-
بارت 7
-
يوم السبت
6 ونص الفجر | فلة ابو زيد
بغرفة زيد
طلع من الحمام وهو ينشّف وجهه بمنشفته التُفاحيه الساده , ويرجف من الصقيع اللي جاهم فجأه بعد مطر ذيك الاسابيع !
زفر هوآه يوم ناظر وجهه بالمرآيه وبدا يحرّك خصلات شعره القصيره اللي قدام عشان تنشف شوي . .
قال بقلبه وهو يتلمّس لحيته بهدوء : طول الليل اتقلب من كثر التفكير , بس الحمد لله عالاقل قدرت انام اربع ساعات عشان لا أخرّع البنت . .
" وبلع ريقه بتفاؤل وهو يروح صوب دولابه ويفتحه " لا ان شاء الله بـ أقيّل زين اول ما ارجع من الشغل واقوم على المغرب واتضبط
ابتسم بشويش يوم لمح ثوبه الجديد اللي فصّله خصيصاً لهالمناسبه معلّق بجهه لحاله
قال بهمس وهو يعض شفاته بشغف مُرتبك : افف لا تتوتر هذا وانت الرجال اجل لذّه وش بتسوي
حس بفرح بسيط يوم ذكر إسمها , وما يدري ليش كانت طريقة النطق غريبه عليه هالمره ؛ يمكن لأن اليوم بيشوفها " الشوفه الشرعيه " وبتكون خطوه كبيره يحدد رأيه فيها ويقارن الصوره الحقيقيه بصورة الوصف اللي رسمها بخياله من كلام امه وسندس طول هالوقت
تنهد بشويش وقرر يترك هالتفكير اللي أجهَده الليل كله وما خلاه ينام
فراح طلّع له من الدولاب ثوب كحلي وتركه عالسرير عشان يلبسه الساعه 8 اذا جا بيداوم ؛ واخذ باكيت الزقاير من على التسريحه وطلع للصاله . .
* بالصاله فوق *
عيسى بتثاوب وهو يتمطط ويناظر رنين اللي مو قادره تركّز بين الفطور ومراجعة الكتاب اللي بيدها : يالله ترى بتصير 7 وبتتأخرين عن الاختبار !
رنين بتوتُر وهي تبعّد التوست عن فمها : عيسى لا توقف فوق راسي وتزن , خلني عالاقل اراجع المصطلحات والله صعبه وتلخبط
تأفف عيسى وجلس عالكنبه وهو يسكر سحاب جاكيته الاسود الرياضي ويلعب بمفاتيح السياره بملل . .
زيد يدخل عليهم وهو يحك راسه : السلام
عيسى بطفش : وعليكم السلام " وبإستغراب " ليش صاحي بدري لا يكون غيّروا وقت دوامك بعد ؟
زيد يناظر الطاوله اللي عليها فطورهم الروتيني البسيط : الله لا يقوله " وجلس بتنهيده " ماجاني النوم شكل فيني أرق . . .
عيسى بخبث وهو يتذكر : اييه علينا " وقال بضحكه " عاد مو وقته اليوم الشوفه !
رنين بإبتسامة فرح وهي تشيل عينها عن كتابها وتناظر زيد : يووه بهالسرعه مروا الاسبوعين اللي طافوا , كأني امس كنت اقولك ان يوم الشوفه بعيد
زيد بتنهيده وهو يبتسم ويحط مربى التوت اللي يعشقه على التوست : شفتي كيف " وصرّف الموضوع وهو يناظر كتاب رنين " عليك رياضيات ؟
رنين تمد بوزها : اييه
زيد بإبتسامه وهو يغمز لها : يالله ماعليه , ان شاء الله بتمر اختباراتك مثل ما مرت الايام اللي فاتت
رنين تحاول تقتنع : الله يسمع منك
عيسى يقوم من الكنبه بنرفزه : يالله رنينووه بتصير 7 والله !!
رنين بتأفف وهي تسكر كتابها وتكمل توستتها بسرعه : طيب طيب . .
زيد بتنهيده وهو ياكل بروقان : شفيك مستعجل , خلّها تكمل اكلها اليوم اول يوم حرام عليك
عيسى يحط اصابعه على عيونه ويمطّهم لتحت : أبي أنااااام " وبعباطه " وانا وش دخلني تاخذ لها اي بلّعه من المقصف , ما حلى الفطور الا الحين
زيد بإبتسامه وهو يواسي رنين اللي تكسر الخاطر : ماعليك منه
عيسى بجديه وهو يمشي ويهدد رنين : شوفي انا الحين بنزل واذا ماجيتي بسرعه بسكر السياره واصعد
رنين ببرائه وهي تشيل عفشها وتقوم وراه : افف والله خلاص جايه .
‘,
9 الصباح | فلة ابو مشاري
سمعت صوت الكاسكو المزعج جاي من المطبخ اول ما حطيت رجلي على سيراميك البيت ودخلت
سكْرت الباب بسرعه وانا اعدل لفّة الشال الكبير اللي حاطته على رقبتي , واصعد الدرج ركض
الجازي تكلمني من الصاله : يالمجنونه وش كنتي تسوين بالحوش ؟ موت برد
قلت وانا ادخل عليها بإبتسامه مثلجه وخدودي الحساسه منقلبه حمرا : كنت اعبي زبدية – طاسه - الحَمَام مويه " وجلست برَجفه وانا أضم نفسي من البرد " حرام محد قام يعبي لهم كسروا خاطري
الجازي بتنهيده وهي تأكِل يوسف اللي مجلسته قدامها بالكنبه : والله ماعرفنا لك , يوم تقولين ازعجني صوتهم ويوم توكلينهم !
قلت بإبتسامة رحمه وانا اناظر يوسف اللي منجن على الصحن ويناظر بيد الجازي وينتظر بفارغ الصبر تجيه الملعقه : هه شدراك يمكن ربي يسخر لنا انا ويوسف احد يوكلنا بيوم حاجه
الجازي تقطب حواجبها : فالك ماقبلناه وش هالكلام الشين !
قلت وانا اغير الموضوع وارجف من هالبرد : اممم متى بترجع عذاري ؟
الجازي وهي تحط الملعقه عالصحن ونست يوسف : يمكن 11 ونص عليها فترتين
قلت بخفه وانا اقوم وآخذ الصحن منها وادخّل الملعقه بفم يوسف اللي كل ما كلمتني نست جوعه : الله يسهل عليها " وبتنهيده بسيطه " وهذا مثال سريع على اللي كنت اقوله تو , موتّتي ولدي جوع وربي سخرني له
الجازي بتبويزه وهي تقوم بتمطط : هذا جزاي . .
غمزت لها وقلت برومانسية : أفااا نمزح , والاّ انتي جزاك ما ينعد يا ام متعب
الجازي بضحكه وهي تقرص خدي اليمين المحمّر : فديت الفراوله انا
قلت بإبتسامه وانا فاقده صوت متعب اللي ما سكت من اول ما عطل قبل اسبوع : الا تعالي وين ولدك ؟
الجازي كأنها بالجنه : نايم نايم
انا بضحكه : الحممد لله نوم الظالم عباده
الجازي وهي تطلع وتحمد ربها : اهم شي يرتاح ويطوّل بنومته ويفكني !
ابتسمت على تعابيرها ؛ وصراحه ما ألومها صاير شيطاني هالايام لدرجة انه كسر مزهريتين وما خلّى شي الاّ سواه كأنه مو مصدق انه عطل من الروضه ؛ اجل وبيسوي اذا دخل المدرسه صدق . .
تنهدت بشويش ورجعت أأكّل يوسف البطاطا المهروسه اللي بيدي لين ما خلصتها . .
بعدها , قررت أنومه هو الثاني فجبت لي بطانيه ثقيله من الغرفه وتسدحت على اطول كنبه وسدحته على بطني وصار وجهه مقابل وجهي وبطنه على بطني ؛ وبديت اقرأ عليه روايه كنت مو مخلصتها ومشتهيه اكملها
قلت بهمس مُريح بعد مده مو قليله من القرائه : تألقت نيران المدفأه على الادوات الغريبه المصفوفه على الارفف في حجرة مكتب والد آن . . .
يوسف مندمج مع حركة فمّي ومازال يقاطعني كل ما قريت مقطع : تر . . تر . . تر
انا بضحكه بسيطه : وبعدين يعني ماتبي تنام ؟
يوسف وهو يمدد يدينه ويحاول يتسلقني عشان يوصل لوجهي : أغآاه . . .
قلت بشغَب وانا اعرف إنه يبي يلمس فمي لأنه صاير فضولي لأي شي يتحرك : ماني مصعدتك , انت اصعد يالله !
ميّل راسه على يمين بطني ومد بوزه وظل يناظرني بعيونه الفضيعه
ماقدرت اقاومه فقلت بخقه وانا اشيله واحط راسه عند رقبتي : وااي يالنونو خلاص لا تزعل , يالله ها سوّ اللي تبي راضي الحين ؟
يوسف بتعجُب وهو منصدم من الهوا اللي يطلع ويدخل من فمي ويلفَح وجهه القريب : أوّاام . . أوّاا
بسته على خده بحراره بعد ما لاحظت ان الوضع ما أعجبه وشكلي هالمره ماحزّرت اللي يبغاه , فرجعت سدحته عليّ وغطيته معاي وكملت قرائة الروايه عساه ينام بعد شوي .
‘,
12 الا ربع الظهر | البنك
بمكتب آيه
آيه بطفش وهي تكلم سما وتشخمط بالقلم على ورقه فاضيه : ياحظكم اربع وعشرين ساعه تعطلون واحنا تتكسر ظهورنا كل يوم
سما تقهرها : لا وعاد انا معطله مع الابتدائي يعني بكمل اسبوعين ههههه
آيه تتنهد بطفش : يالله وش السواة بعد , هذا امر الله
سما تهمهم : تعالي انتي ماعندك شغل الحين ؟
آيه بتبويزه : استراحة الصلاة وبعدها الغدا شفيك نسيتي
سما : اها " وابتسمت " اممم اي وبعد ؟
- مدري انتي وش جديدك انا ماعندي شي . .
سما تغطي نفسها باللحاف : والله اليوم برد فضييع يصكك سيدا بالعظام حتى الدفايه ملّت !
- لازم تتكيّفين هذا هو الواقع بعد
- هههه وراك صايره قنوعه هالايام مو من عوايدك ؟
آيه بالفصحى وهي تسكر الدفتر اللي طفشت من الشخمطه عليه وتدلك كتوفها الذابله بشويش : القناعةُ كنزٌ لا يَفنى
سما بتشجيع : الله الله يا ست انتي " وبضحكه خفيفه وهي تقلّب اللسته بالبي بي " على طاري القناعه , شوفي سندس مصوره سيارة عيسى وكاتبه غصب عني اركبها والله غصب عني !
آيه بضحكه : ياحراام , كنت عارفه إنها بتستسلم بالنهايه دامها معتمده عليه بكل شي
- هههه خليني ارسلها لعذاري مو قالت ودها تشوفها لمّا طلعنا ذاك اليوم
آيه تناظر الساعه : آآ تلقينها توها واصله وميته فرح بعد ما خلصت اصعب اختبارين
- صح تعالي وش عليها ؟
آيه تتذكر : أدب ومدري وش معاه , بس إنها كانت مُكافحه ومتعصبه طول اسبوع المراجعه الى ان اقنعت البنات يحطون هالمادتين بأول يوم
سما برحمه : يحليلها الله يوفقها . .
آيه بإبتسامه هاديه : آمين
سكتت سما شوي وبعدها قالت بسرعه وهي تقرا محادثه سندس : آيه تعالي سندس تقول ان اليوم شوفة زيييد ولذه !!
آيه تبلع ريقها بصدمه : صدق ؟
سما بإستغراب : يووه انا صايره نسّايه " وبحماس " اسمعي لازم اعرف كل شي صار لحد هالثانيه
آيه بغصه : طيب ومتى وقت الشوفه ؟
سما بسرعه وهي تكتب بالبي بي : مدري الحين بسألها " وبضحكه " يالله يالله باي بفضى لـ سندسوه وبعدين انقلّك موجز الاخبار
آيه براحه وهي تحمد ربها بإن سما هي اللي انهت المكالمه لأنها كالعاده راح تضطر تهرب من هالطاري بأي طريقه : اوكِ يالله باي . .
- تشاو
حطت آيه جوالها على طاولتها وبلعت ريقها وهي تسند رقبتها على الكرسي وتحط يدينها على عيونها بتَوتر
قالت بقلبها اللي يخفق بسرعه : هذا وقته يعني !!
متى بيتزوّجون ويفكوني من هالعذاب , والله ماعدت استحمل تمثيلي عليهم بإني مبسوطه لـ طاري اي احد بيتزوج
" مّرت بهاللحظة صورة زيد بعقلها لمّا شافته قبل اسبوعين بالمملكه , وحسّت بإنقباض قوي وهي تكمل " لحظة انا ليش اخبي عن نفسي الحقيقه كأن احد قاعد يسمع اللي اقوله " وبحقد " المفروض انا اللي اتزوج واحد مثله ؛ ليش هي اللي تاخذه ؟ اموت واعرف وش لقوا فيها والله شيفه و مو شايفه خير
" وبكِره " تلقينها الحين ميته من الوناسه " وبإزدراء " طبعاً الرجال ماعليه زود راتبه يهبل ومواصفاته مقبوله واهله من عايله تشرّف
قاطعتها صديقتها وهي تقول : آيه صليتي ؟
آيه بربكه وهي تبعّد يدها عن عيونها وتحاول ما تناظر صديقتها : لا , يالله الحين رايحه . .
مشت صديقتها لمكتبها وبدت تشتغل عالكمبيوتر , أمّا آيه حاولت تلهّي نفسها بمكتبها رغم إنها ظلت تفكر بنفس الموضوع !
كمْلت بقلبها وهي تجمّع اقلامها المتناثره : واااي يا اني بموت من هالاحساس , ياربي وش هالضيقه
صرت كل ما اشوف احد متزوج يضيق خلقي
" وبقهر كبير " بس ليش ألوم الناس , انا الغبيه واعترف اني جبت هالشي لنفسي والا لو اني من البدايه تجاهلت هالاحساس زي ما كنت اسوي قبل , كانت حياتي الحين غير واهدى من كذا . .
تنهَدت بضيقه عظيمه وهي توقف افكارها إلى هنا , ومو مستعده لأي شي زياده يهد حيلها اكثر من كذا
تركت كل اللي بين يدينها , وقامت بثقل من مكتبها واتجهت للمصلى وهي تاخذ اقوى نَفس تملّي فيه جسمها ولعل وعسى تقدر تتجاهل بهالدقايق البسيطه مرضها القاتل اللي قاعد يذبحها بشويش وهي مستسلمه له .
‘,
2 ونص الظهر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق
كنت متمدده على سرير كبير ما ادري وين نهايته معَبَّى كله ريش أبيض نعومته ما تنوصف !
أمّا معاذ , كان واقف فوق راسي وحاط يدينه على كتوفي ويدفعني بوشيش داخل الريش اللي كان يسحبني بهداوه لتحت . .
