاده بعد ما تتكدّس الاشياء فوق بعضها انفجر بجنون وأرجع اجمّع من جديد نكد ثاني !!
- وتنهدت بجنون وانا اسكر عيوني بقوّه وأدفن وجهي بين رجولي - ياربي كله من ام معاذ ؛ لو ما إنها اتصلت عليّ وانا بالمدرسه وقالت انها تبي ترسل عم يوسف عشان ياخذه كان ما تذكرت هالاشياء أو خطر ببالي إني اروح اشوف الارض


-تأففت بغصّه كبيره وانا ابلع ريقي واحاول امسك نفسي وأترجى الله بصمت ان البنات يصعدون ويقطعون هالذكرى اللي بدت تجيني وماني قادره أقاومها
لكن للأسف محد جا وبديت اتذكر !!


ما أدري شلون جتني الجرأه اقول لنوح يمر من هذاك الطريق عشان بس أشوف ارض بيتي القديم اللي صار تراب وتساوى مع الارض . .
طول الطريق كان قلبي يدق بهستيريه وكل شوي افكر اتراجع عن اللي قلته
لكني بشكل مفاجئ قررت اغصب نفسي وأتحداها على هالمواجهه القويه لأني من جد مليت وانا أهرب منه خصوصاً اني عارفه ان النسيان مستحيل ينفع !!


اللي شفته كان بثواني قليله ما تنعد , صحيح إنا مرينا بسرعه من عند الارض وما أمداني اشوف أي شي غير التراب ؛ لكن عقلي مو راضي ينسى الصور اللي شفتها بـ الذكريات اللي جتني كلها دفعه وحده بشكل عنيف وبديت أعشيها قلباً وقالبا


ضحكة معاذ , مطبخنا البني الصغير ,الغرفه العنابيه والحوش
اول ما رجعت من المستشفى بعد ما ولدت , ووحدتي أيام الحمل
النار اللي اشتعلت من المطبخ بالجزئ اليسار البعيد عن غرفتي , صراخ يوسف القوي
ورتني اللي علمتني إنها اول ما شمّت الريحه ونزلت طلعت من الباب الخلفي بعد ما سدت النار طريقها فراحت للشارع ولقت أبو الجيران وعلمته !!
يوم قررت أهدم البيت , وبكاي الكثير


روحي القديمه , شخصيتي , أمي , أبوي , يوم كان عمري خمس سنين !!
كل الذكريات المجنونه تدافعت بشكل فيضوي جداً وتراكمت على راسي وجت ببالي دفعه وحده لدرجه إني حسيت بالصدااع


بهاللحظه ضربت جبهتي بركبتي اكثر من مره وانا اعصر شفاتي بأسناني وأحاول ما أبكي وللآن قاعده اطلب من الله يجيب البنات ويقاطعوني لأني من جد بديت أَهلك



- هييه ألووو لا يكون نمتي ؟!!
رفعت راسي بسرعه وقلت بوجه شاحب وانا ابلع ريقي واناظر بسما اللي كانت واقفه على راسي وآيه وعذاري اللي مترامين عالكنبات براحه : لـ . . لا ما نمت
عذاري بسُخريه : أبو الكذب وجهك وجه وحده تعلمت على المدرسه وصارت تنام بدري
ابتسمت ابتسامه بسيطه وانا اعدل جلستي وابلع ريقي بغرابه وكأني من جد كنت نايمه او اني غفيت من كثر التفكير اللي أجهدني خصوصاً اني ما حسيت فيم وهم يصعدون . .
" الحمد لله إنهم جوو "
سما بمحارش وهي تجلس جنبي بإبتسامه : عاد على طاري المدرسه مو تنسين تراك واعدتني بأول راتب راح تعشيني فيه
قلت بمجامله وانا اعدل ربطة شعري بهدوء وخمول : هه ان شاء الله
سما بإستطراد وهي تتربع وتناظر بجوالها : المهم ها اتصلتي على يوسف ؟
انا بشحوب : اي للحين ما نام كان يرضع
سما بإبتسامه وهي تشيل عينها عن الجوال : يحليله بسرعه يمر الوقت ما أمدى صار عمره 6 شهور ؛ والله كأنه امس لمّا شفته أول مره بعد ما ولد !
عذاري بمداخله : من جد بعد شوي تلقينه صار رجال اطول منك
سما بحماس وهي تتخيل شكله : واااو بيصير ذبّااح يخقق " وبمزح " خلاص اجل حجزته
آيه بتعليق : يووه الله يلحقنا خير " وبمدح " عاد الصراحه انا عاجبني الحين , خصوصاً انه صاير يقلد التعابير ويضحك كثير ويرضع لحاله ويسوي حركات كثيره تجنن
سما بجديه وهي تزفِر نفَسها بهدوء وتناظرني : الله يتمم عليه يارب ويبّرك زي ماتبين " وبمزح وهي تدفني على كتفي " بس عاد الله يخليك احجزيه لي
ضحكت على تعليقها ولما جيت برد عليه قاطعنا صوت متعب اللي يصارخ من تحت ويصعد الدرج !
متعب بطفوله : طريق طريق بابا بيصعد . .
سما وهي تمثّل الخقه وتقوم : واااي قلبي قلبي




.






ضحكوا البنات على طريقة كلام سما اللي قامت من الصاله بسرعه وراحت لغرفة آيه اللي كانت قريبه
وبعد ما صعد مشاري ودخل غرفته طلعت ورجعت جلست معاهم . .
الجازي وهي تفصّخ عبايتها وتجلس بتنهيده : وااه تعبت
سما بعفويه : أهم شي استانستي
الجازي بإبتسامه وهي تأشر لمتعب اللي كان قاعد يلعب بالصابون و ينفخ بلونات صغيره ملونه : إيه الحمد لله غيرنا جو " وناظرت بمتعب " ماما لا تنفّخ هنا وتوصخ البيت رتني مو موجوده , بكره العب بالحوش
متعب بإبتسامه وهو يسمع كلام امه ويروح لغرفته : ان شاء الله
عذاري بتعليق وهي مستغربه : تهه وراه صاير مطيع ؛ ولا كأنه اللي طنقر علينا الظهر
الجازي بإبتسامه : مدري عنهم هو وأبوه اتفقوا على شي سرّي ومن بعده تغيّر الولد !
آيه بإيجابيه : سحر ذا مو إتفاق " وبتنهيده " الله يتمم بسس . .
الجازي بنفَس عميق وهي تقوم : المهم انا بروح انام تصبحون على خير
رد الكل بشويش وهم يناظرونها تروح : وانتي من أهل الخير .





‘,





12 الليل | فلة ابو زيد
بالمطبخ تحت



عيسى بتثاوب وهو جالس على طاوله الاكل و يشرب مويه ويناظر كياس السوبر اللي معبّيه الارض بعد ماراحوا اليوم كلهم بإستثناء زيد عشان يتقضون لهالشهر : يما كالعاده مكاني حق الحلويات لا تعبونه
أم زيد وهي تناظره بإنشغال وتفرّغ الكياس مع البنات : لا تقعد تتأمر على راسي تعال سوّ شغلك لحالك انا ماراح اسوي شي
عيسى يمد بوزه بعِتاب : يمااه !
رنين تقلّب عيونها بكِره : عليك فيه خالتي ؛ اليوم بس يهاوش فيني
ابو زيد هو يدخل للمطبخ ويقاطع عيسى اللي كان بيرد : مين اللي هاوشك ؟
خزّ عيسى رنين بسرعه وبلع ريقه بتوريطه !
رنين بلعانه وهي تطنشه وتمثّل الدلع و تناظر ابوها ببرائه : يبا تخيّل اليوم الظهر لأني بس تأخرت خمس دقايق قعد يهددني " وبصوت باكي " يقولي بناديك بالميكرفون يوم السبت رنين العبده
أشّر عيسى لرنين بـ " هيّن " وبدا يستعد نفسياً للهواش
ابو زيد بتنهيده وهو يجلس على رأس الطاوله ويناظر بعيسى : صدق هالكلام ؟
" طييييب يالخايسه انا اوريك " عيسى وهو يمد بوزه بكِره : إيه . .
ام زيد بتأفُف : الله يصبرني عليك ؛ أنت مدري وشو بالضبط حتى خواتك ماتبي تنفعهم !!
سندس بصوت مبحوح بعد ما عطست : يعني فوق ماهو ما يشتغل يتشرط بعد
رنين تزيد الطين بله : لا وبعد مو أول مره , دايم يهددني ترى
أبو زيد بإستغراب وهو يرفع حاجبه ويناظره : لا مو كذا حرام عليك ليش تهبّل بهالفقيره يعني وش بيضرك اذا انتظرت بالسياره ؛ لا شمس بتحرقك ولا الحر بيذوّبك !!
غطّى عيسى وجهه بيدينه وبدا يفركه بتأفف وإنزعاج داخلي من هالموّال اللي دايم ما يجي الا له


