لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > المنتدى العام للقصص والروايات > القصص المهجورة والغير مكتملة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

القصص المهجورة والغير مكتملة القصص المهجورة والغير مكتملة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 22-07-12, 10:34 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 

يلا ان شاء الله بكره كمان بارتين بإذن الله تعالى لحد ما نوصل مع الكاتبة

قراءة ممتعــــــــة

 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 24-07-12, 03:54 AM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 


-
بارت 7

-




يوم السبت
6 ونص الفجر | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



طلع من الحمام وهو ينشّف وجهه بمنشفته التُفاحيه الساده , ويرجف من الصقيع اللي جاهم فجأه بعد مطر ذيك الاسابيع !
زفر هوآه يوم ناظر وجهه بالمرآيه وبدا يحرّك خصلات شعره القصيره اللي قدام عشان تنشف شوي . .
قال بقلبه وهو يتلمّس لحيته بهدوء : طول الليل اتقلب من كثر التفكير , بس الحمد لله عالاقل قدرت انام اربع ساعات عشان لا أخرّع البنت . .
" وبلع ريقه بتفاؤل وهو يروح صوب دولابه ويفتحه " لا ان شاء الله بـ أقيّل زين اول ما ارجع من الشغل واقوم على المغرب واتضبط
ابتسم بشويش يوم لمح ثوبه الجديد اللي فصّله خصيصاً لهالمناسبه معلّق بجهه لحاله
قال بهمس وهو يعض شفاته بشغف مُرتبك : افف لا تتوتر هذا وانت الرجال اجل لذّه وش بتسوي
حس بفرح بسيط يوم ذكر إسمها , وما يدري ليش كانت طريقة النطق غريبه عليه هالمره ؛ يمكن لأن اليوم بيشوفها " الشوفه الشرعيه " وبتكون خطوه كبيره يحدد رأيه فيها ويقارن الصوره الحقيقيه بصورة الوصف اللي رسمها بخياله من كلام امه وسندس طول هالوقت
تنهد بشويش وقرر يترك هالتفكير اللي أجهَده الليل كله وما خلاه ينام
فراح طلّع له من الدولاب ثوب كحلي وتركه عالسرير عشان يلبسه الساعه 8 اذا جا بيداوم ؛ واخذ باكيت الزقاير من على التسريحه وطلع للصاله . .



* بالصاله فوق *



عيسى بتثاوب وهو يتمطط ويناظر رنين اللي مو قادره تركّز بين الفطور ومراجعة الكتاب اللي بيدها : يالله ترى بتصير 7 وبتتأخرين عن الاختبار !
رنين بتوتُر وهي تبعّد التوست عن فمها : عيسى لا توقف فوق راسي وتزن , خلني عالاقل اراجع المصطلحات والله صعبه وتلخبط
تأفف عيسى وجلس عالكنبه وهو يسكر سحاب جاكيته الاسود الرياضي ويلعب بمفاتيح السياره بملل . .
زيد يدخل عليهم وهو يحك راسه : السلام
عيسى بطفش : وعليكم السلام " وبإستغراب " ليش صاحي بدري لا يكون غيّروا وقت دوامك بعد ؟
زيد يناظر الطاوله اللي عليها فطورهم الروتيني البسيط : الله لا يقوله " وجلس بتنهيده " ماجاني النوم شكل فيني أرق . . .
عيسى بخبث وهو يتذكر : اييه علينا " وقال بضحكه " عاد مو وقته اليوم الشوفه !
رنين بإبتسامة فرح وهي تشيل عينها عن كتابها وتناظر زيد : يووه بهالسرعه مروا الاسبوعين اللي طافوا , كأني امس كنت اقولك ان يوم الشوفه بعيد
زيد بتنهيده وهو يبتسم ويحط مربى التوت اللي يعشقه على التوست : شفتي كيف " وصرّف الموضوع وهو يناظر كتاب رنين " عليك رياضيات ؟
رنين تمد بوزها : اييه
زيد بإبتسامه وهو يغمز لها : يالله ماعليه , ان شاء الله بتمر اختباراتك مثل ما مرت الايام اللي فاتت
رنين تحاول تقتنع : الله يسمع منك
عيسى يقوم من الكنبه بنرفزه : يالله رنينووه بتصير 7 والله !!
رنين بتأفف وهي تسكر كتابها وتكمل توستتها بسرعه : طيب طيب . .
زيد بتنهيده وهو ياكل بروقان : شفيك مستعجل , خلّها تكمل اكلها اليوم اول يوم حرام عليك
عيسى يحط اصابعه على عيونه ويمطّهم لتحت : أبي أنااااام " وبعباطه " وانا وش دخلني تاخذ لها اي بلّعه من المقصف , ما حلى الفطور الا الحين
زيد بإبتسامه وهو يواسي رنين اللي تكسر الخاطر : ماعليك منه
عيسى بجديه وهو يمشي ويهدد رنين : شوفي انا الحين بنزل واذا ماجيتي بسرعه بسكر السياره واصعد
رنين ببرائه وهي تشيل عفشها وتقوم وراه : افف والله خلاص جايه .





‘,





9 الصباح | فلة ابو مشاري



سمعت صوت الكاسكو المزعج جاي من المطبخ اول ما حطيت رجلي على سيراميك البيت ودخلت
سكْرت الباب بسرعه وانا اعدل لفّة الشال الكبير اللي حاطته على رقبتي , واصعد الدرج ركض
الجازي تكلمني من الصاله : يالمجنونه وش كنتي تسوين بالحوش ؟ موت برد
قلت وانا ادخل عليها بإبتسامه مثلجه وخدودي الحساسه منقلبه حمرا : كنت اعبي زبدية – طاسه - الحَمَام مويه " وجلست برَجفه وانا أضم نفسي من البرد " حرام محد قام يعبي لهم كسروا خاطري
الجازي بتنهيده وهي تأكِل يوسف اللي مجلسته قدامها بالكنبه : والله ماعرفنا لك , يوم تقولين ازعجني صوتهم ويوم توكلينهم !
قلت بإبتسامة رحمه وانا اناظر يوسف اللي منجن على الصحن ويناظر بيد الجازي وينتظر بفارغ الصبر تجيه الملعقه : هه شدراك يمكن ربي يسخر لنا انا ويوسف احد يوكلنا بيوم حاجه
الجازي تقطب حواجبها : فالك ماقبلناه وش هالكلام الشين !
قلت وانا اغير الموضوع وارجف من هالبرد : اممم متى بترجع عذاري ؟
الجازي وهي تحط الملعقه عالصحن ونست يوسف : يمكن 11 ونص عليها فترتين
قلت بخفه وانا اقوم وآخذ الصحن منها وادخّل الملعقه بفم يوسف اللي كل ما كلمتني نست جوعه : الله يسهل عليها " وبتنهيده بسيطه " وهذا مثال سريع على اللي كنت اقوله تو , موتّتي ولدي جوع وربي سخرني له
الجازي بتبويزه وهي تقوم بتمطط : هذا جزاي . .
غمزت لها وقلت برومانسية : أفااا نمزح , والاّ انتي جزاك ما ينعد يا ام متعب
الجازي بضحكه وهي تقرص خدي اليمين المحمّر : فديت الفراوله انا
قلت بإبتسامه وانا فاقده صوت متعب اللي ما سكت من اول ما عطل قبل اسبوع : الا تعالي وين ولدك ؟
الجازي كأنها بالجنه : نايم نايم
انا بضحكه : الحممد لله نوم الظالم عباده
الجازي وهي تطلع وتحمد ربها : اهم شي يرتاح ويطوّل بنومته ويفكني !
ابتسمت على تعابيرها ؛ وصراحه ما ألومها صاير شيطاني هالايام لدرجة انه كسر مزهريتين وما خلّى شي الاّ سواه كأنه مو مصدق انه عطل من الروضه ؛ اجل وبيسوي اذا دخل المدرسه صدق . .


تنهدت بشويش ورجعت أأكّل يوسف البطاطا المهروسه اللي بيدي لين ما خلصتها . .
بعدها , قررت أنومه هو الثاني فجبت لي بطانيه ثقيله من الغرفه وتسدحت على اطول كنبه وسدحته على بطني وصار وجهه مقابل وجهي وبطنه على بطني ؛ وبديت اقرأ عليه روايه كنت مو مخلصتها ومشتهيه اكملها
قلت بهمس مُريح بعد مده مو قليله من القرائه : تألقت نيران المدفأه على الادوات الغريبه المصفوفه على الارفف في حجرة مكتب والد آن . . .
يوسف مندمج مع حركة فمّي ومازال يقاطعني كل ما قريت مقطع : تر . . تر . . تر
انا بضحكه بسيطه : وبعدين يعني ماتبي تنام ؟
يوسف وهو يمدد يدينه ويحاول يتسلقني عشان يوصل لوجهي : أغآاه . . .
قلت بشغَب وانا اعرف إنه يبي يلمس فمي لأنه صاير فضولي لأي شي يتحرك : ماني مصعدتك , انت اصعد يالله !
ميّل راسه على يمين بطني ومد بوزه وظل يناظرني بعيونه الفضيعه
ماقدرت اقاومه فقلت بخقه وانا اشيله واحط راسه عند رقبتي : وااي يالنونو خلاص لا تزعل , يالله ها سوّ اللي تبي راضي الحين ؟
يوسف بتعجُب وهو منصدم من الهوا اللي يطلع ويدخل من فمي ويلفَح وجهه القريب : أوّاام . . أوّاا
بسته على خده بحراره بعد ما لاحظت ان الوضع ما أعجبه وشكلي هالمره ماحزّرت اللي يبغاه , فرجعت سدحته عليّ وغطيته معاي وكملت قرائة الروايه عساه ينام بعد شوي .





‘,





12 الا ربع الظهر | البنك
بمكتب آيه



آيه بطفش وهي تكلم سما وتشخمط بالقلم على ورقه فاضيه : ياحظكم اربع وعشرين ساعه تعطلون واحنا تتكسر ظهورنا كل يوم
سما تقهرها : لا وعاد انا معطله مع الابتدائي يعني بكمل اسبوعين ههههه
آيه تتنهد بطفش : يالله وش السواة بعد , هذا امر الله
سما تهمهم : تعالي انتي ماعندك شغل الحين ؟
آيه بتبويزه : استراحة الصلاة وبعدها الغدا شفيك نسيتي
سما : اها " وابتسمت " اممم اي وبعد ؟
- مدري انتي وش جديدك انا ماعندي شي . .
سما تغطي نفسها باللحاف : والله اليوم برد فضييع يصكك سيدا بالعظام حتى الدفايه ملّت !
- لازم تتكيّفين هذا هو الواقع بعد
- هههه وراك صايره قنوعه هالايام مو من عوايدك ؟
آيه بالفصحى وهي تسكر الدفتر اللي طفشت من الشخمطه عليه وتدلك كتوفها الذابله بشويش : القناعةُ كنزٌ لا يَفنى
سما بتشجيع : الله الله يا ست انتي " وبضحكه خفيفه وهي تقلّب اللسته بالبي بي " على طاري القناعه , شوفي سندس مصوره سيارة عيسى وكاتبه غصب عني اركبها والله غصب عني !
آيه بضحكه : ياحراام , كنت عارفه إنها بتستسلم بالنهايه دامها معتمده عليه بكل شي
- هههه خليني ارسلها لعذاري مو قالت ودها تشوفها لمّا طلعنا ذاك اليوم
آيه تناظر الساعه : آآ تلقينها توها واصله وميته فرح بعد ما خلصت اصعب اختبارين
- صح تعالي وش عليها ؟
آيه تتذكر : أدب ومدري وش معاه , بس إنها كانت مُكافحه ومتعصبه طول اسبوع المراجعه الى ان اقنعت البنات يحطون هالمادتين بأول يوم
سما برحمه : يحليلها الله يوفقها . .
آيه بإبتسامه هاديه : آمين
سكتت سما شوي وبعدها قالت بسرعه وهي تقرا محادثه سندس : آيه تعالي سندس تقول ان اليوم شوفة زيييد ولذه !!
آيه تبلع ريقها بصدمه : صدق ؟
سما بإستغراب : يووه انا صايره نسّايه " وبحماس " اسمعي لازم اعرف كل شي صار لحد هالثانيه
آيه بغصه : طيب ومتى وقت الشوفه ؟
سما بسرعه وهي تكتب بالبي بي : مدري الحين بسألها " وبضحكه " يالله يالله باي بفضى لـ سندسوه وبعدين انقلّك موجز الاخبار
آيه براحه وهي تحمد ربها بإن سما هي اللي انهت المكالمه لأنها كالعاده راح تضطر تهرب من هالطاري بأي طريقه : اوكِ يالله باي . .
- تشاو


حطت آيه جوالها على طاولتها وبلعت ريقها وهي تسند رقبتها على الكرسي وتحط يدينها على عيونها بتَوتر
قالت بقلبها اللي يخفق بسرعه : هذا وقته يعني !!
متى بيتزوّجون ويفكوني من هالعذاب , والله ماعدت استحمل تمثيلي عليهم بإني مبسوطه لـ طاري اي احد بيتزوج
" مّرت بهاللحظة صورة زيد بعقلها لمّا شافته قبل اسبوعين بالمملكه , وحسّت بإنقباض قوي وهي تكمل " لحظة انا ليش اخبي عن نفسي الحقيقه كأن احد قاعد يسمع اللي اقوله " وبحقد " المفروض انا اللي اتزوج واحد مثله ؛ ليش هي اللي تاخذه ؟ اموت واعرف وش لقوا فيها والله شيفه و مو شايفه خير
" وبكِره " تلقينها الحين ميته من الوناسه " وبإزدراء " طبعاً الرجال ماعليه زود راتبه يهبل ومواصفاته مقبوله واهله من عايله تشرّف
قاطعتها صديقتها وهي تقول : آيه صليتي ؟
آيه بربكه وهي تبعّد يدها عن عيونها وتحاول ما تناظر صديقتها : لا , يالله الحين رايحه . .
مشت صديقتها لمكتبها وبدت تشتغل عالكمبيوتر , أمّا آيه حاولت تلهّي نفسها بمكتبها رغم إنها ظلت تفكر بنفس الموضوع !
كمْلت بقلبها وهي تجمّع اقلامها المتناثره : واااي يا اني بموت من هالاحساس , ياربي وش هالضيقه
صرت كل ما اشوف احد متزوج يضيق خلقي
" وبقهر كبير " بس ليش ألوم الناس , انا الغبيه واعترف اني جبت هالشي لنفسي والا لو اني من البدايه تجاهلت هالاحساس زي ما كنت اسوي قبل , كانت حياتي الحين غير واهدى من كذا . .


تنهَدت بضيقه عظيمه وهي توقف افكارها إلى هنا , ومو مستعده لأي شي زياده يهد حيلها اكثر من كذا
تركت كل اللي بين يدينها , وقامت بثقل من مكتبها واتجهت للمصلى وهي تاخذ اقوى نَفس تملّي فيه جسمها ولعل وعسى تقدر تتجاهل بهالدقايق البسيطه مرضها القاتل اللي قاعد يذبحها بشويش وهي مستسلمه له .





‘,





2 ونص الظهر | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



كنت متمدده على سرير كبير ما ادري وين نهايته معَبَّى كله ريش أبيض نعومته ما تنوصف !
أمّا معاذ , كان واقف فوق راسي وحاط يدينه على كتوفي ويدفعني بوشيش داخل الريش اللي كان يسحبني بهداوه لتحت . .
قلت بهمس وانا اناظر عيون معاذ الصغيره : مو لازم ارجع , خلني معاك ؛ ماعدت اطيق الدنيا هناك
معاذ بصوته المَحبوب وهو كل شوي يزيد قوّه دفعه لي : للحين تبين تكبرين تحت ريشي حتى وانا ميّت ؟
قلت بدمعه هاديه وانا ارفع يدي والمس خده اللي مثل النار : معاذ انا تغيّرت , انت بس لو تعطيني فرصه وتوقّف دفعك اللي يبعدني ؛ كان اقولك كل شي صار معاي
معاذ بإبتسامه هاديه وهو يبعد يدي عنه بشويش ويغرسني أكثر : هذا مو وقت الفرص , روحي ليوسف هو يحتاجك اكثر مني
قلت بإنزعاج وانا احاول ابعّد يدينه عن كتوفي اللي غرّقها الريش بشكل جُزئي : بس انا احتاجك !!
رد بهمس وهو ينزّل راسه لي ويبوسني على جبهتي ويدفعني دفعه خلتني ما اشوف شي غير السواد : اعتقيني انا ماعدت الا سراب . .



رجفت بشويش وانا افتح عيوني بسرعه وأبعّد عن السواد اللي ظل يكتمني لثواني ما ادري كم مدتها
وبدون مقدمات شهقت بخوف من عيون يوسف اللي لقيته متسلقني وحاط وجهه قبال وجهي ؛ وقلت بصدمه : يمه !!
الجازي بخرعه وهي تشيل يوسف اللي بغى يطيح عالارض من نفضتي : بسم الله الرحمن الرحيم ماصار شي ماصار شي
عدلت جلستي بسرعه وانا ماقويت ارمش من الصدمه اللي حسيتها بهاللحظه
بكى يوسف بأعلى صوته لأني خوّفته , وظلت الجازي تدوور فيه وهي واقفه جنبي وتحاول تهديه
أمّا انا تلمست قلبي بيدي وحسيت النبض من كثر هداوته راح يوقّف بأي لحظة
وفجأه وبدون ما أحس نزلت دمعتي وشهقت شهقتين وبديت استوعب الوضع كله تدريجياً
الجازي بإرتباك وهي مستغربه مني وتحاول تسكت يوسف اللي اشغلها صياحه وترفيسه : هتون شفيك ؟ آسفه ماكنت ادري انك بتخافين هالقد , بس يوسف ظل يصارخ يبيك فسدحته على بطنك
هزّيت راسي بشويش بمعنى ان مافيني شي , وحطيت يديني اليسار على فمي وانا مو قادره اكتم كل اللي يبي يطلع
فبعدت البطانيه عني ورحت بمشي سريع لغرفتي وجلست على حافة السرير وقعدت ابكي واسترجع اللي شفته
" لا , مستحيل اللي حسيته تو ؛ لثواني بسيطه توقعت ان يوسف هو معاذ بعد ما فتحت عيوني ! "
رجفت اكثر وانا آخذ نفس عميق واحاول اوقف الدموع اللي استغربت من سرعتها .



* بالصاله , بعد عشر دقايق *



الجازي تطبب على ظهر يوسف اللي قام يتأوّه بدلع بعد ما تعب من البكى : بسم الله على حبيبي , بسم الله على الشاطر
متعب بحماس وهو يصعد من الدرج ويدخل الصاله : ماما
الجازي تقطب حواجبها : شوي شوي لا تصارخ يوسف يالله سكت
متعب يبتسم ابتسامه عريضه : شوفي سنّي اللي قدام طاح
الجازي بصدمه وهي تبقق عيونها وتمشي صوبه بسرعه وتعدل مسكتها ليوسف : وانا كم مره اقولك لا تلعب بأسنانك !!
متعب يبوّز : كان يتحرك , حتى قلتلك وانتي ماعطيتيني وجه
الجازي تضربه على ظهره بشويش : خلّ السن الحين , وش هالوصخ اللي على ملابسك " وبأمر " يالله بسرعه قدامي للحمام اغسل فمك وفصخ هالقذاره عشان اروشك
متعب يبعد عنها بشويش : مابي اتروش انا نظيف
الجازي تخزّه بعصبيه وهي متقرفه من شكله : متعبوه لا تنرفزني والّا ترى والله اعلم ابوك
متعب بعناد وهو يركض لتحت : مابي اتروش علميه ؛ انا نظيف
تأففت الجازي بنرفزه وقعدت تتحلطم وهي تمشي لغرفتها !
لكن يوم مرّت على غرفة هَتون وقفت شوي , وقررت تدخل تشيّك عليها بما انها هدت وصوت بكاها اختفى




.





الجازي تطق الباب بهدوء وتفتحه : ادخل ؟
عدّلت جلستي وقلت وانا اضم رجولي وابتسم بشويش : اي اكيد
الجازي بتنهيده وهي تبتسم وتسكر الباب وتحط يوسف بسريره وتعطيه الخشخاشه : تصرّوع الولد خوفتيه !
قلت بتنهيده طويله : انا نفسي كنت خايفه اصلاً
الجازي بذنب وهي تجلس جنبي عالسرير : لا يكون زعلتي ترى ماكان قصدي بس حبيت اخلي يوسف يصحيك
تحسست جبهتي بيدي وقلت بخمول وانا اطمنها : لا خير , انا اللي نومتي كانت غلط , كنت ابي انوّم يوسف بس شكلي نسيت نفسي وغفيت
الجازي بإبتسامه وهي تحط يدها فوق يدي وتناظر وجهي اللي نشفت عليه الدموع : اشوا ريحتيني " وبإهتمام جاد " بس تبين الصراحه عندي فضول اعرف وش اللي خلاك دلوعه هالايام وكله تصيحين
انا بهدوء : مافي شي لا تشغلين بالك . .


سكتت الجازي فتره , بعدين قالت بحكمه وبصوت هادي : شوفي انا ماراح اغصبك تقولين شي انتي ماودك تقولينه , لكن صراحه من حوالي اسبوعين وانتي متغيره جذرياً
" واخذت نَفس وكملت " حتى قبل فتره يوم انفلتتي على مشاري , كان عندي نيّه اكلمك بس ما حصلت فرصه ونسيت
ابتسمت لها ابتسامه عفويه وناظرت جدية اهتمامها وحاولت اخفي الضيقه
الجازي بعاطفه كبيره : هَتون انتي لازم تصيرين صادقه مع نفسك مايصير كذا تسوين بحالك , يمكن فيه اشياء كبيره تتعدى طاقاتنا لكن لزوم نتحملها ؛ وإذا ما قدرنا نتحملها نحاول نتعايش معاها عالاقل عشان نقدر نكمل
ناظرتها بهدوء وظليت ساكته . .
الجازي بشفافيه : انا بكون واضحه وما ابغاك تاخذين بخاطرك " وبشجاعه " يعني انتي مو اول وحده امها مريضه وابوها متزوج وتاركهم , وولا انتي اول وحده أرمله وعندها عيال !
ترى فيه ناس مايعلم بحالهم الا الله ؛ وانتي ماغيّرك الا احلامك بالحياه المثاليه
" وبتنهيده " مافي احد خالي من الهموم " وأشرت على قلبها " هذا ماخلقه ربي فاضي من داخل الا عشان تملّيه الحياه بمشاكلها
" وابتسمت بقناعه " فاهمتني ؟


عصرت اسناني بشويش ونزّلت راسي عشان اتحاشى اناظر بعيونها , لأن الدموع راح تفضحني الا شوي !
قطبت الجازي حواجبها وقالت بصوت شبه حاد : هَتون لا تنزلين راسك وتشغلين الكل عليك , ترى إذا انتي مو مهتمه بنفسك اللي حولك شايل همك زياده على همّه " واشّرت على يوسف اللي كان يلعب بالخشخاشه ويخربط بكلامه " وأولهم هالمسكين اللي قدامك , لا تكسّرين جناحاته وهو توّه ماشاف الدنيا ولا عرف فيها شي
" وبعاطِفه كبيره " انتي لو تشوفينه كيف كان يصيح يوم كنتي نايمه , مسكين على باله صار فيك شي وأصر الا يقومك وكل ما بعدته عنك قام يصارخ زياده !!


غصباً عني سرقتني النظرات اشوفه وعوّرني قلبي يوم لمحته مستانس بالخشخاشه ؛ فنزلت شويّة دمعات يتيمه وبكيت بدون صوت
الجازي بحنان ورحمه وهي تضمني بهدوء وتحاول ما تثقل عليّ : خلاص خلاص انا آسفه انفعلت على الفاضي " وبتنهيده بسيطه " يالله ماعليه البكا يريّح
" اذا كان الحل الوحيد هو اني اصير صادقه مع نفسي ؛ لازم احررها بالاول عشان اصدقها " قلت بهمس وانا اسحب دمعاتي البسيطه اللي قد نزلتهم واكتفيت قبل لا تجي الجازي : مشاري موجود ؟
الجازي مستغربه من انتقالي لموضوع ثاني فجأه : نايم , بس ليش ؟
طلعت من حضنها وقمت بكبرياء وانا امسح دموعي الخفيفه بكُم بيجامتي , وآخذ نَفس عميق بكل ما تعنيه الكلمه , وعلى وجهي علامات شارده توصف الاحساس اللي ما ادري وش أفسره !
" هتون خلاص اتركيه لحاله يكفي إنك ظلمتيه بزواجك منه , واذا انتي بتظلين تحلمين فيه اجل يوسف وش بيسوي اذا كبر "
مشيت للتسريحه وأخذت كرسيها ورحت صوب الدولاب وحطيت الكرسي وصعدت فوقه عشان اقدر انزّل شي قديم كنت حاطته هناك من فتره . .
الجازي بإستفهام وهي تناظر العلبه الرصاصيه اللي أخذتها بعد صعوبات وتحاول تربط المواضيع مع بعضها : وشو هذا ؟
جيت للسرير وحطيت العلبه عليه وقلت بأحاسيس ميته وانا مازلت واقفه وماني مستوعبه خطورة هالشي اللي بتجرأ عليه : صك ارض البيت اللي من معاذ وصور قديمه له
الجازي بإستغراب وهي تناظرني افتحه بدون اي احساس كأني مخدّره واطلّع الصور اللي اول مره اوريهم لأحد : ايه ؟ ووش بتسوين فيهم
ناظرتها بهدوء , ورجعت ناظرت بملامح معاذ اللي تكررت بكل صوره فيها ذكريات عميقه ما يتذكر لحظاتها الا انا
بعدها بلعت ريقي بثقل تام وكأن احد حاط صخره على رئتي , وبلحظة تخدير وضياع احساس سوّيت اللي كنت افكر فيه وقطّعت كل اللي بين يديني بوحشيه وببرود مخيف انا نفسي رجفت منه !!
سكتت الجازي وما منعتي ولا حبّت تتدخل بهالشي الخاص دام هذا قراري , لكن ما قدرت تخفي ملامح استغرابها من جرائتي اللي محد كان يتوقعها . .



بعدها وقفت بسرعه وانا آخذ صك الارض واطلع من الغرفه صوب غرفة مشاري
الجازي تلحق وراي بقلق : هَتون وش بتسوين ؟ قوليلي عالاقل
ضمّيت شفاتي عشان اخفي الرجفه اللي جتني من هالصاعقه اللي سويتها تو وما أخفي ان الندم موجوود بشكل أكبر من الكبير
كملت مشيي بعد ماقررت اخرّب كل شي دامي بديت بالخراب وقطعت صور معاذ , واول ما وصلت لعند غرفة مشاري فتحت الباب ودخلت
الجازي بتوتُر وهي تدخل وراي وتناظر مشاري اللي تقلّب بضيق من الاصوات : هتون مشاري نايم أجّلي اللي تبينه بعدين
عذاري بعصبيه وهي تطلع من غرفتها القريبه : يعني وبعدين , منتوا راضين تسكتون وتخلوني اذاكر !!
" ويوم انتبهت ان محد عطاها وجه , دخلت غرفتها وهي تسكر الباب بسرعه وتتحلطم " بعد , حتى المذاكره ما يخلونا نذاكر . .


أمّا انا بهاللحظه , هزيت كتف مشاري بيدي اليمين والمسكين فتح عيونه بسرعه وهو مصدوم من وقفتي انا والجازي على راسه
مشاري بثقل وهو حتى ما تحرك : شصاير ؟
الجازي تقطب حواجبها وتنغزني بشويش : خلاص هَتون بعدين تفاهموا , مشاري مو جنبك خليه يكمل نومته
انا ببحه وبصوت جهوري : انتي اللي خليني " وناظرت بعيونها " مو تو قلتي ان الحل الوحيد هو اني اكون صادقه مع نفسي ؟ " وعضيت شفاتي برجفه " اجل بالبدايه لازم انهي هالموضوع بسرعه
قطبت الجازي حواجبها وهي مو مستوعبه وواضح إنها قاعده تشبك المواضيع بكل صعوبه !
مشاري بتأفف وهو يعدل جلسته ويقوم بكسل تام ويحاول يصحصح : شفيكم تتناغزون ؟ لايكون صار شي لأمي او ابوي !
" هتون لازم تسوينها , معاذ قال بلسانه اني لازم اعتقه يكفي اللي قاعده اسويه فيه وفيني ؛ خلاص انتي قطّعتي صوره وبقايا ماضيه , بس باقي الحين تخلصين من اللي بين يدينك وما يبقى له شي عندك – وبجديه – خليك واقعيه ولا تنسين ان كل هذا عشان يوسف " بلعت ريقي وانا امد يدي اللي حاولت اثبّتها من رجفتها وقلت بوضوح تام وانا اسكر عيوني بشجاعه : هذا صك ارضي اللي فيها بيت معاذ , ابغاك تبيعها بأقرب وقت
مشاري يهز راسه للجازي ويحاول يستوعب : شالسالفه ؟ امه قالت لك شي ؟
اخذت نَفس عميق وقلت بجديه : هذا قراري انا ومحد قالي شي ؛ ولو سمحت خلصني من هالارض بأسرع وقت
مشاري بإستفهام وهو يحك راسه ويحاول يجمّع افكاره : اي بس ليش , فجأه كذا تـ . .
قاطعته بسرعه وانا ارمي الصك جنبه على الفراش واطلع بمشي سريع لغرفتي قبل لا اسمع اي معارضات تغيّر افكاري


واول ما دخلت مأمني الوحيد زفرت رجفاتي الخايفه وقفلت على نفسي الباب وتركيت عليه بتَهالُك وضُعف من هاللي سويته ومايعلم اللي قاعده احسه من ضياع الا الله .