قلت بهمس وانا اناظر عيون معاذ الصغيره : مو لازم ارجع , خلني معاك ؛ ماعدت اطيق الدنيا هناك
معاذ بصوته المَحبوب وهو كل شوي يزيد قوّه دفعه لي : للحين تبين تكبرين تحت ريشي حتى وانا ميّت ؟
قلت بدمعه هاديه وانا ارفع يدي والمس خده اللي مثل النار : معاذ انا تغيّرت , انت بس لو تعطيني فرصه وتوقّف دفعك اللي يبعدني ؛ كان اقولك كل شي صار معاي
معاذ بإبتسامه هاديه وهو يبعد يدي عنه بشويش ويغرسني أكثر : هذا مو وقت الفرص , روحي ليوسف هو يحتاجك اكثر مني
قلت بإنزعاج وانا احاول ابعّد يدينه عن كتوفي اللي غرّقها الريش بشكل جُزئي : بس انا احتاجك !!
رد بهمس وهو ينزّل راسه لي ويبوسني على جبهتي ويدفعني دفعه خلتني ما اشوف شي غير السواد : اعتقيني انا ماعدت الا سراب . .
رجفت بشويش وانا افتح عيوني بسرعه وأبعّد عن السواد اللي ظل يكتمني لثواني ما ادري كم مدتها
وبدون مقدمات شهقت بخوف من عيون يوسف اللي لقيته متسلقني وحاط وجهه قبال وجهي ؛ وقلت بصدمه : يمه !!
الجازي بخرعه وهي تشيل يوسف اللي بغى يطيح عالارض من نفضتي : بسم الله الرحمن الرحيم ماصار شي ماصار شي
عدلت جلستي بسرعه وانا ماقويت ارمش من الصدمه اللي حسيتها بهاللحظه
بكى يوسف بأعلى صوته لأني خوّفته , وظلت الجازي تدوور فيه وهي واقفه جنبي وتحاول تهديه
أمّا انا تلمست قلبي بيدي وحسيت النبض من كثر هداوته راح يوقّف بأي لحظة
وفجأه وبدون ما أحس نزلت دمعتي وشهقت شهقتين وبديت استوعب الوضع كله تدريجياً
الجازي بإرتباك وهي مستغربه مني وتحاول تسكت يوسف اللي اشغلها صياحه وترفيسه : هتون شفيك ؟ آسفه ماكنت ادري انك بتخافين هالقد , بس يوسف ظل يصارخ يبيك فسدحته على بطنك
هزّيت راسي بشويش بمعنى ان مافيني شي , وحطيت يديني اليسار على فمي وانا مو قادره اكتم كل اللي يبي يطلع
فبعدت البطانيه عني ورحت بمشي سريع لغرفتي وجلست على حافة السرير وقعدت ابكي واسترجع اللي شفته
" لا , مستحيل اللي حسيته تو ؛ لثواني بسيطه توقعت ان يوسف هو معاذ بعد ما فتحت عيوني ! "
رجفت اكثر وانا آخذ نفس عميق واحاول اوقف الدموع اللي استغربت من سرعتها .
* بالصاله , بعد عشر دقايق *
الجازي تطبب على ظهر يوسف اللي قام يتأوّه بدلع بعد ما تعب من البكى : بسم الله على حبيبي , بسم الله على الشاطر
متعب بحماس وهو يصعد من الدرج ويدخل الصاله : ماما
الجازي تقطب حواجبها : شوي شوي لا تصارخ يوسف يالله سكت
متعب يبتسم ابتسامه عريضه : شوفي سنّي اللي قدام طاح
الجازي بصدمه وهي تبقق عيونها وتمشي صوبه بسرعه وتعدل مسكتها ليوسف : وانا كم مره اقولك لا تلعب بأسنانك !!
متعب يبوّز : كان يتحرك , حتى قلتلك وانتي ماعطيتيني وجه
الجازي تضربه على ظهره بشويش : خلّ السن الحين , وش هالوصخ اللي على ملابسك " وبأمر " يالله بسرعه قدامي للحمام اغسل فمك وفصخ هالقذاره عشان اروشك
متعب يبعد عنها بشويش : مابي اتروش انا نظيف
الجازي تخزّه بعصبيه وهي متقرفه من شكله : متعبوه لا تنرفزني والّا ترى والله اعلم ابوك
متعب بعناد وهو يركض لتحت : مابي اتروش علميه ؛ انا نظيف
تأففت الجازي بنرفزه وقعدت تتحلطم وهي تمشي لغرفتها !
لكن يوم مرّت على غرفة هَتون وقفت شوي , وقررت تدخل تشيّك عليها بما انها هدت وصوت بكاها اختفى
.
الجازي تطق الباب بهدوء وتفتحه : ادخل ؟
عدّلت جلستي وقلت وانا اضم رجولي وابتسم بشويش : اي اكيد
الجازي بتنهيده وهي تبتسم وتسكر الباب وتحط يوسف بسريره وتعطيه الخشخاشه : تصرّوع الولد خوفتيه !
قلت بتنهيده طويله : انا نفسي كنت خايفه اصلاً
الجازي بذنب وهي تجلس جنبي عالسرير : لا يكون زعلتي ترى ماكان قصدي بس حبيت اخلي يوسف يصحيك
تحسست جبهتي بيدي وقلت بخمول وانا اطمنها : لا خير , انا اللي نومتي كانت غلط , كنت ابي انوّم يوسف بس شكلي نسيت نفسي وغفيت
الجازي بإبتسامه وهي تحط يدها فوق يدي وتناظر وجهي اللي نشفت عليه الدموع : اشوا ريحتيني " وبإهتمام جاد " بس تبين الصراحه عندي فضول اعرف وش اللي خلاك دلوعه هالايام وكله تصيحين
انا بهدوء : مافي شي لا تشغلين بالك . .
سكتت الجازي فتره , بعدين قالت بحكمه وبصوت هادي : شوفي انا ماراح اغصبك تقولين شي انتي ماودك تقولينه , لكن صراحه من حوالي اسبوعين وانتي متغيره جذرياً
" واخذت نَفس وكملت " حتى قبل فتره يوم انفلتتي على مشاري , كان عندي نيّه اكلمك بس ما حصلت فرصه ونسيت
ابتسمت لها ابتسامه عفويه وناظرت جدية اهتمامها وحاولت اخفي الضيقه
الجازي بعاطفه كبيره : هَتون انتي لازم تصيرين صادقه مع نفسك مايصير كذا تسوين بحالك , يمكن فيه اشياء كبيره تتعدى طاقاتنا لكن لزوم نتحملها ؛ وإذا ما قدرنا نتحملها نحاول نتعايش معاها عالاقل عشان نقدر نكمل
ناظرتها بهدوء وظليت ساكته . .
الجازي بشفافيه : انا بكون واضحه وما ابغاك تاخذين بخاطرك " وبشجاعه " يعني انتي مو اول وحده امها مريضه وابوها متزوج وتاركهم , وولا انتي اول وحده أرمله وعندها عيال !
ترى فيه ناس مايعلم بحالهم الا الله ؛ وانتي ماغيّرك الا احلامك بالحياه المثاليه
" وبتنهيده " مافي احد خالي من الهموم " وأشرت على قلبها " هذا ماخلقه ربي فاضي من داخل الا عشان تملّيه الحياه بمشاكلها
" وابتسمت بقناعه " فاهمتني ؟
عصرت اسناني بشويش ونزّلت راسي عشان اتحاشى اناظر بعيونها , لأن الدموع راح تفضحني الا شوي !
قطبت الجازي حواجبها وقالت بصوت شبه حاد : هَتون لا تنزلين راسك وتشغلين الكل عليك , ترى إذا انتي مو مهتمه بنفسك اللي حولك شايل همك زياده على همّه " واشّرت على يوسف اللي كان يلعب بالخشخاشه ويخربط بكلامه " وأولهم هالمسكين اللي قدامك , لا تكسّرين جناحاته وهو توّه ماشاف الدنيا ولا عرف فيها شي
" وبعاطِفه كبيره " انتي لو تشوفينه كيف كان يصيح يوم كنتي نايمه , مسكين على باله صار فيك شي وأصر الا يقومك وكل ما بعدته عنك قام يصارخ زياده !!
غصباً عني سرقتني النظرات اشوفه وعوّرني قلبي يوم لمحته مستانس بالخشخاشه ؛ فنزلت شويّة دمعات يتيمه وبكيت بدون صوت
الجازي بحنان ورحمه وهي تضمني بهدوء وتحاول ما تثقل عليّ : خلاص خلاص انا آسفه انفعلت على الفاضي " وبتنهيده بسيطه " يالله ماعليه البكا يريّح
" اذا كان الحل الوحيد هو اني اصير صادقه مع نفسي ؛ لازم احررها بالاول عشان اصدقها " قلت بهمس وانا اسحب دمعاتي البسيطه اللي قد نزلتهم واكتفيت قبل لا تجي الجازي : مشاري موجود ؟
الجازي مستغربه من انتقالي لموضوع ثاني فجأه : نايم , بس ليش ؟
طلعت من حضنها وقمت بكبرياء وانا امسح دموعي الخفيفه بكُم بيجامتي , وآخذ نَفس عميق بكل ما تعنيه الكلمه , وعلى وجهي علامات شارده توصف الاحساس اللي ما ادري وش أفسره !
" هتون خلاص اتركيه لحاله يكفي إنك ظلمتيه بزواجك منه , واذا انتي بتظلين تحلمين فيه اجل يوسف وش بيسوي اذا كبر "
مشيت للتسريحه وأخذت كرسيها ورحت صوب الدولاب وحطيت الكرسي وصعدت فوقه عشان اقدر انزّل شي قديم كنت حاطته هناك من فتره . .
الجازي بإستفهام وهي تناظر العلبه الرصاصيه اللي أخذتها بعد صعوبات وتحاول تربط المواضيع مع بعضها : وشو هذا ؟
جيت للسرير وحطيت العلبه عليه وقلت بأحاسيس ميته وانا مازلت واقفه وماني مستوعبه خطورة هالشي اللي بتجرأ عليه : صك ارض البيت اللي من معاذ وصور قديمه له
الجازي بإستغراب وهي تناظرني افتحه بدون اي احساس كأني مخدّره واطلّع الصور اللي اول مره اوريهم لأحد : ايه ؟ ووش بتسوين فيهم
ناظرتها بهدوء , ورجعت ناظرت بملامح معاذ اللي تكررت بكل صوره فيها ذكريات عميقه ما يتذكر لحظاتها الا انا
بعدها بلعت ريقي بثقل تام وكأن احد حاط صخره على رئتي , وبلحظة تخدير وضياع احساس سوّيت اللي كنت افكر فيه وقطّعت كل اللي بين يديني بوحشيه وببرود مخيف انا نفسي رجفت منه !!
سكتت الجازي وما منعتي ولا حبّت تتدخل بهالشي الخاص دام هذا قراري , لكن ما قدرت تخفي ملامح استغرابها من جرائتي اللي محد كان يتوقعها . .
بعدها وقفت بسرعه وانا آخذ صك الارض واطلع من الغرفه صوب غرفة مشاري
الجازي تلحق وراي بقلق : هَتون وش بتسوين ؟ قوليلي عالاقل
ضمّيت شفاتي عشان اخفي الرجفه اللي جتني من هالصاعقه اللي سويتها تو وما أخفي ان الندم موجوود بشكل أكبر من الكبير
كملت مشيي بعد ماقررت اخرّب كل شي دامي بديت بالخراب وقطعت صور معاذ , واول ما وصلت لعند غرفة مشاري فتحت الباب ودخلت
الجازي بتوتُر وهي تدخل وراي وتناظر مشاري اللي تقلّب بضيق من الاصوات : هتون مشاري نايم أجّلي اللي تبينه بعدين
عذاري بعصبيه وهي تطلع من غرفتها القريبه : يعني وبعدين , منتوا راضين تسكتون وتخلوني اذاكر !!
" ويوم انتبهت ان محد عطاها وجه , دخلت غرفتها وهي تسكر الباب بسرعه وتتحلطم " بعد , حتى المذاكره ما يخلونا نذاكر . .
أمّا انا بهاللحظه , هزيت كتف مشاري بيدي اليمين والمسكين فتح عيونه بسرعه وهو مصدوم من وقفتي انا والجازي على راسه
مشاري بثقل وهو حتى ما تحرك : شصاير ؟
الجازي تقطب حواجبها وتنغزني بشويش : خلاص هَتون بعدين تفاهموا , مشاري مو جنبك خليه يكمل نومته
انا ببحه وبصوت جهوري : انتي اللي خليني " وناظرت بعيونها " مو تو قلتي ان الحل الوحيد هو اني اكون صادقه مع نفسي ؟ " وعضيت شفاتي برجفه " اجل بالبدايه لازم انهي هالموضوع بسرعه
قطبت الجازي حواجبها وهي مو مستوعبه وواضح إنها قاعده تشبك المواضيع بكل صعوبه !
مشاري بتأفف وهو يعدل جلسته ويقوم بكسل تام ويحاول يصحصح : شفيكم تتناغزون ؟ لايكون صار شي لأمي او ابوي !
" هتون لازم تسوينها , معاذ قال بلسانه اني لازم اعتقه يكفي اللي قاعده اسويه فيه وفيني ؛ خلاص انتي قطّعتي صوره وبقايا ماضيه , بس باقي الحين تخلصين من اللي بين يدينك وما يبقى له شي عندك – وبجديه – خليك واقعيه ولا تنسين ان كل هذا عشان يوسف " بلعت ريقي وانا امد يدي اللي حاولت اثبّتها من رجفتها وقلت بوضوح تام وانا اسكر عيوني بشجاعه : هذا صك ارضي اللي فيها بيت معاذ , ابغاك تبيعها بأقرب وقت
مشاري يهز راسه للجازي ويحاول يستوعب : شالسالفه ؟ امه قالت لك شي ؟
اخذت نَفس عميق وقلت بجديه : هذا قراري انا ومحد قالي شي ؛ ولو سمحت خلصني من هالارض بأسرع وقت
مشاري بإستفهام وهو يحك راسه ويحاول يجمّع افكاره : اي بس ليش , فجأه كذا تـ . .
قاطعته بسرعه وانا ارمي الصك جنبه على الفراش واطلع بمشي سريع لغرفتي قبل لا اسمع اي معارضات تغيّر افكاري
واول ما دخلت مأمني الوحيد زفرت رجفاتي الخايفه وقفلت على نفسي الباب وتركيت عليه بتَهالُك وضُعف من هاللي سويته ومايعلم اللي قاعده احسه من ضياع الا الله .
‘,
7 المغرب | فلة ابو لذّة
بالمجس تحت
* مجلس بنفسجي كلاسيكي مفتوح *
كان زيد جالس بهاللحظات الحساسه بنص الكنبه البنفسجيه الكبيره ويحاول يناظر لذه نظرات خفيفه بما إنها جالسه قدامه مُباشره ومنزله راسها بحيا
اخو لذّه يباشره بالفنجان اللي كانت الزخارف الرصاصيه معبيته : تفضل
زيد يحط يده اليسار على رجله اللي كانت تهزّ وياخذ الفنجان بيده اليمين : زاد فضلك
ابو لذه بإبتسامه عفويه وهو يحاول يشغل زيد عشان تقدر لذه تشوفه : الا يا زيد وش قلت لي اسم قسمك ؟
زيد يعدل صوته المبحوح ويريّح جلسته اكثر وهو يحط الفنجان على الطاوله ويلتفت يمينه عشان يناظر ابو لذه ومره وحده قزّ لذه شوي : تنظيم دوائر الانقاذ , انا رئيس لوِحدة فرعيه فيه
اخو لذه بإعجاب : ماشاء الله رتبتك زينه , والله تستاهلها و اللي اعلى منها بعد ما كرفت بالانقاذ طول ذيك السنين
زيد بإبتسامه تسليك وهو يلتفت ليساره ويناظر اخو لذه ومره ثانيه جته الفرصه عشان يلمح لذه : الله يسلمك
ابو لذه يشرب من فنجانه : ايه بس الحمد لله فكك الله من الشر يوم انك ترقيت . .
ابتسم زيد ابتسامه هاديه ولمّا جا بينزّل نَظره لفخوذه لمح بسرعه لبس لذه اللي لفَته رغم انه ماركز عليه اول ما دخلت قبل دقايق . .
* تنوره جينز ضيقه ساده لونها ازرق فاتح مو مُريح , مع قميص مخطط بأبيض واسع لونه اصفر فاقع لنص اليد *
زيد بقلبه وهو يتذكر كلام سندس اللي قالته له يوم جا بيطلع من البيت بعد صلاة المغرب : اسمع زيّوود لا تحكم من لبسها مباشره , ترى بعض البنات من كثر التوتُر يلبسون لك قطع تحوم الكبد وتلقى امها غاصبتها عشان الحشمه , يعني ذا مو ستايلها لا يغرّك
ضمّ زيد شفاته وهو يناظر بالفنجان المُلفت اللي قدامه والهدوء اللي بالاجواء يعصّر فيه تعصير . .
قال بقلبه وهو متوتر : الحمد لله ان سندس قالت لي هالشي , والا لو اني ما سمعت كلامها كان مدري وشلون بفكر فيها وبستايلها اللي مخرّب عليها
ابو لذه يأشر لولده : قم قهوي الرجال يا ولد
- ان شاء الله يبا
" يا ساتر وذي مصيبه ثانيه " زيد بسرعه وهو يمسك فنجانه الكامل ويقرّبه جنب فمه بدون ما يشرب : تسلم ارتاح لسى ما خلّصته . .
ابتسم له اخو لذه وجلس , وبعد لحظات بسيطه استأذنت لذه من جلستها اللي ما كملت حتى خمس دقايق وطلعت !
ناظرها زيد بتمعُن باللحظات الاخيره وهي تطلع , فثبّت اغلب ملامحها لآخر مره بكل تركيز
بعدها جلس يسولف مع الجماعه فتره بسيطه , ويوم صارت الساعه 7 ونص سلم عليهم وطلع هو الثاني .
* بالسياره *
سكر زيد بابه بثقل بعد ما دخل , وعلى طول فرد كتوفه اللي حسّها بتتصلب على الكرسي وفتح زرّه الاول وهو يتنهد بقوه !
قال بضحكة إزدراء على نفسه وهو يناظر سقف همره : الحين بعد كل هالتوتر وانتظار الاسابيع اللي فاتت ما اشوف الا شويه من شعرها وعيونها " ومد بوزه بعدم إكتفاء " الله يرضى !
" بس كمّل بإيجابيه وهو يتنهد براحه ويشيل غترته وعقاله عن راسه ويحرك السياره " يالله ماعليه , على الاقل تأكدت ان امي عرفت تختار وان شاء الله اخلاقها تكون مثل ماقالت سندس
قاطعه جواله بهاللحظه
زيد بإبتسامه وهو يناظر الاسم : مايصبرون " ورد " الو
عيسى بشفاحه وهو يسكّت خواته وامه : ها وش صار ؟؟
زيد ماسك إبتسامته وقرر يوتّرهم بعد ما عجبه حماسهم : للأسف ما دخلت
عيسى بغى يوقف قلبه : لييييييييييييش ؟!! < والكل سأله بخوف وش قال لأنهم مو متعودين إنه يمزح بمثل هالمواضيع !
زيد بضحكه هستيريه بعد ما كسروا خاطره : امزح امزح , دخلت وشفتها واكلت تمر وكل شي . .
عيسى يكلم اللي جنبه براحه : لالا دخل دخل
سندس تخطف الجوال من عيسى : الو زيّوود ها وشصار ؟
زيد بإبتسامة فرح وهو يمثّل البرود عشان يقهرهم : ابد , شفتها وشافتني
سندس بتوتر ولهفه : افف طيب قوول عجبتك والا لا ؟
زيد يهمهم بتفكير ويتفنن باللعب بأعصابهم : اممممم مدري بس شكلي براجع نفسي
سندس شهقت وهي تجاريه بلعبته اللي استنتجتها من صوته اللي فيه شوية كذب : ياويييلي يا فضحيتنا " وتكلم امها بمزح " ولدك بيراجع نفسه ويه ويه وش بنسوّي اذا وافقت البنت وش بنقوول لهم !
ام زيد بتنهيده وهي تاخذ الجوال : عطيني بس , موب وقت اللعب " وكلمت زيد " ها يما شلون الشوفه ؟
زيد مو قادر يسكر فمّه اللي ميّزه بياض الاسنان من كثر الابتسام : زينه زينه
ام زيد بتنهيدة فرح وهي تكلم اللي حولها : وش هالخرابيط اللي تقولونها ؛ وش حلاة صوته كأنه شايف الجنه
رنين بحماس وفرح : خاله طيب اسأليه وش كانت لابسه
ام زيد تعطي الجوال لرنين : خذي انتي اسأليه , انا المهم عرفت اللي ابي
اخذت رنين الجوال من خالتها , وبدا التحقيق على كل حركه صارت بالشوفه , رغم إن زيد كان يختصر لأنه قاعد يسوق بس ما فلت منهم ولا راح يفلت دام مردّه لهم بالبيت .
‘,
اليوم التالي
الاحد
9 وربع الصباح | فلة ابو مشاري
كنت متربعه على سجادتي البنيه ولابسه جلالي الصلاه بعد ما صليت ركعتين الضحى , وبيدي المصحف مفتوح على سورة يس
قلت بهمس بسيط وانا اقرأ : والقمر قدرناهُ منازلَ حتى عاد كالعُرجونِ القديم . . .
قاطعني بهاللحظات صوت الباب اللي انفتح
عذاري بكسل وتوها جايه من الاختبار ولسى عبايتها الراس على كتوفها : السلام
سكرت القرآن وقلت بعفويه وانا التفت عليها : وعليكم السلام " وبتريقه على ملامحها " واضح انك حاله زين
عذاري ترفع فمها بقرف : اي مره " وبحقد " الاستاذه تحديدها زيّ وجهها واسألتها كلها مقاليه كرفتني كرف مايمديني اخلص من تعبير السؤال الاول الا ويجيني تعبير للسؤال الثاني !!
انا بإبتسامه خفيفه : يالله ماعليه الدراسه بكبرها ثقيلة دم " وبتنهيده " الله يعينني اذا بلقى طالبات متذمرات مثلك
عذاري تمد بوزها وتكشّ على نفسها : مالت على وجهي , لا العلمي ابيه ولا الادبي افلح فيه " وقلبت عيونها " أمّا انتي اذا تبين تكسبين البنات لازم تحددين لهم ؛ والا مصيرك بيكون مثل استاذتنا
ابتسمت لها بتسليك ورجعّت نظري للقرآن
فجأه جت سيارة متعب اللي بالريموت بين رجول عذاري فصرخت وهي تسكر الباب وتروح له : ضاقت ضاقت !!
ابتسمت عليهم , واخذت نفس هادي وانا اسكر القرآن واقوم من الارض واشيل جلالي واصفطه . .
عذاري بدفاشه وهي تفتح بابي مره ثانيه وهالمره كانت ماسكه متعب من رقبته وزانطته كأنه خروف : هههههههه هتوونهوووه شوفي سنّه طاااح !
متعب يضرّبها على رجولها : وخّري عني يالشريره وخّري
قلت بضحكه وانا راحمه متعب المخنوق : توّك تشوفينه ؟ من امس طايح !
عذاري بحقد وهي تعتقه : انا اصلاً يمديني اشوف شي غير الكُتب
قلت بخفه وانا احط سجادتي وجلالي بالدولاب واجلس عالسرير : الله يكثرها من أيام , على الاقل افتكينا من صوتك
عذاري بغرور وهي تروح لغرفتها : مايحتاج تلمحين انك مشتاقه لي " وناظرتني قبل لا تدخل " المهم انا بنام , اذا اذن الظهر قوميني
قلت بإستغراب : والاختبار ؟ ما يمديك عليه !
عذاري تدخل غرفتها : لالا سهل ان شاء الله . .
" كل شي سهل بحياتك ماشاء الله ! " تنهدت بشويش وقمت بروح للصاله اضيّع وقت مع يوسف ومره وحده اسولف مع الجازي ؛ لكن وقفني جوالي وهو يرن !
رديت بإبتسامه وانا لسى واقفه : هلا بهالصوت
مشاري : هلا فيك , شخبارك ؟
قلت بإبتسامه : الحمد لله فوق النخل
مشااري بضحكه : الله الله امانه اثبتي على هالمود لين ما ارجع من شغلي عشان اشوفك وانتي بَشوشه
- ههههههه , طيب ما طلبت شي
- المهم جت عذاري ؟
- اي توّها واصله
مشاري بإمتنان : الله يعافي مُنذر ما قصّر والله
* عذاري ترجع بالاختبارات مع أنفال اللي يوصلها مُنذر لأن مشاري مايقدر يستأذن من شغله اذا كان عندها فتره وحده *
انا بإبتسامه : اي والله يحليله يحب يخدم
مشاري بإبتسامه : بس ان شاء الله ماعاد نحتاجه , لأن سواقنا بيجي قريب
انا بإستغراب : اي سوّاق وليش ما قلت لنا !
- ههه كنت بخليها سبرايز بس خربانه خربانه
قلت بإبتسامه وانا مبسوطه : وايه ؟ ماقلت لي من وين بتجيبه بهالسرعه !
مشاري بعفويه : قبل اسبوعين كلمت ابوي وهو وصّى واحد من سواقين جيرانه , وعاد تو اتصل عليّ وقال ان بعد عشرين يوم يوصَل " وكمل بهدوء " ومره وحده بيجي يتعشّى عندنا اليوم
توسعت عيوني بسرعه وقلت بصدمه : أمانه ؛ احلف !!
- اي والله , اجل انا ليش متصل عليك بهالوقت
ابتسمت لا شعورياً وقلت بسرعه وانا موت فرحانه وانطط عالخفيف بمكاني : الله يبشرك بالخير , والله مشتاقين له بنكمل ثلاث شهور ماشفناه
مشاري بإبتسامه : المهم عاد انتي تصرفي مع خواتك وقولي لهم , انا الحين شوي مشغول
انا بإمتنان كبير : اوكِ , الله يعينك
- يالله مع السلامه
- مع السلامه
حطيت الجوال عند صدري اول ما تسكر الخط وانا مازلت تحت تخدير هالفرحه المفاجِئه
" واخيراً بيجينا ؛ الف الحمد لله والشكر "
بعدها طلعت من غرفتي بسرعه وانا شايله بـ لساني بشاره حلوه للكل بإستثناء عذاري اللي بيكون الخبر صعب عليها وعليّ لأني كالعاده بضطر اتحمّل منها شويّه قلة ادب بسبب تذمُرها المُتوقع .
‘,
1 الظهر | بالمستشفى
طلع من غرفتها وهو يسترق النظر عليها من الباب اللي كان يتسكر وراه بشويش
بعدها , فصخ الكمّام من على فمّه ورماه بالزباله اللي على طريقه وتنهد بشويش وهو يمشي بالسيب عشان يطلع لمواقف السيارات . .
- ابو مشاري . . لو سمحت يا ابو مشاري !
ابو مشاري يلتفت وراه بإستغراب : نعم ؟
.
الدكتور بإبتسامه وهو يخفف من مشيّه السريع او ما وصل عنده : السلام عليكم
ابو مشاري يبادله بإبتسامة تسليك : وعليكم السلام
الدكتور يمد يده ويسلّم عليه : معاك عدنان , جرّاح عملية الرئه الا سوّتها زوجتك قبل اسبوعين
ابو مشاري بإستفهام وهو يسلّم : هلا دكتور , عسى ما شر !
عدنان بإبتسامه وهو يلتفت حوله : ما شر ان شاء الله , بس بما ان مافي كراسي حولينا تعال معاي للمكتب عندي كم كلمه الله يسلمك
ابو مشاري بتنهيده : مستجعل والله , إذا تقدر قول اللي عندك هنا ما احب اطول بجوّ المستشفيات صراحه
عدنان يطبب على ظهر ابو مشاري من الوسط : انت تعال معاي وان شاء الله الكلام ما يطول . .
* بالمكتب *
تنحنح عدنان بشويش , وبعد ما استقر على كرسيّه قال : الصراحه انا بفاتحك بموضوع يمكن طفّشك انت وعيالك
ومع اني عارف الرد لكن دايم اتشجع بتكرار الطلب بعد ما اشوف حالات المرضى بقسمي وبالاقسام الثانيه . .
قطب ابو مشاري حواجبه وكأنه استنتج خُلاصة الموضوع كامله
عدنان بشجاعه وهو يطقطق بقلمه الابيض على الطاوله السودا بشويش : انا مقدّر حزنكم , وانت مو اول واحد اكلمه بهالموضوع " وبلع ريقه " الصراحه جمعية التبرع بالاعضاء قدمت لنا طلب جديد
ابو مشاري بهدوء : هالموضوع مستحيل
- بس يا ابو مشاري , انا كنت مع المجموعه اللي انعشوا قلب زوجتك اول ما توقف وإشاراتها الحيويه كانت جداً ناقصه وما تبشر بخير
ابو مشاري بجديه : انت قلتها بلسانك " كانت " بس الحين خلاص كل شي تحسّن واكيد فيه امل
عدنان يترك القلم من يده ويحاول يمسك اعصابه : الامل اللي تتكلمون عنه انت وولدك , نسبتة ما تحصل الا اقل من النادر
ومن المستحيلات ترجع اي خليّه مخ قد ماتت , حتى امريكا والدول المتقدمه راميه موتى الدماغ على السراير وماتقدر عليهم
ابو مشاري بنفاذ صبر وهو يوقف برفض مافيه نقاش : بس الله يقدر
عدنان بتأفف وهو يوقف : ونعم بالله ماقلت شي , بس اذا الله مقدّر انها تموت ؟ صحيح هي الحين حيّه بس بأي ثانيه ممكن ترفض الاستجابه ونخسر كل شي !! وبالنهايه لا انتوا بتستفيدون وولا الناس اللي تحتاج اعضاء استفادت
ابو مشاري بنرفزه وهو يفتح الباب ويطلع : لو سمحت , لا عاد تفتح هالموضوع واعتقد ان انا وعيالي قد وقعنا على اوراق الرفض من سنين فاتت . .
قلّب عدنان عيونه يوم سمع تسكيرة الباب , وجلس على كرسيّه بدفاشه وهو يعصر عيونه بيدينه بقهر .
‘,
4 الا ثلث العصر | فلة ابو زيد
بالمقلط تحت
عيسى بخُبث وهو يترك الووّي اللي بيديه ويلتفت على زيد : اقول مو كأنك مشفّر مقطع القهوه !
زيد يقلب عيونه بإبتسامه : ومين قالك انهم شربوني قهوه ؟
عيسى بعباطه : يعني اكيد بيعطونك قهوه المغرب ؛ والا الناس متى تتقهوى ؟
سندس بتأفف وهي تفتح دانيت شوكلت اللي بيدها ومن جد حايمه كبدها من مقاطعات عيسى الحشريّه : اففف كمّل لعبك " ونقلت عيونها لزيد وهي تبتسم " اييه وبعد هي ما قالت شي ثاني ؟
زيد يهمهم : لا , بس سلّمت اول ما دخلت وجاوبتني يوم سألتها شلونك وبعدها سكتت . .
سندس بخُبث وهي تلحس قرطاسة الدانيت قبل لا تاكله : بس شرايك بصوتها ؟
عيسى بقرف وهو يقاطعهم مره ثانيه : شفِ شف وععع ماتوا اللي يلحسون القراطيس
سندس ودّها تتحول لثور وتنطح هالعيسى اللي مايخليها تحط كلمتين جنب بعض الا وهو داخل بينهم : عيسووه اركد " وابتسمت لزيد بنفاذ صبر " ايه كمل صوتها شرايك فيه
زيد يبتسم بخفّه على مناقَرهم : والله وانا اخوك ما سمعت شي كأنها عصفور جواباتها مأكوله
رنين بهمهمه : طيب لما دخت جابت معاها شي ؟
زيد : لا , القهوه والشاي كانوا موجودين
عيسى بإندفاع : اهااااا يعني اعترفت انهم قدموا لك قهوه !
سندس ودها تشنق عيسى : اوص انت " وناظرت رنين " اصلاً حركات دخلتها بعصير ما تصير الا بالمسلسلات , انا وكل صديقاتي اللي تزوّجوا دخلنا فاضين
زيد يفتح كيسة باجه الزرقا – باجه محل مكسرات - اللي جنبه وياخذ منها فصفص : اصلاً توتّر زياده . .
رنين بفرح وحماس : الله يتمم على خير ويصير عندنا عرس , والله مرا ودّي اغيّر جو بعد ما اخلص من اولى ثانوي الكئيب
عيسى بمبالغه : يوووه الله يكتب لنا عمر اذا جا العرس
سندس بطفش وهي تتركى على الكنب براحه : من جد بنقعد معلقين لين ما تقول رأيها اللي ماندري متى بيجي
عيسى يسكّر الووي ويقوم يجلس جنب زيد ويفصفص معاه : المهم تعالوا , امكم وابوكم ما قرروا لنا سفره بالإجازه الطويله !
سندس بكسل : والله ماعندي خبر " وبملل " افف الله يلحقنا خير , وراكم طايرين انت واختك خل تجي هالعطله بعدين تكلموا عن العطله الطويله
رنين بتبويزه وهي تقوم : اففف ذكرتيني , بروح اراجع لي كم صفحه قبل لا يجي المغرب واتكاسَل . .
سندس بإبتسامه وهي تعدل جلستها وتشيل عينها عن رنين اللي طلعت و تناظر بزيد : ايه وبعد , اوصف لنا احساسك اول ما شفتها
زيد بإبتسامة تسليكيه وهو يقوم بكسل : والله يا أختي العزيزه من امس وانا اوصف لكم ؛ ما بقى شي ما قلته حتى النمل اللي ببيتهم عديته, فعشان كذا انا بروح انام لي كم ساعه ؛ لأن الِعشا وراي طلعه مع الشباب
سندس تمد بوزها وتناظره وهو يطلع : ياشينك زيّوود لا تروح
عيسى يحارش : خليه مستحي وراك تتعمدين تحرجينه !
سندس بتأفُف وهي تلحس الملعقه و تناظر بعيسى الا ما بقى غيره : وانت بعد ليش جالس هنا قوم الحقهم
عيسى بإبتسامه وهو يفصفص : لا يو مطوّل " وبغرور " اسمح لك تسولفين معاي
رفعت سندس فمها بقرف وقالت بقهر وهي ترمي عليه ريموت التلفزيون اللي كان جنبها : ياشينها من سوالف اذا جمعتني وياك !
* بغرفة زيد *
فصخ وحده من البلايز الثقيله الا كان لابسها , ورمي نفسه على سريره الاسود العريض وهو متعطش نوم !
سكّر عيونه بهدوء وابتسم لا شعورياً وهو يتذكر سؤال سندس اللي تو
" اوصف لنا احساسك اول ما شفتها "
زيد بقلبه : والله مدري وش حسيت ؛ كثير احساسات جتني اول ما انفتح الباب ودخلت عليّ هههه !
" وبقناعه " بس اللي صراحه متأكد منه , هو إني اول ما شفتها ارتحت لطلّتها الهاديه رغم إني ما حبيت لبسها
" وبعباطه " اففف وانا وش فيني على لبسها ؛ بس والله ما أنلام , اللون الفاقع اللي كانت لابسته مو حلو على بشرتها ولا يناسب للتنوره اللي كانت لابستها
كان المفروض تقدّر اني من زمان ماشايف حريم بدون عبايه هه !
" وتنهد بجديه " المهم ماعليه نتفاهم عاللبس بعدين , اهم شي انها حلوه وشوفتها تفتح النفس . .
ابتسم بشغب طفولي على تفكيره المستقبلي , وتنهد براحه وهو يوقّت منبه الجوال ويسحب البطانيه اللي كانت مغطيه رجوله وتغطّي فيها كِلها .
‘,
8 وربع بعد صلاة العشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي
جلّست يوسف على التسريحه بعد ما لبّسته بلوزه بيضا ساده فوقها بلوفر اصفر ساده كبير مع جينز ازرق وجوراب اصفر عليه تويتي بارز !
ناظرته بخقّه وانا اجلس على كرسي التسريحه قدامه وامشط شعره الناعم على جنب بشويش : اليوم مين بنشوف ؟ بنشوف جدوو
يوسف فاتح فمه بفهاوه : أوّااه . .
انا بإبتسامه كلها إنتعاش : واااه يا روحي انتَ
لفّ وجهه ورى على المرايه واول ما استوعب ان هذا هو بدا يضحك بهستيريه كعادته !
قلت بضحكه خفيفه وانا أشيله واقوم : يالله يالله مو وقت الضحك , الحين بيجي جدك ولازم تكون انت ضيف الشرف وتوريّه كشختك الحلوه
ميّل يوسف راسه على كتفي وبدا يطلّع اصواته المُعتاده وهو مستمتع . .
بهاللحظات طلعت من الغرفه والابتسامه مافارقتني من بداية اليوم , ومثل ما توقعت لقطت لي بالطريق كلمتين مو حلوات من عذاري الا ما تطيق شوفة ابوي ؛ خصوصاً إنها مغصوبه على النزله
آيه بكِره وهي تطلع من غرفتها وتصادفني : ذي مو ناويه تسكت , خلاص درينا إنها ما تبي تشوفه !
قلت بتنهيده وانا اهدّيها : خلاص كيفها , هي تبي ترفع ضغطنا عشان نهاوشها وتسوي زي آخر مره ؛ تصيح وتطنقر وتاخذها حجة وما تنزل
آيه بتأفف وهي تعدل شعرها : المهم شرايك بشكلي ؟
قلت بإبتسامه عفويه وانا اناظر بلوزتها الزهريه الساده وليقنزها الاسود : حلوه كالعاده
آيه تبتسم ليوسف وتقرص خشمه بشويش : ها سوفه صاير تويتي اليوم
انا بإبتسامه : شفتي شلون كاشخ لجده
آيه تناظرني : آآ تعالي ليش مالبستي ليقنز ؟
قلت وانا اناظر تنورتي : من متى وانا البسه , هي مره وحده شريت معاكم بعدين حامت كبدي " وبغرور مصطنع " لازم تصيرين أنثى وشفيك انتي
آيه بضحكة إستهزاء : يا أُنثى !
الجازي تجي من وراي : اي أُنثى وش فيها " وبإطراء " تجنن كأنها من بنات الريف . .
آيه بضحكه : جت الدفاعات الجويّه
الجازي بإبتسامه وهي تنزل من الدرج : المهم خلونا من الكلام , امشوا نقيّم قهوة رتني هالمره اخاف تفشلنا وتطلع مو حلوه
آيه بصوت عالي وهي تمشي صوب الدرج : عذاري ترى حنّا نازلين مو تتأخرين شوي وبيجي ابوي
طبعاً كالعاده ما ردت , فنزلنا انا وآيه ورى الجازي بهدوء . .
ناظرت شكلي بالمرآيات الكبيره اللي ممتده يمين الدرج اللي كان على زاويه
تنوره حرير مطفي , لونها توتي مشجره بورود صغيره الوان , طولها لتحت الركبه بشوي وكلها كسرات ؛ عليها هاينك ابيض ماسك ساده – لكن بما اني مالقيت مقاسي فصار طايح مو ماسك - مع فلات لونه توتي بدون إضافات
أمّا شعري ربطته ذيل حصان وحطيت طوق عريض لونه ذهبي مع حلق واكسسوارات بسيطه ذهبيه . .
متعب يستقبلنا نهاية الدرج بسيارته الريموت : بيب بييب
الجازي تتنهد : شيلها عن وجهي والا ترى بكسّرها
مشاري يجينا من المجلس : هاه متعب لا تجنن امك . .
متعب مطنقر : وشو هذا , ترى بروح مع جدي اذا ما خليتوني العب
آيه ترفع حاجبها : اقوول لا تقوّي شوكتك فيه , تراه ما يزورنا الا بالشهر مره
متعب يمد لسانه ويحرك سيارته : أجل انا مالي دخل بلعب
الجازي بقرف وهي تدخل المطبخ ورى آيه : خليه لا ارتكب فيه جريمه , صاير ما ينطاق
مشاري بإبتسامه وهو يناظرني واقفه وألاعب يوسف : الله اليوم مودك ولا احلى
انا بإبتسامه عفويه : الحمد لله . .
مشاري يقرب مني وياخذ يوسف : هاااه تويتي ماتبي تلعب مع خالوو وتريّح ماما شوي ؟
يوسف يدخل اصبعه بفمه : أغااو . . .
رفعت نفسي شوي عشان اوصل لطول مشاري وقلت وانا اطلّع اصبع يوسف من فمه : لثته باديه تبرز وشكل اسنانه اللي قدام بتطلع ؛ فلا تخليه يحك فمّه بأي شي عشان لا يجرّح نفسه
مشاري بإبتسامه وهو يناظرني : ماشاء الله صاير يكبر ويكبرك معاه
انا بضحكه : لالا توني بنت 23 لا تغرّك معلوماتي اللي من النت
ابتسم لي بهدوء وعطاني يوسف وهو يقول : المهم انا بروح للمجلس انتظر ابوي . .
رديت عليه بهدوء وانا اعدل ملابس يوسف اللي ارتفعت : اوكِ
ناظرته وهو يمشي للمجلس , وظليت واقفه اتذكر كلمته اللي قالها تو !
" صاير يكبر ويكبرك معاه "
قلت بقلبي وانا من امس مقرره اتجاهل الحزن اللي فيني بعد ما كلمتني الجازي وقطعت الجسر اللي يوصلني لمعاذ : صدقت والله , ماعدت اقدر ألحق عليه لحالي
" وبلعت ريقي بغصّه " لو ان معاذ معاي , كان شال عني حمل جبال
" قطبت حواجبي بضيقه عميقه وانا اعاكس نفسي بكل ثانية قنوط تجيني " بس لا انا البارح تركته وتركت كل شي يعلقني فيه , لازم ما اندم لأن هالشي راح يضعفني وانا توني بالبدايه
" وبلعت ريقي وانا ناظر بوجه يوسف اللي كان على كتفي " حبيبتي انتَ عشانك راح احاول اعيش بدون معاذ وبدون اي احد غيره
ما ابيك لمّا تكبر تعيش بنفس الخوف وتأنيب الضمير اللي قاعده اعيشه كل يوم ؛ واذا جا اليوم اللي بتحتاج فيه ابوك , وقتها بتكون عارف ان صحيح ماعندك أب لكن عندك ربْ
" وبغصة تفاؤل بسيطه ممزوجه بإبتسامة أمل " ايه ربي هو اللي معانا وان شاء الله ماراح اظل منكسره دامي دعيته امس وقمت الليل أطلبه يريحك ويريحني ؛ أدري انك دايم تشوفني ابكي وتسمع ونّتي من اول ما ولدت
ويمكن حسيت بعض الاحيان بإني مالي خلقك ودايم أرميك على رتني
" وبحَزم " بس ان شاء الله من بعد اليوم بهتم فيه وبظل ابتسم واقاوم كل شي عشانك وعشان اللي قاعدين يشيلون همّي فوق همهم رغم إنهم مو ملزومين عـ . .
بهاللحظات قطع شغل الكل بما فيهم تفكيري صوت الجرس العالي !
قام مشاري من المجلس بسرعه وراح صوب باب الشارع اللي طلع له من المجلس المباشر له وهو يعدل ثوبه ويرسم على ملامحه ابتسامه صادقه ومتلهفه . .
آيه بصراخ سريع وهي تنقل صينية الحلا للمجلس : عذاريووه قسم بالله ان ما نزلتي هالمره ماراح يصير لك خير
قلت بإبتسامة متوتره وانا اجلّس يوسف بأقرب كنبه وآخذ من آيه اللي جت الصينيه واحطها على طاولة الخشب المتوسطه المكان : وااي خليك منها احس قلبي بيوقف
آيه بخدود متورده وهي متحمسه : اي والله من زمان ما شفناه
أمّا مشاري بهاللحظة ؛ حط يده على باب الشارع اللي كان عاكس ظل ابوه العريض
مشاري بفرح وهو يفتحه : هلا يبا
تنحنح ابو مشاري بإبتسامه واثقه , وكبرت فتحة الباب يوم خطى خطواته الاولى داخل أرضيّة الحوش . .
ابو مشاري بإبتسامه وهو يسلم على ولده : هلا شلونك ؟
مشاري بإستغراب وهو يرد بشرود بعد ما لاحظ ان في شخص ثاني بيدخل : الحمد لله . .
توسّع الباب ودخل اللي ورى ابوه ؛ وبنفس الوقت توسّعت عيون مشاري وصغر بؤبؤه من اللي شافه !
" لا يكون . . . "
ولا شعورياً بلع ريقه بتوتر ولف وراه صوب باب المجلس اللي لمح فيه آيه تهزأ عذاري اللي توها نزلت ؛ وهَتون اللي مشغوله تحاول تهديهم وتأجل المناقر بعدين
مشاري بذهول وهو يرجّع نَظره لأبوه وياخذ اكبر قدر من الهوا ويسكر الباب بعد ما دخلوا : تفضّلوا حياكم .
ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }
اعتذر مره ثانيه مقدماً عن عدم مقدرتي بطرح بارت الاحد الجاي فقط
فإن شاء الله لنا لقاء
الاربعاء
على روتينا المعتاد
السموحه أحبتي
استودعكم الله .