ام زيد بتنهيده وهي تسكت الكل وتدخّل علبه اللبن بالثلاجه : لا تتعب عمرك يا أبو زيد , خلاص هذا الكلام ما ينفع معه
ابو زيد يناظر عيسى بهداوة : والله مدري وش أسوي فيك ؛ حتى لو اشغلك عامل نظافه ماراح تنظف
عيسى بطنقره : يباا !
سندس بتنهيده وهي تترك الكياس وتروح صوب علبه المناديل بعد ما ابتسمت علي كلام ابوها : يما انا بصعد شوي ارتاح احس اني دايخه
ام زيد تناظرها بقلق : بسم الله لا يكون رجعت الحراره ؟
سندس بإبتسامه هاديه وهي تطلع : لا بس يمكن من فرفرة السوبر . .
ابو زيد بإبتسامه وهو يطمن زوجته اللي شحب وجهها : وشفيك عادي كلها حراره
عيسى بمجامله وهو يقوم من الكرسي بعد ما تجاهل كل اللي قالوه كالعاده : لا يبا ترى أمي حنونه زياده عن اللازم
ابتسمت ام زيد وقالت بتنهيده : آآه منك تعرف شلون تضيع موضوع شغلك
عيسى بإبتسامه عريضه وهو يطلع من المطبخ : ومنكم نستفيد ؛ يالله سلام انا رايح انام
ابو زيد بسُخريه وهو يسمع صوت نعال عيسى لما صعد الدرج : أموت واعرف على مين طالع هالولد !



* بغرفة زيد فوق *



كان متمدد على سريره براحه وما مشغّل الا وحده من الأبجورات البرتقاليه وجوّه الهادي مساعده على الاندماج مع جواله اللي وأخيراً بعد تفكير طويل حمّل عليه التويتر وسوّا له يوزر فاضي بإسم مستعار !
زيد بإبتسامه وهو يقرأ تويتات هَتون اللي ما قرأها : تهه يا حليله توّه كمّل 6 شهور
" وتفكير أعمق " يعني يمكن كان عمره شهر يوم الحريق !
" وبمَرح وهو مستمتع " ياليتها تصوره , حسافه ما قدرت اشوفه بالبر . .


رمش بشويش بهاللحظات وظل يناظر اسمها وصورتها الشخصيه بهدوء تام وإحساس يجيب له السعاده بشكل غريب
قال بقلبه وهو مازال ساهي بالجوال وما حرك جفن : ياربي غريبه ما تذكرتني , لهالدرجه ما انتبهت لملامحي يوم الحريق عشان ما تعرف إني انا اللي عطيتها المصاصه ؟!



- زيّوود
انتفض زيد بشكل مُلفت فجأه يوم دخل عليه عيسى بدون صوت وقطع كل أفكاره
قال بعصبيه لا إراديه وهو ينزّل الجوال بسرعه ويناظر بعيسى : خيير مافيه شي اسمه تطق الباب !
عيسى بفهاوه وهو مستغرب من خوفه : يمه شفيك " وبإزدراء " علّم نفسك أوّل
زيد بتنهيده وهو يعدل جلسته ويتحسس عيونه بتوتر ويرجع يناظر الجوال بشرود ويسوّي نفسه ولا كأن صار شي : طيب اخلص وش تبي ؟
عيسى بهدوء وهو يناظر الجوال : ابوي يقول بكره فضّي نفسك عمي عازمنا عالعشا
زيد بكِره وهو يقلّب عيونه : افف هذا اللي ناقص بعد
عيسى بتأفف وهو يتركْى عالباب : فضّي نفسك مالنا خلق ابوي يلعلع توّه معطيني محاظره وما يحتاج أعلمك قد إيش هو يحب عمي
زيد بتسليك وهو يطرده بعد ما تنفس بعمق : اف طيب , يالله اطلع وسكر الباب
زفع عيسى فمّه بإزدراء وقال بإنزعاج من اسلوب أخوه وهو يسكر الباب : طيـــب . .


عطى عيسى ظهره للباب بعد ما سكره ومشى السيب بهدوء وهو مدخّل يدينه بجيب بيجامته ويفكر بحيره باللي صار تو !
قال بقلبه بفضول قوي : وش اللي خلّاه يخاف ويعصب بهالشكل ؛ مستحيل تتكّون كل هالتعابير على وجهه لأني بس دخلت عليه بدون ما طقيت الباب !
- وعض شفاته بحيرة أكبر – زيد مو من النوعيّه المهتمه او اللي متعوده تخبي أسرار وش اللي غيّره
- وبتفكير عشوائي – بعدين لحظة وش سالفته مع الجوال هاليومين , هذي مو أول مره ادخل عليه وهو مشغول فيه ؟
ناظر بهاللحظات باب غرفته اللي قرّب منها , فـكمّل مشيه الهادي وطلّع يده اليمين من جيبه وفتح الباب ودخل وهو يزفِر تنهيده طويله كلها اسئله .





‘,





اليوم التالي
الخميس
4 وربع الفجر | فلة ابو مشاري



طلعت من غرفتي بشويش وانا اتثاوب بكسل بعد ما كنت صاحيه لصلاة الفجر لكني عطشت . .
دخلت الصاله بحركات مايله وانا اتمطط وأصب لي كاس من ترمس المويه القزاز وأشربه
حطيت الكاس على الطاوله واتجهت بعدها للثلاجه الصغيره الشفافه اللي بركن البوفيه الصغير المفتوح وناظرت وش فيها
" شكل مالي الا الأوريو "
أخذت الاوريو اللي كان عالطرف وسكرت الثلاجه واتجهت بنفس المشيه المايله لغرفتي


وبين ما انا بالسيب لمحت مشاري شايل متعب و يصعد فيه الدرج وهم جايين من المسجد مع بعض !
قلت بإستغراب وانا ارجف من البرد بشويش : يؤ غريبه متعب صاحي معاك ؟
مشاري بإبتسامه وهو يفتح لثمة شماغه اللي كان لافها على خشمه وفمّه عشان البرد : أول شي قولي السلام عليكم
انا بنفس نبرة الاستغراب : السلام " وبفضول " ماقلتي لي رايح معاك للمسجد ؟
متعب ببرائه وهو يقاطع أبوه اللي كان بيتكلم ويصحى من غفوته ويقول بثِقل بعد ما ناظرني : عمتي . .
ابتسمت بشويش ورحت صوبهم وشلته من مشاري وانا أسمّي عليه واقول : ههه وش السالفه
مشاري وهو يحك رقبته بشويش ويبتسم لي : امم هذا شرطي عشان اشتري له سيارة ثانيه ؛ قلت له لو يروح يصلي معاي الفجر بالمسجد لمدة أسبوع بشتري له أغلى واكبر من القديمه
انا بضحكه بسيطه : حراام عليك عاد مو بهالبرد !
متعب بطفوله وهو يناظري بدِفاع ويقول بمقاطعه : لالا مو برد , عشان ابوي يشتري لي السياره لازم أرضي ربي
حط مشاري يده على شعر متعب وقال بمدح : إيه شطور
ابتسمت لهم وقطبت حواجبي وقلت بهمس وانا اناظر مشاري : عاد عرف يصلي زين هالمره والا بس يقلد ؟
مشاري برد : يؤ أكيد يعرف من زمان وهو يتدرّب " وبمدح وهو يعلّي صوته عشان يسمعه متعب " لا وبعد حفظ سور قصيره جديده صح تعّوبه ؟
متعب بإبتسامه كسوله وهو يناظر أبوه : إيه


ابتسمت بشويش وانا صراحه أسجّل اعجابي بهالفكره الغريبه شوي والأغرب منها هو رضي الطرفين عن هالشي الحلو الحمد لله !
هزّيت كتوفي بعدم استيعاب وقلت بحيره : مدري والله عنكم " وناظرت بمشاري وانا ألف صوب غرفة متعب " المهم انت روح نام انا بوديه
مشاري بإبتسامه وهو يمشي لغرفته : اوكِ الله يعطيك العافيه
رديت بشويش وانا التفت عليه واقول : الله يعافيك


دخلت غرفه متعب الصغيره اللي مليانه سيارات ونزْلته عالسرير وغطيته زين وطلعت . .
بعدها اتجهت لغرفتي وانا استغفر بصوت هادي وامشي بشويش
جلست عالسرير بهدوء وانا اناظر مكتبي اللي تعبّى كتب ومراجع أحياء وخرابيط كثيره لازم أذاكرها قبل يوم السبت عشان استعد للشرح دامنا بدينا بالمناهج !
أخذت نفس عميق وانا اتنهد واذكر الله واقول بهمس : يارب سهّلها . .
تمددت بعدها عالسرير زين وحطيت رجولي فوق المخدات اللي حطيتها عشان تصير أعلى من مستوى جسمي !


وبين ما أنا اتغطى واستعد للنومه لفتني الهدوء التام اللي كسى الجو , وبكل صراحه تنهدت وانا من جد اشتقت بشكل مو صاحي لصوت يوسف .





‘,





2 الظهر | المستشفى
بغرفة أم مشاري



كان جالس على الكرسي البني الحديد جنب راسها وشابك أصابعه مع بعض ويناظر فيها بتَوتُر . .
وجه شاحب جداً مايل للصفار الواضح عكّر صفائه تجعُدات مزعجه
والمغذي الاصفر يمر بالاسلاك الصغيره اللي مدخلينها من فتحات خشمها و الابر اللي غارزينها بيدينها بشكل عنيف . .
كل هذا مدخلينه فيها لأنهم مستحيل يقدرون يدخلونه مباشره من فمها بسبب الفتحه اللي فاتحينها برقبتها عشان تتنفس منها بمساعدة الاجهزه !



بلع ريقه بتصَلُب وقال بهمس خشن وهو ياخذ نفَس عميق من تحت الكمْام اللي مِزعجه : انا وش قاعد اسوي ردي عليّ ؟
" وبلع ريقه بحِده " ليش ما ترجعين وتعتقيني من هالعذاب اللي انا فيه !!
عصر أصابعه مع بعضهم وهو عارف إنه ماراح يلقى رد لهالاسئله ؛ فتنهد بشويش وبدا يجمّع نفسه أكثر ويحاول يهدأ تدريجياً ولو شوي . .
سكْر عيونه بهاللحظات بشكل عشوائي وتنهد بقوّه وهو كأنه البارح ناقلها للمستشفى تحت صراخ وبكى عياله اللي للآن يزن بإذنه
مستحيل يقدر ينسى صوت مشاري اللي اتصل عليه الساعه 9 الليل بيوم الاحد وقاله بجنون : يبا أمي طاحت بالحمام تعال بسرعه !!


بهاللحظة سكْر جواله بجنون ورماه بسرعه على المقعد اللي جنبه بالسياره وساق بأسرع ما عنده لين ما وصل للبيت وهو ما يشوف شي غير الدنيا اللي سوّدت بعيونه بشكل مخيف !
استقبلته عذاري بصدمه وهو تنزل من الدرج ركض بجسمها الصغير و تبكي بصوت عالي وتقول بصراخ ورجاء : يباااااه الله يخليك امي بتموووت
رمى شماغه عالارض ورفع ثوبه بسرعه وهو يمر جنبها ويصعد الدرج بخطوات كبيره جداً ما يدري كيف خَطاها أصلاً
بعدها اتجه لحمام غرفته ولقى هَتون وآيه ساندين راسها على رجولهم ويبكون حولها برجفه وشكلهم طعن قلبه !
بهاللحظة قرّب منها وناظر مشاري اللي كان واقف بخوف عند الباب وقاله بسرعه : اتصلت عالطوارئ ؟
مشاري وهو يبلع ريقه : ايه ايه
ابو مشاري بضغط فضيع وهو يبعّد بناته عنها ويقول لمشاري يساعده : تعال ننزلها أسرع لهم اول ما يجون " وصرخ على بناته اللي كانوا سادين الطريق " وانتوا اسكتوا مافيها الا الخير بس أغمى عليها
مشاري برجفه وهو يناظر آيه بأمر ويروح صوب أمه : خلاص آيه خذي البنات وروحوا لغرفكم وهاتي عباية امي الحين بيجون الطوارئ ياخذونها
آيه بصدمه وهو تغص ببكاها الفضيع : طـ . . طيب !


وما مرّت عشر دقايق الا وصوت إسعاف الطوارئ يعبّي الحي ويلفت إنتباه الجيران !
ركب هو معها بعد ما أمر مشاري يقعد مع خواته ويهديهم وهو اول ماراح يلقى الفرصه بيتصل عليهم ويطمنهم


لكن للأسف الاتصال اللي كانوا يتمنونه ما جا وتأخر كثييير . .
بذيك اللحظات طلع الدكتور من غرفة العمليات على الساعه 2 الليل بعد انتظار طويل استمر حوالي 5 ساعات متواصله وهو مشتت مابين عياله اللي كل شوي يتصلون وبين زوجته اللي مصيرها مجهول داخل ذيك الغرفه !



" للأسف ما لحقنا على الجلطه اللي جتها وماتت دماغياً "
كلمات هالدكتور كانت هي نقطة التحويل بحياة الكل !!
ما يدري وش جاه بذيك اللحظة , كان يراقب فم الدكتور يتحرك وهو يشرح باقي الاشياء له
بس هو بعالم ثاني تماماً وكان ودّه موت بذيك اللحظه يرد على عياله اللي كانوا يتصلون عليه والجوال يهزّ بيدينه ويقولهم : ابد مافيها شي بس اغمى عليها . .
لكن للأسف هالأمنيه ظلّت معلّقه بجدران حنجرته لمدة طالت كثييير كثييير كثييير
ولا هو رد عليهم ولا هم تطمنوا !


بلع ابو مشاري ريقه بهاللحظات وفتح عيونه ببطئ وهو يتمنى انه كل شي يرجع زي ما كان
بيته عياله .. زوجته والماضي الحلو


قطع تفكيره بهاللحظة صوت جواله الهزاز اللي رجعّه لواقعه المر " كانت واحه "
ناظر اسمها بثِقل وقام بخطوات هاديه بعد ما تنفْس بضيق فضيع وطلع من الغرفه ورد على زوجته .





‘,





8 العِشا | الشارع العام
بسيارة عيسى



عيسى يكسِر الهدوء اللي طفّشه من أول ما طلع من البيت مع زيد اللي مرّ عليه بسرعه عشان يلحقون بأبوهم اللي سِبقهم لبيت عمهم : زيّوود ذكرني اجيب لأمي بالرجعه كَرفس نست أمس تجيب من السوبر
همهم زيد بتسليك وهو مشغول بجواله من أول ما ركب
" افف لا حنّا ولا هالجوال " عيسى يعلّي صوته : هييه سمعتني ؟!
زيد بتأفُف وهو يرد بتأكيد وما كلّف عمره يرفع عينه عن الجوال : قلت لك إييه لا تصارخ
عيسى بِقرف وهو يرفع حاجبه : انت اصلاً قلت شي ؛ من أول ما طلعنا وانت على جوالك
زيد بإبتسامه وهو يحك لحيته بشويش : إيه سويت لي تويتر
عيسى بإستغراب : تويتر ؟ " ورفع فمّه بإزدراء وهو يناظره " يا عيني من متى انت فاضي عشان تخربط بمثل هالمواقع , أنا اللي هو أنا مو فاضي
زيد بتنهيده وهو يسكته : طيب يا اللي مو فاضي , انتبه لطريقك بس . .
قلّب عيسى عيونه بنرفَزه وكمل سياقه بقهر وهو يتنهد !
" تهه تويتر ها ؟"



وبعد لحظات من الصمت اللي ما ينسمع فيه شي غير اصوات السيارات , قال زيد بإستطراد وهو يناظر بالصدفه كتاب كبير شوي قدامه : وش ذا ؟
إلتفت عيسى عليه وأول ما ناظر الكتاب أخذه بسرعه وحطه ورى وقال بلعثمه : أووف مالك شغل
زيد بفضول وهو يقطب حواجبه ولف جسمه وناظر ورى : هه تفسير قرآن ؟
" ياربي وانا ليش ما حطيته ورى من أول " تأفف عيسى بشوّية نرفزه وقال بكِره وهو يقلّب عيونه : إيه تفسير " وبكِذب " حق فوّاز نساه عندي بعد ما طلعنا اليوم العصر
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يكشفه : صحيح ان فوّاز ملتزم بس انت طلعت بسيارته اليوم كيف نساه عندك !


سكت عيسى ثواني ورد بحيا وهو يعلّي صوته شوي ويناظر بزيد : طيب تفسيري هو عطاني إياه ارتحت الحين ؟ " وبندم وهو منقهر من نفسه " تطنز عليّ ما أوصيك
زيد بضحكه وهو يناظر تعابيره المستحيه : من جدك انت ؟ وليش اتطنز ترى عادي لو كنت بتصير ملتزم مافيها شي
عيسى بتوتُر فضيع من هالموضوع اللي لخبط مزاجه فجأه و يكفي إنه كان متردد من أول ما كلم فوّاز بالموضوع : مالك شغل فيني
زيد بإبتسامة حماس : يعني جد بتصير زي فوّاز ؟
قلّب عيسى عيونه بنَرفزه تامه وقال بعصبيه بدائيه وهو يعلّي صوته : أوهووه استغفر الله " وبنبره غريبه " انت ورى ما تنشغل بجوالك اللي مدري وش تسوي فيه
زيد بهدوء وهو يتنهد بشويش ويناظره : وش قصدك ؟
عيسى بإستهزاء وهو يرفع فمّه بمحارش : مدري عنك اسأل نفسك , كل ما دخلنا عليك وهو بيدك قعدت تتنافض حمد لله الشكر
سكت زيد بهاللحظات وفضّل إنه ما يجاوب لأنه بصراحه ماله خلق يدخل بمثل هالنقاشات الحاده خصوصاً وعيسى بهالمزاج المتنرفز اللي انقلب فجأه !



عيسى بتَريقه وهو يقول بهمس : طبعاً بتسكت الجواب يمكن يخرب برستيجك مو أنت الولد الكامل بعيون امي وابوي
زيد وهو يلتفت عليه بملامح جديّه : نعم ؟
عيسى بكِره وهو يعليّ صوته شوي بشكل ينرفز : وش تبي كيفي اكلمك نفسسي
زيد يحاول يمسك نفسه : هييه وش فيك انت كل هذا عشان شفنا تفسيرك وقلنا انك بتصير ملتزم !!
عيسى بنفس نبرة الصوت وهو يناظر زيد ويرجع يناظر بالطريق : إيه إيه اقعد ضيع الموضوع الحين ؛ لو فيك خير ورّني وش قاعد تسوي بالجوال " وبإستطراد وهو يتذكر سالفة هَتون "او جاوب عن اللي سألتك عنه يوم رحنا للبر


زيد بنرفزه وهو يقطب حواجبه ويبلع ريقه من هالطاري ويناظر بطرف عينه صفحة هَتون اللي كان فاتحها على نت رصيده : لحظة لحظة انت وش تبي تقول , علّمني وراك قاعد تلف وتدور " وبدون شعور " بعدين وش دخل هَتون بالموضوع الحين ؟
عيسى بقهر وهو يتنرفز أكثر بعد ما وتّره اهتمام زيد لهالدرجه الفضيعه بالصفحه اللي كان فاتحها : انت اللي لا تلف وتدور " وبحركه مفاجئه ومباغته أخذ الجوال من يد زيد بقوّه وكمّل " خل عنك حركات المراهقين ذي وكلمني زي الناس
زيد بصدمه قويّه وهو يفتح عيونه على وسْعهم و يحاول يسحّب الجوال بقوّه من يد عيسي اللي بدأ يقاومه لدرجة إن جسمه النحيف بدا يهتز يمين ويسار من قوّه الشد : هيييه عطني الجوال لا تقعد تستهبل
عيسى بفيضويه تامه وهو يصد عن زيد ويحاول يسيطر على السياره اللي ماقام يركز عليها : بعّد عني يعني الحين تبي تفهمني ان كل هالعصبيه عشاني بشوف صفحتك بالتويتر " وبإستهزاء وهو يضرب صدر زيد اللي انقض عليه بكوعه " وعناداً فيك ماني تاركه الا وانا شايف وش هالصفحه اللي ماخذه عقلك !!
زيد بجنون وهو مو قادر يسيطر على إحساسه اللي قاعد يقوله إنه مسوّي شي غلط وخايف انه عيسى يكششفه : لا انت شكلك انهبلت " وبلع ريقه بتوتُر وناظر قدامه وقال بصراخ يفجّر الأذن " عيسووه وقّف السياره أو عطني الجوال قبل لا يصير شي ما يسرّك
عيسى بعصبيه تامه وهو يضغط على البانزين بتَهوّر وأخيراً باغت زيد ودفعه عنه : والله إن ما تركتني اشوف ماراح اوقف ابد !!
ناظر زيد من شباكه سرعة السيارات اللي صارت ولا شي عند سرعة عيسى المجنونه
وبهاللحظة المتوتره اختبص عنده كل شي بشكل تام وبدا راسه يصدعّ وماقام يشوف شي غير إنه لازم ياخذ الجوال
فتنفَس بسرعه وحس إنه قلبه وصل لعند لحنجرته من كثر ما هو مختنق
وبحركه لا إردايه يوم شاف عيسى بهاللحظة يبتسم بخبث ويرفع الجوال عشان بيشوف صفحة هَتون اللي فاتحها مدّ يده العريضه لا شعورياً وضربه كفّ بشكل مباغِت هز كل شي بصوته العالي !
وقف الوقت بهاللحظة بعقل عيسى وكثر الصدمه اللي فجعت خلاياه فقد السيطرة على السياره وتشنّجت يده اليمين لحد الموت فصرخ لحد الموووت من كثر الألم !!!!
فاق زيد بهاللحظة من صرخة أخوه ويوم شاف السيّاره بدت تتخبط بشكل لا إرادي مسك الدركسون بخوف فضيع ولفّ السياره بفيضويه وهو مو قادر يسيطر عليها بعد ما شاف الموت لمّا كانت بتصدم باللي قدامها
وبموقف مو مُتوقَع لفّت السياره على نفسها مرتين بسرعه فضيعه وبعد مقاومه مميته من زيد اللي تصلّبت أركانه من كثر الخوف قدر يوقّفها لكن الصدمه إنه وقف بالجهه المعاكسه بهالشارع العام وصاروا عكس السير !!
ومثل ماهو متوقع كل السيارات اللي كانت جايه تفاجئت وحاولت تتجنبهم وصار الشارع فيضوي بشكل ما ينوصف ؛ الى ان جا دور ذيك السياره الحمرا الكبيره اللي قدّر الله إنها تصدم فيهم بشكل مُهلِك فتت السياره !




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


الحمد لله أولاً وآخراً على توفيقه لي
ثم الشكر للمتابعين اللي برودهم أتحمس أكثر وأبذل جهدي عشان ما أخيّب ظنهم
امممم تعمدت أوقف عن نقطه مهمه عشان لا تتناسى الاحداث بذهونكم لأني بإذن الله

ماراح أنزل برمضان


أمّا اللي شايل هم انه بينسى الشخصيات فأتوقع إنها محصوره بعدد ان شاء الله ما ينتسى

وماعندي مانع اني بعد رمضان أكتب ملخص قبل طرح بارت 13 عشان اللي ينسى بسرعه
رمضان غالي علينا ومن الاسباب اللي تساعدنا على التقوى التفرغ لعبادته
فـ اللهم بلغنا إياه وتب علينا فيه واجلعنا من عُتقائه

إن أحسنت فمن الله، وإن أسأت أو أخطأت فمن نفسي والشيطان

أحبتي , شكراً
لقائنا يتجدد ان شاء الحي القيوم بعد رمضان
استودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .




 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 17-11-15, 08:12 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Nov 2015
العضوية: 306364
المشاركات: 1
الجنس أنثى
معدل التقييم: أم جهاد و يقين عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
البلدOman
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
أم جهاد و يقين غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 

رواية روووعه أبدعي ميهاري
ننتظرك فالبارت الجديد

 
 

 

عرض البوم صور أم جهاد و يقين   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ميهآري, أوادم, لوحه, الله, الكاتبة, إعتقوها
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:18 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية