-
بارت 4
-
3 الا ربع الظهر | فلة أبو مشاري
بالمطبخ تحت
كنت جالسه بالطاوله اللي تتوسط الدواليب البنيه الكثيره وأعصابي ثايره من اول ماطلع مشاري من البيت وفوق هذا مايرد على اتصالاتي
عذاري وهي للحين تتأمل الكاسكو اللي غيّر جو بالبيت : هتون متى يتكلّم , ماقال مشاري طريقه معيّنه يعني ؟
عطَست بهاللحظه وقلت وانا امسح خشمي وشكلي زكّمت : وش دراني ماقال . .
متعب يدخّل اصبعه بفتحات القفص : خل نقرقر عليه عشان يمّل ويتكلم
عذاري تشيل القفص وتمشي بلعانه : اي , بس الحين امش فوق نخرّع فيه امك وآيه
انا بتوتّر : عذاري لا
عذاري تتأفف : هتون شفيك بس شوي نمزح !
قلّبت عيوني ومالي خلق لهم وللحين ماسكه الجوآل بين يديني
مشوا عذاري ومتعب من جنبي وصعدوا فوق وماعطيتهم اهتمام لأني لو بجادلهم راح اعصب بشكل مُلفت واكيد راح يشكون
تأمّلت الجوال وودي بس يدق
" ياربي لا يكون صار فيه شي ومشاري مايبغى يعلمني "
بلعت ريقي ودقيت مره ثانيه وانا مع كل رنه ادعي انه يرد , وكالعاده مافيه صوت او إجاابه . .
قلبي ماراح يرتاح الا إذا سمع خبر ؛ فرجعت اتصلت مره ثالثه ورابعه !
ما أحب مثل هالاوقات , أكون متذبذبه واحس نفسي ضايعه
على الاقل أبي سبب واحد يمنعه من الرد
فجأه من بين الرنات اللي عادت نفسها كثير سمعت صوته هالمره !
غيّرت جلستني وقلت بلهفه : ألوو وينك ليش ماترد عليّ ؟
مشاري يناظر ابوه ويحرّك شفايفه بإسم هتون : آآ كنت مشغول مع ابوي
عضيّت شفاتي بأسناني وقلت بهمس عشان لحد يسمعني مع ان محد حولي : شلونه ؟ هو جنبك ؟ عطني اكلمه ابي اسلم عليه
تنهد مشاري والتفت على أبوه اللي كان متوتر ومدّ له الجوال وهو يقول : بخير , لحظه بس
ابو مشاري بهمس سريع وواضح على ملامحه إنه مو عاجبته جلسة المستشفى : خواتك ؟ ليش ترد " وبعصبيه " قولهم نايم
مشاري بسرعه وهو يحط يده على الجوال عشان ماتسمعه : هذي بس هتون ظلت تدق من اول ماطلعت , سلّم عليها عشان ترتاح
حرّك ابوه راسه بالنفي الشديد ودفع يد مشاري عشان يبعد الجوال عنه , وعيونه توسّعت من العصبيه وبداخله توتر وقهر من هالحال اللي هو فيه وماله خلق شي زياده ابد
حزّت بخاطر مشاري ملامحه فاستسلم عشان لا يضايقه أكثر بحكم ان المستشفيات هي المكان الوحيد اللي تنرفز ابوه
نزّل نظره للجوال اللي بيده وتردد يعطي جواب لهتون لأنه مايدري وش بتكون ردّة فعلها !
حس بهاللحظات إنه تسرّع يوم رد وابوه بهالحاله وفكّر يسكر بوجهها لكن منعه توتُرها الواضح من صوتها
فـ إستسلم وقرر يكذّب كذبة بيضا
رجّع الجوال بإذنه وقال ببحه وهو متردد : الو , ابوي مايقدر يكلمك الحين
انا كنت على آخر اعصابي يوم انتظرت تو ؛ موت متوتره وقاعده اتخيّل وش بقول له اذا سمعت صوته الهادي
" اقول ألو والا أسلم قبل ؟ "
" خلاص بسلم , وبقول بعدها سلامات "
اخذت نفس طوييييل يوم سمعت صوت جا
حسيت بشعور حلو وحنون لأني اخيراً راح اسمع صوت ابوي من بعد شهرين ماشفناه فيها لأنه كان مشغول
لكن اول ماميّزت انه مشاري تكلمت بدون ما ازفر النَفس وعيوني بدت تلمع !
- لـ . . ليه ؟ وينه فيه ؟ " ولا شعورياً انفعلت " مشاري وشو هذا لا تستهبل معاي ليش احسك تضيّع الموضوع إذا كان فيه شي قولي ولا تكذب
مشاري بتنهُد وهو يكمل هالكذبه : مافيه شي والله , بس رايح ياخذ اشعه " وناظر ابوه وبلع ريقه " المهم انا شوي وجاي يالله بقفل لأن الدكتور يبغاني
وقفت من الكرسي بإنفعال ويوم جيت اقوله لا تسكر لحظه , كان اسرع مني وسكر الخط
ضمّيت شفاتي وانا احسه يكلمني مثل البزارين , وعصرت الجوال بين يديني وكان ودي ارميه بأقوى ما عندي من كثر القهر .
‘,
5 العصر | فلة ابو سما
بالمجلس تحت
* مجلس مفتوح عنابي مشجر واسع وأنيق *
ام سما تصب لإختها قهوه : إيه , والثانيه اسمها * لذّه *
ام زيد بققت عيونها : لذّه ؟ وش هالاسم وع !!
سما وهي متمدده عالكنبه وتاكل من المكسرات اللي جنبها : حتى انا استغربت منه , بس تبين الصدق يجذبك اسمها تشوفينها صح ؟
ام زيد تفكر بفهاوه : اي , بس مدري شلون ؛ يعني ليش لذّه بالذات
سما تسويّي تنكت : عاد زيد يـ الله ترقّى وافتكيتوا من أعذاره بهالشغل الخطر , يمكن لو يسمع إسمها يهوّن 10 سنين قدام هههه
التفتت عليها أمها بخزّه : وبعديييين !!
سما خافت : لا شسمه . . بس ترى هالمره المُميّزات 100%
ام سما تقلّب عيونها وتتنهد : لا والله سياره هّي اسكتي بس خلينا نتفاهم " وناظرت اختها وابتسمت " ماعليك منها , البنيه مميليحه وشخصيتها تهبل زياده على إنها طباخه وهي اللي شايله اخوانها والصراحه انا اشوفها احسن من اللي قلت لك عنهم تو
ام زيد تتنهد بعُمق : والله وانا اوخيتك اخاف اللي تقوله سما صدق
ام سما بأريحيه وهي تعرف اختها تهتم بكلام اللي حولها : ماعليك من هالبزر والله البنيّه وش حليلها وبعدين زيد عاقل " وابتسمت " ولك مني ضمان اذا شفتي جمالها بتنجنين وتنسين اسمها واللي جابوه
سما تحسّن الوضع : اذا على الجمال فـَ هي وييين فوق فوق
ام سما تبتسم وتدعم كلام بنتها : هاه ؟ نروح نشوفها بأقرب وقت ؟
ام زيد متردده : آآ بسس مدري لذّه ؟
سما تفكّر : طيب خاله مو تحسين اذا قلتي لزيد ابي اخطب لك إياها بيدخل جوّ ويفكر بشكلها ويشدّه الاسم
امها تناظرها : انتي اكرمينا بسكوتك واصلاً زيد مو من هالنوع . .
ام زيد مستفهمه : شلون يعني ؟
ام سما تبتسم : يعني زيد هادي ومروّق وماينشغل بالتفكير الوهمي كثير , بس اذا حطيتي البنت بخشته راح تشدّه الواقعيه
ام زيد مفهيه من استنتاجات اختها : ايه . . ايه صح انا دايم اسولف عنده ومايهتم ابد
سما فاطسه ضحك على وجه خالتها : ههههههه لا تستغربين هذي نتائج اللي تروح لهم امي هي ودوراتها
ام زيد تضحك على اختها : وانتي منهو مخبّل فيك تروحين دورات تدريب نفس وتحدث مع الذات ومدري مين والله فاضيه
ام سما ترفع نظارتها بتكبُر : انتوا وش عرفكم , انا الحين حرمه ولدي تزوّج ولازم اعرف الطريقه اللي اتعامل فيها مع زوجته وافهم وش نواياها
ام زيد بعباطه : نواياها ؟ اقول سما انتي متأكده ان امك تروح تدريب علم النفس والا تروح لـ بسم الله !
سما فاطسه ضحك وترافِس : وانا اقول وراها صايره تتنبأ بالمستقبل هالايام
ام زيد : هههههه يحليلك بس , انا اقول ازوجك زيد ونخلص من هالسالفه
سما ترفع حاجبها : لا لا لا انا بكمّل دراستي وبصير بروفيسوره " وبخبث " اذا تصبرين ست سنين انا موافقه
ام سما تتأفف : اخلصي انتي وياها , نروح نشوف لذّه والا ؟؟
ام زيد تتنهّد بإستسلام : طيب , بس انا اقول بلاش الروحه والاستعجال اعزميها هي وامها ببيتكم خليني اشوفها بالاول لأن مو اكيد تعجبني
وبعدين انا توني ماكلمت زيد " وقلّبت عيونها " قلت لعيسى وطنشني , بس وصيت سندس تاخذ المختصر المفيد من رأيه
سما بإستفهام : الحين مو تو تقولين قايل لك انه مو رافض بس يبغى وقت يتأقلم مع قسمه الجديد ؟
ام زيد : ايه , بس تعرفينه يموت على هالشغله فـ اشك فيه " وبتنهيده " طول العشرينات وهو يلعب بهالحرايق ويوم قلت له يتركه بعد ما رفضوه البنات اللي خطبتهم عشان شغله اصرّ ونفَى ان مستحيل يتركه عشانهم !
ام سما : المهم ماعلينا من أول , انا ان شاء الله ادور لي يوم فاضي قريب واعزم فيه ام لذه
سما تصب لها قهوه وتغمّز لخالتها : ايه وان شاء الله بتعجبك , تعرفين امي صارت تخصص خطابات بعد مافرّينا كل بيوت الرياض ولقينا زوجه محمد
ام زيد تتنهد : ان شاء الله خير , انتوا بس ادعوا يتيّسر الموضوع
ام سما تبتسم : انتي لا تفكرين كثير خلاص الولد وترقَى ومافي اي مانع يخلي البنات يرفضونه ولك مني اول ما تشوفين لذّه وتعجبك انا اكلمه خصيصاً عشان يقتنع
سما بوثوق : وانا بعد متفائله هالمره دامه على قولك صار فاضي وشغله كله مكاتب , والبنت ذَهبه ما تتضيّع
ام زيد : الله يسمع منكم وارتاح . .
سما تشيل مكسراتها وتعدل بجامتها المخططه وتقوم : المهم انا بصعد فوق تبون شي ؟
ام سما وام زيد : سلامتك
.
وصعدت سما لغرفتها ركض
* غرفه كلاسيكيه لونها اورنج وابيض *
تمددت على السرير ومسكت جوالها واتصلت على آيه
سما بدلع : هاااي
آيه تدلك ظهرها بكسل : ها وشو
- اذا فاضيه اتصلي على بيتنا بقولك سالوفه مهمه
- لا والله وليش انا اتصل ؟
سما تتأفف : يوو انتوا بيتكم فيه اشتراك النت ذا اللي مايصرف , يالله اخلصي ماعندي شحن
- اوكِ
وسكرت آيه الخط وراحت اتصلت على جوال سما
آيه : الو مره ثانيه
سما بدفاشه وهي تدخل بالسالفه على طول : هلا , اسمعي بقولك شي بس بيننا اوكِ
آيه : بسم الله قولي سلام اول شي " وبإبتسامه " ليش من متى متعوده افضح اسرارك !
سما بإبتسامه : عارفه انك ثقه ؛ المهم , تخيّلي خالتي وامي مسوّوين حمله تحت عشان يزوّجون زيد ولدها
آيه تحمست : ياحركه طيب وش قالوا ؟
- تخيّلي لاقين وحده اسمها لذّه !
آيه انفجعت : لذّه ؟ وعع احسها وصخه
- ههههه استغفر الله , المهم انهم مقررين يعزمونها عندنا بالبيت لأنها من طرف امي وأكيد راح تنشب فيني وانا تعرفين ما احب اتعرف على ناس لحالي
آيه : يعني ما تعرفينها قبل ؟
سما تتذكر وجه لذه : لا يو قد شفتها مره بس ماعمري احتكيت فيها كل اللي بيننا سلام
آيه عرفت المضمون : اوكِ يعني تبغيني اجي و اتعرف معاك عليها
سما شاقه الكشره : بالضبببط تعرفين يعني لزووم المؤازره بين الصديقات
آيه بإستنكار : لا تستعجلين ياقلبي اكيد امك وخالتك بيهزؤنك تهزيئه محترمه لو يدرون انك قلتي لي وتوه ماصار شي !
سما بضحكه : ههه فال الله ولا فالك , لا بقول لأمي انك ماتدرين وكذا ؛ بضبطك لا تخافين
آيه تتنهّد : يصير خير بس متى ؟
- مدري ما حددوا بس شكله قريب " وسكتت شوي " امممم تعالي انتي فاضيه الحين صح ؟
- يعني , كنت اسويّ شوية اوراق للبنك
- هاتي الاوراق معاك وتعالى عندي عشان نسولف ومنها اساعدك
آيه مالها خلق : لا وين افف
سما طفشانه : بليييز يالله ميته طفش بس شيلي عفشك , وانا اخلي سواقنا يوقف لك عند الباب
آيه مالها خلق : يانششبه والله تعبانه وبعدين عارفه اني برجع منك وماخلصت شغلي
سما بترجّي : يالله يا خايسه من بِعد البيت يعني بليز بليز بليز والله نخلص شغلك بعدين نسولف
- لا لا ما اقدر خلاص
سما بتبكي : انتي شلون صديقة , اخلصي تعالي والله بنتحر من الطفش
آيه تتنهّد : بس . .
سما تقاطعها : لا بس ولا هم يحزنون , يالله بالبيجامه بليييييييييز
آيه استسلمت : كأني بكشخ لك مثلاً " وفكرت بسرعه " امممم يالله اوكِ خلي * نور * - سواق سما - يوقف لي عند الباب
سما شقت الكششره : يالله تشـ . .
آيه تقاطعها : لحظه هيه خالتك موجوده الحين ؟
- اي , افف لا يكون منتي جايه عشانها عاد منهي خالتي
آيه ما اهتمت : طيب يالله قفلي
سما تبوسها : حبيبتي واللله .
تأففت آيه وقامت بكسل من مكتبها ورمت جوالها على السرير وجابت شنطتها اليد الكبيره
آيه بقلبها وهي تحط اوراقها وجوالها : هالبنت تتفنن بالنشبه!
خلصت من اللي بيدها وراحت للتسريحه ورفعت شعرها كعكه سريعه
بعدها حطت لابيلوا وجابت عبايتها
لكن قبل لا تطلع , وقّفها شي مُلفت وهي تناظر بـ المرآيه الطويله اللي جنب الباب
قالت بإستغراب وهي تقرّب وتحاول تركز : شيبه ؟!
بلعت ريقها وقطبت عيونها بضيق وصدمه !
كانت الشيبه قصيره نوعاً ما وطالعه قدام عند المنابت . .
أخذت نَفس طويل وهي ترجع للمرآيه وتدقق بالشيبه ومو مصدقه
" معقووله طلعت فجأه بدون سبب ؟ كأنها واضحه شوي ؟ ياربي اقطعها والا ؟ "
بوّزت بضيق وبدت تدقق فيها وهي تتحسب على سما القرقه اللي دايم مُصره على اللي تبيه ومستحيل تسمح لها تتراجع عن جيّتها بدون سبب مقنع !
آيه بقلبها وهي ترجّع نِظرها على تقاسيم وجهها : لا لا توني صغيره مستحيل طلعت عشاني عجزت
"وابتسمت بسُخريه " ههههه خير وين توني 27 سنه بس , يووه بدري لسى ماتزوجت ولا عيّلت عشان اشيّب
سِكنت خلاياها لمدة ثواني من اللي قالته تو !
عضّت شفاتها بهاللحظه وجت الافكار القديمه جيوش تتدافع بمخها . .
" 27 سنه ؟ وعانس !! "
" لا وبدا الشيب يططلع !! ياحظي مين بياخذني اذا شافوها وعرفوا اني كبرت "
بلعت ريقها وحطت يدها على عيونها واستغفرت , بهاللحظات لمحت جوالها بسرعه وتذكرت سما
قررت تهرب من هاللي جاها فجأه لأنها بدت تهوّل بالسالفه , فناظرت بالمرآيه لأخر مره عشان تشيك على ترتيبها
قالت بقلبها والافكار مازالت تتزاحم : اقول كأني شغاله ! افف وراني لابسه كذا ؟
" وبضيق من اللي قاعده تحس فيه " طبعاً ببقى عانس دام شكلي زي ماهو
خالتهم دايم تشوفني كذا , حتى سما وامها متعودين على روتين لبسي , بالله شلون بيمدحوني عند الناس وانا كأني بنت فقر استغفر الله
صحيح اني ما اهتم بشكلي كثير , بس . .
" وجاها شعور غريب " لحظه لحظه انا وش فيني بديت افكر كذا , ليش فجأه صرت مهتمه ألفت انتباه الناس !!
" وبلعت ريقها " آيه شفيك صحصحي لا تصيرين ضعيفه كل هذا عشان شيبه . .
" وبتصادُم " بس لحظة انا وش ناقصني ؟ حلاة وشغل وعمر مناسب , ليش ما اكشخ واخليهم يشوفوني ؟!
بلعت ريقها بجنون وهي مرتبكه موت وضايعه بين هالافكار المتضاربه والغريبه !
بدا عقلها بهاللحظات يقول روحي مو لازم تكشخين ماراح تهتم فيك لا ام زيد ولا غيرها , لكن قلبها يعاند ويقول روحي غيّري ترى الحرمه توها ما رست على بر ويمكن تلقاك بهالصدفه ويتحقق الحلم القديم
تنهّدت بقوّه وبلعت ريقها وهي تحط اشيائها على الارض وتخبي الشيبه بسرعه بين الشعر
بعدها طلعت من غرفتها ركض وتحاول تطرد هالأوهام من عقلها
طبعاً كالعاده مايحتاج تستأذن من احد اذا جت تروح لعند سما , لا والحين الجو صار احلى واحلى بما أن محمد تزوّج ومستقل بشقه لحاله . .
مشت بسرعه عند باب غرفه مشاري وعطته خبر وللحين افكارها تتذابح قدامها
كان لازم تمّر قريب من غرفتها اذا بغت تنزل بالدرج
وقفها قلبها للمره الاخيره وهي تناظر الباب بتمعُن " اروح اغيّر والا ؟ افف ليش ما اقدر اقاوم هالافكار ؛ طيب واذا سألتني سما ليش كشختي فجأه !
مو كأن شكلي بيصير غريب وانا توني قايله لها مالي خلق ؟
اففف ياربي انا وش فيني انخبصت كذا كل هذا عشان شفت شيبه !! "
بعد تكتكه بسيطه لانت شوي واخذت قرار سريع جداً واستسلمت لنقطة ضعفها اللي كانت مدفونه من سنين بحجة انها ماراح تخسر شي وكلها مره وحده عشان تطفّي هالاحاسيس اللي بعدها راح تختفي وماراح ترجع .
* بنفس الوقت بالغرفه الثانيه اللي يمين غرفه آيه ؛ اللي هي غرفتي *
كنت متمدده على سريري الابيض وأصوّب المناديل عالزباله
طبعاً بعد ما رجع مشاري الساعه 4 العصر استقعدت له و قالي كل شي عن ابوي واكيد حذرني ما اعلم احد
تطمّنت عليه مع إني ماخذه بخاطري لأني ما كلمته
الموضوع كان طبيعي , قالي مشاري انه مجرد نزول بالضغط ومافيه اي خطوره
ارتحت بعد ماسمعت هالكلام وحمدت ربي . .
بس الحين انا اللي شكلي بديت امرض !
من الظهر بدا فيني الزكام والحين تطوّر وصوتي صار فيه بحّه وبديت اكح
حالياً متلحفه من البرد بلحافي الابيض المقلّم بالزهري والسماوي , وحاطه الـآب على فخوذي و اشيّك على بعض مواقع الفاشن من الفضاوه
حسيت بالعطش بهاللحظات والتفت على الكومدينا بأمل كبير اني القى الكاس مليان ؛ لكن للأسف فاضي ويلمع بعد . .
" ياربي لااا برد برد ما ابغى اطلع "
اخذت جوالي واتصلت على رتني مرتين وماردت عليّ
فرجعت اتصلت على عذاري وبعد هي الثانيه ما ردت !
" وش فيهم ذولا يؤ "
سجلت دخولي للمسن المغبر ولقيت عذاري داخله من البي بي فـ كلمتها والحمد لله ردت عليّ
طبعاً بعد ما هزأتها لأنها مطنشه مكالمتي , قلت لها تجيب لي مويه بكل لطافه وقعدت استدرجها لكن نحيسه مافيه فايده !
عصبت اخر شي وقررت انزل اجيب لي احسسن من المذلّه
أخذت لحافي اللي على ظهري معاي ونزلت من السرير وانا ألبس شبشبي البني الريش واروح صوب الباب
وانا طالعه لفتت نظري آيه وهي بتنزل من الدرج
- على وين ؟
آيه تتحاشى تناظرني وتحوس بشنطتها الكحليه : بروح لسما
ناظرتها من فوق لتحت وقلت : ليش لابسه مين عندها ؟
رفعت راسها وتأففت بسرعه وهي تنزل : ياكثر اسألتك وبعدين وشو ليش لابسه ؟ شايفتني اروح لها مفصخه عشان البس بس الحين
ونزلت وعطتني ظهرها !
قلت وانا اتخصّر واتحلطم : يؤ ماقلنا شي بسم الله
تنهّدت وانا اعدل لحافي اللي عليّ ورحت للصاله بعد ما لمحت يوسف , كان نايم عالكنبه فوق وحدة من الكوشايات البيجيه
قلت بخقّه وانا واقفه بعيد عشان لا أعديه : فديت قلبوو الكوشايه اكبر منه وهـ وهـ بث
جت رتني من وراي بـ هاللحظه وهي ماسكه معاها علبه مناديل جديده وناظرتني وانا اتهيبل !
اعترف ان طاح شوي من برستيجي فابتسمت بهدوء ورجعت جديّه وقلت : تو اتصلت عليك ليش ما رديتي ؟
رتني تجلس جنب يوسف : انا روح تحت جيب مناديل حق صاله وجوال انا هينا عند يوسف
قلت بتنهُّد وانا اعطيها ظهري واروح لغرفتي : اوكِ روحي جيبي لي كاس مويه وانتبهي على بيبي
رِتني : ان شاء الله .
‘,
6 وربع المغرب | فلة ابو زيد
كانت رنين توها راجعه من مكتبه جرير مع عيسى بعد ماشرت اغراض رسم للمدرسه
صعدت غرفتها وهي شايله الكياس ؛ واول ما دخلت فصّخت عبايتها وتوضت وصلت بعدين بدت تجهّز اشيائها عشان تبدا ترسم اللوحه
كان الموضوع رسم قصور تراثيه قديمه وهي يمين والرسم شمال ماعندها سالفه ابد . .
طبعاً كالعاده حاولت بالاستاذه تخليها مع قروب لكن ما رضت والعمل لازم تنفذه فردي
تربعت على السرير وناظرت اللوحه البيضا اللي قدامها وتأففت بضيق
قالت بقلبها وهي متضايقه : ياربي وش هالعلّه , زيد نايم وماراح يقوم الا نص الليل وانا مارسمت ولا شي وهو الوحيد اللي يعرف يطقطق شوي بالرسم
تنهّدت وقالت بتأفف : اروح اقومه ؟ بكره التسليم وش اسوي
بوّزت وتمددت على السرير وهي تدري إنها أجلت هالعمل لين ماوصّلت الاستاذه لآخر حد من الصبر . .
تركت هالجانب المُمل من أفكارها واتجهت لجانب ثاني احمس
قالت بقلبها وهي تنسدح على ظهرها : على طاري زيد , اليوم خالتي راحت عند اختها , اكيد عشان البنت اللي لقوها له
" وضمّت مخدتها وابتسمت بحماس " الله يعني يمكن بيكون عندنا عررس بالعططله الكبيره واي وناسه بيتغيّر روتين عطلات السنين اللي فاتت !!
" وبضيق " بس افف ياربي متى بيخلص اولى ثانوي بسرعه والله طفشت من هالضغط " وبأمل بسيط " يالله الحمد لله باقي اسبوعين وتبدا المراجعه وبعدها الاختبارات واخلص الفصل الاول عالاقل
سكرت عيونها وهي تلتفت وتنام على جنبها اليمين وتحط سماعات الجوال بإذنها بعد ما اخذته من الكوميدينا وتدندن اغنيه اجنبيه . .
بهاللحظات قاطعها احد يفتح الباب
عدّلت رنين جلستها يوم شافت ان زيد هو اللي جا وارتسمت على وجهها ملامح الإيجابيه وكأنه كان يقرى أفكارها !
زيد بنعاس وواضح انه صاحي غصب : انتي ليش ماتردين على التليفون ؟
رنين تشيل السماعات : كنت حاطه هيدفون
زيد يتنهّد : طيب روحي هذي صديقتك قوومي شوفيها ومره ثانيه مو تخلون النايم يقوم يرد
قامت رنين من السرير بسرعه وهي تتحلطم من نفسيته الخايسه اللي مستحيل تترك لها مجال تفاتحه بموضوع الرسمه
قلّب زيد عيونه من برودها اللي تعدّى بروده ويوم جا بيروح طلعت سندس من حمام غرفتها ونادته
* سندس ورنين بنفس الغرفه *
زيد يدخل ويناظرها بالروب اللي كانت لابسه تحت بنطلون البيجاما والمنشفه على راسها : وانتي مافيك ذرّة انوثه , يا اخي احتشمي عالاقل قدامك آدمي
سندس تقلّب عيونها وتفتح له الروب : لابسه لابسه , وبعدين انت لا تناديني " يا اخي " قولي يا اختي حسسني بأنوثتي " وناظرت فيه بإزدراء " شِف نفسك اول كأنك زبّال
زيد كان لابسه بلوزة بيضا شتويه تحتها بلوزتين صفرا وسودا مع بنطلون رياضي وسيع لونه رصاصي ووجهه محتاس وحالته حاله !
قال بهدوء وهو يجلس على سرير رنين بتخدُر : توني صاحي , اخلصي وش تبين ؟
سندس تشيل المنشفه عن شعرها : والله يا اخي العزيز عندي موضوع وش طوله , بس دامك كنت نايم ماراح يزبط النقاش
زيد يحك راسه : لا يالله قولي عقلي صاحي . .
سندس اخذت نفَس وناظرت فيه وهي تجلس بكرسي التسريحه وتحرّك شعرها عشان ينشف : اوكِ , ترى امي قالت لي اقولك إنها شكلها لقت لك عروسه
زيد: ........................
سندس ابتسمت برجاء وناظرته !
زيد يناظر السرير بطفش من هالسالفه : ادري ادري , الكل لمّح لي مايحتاج
سندس تمد بوزها : طيب ليش تقولها كذا بدون نفس
- اولاً توني قايم من النوم ثانياً طفشان من هالسالفه
سندس مبوّزه : زيدوه والله انك سخيف وسامج وش هالنفسيه اللي عندك , كل السنين اللي فاتت كنت مركّز على شغلك , والحين يوم جا الوقت تكلمنا بهالبرود واحنا على نار
زيد بنص ابتسامه : طيب بسم الله شفيك انفلتتي
سندس بعاطفه كبيره : والله انك تِقهر , حرام عليك ترى امي من اول ما ترقيت وهي موت موت مبسوطه وتخطط معاي انا ورنين وتقول سولفوا قدامه عن بنات او إسألوه اذا بباله وحده يمكن مستحي
زيد يتنهّد بجديه : ادري ادري والله فاهم ومقدّر
- اي مره واضح انك مقدّر , لو سمحت اخذ الموضوع جد هالمره صار لك اكثر من شهر ماخذ راحه ماطفشت من التأقلم يعني
قلّب زيد عيونه بدون نَفس وكالعاده ما استلطف الكلام
سندس تناديه بضيق : زيّوود
زيد يتنهّد ويناظرها : طيب خلوني بالاول احل مشاكل شغلي بعدين اقرر
سندس تناظره بجديه : يعني كم يوم بالضبط ؟
زيد يرفع حاجبه : انتي الحين قاعده تطريّن مني والا تهدديني ؟
سندس تتأفف : ياربيي لا تستهبل
- ان شاء الله خير مايصير خاطرك الا طيب
سندس تقوم من الكرسي بسرعه وهي مو مصدقه : يعني راضي ؟؟!؟!
قام زيد من السرير وقال وهو يتثاوب ويحك راسه : نشوف نشوف
سندس توقف قدامه بحماس وهي عاصره المشط بين يدينها : يعني وشو نشوف ؟ انا وش اقول لأمي بالضبط ؟؟
ناظرها بهدوء نظرته البارده وسكت . .
بهاللحظات فتحت رنين الباب وشافتهم واقفين وحسّت انها قطعت سلسلة موضوع مهم مستحيل يرجع لمثل ما كان بعد ما دخلت !
زيد ابتسم لها لاشعورياً لأنها انقذته
سندس ناظرته وناظرت رنين بقهر بعدين تأففت لأن مافي مجال للتكمله وقلّبت عيونها وراحت للتسريحه
دخّل زيد يدينه بجيوب بنطلونه وقال بهدوء وهو يناظر سرير رنين بعشوائيه : عندك رسم ؟
" آمنت بالمعجزااات " هزّت رنين راسها وهي ترجّع خصلتها ورى إذنها والفرح بتعابيرها . .
زيد ياخذ اللوحه : تعالي غرفتي ارسم لك
ماصدقت رنين وقالت بسرعه : اي يالله .
‘,
7 العشا | فلة ابو سما
بالمجلس تحت
كانت ام سما و ام زيد يتكلمون بمواضيع متداخله لين مانزلت سما وآيه قبل شوي
سما تجلس بدفاشه : عن مين تسولفون ؟
ام زيد تبتسم : والله ابد الحين عيسى بيجي ياخذني " وناظرت آيه " شخبار الاهل يابنيتي عساهم بخير ؟
آيه بأدب وهي من اول ما جت متغيّر اسلوبها شوي : الحمد لله
ام زيد تتفحص آيه من فوق لتحت وتكمل : الحين انتي كبر سما صح ؟
- اي خالتي
سما تمد لسانها : بس ترى هي اكبر مني بشهرين
بلعت آيه ريقها وحسّت بضيقه بسيطه يوم قالت سما هالكلمه
"انا وش فيني صايره حساسه كذا , لازم اتمالك نفسي وانسى هالموضوع , على الاقل الحين بس عشان لا يشكون "
.
ام زيد تبتسم وتناظرهم : الله يستر عليكن بس " والتفتت على اختها " ايه وش كنا نقول . .
ام سما : عن ام فوّاز ايه " والتفتت على سما وقالت " لحظه , سما قومي سوّي لنا عصير برتقال قبل لا تروح خالتك
سما متعجيزه : ايييه قولوا ماتبونا نسمع !
ام سما تتنهد : قومي بس , مو عن كذا خالتك كانت مشتهيته من اول ماجت
سما تتنهد : ماما بقول للشغاله خـ . .
امها تقاطعها بتأفُف : الشغاله بالسطح تغسّل الملابس
آيه تحاول تكون طبيعيه وتدقها على كوعها بشويش : امشي ماعندك شي تسوينه
ام زيد تناظر آيه : ايييه هذي البنت السنعه
سما تقوم نفس العجايز وتناظر آيه بإستهبال : امحق سنع هذا اسمه كرررف
ام سما تبتسم : العصّاره تلقينها بالدولاب اليمين
سما مطنقره وهي تلتفت على امها وتكمل مشي : اي اعرف ؛ على الاقل خلينا نكمل سناعتنا قدام خالتي وراه الاحراج
آيه تحاول تبتسم وتهمس لها : أيّ سناعه تو تقولين كرف
ام زيد تشيل عينها عن البنات اللي دخلوا المطبخ وتناظر بإختها : اقول تهقين وراه للحين ماتزوجت ؟
ام سما تهمس لها : شوفة عينك من بعد مامرضت امها والبنت حالتها حاله لا من النفسيه ولا الشكل حتى تتذكرين مرت فتره ماقامت تزورنا ابد , وخبرك الناس يبون الزين
ام زيد تهمهم : والله البنت مو شينه بس يبي لها تزبيط شوي كأنها ماتعرف تلبس
ام سما تتقهوى : والله وانا اختك الزواج قسمه ونصيب مو على اللبس ياما شينات تزوجوا وحلوات كبّروا المخده عوانس , الله مو كاتب بعد وش السواه
ام زيد تبتسم وتصب لها فنجان : على قولتك , المهم . .
* بالمطبخ *
آيه متركيه جنب الباب المطرّف وتكتب بالبي بي : يالله مطوله
سما تلتفت بخبث طفولي وتناظرها : خلينا من العصير تعالي انتي وش فيك اليوم !
آيه بلعت ريقها : ليش وش فيني ؟
سما مستغربه : مدري صايره غير وبعدين وراك لابسه جينز مو من عوايدك دايم بالبيجامه
نزّلت آيه راسها بإرتباك وسوّت نفسها مشغوله بالجوال وقالت : ايه قبلها كنت بطلع مع الجازي بس تكنسلت الطلعه , ويوم اتصلتي ماغيرت ملابسي وجيتك
سما تقصص البرتقال وهي مقتنعه باللي قالته : المهم , فيك خير تعالي ساعديني بدال ما عميتي عيونك من اللي بيدك
آيه تبتسم وهي متردده شوي وتناظر الدردشات : قاعده اكلم عذاري
سما بإبتسامه من طاري عذاري : وش تقول ؟
آيه تتنهد : هتون مزكمه ومخليّه يوسف عندها بالصاله عشان لا تعديه , عاد هالمهبوله قامت تكتب على حفاظته اسامينا وترسل لي الصور
سما تنط وتخلي عفشها : هههههههه اشوف اشوف . .
وبين ما البنات مشغولين ويقبلون صور عذاري لمحت آيه من تطريفة الباب اللي جنبها احد يدخل من باب البيت الكبير الواضح بالنسبه لموقع المطبخ
آيه تركّز بالشخص : سمّو مين ذا ؟
سما تشيل نظرها من الجوال وتكبّر فتحة الباب : آآآ عيسى ولد خالتي
آيه تناظر فيه وهو يسلم على امه وام سما : هذا اللي بيزوجونه والا ؟
سما تعطيها جوالها وتتجه لعصيرها : لا ذاك زيد " وناظرت بحوسة البرتقال " يارربيه يبغى لي ازيد له كاس واشتغل بسسرعه قبل لا يروحون
سكتت آيه شوي وحاولت تسيطر على نفسها وتكون على الاقل شبه طبيعيه لأن مشاعرها كل مالها وتزيد او بالحقيقه كل مالها وتطلع من الماضي اللي دفنها غصب
قالت بقلبها : يما بغيت اموت يوم قالت وش فيك متغيره !!
انا المجنونه اللي غيّرت ملابسي والا وش فيني صرت مطفوقه وما حسبت لهالشي حساب
" ورجعت ناظرت بعيسى اللي يضحك بوسامه " ياربي ليش قاعد يصير فيني كذا ؛ احس اني بموت من كثر التفكير والاهتمام الغريب اللي جابني هنا
" سكتت شوي بعدين كملت بشفافيه بما أنها تعرف الجواب بس تتحاشاه " ادري وش السبب بس بالنهايه ماراح تلتفت لي لا ام زيد ولا غيرها " وبغصّه تذبح " خلاص انا شيّبت وصرت دقه قديمه محد راح يهتم فيها حتى لو اكشخ بيستنكروني و . .
قاطعتها سما وقالت وهي تبتسم و تجهز الكاسات : تصدقين , عيسى ذا فلته بقوه له مقالب كثيره
آيه بإرتباك داخلي وهي تحاول تركّز بالواقع : ههه . .
- مع ان عمره حول 24 , بس مطلّع قلب خالتي وماعنده شَغله غير التهيبل والمشاكل
آيه تغيّر الموضوع وهي تاخذ نفس طويل وتسترجع توازنها : ههه واضح عليه بس تصدقين يشبه سندس
- لا وين , اصلاً معروف ان سندس ورنين احلى من الاولاد بكثير
آيه تبتسم بخمول : اي ماشاء الله رنين تخقق
سما تزبط الصينيه وتشيلها : لا انا عندي سندس احلى , رنين ماخذه من أمها كثير " ووصلت عند آيه " المهم خليني انادي امي تجي تاخذ ذا واقولها تسوي لنا طريق عشان نصعد فوق
آيه بتنهيده : اوكِ يالله . .
‘,
7 ونص العشا | فلة ابو مشاري
بغرفتي
كنت متسدحه على السرير بتعب واضح وقاعده اتصفح مجلة وامسح خشمي اللي بدا يتأزّم بقوه والمناديل عبت الزباله
الجازي وهي تدخّل ملابسي بالدولاب بعد ما أصرّت على هالشي : تبغين اقول لمشاري يوديك المستوصف ؟
انا ببحه : لا لا بكره يخف ان شاء الله
ابتسمت لي الجازي بحنان ورفعت يدينها تنزّل الملابس اللي بأعلى رف عشان تصفطهم زين
قلت بإنسجام وانا اقرى واحد من الاخبار : اسمعي اسمعي ذا يصلح لك , كيف تصبحين ناصعة البياض
هي فقط خلطه بسيطه قد تُغيرك وتجعل زوجك يقع في حب بشترك من جديد
كل ماعليك فعله هو وضع قطع الخيار مع الزبادي في قنينه وتخمـ . . .
سكتت بهدوء تدريجي بعد ماشفت الجازي شايله ملابس صفرا فاقعه مخططه بأسود مألوفه !
فتحت الجازي تصفيطتها وقالت بإستغراب وهي اول مره تشوفها : ذا رجالي ؟
ناظرت الملابس الضخمه ومرّت الذكرى أسرع من البرق بتفاصيلها المُمله
قلت بهدوء وانا اترك المجله واغطّي كتوفي باللحاف زين : اي رجاليه , ماتوقعت انها موجوده عندي للحين
قلّبت الجازي البدله وناظرت العلامه واول ما ميّزتها ارتبكت ولفّتها على بعضها بسرعه ورمتها بين الملابس !
قلت بهدوء وانا ابتسم : بسم الله شفيك كأنه مرض معدي
الجازي ترجّع خصلتها ورى اذنها وتتحاشى تناظرني : ما احب اذكرك بالموضوع
ابتسمت لها بشرود ومجامله وانا اتأمل الخطوط اللي باللحاف . .
ناظرتني الجازي بطرفة عين واستنتجت إني بديت اتوه بالماضي فحبت تكمل شغلها بصمت عشان لا تضايقني اكثر او تزود الجرح
بس الموضوع مو من النوع اللي يقدر الصمت ينسيّه صاحبه , يعني يمكن لو تكلمت كان خلتني انشغل واقطع حبل التفكير اللي مسكته الحين !
كان حجم الخساره اللي قاعده اتذكرها اكبر من الكبير , إنك تخسر بيتك , مملكتك الصغيره الخاصه ومأمنك الوحيد من كل شي مو سهله ابد
للحين ما نسيت ذاك اليوم اللي سجّل فيه معاذ البيت بإسمي , كانت بعيونه ثقه ما ينساها احد
" هتون خذيه البيت هديه مني "
هذا اللي قاله بالضبط بصوته الهادي اللي فيه رنّه محبوبه . .
ما ادري وش الاسباب اللي خلته يعطيني اياه بهالسرعه وتونا ماكملنا 6 شهور مع بعض
صحيح كان بينه وبين امه مشاكل على هالبيت لأن ابوه بعد ما توفى حدد بالوصيه ان كل واحد من عياله ياخذ شي من املاكه وامه كانت تعز هالبيت كثير ؛ بس اللي اعرفه زين ان رغم انانيتي واستغلالي له بهالزواج , ما اصريت على رفض عرضه المغري لأني ما توقعته يدخلني بمثل هالمشاكل مع امه وهو توه متزوجني
قِبلته بذاك الوقت لأني ماكنت ادري انه بيروح ويخليني !!
كنت توني باديه احبه بعد ما استغليته , كنت صغيره وفاهيه وفوق هذا مثل السفينه اللي فيها فتحه جديده والمويه تدخل فيها بإندفاع شديد من كل مكان وما ادري كيف اسكّرها
لطافته , هدوئه , خوفي من مشاعره , رأيه فيني وكل شي يتعلق فيه كان يستهويني ذيك الايام ومخي كان فيه الف فكره وفكره ابيها تصير من جهته . .
صحيح اني ماكنت احبه بالبدايه مثل ما حبّني , لكن لي الحق بعد ما بديت احبه أوريّه قد ايش انا اتحمل المسؤوليه عشان اكبر بعينه
والصراحه ما اخفي انه اول ما فتح الموضوع معاي بغيت انجن لأنها بالنسبه لي علامه لثقته العميقه فيني
لكن . .
بعد ماراح هو وراح البيت صرت مثل العصفور اللي ماعنده جناح , يناظر السما العاليه ومايقدر يلامسها
تنهدت بغصة عميقة وقلت بهمس ما ينسمع : الله يرحمك
رفعت راسي بهاللحظات عشان أرجع لذكرى الملابس الرجاليه اللي كانت الجازي بهالوقت ترفعها وترجعها لمكانها بسرعه !
مين يكون صاحب هاللبس ؟
ما اتذكر من ملامحه الا القليل , وما اتذكر اني اهتميت بموضوعه
لأن بعد ما اخذوني الاسعاف ذاك اليوم كان اللي شاغلني مكان يوسف ووين بيأخذه هالغريب
كان صغير , توّه ماكمل شهر وانا كنت لسى بالاربعين
وفوق هذا كله اعطيكم كامل الحريه بتخيّل اني قبلها بـ 9 شهور كنت اعاني من الحمل وآلامه وموت معاذ اللي تركني بمستقبل يخوّف وضيقة العدّه اللي طوّلت معاي لين ما ولدت
*عدة الارمله الحامل الى ان تولد *
بغيت انجن !
او بإختصار انجنييت ميه بالميه . .
9 شهور وانا عايشه تحت ضغط كبير كبير كبير من هالنواحي كِلها
قاطعت الناس وماقمت حتى اكلم اخواني بعد ما عاندت وقررت اعيش ببيتي وما ارجع عندهم
وكبرت السالفه لدرجه انه بعض الحريم بدأو يضايقون آيه وعذاري ويقولون لهم ودّوا اختكم مستشفى النفسيه او دوروا لها حل !
مع ان كل الاعذار كانت مقنعه لكن لازم الشك يدور . .
كلام الناس من جهتي كان يطعن بالقلب ويذببح كل اللي حولي لأنه يقوّي الماضي اللي تركنا ابوي فيه وخلانا نواجه الناس وكلامهم لحالنا
كرهتهم , وكرهت العيشه وكرهت كل شي حولي
لكن . .
روحي مو روح وحده ؛ اللي بجسمي روحيين
الاولى تقنط والثانيه كل ما كبرت تذكرها ان الله فوق
الاولى تحزن والثانيه تقول لها دامي داخلك ما للحزن صوت
اييه , يوسف
كان عكازه قويّه بالنسبه لرجولي الميته بذاك الوقت , لأن من بدا يكبر ويتحرك داخلي بدت روحي تبتسم
كانت حركاته غريبه عليّ , احساس غير وشوق مو صاحي لشكله اللي حمّسني وشجعني اكمل عشان اشوفه
فـ بآخر ثلاث شهور قبل الولاده جزمت استرجع حياتي وبديت اعيش بمرحله كانت اصعب بكثير من اول ماتركتها
قررت انسى نسيان عظييم لمواقف اعظم واتسنّد على ماضييّ اللي ربوني فيه أهلي على حسن الظن بالله ؛ فخليت سجادتي بدال مخدتي اللي كنت ابكي عليها
واستغفاري هي سواليفي اللي تحاشيت الناس فيها
و ربي هو الأمل الاكبر بلحظاتي اللي نسيت نفسي ونسيت مراقبته لي فيها . .
وبعد ما مرّ الكثير , جا يوسف !
وجت دموعي معاه تضحك بفرح وتناقز بشغب على وجهي يوم شفته
كان صغييييييير صغير صغير اول ما جابوه لي
بغيت انجن , قعدت ابكي واضحك واسوي حركات لا إراديه وانا مو مصدقه
لاء لاء بشفّر هالمقطع وع يفشل كأني مجنونه ههههه :$
وبـ فتره مو طويله , شلته على صدري ومشيت فيه للبيت
كنت مجنونه فيه بشكل مو صاحي ولا زلت , حب يجنن ومشاعر مندفعه بقوه محد يقدر يسيطر عليها او يمنعها
كل شي يوسف , كل ماقالوا قلت يوسف , كل ماشروا قلت ليوسف
الضحكه ماقامت تفارقني , واربع وعشرين ساعه اتصل على الجازي اقولها وش اسوي اذا صار كذا او يمكن صار كذا , او كيف اتصرف اذا صار كذا ....الخ
لكن أكأب مافي الموضوع انه اذا بكى يحزني !
مرات كنت اشيله وادور فيه وانا وياه نبكي , ابيه يسكت لكن ما ادري وش يبي وإصراره يعوّر قلبي اكثر
وبالجهه الثانيه انهبل اذا ضحك , واذا كانوا خواتي حولي اصارخ واقول شوفوه شوفوه يضضحك
ادري اني بزر ؛ بس لا تلومون فنان فجأه صارت لوحته ملونه بعد ماكانت مرسومه برصاص باهت
الكل لاحظ التغير اللي صار فيني من بعده , قمت اطلع , اعزم الناس واضحك اسولف وكل شي رجع طبيعي
مو بس بسبب يوسف ؛ الله سبحانه سخّره لي يوم اني دعيته بصدق , والا كان يقدر يموته ويكسرني زياده
ربي فتح عليّ ابواب انا كنت مسكرتها وااستحييييت اعصيه من بعدها
ظليت ارضيه لوقت مو شويه فهو أرضى الكون كله عليّ , حتى الناس اللي ماكنت احبهم صاروا يسألون عني ويكلموني وانا حتى ناسيه اصواتهم وماعمرهم طروا بالبال !
كل شي كان يمكن يمر حلو ؛ لكن يوم جا ذاك اليوم حرق قلبي وترك فجووه مدري متى بتتسكر بنص هالحياه . .
مازلت اقول ان الله ماحرقه الا لأنه حَكم بأني اطلع من راحه مؤقته وماضي شنيع الى راحه أبديّه رغم اني للحين اعاني بطريقها المجهول اللي بيوصلني لها
ادري ان الله ماراح ينساني , مؤمنه انه راح يضحكني بعد ما بكاني
لكن . .
ما اخفي ان كل هذا بكوم وبعض الحزن بكوم ثاني
بذيك الليله بغى يوقف قلبي واموت بدون مقدمات !
اذكر اني نمت على هدوء تام والجيران مو من النوع المزعج ابد . .
قمت وقتها بإنزعاج وقررت استكشف المجهول ؛ لكني انصدمت بـ رعب ولهب واغراب بالبيت
لو اني ما طلعت من الغرفه , لو اني ما قمت ومتت نايمه ؛ دايم ارددها بس يردعها أن لو تفتح عمل الشيطان
لحظتها استوعبت وصحاني موقف الرجال الغريب وهو يمد يدّه يبغى يلمس كتفي
بغيت انهبل !! جنون صابني !!
كانت النار اللي قدامي كافيه تموّتني ومايحتاج ابقى للأبد بنار الآخره
خفت من الله رغم اني ادري بحكم هالموقف
فجتني الكلمات زي ما تجي بعض الاحيان مواقف تخوفك وعلى طول تقول بسم الله !
تكون غير عن الناس اللي اول ما يخافون يقولون يمه او اي كلمه ثانيه غير اسم الله
انا لا شعورياً ابتعدت بجفاف عنه و رميت عليه جمله وحده كافيه
مابي اظلمه واقول قصده كان يمكن مو زين بس ردة فعلي كانت متوقعه لأي بنت حرام يلمسها احد غير اللي تحل لهم
اذكر اني بعدها ركضت ليوسف لا شعورياً واول ما ضميته ارتحت ووكّلت الباقي على الله
حتى اني نسيت عبايتي المعلقه اللي كانت بطريقي , والله يشهد إنها للحين تحرقني بصدري من كثر القهر على إني مو متعمده ؛ لكن الحمد لله هذا كان سبب كبير من الاسباب اللي خلتني بعدها اغير الكتف واشتري الراس وصرت ما اطلع بغيرها
وبذيك اللحظه اول ماطلعت من الغرفه ضاع العقل والاحساس وبديت اكون لا شعورياً جسد بس يلحق الرجال اللي كان يركض قدامي بسرعه وحذر . .
وبعد ثواني شفت الجنه يوم شفت الباب , اي والله شفتها لكن هي بس جنه دنيويه واحساس طبيعي يجيك غصباً عنك اذا كنت بمثل هالمواقف
تركت اللي وراي اكل للنار ورجَعت الروح تبشرني بأمل بسيط
لكن يوم قالي الغريب هاتي اللي بيدك لحظتها وقف النبض عندي وجاني احساس قوي بإني راح اموت وأخلي يوسف يعيش لحاله مثل مايصير بالمسلسلات , لكني عايشت الواقع و تذكرت لحظتها ان الله ماراح يخيّبني
فـ عطيته إياه وانا قاعده امرر له قطعه عاشت فيني شهور وايام وثواني محسوبه , بس أحاسيسها مستحيل تنفهم . .
يمكن هالرجال ماحس بهالشي واخذه بتساهل وبدافع شغل ؛ لكن هذي هي الحقيقه اللي تخليّ الام تفدي عيالها بروحها !
والشكر لله اني عديت ذاك الباب وقدرت اكون الحين بغرفتي وتحت لحافي ومزكمه بعد
زفرت نَفس قوي وفركت عيوني بضيقه عظييمه وانا اذكر الله بعمق وبصوت هادي
" ادري ان الله اعظم من كل هالهموم , ومستحيل اهز ثقتي فيه بعد هالمشوار الطويل اللي مريت عليه "
ناظرت الجازي تبتسم لشرودي وتطلع من الباب بعد ماخلصت من الملابس
شكرتها ورمشت بهدوء وانا حتى احاسيسي ما تقدر توصف احاسيسي . .
التفتت حولي وانا مغصوبه اقتنع بواقعي , لازم اقتننع لأن الله ماراح ينساااني !
هاله من الحزن جتني الحين ولازم اترك كل الدنيا واتجه لخالقها , مايرجعني مثل اول الا سورة البقره وركعتين .
‘,
10 ونص الليل
دخلت آيه للبيت بهدوء بهاللحظات بعد ما رجعت من سما . .
كان واضح عليها هي الثانيه حزن وضيقه ما يعلم فيها الا الله
وطول الوقت اللي قعدته عند سما كانت تعصر نفسها وتمنعها من البكا قهر على حالها
اكتشفت بهالساعات قد إيش هي بدت تستصغر حالها ولازم تاخذ دورة تمثيل متقنه بأي سالفه فيها زواج او تدوّر لها حل سريع لهالغزو اللي احتلها !
السنين اللي فاتت كان مرض امها ومشاكلهم الكثيره تحجب عنها هالجانب العقيم فيها او بمعنى ثاني تشغلها عنه مع انه كان يحاول يطلع بس كانت تمنعه
والحين توها تفضى له وماراح تقدر تركز على غيره لأنها تعرف قد ايش شخصيتها تتغير بمثل هالجوانب " بما إنها انسانه تهوّل كل شي "
بهاللحظات هي مو قادره تفكر بشي ثاني وكل مال الفكره ترسخ وتكبر بعقلها رغم إنها استصغرتها ولسى تستصغرها وتردد بإنها راح تروح مع الوقت او اذا نامت الحين !
مع انها طول هاليوم قعدت تسترجع مواقف قديمه وتتذكر كل الشتمات والمزحات اللي جتها اول
عانس
عاانس
عااااانس
عضّت على شفاتها بقوّه وهي تصعد الدرج بسرعه وغضب
حسّت ان قلبها مثل الشخص المكتوم داخل صندوق ويبغى بأي لحظة يتنفس ويزفر الهوا اللي محجوز فيه
وروحها المقهوره كانت بس تردد
" 27 سنه وما تزوجت !!"
" ليش , وش اللي ناقصصني !! "
" كلهم متزوجين ومحد يقدّر اللي انا قاعده اعيشه "
" تكفى ياربي امي , ابوي , كلهم اخذتهم مني , تكفى بسس زوّجني وفكني من هالعيشه اللي انا فيها "
قاومت الدمعه بصمود قوي جداً جداً ومشت بالسيب الظلمه بعد ما خلصت الدرج ونور لمبة الحوش اللي جاي من الشبابيك الطويله يوضّح شوي من معالمها العقيمه .
ونتوقَف هنا
سيْد الاستغفار { اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت أعوذ بك من شر ما صنعت أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت }
نتقابل
الاربعاء
ان شاء الله
استودعكم الله .