‘,





7 المغرب | فلة ابو لذّة
بالمجس تحت
* مجلس بنفسجي كلاسيكي مفتوح *



كان زيد جالس بهاللحظات الحساسه بنص الكنبه البنفسجيه الكبيره ويحاول يناظر لذه نظرات خفيفه بما إنها جالسه قدامه مُباشره ومنزله راسها بحيا
اخو لذّه يباشره بالفنجان اللي كانت الزخارف الرصاصيه معبيته : تفضل
زيد يحط يده اليسار على رجله اللي كانت تهزّ وياخذ الفنجان بيده اليمين : زاد فضلك
ابو لذه بإبتسامه عفويه وهو يحاول يشغل زيد عشان تقدر لذه تشوفه : الا يا زيد وش قلت لي اسم قسمك ؟
زيد يعدل صوته المبحوح ويريّح جلسته اكثر وهو يحط الفنجان على الطاوله ويلتفت يمينه عشان يناظر ابو لذه ومره وحده قزّ لذه شوي : تنظيم دوائر الانقاذ , انا رئيس لوِحدة فرعيه فيه
اخو لذه بإعجاب : ماشاء الله رتبتك زينه , والله تستاهلها و اللي اعلى منها بعد ما كرفت بالانقاذ طول ذيك السنين
زيد بإبتسامه تسليك وهو يلتفت ليساره ويناظر اخو لذه ومره ثانيه جته الفرصه عشان يلمح لذه : الله يسلمك
ابو لذه يشرب من فنجانه : ايه بس الحمد لله فكك الله من الشر يوم انك ترقيت . .
ابتسم زيد ابتسامه هاديه ولمّا جا بينزّل نَظره لفخوذه لمح بسرعه لبس لذه اللي لفَته رغم انه ماركز عليه اول ما دخلت قبل دقايق . .
* تنوره جينز ضيقه ساده لونها ازرق فاتح مو مُريح , مع قميص مخطط بأبيض واسع لونه اصفر فاقع لنص اليد *
زيد بقلبه وهو يتذكر كلام سندس اللي قالته له يوم جا بيطلع من البيت بعد صلاة المغرب : اسمع زيّوود لا تحكم من لبسها مباشره , ترى بعض البنات من كثر التوتُر يلبسون لك قطع تحوم الكبد وتلقى امها غاصبتها عشان الحشمه , يعني ذا مو ستايلها لا يغرّك


ضمّ زيد شفاته وهو يناظر بالفنجان المُلفت اللي قدامه والهدوء اللي بالاجواء يعصّر فيه تعصير . .
قال بقلبه وهو متوتر : الحمد لله ان سندس قالت لي هالشي , والا لو اني ما سمعت كلامها كان مدري وشلون بفكر فيها وبستايلها اللي مخرّب عليها
ابو لذه يأشر لولده : قم قهوي الرجال يا ولد
- ان شاء الله يبا
" يا ساتر وذي مصيبه ثانيه " زيد بسرعه وهو يمسك فنجانه الكامل ويقرّبه جنب فمه بدون ما يشرب : تسلم ارتاح لسى ما خلّصته . .
ابتسم له اخو لذه وجلس , وبعد لحظات بسيطه استأذنت لذه من جلستها اللي ما كملت حتى خمس دقايق وطلعت !
ناظرها زيد بتمعُن باللحظات الاخيره وهي تطلع , فثبّت اغلب ملامحها لآخر مره بكل تركيز
بعدها جلس يسولف مع الجماعه فتره بسيطه , ويوم صارت الساعه 7 ونص سلم عليهم وطلع هو الثاني .



* بالسياره *



سكر زيد بابه بثقل بعد ما دخل , وعلى طول فرد كتوفه اللي حسّها بتتصلب على الكرسي وفتح زرّه الاول وهو يتنهد بقوه !
قال بضحكة إزدراء على نفسه وهو يناظر سقف همره : الحين بعد كل هالتوتر وانتظار الاسابيع اللي فاتت ما اشوف الا شويه من شعرها وعيونها " ومد بوزه بعدم إكتفاء " الله يرضى !
" بس كمّل بإيجابيه وهو يتنهد براحه ويشيل غترته وعقاله عن راسه ويحرك السياره " يالله ماعليه , على الاقل تأكدت ان امي عرفت تختار وان شاء الله اخلاقها تكون مثل ماقالت سندس
قاطعه جواله بهاللحظه
زيد بإبتسامه وهو يناظر الاسم : مايصبرون " ورد " الو
عيسى بشفاحه وهو يسكّت خواته وامه : ها وش صار ؟؟
زيد ماسك إبتسامته وقرر يوتّرهم بعد ما عجبه حماسهم : للأسف ما دخلت
عيسى بغى يوقف قلبه : لييييييييييييش ؟!! < والكل سأله بخوف وش قال لأنهم مو متعودين إنه يمزح بمثل هالمواضيع !
زيد بضحكه هستيريه بعد ما كسروا خاطره : امزح امزح , دخلت وشفتها واكلت تمر وكل شي . .
عيسى يكلم اللي جنبه براحه : لالا دخل دخل
سندس تخطف الجوال من عيسى : الو زيّوود ها وشصار ؟
زيد بإبتسامة فرح وهو يمثّل البرود عشان يقهرهم : ابد , شفتها وشافتني
سندس بتوتر ولهفه : افف طيب قوول عجبتك والا لا ؟
زيد يهمهم بتفكير ويتفنن باللعب بأعصابهم : اممممم مدري بس شكلي براجع نفسي
سندس شهقت وهي تجاريه بلعبته اللي استنتجتها من صوته اللي فيه شوية كذب : ياويييلي يا فضحيتنا " وتكلم امها بمزح " ولدك بيراجع نفسه ويه ويه وش بنسوّي اذا وافقت البنت وش بنقوول لهم !
ام زيد بتنهيده وهي تاخذ الجوال : عطيني بس , موب وقت اللعب " وكلمت زيد " ها يما شلون الشوفه ؟
زيد مو قادر يسكر فمّه اللي ميّزه بياض الاسنان من كثر الابتسام : زينه زينه
ام زيد بتنهيدة فرح وهي تكلم اللي حولها : وش هالخرابيط اللي تقولونها ؛ وش حلاة صوته كأنه شايف الجنه
رنين بحماس وفرح : خاله طيب اسأليه وش كانت لابسه
ام زيد تعطي الجوال لرنين : خذي انتي اسأليه , انا المهم عرفت اللي ابي
اخذت رنين الجوال من خالتها , وبدا التحقيق على كل حركه صارت بالشوفه , رغم إن زيد كان يختصر لأنه قاعد يسوق بس ما فلت منهم ولا راح يفلت دام مردّه لهم بالبيت .

‘,





اليوم التالي
الاحد
9 وربع الصباح | فلة ابو مشاري



كنت متربعه على سجادتي البنيه ولابسه جلالي الصلاه بعد ما صليت ركعتين الضحى , وبيدي المصحف مفتوح على سورة يس
قلت بهمس بسيط وانا اقرأ : والقمر قدرناهُ منازلَ حتى عاد كالعُرجونِ القديم . . .
قاطعني بهاللحظات صوت الباب اللي انفتح
عذاري بكسل وتوها جايه من الاختبار ولسى عبايتها الراس على كتوفها : السلام
سكرت القرآن وقلت بعفويه وانا التفت عليها : وعليكم السلام " وبتريقه على ملامحها " واضح انك حاله زين
عذاري ترفع فمها بقرف : اي مره " وبحقد " الاستاذه تحديدها زيّ وجهها واسألتها كلها مقاليه كرفتني كرف مايمديني اخلص من تعبير السؤال الاول الا ويجيني تعبير للسؤال الثاني !!
انا بإبتسامه خفيفه : يالله ماعليه الدراسه بكبرها ثقيلة دم " وبتنهيده " الله يعينني اذا بلقى طالبات متذمرات مثلك
عذاري تمد بوزها وتكشّ على نفسها : مالت على وجهي , لا العلمي ابيه ولا الادبي افلح فيه " وقلبت عيونها " أمّا انتي اذا تبين تكسبين البنات لازم تحددين لهم ؛ والا مصيرك بيكون مثل استاذتنا


ابتسمت لها بتسليك ورجعّت نظري للقرآن
فجأه جت سيارة متعب اللي بالريموت بين رجول عذاري فصرخت وهي تسكر الباب وتروح له : ضاقت ضاقت !!
ابتسمت عليهم , واخذت نفس هادي وانا اسكر القرآن واقوم من الارض واشيل جلالي واصفطه . .
عذاري بدفاشه وهي تفتح بابي مره ثانيه وهالمره كانت ماسكه متعب من رقبته وزانطته كأنه خروف : هههههههه هتوونهوووه شوفي سنّه طاااح !
متعب يضرّبها على رجولها : وخّري عني يالشريره وخّري
قلت بضحكه وانا راحمه متعب المخنوق : توّك تشوفينه ؟ من امس طايح !
عذاري بحقد وهي تعتقه : انا اصلاً يمديني اشوف شي غير الكُتب
قلت بخفه وانا احط سجادتي وجلالي بالدولاب واجلس عالسرير : الله يكثرها من أيام , على الاقل افتكينا من صوتك
عذاري بغرور وهي تروح لغرفتها : مايحتاج تلمحين انك مشتاقه لي " وناظرتني قبل لا تدخل " المهم انا بنام , اذا اذن الظهر قوميني
قلت بإستغراب : والاختبار ؟ ما يمديك عليه !
عذاري تدخل غرفتها : لالا سهل ان شاء الله . .
" كل شي سهل بحياتك ماشاء الله ! " تنهدت بشويش وقمت بروح للصاله اضيّع وقت مع يوسف ومره وحده اسولف مع الجازي ؛ لكن وقفني جوالي وهو يرن !
رديت بإبتسامه وانا لسى واقفه : هلا بهالصوت
مشاري : هلا فيك , شخبارك ؟
قلت بإبتسامه : الحمد لله فوق النخل
مشااري بضحكه : الله الله امانه اثبتي على هالمود لين ما ارجع من شغلي عشان اشوفك وانتي بَشوشه
- ههههههه , طيب ما طلبت شي
- المهم جت عذاري ؟
- اي توّها واصله
مشاري بإمتنان : الله يعافي مُنذر ما قصّر والله
* عذاري ترجع بالاختبارات مع أنفال اللي يوصلها مُنذر لأن مشاري مايقدر يستأذن من شغله اذا كان عندها فتره وحده *
انا بإبتسامه : اي والله يحليله يحب يخدم
مشاري بإبتسامه : بس ان شاء الله ماعاد نحتاجه , لأن سواقنا بيجي قريب
انا بإستغراب : اي سوّاق وليش ما قلت لنا !
- ههه كنت بخليها سبرايز بس خربانه خربانه
قلت بإبتسامه وانا مبسوطه : وايه ؟ ماقلت لي من وين بتجيبه بهالسرعه !
مشاري بعفويه : قبل اسبوعين كلمت ابوي وهو وصّى واحد من سواقين جيرانه , وعاد تو اتصل عليّ وقال ان بعد عشرين يوم يوصَل " وكمل بهدوء " ومره وحده بيجي يتعشّى عندنا اليوم
توسعت عيوني بسرعه وقلت بصدمه : أمانه ؛ احلف !!
- اي والله , اجل انا ليش متصل عليك بهالوقت
ابتسمت لا شعورياً وقلت بسرعه وانا موت فرحانه وانطط عالخفيف بمكاني : الله يبشرك بالخير , والله مشتاقين له بنكمل ثلاث شهور ماشفناه
مشاري بإبتسامه : المهم عاد انتي تصرفي مع خواتك وقولي لهم , انا الحين شوي مشغول
انا بإمتنان كبير : اوكِ , الله يعينك
- يالله مع السلامه
- مع السلامه


حطيت الجوال عند صدري اول ما تسكر الخط وانا مازلت تحت تخدير هالفرحه المفاجِئه
" واخيراً بيجينا ؛ الف الحمد لله والشكر "
بعدها طلعت من غرفتي بسرعه وانا شايله بـ لساني بشاره حلوه للكل بإستثناء عذاري اللي بيكون الخبر صعب عليها وعليّ لأني كالعاده بضطر اتحمّل منها شويّه قلة ادب بسبب تذمُرها المُتوقع .





‘,





1 الظهر | بالمستشفى



طلع من غرفتها وهو يسترق النظر عليها من الباب اللي كان يتسكر وراه بشويش
بعدها , فصخ الكمّام من على فمّه ورماه بالزباله اللي على طريقه وتنهد بشويش وهو يمشي بالسيب عشان يطلع لمواقف السيارات . .
- ابو مشاري . . لو سمحت يا ابو مشاري !
ابو مشاري يلتفت وراه بإستغراب : نعم ؟




.





الدكتور بإبتسامه وهو يخفف من مشيّه السريع او ما وصل عنده : السلام عليكم
ابو مشاري يبادله بإبتسامة تسليك : وعليكم السلام
الدكتور يمد يده ويسلّم عليه : معاك عدنان , جرّاح عملية الرئه الا سوّتها زوجتك قبل اسبوعين
ابو مشاري بإستفهام وهو يسلّم : هلا دكتور , عسى ما شر !
عدنان بإبتسامه وهو يلتفت حوله : ما شر ان شاء الله , بس بما ان مافي كراسي حولينا تعال معاي للمكتب عندي كم كلمه الله يسلمك
ابو مشاري بتنهيده : مستجعل والله , إذا تقدر قول اللي عندك هنا ما احب اطول بجوّ المستشفيات صراحه
عدنان يطبب على ظهر ابو مشاري من الوسط : انت تعال معاي وان شاء الله الكلام ما يطول . .



* بالمكتب *



تنحنح عدنان بشويش , وبعد ما استقر على كرسيّه قال : الصراحه انا بفاتحك بموضوع يمكن طفّشك انت وعيالك
ومع اني عارف الرد لكن دايم اتشجع بتكرار الطلب بعد ما اشوف حالات المرضى بقسمي وبالاقسام الثانيه . .
قطب ابو مشاري حواجبه وكأنه استنتج خُلاصة الموضوع كامله
عدنان بشجاعه وهو يطقطق بقلمه الابيض على الطاوله السودا بشويش : انا مقدّر حزنكم , وانت مو اول واحد اكلمه بهالموضوع " وبلع ريقه " الصراحه جمعية التبرع بالاعضاء قدمت لنا طلب جديد
ابو مشاري بهدوء : هالموضوع مستحيل
- بس يا ابو مشاري , انا كنت مع المجموعه اللي انعشوا قلب زوجتك اول ما توقف وإشاراتها الحيويه كانت جداً ناقصه وما تبشر بخير
ابو مشاري بجديه : انت قلتها بلسانك " كانت " بس الحين خلاص كل شي تحسّن واكيد فيه امل
عدنان يترك القلم من يده ويحاول يمسك اعصابه : الامل اللي تتكلمون عنه انت وولدك , نسبتة ما تحصل الا اقل من النادر
ومن المستحيلات ترجع اي خليّه مخ قد ماتت , حتى امريكا والدول المتقدمه راميه موتى الدماغ على السراير وماتقدر عليهم
ابو مشاري بنفاذ صبر وهو يوقف برفض مافيه نقاش : بس الله يقدر
عدنان بتأفف وهو يوقف : ونعم بالله ماقلت شي , بس اذا الله مقدّر انها تموت ؟ صحيح هي الحين حيّه بس بأي ثانيه ممكن ترفض الاستجابه ونخسر كل شي !! وبالنهايه لا انتوا بتستفيدون وولا الناس اللي تحتاج اعضاء استفادت
ابو مشاري بنرفزه وهو يفتح الباب ويطلع : لو سمحت , لا عاد تفتح هالموضوع واعتقد ان انا وعيالي قد وقعنا على اوراق الرفض من سنين فاتت . .
قلّب عدنان عيونه يوم سمع تسكيرة الباب , وجلس على كرسيّه بدفاشه وهو يعصر عيونه بيدينه بقهر .





‘,





4 الا ثلث العصر | فلة ابو زيد
بالمقلط تحت



عيسى بخُبث وهو يترك الووّي اللي بيديه ويلتفت على زيد : اقول مو كأنك مشفّر مقطع القهوه !
زيد يقلب عيونه بإبتسامه : ومين قالك انهم شربوني قهوه ؟
عيسى بعباطه : يعني اكيد بيعطونك قهوه المغرب ؛ والا الناس متى تتقهوى ؟
سندس بتأفف وهي تفتح دانيت شوكلت اللي بيدها ومن جد حايمه كبدها من مقاطعات عيسى الحشريّه : اففف كمّل لعبك " ونقلت عيونها لزيد وهي تبتسم " اييه وبعد هي ما قالت شي ثاني ؟
زيد يهمهم : لا , بس سلّمت اول ما دخلت وجاوبتني يوم سألتها شلونك وبعدها سكتت . .
سندس بخُبث وهي تلحس قرطاسة الدانيت قبل لا تاكله : بس شرايك بصوتها ؟
عيسى بقرف وهو يقاطعهم مره ثانيه : شفِ شف وععع ماتوا اللي يلحسون القراطيس
سندس ودّها تتحول لثور وتنطح هالعيسى اللي مايخليها تحط كلمتين جنب بعض الا وهو داخل بينهم : عيسووه اركد " وابتسمت لزيد بنفاذ صبر " ايه كمل صوتها شرايك فيه
زيد يبتسم بخفّه على مناقَرهم : والله وانا اخوك ما سمعت شي كأنها عصفور جواباتها مأكوله
رنين بهمهمه : طيب لما دخت جابت معاها شي ؟
زيد : لا , القهوه والشاي كانوا موجودين
عيسى بإندفاع : اهااااا يعني اعترفت انهم قدموا لك قهوه !
سندس ودها تشنق عيسى : اوص انت " وناظرت رنين " اصلاً حركات دخلتها بعصير ما تصير الا بالمسلسلات , انا وكل صديقاتي اللي تزوّجوا دخلنا فاضين
زيد يفتح كيسة باجه الزرقا – باجه محل مكسرات - اللي جنبه وياخذ منها فصفص : اصلاً توتّر زياده . .
رنين بفرح وحماس : الله يتمم على خير ويصير عندنا عرس , والله مرا ودّي اغيّر جو بعد ما اخلص من اولى ثانوي الكئيب
عيسى بمبالغه : يوووه الله يكتب لنا عمر اذا جا العرس
سندس بطفش وهي تتركى على الكنب براحه : من جد بنقعد معلقين لين ما تقول رأيها اللي ماندري متى بيجي
عيسى يسكّر الووي ويقوم يجلس جنب زيد ويفصفص معاه : المهم تعالوا , امكم وابوكم ما قرروا لنا سفره بالإجازه الطويله !
سندس بكسل : والله ماعندي خبر " وبملل " افف الله يلحقنا خير , وراكم طايرين انت واختك خل تجي هالعطله بعدين تكلموا عن العطله الطويله
رنين بتبويزه وهي تقوم : اففف ذكرتيني , بروح اراجع لي كم صفحه قبل لا يجي المغرب واتكاسَل . .


سندس بإبتسامه وهي تعدل جلستها وتشيل عينها عن رنين اللي طلعت و تناظر بزيد : ايه وبعد , اوصف لنا احساسك اول ما شفتها
زيد بإبتسامة تسليكيه وهو يقوم بكسل : والله يا أختي العزيزه من امس وانا اوصف لكم ؛ ما بقى شي ما قلته حتى النمل اللي ببيتهم عديته, فعشان كذا انا بروح انام لي كم ساعه ؛ لأن الِعشا وراي طلعه مع الشباب
سندس تمد بوزها وتناظره وهو يطلع : ياشينك زيّوود لا تروح
عيسى يحارش : خليه مستحي وراك تتعمدين تحرجينه !
سندس بتأفُف وهي تلحس الملعقه و تناظر بعيسى الا ما بقى غيره : وانت بعد ليش جالس هنا قوم الحقهم
عيسى بإبتسامه وهو يفصفص : لا يو مطوّل " وبغرور " اسمح لك تسولفين معاي
رفعت سندس فمها بقرف وقالت بقهر وهي ترمي عليه ريموت التلفزيون اللي كان جنبها : ياشينها من سوالف اذا جمعتني وياك !



* بغرفة زيد *



فصخ وحده من البلايز الثقيله الا كان لابسها , ورمي نفسه على سريره الاسود العريض وهو متعطش نوم !
سكّر عيونه بهدوء وابتسم لا شعورياً وهو يتذكر سؤال سندس اللي تو
" اوصف لنا احساسك اول ما شفتها "
زيد بقلبه : والله مدري وش حسيت ؛ كثير احساسات جتني اول ما انفتح الباب ودخلت عليّ هههه !


" وبقناعه " بس اللي صراحه متأكد منه , هو إني اول ما شفتها ارتحت لطلّتها الهاديه رغم إني ما حبيت لبسها
" وبعباطه " اففف وانا وش فيني على لبسها ؛ بس والله ما أنلام , اللون الفاقع اللي كانت لابسته مو حلو على بشرتها ولا يناسب للتنوره اللي كانت لابستها
كان المفروض تقدّر اني من زمان ماشايف حريم بدون عبايه هه !
" وتنهد بجديه " المهم ماعليه نتفاهم عاللبس بعدين , اهم شي انها حلوه وشوفتها تفتح النفس . .


ابتسم بشغب طفولي على تفكيره المستقبلي , وتنهد براحه وهو يوقّت منبه الجوال ويسحب البطانيه اللي كانت مغطيه رجوله وتغطّي فيها كِلها .





‘,





8 وربع بعد صلاة العشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي



جلّست يوسف على التسريحه بعد ما لبّسته بلوزه بيضا ساده فوقها بلوفر اصفر ساده كبير مع جينز ازرق وجوراب اصفر عليه تويتي بارز !
ناظرته بخقّه وانا اجلس على كرسي التسريحه قدامه وامشط شعره الناعم على جنب بشويش : اليوم مين بنشوف ؟ بنشوف جدوو
يوسف فاتح فمه بفهاوه : أوّااه . .
انا بإبتسامه كلها إنتعاش : واااه يا روحي انتَ
لفّ وجهه ورى على المرايه واول ما استوعب ان هذا هو بدا يضحك بهستيريه كعادته !
قلت بضحكه خفيفه وانا أشيله واقوم : يالله يالله مو وقت الضحك , الحين بيجي جدك ولازم تكون انت ضيف الشرف وتوريّه كشختك الحلوه
ميّل يوسف راسه على كتفي وبدا يطلّع اصواته المُعتاده وهو مستمتع . .
بهاللحظات طلعت من الغرفه والابتسامه مافارقتني من بداية اليوم , ومثل ما توقعت لقطت لي بالطريق كلمتين مو حلوات من عذاري الا ما تطيق شوفة ابوي ؛ خصوصاً إنها مغصوبه على النزله
آيه بكِره وهي تطلع من غرفتها وتصادفني : ذي مو ناويه تسكت , خلاص درينا إنها ما تبي تشوفه !


قلت بتنهيده وانا اهدّيها : خلاص كيفها , هي تبي ترفع ضغطنا عشان نهاوشها وتسوي زي آخر مره ؛ تصيح وتطنقر وتاخذها حجة وما تنزل
آيه بتأفف وهي تعدل شعرها : المهم شرايك بشكلي ؟
قلت بإبتسامه عفويه وانا اناظر بلوزتها الزهريه الساده وليقنزها الاسود : حلوه كالعاده
آيه تبتسم ليوسف وتقرص خشمه بشويش : ها سوفه صاير تويتي اليوم
انا بإبتسامه : شفتي شلون كاشخ لجده
آيه تناظرني : آآ تعالي ليش مالبستي ليقنز ؟
قلت وانا اناظر تنورتي : من متى وانا البسه , هي مره وحده شريت معاكم بعدين حامت كبدي " وبغرور مصطنع " لازم تصيرين أنثى وشفيك انتي
آيه بضحكة إستهزاء : يا أُنثى !
الجازي تجي من وراي : اي أُنثى وش فيها " وبإطراء " تجنن كأنها من بنات الريف . .
آيه بضحكه : جت الدفاعات الجويّه
الجازي بإبتسامه وهي تنزل من الدرج : المهم خلونا من الكلام , امشوا نقيّم قهوة رتني هالمره اخاف تفشلنا وتطلع مو حلوه
آيه بصوت عالي وهي تمشي صوب الدرج : عذاري ترى حنّا نازلين مو تتأخرين شوي وبيجي ابوي
طبعاً كالعاده ما ردت , فنزلنا انا وآيه ورى الجازي بهدوء . .
ناظرت شكلي بالمرآيات الكبيره اللي ممتده يمين الدرج اللي كان على زاويه
تنوره حرير مطفي , لونها توتي مشجره بورود صغيره الوان , طولها لتحت الركبه بشوي وكلها كسرات ؛ عليها هاينك ابيض ماسك ساده – لكن بما اني مالقيت مقاسي فصار طايح مو ماسك - مع فلات لونه توتي بدون إضافات
أمّا شعري ربطته ذيل حصان وحطيت طوق عريض لونه ذهبي مع حلق واكسسوارات بسيطه ذهبيه . .


متعب يستقبلنا نهاية الدرج بسيارته الريموت : بيب بييب
الجازي تتنهد : شيلها عن وجهي والا ترى بكسّرها
مشاري يجينا من المجلس : هاه متعب لا تجنن امك . .
متعب مطنقر : وشو هذا , ترى بروح مع جدي اذا ما خليتوني العب
آيه ترفع حاجبها : اقوول لا تقوّي شوكتك فيه , تراه ما يزورنا الا بالشهر مره
متعب يمد لسانه ويحرك سيارته : أجل انا مالي دخل بلعب
الجازي بقرف وهي تدخل المطبخ ورى آيه : خليه لا ارتكب فيه جريمه , صاير ما ينطاق


مشاري بإبتسامه وهو يناظرني واقفه وألاعب يوسف : الله اليوم مودك ولا احلى
انا بإبتسامه عفويه : الحمد لله . .
مشاري يقرب مني وياخذ يوسف : هاااه تويتي ماتبي تلعب مع خالوو وتريّح ماما شوي ؟
يوسف يدخل اصبعه بفمه : أغااو . . .
رفعت نفسي شوي عشان اوصل لطول مشاري وقلت وانا اطلّع اصبع يوسف من فمه : لثته باديه تبرز وشكل اسنانه اللي قدام بتطلع ؛ فلا تخليه يحك فمّه بأي شي عشان لا يجرّح نفسه
مشاري بإبتسامه وهو يناظرني : ماشاء الله صاير يكبر ويكبرك معاه
انا بضحكه : لالا توني بنت 23 لا تغرّك معلوماتي اللي من النت


ابتسم لي بهدوء وعطاني يوسف وهو يقول : المهم انا بروح للمجلس انتظر ابوي . .
رديت عليه بهدوء وانا اعدل ملابس يوسف اللي ارتفعت : اوكِ
ناظرته وهو يمشي للمجلس , وظليت واقفه اتذكر كلمته اللي قالها تو !
" صاير يكبر ويكبرك معاه "
قلت بقلبي وانا من امس مقرره اتجاهل الحزن اللي فيني بعد ما كلمتني الجازي وقطعت الجسر اللي يوصلني لمعاذ : صدقت والله , ماعدت اقدر ألحق عليه لحالي
" وبلعت ريقي بغصّه " لو ان معاذ معاي , كان شال عني حمل جبال


" قطبت حواجبي بضيقه عميقه وانا اعاكس نفسي بكل ثانية قنوط تجيني " بس لا انا البارح تركته وتركت كل شي يعلقني فيه , لازم ما اندم لأن هالشي راح يضعفني وانا توني بالبدايه
" وبلعت ريقي وانا ناظر بوجه يوسف اللي كان على كتفي " حبيبتي انتَ عشانك راح احاول اعيش بدون معاذ وبدون اي احد غيره
ما ابيك لمّا تكبر تعيش بنفس الخوف وتأنيب الضمير اللي قاعده اعيشه كل يوم ؛ واذا جا اليوم اللي بتحتاج فيه ابوك , وقتها بتكون عارف ان صحيح ماعندك أب لكن عندك ربْ
" وبغصة تفاؤل بسيطه ممزوجه بإبتسامة أمل " ايه ربي هو اللي معانا وان شاء الله ماراح اظل منكسره دامي دعيته امس وقمت الليل أطلبه يريحك ويريحني ؛ أدري انك دايم تشوفني ابكي وتسمع ونّتي من اول ما ولدت
ويمكن حسيت بعض الاحيان بإني مالي خلقك ودايم أرميك على رتني
" وبحَزم " بس ان شاء الله من بعد اليوم بهتم فيه وبظل ابتسم واقاوم كل شي عشانك وعشان اللي قاعدين يشيلون همّي فوق همهم رغم إنهم مو ملزومين عـ . .



بهاللحظات قطع شغل الكل بما فيهم تفكيري صوت الجرس العالي !
قام مشاري من المجلس بسرعه وراح صوب باب الشارع اللي طلع له من المجلس المباشر له وهو يعدل ثوبه ويرسم على ملامحه ابتسامه صادقه ومتلهفه . .
آيه بصراخ سريع وهي تنقل صينية الحلا للمجلس : عذاريووه قسم بالله ان ما نزلتي هالمره ماراح يصير لك خير
قلت بإبتسامة متوتره وانا اجلّس يوسف بأقرب كنبه وآخذ من آيه اللي جت الصينيه واحطها على طاولة الخشب المتوسطه المكان : وااي خليك منها احس قلبي بيوقف
آيه بخدود متورده وهي متحمسه : اي والله من زمان ما شفناه



أمّا مشاري بهاللحظة ؛ حط يده على باب الشارع اللي كان عاكس ظل ابوه العريض
مشاري بفرح وهو يفتحه : هلا يبا
تنحنح ابو مشاري بإبتسامه واثقه , وكبرت فتحة الباب يوم خطى خطواته الاولى داخل أرضيّة الحوش . .
ابو مشاري بإبتسامه وهو يسلم على ولده : هلا شلونك ؟
مشاري بإستغراب وهو يرد بشرود بعد ما لاحظ ان في شخص ثاني بيدخل : الحمد لله . .


توسّع الباب ودخل اللي ورى ابوه ؛ وبنفس الوقت توسّعت عيون مشاري وصغر بؤبؤه من اللي شافه !
" لا يكون . . . "
ولا شعورياً بلع ريقه بتوتر ولف وراه صوب باب المجلس اللي لمح فيه آيه تهزأ عذاري اللي توها نزلت ؛ وهَتون اللي مشغوله تحاول تهديهم وتأجل المناقر بعدين
مشاري بذهول وهو يرجّع نَظره لأبوه وياخذ اكبر قدر من الهوا ويسكر الباب بعد ما دخلوا : تفضّلوا حياكم .




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


اعتذر مره ثانيه مقدماً عن عدم مقدرتي بطرح بارت الاحد الجاي فقط

فإن شاء الله لنا لقاء

الاربعاء

على روتينا المعتاد
السموحه أحبتي

استودعكم الله .




 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 24-07-12, 03:57 AM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 

-
بارت 8
-




8 ونص الليل | فلة ابو مشاري
بالمجلس تحت



مشاري يباشر ابوه : سمّ يبا
ابو مشاري بإبتسامه وهو يريّح جلسته وياخذ الفنجان الابيض اللي على اطرافه زخرفه أنيقه وبسيطه بالذهبي : سمّ الله عدوّك " رشف منه والتفت على بناته اللي جالسين جنب بعض بالكنبه الخضرا الداكنه اللى بالزاويه وقال " ها وشخباركم ؟
آيه تترأس الجواب بعد ما ناظرت خواتها بهدوء : الحمد لله بخير
ابو مشاري بلُطف وهو ينزّل فنجانه عالطاوله ويبتسم لعذاري اللي حاطه رجل على رجل بطفش وعيونها على جوالها : عذاري شخبار الاختبارات ؟
" كأنه يهمك يعني " وبدون اي ملامح جاوبت ببرود : ماشيه . .
ابو مشاري يزفر هواه بشويش ويناظر بيوسف اللي كان بحضني : ماشفنا الحلو , شكله مستحي ؟
قمت بإبتسامه وانا اعدل بلوفره الاصفر اللي صعد واعطيه لـ أبوي : ههه لا بس دايخ لأن وقت نومه مرّ
ابو مشاري بإبتسامه حنونه وهو يرفع يوسف اللي كان فاتح فمه بفهاوه ويبوسه على خده : وسلّم قلبه
متعب ببرائه وهو يضم شفاته ويقوم لعند جدّه : جدّي ترى انا ماراح انام بدري
ابو مشاري بضحكه وهو يضمّ متعب اللي شكله غار : ههههه اجل نخلي عمتك تنوّم يوسف ؟
قلت بإبتسامه وانا اناظر متعب اللي وقف يمين ابوي : يمّا منه
بهاللحظات أشّرت الجازي لمتعب عشان يرجع يجلس جنبها وما يزعج جده
ابو مشاري بإبتسامه وهو يعطي يوسف لزوجته اللي كانت جالسه يساره : شوفي وش ملحه يا * واحـَه *
واحه بخجل وهي تناظرني وكأنها تستأذن عشان تمسكه : ماشاء الله الله يحفظه , كم عمره ؟
انا بإبتسامه : آمين ؛ كمّل خمس شهور . .
واحَه تناظر الجازي : ومتعب ماشاء الله كم ؟
الجازي تطبب على شعر متعب بعد ما جلس جنبها : داخل ست سنوات
ابتسمت واحه وهي تعدل جلسة يوسف اللي حطته بحضنها ؛ أمّا هو قام ينطط بضيق ويرفع يدينه لفوق ويناظرني برجاء شديد عشان آخذه منها
ابتسمت له بهدوء وعضيت شفاتي بشويش وانا التفت واعطيهم ظهري واناظر بعيون خواتي اللي بغت تاكلني وكأنهم يقولون " ليش تخلينه عندها "
جلست جنب آيه ورمشت بشويش وانا اناظر واحه اللي بدت تلتهي مع يوسف
قلت بقلبي وانا متأكده ان هالشي مو بس انا اللي افكر فيه لأن عيون آيه وعذاري تتكلم : جريئه !!
هذي رابع مره تقابلنا ؛ كيف رضت تجي لبيتنا بهالسرعه
" وبسُخريه " لا وماشاء الله ابوي جايب معاه عذر قوّي ينقالها كانت عند بيت اهلها بعدين قالت بجي معاك اسلم عليهم
" تنهدت بشويش وانا اطرد الشيطان بسرعه واحاول ابعّدهم من راسي " خلاص هتون كيفها ؛ انتي لا تهتمين الا بنفسك وبيوسف .
تركت افكاري الوهميه ورجعت اسمع كلام ابوي
ابو مشاري بإسترسال : إيه وعاد مثل ماقلت لك يبغى له حوالي عشرين او واحد وعشرين يوم ويجي
مشاري بإبتسامه وهو يدخّل بجيبه اوراق معاملة السوّاق اللي عطاهم إياه ابوه : على خير ان شاء الله
ابو مشاري يتذكّر : ايه صح " وناظر البنات " مصروف هالشهر بعطيكم إياه بدري لأني مسافر
مشاري بإستفهام وهو يقرى الاسئله بعيون خواته : ليش وين بتروح ؟
ابو مشاري يحط يده على فخذه : عندي شويّة اشغال بقطر ؛ وبما ان الشهر بيخلص ويمكن ارجع متأخر فـ بحوّله على حسابك هاليومين
مشاري بهدوء وهو يضم شفاته ويتحاشى يناظر خواته اللي مايبي يفكر بنظراتهم خصوصاً بعد ما سمعوا اللي قاله : اها ان شاء الله , تروح وترجع بالسلامه . . .
رد عليه بإبتسامه هاديه : الله يسلمك
بهاللحظات عمّ الهدوء الاجواء لمده مو شويّه ؛ والكل انشغل بنظراته وافكاره المتناقضه !
عذاري بقلبها وهي تقلّب عيونها : ياليته ماقال شي غير هالسالفه
" وبكِره " والله شين وقواة عين , جايب مرته تسلم علينا ؛ حمد لله والشكر وش هالعقليه يعني من الحب الزايد اللي بيننا . .
" وبقرف " اففف وانا وش خصّني ؛ اهم شي فلوسي تجيني


آيه بتنهيده بسيطه وهي تقاطع افكار الكل بعد ما لمحت رتني عند الباب تأشر لها : يبا ترى العشا جاهز ودّك نروح الحين ؟
ابو مشاري بإيجابيه وهو يناظر الكل : اي يالله ليش لا



قام ابوي من جلسته وقمنا وراه صوب غرفة الاكل القديمه
جلس الكل بكرسيّه المعتاد حول الطاوله البينه اللي فيها 12 كرسي
ما أخفي ان كان فيه بعض المشاعر اللي ما تريّح اول جلس ابوي على رأس الطاوله بعد غيبته الطويله ؛ وهالشي رجّع لنا ذكرى ايام مُرّه لكن من جد كانت اكثر من حلوه
وصراحه الكل وضَح على وجهه التوتر من هاللحظات النادره بما انا متعودين يزورنا العصر وقليل يصادف اوقات وجباتنا . .


بدينا عشانا المتواضع بهدوء مدموج بمُقاطعات بسيطه لبعض السوالف السطحيه او تمريرات الصحون اللي انشغلنا فيها عن تفكيرنا السلبي
وبعد حول نص ساعه خلصنا ورجعنا للمجلس اللي كنا مجتمعين فيه وحليّنا بحلا بسيط سوّته الجازي اللي تعشق الطبخ
وقعدنا نتناقش لفتره مو طويله الى ان صارت الساعه 9 وراح ابوي وزوجته بحجة ان بكره مدارس وما يبغى يأخرنا عن النوم .



* فوق *



عذاري بقرف وهي تخلّص الدرج وتضرب رجولها بالارض بقوّه وتمشي بالسيب : حمد لله والششكر خيييير وش يحس فيه جايبها معاه بكل ثقه وحتى ما يعلّم !!
قلت بإبتسامه باهته وانا اصعد وراها بطفش من قرقتها وشايله يوسف اللي نام بعد ماراح ابوي : يما عذاري بسس تكفين لا يقوم يوسف قلبتي راسي ما تسوَى عليها ؛ الحرمه جايه بالصدفه
عذاري بقرف وهي تحاول تقصر صوتها : وانتي صدقتي اللي قاله ؛ اللي من هالنوع ياحبيبتي ما يجون بالصدفه تلقين وراها داهيه
قلت بمحارش وانا اصعد عتبات السيراميك الابيض بكسل : أجل مافي غير انه يبغانا نحبها قبل لا يرجع ويعيش معانا
عذاري بشهقه وهي توقف وتلتفت عليّ وتتخصر : إييييييه بعد هذا اللي ناقص !!!
الجازي بتنهيده وهي تسكر لمبات الدرج وتصعد لنا : هاه قصروا اصواتكم وخلاص خلّوا الحرمه لحالها حرام تغتابونها
عذاري بكِره وهي تقلّب عيونها وتدخل غرفتها وتسكر الباب بحِقد : لا ذي لحمها حلااال
قلت بتنهيده بسيطه وانا اناظر الجازي بعفو : كيفها ماعليك منها بعد شوي تهدا . .
قاطعنا بهاللحظات صوت آيه المذهول وهي تصعد بخطوات كبيره وتقول : تخيلوا تو سألت مشاري , يقول حتى ماقاله انها بتجي !!
قلت بهدوء وانا التفت عليها : وآااي انا اخلص من الملسونه تجين انتي خلوا ولدي ينام " وبتنهيده " بعدين هو قال انها كانت عند اهلها و يوم جابها قررت تسلم علينا ؛ ليش ما تقتنعون بعذره وتقولون يمكن الحرمه طيبه وتفكّون راسكم من هالتفكير
عذاري بكِره وهي تطلّع راسها من باب غرفتها اللي فتحته عشان ترد علينا : اي على باله مخفّه ما نفهم
قلت بإبتسامه جانبيه وانا اناظر كتوفها العاريه من فتحه الباب الصغيره : كملي لبسك بسس . .
آيه بتنهيده عميقه وهي تروح صوب غرفتها : وااي مريضه ماتفوت ولا حشّه استغفر الله !
عذاري ترفع فمها بقرف : نعم نعم انا مريضه ؟ " وبإزدراء " لا يكون قاعده تدافعين عن حرم ابوك المصون بعد
آيه ترفع حاجبها قبل لا تدخل غرفتها : لا ما ادافع , بس ليش اصير قليلة ادب مثلك امشي وآكل لحم الناس " واستطردت " وأصلاً يقدر اي احد يفهم مرضك من حركاتك مع ابوي " وقلّبت عيونها " الله لا يبلانا كل ما سمعت طاريه سوّت نفسها مُعقده وماتبي تشوفه
عذاري بجديه وهي تطلع من غرفتها وتعدل بلوزة بيجامتها اللي توها لبستها : اذا السالفه كذا افتخر اني مريضه " وبإستهزاء ينرفز " ليش اجل تبيني اصير مثلك انتي وهذي " تأشّر عليّ " اول ما يقولون بيجي انهبلتوا ؛ شكلكم نسيتوا ما كليتوا !


قلت بجديه وانا اقطب حواجبي واترك ممسك باب غرفتي اللي كنت بفتحه : عذاري امسكي شيطانك لا تخلينا نتهاوش بهالليل
عذاري بنبره مرتفعه وهي تتخصّر بغرور : لا يما خفت , تعالي طقيني بعد
الجازي تتنهد وما عجبها حدّة الجو اللي ساد : خلاص يالله كل وحده لغرفتها قبل لا يسمعكم مشاري
عذاري ترفع فمها بقرف وتكبُر : طبعاً بتدخلينا كلام الحق ينزعل منه ؛ ليش ما نصير صريحين مع بعض " وناظرت آيه بإزدراء " انا عالاقل مريضه ويمكن ألقى علاج بس انتي بتظلين طول عمرك ضعيفة شخصيه وتمشين وراه وهو ما همّه ؛ متى بتفهمين ان هالابو ما منه فايده
قلت بصرخه بسيطه وانا منصدمه من كلامها : عذاري اوص بلا قلة ادب هذا ابوك !!
آيه تعض شفاتها وتعصر قبضتها بقهر : لا ليش تسكتينها خليها تكمل صراحتها
عذاري بثقه عمياء : اي بكمّل بعد هذا اللي ناقص آخرتها آيه تسكتني
الجازي تنهَرها بجديّه : عذاري بسس
عذاري تقلّب عيونها وتبتسم بإستهتار يقْهر : وشفيكم تسكتوني هي راضيه ان الكل يستهزأ فيها ؛ وين الغلط بالموضوع ؟
آيه بنفاذ صبر وهي تنقضّ على عذاري وتعطيها كف سريع جنب عينها اليسار : ياللّي ما تربيتي !!
شهقت عذاري بصدمه وقالت بصراخ هزّ البيت وهي تمسك شعر آيه وتشدّه بقوه : والله ما شفنا التربيه خلتك حرمه ؛ تبيني اصير حماره زيّك امشي ورى مثل هالابو اللي خلاني
آيه بكِره وهي تتأوّه من شعرها وتمسك شعر عذاري هي الثانيه وتقول بقهر عميق : الحمار انتي واشكالك
اضطرب الوضع بسرعه لكن الاسرع كان بكى يوسف وهو يقوم من النوم على أصواتهم العاليه ويحاول يجاري صراخهم بصراخه هو الثاني !!


الجازي بغضب وهي تشيل نَظرها عن يوسف اللي انصدم وتروح لهم بسرعه وتبعّدهم عن بعض بالقوّه رغم إنها ماقدرت بالبدايه : خلاص انتي وياها " وناظرت آيه بعتاب " منتوا بزاريين !!
عذاري بقهر وهي تحط يدها على عينها وتتحسس شعرها وتروح لغرفتها بسرعه : أيّ تربيه تبيني أترباها إذا ابوك مفشلنا قداام الناس ومخلّي بناته ببيت لحالهم
آيه ترد عليها بكِره وصراخ بعد ما سمعت تسكيرة الباب اللي هزّت السيب : زين انك قلتي لي , انا اللي بربيك دام ماقدر عليك
الجازي بتأفُف وهي تدفع آيه وتدخّلها غرفتها غصب : خلاص خلاص لا تردين عليها هي ماتدري وش قاعده تقول
آيه بإستنكار وهي تقلّب عيونها وتتحسس شعرها اللي بغى ينقطع وتعليّ صوتها عشان تسمعها عذاري : ليش مجنونه والا بزر , بقره وش كبرها لسانها يطول أذانها " وبسُخريه " قال ايش خلينا نصير صريحين تهه !!
الجازي تهز راسها بإيه وتسكر الباب على آيه : خلاص ماعليه , انتي غيّري ملابسك وتعوذي من الشيطان
إختفت آيه عن عيون الجازي بعد ما سكْرت الباب كله ؛ فتنَهدت براحه بعد ما قدرت تهدّي الوضع بشكل مؤقت . .


انا كنت لسّى واقفه بتحجُر عند باب غرفتي وشايله يوسف اللي كان يتفنن بالصياح الهادي بعد ماطفش من الصياح العالي اول ما صحى مفجوع
الجازي بإبتسامة تعب وهي تأشر لي ادخل وتناظر بيوسف : بسم الله عليه ؛ خلاص انتي روحي نامي ونوميه
قلت بهدوء وانا ادخل غرفتي : تصبحين على خير . .
ردت بتخدُّر وهي تسمع تسكيرة الباب : وانتي من اهل الخير


تنهدت الجازي بقوّه وحطت يدها على جبهتها وهي تتعوّذ من الشيطان " عدّت على خيير "
بهاللحظات سمعت صوت مشاري توّه يصعد بالدرج مع متعب ويقول بِشماته مُستَفِزه : ليش ما خليتيهم يكملون , بعد كان قلتي لي اجيب سكاكين من المطبخ
" أووهوه هذا وقته بعد " الجازي بتنهيده وهي تروح صوبه بسرعه وتمسكه من عضده بيدينها الثنتين وتهمس له : خلااص عاد ماعليك منهم
مشاري يقلّب عيونه بإشمئزاز : قلة أدب ؛ مايعرفون يحترمون بعض أبد
الجازي تسحبه للغرفه وتبتسم له بتسليك قبل لا يسمعونه البنات ويزيدون الطين بله : ماعليه ماعليه , خلنا بس ننام ويحلها الله بكره
مشاري بتنهيده وهو يفتح لمبة الغرفه اللي وصل لها : افف طيب . .
ابتسمت له الجازي بهدوء وقبل لا تسكر الباب قالت بهمس لمتعب اللي كان بيدخل لغرفته : غسّل اسنانك
متعب يفرك عيونه بتخدُر : ان شاء الله
أختفى متعب عن عيون الجازي لمّا سكرت باب غرفتها ومشت بتنهيده طويله صوب التسريحه وهي تطلق زفره قويّه بكل ماتعنيه الكلمه
مشاري بتأففُ وهو يجلس على حافة السرير ويفتح زرار ثوبه الاول : هذا اللي ناقص بعد والله يتهيبلون , ما ادري وش الشي اللي يخليهم ما يتفقون !
الجازي تجلس عالتسريحه وتطلّع البنسات من شعرها بتنهيده : خلاص حبيبي انت لا تضيّق خلقك ؛ يعني ما تعرف أسلوب عذاري المُستفِز
مشاري يناظرها بطنقره : لا تدافعين عنهم حتى آيه عدوانيه ؛ من صغرها تغار من عذاري لأن امي مدللتها
الجازي تناظره من المرآيه بإبتسامه : خلاص دام انك عارف جواب مشاكلهم ليش ماتصّد وتحقرهم !
مشاري بإبتسامه جانبيه وهو يحك راسه : والله اني احاول بس مو عن كذا , السؤال هو ان ليش آيه للحين تغار . .
رمشت الجازي بهدوء وكالعاده ماعندها جواب , فوقفت بهدوء و حركت شعرها الطويل براحه ومشت صوب الحمام
راقبتها عيون مشاري الشارده لين ما دخلت وسكرت الباب !
لحظتها سَرح هو بورق الجدران العنابي اللي عند الحمام وقال بقلبه : انا اخلص من هَتون يجوني آيه وعذاري
صحيح مو اول مره يختلفون ؛ لكن عالاقل كان عندي أمل انهم بيتفاهمون مع الوقت
مايصير يبقون على هالحاله لازم يتعدّلون ويساعدوني عشان نعيش مثل الناس
بحركاتهم هذي قاعدين يشيلوني حِمل زياده وانا ماني قادر استقبل اي شي خصوصاً بهالوقت اللي ضاغطني
" وبتنهيده طويله " ما اقول الا الله يرحم حالك يا يما , انتي اللي دلعتيهم وخليتيهم يغارون بدون ما تدرين " واتجه لجانب ايجابي بسيطه بخفه " تهه عالاقل الحمد لله ان هَتون عاقله ومالها خلق تتهاوش !
" سكت شوي وبعدها ابتسم بإزدراء على حاله وكمّل بذكرى " شِف بس وين وصلت ؛ بعد ما كنت الولد الهادي اللي ماله شغل بأحد , صرت مجبور اتعايش مع هالصراخ و أفكر بحلول لكل مشكله من مشاكلهم بعد . .


قطع تفكيره صوت الجازي تطلع من الحمْام وتناظر بالكومدينه اللي جنبه وتقول : للحين هذا عندك ؟
مشاري بتنهيده وهو ينقل نظره لصَك أرض هَتون : وش اسوي بعد , اخاف ارجعّه لها وتزعل
الجازي ترفع الغطا وتنسدح عالسرير يساره : طيب ووش قررت تسوّي بتبيع والا ؟
مشاري يعدل المخدات اللي وراه : مدري , استخرت بس ماني مقتنع بالفكره
الجازي بضيق وهي تغطّي نفسها : كله منّي , لو اني ماكلّمتها وهي معصبه كان ما صار اللي صار
مشاري يسكر عيونه بعد ما انسدح هو الثاني على ظهره : السبب مو منك ؛ هي اللي قطّعت الصور وقررت تبيع الارض " وتثاوب بكسل وهو يتغطى ويتناسى كل شي " المهم إني بظل أسايرها لين ما يحلها ربي وتشيل هالفكره من راسها
" وكمل بشرود وهو يفتحه عيونه ويناظرها " ماتدرين يمكن خيره هالتأخير دامها ما تحتاج فلوس هالارض الحين .





‘,





اليوم التالي
الاثنين
2 وربع الظهر | قدام فلة أبو زيد



زيد وهو جالس بسيارته و يكلم بالجوال بنرفزه و يفتح كرآج بيتهم بالريموت الاسود اللي بين اصابعه : هذي مو حاله يا أخي , فهّمه اني انا رئيس القسم مو هو !!
- ان شاء الله , بس انت إهدى الحين
زيد بقلبه وهو يقلّب عيونه بكِره ويناظر بسيارة عيسى الزهريه اللي استحلّت الكراج بعد ما انفتح وغصبته أنه يرجّع سيارته لورى ويلبّقها برا : افف كم مره لازم أقوله ان يوم الاثنين يومي
وناظر بالمرآيه عشان يرجع و كمل كلامه مع اللي بالخط : انا هادي طول المده اللي فاتت ؛ بس معليش الموضوع زاد عن حدّه , وانت تعرفني زين ما كلمتك الا وانا متعوّذ من الشيطان ودافع الشر بس هو مازال مُصّر يتدخل بتحُركاتي ويستفزني
- خلاص مالك الا طيبة الخاطر , ان شاء الله بأقرب وقت أحل هاللّبس بدون مشاكل بس انت اصبر عليّ
زيد بتنهيده طويله وهو يطلّع مفتاحه من السياره وينزل بتعب بعد خلّص من تلبيقها قدام بيتهم : طيب ؛ بس لو سمحت خبّره لا عاد يسوّي زي حركة اليوم , تراني صابر عليه ومن جد قاعد احاول اتحاشاه قد ما اقدر " وقلّب عيونه بكِره " بس الصبر له حدود
- تآمرني أمر , مايصير خاطرك الا طيب
زيد بتنهيده وهو يفتح باب بيتهم بمفتاحه الفضّي ويدخل : الله يسلمك ماتقصر
- يالله اجل مثل ما قلت لك لا تشيل على خاطرك وان شاء الله بحلها بأقرب وقت
زيد يضم شفاته بهدوء ويتنهّد : اوكِ
- في أمان الله
زيد يزفر نفَـسه و يسكر الخط : الله معك . .



.





تأفف بشويش وكمّل مشي بسيب حوشهم اللي غطّته شمس هاليوم الخفيفه وهو يطقطق بجواله
وصل بهاللحظه لباب البيت الداخلي وفتحه بدفاشه وهو يتنفّس الهوا المريح اللي خالط هوا الحوش ويدخّل جواله بجيب ثوبه الكحلي . .
سندس بفرح وهي تلمَحه من باب المقلط اللي كانت متسدحه فيه تناظر التليفزيون : هلا والله بالمعرس
عيسى يطلع من المطبخ ببيجامته الرصاصيه اللي يكرهها زيد وياكل ليز حار : مرحباا
" وش فيه ذا اليوم يتعمّد يغثّني والا انا اتوهم " ناظره زيد نظرة استصغار بعد ما تذكر سالفة السياره , وتنهد بشويش وهو يقلّب عيونه ويصعد الدرج عشان لا يتجادل معاه
عيسى بإستغراب وهو يناظره يصعد بخطوات كبيره : هييه يالنفسيّه انا اكلمك
مدّ عيسه بوزه بعباطه بعد ما رد عليه ومشى للمقلط وهو يعطيه طاف وياكل بالشيبس
سندس تناظر بعيسى اللي تركّى على باب المقلّط : شفيه ؟
عيسى وهو ياكل : مدري علمي علمك
سندس تقطب حواجبها بإهتمام : غريبه حتى ما سلّم عليّ !
هزّ عيسى كتوفه بإستفهام وكمّل أكله وهو واقف . .
سندس تفزّ من تسديحتها بعد ما كانت تفكر : لحظة لا يكون اتصل عليه ابو لذه ؟؟
عيسى يهمهم بعباطه : يالمخفّه ماعندهم رقمه أخذوا بس رقم امي والبيت
سندس ترجع تتسدح بطنقره : ياربيه طيب يمكن وصله خبر رِح شوفه بليييز
عيسى ماله خلق : يمااه استكي تراك راعية زنّ وانا مالي خلق
سندس بدلع وهي تتبيكى : عيسووه الله يعافيك اصعد شوفه والله بطني يعورني بعد الغدا أخاف صدق واصله خببر " ومدّت بوزها " لو سمحت يعني ماعندك فضول ؟
ناظرها عيسى للحظات وبدا يحارب نفسه ؛ بعدها تنهد بإستسلام وقال وهو يطلّع راسه ويناظر الدرج اللي يمينه : افف طيب بروح " وبتبرير مغرور " بس طبعاً مو عشانك عشان لقافتي اللي بدت تشتغل .



* بغرفة زيد *



كان واقف قدام دولابه الابيض العريض اللي يسار سريره المتوسط الغرفه ويدوّر بجامة نوم مريحه عشان يقيّل بسلام !
" بعد هذا اللي ناقص ؛ والله شين وقواة عين
يعني قلنا انك غيران من اني ترقيت بالمكان اللي تحلم فيه بس ماتوصل فيك الجرائه انك تتحكم بالنقل على كيفك وبدون ما تستشيرني
- وبقهر فضيع - حسبي الله ونعم الوكيل عليه بكمّل ثلاث شهور وانا ماني قادر اتأقلم بقسمي والسبّه بلاويه واستفزازاته لي !!
- وبرجاء - يارب ان شاء الله تنحل ويطيرونه بأي مكان وأفتك . . "


عيسى وهو يجلس عالسرير قدام زيد ويبتسم ابتسامه عريضه : هيلوو
زيد يلتفت بصدمه : بسم الله الرحمن الرحيم !! " وبعصبيه " انت متى دخلت
عيسى يترك الشيبس : يمه شفيك هدّي شوي , لا تاكلني بعيونك !
زيد يعض شفاته اللي تحت ويوقف ببرود : خلصني وش تبي , ترى ماني ناقصك يكفي انك حاط سيارتك بالكراج واليوم يومي
عيسى ببرائه : يووه سوري والله نسيت
زيد بتنهيده وهو ياخذ له اي بيجامه بسرعه ويسكر الدولاب ويتركّى عليه : ماعلينا يالله وش تبي ؟
عيسى يناظره بهدوء : سندس تحت على نار " وبإستفهام " لا يكون اهل البنت ردّوا لك خبر ؟
زيد يرطب شفاته ويحس إنه روّق شويات من هالطاري : اف لا ماردّوا
عيسى بجديه : أجل شفيك ؟
سكت زيد بهاللحظه وقال وهو يعطي عيسى ظهره ويفصخ ثوبه الكحلي : يعني وش بيكون فيني , الشغل العلّه ضاغطني
- بس مو لدرجه انك ما تسلّم !
" بدينا النشبه " وتنهد وهو يلبس بيجامته ببطئ : يعني الحين سلامي صار كُفر " وبسُخريه " أجل لحيتك اللي مو معفيها يبغى لك عليها قصاص
عيسى يحط يدينه على السرير ويتركّي عليهم : لا تقعد تلف وتدور يالله اعترف
زيد بإختصار جِدّي وهو يلتفت عليه بعد ما لبس : السالفه ومافيها ان واحد ما يتسمّى ناشب لي بكل صغيره وكبيره ورتبته ما تسمح له يسوّي هالشي
عيسى بإسترسال وهو يهز راسه : بس كذا ؟
زيد بتنهيدة كِره وهو يدور على السرير عشان يروح للطرف الثاني وينسدح عليه : وتو وانا جاي كنت اكلم مدير قسمنا وهو بيتفاهم معاه وبس . .
عيسى يقوم من السرير وياخذ الشبس بعد ما انسدح زيد وفتح اللحاف الاسود على كبره : اها " وبعفويه " يالله ماعليه هوّنها وتهون
زيد بتنهيده وهو يسكّر عيونه ويتغطّى بتلذُذ : ان شاء الله , عاد يالله اطلع عطيتك وجه " وبتنبيه " ولا تنسى تصحيني للصلاه
عيسى بإبتسامه بسيطه وهو يسكر الباب بعد ما طفّى نار لقافته : اوكِ .





‘,





4 الا خمس العصر | فلة أبو مشاري
بالصاله فوق



كنت جالسه براحه على الكنبه الصغيره اللي جنب الباب ومنزله عبايتي الراس على كتفي ومتحجبه والنقاب بنفس يدي اللي ماسكه فيها يوسف . .
آيه تدخل عليّ وهي تعدل نقابها وترفع شنطتها السماويه على كتفها : ها خلصتي ؟
ناظرتها بإبتسامه وانا امسح سعابيل يوسف بالمنديل : اي قاعده انتظركم من زمان
آيه تقرّب مني وتشيل يوسف : هوباآ " وطلعت من الباب " أجل يالله ننزل
قمت من الكنبه وانا امشي وراها وانادي عذاري اللي تأخرت : يالله ترانا نازليين
آيه تلتفت عليّ وتعطيني يوسف وهي تنزل : صبر لحظة لا تنزلين روحي غيري بلوزته
قلت بإستغراب وانا آخذه : ليش ؟
آيه تقلّب عيونها : من جدك بتخلينه يلعب بماركه !
رفعت حاجبي وقلت بإستنكار : يما آيه عادي خليه يستانس من زمان مالبس ملابس جديده
آيه تكمل الدرج بتطنيش : كيفك حمد لله والشكر هذا وانتي الديّنه وتعرفين ان التبذير حرام
ناظرت فيها بهدوء وماحبيت أرد لأني مو مستغربه من طبايعها اللي ما تتركها . .
بهاللحظات جانا صوت عذاري المغرور وهي تنزل وراي : هَتون ماعليك تجنن البيربري عليه " وكمّلت وهي تدقّ آيه بالحكي " تعرفين كل من يلبس على مستواه
آيه بقرف وهي ترفع فمّها وتلتفت عليها بعد ما وقفت بنص الدرج : شفنا مستواك اللي كلّه تتسلفين مني عشان ترفعينه
عذاري بصد وهي تنزل بكِره : ما اقول الا حمد لله والشكر . .
آيه ترفع فمها بقرف بعد ما مرت عذاري من يسارها : اي والله حمد لله والشكر !
متعب وهو يفتح باب البيت اللي كان قدام الدرج ويدخل : يالله عماتي أبوي يقول بنمشي
رديت عليه بإبتسامه وانا اكمّل الدرج بعد ما طنشوه خواتي : هذانا جايين



* بالسياره بعد 23 دقيقة , طريق العليا العام *



الجازي تسْحب كيسه البقاله من متعب اللي كان طول الطريق ياكل منها : هااه خلاص الحين بنوصل لا تخلصه كله
متعب يشدّ الكيسه بزَعل : يبااا شوفها
مشاري بتنهيده وهو يركّز بالطريق : الجازي عطيه خليه يسكت
قلّبت الجازي عيونها وقالت بتهديد قبل لا تسلّمه إياه : اسمع ترى اذا خلصته الحين ماراح اعطيك من حقنا لمّا تجيني بالليل تبكي تبي !
قطب متعب حواجبه بعصبيه وهو يفكر ويناظرها ؛ بعدها قال بحقد طفولي وهو يتكتّف بإستسلام : ياربييه خلاص ما أبيه


أبتسمت بشويش وانا اناظره جالس قدامي وسط امه وابوه ويتدلّع عليهم من بعد ما درى أن مشاري باع الكاسكو حقه اليوم الظهر لأن صار مزعج من قلب وما استفدنا منه شي غير الصراخ . .
وعاد من آثار بِكاه اللي عوّر قلوب الكل قرر مشاري يودينا بهالرحله العائليه لـ حديقة عامه عشان ينسيّه اللي صار ويدوّر رضاه بالمراجيح !
قلت بقلبي وانا أغبطْهم بحُب وعاطفه : ماشاء الله , ربي يخليه لهم ويكبره بالعافيه
إلتفتت لا شعورياً ورآي عشان اشيّك على يوسف اللي كان جالس بالعربيّه المخططه بألوان فسفوريه جنب رتني بآخر مرتبه بالجمس وهو يحرّك مصاصته الحمرا اللي فيها ويني الدبدوب بفمّه ويتأملني بـ نظرات تجنن !
قلت بشغب وأنا أأشر له بيدي : سوفه ماما
حرّك يوسف شفاته بعشوائيه وهو يتميلح ويمدد يدينه لي ببرائه لأن كالعاده مايحب حزام العربيّه اللي يمنعه من الحوسه هنا وهناك
ابتسمت له ابتسامه لطيفه من تحت النقاب وأخذت لي نفَـس بسيط وانا أحمد الله بهدوء والتفت يميني ويساري عشان أشيّك على آيه وعذاري اللي كان الهدوء مخبّي هواشهم المستمر من البارح . .


عذاري مشغوله بتمتمه الملخصات اللي بين يدينها بحكم إنها صرّحت بأن اختبارها بكره سهل كالعاده ومابقى لها الا جزئيه بسيطه بتراجعها بالسياره
أمّا آيه كانت تحرّك اصابعها على أزرار البي بي ومنسجمه بالسوالف
قلت بقلبي بعد ماشفت ان الجو أحلى من إني افتح أي سالفه تخليهم يتناقرون : سكّنهم مساكنهم الله يتمم على كذا . .
" وبإبتسامه عشوائيه " ماشاء الله شكلي حسدتهم , من زمان ما حضرت هوشات حماسيه مثل اللي شفته امس رغم إنهم يتحارشون كثير !
" وكمّلت بتذكُر " يوووه صحيح توني ألاحظ أن حالهم ما تغيّر من اول ما ولدت عذاري . .
الصراحه وبدون مُبالغه أحسهم حتى بنظراتهم لبعض بالايام العاديه يتهاوشون
" وبشغَب " اقول ياحليلي بس مُسالمه لحد النُخاع .


وقفت سيارتنا بهاللحظة مُعلنه عن وصولنا لـ للحديقه العامه اللي شلنا عفشنا وجيناها رغم إن الجو بارد ومو ذاك الزود يشجّع ؛ بس ما العتب الا على دلع البزارين !
عدّينا مدخل الحديقه الطويل وإحنا نمشي ورى بعض ويترأسنا مشاري بعد ما نزّلنا أغراضنا من السياره وكل واحد تكفّل بحموله مُعيّنه من الكياس . .
أنا كنت بهاللحظات أمشي بالاخير لأني من جهه قاعده ادفع عربيّة يوسف ومن جهه ثانيه اناظر السِحر الاخضر اللي حولي بكل جهه !
بعدها بدقايق , قدرنا نلقى مكان مناسب نوعاً ما بحكم ان الاختيار صعب بما إننا حريم ونبغى ناخذ راحتنا ؛ فجلسنا تحت مجموعة شجر كبار قريبه وبعيده بنفس الوقت عن مكان ألعاب الاطفال التقليديه وزحمتها المعروفه اللي تزعجك بأصواتها


قلت بتنهيده وانا اناظر الجازي اللي كانت قدامي بعد ما أستقريت أخيراً وعطيت الناس ظهري : وااه والله مدخلهم طويل كسّر رجولي
الجازي بإبتسامه وهي مازالت للحين تعدل أطراف الفرشه البنفسجيه وتطلّع الاشياء من الكياس : وانتي الصادقه , بس الصراحه صدفه حلوه يوم قررنا نطلع بالاختبارات " والتفتت حولها بشويش " الناس قليل حتى متعب محد راح يضايقه بالالعاب . .
تلمّست شنطتي اللي كانت يميني وقلت وانا اطلع جوالي : ذكرتيني اتصل على مشاري عشان يقول لرتني تنتبه لجوالها بعد مايرجع ؛ عاد مالي خلق تسوّي افلام هنديه وماترد علّي لمّا ادق
آيه بتعليق بسيط وهي مشغوله بتصوير حوستنا اللي كانت ترتبها عشان تحطها بالبي بي : ما افهى منك الا شغالتك
قلت بتنهيده وانا اتحاشاها : أصلاً شكلي بفكر أسفّرها معور قلبي برودها . .
عذاري بإستخفاف وهي تعدل تركِيتها على الشْجره : بس الله يعافيك قولي لمشاري يقدّم على وحده قبل لا تسفرينها ماودي أرجع للأيام الخوالي
الجازي بضحكه وهي تفتح علبه البيبسي العائلي : وااي عذاري اذكر اني انصدمت يوم شفتك تنشفين قميصك المدرسه بالاستشوار
عذاري بإبتسامه جانبيه وهي ترمي ملخصاتها وتقرّب من الاكل : بعد وش اسوي دايم انسى اغسله بالليل فاضطر اشتغل عليه الصبح ومافي اسرع من الاستشوار بالتنشيف !
ابتسمت على عباطتها واخذت لي كاس بيبسي واتصلت على مشاري . .


عذاري وهي تحك خدّها من تحت النقاب : الجازي مرري لي علبة بيت الدونات
آيه تاخذ العلبه قبل لا توصل لعذاري : لحظة نقسّمها علينا
عذاري تقلّب عيونها بإستهزاء : وااي ماتوا اللي يسوّون حركات البخل
آيه بتطنيش وهي تفتح العلبه وتاخذ لها حبتين دوائر وتحطهم على منديله : اللي عنده اخت مشفوحه اكيد بيكون بخيل !
الجازي بتنهيده ونفاذ صبر : أوهووه انتي وياها خلاص ارحموني أبي احس اني انسانه طبيعيه رايحه استانس لمره وحده عالاقل !


قِلت بإبتسامه وانا اسكر الجوال واقوم : عليك فيهم , انا بروح اشوف يوسف ؛ مشاري يقول إنه يبكي
عذاري توقفني : خذي المصاصه يمكن يبغاها
مدّيت يدي وانا آخذ المصاصه وابتسم لهم وأروح . .
آيه بتنهيده بسيطه وهي تشيل عينها عن هتون اللي راحت وتاكل دوناتها : ااه دلوووع هالولد تلقينه الحين متعلق بالمراجيح ويصيح يبيها
الجازي بتعليق بسيط وهي تصوّر فرشتهم بجوالها : كل البزارين كذا مو بس هو
آيه بقلبها : واضح ان كلهم كذا ؛ حمد لله والشكر اجل في احد يلبّس بزر رايح يلعب بالتراب ماركه !
" وبسُخريه وهي تاخذ جوالها " والله شي انا اول ما كنت اتجرأ اشتري ملابس عيد تتعدى الألف وهالزعطوط ابو كم شهر يلبس بلوزه بنص هالمبلغ . .


تنهدت بشويش وهي تطرد هالافكار و تفرفر بلستتها وتشغلت نفسها بالاكل اللي حولها والدونات اللي بيدها .





‘,





5 الا عشر العصر | فلة ابو زيد
بالصاله فوق



رنين بتنهيده وهي تدخل على خالتها وتجلس بتعب وتفتح أزرار عبايتها : السلام عليكم
ام زيد تناظر سندس اللي مرّت بخطوات ثقيله وهي تفصّح عبايتها بتوتر وعلى طول راحت لغرفتها بدون ما تسلم : وعليكم السلام " وبإستغراب " شفيها اختك ؟
رنين تتمغط بتعب : مافيها شي عيسى كان يستهبل بالسياره فطنقرت عليه
ام زيد بتنهيده : لحول . .
عيسى وهو يدخل بإبتسامته المعتاده : مساء الخير
ام زيد تقلّب بالمحطات : هلا " وناظرت فيه " شمسوي لإختك كم مره اقولك لا تزعجها !
عيسى يجلس بأريحيه جنب امه : وهه ما اسرع دريتي
ابتسمت له رنين ابتسامة مَكر وهي تِغني نفسها بالسكوت عنه . .




.





ام زيد بتنهيده وهي تناظره بنص عين بعد ما لصق فيها : وين البطاقه ؟
عيسى يتذكر ويطلع بوكه من جيبه : اي صح " وباسها برومانسيه على خدها بعد ما طلّع بطاقة السحب " تفضلي يا أكرم أم
ام زيد تقلّب عيونها : عسى ينفع فيك عاد . .
عيسى بمزح وهو يدق خصرها بكوعه : شدعووه
ام زيد بتنهيده وهي تاخذ جوالها من على الطاوله البنيه القزاز اللي قدامها : المهم شِف جوالي مدري وش فيه
عيسى يحاول يفتحه : شسويتي فيه ؟
- مدري كنت اكلم وطفى , حاولت اشحنه بس ما اشتغل ؛ عاد اذا ماعرفت له بوديه اليوم لمّا ارجع من المستشفى
رنين بإستفهام : مستشفى وشو ؟
ام زيد تناظرها : بروح انا وابوك ناخذ دواي القلب الجديد ومره وحده بشوف لي اغراض من الصيدليه
عيسى بجهل : ذا يا احترق او فيه علّه , انتي طلعي بطاريته الحين واذا ماصلح عالليل وديه " وحطه على الطاوله وقام " يالله انا بروح انام
ام زيد بتأفف وهي تناظره يروح : هذا وانا توني معطيته فلوس
رنين بإبتسامه وهي تتسدح وتنتقل لموضوع ثاني : الا زيد وين ؛ مو من عوايده ينام الى الحين !
ام زيد : طلع بعد مارجع من المسجد يقول انه مشغول شوي
رنين وهي تناظر سندس اللي دخلت عليهم بعد ما غيّرت ملابسها ولبست بجامه زهريه طفوليه : الله يعينه
سندس بتنهيده وهي ترفع شعرها كعكه : انتي للحين بالعبايه !
رنين بضحكه : قاعده اسرد موجز الانباء
سندس تقلب عيونها بكِره : استغفر الله دريتي يما ولدك وش سوّا فينا !
ام زيد بتنهيده : آآآه وش سوّا بعد
سندس ترفع رجولها وتجلس براحه وتميّل وجهها اللي تكّته على يدها اليسار : تخيلي واقف بالشارع العام عشان يساعد واحد سيارته بنشرت وتاركنا انا ورنين بالسياره ننتظر حضره يخلص من هدفه السامي
ام زيد بإبتسامه جانبيه : إنا لله
سندس بقهر وهي ترفع فمها لفوق : استغفر الله صاير ما ينطااق من بعد سيارته اللي تفشّل " وقطبت حواجبها " وبعدين يما تعالي ليش تعطينه فلوس الصبغه مو المفروض انه يدوّر له شغل ويفكنا من هباله شوي !
ام زيد ترفع حاجبها : عن العياره حتى انتي تعطينه من راتبك اذا طلب , يعني وش تبيني أسوّي اخلي ولدي بدون فلوس ؟
سندس تتكتّف بطفش : يوه انا اعطيه فضله , بس انتي اللي ماعرفنا لك اربع وعشرين ساعه توصينه يشتغل وتهددينه بالفلوس ولمّا يجي الفعل نشوف العكس
رنين بتأفُف وهي تنسحب من هالموال اللي راح يطول : أنا بروح أغير ملابسي .





‘,





5 وربع | بالحديقه العامه



كنت واقفه متكتفه , ومتركيّه على وحده من الحدايد القصيره الرصاصيه المحاوطه العاب الاطفال اللي تفتح النفس بأرضيتها العشبيه المتخالطه مع التراب والالعاب البسيطه اللي تناسب اغلب الاعمار
بهاللحظة أشّرت ليوسف اللي كان قدامي وقلت بطفوله وانا اشوفه يضحك بصوت عالي وحوله الاطفال يلعبون ومن وراه الشجر بعد ما ركّبته رتني بالمرجيحه الصغيره وقامت تدفه : يا زين اللي قاعد يلعب
أطلق يوسف ضحكات صارخه وهو يعلن عن كامل وناسته باللعبه وبأني جنبه وقاعده اكلمه . .
ابتسمت بهدوء وانا اناظره يتطاير لقدام وورى كأنه ريشه رغم سمنته لكن حجمة الصغير بالنسبه للمرجيحه اللي المفروض تكون مناسبه للي حول سنّه مو مخليته يثبت !


قلت بقلبي وانا أتلمّس بطني بهدوء وعاطِفه : يالله ؛ سبحان من خلاك قدامي بهاللحظة بعد ماكنت ولا شي . .
"وبإبتسامه " أذكر انه كان مره صغيير اول ما جابوه لي بعد الولاده وانا على ذاك السرير الازرق ؛ لدرجة إني يوم مسكته رجفت بسرعه وعلى طول حطيته على فخوذي وانا مو قادره اسيطر على مشاعري
كان مجرّد قطعة لحم ناعمه مره وطريّه , صحيح إنه كان سمين لكن مضاعفات الولاده أرهقته وأرهقتني كثير . .
" وبإبتسامه لطيفه " يوووه يا ذاك اليوم كنت من جد من جد خايفه إنه تجيني الولاده فجأه وما اكون مستعده مثل ما يصير بالمسلسلات ؛ بس رغم إنها جت بوقت مُتوقع لأني قربت اكمل التاسع كنت همّ مو مستعده
بذيك اللحظات يوم وصلت للطوارئ بعد ما لقينا أخيراً دكتورة تولّد بواحد من المستشفيات القريبه من مستشفاي اللي اراجع فيه , كنت اهذري بإني خلاص راح اموت ولازم اكتب وصيّه عشان ام معاذ ما تاخذه وتربيه عندها بعد ما انا تعبت فيه
" وبضحكه جانبيه " استغفر الله تحشييش , بس والله محّد يلومني كنت مرعوبه من اللي راح يصير لي خصوصاً اني اول مره , ومحد كان جنبي يعلمني كيف اتصرف
صحيح الجازي ما قصّرت كانت تزورني ببيتي وتعطيني شويّة نصايح , لكن أكيد ماراح تسد فجوة الفقد اللي كنت أعاني فيها من ناحية أمي ومن ناحية زوجي اللي كنت راح استمد منهم شجاعه خُرافيه لو كانوا موجودين . .
" وبتنهيده ثقيله " افف خلاص انا وش لي بهالطاري الحمد لله على كل حال
" وبإستنكار وانا ارجع بذاكرتي لبعيد " بس الصراحه محد كان راح يصدق قبل خمس سنوات اني بكون أم وبعيش مثل هاللحظات !
متهوره , عنيده , باردة , فيضويه , بس اتمصخر عالناس , طفوليه ؛ هذا اللي كنت عليه بذيك الايام
بس الحين " وبلعت ريقي " قاعده اعيش ثواني تكبّرني لـ 10 سنين قداام . .


رمشت بهدوء ثلاث رمشات ورى بعض وناظرت متعب وهو ينفض الغبار عن جينزه الجيشي ويبتسم إبتسامه تدغدغ بسبب سنّه اللي طاح قدام رغم إنه معطيه شكل مُشاغب يجنن !
قلت بهمس وانا اضحك عليه واناظره : ياربي لا يكون بيجي اليوم اللي راح يطيح فيه سن يوسف بهالسرعه . .
أخذت نفس بسيط وبالصدفه ناظرت ساعة جوآلي اللي غفلت عنها " يوه صارت خمسه من زماان "
أشّرت بهاللحظات لرتني عشان تجيب يوسف ومتعب ونرجع سوا لأخواني وفرشتنا بعد ما نبّه عليّ مشاري اني ما اتأخر عشان على الاقل نرجع قبل العشا
ظليت واقفه اناظر مقاومة متعب اللي نفّخ خدوده وبدا يمشي صوبي بتذمُر بعد محاولات اقناع طويله من رتني !
وانا قاعده اتأمل هالزحمه اللي حولي لفت انتباهي شاب مُراهق يناظرني بالجهه الثانيه
قلت بقلبي وانا أقلّب عيوني وامسك يد متعب اللي وصل لعندي : اففف ذا شكله ناوي يغازل ؛ من اول ماراح مشاري وهو يتميلح استغفر الله . .
كمّلت مشيي بحذر بدون ما ألتفت والحمد لله وصلنا بوقت قياسي بدون أي مُضايقات



مشاري يتكّي بأريحيه جنب الجازي ويناظر بعذاري : ها ما خلصتي مذاكره ؟
عذاري بتمتمه وهي تراجع : خلصت بس قاعده اركّز على الاشياء المهمه
مشاري بإبتسامه : طيب كم تتوقعين تجيبين دامه اول ترم لك بالاهليه ؟
عذاري بإبتسامه بسيطه وهي تكمل مراجعه : مدري بس ان شاء الله تكون احسن من اللي جبتها بالحكومه
ابتسمت آيه بسُخريه على كلمتها , فرفعت عذاري راسها وقلّبت عيونها بكُره وهي تتأفف وتحاول ما ترد عليها !
الجازي تهمس لي : وراهم ذول مو راضين يرسوّون على بر كأنهم حِمّل متوحمين على بعض
قلت بضحكه وانا احاول اكتمها بيدي اليسار اللي دخلتها من تحت النقاب : فكينا بس لا تزيدين النار حطب
ضحكت الجازي بشويش وابتسم مشاري اللي كان قريب وسمعنا
التفت بعدها على يوسف اللي كان جالس بشكل لطيف وطالع كيوت بالجينز الاسود والبلوزه السماويه , ومفحج رجوله الزعنطوطه وماسك الرضاعه الزهريه بيدينه الثنتين ويغرغر بشغَب !
قلت بطفوله وانا اشيله من الارض واحطه على فخوذي : ماشاء الله ماشاء الله صاروا مايحتاجون الماما تمسك لهم الرضاعه
الجازي بتفاؤل : الحمد لله هذا معناه ان نموّه زي الفُل , لا واذا كمل 6 شهور بيصير يجنن ويونّس اكثر من كذا
بسته على خدّه بحماس لدرجه ان الرضاعه فلتت من اصابعه الدبدوبه وقلت بخفه : هذا يزنن بكل حالاته وهـ يا سوفة ماما انتَ
ابتسم مشاري برضى وهو يحمد ربه بأن نفسيتي صايره زينه هالاسابيع اكثر من اول . .


ناظرتني آيه بهدوء وابتسمت لي انا ويوسف ولفّت وجهها بسرعه للجهه المُعاكسه وقلّبت عيونها بكِره مُفاجئ محد لاحظه !
قالت بقلبها وهي تناظر بعض العائلات اللي يمينها : وش هالشينه استغفر الله . . مدري شلون متجرأه تفتح وجهها
" وبحِقد وهي تتأملهم " لا والا زوجها ذا , كيف يقدر يتحمل يقعد معاها ثانيه وحده !
اصلاً شلون تزوجت , المفروض اللي بمثل هالمستوى يكون عندهم كبرياء وعزّة نفس شوي ؛ تلقين اللي مثلها بس شغلتهم المغازل والتميلح وقلة الادب وتصييد الرجال
" قلبت عيونها بكِره وكملت وهي تسترق النظر عليّ انا ويوسف اللي كنت العب معاه بطفوله " لحظة انا ليش اروح بعيد , عندي هتون !
" وبإستنكار كَريه " شلون نسيت ان هي الوحيده اللي تزوجت فينا مع اني انا وعذاري احلى منها ؟
الكل كان يمدحني لمّا كنت بالثانويه , حتى عذاري أخذت حظ حلو من هالشي
" وعضّت شفاتها بكِره عميق " المفروض ابوي مايزوّجها قبلي , وولا هي توافق !!
ادري انها ماتحب الا نفسها وبس توقف بطريقي " وبضيقه عظيمه " بس ليش تزوجته ؛ اكيد فرصتي بالزواج كانت راح تكون اكبر اذا ماتزوجته
" وبمشاعر متدافعه وتكّه قويّه بدت توضَح على ملامحها لولا النقاب اللي غطاها " اكيد الناس اذا طروني الحين بيقولون اني شينه فعشان كذا هي تزوجت قبلي حتى لو ماكانوا شايفيني
" وبلعت ريقها بحقد ورفعت فمها بقرف وهي تتأملني بطرف عين " ماني عارفه وش اللي يميّزها عني ؟ وش اللي عجب معاذ فيها بعد ماشافها !
وجهها ؟ زولها ؟ طولها ؟ طلّتها ؟ كلها عاديه وانا بمثل هـ المقاييس افضل منها بكثير بكثير
صح هي انعم مني ويمكن اذا كانت شخصيتها دلوعه بتكون شوي مقبوله , لكنها مو كذا ؛ مخفّه ,هاديه وتجيب الكئـآبه ؛ حتى سالفه ماتعرف تسولف زي الناس !!
هدوئها يجيب المرض واذا صارت طيبه احس ودي اذبحها " وعصرت أسنانها بقهر فضيع " يعنني تقدر تمثّل علينا انها قنوعه ومميزه
" وتنفّست بصعوبه وهي تبلع الغصّه " مابي احط بذمتي بس تلقاها والله اعلم تخبّي بلاوي كثيره اولها يمكن تكون متعرفه على معاذ قبل لا تتزوجه !
" وقطبت عيونها بهدوء وهي تتذكر " صحيح ما أمدانا سافرنا عند جدتي بعد ما طلع ابوي من بيتنا ؛ كلها على بعضها سفرة اسبوعين , شلون قررت امه تخطبها وهي بس شافتها مره وحده بجمعَه عاديه ؛ واللي يأكد كلامي ان معاذ اصغر اولادها ودلوعها فـ لازم تختار له احسن وحده
" وعصرت يدها بقهر وهي تناظر مِلح يوسف " مسكين يا معاذ كنت احلى منها بمليون مره مالقيت تاخذ الا هَي
" وبنرفَزه وهي تزفر نِفسها بسُخريه " تهه شكل ذوقه ماكان على جماله . .


" وبإسترسال وهي تنتقل لمعاذ اللي تذكرت حادث موته " والله ما ألومه يصدم بأي احد ويموت بعد ما قعد مع كئـآبتها سبع شهور
وإذا بقول الصراحه فـ استغفر الله انا ما اخفي اني بعض الاوقات استانس بإنها أرمله ومستحيل احد ياخذها
" وبضحكه جانبيه خبيثه " الحمد لله انه مات وفكّني , على الاقل الحريم الحين بيلتفتون لي كثير وماراح يرضون بوحده أرمله وفوق هذا عندها ولد
" وبغرور " بعدين الناس تبي الزين والدلع لعيالهم وذي حتى ما تطلع ومحد يشوفها ولا هي راعية ضحك ووناسه
" وقلّبت عيونها بكِره " احسن منها للأزفت ان شاء الله ؛ خليها شوي تحس بالنَقص مثل ما حسستني فيه يوم عاندت وتزوجت قبلي , اللي ما تستحي كأنها ميته عالزواج حتى ماكانت مكمّله الـ 22 سنه وقتها ؛ المفروض تحس شوي ومهما كانت الظروف بذيك الايام كان لازم تفكر إنها بتسد طريقي


بهاللحظات قاطع الكل صوت متعب العالي اللي قال بكسل : أوهوو عذااااري عطيني غزل البنات الازرق
مشاري يناظر حقرانها لمتعب اللي كان يناديها من فتره : يابنت ردي !
عذاري بقرف وهي حتى ما كلفت نفسها ترفع عيونها عن الملخصات اللي بين يدينها وتناظره : خير وش تبي وبعدين كم مره اقولك انا مو عذاري , تراني عمتك مو اصغر عيالك
متعب بطفش وماله خلق يقوم يجيب غزل البنات اللي نفسَه فيه : ياربيه قولي كذا من زمان " وبدون نفس "عمتي عذاري ممكن تعطيني غزل البنات ؟
قلت بإبتسامة رجاء وانا اناظر عذاري اللي كانت يميني وارجع اناظر متعب اللي رحمته : يالله حتى انا عذاري ارمي لي العلبه الورديه يوسف يستانس على السكر
مدّت عذاري بوزها واخذت لها علبتين من غزل البنات اللي جنبها ورمتهم علينا من غير نفس . .
فتحت العلبه وانا اشكرها , وبديت أقطّع اجزاء صغيره وآكل منها شوي عشان أصغرها زياده قبل لا اعطيها ليوسف اللي شدّه اللون المُغري .





‘,





اليوم التالي
الثلاثاء
2 ونص الظهر | فلة ابو زيد
بالقبو تحت
* قبو شبابي واسع على كبر الفله *



وقف زيد بأريحيه جنب زاوية طاولة البلياردو الخضرا اللي مقابل الدرج اول ما تنزل للقبو , وهو يدخّن وللآن ماغيّر ثوبه الرمادي اللي كان جاي فيه من الشغل
واحد من اصحابه وهو يتركّى على الزاويه الثانيه من الطاوله بعد ما ضرب كرته بالعصا البنيه اللي بيده : يالله دورك
زيد بإبتسامه جانبيه هاديه وهو يركّز على الكره الصفرا اللي لو ضربها بيفوز : نقول بسم الله
وبعد ما أنسمع صوت الكُرات وهي تتصدام قال صاحبه الثاني اللي كان جالس قدامهم ومتركي على الكنبات الكلاسيكيه البيضا الساده وممد يدينه على المَرتبه : أوبس راحت عليك . .
زيد بتنهيده وهو يترك العصا اللي بيده بملل وينشغل بزقارته بعد ما خسر بتسديد الضربه : اف خلاص تعبت
صاحبه الاول وهو يحط يده على رقبته ويمشي معاه للكنبات اللي كانت بأحد الزوايا على اليسار قدام البلياردو والالعاب الرياضيه الثانيه اللي معبيّه هالمساحه الضخمه : أفف منك ؛ يالله عاد امش نلعب مره ثانيه !
ناظره زيد نظره عميقه وقال بكسل : لا خلاص والله احس اني اتشقق من كثر التعب . .
قال صاحبه الثاني بتنهيده وهو يطبب على الكنبه اللي جنبه : خلّه يرتاح " وناظر زيد " تعال اجلس ماعليك منه
صاحبه الاول وهو يتنهد ويبعد يدّه عن زيد اللي راح يجلس : افف يعني وشو ماراح نستانس " وبعباطه " هي كم مره بالحياه تحصَل لك تلعب وتاخذ راحتك بمثل هالمكان وببلاش !
صاحبه الثاني وهو يتأفف ويريّج جلسته بعد ما جلس زيد جنبه : خلنا نسولف ويالله بلا بزاره كأنك اول مره تجي " وناظر بزيد وهو يستطرد " وانت تعال بسألك وش صار مع النكد اللي بالشغل ؟
زيد بتنهيده طويله وهو يرفع فمّه بقرف من هالطاري ويقلّب عيونه : مدري عنه , كلمت المدير بس ماسوّا شي ؛ شكله ما قال له للحين
صاحبه الاول وهو يقلّب بمحطات البلازما السودا المتوسطه اللي قدامهم بعد ما جلس ومدد رجوله : بالله هذي سوالف تنحكى ؛ يا تسولفون زي الناس يا يجي احد يلعب معاي !
زيد بإبتسامة تعاوُن وماله خلق هالطاري : اي والله من جد , هاتوا سالفه ثانيه .



* فوق بالصاله *



رنين وهي تصعد الدرج بسرعه وماسكه بيدينها كاسه مويه وصحن رز اصفر وتكلم سندس اللي كانت قاعده بالكنبه الوسطيه الطويله و تشتغل على اظافرها : زيد ماقالك متى بيروحون ؟
سندس بإنشغال وهي تحط اسيتون بالقطنه البيضا : اشش ترى يوصلهم الصوت
رنين بشويش : سوري " وبإستفهام " ماغيرهم * مساعد وهلال * صح ؟
همهمت سندس بإيه وهي تنفخ على اظافرها . .
رنين بتنهيده وهي توقف بنص الصاله : طيب وابوي وخالتي متى بيجون ؟
سندس تتأفف بإنشغال : ياربيه ياكثر اسألتك " ورفعت راسها " تو ابوي دق يقول بعد ما طلعوا من السوبر الساعه 1 راحوا يتغدون
رنين بتبويزه وهي تمشي لغرفتها بكسل : افف طيب , انا بروح اتغدى واكمل مذاكره . .
نزّلت سندس عيونها عن رنين وكمْلت مسحها للمناكير الخضرا اللي كانت حاطتها


بهاللحظات رن التليفون !
سندس بتنهيده وهي تمطط نفسها عشان تاخذ السماعه اللي مو بعيده عن كنبتها بدون ما تقوم : ألوو ؟
" وبلعت ريقها بصدمه بعد ماشبّهت على الصوت " وعليكم السلام
الحمد لله بـ خير
" وبإبتسامة حماس مخلوطه بتوتر مو صاحي " الله يسلمك , اي خاله اكيد عرفتك
الحمد لله كلهم تمام
" وضمّت شفايفها بفرح مشدود لدرجة انها تركت كل اللي كان بيدها الثانيه " لا امي مو موجوده الحين
" وبلعت ريقها وهي تقرّب من التليفون وتلعب بالسلك بحماس " جد ؟
اي جوالها خربان
أها خلاص ان شاء الله بقولها
هه اوكِ لا توصين حريص
الله يسلمك
ان شاء الله , مشكوره
ياهلا والله الله معاك .


سكْرت السماعه بفرح فضييع ووقفت بتوتر وهي مو قادره تسيطر على مشاعرها وعلى طول اتجهت للدرج اللي قدامها بسرعه
لكنها تأففت بعصبيه ووقفت بنص الطريق بعد ما تذكرت إن اصحاب زيد تحت !
فجأه قالت بسرعه وهي تتذكر وتركض للكنبه اللي كانت جالسه فيها : صح الجوال
مسكت جوالها بفرح ومو قادره تستوعب كميّه الحماس والفرحه اللي بقلبها بعد ما سمعت اللي قالته المتصله
بلعت ريقها بلهفه وهي تضغط على رقمه وتحط الجوال عند اذنها وتهز رجلها لا شعورياً مع كل رنه تسمعها من كثر التوتر !
- الوو
سندس وقفت من الفرحه : زيد إلحق بسسسرعه اصعد لي فوق
زيد بإستغراب هو يقطب حواجبه : شتبين قولي ؟
سندس مو قادره تستحمل اي ثانيه زياده قبل لا تعلمه : اقولك تعال
زيد بدون نفس : سندسووه مالي خلقك اخلصي عليّ
" أوهووه وذا وقته يتفنن بالبرود " قالت بعصبيه وهي تفتّح عيونها على اوسع شي : زيّوود اصعد تكفى شي من جدد مهم !!!
زيد بتنهيدة إستسلام بعد ما شدّه صوتها المتحمس : افف طيب يالله . .
سكْرت سندس الخط وابتسمت ابتسامه عريضه من قلب وهي تضم جوالها على صدرها
ومن الحماس ظلت واقفه بنفس مكانها لفتره وتحاول تجمّع الكلام براسها والفرحه مو واسعتها



وبعد لحظات مُربكه من الانتظار قاطعها صوت خطوات زيد اللي قرّب يوصل بعد ما صعد الدرج الطويل . .
سندس وهي تفتح حضنها بإتساع و تركض بحماس صوب زيد اول ما اقبل : خمّمممممني أيُها الفتى العملااااق !!!
زيد بإستغراب شديد بعد ما ضمته سندس هالضمه الغريبه : بسم الله مين انتي
سندس بضحكه وهي تبعّد عنه و مو قادره تستحمل اللي بتقوله : زيوّووود الف الف الف مبرووك
زيد يبلع ريقه بإستنكار : اللهم اجعله خير ؛ على ايش طيب ؟!
سندس بشغف وهي تتنفس بعمق : تدري مين اللي اتصلت تو ؟
زيد يقطب حواجبه ويحك يمين حنكه بإستفهام : مين ؟
سندس تحرّك شفايفها اللي مو قادره تسكرها من كثر الوناسه : ام لذّه .




ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


ألقاكم

الاحد
ان شاء الله
استودعكم الله .




 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 24-07-12, 04:00 AM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 

-
بارت 9
-




يوم الاثنين
10 وخمس الصباح | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



كنت متربعه على الكنبه الطويله اللي دايم اجلس فيها بـ بيجامتي الفوشيه الفضفاضه اللي عليها ورود ملوّنه , واناظر بيوسف المتمدد على ظهره بالارض بنص الصاله وقاعد يحاول يسوّي بهلوانات ويمسك رجله اليمنى بيده اللي مليانه سعابيل !
قلت بعِتاب وانا اترك جوالي بتأفُف وأأشر له : لاا يا ماما كخخه كخخه . .
تأوّه يوسف وهو يقلّب عيونه , وفِكره شارد بين تحذيراتي وبين رجله اللي قرّب يلمسها مثل ما كان يبي !
تنهدت بشويش وانا اناظره يطنشني ويكمل ؛ ومن كثر الثقل والكسل اللي احس فيه مالي خلق اروح اهاوشه او امنعه . .


عذاري بكل شاعريه وهي تدخل عليّ بنبرة رومانسيه سبقتها دندنه وتلحين بعد ما غيّرت مريولها : آآآآه بنجن بنجن ماني مصدقه ان تو خلصت آخر اختبار !!
" وجلست بـ فيضويه على الكنبه يساري وهي تتأوّه " الحمممد لله بدت العطله
قلت بتنهيده وانا اناظر الضماد – الشاش - القطني الابيض اللي ملفوف على جبهتها من اول ما رجعت من المدرسه : طيب مبروك , بس الله يعافيك شيلي ذا ماله داعي الاستهبال وتخريع مشاري وآيه اذا جو وشافوك كذا
عذاري تتحسس جبهتها بإبتسامه عريضه : اي بشيلها , اصلاً بعد صلاة الظهر بنام
" وبإبتسامه عريضه وهي تتذكر سبب هالضماد اللي على راسها " والله لو تشوفين صديقاتي وش سوّوا بـ مكتب الطبيبه يوم راحت عنهم ؛ كل وحده لقطت لها شي عالسريع وركض للحمامات عشان نزبّط اشكالنا وطلعنا بعدها للساحه مربّطين روسنا ويدينا " وبضحكه مَرحه " تراني كنت أعقلهم ؛ بس اهم شي وجوه البنات اللي بالساحه يوم شافونا !
رفعت حاجبي بإستصغار وقلت وانا اتنهد من هالسالفه اللي قرفتني فيها من اول ما جت : ومستانسه ماشاء الله , ذي اسمها قلة ادب , خير تسرقون الادوات الطبيه اللي يمكن بأي وقت يحتاجونها غيركم ؛ لا وبعد تستعرضون
قلّبت عذاري عيونها بعد ما تأففت وعطتني طاف وظلت توزّع ابتساماتها وهي تنشغل بجوالها
" سبحان الله مدري من وين طلعوا هالصديقات ولا كأنها اللي ذاك اليوم تبكي عشان ماعندها غير العربجيه " لويت فمْي بهدوء وانا اناظر برودها وعدم اهتمامها ؛ عاد قلت ماراح اطول بالكلام عشان لا اتعب نفسي عالفاضي ولا أزعجها زياده بأول يوم عطله
تنهدت بشويش بعد لحظات و قمت من جلستني وقلت لها وانا اطلع : بروح للحمام انتبهي ليوسف
همهمت لي بإيه ومازالت تطقطق على جوآلها اللي كالعاده اول ما تمسكه تنعزل عن اي كائن حولها .



* بغرفتي , بعد دقايق بسيطه *



لبست شبشبي البني الريش اللي احبه بعد ما فصْخت نعال الحمام وطلعت وانا اسكر بابه . .
تثاوبت ومددت يديني ومشيت بكسل لين ما وصلت للتسريحه اللي كنت رايحه صوبها " يووه احس اني مو قادره اشيل جسمي فيني إجهاد فضييع "
جلست بفيضويه وطلّعت من الدِرج لابيلوّي الزهري وظليت احط منه على شفايفي الصغيره وانا اناظر بالمرآيه لين ما خلصت ورجعته بالدرج . .
قلت بقلبي وانا افتح علبة الكريم التفاحيه بملل وآخذ منه شوي بعد ما غمست اصابعي فيه بهدوء : افف وراه وجهي صاير باهت كذا " وقطبت حواجبي وانا افرك الكريم على خدودي " بشرتي صايره عدم ؛ شكلي لازم ادور حَل سريع قبل لا تخلص عطلة هالعشر ايام وابدا ادوام !
ضمّيت شفاتي بنرفزه وانا اتنفس من خشمي بعمق . .
نزّلت يديني بهدوء بعد ما خلصت توزيع الكريم الى ان اختفى ؛ وظليت اتأمل بوجهي المثلّثي اللي احسه واقف على ملامحه وماتغير ابد من زمان !
قلت وانا مازلت ادقق بالتفاصيل واتلمس فمي وخشمي بفتور : كأني احتاج قناعات تنعيم والا ؟
نفّخت خدودي بطفش وفتحت ربطة شعري بعشوائيه وحرّكته بفيضويه بعد ما نزل على كتوفي لأني فجأه اشتهيت ادوّر تسريحات جديده مع هالمزاج الباهت
كملت بهمس وانا اتلمس اطرافه بدقه واناظر وجهي اللي تغيّرت اطلالته بحكم اني دايم ارفعه ذيل حصان وقليل ما أغير هالتسريحه : يووووه اطرافه متوفيه مو بس متقصفه !
تنهدت بكسل وانا مازلت اتحسس خصلاتي واناظر بملامحي وافكر اني أغيّر شوي من ستايلي عشان المدرسه اللي ببدا اداوم فيها الترم الجاي ان شاء الله . .


بهاللحظات وبين ما انا اقلّب بعيوني يمين وشمال بملل واناظر انعكاسي وانعكاس كل شي وراي بمرآية تسرحتي المُريحه ؛ لاحظت بشكل غريب ان في شي ناقص فوق دولابي الابيض الصغير . .
" العلبه "
بلعت ريقي بضيقه وانا اتذكر ذاك اليوم اللي قطّعت فيه صور معاذ ورميت العلبه الرصاصيه اللي ياما كانت تكئبني وبنفس الوقت تعطيني أمل . .
قلت بقلبي وانا ارمش بإرتباك : رغم اني مقتنعه باللي سويته بس مو قادره اصدق اللي صار , صحيح في اشياء كثيره تغيرت بعد ما رميتها هي واللي فيها , بسس احس ان كل شي قاعد يعيد نفسه وان ما فيه فايده لو خليتها او رميتها " وبغضه " ياربي متى انسى وافتك ؟!
ضمّيت شفاتي اللي تحت بتوتر ورجعت ناظرت بوجهي اللي تعكّرت معالمه وصحى من كسله
تذكرت بديهياً ليش انا فاتحه شعري وليش قاعده هِنا ؛ فـ جاني أمل صغيرون بأني ان شاء الله اول ما ببدى الشغل راح انسى كل شي لأن هالمرحله بتكون جديده واكيد راح تترك أثر وتغيّر اشياء كثير
لكن ما امداني اطلع من هالوسواس الا وغزتني أشباح مُعاذ مره ثانيه وظليت افكر بعلبتي اللي كنت متعمده احطها بمكان واضح عشان كل ما نمت او انسدحت على سريري تكون مقابلة لي فـ اتذكر كل ذكرى قد مرت بداخلها !
حسيت بهاللحظات بقوه بسيطه جتني بعد ما حاول الشيطان يضعفني بتضارُب هالافكار المُزعج ؛ فقلت بقلبي وانا اقطب حواجبي بحزم واقوم من الكرسي بصلابه مدري من وين جتني : شفيني صايره كأني رييشه ؛ وين اللي كنت اقوله قبل ايام !!
انا لازم ما اتراجع خصوصاً الحين . .
" وبلعت ريقي وانا ارجع اربط شعري بنفس الحزم " لازم اكون قويّه لازم لازم لازم


نزّلت يديني بهاللحظه بعد ما خلصت ربط شعري وقبضت عليهم بقوّه كبيره حسيت فيها بنغزة اظافري لكفيّ اللي لاصقهم
قلت بجديّه طاغيه وانا آخذ نفس عميييق جداً وأزفره بشكل مو صاحي ريّحني كثير ورد فيني شوية حياه : انا ما احتاج احد لا العلبه ولا معاذ " وبنبره مُقنِعه وواضحه " خلاص الله معااي .





‘,





1 ونص الظهر | فلة ابو مشاري و واحَه
بالصاله فوق
* صاله مفتوحه بكنبات سودا مطرزه بالذهبي *



ابو مشاري بنرفزه وهو واقف بثوب بيجامته الشتويه قدام الطاوله الصغيره اللي بالزاويه الموجود عليها التليفون : يا دكتور خلاص قلنا لك مانبي نتبرع بشي ولا تفكر اني بعطي اي احد ظفر منها
عدنان بتأفُف بعد ماطال النقاش مع ابو مشاري اللي اخذ منه اكثر من ربع ساعه وهو يحاول يقنعه بـ التبرع بالاعضاء : يا ابو مشاري فكّر بالموضوع , والله ان عملية الكِلى من اسهل العمليات ؛ اقسم بالله الناس تتعذب وهي تجينا يوم ورى يوم عشان تغسّل كلاهم المريضضه
" وبتعاطُف أخير " لا تضيّع الاجر عليك , يمكن الله يرحم زوجتك ويقومها بالسلامه بعد اللي بتسويّه
ابو مشاري بضحكه استهتار : اقولك ماراح اعطيك ظفر تجي تقولي كِلى !! " وبحزم وهو ينهي السالفه " افهم يا اخي انا رافض ؛ واذا استمريت على هالضغط راح اتخذ معاك اسلوب الشكاوي
عدنان يحاول يتمالك الوضع : ابو مشاري انا بس قـ . .
ابو مشاري وهو يقاطعه آخر مُقاطعه وينهي المكالمه : أوهوو خَلصنا عاد بلشتنا ترى ؛ فمان الله !!


انتشر صوت السماعه بالصاله وهي تتسكر بإندفاع بسيط من يد ابو مشاري !
قال بقرف وهو يرفع فمه بإستهتار : قال كِلى قال حمد لله والشكر وش ذا النشبه
- شفيك ؟
التفت ابو مشاري على صوت واحه الهادي اللي جا من وراه بعد ما طلعت من غرفة النوم اللي بابها يطلع مباشره على الصاله


قال بقلبه وهو يناظرها بنص عين ويمشى بإشمئزاز ويجلس بأقرب كنبه بدون ما يرد عليها : لحوول , ناقصها ذي بعد !
واحه تضم شِفاتها وتقلّب عيونها بصبر : ماتسمعني اقولك شفيك ؟
ابو مشاري : .................
واحه تبلع ريقها بصعوبه : طيب ليش ماترد ؟
ابو مشاري بأسلوب مُستَفز بعد ما تجهّز نفسياً للرد : مايحتاج ارد ادري انك سمعتي كل شي قلته " وبسُخريه وهو يناظر وجهها اللي اعطاه ردة الفِعل المتوقعه " ماني غبي عشان ما احس انك رافعه السماعه الثانيه
واحه بتوتر وهي تبلع ريقها وترمش بسرعه : يعني كنت قاصد تقهرني بكلامك لما قلت ان حتى اظافرها ماراح تتبرع فيها !
ابو مشاري بضحكه جانبيه تِقهر وهو يمدد يدينه على مَرتبة الكنبه براحه : وانا من متى اكذب , كل اللي سمعتيه صدق
واحه بصوت قوي وهي تستطرد بعد ما فقدت شوي من صبرها : ليش تتعمد تصعّب الموضوع بيننا ؛ كل هذا عشان فتشت بجوالك !!
قلّب ابو مشاري عيونه وظل يناظرها بإستصغار . .
واحه بقهر فضيع وهي تكره اسلوبه البارد خصوصاً لمّا مايرد عليها : اسمع ترى والله هالمره ان ما عاملتني مثلي مثل حريم الناس بروح بيت اهلي وشوف مين بيرجعني
تنهد ابو مشاري بملل من هالموال ودخّل سبابته بإذنه وتحسس اطرافها وهو يقول ببرود : حبيبتي لا تنسين ان اسلوبك كل ما تعدى الخطوط الحمرا ؛ انا بعد راح ازيد بمعاملتي هذي لك
" وبغرور جدّي وهو يقوم ويمر من جنبها " حسّني اسلوبك ؛ انا ما تزوجتك عشان احفظ ارقام حريم ؛ وزعطوطه مثلك آخر عمري تتهمني بالمغازل
" وبنظرة تحدّي وهو يناظر بعيونها اللي كانت ترجف " وصح , لا تنسين اني قبل ست ايام بعد ما هددتيني بالروحه لبيت اهلك للمره المليون ؛ مشيّت كلامي عليك وخليتك غصب تروحين عند عيالي وتقطين وجهك وتتفشلين بكل نظرة استحقار منهم عشان ماتعيدينها . .
" وبقرف وهو يتأملها من فوق لتحت " بس شكلك ما تعلمتي


اهتزت واحَه وهي تتمالك دموعها وتناظر بعيونه القويه !!
قالت بغصه وهي ترمش بإنكسار بعد ما حجّر عليها وماترك لها الا هالطريقه : مو معناة انك تفضلت عليّ وتزوجتني وانا ما اجيب عيال يسمح لك تذلني بكل لحظة وتخليني مثل الحيوانه
" وبرجفه وهي تنزّل دموعها " انت تدري اني رحت معاك عشان ارضيك ؛ يعني كم مره تبيني اقولك آسفه لإنفعالي ذاك اليوم وأن اي وحده بتغار على زوجها ؛ ليش ودّك تطوّل هالموضوع وتحسسني انك تستغلني ؟
تنهد ابو مشاري بشويش وهو يناظر دموعها اللي أثرت فيه بشكل بسيط ؛ فقال بصوت هادي وهو يعاكس نفسه وينهي هالمواجهه قبل لا يبيّن لها انه لآن ويمشي للغرفه بتثاقُل : اففف
عضّت واحه شفاتها برجفه بعد ما شهقت بهدوء وهي تناظر جسمه المترهل الطويل وشعره الابيض القصير يختفون عن عيونها بعد ما دخل وسكّر الباب وراه !


ابو مشاري بتنهيده طويله وهو يرمي نفسه على سريره الكبير : الله يصبرني
حط ذراعه على عيونه بضيق بسيط بعد ما مد رجله اليسرى ورفع ركبته اليمنى وهو يقول بقلبه : وش فيني عليها !!
صار لي فتره كارهها , ومن اول ما صارت مشكلة جوالي وانا ودي بسس اكرّهها فيني او امدد هوشتنا لوقت ما ادري متى راح ينتهي . .
" وبتعاطُف وهو يتذكّر وجوه عياله ووجه واحه اول ما أجبرها بعِقابه " بس مو كأني زوّدتها شوي لما اخذتها عند عيالي وصدمت الطرفين ؟
" وبلع ريقه بتكّه وهو يتأفف " لا لا لا كان شي عادي وبعدين كلَ منها هي اللي جابت هالشي لنفسها
" ورجع لسالفة هوشته مع واحه " صحيح مرات اقول ان الشيطان قاعد يضحك عليّ لأني صاير كل ما اشوفها اقارن بينها وبين ام مشاري بشكل مُبالغ فيه
بس لا ؛ اكيد انا اتوهم وهذي ردة فِعل عاديه " وبتأكيد خفيف " حتى تو لما شفتها تبكي حزّ بخاطري وهذا يأكد كلامي . .
وبعدين ماصار لنا اسبوعين متهاوشين , وان شاء الله مع الوقت تتسهل
" وبإبتسامه جانبيه وهو يحاول يفائل نفسه " يالله ماعليه ؛ يا كثر ما تهاوشت مع ام مشاري ووصَلت لأكبر من كذا . .
تأفف بضيقه ونفور وهو يوقف تفكيره بعد ما دخّل فيه ام مشاري كالعاده ويبعّد ذراعه ويفرد وجهه براحه بيدينه الثنتين ويذكر الله ويتعوّذ من الشيطان
التفت بعدها على يمينه بعشوائيه وناظر شناط السفر حقته هو و واحه ؛ وتذكر إنه لازم يرتاح شوي قبل لا يطيرون لقطـر اليوم العصر
زفر نِفسه براحه بدائيه وعدّل جلسته على السرير وهو يطرد افكاره تماماً ويستعد للقيلوله اللي خطط لها .





‘,





4 الا ثلث العصر | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



نشّف المويه من شعره بمنشفته التُفاحيه الدافيه اللي ما يحب يستعمل غيرها وهو يناظر شكله بالمرايه العريضه اللي قدامه !
كان توّه طالع من الشاور واحساسه بالانتعاش شي طبيعي . .


ثوب تُرابي شتوي , ساعته السودا , وشعره العاري اللي إكتفى بعدم لبس الشماغ عليه ؛ هذا اللي كان مشغول فيه الحين
لكن في شي فجأه خلّاه يغيّر ملامح وجهه يوم إنه بدا يتفحص نفسه بدقّه ويتأمل كل شي فيه بإستثناء اللبس
بهالثانيه دارت حوارات ضخمة داخله وهو مازال يتحسس لحيته وشعره الاسود بحيره !
صار له على هالحاله ست ايام من اول ما وصله الخبر من أهل لذّه
ما يخفي إنه حسّ بالنقص شوي او انه أقل جمال منها , حتى بدا يدوّر له أعذار غبيه عشان يطلّع نفسه من دائره الشك اللي أوهمه الشيطان فيها
هالشي كان يربكه باول الايام رغم إنه افكاره خفّت تدريجياً
وحالياً تعايش شوي مع الوضع وحذف كل شي تمنّاه معها او ربطه فيها من عقله . .
زفر نفَسه بقوّه وهو يوسّع عيونه بجديه ويحمد الله على قناعتة بشكله العادي ويحاول يطرد بذكر الله اي شي قاعد يجيه
بلع ريقه براحه وانتقل من قدام مرآيته للباب بعد ما رمى المنشفه على السرير وعبّى جيوبه بأغراضه عشان يروح لاصحابه .



* بالصاله *



كانوا عيسى ورنين وسندس جالسين بعشوائيه ومتوزعين على الكنبات بكسل ويحشّون حشّ على مستوى بالمقدم اللي طالع عالتليفزيون , وكل واحد فيهم ماسك عصير كابري سن فراوله ويمصمصون فيه !
ام زيد تسكتهم لرابع مره وهي تبعّد السماعه عن فمها وتوسّع عيونها بتحذير : خلاص خلوني اعرف اكلم خالتكم
عيسى بهمس وهو يعدل جسمه اللي كان ممدد ويجلس زين : يمااه شفيك كلميها من غرفتك
ام زيد بتنهيده وهي تقلّب عيونها بإستسلام لأن من جد ماصارت تقدر تحط حرف على حرف من كثر كلامهم : انا اوريكم " واعتذرت من ام سما وسكرت الخط "



.







بهاللحظه مرّ زيد بعد ما طلع من غرفته وقال ببروده المعتاد قبل لا ينزل : انا طالع
ام زيد بهدوء وهي تشيل نظَرها عن اللي كانت بتهاوشهم و تتأمل زيد وهو ينزل : بحفظ الله . .
سندس بزعل جدّي وهي تمد بوزها وتترك العصير : حبيبي كاسر خاطري
عيسى بتأفف وهو يحاول يصوّب العصير بالزباله : يووه بلا نكد ؛ بعد وش نسوي الله مو كاتب انه ياخذها
سندس بتأنيب ضمير : لا بس واضح انه زعلان " وبـ لوّم " كله مني انا المطفوقه ليتني ما حمّسته يوم اتصلت امه تبي تكلم امي " وبقهر " على بالهم انهم بيوافقون
عيسى بلا مبالاه : من جدك انتي ؛ مالقيتي الا زيد يزعل لا وبعد على مثل هالشي السخيف
رنين تميّل فمها بإسترسال : معليش بس من حقه يزعل ؛ بعد ما قبلوا الشوفه وتم كل شي يقولون مافيه نصيب
سندس بقهر وهي تتأفف : ودّي اتوطّاها يعني وش فيه زيد الملح يقوطر منه !!


عيسى بتأفف وهو يحاول يوصل لهم الفكره : يا حبيبتي هذي الاشياء تهمكم انتوا بسس ؛ يعني فرضاً لو هو اللي رافضها بيكون مافي مقارنه بالنفسيه اللي بتعيش فيها
رنين تقطع شفاتها بهدوء : اكيد ما يتقارنون ؛ بس ماتقدر تقول انه مو زعلان حتى لو انه رجال " وبقهر " استغفر الله ويعني حتى ما اخذت لها اسبوع عشان تفكر وتحسسنا انها شوي محتاره بالرفض
عيسى بقناعه تامه ومتمسك برأيه : مهما قلتي ماراح تفهمين ان هالشي مو مهم ؛ الرجال مايعيبه شي حتى لو رفضته مليون وحده بيظل رجال
رنين بنفاذ صبر وهي ترفع فمها بإزدراء : واااي تتكلم كأنك صاحب تجربه " وبتأفف " انا ليش قاعده اكلمك , ما الوم سندس ماتعطيك وجه
سندس بضيقه مصطنعه وهي تقلب عيونها بين اخوانها اللي كانت جالسه بنصهم : هيه انتي وياه ؛ حسسوني اني ما زدت الطين بله يوم قلت له انها أكيد موافقه اول ما اتصلت امه !
عيسى بملل وهو يكسحها : وش تبينا نقولك ؛ نصفق لك لأنك حمّستيه زياده عـ الفاضي ؟
ام زيد بنفـَس عميق وتقاطع الكل بصوت جهوري : خلاااااص , قدّر الله وما شاء فعل " وقطبت عيونها وهي تقوم بحزم " سكروا هالموضوع وماله داعي تفتحونه مره ثانيه
ناظروا الثلاثه بأم زيد وهي تطلع بتهكُم والضيقه واضحه !
عيسى بإستفهام : تعالوا ماتلاحظو ان امي هي الوحيده اللي زعلانه للحين مع ان السالفه صارت قديمه ؟
سندس بعاطِفه وهي تتنهد : حبيبتي كانت اكثر وحده متحمسه طول الوقت
رنين بتنهيدة أسَف : من جد , تتذكرين وجهها يوم سكرت التليفون من ام لذّه ؟
عيسى بتأفُف وهو يقاطعهم ويتمدد ويحط رجل على رجل : افف ليتني ما تكلمت صار الجو اكأب من الكئيب
رنين بعباطه : شعورك الخاص , حنّا نبي نكمّل
عيسى بمحارش وهو يرفع حاجبه : تعالي انتي مو معناه انك معطله اليوم تنافخين علينا , تراني ساكت لك
سندس بتنهيده طويله وهي تقاطعهم وتشيل نفسها من بينهم وتقوم من الكنبه وتروح صوب غرفتها : افف افف انا اللي وش مجلسني معاكم .





‘,





8 العِشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي



سلّمت من صلاتي وانا اسمع صوت الإمام اللي اعرفه زين قاعد يقرأ بركعته الثانيه . .
قلت اذكاري بعد الصلاه وانا ابتسم واشيل جلالي وسجادتي وادخّلهم بالدرج
اتجهت بعدها ليوسف اللي كان جالس على السرير ومتكّي ظهره ويلعب بالمخدات اللي من ضمنهم مخدة مشاري اللي على شكل سياره وهو يغرغر بفرح
قلت بإبتسامه وانا اتربع قدامه وامسكه واهزّه بفرفشه : يالله يالله ندهّنك ونقرى وِردك
يوسف بإبتسامه تجنن وهو مازال متمسّك بالمخده وعاجبته الهزّه : إررررغر !
بسته على خده بشويش وفتحت بربتوزه البنفسجي وبديت ادهّنه بزيت جونسون للاطفال ومره وحده قريت عليه الوِرد
بعدها بدقايق خلصت منه بوقت قِياسي وقررت اطلع انا وياه للصاله نغيّر جو . .


بالطريق قابلت آيه اللي توني اشوفها من بداية اليوم لأنها الصباح بالشغل واول ما رجعت نامت
دخَلت للصاله قبلي بعد ما سلّمت عليّ بكل بَشاشه وتربعت على اكبر كنبه وفتحت التلفزيون وبدت تفرفر بالمحطات . .
قلت بإستفهام وانا اجلس على الكنبه براحه بعد ما جلّست يوسف بالارض جنب ألعابه عشان ينشغل فيهم : شاقة الكشره اللهم اجعله خير !
آيه والفرحه المُبالغه باينه عليها : أبد , مافي شي معين . .
قلت بإستنكار بسيط وانا شاكه : احاول اصدق بس يالله
آيه تلتفت عليّ وتغّير الموضوع : المهم تعالي مشاري اللي يقرا صح ؟
قلت بشعور حلو وانا ابادلها الابتسامه واسمع صوت مشاري اللي كان يقرا الفاتحه بمكرفونات المسجد : ايه " وبإستنكار " تصدقين استغرب انه هو ؛ حتى شكيت بالبدايه لانه ماقالي , وبعدين من بعد رمضان اللي فات ماسمعنا صوته كثير
آيه تناظر التيلفزيون بإنشغال : كل شغلته على بعضها تطوّعيه , زين انهم يخلونه يترّوح رمضان كامل
انا بهمهم : الحمد لله على كل حال . .


هزّت آيه راسها بإيجابيه وتركت الريموت اللي كان بيدها اليمين وانشغلت بجوالها اللي مافارقته من اول ما وصلها الخبر امس بالليل !
ولا إرادياً رجعت فتحت محادثة سما وقرأت اللي تبي تقراه للمره المليون
" تخيلي الكلبه لذّووه ما وافقت ؛ من جددد انصدمت يوم قالت لي سندس "
ابتسمت آيه بفرحه مُبالغه وهي تحاول ما تلفت الانتباه !
قالت بقلبها وهي فرحانه موت : الحممممممد لله ؛ انا اصلاً من اول ما شفتها قلت ماعندها سالفه
" وبهِيام جدي وهي تبلع ريقها بحيا بسيط " بس ليش قاعده احس ان يمكن يكون لي فرصه هالمره ؟
" وتنهدت بركاده وهي تحاول ماتضيع بخيالها اكثر من كذا " لا آيه اصحي وانتبهي لا تتوهمين عالفاضي وبعدين تنصدمين . .
" وبقناعه وحزم وهي مازالت تناظر بالمحادثه " خلاص انا مالازم اتحمس هالكثر , البنت ورفضت ويمكن يكون لي نصيب ويمكن لا


قاطعت شرودها وقلت بعشوائيه : اي وبعد , شخبار سما وينها ما جتنا هالايام !
آيه وهي تحاول تسيطر على ملامحها المتحمسه بعد ماقررت تقولي سالفة زيد بما ان الفرصه جت لحالها : زينه , منشغلين مع ولد خالتهم شوي
- ليش شفيه ؟
آيه تبلع ريقها بحماس لأنها بتقول اسمه : ماغيره زيد اللي خطبوا له , عاد امس سما تقول رفضته البنت
انا بهمهمه : مسكين " وكملت وانا احاول اتذكر " صح اللي خطبوها كان اسمها غريب وش هو ؟
آيه براحه وهي ترفع حاجبها بإنتصار وتتلذذ بإسمها وتقوله بمطمطه : لذّه . .
قلت بتنهيده بسيطه وانا اطنّش : يالله ماعليه تحصل بأحسن العوائل
آيه بغرور : اصلاً انا من اول ماشفتها حسيت ان الموضوع ماراح يمشي ؛ انسانه مغروره على غير سنع استغفر الله


عذاري وهي تدخل علينا ببيجامتها الحمرا الواسعه وتقول بصوتها الثقيل : منهي ذي ؟
انا بتنهيده طويله : صباح الخير , ماصارت نوم من الظهر مكبّره المخده ماشاء الله ؛ ولا صلاة ولا عباده
عذاري تفرك وجهها اللي عليه بقايا مويه وتجلس براحه : قمت صليت ؛ حاطه منبه " وقلّبت عيونها " عاد ما نمت زين انتي ام النكد شكلك من الصبح ودّك تحسديني ؛ هذا وهو اول يوم عطله بعد
قلت بقلبي وانا اناظر طاقتها : لا إله الا الله مستعده للمحارش ؛ حتى وهي توها صاحيه !
آيه بضحكة دِفاع بسيطه : على وش تحسدك يا حظي , هي اكثر وحده معطله
انا بتبويزه : شكلك انتي اللي حسدتني , كل يوم احس ان دوامي يقرب اكثر
عذاري بإبتسامه جانبيه وهي تقاطع آيه اللي كانت بتعلّق وتسكر موضوع المدرسه اللي ماودها تسمع شي عنها طول العطله وتركّز بصوت الامام : اقول هذا مشاري صح ؟
انا بإبتسامة وناسه : يب
عذاري بدلع وتمغّط وهي تتثاوب بكسل : طيب متى بيرجع ؟ انا ابي أكل !
قلت بعشوائيه : اكيد بعد ما يخلص . .
عذاري تمد بوزها : افف ياربييه متى بيجي هالسواق المقرود عشان نتشرط على كيفنا
آيه بإستفهام : تعالوا الا وين الجازي مالها حس ؟
قلت وانا اقوم من جلستني وآخذ يوسف اللي اشتهيت اجلّسه على رجولي بعد ما قلب راسي بصوت ألعابه : رايحه بيت اهلها
ابتسمت آيه بحُب وبادلتها نفس الابتسامه . .
عذاري تتحلطم : هييه انتي وياها ناظروني انا ابي آكل ميته جووع !
آيه بتنهيده وهي تعدل جلستها وتتمدد : طيب وش تبين , انا مشتهيه بيتزا هت
عذاري تعقد حواجبها : وعع لا " وبحماس " شرايك هارديز توني حلمانه فيه
آيه تقلّب عيونها بإصرار : لا مافيه , يا بيتزا يا لا
عذاري بجديه وهي تتأفف : آيووه بلا محارش !!


ابتسمت بهاللحظات وانا اناظرهم يتناقرون بشكل عفوي رغم انهم جادين شوي كعادتهم . .
" وااي ما صدقت خلّصوا من ذيك الهوشه يرجعون يتهاوشون وينك يا الجازي "
وبين ما انا شارده فيهم طرى ببالي فجأه ذكرى يوم اني جيت من بيتي بعد ما احترق ورجعت اعيش معهم !
صراحه كنت شايله همّ العيشه مع هواشهم اللي مستحيل انساه ؛ مايتوبون من اول ماعرفتهم ما يتفقون على شي الا ما نَدر
ما أخفي اني قبل لا اتزوج كنت اسوّي احزاب مع كل وحده منهم واستغل هواشهم واصير عُنصر مُستفيد من الثنتين
ههه كنت شبه شريره !
قلت بهمس ما ينسمع وانا مازلت اسمع رأيهم اللي للحين ما رسى على بر : ماشاء الله
وكملت بقلبي وانا اقول بعاطِفه كبيره وابلع ريقي واناظر بيوسف : تسمح لي اندم هالمره بس , على اني تزوجت بدري وضيّعت مثل هاللحظات اللي ما تتعوّض ؟


ميّل يوسف راسه الصغير بالصدفه وكأنه سمع واستنكر اللي قلته ؛ فابتسمت بسرعه ابتسامه عشوائيه وانا احاول اسحب تفكيري عشان لا ازيد الطين بلّه وادخل بذكريات صعبه . .
التفتت على آيه وعذاري بعد ما بلعت ريقي بصعوبه وقلت بصوت عالي وانا اهجدهم واحاول اكون طبيعيه : اسمعوا والله ان بكى يوسف من سبّة صراخكم مايصير خير !





‘,





اليوم التالي
الثلاثاء
3 ونص العصر | فلة ابو سما
بالصاله فوق



حطّت ام سما رجل على رجل وتنهدت بشويش وهي ترد بنبرة خساره على كلام اختها اللي قالته تو : والله وانا بعد ماكان ودي نجلس مثل هالجلسه مره ثانيه . .
ام زيد بتنهيده طويله وهي تنزل فنجانها السكري المزخرف بالكحلي : يالله ماعليه الله كاتب وش نسوي بعد " وبتكمله " المهم مين اللي تو تقولين حاطه عينك عليها ؟
ام سما بتفكير : ايه , بنيه محترمه ماشاء الله امها كانت معنا بالدورات " وبإعجاب " تخيلي انها تجي كل يوم وتجيب امها وتنتظرها برا القاعه لين ما تخلص من المحاضره
- ماشاء الله عليها " وبضيقه وهي متردده " بس ياخوفي ترفضه بعد
ام سما بعُمق : حلا هو ؛ شفيك متشائمه كذا , لذّه ذي ماعندها سالفه " وبجديّه " يعني من جدك وحده صاحيه ترد مثل زيد ؟
ام زيد بتأفف : وش اسوي بعد , اخاف الولد يتعقد " وميّلت فمها بضيق " آآآخ بس اموت واعرف وش اللي مافيه عشان ترفضه !
ام سما طفشت من كثر ما ناقشت اختها وصار لها من قبل الصلاه تواسي فيها : خلاص بعد قسمة ونصيب ؛ افرضي لو أخذها يطلع فيها علّه او يطلقها بيومه عاد وقتها تصيرين علك بحلوق الناس وشوفي متى بيملّون
" وبتنهيده " وبعدين ماتدرين يمكن بعد اللي صار الله ميسّر له بنت حلال ثانيه تناسبه اكثر منها


ام زيد مبرطمه بضيقه وتحاول تقتنع : اي والله على قولتك , الحمد لله على كل حال
ام سما بإبتسامه هاديه : طيب وراك عاقده النونه , هوّنيها وتهون
" وبإيجابيه " بعدين اهم شي ان موضوع الخطبه مستور ومحد يدري الحمد لله ؛ أمّا زيد من اللي قلتيه ما احسه أخذ موقف قوي , والحياه ماشيه ربي لك الحمد
ام زيد بإبتسامه باهته وهي تزفر نِفسها الضيّق وتحاول تتأقلم من بعد الصفعه القويه اللي جتها بسبّة رفض لذّه اللي محد توقعه : صحيح بهذي صدقتي . .



* بنفس الوقت بغرفة سما *



سكرت باب غرفتها البني بعد ما مرّت تو من عند امها وخالتها وسمعتهم وهم يقولون آخر جُمله !
سما وهي واقفه بنص الغرفه وتضّم شفاتها بخوف بسيط : ياويلي لو يدرون اني معلمه آيه " وبلعت ريقها وهي تتخيّل كل الاشياء البشعه " الله يسستر
فركت يدينها بتفكير سريع ؛ وأول ما تكتكتها بشكل عشوائي , راحت اخذت جوالها من التسريحه واتصلت على آيه بسرعه


- ألوو
سما تزفر نَفسها المتردد بعد ما كانت تسمع الرنات اللي طوّلت : وأخيراً رديتي !
آيه بإستغراب : شفيك كأن احد قارصك
سما تجلس على السرير وتتنهد بإرتباك : اسمعي انتي ماقلتي لأحد غير هَتون ان زيد خطب لذّه ورفضته صح ؟
آيه ترمش بفرح بسيط من إسمه اللي بدت رنته تصير مميّزه بصوت اي احد يقوله : اي ماقلت " وبإستغراب " بس ليش ؟
سما براحه وهي تزفِر نِفسها و تسند ظهرها على السرير : واااه الحمد لله الله يبشرك بالخير
آيه بإلحاح : اوكِ بس ماقلتيلي ليش ؟!
سما بإبتسامه جانبيه وهي من جد ارتاحت : توو سمعت امي وخالتي يقولون ان محد لازم يعرف عشان اذا جو يخطبون لزيد مره ثانيه مايكونون اهل البنت عارفين انه منرفض
" وبإستنتاج " تعرفين اكيد بيقولون مارفضته الا وفيه عيب !


آيه وهي تبلع ريقها وتحس ان مزاجها تعكّر شوي : أها , ليش يعني قاعدين يدورون له بنت ثانيه من الحين ؟
- لا بس كلام " وبضحكه مُريحه وللآن تحس بالسعاده " بس من جد الله يريحك , والله خفت انك تنكبيني وتكونين قايله لـ عذاريوه الفضيحه . .
آيه بضحكه بسيطه : ههه لا وين ما أسويها هَتون ودرت بالصدفه بعد
سما بتنهيده وهي ترجع لطاري زيد دامه مازال مفتوح : وااي هالزيد تذكرت حظه الشين اللي يلحق كل من يعرفه " وبمبالغه لطيفه " قسم لثانيه حسيت ان امي بتدري اني قايلتلك عن لذّوه !
آيه بتسليكه : مو لهالدرجه ما اخبرك خوّافه " وبإبتسامة بسيطه وهي مستانسه من طاري زيد اللي بدا يتوسّع " وبعدين تعالي وش اللي حظه الشين يلحق كل من يعرفه ؟
سما بروقان وهي تتذكر : يووه قصه قديمه من يوم كنّا صغار ؛ كان هو الوحيد اللي دايم مأكول حقّه وماعنده سالفه " وبضحكه " بدت سالفة اكتشاف حظه بـ وحده من قريباتنا الملسونات اللي طلّعت عليه هالاشاعه لأنه مرتين طيّح ايس كريمها لما راح يجيبه من الثلاجه فحقدت عليه . .
عاد صاروا البزارين ما يكلمونه " وبإبتسامه " تخيلي يعني زياده على انه هادي ودلوع صاروا يسموّنه المنحوس ومايخلونه يلعب معاهم بحجة انه بينقل الحظ الشين لكل اللي يعرفهم
آيه بهِيام وهي تتذكر ابتسامته اللي ماقدرت تنساها من لمّا كانوا رايحين للمملكه ذاك اليوم : ياحليله " وبلعت ريقها وهي تحاول تصحى من اوهامها الجديده " ماعلينا المهم الله يوفقه
- آمين .





‘,





5 الا عشر العصر | فلة ابو مشاري



طلعت من غرفتي وانا اسكر الجوال من دكتور امي بعد ما تطمنت عليها , و بيدي الثانيه كنت ماسكه مقص رصاصي صغير وفاتحه شعري على طوله . .
مرّيت بطريقي على غرفه عذاري اللي كان بابها مفتوح على كبره , فقلت بصدمه وانا اشوف زبايلها وحوستها وملابسها واصلين لبرى الغرفه : هييه انتي وش هذا نظفي غرفتك !
عذاري بإنسجام وهي تحوس بتسريحتها وتدندن بطرب : يووه مالي خلق كلها كم قرطاس طاح بالغلط
الجازي تطّل علينا من الصاله : قومي بس قبل لا يطلع لك صراصيير
أنا بإبتسامة مُبالغه : وش صراصيره ؛ الا ديناصورات وانتي الصادقه
ناظرتني عذاري بطرف عينها بدون ما تلتفت , وتنهدت وهي تعطيني طاف . .
طنشتها ؛ وقلت بصوت عالي وانا اكمل مشيي للصاله واكلم آيه اللي كانت تتروش بالحمام : آيه اذا خلصتي تعالي قصي اطراف شعري
آيه بإنشغال: اوكِ



.






دخلت الصاله بهاللحظة وجلست بأقرب كنبه وانا اناظر الجازي تركّب مع متعب تركيبة ميكي ماوس بالارض , ويوسف قاعد جنبهم ومتكّي ظهره على حافة الكنبه اللي وراه وماسك الرضاعه السماويه بيدينه الثنتين . .
متعب بإنسجام وهو يتأفُف و يدقق بالتركيبه اللي قدامه ويدوّر القطع اللي يبغاها : فيه وحده ضايعه !
الجازي تهمهم بتفكير : دوّرها زين ان شاء الله مو ضايعه
قلت بإبتسامه وانا اتلمس اطراف شعري وأعلّق عليهم : يعني مالقيتوا تشترون الا 1000 قطعه ؛ وش بيحلها ذي
عذاري بتريقه وهي تدخل علينا : انتي شوفي كيف متحمسين هي وولدها " وناظرت فيني بإستفهام " المهم تبين انا اقص شعرك ؟
رديت برُعب : لالا شكراً آيه أمان اكثر
عذاري ترمي نفسها على الكنبه : كيفك انتي الخسرانه " والتفتت على الشباك اللي وراها " افف للحين ماخلصوا العمّال ؟
الجازي تناظر عذاري : اكيد شوي ويخلصون , من الظهر وهم يشتغلون
قلت بإبتسامه هاديه وانا اهمهم : شرايكم اذا راحوا ونزلنا نشوف النَخل الجديد نقعد بالطاوله ونسولف , الجو حلو اليوم
الجازي بقبول : حلو خلاص
عذاري تمسك جوالها وتطقطق فيه : طيب بس خلونا نطلب بقاله انا مشتهيه توفيفي
متعب بإلتفاته سريعه وهو ماصدق خبر : وانا بعد ابي حلويات
الجازي بروقان : اوك اجل اكتبوا اللي تبون . .


ناظرت عذاري وهي تقوم من جلستها وتحوس بدروج مكتبة التليفزيون لين ما لقت دفتر وقلم
وبعد عناء طويل خلّصوا من كتابه الطلبات اللي كل خمس دقايق كانت تزيد .



* بعد نص ساعه , تحت بالحديقه *



أخذت آيه المفرش الشفاف من رتني عشان تفرشه على الطاوله البلاستيك قبل لا نحط اي شي عليها . .
وصل متعب بهاللحظات وهو يركض صوبنا وماسك بيدينه الثنتين كياس البقاله الزرقا ويبتسم بحماس
مشاري يجلس بتعب : ها شرايكم ؟
عذاري بسعاده وهي تاخذ الكياس من متعب : حلوه معطيه الحديقه جو جديد وحتى خبّت الجدار المقشّع " وناظرت بالنخل يسارها وهي تاخذ التوفيفي من الكيسه " صاروا 9 صح ؟
مشاري بإبتسامه وهو ياخذ علبه بيبسي من اللي قدامه : ايه " وبإستطراد " نسيت اقولكم ان شاء الله بيكون فيه سياره جديده هاليومين
آيه بحماس وهي تجلس : صدق ؟
مشاري يناظرها : ان شاء الله عشان السواق اذا جا ؛ ابوي عطاني مبلغ زين
عذاري بإستفهام : طيب وش راح تشتري ؟
مشاري بتفكير : مدري ما حددت بس بدوّر لي مستعمله حليوه ونظيفه تكفّي اللي معاي


آيه وعذاري مع بعض : مُستعمله !!!
قطبت حواجبي وناظرت فيهم وانا اعدل يوسف اللي كان جالس بكرسي لحاله جنبي : يما شفيكم , يعني وش تبيونه يشتري مرسيدس والا فيراري ؟
عذاري بقرف وهي مو متقلبه الموضوع : مدري اي شي بس ليش مستعمله " وبضيقه جديّه وهي تناظر مشاري بلهفه " افف تكفى وعع مابي اروح المدرسه كل يوم بسياره مستعمله


مشاري بتنهيده : وش وعّه ! انا قلت مستعمله ماقلت بشتري خرابه
عذاري تتأفف : ياربييه وش مستعمله " وبقهر" طيب قول لأبوك يعطينا فلوس زي الناس وش هالحاله
آيه بدفِاع وهي تقلّب عيونها بجديه : قولي له انتي صار ابوه لحاله ماشاء الله
عذاري بدت تعصب : انتي اوص ؛ مدري على ايش حابته اربع وعشرين ساعه تدافع عنه وعن زوجته
الجازي بصوت شبه عالي وهي تقاطع آيه اللي بغت ترد : خلااااص مالنا خلق مهاوش , الجو يجنن واحنا متجمعين نستانس
مشاري بجديه وهو يطنشهم وينهي الموضوع : السياره وبشتريها , واللي مو عاجبته مو لازم يركب فيها


ناظرت بشويش بوجوههم اللي تقلّبت بعد ماسكتوا وقلت بتنهيده طويله وانا اصب المويه بالكاس اللي قدامي : لا إله الا الله " وناظرت يساري وانا اشرّب يوسف من الكاس بشويش " ليش انتوا كذا غصب تضيقون خلوقنا
مشاري بحزم وهو يناظر سكوتهم ونظراتهم المتقرفه لبعض : ماعليك منهم " ومرر نظره على الكل وهو يغيّر الموضوع " اتصلتوا على امي ؟
ترأست الجواب بحكم اني انا اللي اتصلت : اي الحمد لله الدكتور يقول أمورها زينه
الجازي بإبتسامه وهي تتكّف بعد ماعدلت جاكيتها الثقيل وتناظر بشعري اللي قصت آيه شوي من اطرافه : صار حلو وأرتب
بادلتها الابتسامه وانا اتلمس ذيل حصاني اللي حطيته على كتفي اليمين : صدق ؛ كنت متقرفه منه كأن فار ماكله


عذاري بإستطراد وهي مبرطمه : مشاري . .
مشاري بهمهم وماله خلق حنّتها : شتبين ؟
عذاري بحماس وهي تقرب كرسيها منه وتتبيكى : لو سمحت خلنا نشتري وحده جديده حتى لو بالأقصاد
الجازي بتأفُف : وانتي للحين بهالموضوع !
مشاري يزفر هواه : افف عذاري خلاص سكري السالفه , ميزانيتنا ماتسمح
عذاري بضيقه : الله يخليك فكّر والله مافيه سياره مستعمله حلوه ؛ كلهم مقربعات ويفشلون
انا بتنهيده : طيب شفيك مستعجله , اذا جابها وما عجبتك ازعلي وقتها !
تكتّفت عذاري بدلع ومدّت بوزها بضيقه . .
آيه بمحارش وهي تنزّل علبة البيبسي من فمها بعد ما شربت منها : احسن ربي بلاك عشان تعرفين تحشين بسيارات الناس
الجازي بنفاذ صبر وهو تتحسس بداية هوشه : ترى ان ما سكتوا بقوم !


قلّبت عذاري عيونها وقالت وهي تناظر الجازي : اقعدي ماراح ارد عليها
آيه تزفر هواها وتكمّل رأيها بدون ماتعطي تهديد الجازي وجه : والله جد " وبإستطراد عشوائي " مثلاً ذاك اليوم بعد ماشفتي صورة سياره عيسى الزهريه عندهم تقولين كيوت ومن وراهم تعيبين لما تقولين بس
عذاري بتجاهُل وهي تاكل من علبة التوفيفي وتمثّل البرود : طبعاً بعيّب , واحد هوندا مقربعه والثاني همر
آيه بسرعه : هاا شفتي للحين تحشين فيها كيف ما ماتبين ربي يبلاك " وبضحكه " ابشري بهايلوكس
مشاري يقطب حواجبه ويسألني بإستفهام : مين اللي سيارته زهريه ؟
قلت بإبتسامه وانا اناظره : ولد خالة سما
مشاري : أها . .
ابتسمت لمشاري ورجعت لسالفتهم اللي فاتني شوي منها , واول ماشافتني عذاري اناظرها قالت لي : ها هتون ما شفتيه ؟
انا بإستغراب : مدري منهو عيدوا ماكنت معاكم
آيه بسرعه وهي تقاطع عذاري اللي بغت تقول اسمه : زيد اخو سندس لما رحنا المملكه وجا اخذهم
رديت بهمهمه وانا اتذكر بصعوبه : مدري ما اذكر , بس مو كأن سيارته كانت مظلله
عذاري بدون اهتمام : يوه ماعندك سالفه " وناظرت آيه " كيوت صراحه مع ان وجهه من النوع اللي مايعطيك راحه بس يظل شبه مميليح
آيه بقلبها وهي تناظر عذاري : والله انتي اللي ماعندك سالفه ؛ يجنن بكل حالاته ومو شرط يكون جميل اهم شي انه ملامحه مرتبه
عذاري بضحكه : صراحه بعد ما شفته تحمست اشوف عيسوه هو وسيارته الزهريه
آيه بإبتسامه جانبيه وهي تطلع من تفكيرها : شفته مره وانا رايحه لبيت سما ؛ صراحه اجمل من زيد بس شوي طِعس
الجازي بتنهيده وهي ترفع حاجبها : سبحانك ربي توكم تتهاوشون على السياره وش وصلكم هنا !
عذاري بتعليق وهي تشيل عيونها عن الجازي وترجع تناظر آيه : تعالي عالطاري ليش سياراتهم فرق الشرق عن الغرب , تتوقعين ابو سندس يحب زيد اكثر
آيه وهي ماتقدر تخفي بنفسها ان الموضوع عاجبها بما ان زيد فيه : لا ياحبيتي زيد ثلاثيني ومو متزوج فشي طبيعي انه هو اللي مشتري السياره لنفسه
" وبتعليق " بعدين ابو سندس موظف حكومي متقاعِد من وين له يشتري همر واكبر دليل ان عيسى اللي ما يشتغل سيارته مو شي !
عذاري بتفكير : مدري يمكن . .


قلت بمقاطعه وانا اقطب حواجبي وودي اعرف وش اللي فاتني ووصلهم لهالمقارنات الطويله : لحظة انتي وياها وش وصلكم لهنا عيدوا اللي قلتوه من عند السياره الزهريه
عذاري تعطيني طاف : يووه هَتون وش هالشفاحه يا تكونين معنا يا تكملين سوالف مع مشاري
مديت بوزي بعباطه وشلت يوسف اللي بدا يتأوّه من كرسيّه وحطيته بحضني وقعدت اسولف معاه بطفوله .





‘,





اليوم التالي
الاربعاء
الساعه 7 ونص الصباح | فلة ابو زيد
بغرفة زيد



لبس جاكيته البني اللي داخله فرو ابيض فوق ثوبه السُكري وجلس على السرير عشان يلبس جزمته البنيه . .
بهاللحظات اندق الباب !
زيد بصوت نايم : مين ؟
سندس بإبتسامه وهي تفتح الباب : انا
زيد يوقف بعد ما لبس جزمته الثانيه : انتي للحين ما نمتي ؟
سندس تحك رقبتها : لا بواصل , وبعد شوي بروح جافا تايم افطر مع سما وبنات جيرانها . .
زيد يلبس ساعته : قلتي لابوي ؟
- اي " وبإبتسامه وهي تشوفه يشيل اغراض الشغل " اليوم آخر يوم وتعطل صح ؟
زيد يشيّك على نفسه بالمرايه : اي ان شاء الله " ومشى صوب الباب وهو يقول " يالله انا رايح
سندس بإستفهام : ماتبي فطور ؟
- لا بتأخر يالله سلام . .


تنفست سندس بهدوء وطلعت من غرفته وهي تتجه للصاله بتمايُل وملل
كالعاده لقت الفطور على الطاوله ؛ بيض عيون وكاسات عصير برتقال فريش مغطيّه ببلاستيك
جلست بملل وهي تاخذ لها كاس عصير وتشرب منه بشويش . .
ناظرت ساعتها البيضا وضمّت شفايفها وهي تاخذ جوالها وتفتح محادثة سما وتكلمها
- بتمرين عليّ الساعه 8 صح ؟
سما : ان شاء الله " وحطت فيس يبتسم " ها رنين ماراح تروح ؟
- لا , اصلاً نايمه " وبتساؤل " صح تعالي شلون بتكفينا سيارتكم
- محد راح يجي مع آيه الا هَتون
سندس بإبتسامه وهي تحط فيس عيونه قلوب : وبيجي يوسف معها ؟
- اتوقع . .
وقّفت اصابع سندس عن الكتابه يوم لمحت عيسى يدخل عليها بهدوء وعلى غير العاده لابس ثوب
سندس تناظره من فوق لتحت بإستغراب : يؤ بدري ليش صاحي ؟
عيسى يتثاوب ويرجف من البرد : ليش يعني ؛ عندي مقابلة شغل
سندس بتريَقه وهي تكتب لسما : هه نقول الله يوفقك بعد كل هالجهاد
عيسى ماله خلق يرد : افف . .
قلّبت سندس عيونها ورجعت تسولف مع سما
أمّا عيسى تربّع بالارض بعد ما طنّشها وبدا يطلّع الخبز من الكيسه وياكل البيض .





‘,





الساعه 8 وربع | قدام بيت ابو مشاري



سمّيت بهمس وانا اركب سيارة سما السودا واحط يوسف على فخوذي بعد ما جلست
سما بخقه وهي تقرّص خدود يوسف : سنفووري صباح الخير !
قطب يوسف حواجبه بضيقه وطلّع اصوات الكرآهيه . .
سما تقلّد تعابيره : واااي يا كبر خدوده
قلت بضحكه وانا اطبب على بطنه اللي كنت ماسكته منه : اليوم مزاجه عدم
ابتسمت لي سما وناظرت قدامها وهي تكلم نور : يالله روح بيت سندس
حرّك نور السياره ومشينا . .
آيه بتساؤل وهي تعض شفاتها بخساره وتتهيئ نفسياً عشان تنطق اسمه اللي صار مميز : ليش مو قلتي امس ان زيد بيجيبها !
سما تناظر جوالها : اي بالبدايه كان كذا بس رجعت سندس كلمتني بالليل بعد ما تذكرت ان اليوم آخر يوم له ولو بتقوله الصباح ماراح يرضى واكيد بيكون ماله خلقها
انا بإبتسامه : ماتفرق بس من جد ماشاء الله عليكم ؛ يعني فوق ما انتوا مواصلين رايحين تتفطرون جماعي بعد
آيه بضحكه جانبيه : شوف مين يتكلم
سما بتريَقه : من جد انتي اللي ماشاء الله ؛ بتكملين سنتين معطله وما خرب نومك للحين !
انا بحجة : غصب عنّي , يوسف يصحَى بدري ولازم اقعد معاه
آيه تحجّر عليّ بمزح : اي واضح يعني وش بيضره اذا خليتيه عند رتني ساعه والا ساعتين ؟


سما تقاطعنا بسرعه : ستووب ستوب انتي وياها نسيت اقولكم " وناظرت فيني وفـ آيه بنظره حماسيه " ابوي استأجر استراحه بالبر مره ثانيه
آيه بصوت عبيط : طيب ؟
سما بنفس العباطه وهي تخفي تفشيلتها بعد ما كانت متحمسه : وش طيبه ؛ يعني قاعده اعزمكم تخيمون معنا
آيه بإستنكار : من جدك انتي !
سما ترفع حاجبها : وليش بستهبل " وبفرحه " ماعلينا ها تجون
آيه تناظرني بحيره : مدري على حسب الظروف , متى طيب ؟
سما : السبت بنمشي ونرجع الاثنين
انا برفض غير مُباشر عشان لا افشلها : بس الاحد يمكن نزور امي
آيه وهي تتذكر : يو صح كأن الوقت غلط !


سما تقطب حواجبها بجديه وتناظر تمطيطنا الي ما قصدناه : لا عااد سخيفاات أمّا تسوون زي المره اللي فاتت !
آيه بُمجامله : مدري اقولك على حسب الظروف ؛ شنسوي بعد مو بيدنا
سما تتكتّف برفض تام وتخزّنا انا وآيه : مالي شغل تجون يعني تجون ؛ المره اللي فاتت زعلتوني وكنسلنا الحجز , أمّا الحين مالكم حجه محمد وزوجته وخالتي وعيالها بيجون وبنستانس , واذا على الزياره ؛ بسيطه انا اكلم مشاري يأجلها


ابتسمت لا شعورياً وقلت بقلبي بسرعه : فضيعه لمّا تبدا نشبتها الجديّه !
آيه بإستفهام بعد ما سمَعت اللي قالته سما : خالتك ام سندس ؟
سما تمثّل الزعل : ايه يعني مين غيرها !
آيه بفرحه مخفيّه وهي تبلع ريقها وتكمّل بنبره توحي انها غيّرت رأيها : كيف يعني هي وعيالها , حتى الاولاد بيجون والا بس البنات ؟
سما : كلهم حتى ابوهم ؛ الاستراحه كبيره ومقسّمه " وبإستطراد " بعدين ماراح يضايقوونا اصدقاء ابوي بيخيمون بنفس البر فـ أكيد الرجال نص الوقت بيكونون عندهم


انا بضحكه : يو سالفتكم كبيره اجل ؛ مانقوى عليها الا اذا راح مشاري معنا
سما تنهي الموضوع بحزم وهي تناظرني : شوفي انتي يا مخرّبة اللذات هو ان وافقتي وافق ؛ عاد قسم ان سويتي زي المره اللي فاتت وخليتيهم ما يجون لأزعل عليك ثلاث ايام !
رمشت بدلع وانا اضمّ شفاتي واقول بهمس : يما انا مالي شغل
آيه برضى وهي تعلن عن موافقتها البدائيه : انا صراحه تحمّست , بس خليّ اللي جنبك تكلّم مشاري واذا وافق يروح معنا نجي
سما بثقه وهي ضامنتني : خلاص واذا قالت له هَتون ورفض انا اقول للجازي تسمح لي اكلمه
قلت بضحكه وانا اناظر آيه بقلة حيله : يعني فينا فينا !
سما بإبتسامه واثقه وهي تزيد بحماسها : ايه فيكم فيكم " وكمّلت وهي تناظر السياره تدخل حارة بيت خالتها ام زيد " ماعلينا انتهى الموضوع والحين يالله وصلنا زحفوا لسندس .



ونتوقَف هنا

سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }


البارتات راح تكون ان شاء الله كل
اربعاء وأحد

اتقبل النقد واتشرف بحضوركم وردودكم
* اتمنى ما تلهيكم عن الصلاه

استودعكم الله .


 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
قديم 24-07-12, 04:32 AM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224710
المشاركات: 3,261
الجنس أنثى
معدل التقييم: اسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييماسطورة ! عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 1223

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
اسطورة ! غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : اسطورة ! المنتدى : القصص المهجورة والغير مكتملة
افتراضي

 

-
بارت 10
-






يوم الجمعه
3 ونص العصر | فلة ابو زيد
بغرفة ام زيد



سكَرت السماعه السودا بهدوء وهي تتنهد بشويش بعد ما دردشت مع اختها دردشة طويله . .
ظلّت جالسه على نفس الكرسي يمين طاولة التليفون و تفكر بـالسالفه اللي ماخذه عقلها من فتره !
"ياربي مين اللي تناسب زيد ومستحيل ترفضه ؟"
قلّبت السؤال للمره المليون براسها وكالعاده مالقت جواب دقيق يعجبها ؛ فتنهدت بقوّه وقررت تقوم تنفذ الفكره البديله اللي يمكن تساعدها ولو شوي . .
طلعت من غرفتها واتجهت لغرفة سندس


تنهدت ام زيد اول ما فتحت الباب على بنتها اللي لقتها نايمه
فدخلت وأخذت ريموت التكييف اللي كان على الحار وسكرته وهي تقول : يعني وبعدين معاك ؛ كم مره اقولك مو زين الهوا الحار بالشتا
سندس بثِقل وهي تتحرك بشويش وتناظر أمها بعين وحده يالله انفتحت ومو مستوعبه اي شي : وش فيه ؟
" أوهوه ذي شلون باخذ منها حق او باطل وهي بهالحاله " ام زيد ترفع حاجبها بصبر وتحاول تتدرّج بالموضوع : مافي شي يالله بس قومي ؛ قامَت الصلاه
سندس برجفه وهي تتكوّر بتعب وتوها تستوعب ان التكييف مسكر: يوووه طيب ؛ بس ليش سكرتي المكيّف افتحيييه والله موت برد !!
" لا ذي شكل الكلام ما بينفع معها " ام زيد بتأفُف وهي تهزّها من خِصرها اللي كانت البطانيات الثقيله عليه : ماراح افتحه قومي بسس صلّي واقعدي معي بسولف ؛ ما امدى خربتي نومك توها العطله
سندس تتبيكى بتعب فضيع وتقول بصوت ثقيل : تكفييين لااء خليني شوي والله ما اقدر اقوم
قلّبت ام زيد عيونها بنفاذ صبر وهي تتخصّر بإنهاك من حالة بنتها اللي يالله تقدر تتكلم !
" أفف شكلي بتصرف بحالي اذا ماقامت "
قررت ما تفقد الامل بهالسهوله فحاولت تصحيها مره ثانيه وثالثه بأكثر من طريقه لكن كسل وعناد سندس طفّشها وشجّعها تعزم على انها تسوي اللي ببالها لحالها دامه الحل الوحيد


ام زيد بلعثمه وهي تاخذ آيفون سندس اللي كان على الكومدينه يمينها وما تعبها بالتدوير : طيب خلاص بخليك بس قومي افتحي لي جوالك ابي آخذ رقم خالتك اسولف معها ؛ انمسح من عندي بالغلط
سندس بتأفُف بسيط وهي تلتفت على جهة امها وتاخذ الجوال من يدها بسرعه وتفتحه بدون نقاش : خذيه يالله
ابتسمت ام زيد ابتسامه بسيطه وبدت تلمّس الشاشه بعشوائيه بسبب خبرتها القليله وهي تقول بقلبها : ان شاء الله ألقى اللي ابيه بسرعه ,عاد يقولون انه سهل !
التفتت بعدها بشرود تام وعيونها وعقلها على الايفون اللي كانت تلمّس فيه وتفتّح البرامج بفيضويه
ما تخفي إنها فكرت بأول الثواني تقول لسندس باللي ببالها عشان تساعدها شوي بعد ما انحولت عيونها من الصفحات اللي وش كثرها و الاشياء الغريبه اللي قامت تطلع لها فجأه !
لكن يوم رجعت ناظرتها متغطيه بكل قوّه ومندفنه تحت البطانيات استبعدت الفكره وتعيجزت تقومها وتشرح لها وهي كأنها جثه ؛ فقررت تجرب تطقطق عليه شوي ويمكن بالصدفه تلقى اللي تبيه .



* تحت *



وصلت ام زيد لنص الدرج وهي تنزل الدرجات بكل بطئ ولحد الآن ما عرفت وين تلقى مكان الصور !
قطبت حواجبها بنرفزه بدائيه وقالت بقلبها : كأني دخلت ذا المربع من قبل والا ؟
" وقلّبت عيونها بملل " افف انا وش بلاني ياربي الحين شلون بتذكر " وبسلبيه " شكلي اذا ماعرفت بعد شوي بأصعد لـ سندس اسألها !
وبهاللحظة بين ماهي مشغوله وتوقف خمس دقايق بكل درَجه تنزلها , فتح عيسى مدخل البيت البني اللي كان قدامها وهو توّه جاي من المسجد
عيسى بإبتسامه وهو يناظر امه اللي للحين بنص الدرج : السلام
ام زيد بدون اهتمام : وعليكم السلام . .
عيسى يجلس بأقرب كنبه بالمجلس المفتوح اللي يمينه ويناظر فيها : شتسوين ؟
ام زيد تخلص الدرج وتناظره بضيق : مو شغلك " وبإستفهام " وين اخوك وابوك ؟
عيسى يحط رجل على رجل : ابوي وراي وزيد راح للبقاله
همهمت ام زيد بشويش وجلست قدام عيسى ورجعت تفرفر بالآيفون بجهل تام واضح من تعابيرها . .
دخل ابو زيد بهاللحظات وراح للمطبخ يشرب له مويه بعد ما سلّم , وكعادته بعدها صعد للغرفه يريّح


عيسى يناظر انزعاج امه بلقافه : اذا مو عارفه قوليلي وشتبين وانا اطلعه لك !
ام زيد بنفاذ صبر وهي تمد له الجوال بعد ما استسلمت : افف طيب تعال افتح لي الصور
ابتسم عيسى بهدوء وقام جلس على طرف كنبة امه وفتح لها اللي تبيه وعلّمها كيف تغيّر من صوره لصوره
اخذت ام زيد الجوال من يد عيسى بفرح تام وهي متحمسه موت تشوف صور صديقات سندس اللي دايم تصور معهم لما تروح للحفلات , بأمل انها تلقى وحده تعجبها وتناسب لـ زيد !
أمّا عيسى بعد لحظات بسيطه طفش من الصمت اللي ساد فصعد يغيّر ملابسه . .


ظلت ام زيد على نفس حالتها لمدة عشر دقايق وهي ما تحرك بجسمها الا سبابتها اللي تغيّر فيها الصور
تأففت بهالثانيه بنرفزه و مازالت تحرّك بالمجلد اللي حامت كبدها من كثر صوره !
ام زيد بقرف : وع وش هالشيّف ؛ معقوله مافي ولا وحده من صديقاتها حلوه , وين اللي كانت توريني إياهم أول
تنهدت بشويش وظلت تكمل شغلتها بملل . .
سمعت بهاللحظات صوت مدخل البيت ينفتح فالتفتت بسرعه وشافت زيد يدخل و ماسك معاه كيسة البقاله الزرقا ويدندن بروقان
ام زيد ترفع راسها عن الجوال بسرعه ووتبتسم له بمجامله : هلا
زيد بإبتسامه وهو يسكر الباب ويناظر بأمه : هلا انتي هنا " وبخفّه تعكس وناسته وهو يبوسها على خدها " وانا اقول ليش المجلس منوّر
ابتسمت له امه ابتسامه حلوه ورجعت تناظر الجوال بهدوء عشان ما تلفت انتباهه . .
تعدّى زيد كنبتها وهو يدخل للمجلس ويحط كيسة البقاله على طاولة الضيافه الصغيره ويجلس بالكنبه اللي على اليمين براحه
فرفرت ام زيد الصور بسرعه وهي تتأفف بداخلها وتعترف ان تركيزها تشتت بعد ما جلس زيد اللي توقعت انه يصعد فوق !
" افف وذا من متى يجلس بالمجلس يعني ماحَلت الجلسه الا الحين ؟
-وبملل وهي تناظر بالجوال - اقول السالفه من بدايتها مو ضابطه ؛ شكلي اذا صحت سندس بخليها توريني باقي الصور واتمقل فيهم على راحتي "
قاطع تفكيرها بهاللحظات صوت ابو زيد يناديها من فوق فتنهدت بشويش وتركت الجوال مقلوب على الطاوله وصعدت له . .


ريّح زيد جلسته اكثر بعد ما حسّ ان المكان صار واسع يوم ظل لحاله ؛ فبدا يطلّع باقي عفشه من الكيسه بروقان ويكمل أكل بكروسان الجبن اللي شراها تو
ناظر ساعة يده بهاللحظات ورفع راسه يتأمل السقف والجدارن بملل وهو يتلذذ بطعم الكروسان وما يسمع الا صوت طقطقة الساعه
وبين ما هو يفتح عصير الربيع التوت اللي كان مشتهيه رن جوال سندس اللي عالطاوله وكِسَر الصمت !
تنهد زيد بإنزعاج من رناته العاليه فقام بكسل وهو ياخذه ويرجع يجلس بكنبته
قال بسُخريه وهو يناظر الاسم : نوتيلا ؟ تهه وش هالخرابيط استغفر الله
اكل من الكروسان بروقان وجا بيحط اصبعه على زر السايلنت لكن الرنات وقّفت من نفسها
بعّد اصبعه بشويش وهو يناظر الصوره اللي كانت واقفه عندها امه تنفتح من نفسها لأنها ما سكرت الايفون بعد ما استعملته !
ضمّ شفاته بهدوء وهو يحرك اللي بفمه و يناظر بالصوره اللي سندس متوسطتها مع ثنتين من بنات عمّه اللي من اول ما تغطوا ما شافهم
وبديهياً عرف من لبس سندس ان هالصوره من استقبال محمد ولد خالته ام سما
زيد بإبتسامة تريَقه وهو يناظر اشكالهم العبيطه بسرعه و يقول بقلبه : ماشاء الله ذول من وهم بزران ووجوههم ما تغيّرت ؛ حشى طقم مو بنات ملامحهم نسخ لصق خخخخـ . .
تنهد بشويش وهو يستغفر الله بصوت اعلى من الهمس بعد ما شاف صورة حريم مو من محارمه ؛ فشال نظرهَ بشكل بطيئ وهو يتأفف
لكن فجأه , شاف شي غريب وقّفت عنده عيونه وعيّت يده تترك الجوال بدون ما يتأكد !
لمَح بهالثواني القليله وحده كأنه يعرفها مصورينها بالغلط وراهم من بعيد عالزاويه اليمين وواضح إنها مو داريه لأنها كانت تبتسم لأحد وما واضح منها الا وجهها من على جنب وشوي من فستانها العودي الى نص وركَها . .
قطب حواجبه بسرعه وهو يترك الكرواسان اللي بيده الثانيه عالكيسه اللي يمينه ويكبّر الصوره عليها ويقرّب الجوال من وجهه بإستنكار وهو يقول : لا يكون !
وبلع ريقه بإستغراب تام وهو يوسّع عيونه ويتأمل الصوره اللي شوي تشوّشت من التكبير: ذي وشو جنيه والا انسان ؛ وراها صارت تطلع لي بكل مكان من بعد يوم الحريق ؟!
تنفس بعمق وهو مو قادر يترك الجوال او يشيل بؤبؤه عن اللي يشوفها لأنه بدا يتذكر كل شي مخزّنه بعقله يتعلق فيها
قال بقلبه وهو يسند ظهره بأهميّه ومازال يناظر الصوره ويطابقها بالصور اللي بذاكرته : لالا عاد هالمره تأكدت بإن هَتون هي نفسها اللي طلّعتها من الحريق ؛ اصلاً مستحيل تكون مو هي !
رمش بهدوء وهو يبتسم ابتسامه جانبيه بسيطه ويناظر فيها بتدقيق أغفَله بشكل تام بأنها هي الثانيه مو من محارمه وحرام يناظرها
- وش تسوّي ؟!


انتفض قلب زيد بسرعه اول ما سمع صوت عيسى يخترق إذنه اليسار ويطلع من اذنه اليمين وهو ينزّل من الدَرج بعد ما غيّر ملابسه ولبس بيجامه !
زيد بإرتباك وهو يسكّر الجوال من الزر اللي فوق ويحطه عالطاوله ويرمش بسرعه : و.. ولا شي يعني وش بسوّي قاعد احوس وآكل
رفع عيسى حاجبه بشَك من تبريره الغير منطقي وهو يناظر بجوال سندس اللي من اول ما دخل البيت شاف الكِل يتناقله !
تعوّذ زيد من الشيطان الرجيم بصوت شبه مسموع وقام من جلسته بتنهيده طويله
ميّل عيسى فمّه بتفكير وهو يخلّص الدَرج ويناظر بحركات زيد السريعه والعشوائيه وهو يشوفه يشيل عفشه ويتجه للدرج ويصعد فوق . .
عيسى يناظره ويقول بقلبه : وشفيه ذا بعد !
" وبفضول وهو يمشي للمجلس وياخذ الجوال ويرمي نفسه على نفس كنبة زيد " خنشوف وش اللي شاغلهم . .


عيسى بإحباط تام وهو يناظر الباسوورد اللي طلع له اول ما ضغط الزر اللي فوق : لااااع وش هالحظ !
" وقطب حواجبه وهو يتأفف بضيقه " امممم يمكن 1234 ؟ " وبتنهيده وهو يناظر اللون الاحمر اللي أعلن عن غلطه " افف وراها ذي غيّرته ما اخبر غبائها يسمح لها تحط غيره !
ميّل شفته بتفكير عميق وهو يجرب باسووردات عشوائيه كلها طلعت غلط ؛ لين ما فكّر يحط باسوورد جوالها البلاك
عيسى برجاء وهو يلمس الشاشه بشويش ويبلع ريقه بحماس : بسم الله يارب يارب يارب يضبط .





‘,





5 الا ربع | فلة ابو مشاري
بالصاله فوق



سكْرت عذاري الآيباد بالكفر الاسود اللي عليه وهي مازالت متضايقه من شهادتها اللي طلعت قبل ساعه . .
قالت بقلبها وهي تاخذ جوالها وتناظر فرحة صديقاتها وصورهم : افف كلهم فوق الـ 95 الا انا
آيه تدخل الصاله وتناظرها بإندفاع : هييه انتي يالله البسي بعد المغرب بنروح
عذاري بتنهيده وهي تمد بوزها وتتسدح عالكنبه بذبول : افف طيب " وبتساؤل عقيم " بس ماقلتيلي زينه 91 صح ؟
آيه بتنهيده طويله وهي تاخذ جوالها اللي فوق الطاوله وتروح لغرفتها : ايه ايه زينه بس فكيني وروحي البسي . .
قلّبت عذاري عيونها بملل بسيط من تسليك آيه وبدت تلعب بشعرها اللي تحبه وهي تعدّل تسديحتها لوضعيه أريح وترجع تفكر بنسبتها الشينه
بعد لحظات دخلت آيه للصاله مره ثانيه عشان تاخذ شي نسِته فقالت بصدمه وهي تشوف عذاري على نفس حالتها : وانتي للحين هِنا !!
عذاري بتأفُف وهي تقوم بكسل وبطئ : افف افف طيب يالله هذا انا قمت
مشت عذاري بشويش صوب غرفتها وهي تتحلطم على هالزياره السامجه اللي خابصتهم آيه فيها
وأول ما قربت من غرفتها غيّرت رأيها واشتهت تروح لغرفة هَتون يمكن تروّق شوي !


عذاري بملامح عاديه وهي تفتح الباب بدون ما تطقه : هاي
الفتت عليها بهدوء وانا انزّل الملابس من العلاق اللي بيدي واقول : هلا
عذاري بهمهمه وهي تجلس عالسرير بدفاشه وتناظر الملابس : ها وش بتلبسين ؟
ناظرت الدولاب اللي كان مفتوح قدامي وقلت بإحتيار : مدري . . للحين ما اخترت
عذاري تتمدد بملل وتفرد يدينها : يا بردك ؛ ليت آيه زيّك توها زافتني زفّه محترمه ؛ ما تقدّر ان مالي خلق البس !
قلت بخفّه وانا اطلّع لي بلوزه سودا شتويه مخططه بالعرض بألوان كثيره : السالفه مو برود ؛ بس هي تدري انك ماراح تخلصين الا بالموت
قلّبت عذاري عيونها وعطتني طاف وهي تتأفف . .
سكت شوي , بعدها قلت بإستطراد وانا اوريها البلوزه : المهم شرايك بهذي وعليها سكيني كحلي ؟
عذاري تتأملها : حلوه " وبإستفهام " منتي ماخذه يوسف صح ؟
رديت بهدوء : لا بيزعجهم , عيب عاد هذي اول مره اروح بيتهم . .
عذاري تتمطط بكسل وتعدل جلستها وتوقف : كيفك , يالله اجل انا رايحه البس
تنفست بهدوء بعد ما سمعت صوت تسكيرة الباب ونقلت نظَري للملابس اللي قدامي .





‘,





5 وثلث العصر | فلة ابو زيد



طلعت سندس من غرفتها بسرعه وهي تربط شعرها بشكل فيضوي بأقرب شباصه لقتها ؛ حتى إنها ما لحقت تغسل وجهها !
قالت بنرفزه وهي تروح للصاله بهروله بعد ما لمحت أمها بعيونها اللي يالله تنفتح : يماا وين جوالي ليش ما رجعتيه " وبِعتاب " انا مؤقته على الساعه 5 عشان ارووح سعد الديين قبل المغرب !!
ام زيد ببرود وهي تشيل عيونها عن التليفزيون وتناظر شكل بنتها اللي يروّع : بسم الله وش سعد دينه ؛ شوفيه تحت بعدين انتي ماقلتيلي ارجعه
سندس بضيقه وهي تضرب الارض بمشيتها القويه وتروح صوب الدرج بسرعه وهي تتحلطم وتحاول تمسك اعصابها : وااي يماا لا تكلميني بهالطريقه تدرين ان البنات بيجوني كان قومتيني عالاقل
ام زيد ترفع فمها بقرف وتعلّي صوتها عشان تسمعها : قومتك " وبتعقيب " بعدين وش هالفضاوه ليش تعزمينهم بكره بتشوفينهم بالبر وبتملين
قطبت سندس حواجبها بضيقه وهي تمسك نفسها من القهر وتعطي أمها طاف وتكمل الدرج ركض . .
بهاللحظات اول ما وصلت لنهايته شافت زيد يطلع من المطبخ بكل روقان ويقطع طريقها !
سندس بتأفف وهي تناظره من فوق لتحت وتدفعه بشويش وتروح صوب المجلس : وخر انت بعد
زيد بإستنكار وهو يشيل الخبزه اللي طاحت منه عالارض : اعصابك يؤ
قلّبت سندس عيونها بقرف وهي مالها خلق تناقشه , وأخذت جوالها بسرعه من على الطاوله وباليالله تحاول تركز بالارقام اللي قدامها عشان تختار رقم عيسى وتتصل عليه !
- الوو
سندس بسرعه وهي تحك شعرها : الو , وينك فيه ؟
عيسى بروقان : وعليكم السلام " وبإبتسامه " طالع ليش ؟
" افف وقته ذا بعد ؛ وشفيهم امي وعيالها متسلطين عليّ بالدور " سندس ترفع فمها وتأفف : طيب بعيد ؟
- يعني , رايح انا وفوّاز نشتري ملابس رياضه ؛ قولي وش تبين ؟
سندس تحط يدها على جبهتها بقهر : افف لا خلاص ما ينفع شكلك مطول
- كيفك ؛ يالله باي
سندس بخساره وهي مبوزه : باي . .
سكْرت الخط بتنهيده طويله وهي ضايعه بالتفكير !




.





بهاللحظه سمعت صوت زيد يعطس ويكمل الدرج فراحت له بسرعه وقالت وهي توقفه : زيّوود
زيد يلتفت عليها بنص الدرج وياكل بخبزته : ها ؟
سندس تبلع ريقها بعد ما ركضت شوي من الدرج ووصلت له : ودّني سعد الدين
زيد يرفع حاجبه : على اساس انك متعوده اوديك يعني
سندس تأففت بضيقه : تكفى بلا استهبال والله قايمه على عماي وعيسى بعيد
سكت زيد شوي بعدين قال بتحقيق : طيب وليش ؟
سندس تبرر بتنهيده : بيجوني سما وآيه " وبرجاء وهي تناظر بملامحه اللي ما تبشر " تكفى لا تتنيحس عيسوه بيطول وانا مايمديني شوي وبتصير 5 ونص وهم بيجون بعد صلاة المغرب
زيد بتفكير وهو يناظر ساعته : اممم لحظة اراجع جدولي
سندس بإنفعال بسيط : اففف لا تستعبط بتوديني والا لا !!
زيد بإبتسامه جانبيه على ملامحها المعصبه اللي خالطها النوم : واي خلاص بوديك
تنهدت سندس تنهيدة رآحه طويله و مسكت مقبض الدرج الذهبي عشان تستعين فيه على الهروله وهي تسابق الوقت اللي قاعد يضيع .



* بعد 10 دقايق , بالسياره *



حكّت عينها اليمين وهي تحوس بالجوال وتتأفف للمره المليون !
التفت زيد عليها و مازال يتلذذ بملامحها الخامله اللي عاجبته " ههه صار لها ساعه تحكك بعيونها لا يكون ماغسلت وجهها ؟ "
سندس تصارخ فجأه : اف افف علّق !!!
زيد يرفع حاجبه بإستغراب وهو يحاول يركز بالسواقه : بسم الله اعصابك روّعتي الجوال
سندس تقلّب عيونها ومن جد قاعده تحاول ما تنفعل اكثر من كذا : وقته يعلّق ابغى رقم سعد الدين عشان يجهّز لي الطلبيه وآخذها بسسرعه
زيد بتنهيده وهو يوقف بالاشاره : طيب اذكري الله
سندس بدفاشه وهي تضغّط ازرار البي بي بعشوائيه : ألف من ذكره بس هالكلب ليش مو راضي يتحرك " ولاشعورياً كملت بسرعه وهي تناظر الرقم اللي معلّق عنده الماوس " وعاد ما لقى يوقف الا عند رقم لذووه كأني ناقصه غثّه ؛ وراني مو حاذفته !!


رمش زيد بهدوء وهو يناظر الإشاره الحمرا ويسمع صدى الاسم اللي قالته سندس . .
تأففت سندس بهاللحظه وناظرت فيه نظره سريعه بطرف عينها وسبّت نفسها على انفعالها السخيف لين قالت بس !
زيد بقلبه وهو يحرك السياره بعد ما فتحت الاشاره : لذّه ؟ تهه للحين عايشه هالانسانه " وبتجاهُل وهو يعلق على سندس " سبحانك ربي وذي ولا كأنها اللي كانت تقدّسها
" وبتريَقه " والله زمِن كانت تكره اللي يسبها والحين صارت هي بنفسها تتولّى هالمهمه . .


بهاللحظات أخذت سندس نفَس عميق وهي تناظر الماوس يتحرك ويهّدي شوي من غليان عقلها !
وكنوع من العِقاب حذفت رقم لذّه اللي كان قدامها بكل سرعه وتجاهُل وبدت تكمّل تدوير
أمّا زيد ؛ ما يخفي انه شرد شوي بذكرى ذيك الايام اللي صار يلوم نفسه على حماسه رغم إنه كان بسيط
بس بوجهة نظَره يحسها تضيع وقت وجهد والأهم إنها استهلاك لجزء حساس من كيان أي رجال بهالدنيا !
قلّب عيونه بهاللحظه بعد ما تنهد تنهيده طويله وهو يحرر نفسه ويحاول يركز على الطريق
قال بقلبه وهو ينهي الموضوع بتريَقه بسيطه بعد ما تذكر وجهها : صدق من قال ان بـ الهَوى ما تكفي فتنة الوجه الجميل . .


- وعذاري وهَتون وش يحبون ؟!
التفت زيد التفاته بسيطه بعد ما سمع سندس تكلم بجوالها وتقول اسم هالبنت اللي بدا يحس انها شبح بالنسبه له !
سندس تكمْل كلامها بإستنكار وهي تتجاهل نظرات زيد لها : طيب شرايك انوّع فراوله وتوت وشوكلت وفنيلا ؟
اي انا بعد فكرت كذا . .
اها اوكِ , إي اي شوي واوصل
طيب يالله لا تتأخرون
تشاو .


سكْرت سندس الخط وابتسمت إبتسامه بسيطه وهي تناظر زيد اللي مركّز عالطريق : وااي سَما فضيعه
زيد يضم شفاته بإستفهام : هذي سما ؟
- يب متصله تقول لا تجيبين كيكه كبيره احلى التشيز كيك الصغار بالليل . .
زيد بهمهمه وهو يستطرد : وعذاري وهتون خوات آيه بنت جيرانهم ما غيرها صح ؟
- اي " وبإستفهام " ليش ؟
زيد بإبتسامه جانبيه وهو يرمش بسرعه : لا بس كذا تذكرت سالفة اللي احترق بيتها
ماعلّقت سندس على كلامه وصدت بشكل طبيعي وهي ترجع لجوالها
أمّا زيد عضّ شفاته بشويش عقاب لـ كذبته اللي قالها !
" المفروض ما اسألها وش فيني صاير مطيور "





‘,





8 وعشر العِشا | فلة ابو زيد
بالقبو تحت



سندس وهي تتربع وتلفْ قارورة المويه اللي بيدها على الطاوله الأرضيه البنيه اللي كانوا البنات جالسين حولها : افف هَتون وعذاري للمره الثانيه !
سما تاخذ قارورة المويه بعنف وتتفقد عذاري : ماصارت حمَام وينها ذي ؟!
آيه بإبتسامه وهي تضمّ الكوشايه البيضا اللي على بطنها : ماعلينا لفّوا مره ثانيه يالله
لفّت سما القاروره بدون نَفس . .
التفتوا البنات على سندس اللي أشّرت القاروره عليها هي وسما ؛ وبسرعة البرق بدوا يحرّضون سما تسألها سؤال مُحرج مثل ما سوّت فيهم !


سما بخُبث بعد ما فكْرت : يالله سؤال , كم مره بالشهر تكلمين حبيب القلب خليفوه ؟
سندس بضحكة حيا ووجها ورّد : لا لا ما اتفقنا على كذا
آيه تغمْز لسما : عاشت سمّوو
سندس مو قادره تسكر فمها من كثر الابتسام : خير انتي وياها ترى ماراح اجاوب هذي اسمها خصوصيات
رنين تحط راسها عالطاوله وتبتسم بشَغب : شِف , يعني الحين هذي خصوصيات ولمّا انتي تسألينا ونجاوب ماتصير خصوصيات
آيه بعفويه وهي تاكل من الأوريو : يالله مالك مفرّ بسرعه جاوبي نبي نكمل
سندس تضمْ شفاتها وتناظر بوجوه الكل : اف طيب " ورمشت بحيا غريزي " يمكن بالاسبوع مره او مرتين
سما بمبالغه وهي تفشّلها : أووف أووف ماتوقعتها منك صراحه ؛ وانا اخبرك ثقيله
سندس بضحكه وهي ترمي عليها أقرب كوشايه : وشتبين انتي اووص خلاص جاوبت يالله لفوّا
عذاري بمقاطعه وهي تنزل من الدرج بعد ماراحت لحمَامات المجلس اللي استقبلتهم سندس فيه : هيه حمستوني اصواتكم وش علّوها لا يكون فاتني شي !


رنين بتنهيده وهي تناظرها : وبعد تسألين ؛ يعني اكيد فاتك كثير أجل يالظالمه نص ساعه حمام
عذاري بإبتسامه جانبيه وهي تجلس جنب رنين : ههه شدعوه ما امداني ؛ اول ما طلعت اتصلت عليّ جدتي وجلست تسلم ومسكت خط عشان كذا طوّلت
آيه بإستفهام : جدتي ؟ غريبه متصله عليك , بالعاده تتصل عليّ او على مشاري !
قلت بتَريقه وانا اناظر آيه : تهه ضحكتيني يعني تبينها تتصل عليك وتسحب علي حبيبة قلبها ؛ اصلاً اللي ما تعرفينه انتي ومشاري انها دايم تتصل على عذاري قبلكم
آيه بإندفاع وهي تناظر عذاري : أمّا صدق ؟
عذاري تحط جوالها بجيبها وتبتسم بغرور وتعطي آيه طاف : مو لازم تعرفين " وناظرت الكل " المهم يالله وين وصلنا لفوّا القاروره لقيت مليون سؤال محرج !
أخذت سندس القاروره ولفّتها وهي تبتسم . .
رنين بفرح : وأخيراً دوري " وناظرت بهَتون اللي كانت الجهه الثانيه من القاروره تأشر عليها " امممم وش اسألك
انا بإبتسامه : الله يستر . .
رنين بحمَاس : يالله إي ؛ وش توحمتي عليه يوم كنتي حامل بيوسف ؟
عذاري بضحكه : لاء لاء
سندس بفضول بعد مالفتها تعليق عذاري : هع شكل الجواب خطير
آيه تتمطط وتعدّل جلستها : لا تتحمسين عالفاضي
رنين تسكتهم وتناظرني : افف خلوها تجاوب
قلت بضحكه وانا اناظرها بتمطيط : ترى عادي مو ذاك الزود . .
رنين تمد شفاتها لتحت : طيب يالله قوولي أنا ابي اعرف
سما بتنهيده وهي تحك شعرها : اف هَتون اخلصي نبي دورنا
ضميت شفاتي وقلت بعفويه بعد ما قررت اجاوب : اممم قصب السكر
سندس ترفع فمّها بإزدراء : ذا وشش ؟!
آيه تسبقني بالجواب : عصير سامج غثّتنا فيه
انا بضحكه : آيه خير !
آيه بمبالغه وهي تبتسم : والله جد ذبحتينا ما يمدينا نشغلك الا وتتذكرينه " وناظرت سندس " تخيلي مدري وين نلقاه ؛ فرفرنا نص محلات العصاير , مشاري بغى يموت
عذاري بتعابير ملّانه وهي تاخذ قارورة المويه وتلفّها بإنتظار : افف الحين وش بيسكتهم
سما بنفور وهي تقوم من الارض وتجلس عالكنب الكلاسيكي الابيض : انا خلاص ماني لاعبه
عذاري بلووم : هييييه لييييش !!
سما تفرِك عيونها وتريّح جلستها اكثر : وعع طفششت , خلونا نسولف لاحقين عالالعاب ورانا بر
عذاري بإصرار : لا بليييز انا مالعبت كثير بلا سِماجه
سندس بإبتسامه جانبيه وهي تتمطط وتقوم تفتح التليفزيون : حتى انا شكلي ماراح العب
رنين مدّت بوزها وهي تجلس عالكنبه اللي وراها : يا شينكم
عذاري تناظرهم : هييه أمانه يالله بس لعبه وحده !
سما بإستطراد وهي تعطي عذاري طاف وتبتسم بحماس مصطنع وتحوس بشنطتها البيجيّه : اممم الا تعالواا نسيت اشاوركم بـ وش راح نسوي اذا رحنا بكره ان شاء الله
عذاري وهي تمد بوزها و تترك القاروره بمَلل وتنشغل بشعرها اللي فتحت ربطته وبدت تعيدها : تشاورينا ؟ " وناظرت البنات بتَريقه " قصدك تغصبينا بنشبتك


ضحك الكل بدُعابه وبعدها قمت انا ورنين وآيه من الارض وانتشرنا على الكنب بشكل فيضوي شوي . .
سما تمد لسانها لعذاري وتفتح الورقه اللي طلعتها من الشنطه : المهم يالله اسمعوا وش كتبت
" والتفتت يمينها ويسارها وهي تناظر الكل وتقول " أولاً بما اني مسؤوله عالوجبات ؛ وعلى حد علمي امي هي اللي بتسوي الغدا طول الايام , فإحتياطاً فكرت إنا نجيب معنا سطلين كنتاكي ونمشّي فيه لأن امي كالعاده بتسوي اشياء ثقيله مره
رنين بإيجابيه : جميل . .
سما تكمْل : اممم ثانياً الحلويات " وناظرت آيه " طبعاً مثل ما اتفقنا بتمرون على السوبر وكذا , أمّا الكماليات والطراطع على سندس
سندس بإبتسامه وهي تناظر آيه : حلوو بس لا تنسين دانيت شكولت اهم شي
عذاري بتلذُذ : ولا يهمْك انا بروح معها
رنين بتعليق على شهيّة عذاري : اجل ارقدي وآمني . .
قلت بإستفهام وانا استفسر : طيب وش انواع الطراطيع اللي بتجيبونها ؟!
سندس بفهاوه : صراحه مدري وصّيت عيسى امس وينقاله اليوم اذا رجع بالليل بيكون جايبهم
سما بتفاعُل : اي عاد اهم شي عيدان عين الشمس أعشششقها
عذاري تناظر رنين : وانتي لا تنسين جيبي كامك
رنين: اي لا اكيد ان شاء الله
سما وهي تشيّك بشكل نهائي على الورقه اللي كاتبتها وتشطّب بعض الاشياء : اوكِ كذا تمام " ورفعت راسها بتفاؤل وهي تبتسم وتناظرهم " حماااس بموت ويجي بكره !





‘,





اليوم التالي
السبت
10 ونص الصباح | فلة ابو مشاري
بغرفتي



كنت واقفه قدام دولابي الابيض ورافعه يديني أحاول اطلْع جاكيت يوسف البني الكبير اللي مصفط فوق ؛ لكن بدون فايده !
" آآآه لو اني طويله اكثر من كذا شوي "
نزْلت جسمي بإنهاك وانا اتأفف للمره المليون واسمع صوت الكرآج يتسكْر مُعلن ان آيه وعذاري رجعوا من السوبر اللي قرروا يفضّونه هم وطلباتهم الـ لامنتهيه . .


بوّزت بتفكير وانا مازلت اناظر الدولاب ؛ فقررت اني انط واسحب كل الملابس واللي يصير يصير !!
تمْت الحركه بنجاح وكما هو متوقَع طاحت نص الملابس المصفطه , فإبتسمت وانا اقابل الجاكيت اللي وأخيراً قدرت امسكه بيدي
ضحك يوسف بهاللحظات فالتفتت عليه وانا اناظره يلعب بسريره الابيض
قلت بشغب وانا أعاتبه : تضحك هااه ؟ طيب طيب هذا جزااي قاعده اكافح عشان اجيب جاكيتك
كمْل ضحكته الخافته وهو مشغول بضمْ ألعابه وما عبّرني . .


تحسست جبهتي بيدي اليسار بإبتسامه دافيه وانا اتأمله وهو مستانس وبصحه وعافيه
" الحمد لله "
بعدها أخذت نفَس عميق والتفتت عالملابس المرميّه بالارض وبديت اصفط بعضها عشان لا أكلّف على رتني اللي بترجع تصعدهم مره ثانيه
لكن فجأه ما بين كل الملابس لقيت نفسي ماسكه البدله الرجاليه الصفرا اللي غصب عني لفتتني يوم شفتها !




.






قلت بقلبي وانا أبلع ريقي وكالعاده أتذكر ذاك اليوم : ذي ليش للحين عندي ؟ المفروض من أول ما طلعت من المستشفى وعطوني إياها أرميها
" وبغصّه وانا اتنفْس بصعوبه " وش هالتناقض اللي فيني ؛ أرمي صور معاذ بكل جرائه ولا أرمي ملابس واحد مدري منهو ؟


- هَتووون إلحقي !!
التفت على عذاري اللي فتحت الباب بسرعه وقاطعتني وهي تضحك وواضح إن معها سالفه
قلت بخوف : بسم الله الرحمن الرحيم !
عذاري بضحكه وهي تدخَل ركض وتتخبى وراي من آيه : تخيلي اختنا عجْزت " وبنبره مُستفِزه " طلع لها شييب هههههه
التفتت على عذاري ورجعت ناظرت آيه اللي وصلت عند الباب ووجهها من جد وقف الدم فيه بشكل غريب !
رفعت حاجبي وانا ارمي الملابس اللي بيدي عالارض وألتفت لعذاري : افف وطيب عادي انا من بعد ما ولدت يوسف وهو فيني !
عذاري بصدمه وهي تضحك بهستيريه وتناظرنا : أمّاا ههههه ما اصدق خواتي عجّزوا
تنهدت بكل قوآي وانا اقلب عيوني وارجع انشغل بالملابس بعشوائيه واقول : الحمد لله والشكر مدري وش اللي يضحك " وبإستطراد وانا اناظر آيه المتجمده عن الباب " المهم ها جبتوا كل شي ؟
آيه بشحوبْ غريب وهي تضم شفاتها وتعطيني ظهرها وتمشي: إيه . .
عذاري بإبتسامه عريضه وهي تستخف دمها وتفتّش بذيل حصاني : هييه لا تضيعين الموضوع وريني شيبك انتي الثانيه
قلت بثقه وانا اترك الملابس واحط ذيل حصاني على كتفي الثاني : على بالك تضحكين ؛ الحمد لله الشيب ولا العيب
عذاري بنبرة استفزاز : تهه شفيك جدتي عصبتي !
" على بالها انا آيه بتستفزني " زفرت نفَس عميق وتعوّذت من الشيطان وانا اروح لعند سرير يوسف ومالي خلق المناقر أبد : يالله بس روحي جهزي عفشك مو اذا وصلنا هناك قلتي نسيت ونسيت . .
عذاري بعباطه وهي تطلع : ان شاء الله جدتي



* بالمطبخ تحت *



مشاري وهو يدخل ويتركى على الباب : عطيني مويه الله يعافيك
الجازي بإبتسامه وهي تترك تغليف الحلويات اللي سوّتها وتروح صوب البراده وتصب له وتعطيه : تفضل
مشاري وهو يمسك الكاس الاصفر بعد ما شرب : ها خلصتي شغلك ؟
الجازي بطريقها وهي تطبب على ظهر متعب اللي كان جالس على كرسي الطاوله ونايم : بس باقي شوي
متعِب يناظر امه بوجهه المتفّخ من كثر النعاس : وشو ؟
الجازي بتنهيده وهي تلتفت عليه : كمّل فطورك طريقنا طويل
متعب يناظر صحن الكورن فليكس السماوي بعيون تكبّس : ان شاء الله . .
عذاري تدخل عليهم بإبتسامه عريضه : سلام
مشاري يناظرها : وعليكم السلام " وناظر لِبسها " ها جهزتوا اشيائكم انتي والبنات ؟
عذاري بتسليك وهي تروح عند الجازي وتناظر اشكال الحلويات والكوب كيك بتلذُذ : ايه . . " وبمدح وهي تناظر الجازي " يميي يمي شكله خيال
الجازي بإبتسامه وهي تحطهم بالكيسه وتروح صوب متعب اللي نام مره ثانيه : تسلمين ؛عاد اهم شي الطعم
عذاري تغمز لها : اكيد حلو كالعاده
الجازي تبادلها الابتسامه وتصحي متعب اللي جلست جنبه وبدت تأكله بعد ما مشطت شعره بيدينها : يالله يا ماما افتح فمك نكمّل الصحن وتروح للحمام بعدين نام
متعب يفتح فمه بعباطه : طيب
عذاري بإستطراد وهي تروح لعند مشاري وتوقف جنبه : اممم تعال اتصلت عليك زلّووفه ؟
مشاري : جدتي *زُلفى * ؟ لا ليش !
عذاري تطبب على كتفه وتمشي للدرج : بسس اسأل امس اتصلت عليّ تسلم
مشاري بإبتسامه جانبيه وهو ينبها بصوت مسموع : الله يسلمها , بس ماعلينا اجهزوا قبل 11 عشان لا نتأخر على الناس . .
عذاري بدون اهتمام وهي تصعد الدرج بتمطيط : ان شــــــاء اللـه .





‘,





بنفس الوقت | فلة أبو زيد
بالحديقه



سندس بإبتسامه وهي تعدل كرسيها الخشبي اللي جالسه فيه حول مظلة الطاوله البيضا المتوسطه العشب : واااه سما من كثر حماسها أحسها بتطلع من المحادثه وتبوسني !
رنين تتلمّس حجابها : هههه اشوفها كل شوي تغيّر البرسونال . .
زيد وهو جـاي من السيب اللي عاليمين وشايل معاه كياس البطانيات : هيه وانتوا للحين ما دخّلتوا اللي عالطاوله !!
سندس بسرعه وهي تشيل شوي من الكياس اللي عالطاوله وتركض صوب سيارة زيد : سوووري
زيد بتأفُف وهو يعدل نظارته الشمسيه ويدخّل اللي بيده ويتفقد الكل : وينه عيسووه بعد
رنين بجواب مختصر : دخل يجيب له كياس اندوومي عشان لا يموت بهالثلاث أيام
زيد بتنهيده طويله وهو يسكْر الصندووق ويعدل ياقة جاكيته السبورت : المهم يالله انتوا اركبوا قبل لا تنزل امي وتهاوشنا
قامت رنين من جلستها ودخلت هي وسندس بالمرتبه الاخيره ولحقتهم الشغاله بعد دقايق . .


بهاللحظات جت ام زيد مع عيسى من السيب اللي عاليمين والواضح انها كالعاده قاعده تهاوش عيسى !
ام زيد ترفع عبايتها الراس بعد ما فتحت باب المرتبه الثانيه : وين سندسووه ؟
سندس تبلع ريقها بعد ما ناظرت إشارات عيسى وكأنها عرفت السالفه : نعم يما
ام زيد بصوت عالي وهي تتسنْد على يد عيسى اللي كان يساعدها عشان تركب الهمر العالي عليها : وش سالفة طراطيعك مين سمح لك تجيبينهم ؛ يعني كم مره لازم اقولك لا تخبصين من وراي !!
سندس تعقِد حواجبها بعد ما تورطت :أووه صح والله نسيت اقولك
ام زيد تاخذ نفس بعد ما ركبت وعدّلت جلستها : الا خايفه تقولين " وبنبره لوم " يعني لو يصير بعيالهم شي وش بتسوين , ما تدرين ان عندهم بزارين ؟
سندس بتنهيده وهي تبرر بضُعف : والله ما جاب لي عيسى شي خطير ؛ بس أعواد عين الشمس والباقي اشياء عاديه " وبتأكيد " تبين تشوفينهم ؟
عيسي بإبتسامه وهو يقاطع سندس ويركب جنب أمه ويهديها : الوآلده , عادي وشفيك مكبره السالفه وبعدين قلتيها بزارين يعني وش بيخليهم يلعبون مع سندس واللي بعمرها
ام زيد تقلب عيونها وتناظر بعيون زيد اللي كان يضبط المرايه الأماميه ويسكر بابه عشان يشغل السياره : اي طبعاً انا اللي أكبر السالفه وانتوا استانسوا ؛ لأن محد غيري انا وابوك بنبتلش بعيال الناس !!
زيد بإستطراد وهو يقطع هالحوار بصوت محرّك سيارته العالي : يالله يما وين ابوي ؟
ام زيد بتنهيده وهي تتكتّف بطنقره : ايه, قاعد يقفّل البيت يقول انت طلّع السياره وهو بعد ما يقفل باب الشارع يجي يركب
زيد وهو ياخذ نفس ويفتح الكراج : اوكِ .





‘,





11 الصباح | بسيارة مشاري



آيه بجديّه وهي تدف كتف عذاري اللي لاصق فيها للمره الثانيه : زحّفي
عذاري تتأفف بنفاذ صبر : شفيك انتي تراني مزحفه ؛ مشكلتك اذا انتي سمينه !
الجازي تلف على المرتبه وتقول بتنهيده : خلاص بنات لا تسووّن مشاكل عالفاضي
مشاري يركز على سيارة ابو سما اللي كان يمشي وراها : ترى اذا ضيعناهم ماعندي مانع نرجع للبيت
عذاري تمسك اعصابها عشان لا تخرّب مزاجها اللي عاجبها : افف طيب ها زحّفت إرتحتي !


تنهدت بشويش وانا اناظرها تنزل عيونها على جوالها وتنغمس بمحادثة صديقاتها بعد ما زحّفت على قولتها
قلت بقلبي وانا ابتسم : انا وش خلاني ما أجلس بالوسطط هالمره . .
" التفتت على الشباك بعشوائيه وانا اشرب من كاس القهوه الاحمر اللي بيدي وأكمل " بس لحظه الغلط مو مني ؛ آيه اللي مدري وش فيه مزاجها اليوم !
" وأخذت نفس عادي وانا احط يدي اليسرى على حِنكي وأتركى عليها " افف اقول انا وش دخلني فيهم كأني ناقصه يعني
بهاللحظات قاطعني تعليق عذاري اللي مدحت ريحة الحلويات اللي مسويتها الجازي للمره الثالثه !
مأ ألومها تجنن حلوياتها صراحه . .
مررت نظَري عالكل وانا اتأمل حركاتهم المستمره بما أن ماعندي شي اسويه غير اني اشرب القهوه خصوصاً ان يوسف نايم
شفت مشاري عاقد حواجبه وهو يركز عالسياقه وياخذ قارورة المويه من يد الجازي اللي تعطيها إياه بحذر عشان لا تصحِّي متعب النايم على صدرها
وآيه من نظرتها الشاحبه واضح إن مزاجها مازال متعكر للحين من أول ما طلعنا !
أمّا عذاري للآن روحها عاليه ومن سرعة كتابتها عرفت إنها قاعده تعلم كل لستتها إننا رايحين للبر . .
ظليت اناظرهم . . الى ان تعمّقت بهالنظره اللى بدت تاخذني ليوم بعيد جداً مشابهه لهالتعابير اللي بوجوههم و لهالاجواء الصحرويه اللي كسَت الطريق بعد ما بدينا ندخل فيه !
إيه , مافي غير ذاك اليوم المناسب لهالإحساس , وبشكل غريب صرت مو قادره اتهرب منه . .


اتذكر اني جلست نفس هالجلسه لمّا سافرنا للشرقيه عند جدتي زلفى بعد ما تزوّج ابوي
على ما اتذكر كان سبب روحتنا هو تغيير للأجواء الكئيبه اللي تونا ما تعوّدنا عليها
" وبإبتسامه جانبيه " يحليله متعب كان طول الطريق يزعجنا بصياحه المسْتمر عكس هدوئه الحين وهو نايم , خصوصاً إنه كان داخل السنه الثالثه وصاجنا إنه يعرف يطقطق بالحكي وتفوق على عذاري بالقرقره
" وبسخريه " تهه أمّا انا كنت عكسه انسانه ميته بكل ما تعنيه الكلمه بحكم إني لسى ما استوعبت صدمه زواج أبوي ومرض امي اللي كانوا مسيطرين على عقلي ذاك الوقت
مهمله , سخيفه , متكائبه , وأي صفه بشعه ما كنت اتوقعها تكون فيني قبل لا تجينا هالمصايب !


اممم وطبعاً كنت طول الطريق ساكته بحكم اني محبوسه بذيك الشخصيه , واصلاً ما كنت متحمسه لفكرة تغيير الجو لأن علاقتي مع جدتي مو ذاك الزود لأنها مستحيل تحب أحد زي عذاري
" وبإستطراد ساخِر " يمكن عشان تشبهها بالشخصيه ؟!
المهم ووصلنا للشرقيه بعد ساعات من السفر الطويل والممل , كنّا مخططين نجلس اسبوعين نقضّيها فرفرة ببيوت عماني وخوالي اللي ما نشوفهم كثير , لأن ابوي أنتقل للرياض لحاله اول ما تزوج امي عشان شغله . .
كانت الايام تمشي بشكل مُمل وبطيئ وروتيني بحت بقوه , وكما هو متوقع محد غيّر جوو او أخذ جرعة تفاؤل ولو بسيطه ؛ كل وقتنا سوالف مع البنات اللي بسِننا وزوارات يوميه معتاده تذكرنا بزواراتنا اللي كنّا نزورها مع امي وابوي لمّا نجي لجدتي بالعطل الصيفيه والذكريات اللي تمشي بدمنا تغثنا أكثر وأكثر
" وبلعت ريقي وانا اتذكر أهم شي " الا بذاك اليوم !


زارتنا ام معاذ صديقة جدتي اللي جايه من الرياض عشان تحضر زواج قريبتها على أساس تسلم وكذا
بذاك الوقت كنّا بآخر ايام الاسبوع الثاني وما شاغلنا الا شناطنا اللي كنّا نجهزها ونحشر فيها مشترياتنا الكثيره عشان الرجعه
عاد يوم سمعنا انا وخواتي إنها بتزور مشينا حالنا بلبسنا المعتاد اللي جايبينه للزوارات وقدمنا لها الضيافه وجلسنا شوي بالمقلط بعدين طلعنا
تهه للحين اتذكر عذاري اللي كانت تتريق على صوت ام معاذ الثقيل شوي والجازي اللي عطتها محاظره عن حكم الحش . .



" وبنَفس عميق " لكن للأسف ما ظلينا كذا طويل لأن الكل تخربطت حساباته باليوم الثاني وشخصياً حساباتي !!


" أم معاذ امس جت تشوفكم ؛ واليوم اتصلت تقول تبي هَتون لولدها الصغير "
هذا اللي قالته جدتي بإسلوبها العادي !
مستحيل أنسى بذيك اللحظه وجه عذاري الضاحك اللي كانت جالسه جنبي بالمجلس البني ؛ أو الجازي اللي دفّتها عشان تسكت
آيه اللي ملامحها كانت شاحبه زي الحين , ومشاري اللي رسم ابتسامه خفيفه وتفائَل بشكل غريب ؟!
حسيت لحظتها ان كلهم صاروا بكفّه وانا لحالي بكفّه
" تمزح ؟ لالا أكيد جدتي تمزح "
هذي كانت أول الكلمات اللي برمجتها أفكاري
وماتوقعت أن اول احساس بحسّه هو اني بصير بعيده عنهم رغم إن بسم الله ماصار شي !
اذكر اني وقفت بعدها ورمشت بخجل جاف وصعدت للغرفه اللي كنت أنام فيها
ظليت أدور برجفه . . كل شي خوّفني ؛ جلست عالسرير اتلمس قلبي اللي تصلّبت دقاته وكأنه اول مره يدق بهالجديه
بعدها قمت وانا ابلع ريقي واناظر بالمرايه


لحظتها استرجعت الايام اللي فاتت وتذكرت ان كل شي كنت أتوقعه يصير بهالسَفره صار , كل شي كل شي ؛ بس ليش جا هالشي !!
أو بالتحديد ليش جا بهالوقت ؟
" وبلعت ريقي " لا مو هذي هي النقطه المهمه , الاهم ان ليش حسيت بعد ما قررنا نطوّل السفره عشان افكر إنه هالشي جا بوقته وقررت بسرعه اطلع من دوامة هالحياه الميته !
ليش ما سمعت كلام آيه اللي قالت لي ما استعجل وإني صغيره ؟
أو عذاري اللي اربع وعشرين ساعه تضحك عليّ ومو مصدقه اللي سمعته ؟
ليش ليش ليش , ليش تزوجتني وخليتني أجيب ولدك بعدين ترووح !!!
ليش ؟!



رجفت بهاللحظات بعد ما حسيت ببرودة دمعتي اللي تثلّجت على خدي
لفْيت وجهي بسرعه لجهة الشباك وانا أرجف بشويش وابلع ريقي وأسب نفسي مليون مره على هالذكره اللي سمحت لها تخربط كياني بهالشكل
المفروض إني ما اوصل لهالمرحله , المفروض اني اقطع تسلسُل هالذِكرى من أول ما جتني
ليش تجاهلت أصوات اللي جنبي وفضّلت اني اسمع صوته هَو بسس ؛ ليش ليش ليش !!
قلت بقلبي وانا اتنفْس بقهر وأعصر أصابعي بقبضتي : لا , مستحيل أخلي طيفك يهدم اللي قاعده أبنيه
سامعني يا معاذ ؟ مستحيل أخليك تشتت إنتباهي عن ولدي اللي قررت اصبر عشانه
مستحيل , مستحيل .




ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }



اتمنى البارت حاز على رضاكم
وياليت تخبروني بكل شفافيه اذا كان عندي أخطاء من أي ناحيه عشان أتجنبها
وكمان ودّي من جد اشوف ردود المتابعين اللي يكتفون بالايكات والمشاهده من خلف الستار لأني احتاج دعمكم من قلب
وان شاء الله أكون عند حسن ظنكم

لنا لقاء

الأحد
بإذن الله

استودعكم الله .



 
 

 

عرض البوم صور اسطورة !   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ميهآري, أوادم, لوحه, الله, الكاتبة, إعتقوها
facebook




جديد مواضيع قسم القصص المهجورة والغير مكتملة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:42 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية