كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
مساء اليوم التالى كانت بيللا تلعب الورق مع ألكس حين نزلت كايت السلالم ودخلت إلى المطبخ وقد ارتدت تنورة طويلة و ربطت على خصرها حزاماً أنيقاً
فبادرتها بيللا :"تبدين مذهلة ! سوف يتهافت الرجال على صحبتك هذة الليلة"
شدت كايت أطراف قبتها بارتباك قائلة:"ألا تظنين أن هذه القبة محفورة أكثر من اللازم؟"
قالت بيللا بابتهاج:"كلا لطالما أنك ترتدينها يمكنك أن تتباهى بها"
ـ ليتنى أحضرت معى المزيد من الثياب فـ لورا تبدو من النوع الذى يهتم بالأناقة.
فعلقت ألكس بصدق:"أظن أنك جميلة كايت أتظن ذلك أبى؟"
استدارت كايت بسرعة إذ لم تكن قد سمعت فين وهو يدخل خلفها إلى المطبخ . وراح قلبها ينتفض لرؤيته , بدا طويلاً و صارماً فى بذلته السوداء. نظر إليها ثم قال :"نعم,لا بأس بها"
ـ آه , ارجزك سيد ماكبرايد إطراؤك هذا سوف يفقدنى صوابى.
قالت كايت ذلك لتخفى خيبة أملها . فتنهد فين ثم قال :"تبدين جميلة حقاً....مشرقة....وأنيقة.....ماذا يفترض بى أن أقول أيضاً؟"
حثته كايت قائلة:"و ممشوقة القوام"
واقترحت بيللا :"ورائعة"
استقرت نظرات فين على أسفل عنقها ثم قال :"نعم , رائعة"
تلا ذلك لحظة من الصمت وما لبث فين أن نظر إلى ساعته ليقول بسرعة:"إذا كنت قد اكتفيت من سماع الإطراء من الأفضل أن نذهب فكلما أسرعنا فى الذهاب كلما أسرعنا فى العودة"
فعلقت بيللا :"إنه تفكير الرجال النموذجى ,أليس كذلك؟"
أمسكت كايت بذراع فين وادارته بأتجاه الباب وهى تقول :"كفاك تذمراً كل شئ سيكون على ما يرام . فكر بالأمر على أنه تمرين على كيفية التصرف حين تأتى ستيلا.....كما يمكنك على الأقل أن تظاهر بأنك سعيد بخطوبتنا"
كما توقعت كايت بعد أن أدركت لورا أن لا أمل لها باصطياد فين دعت عدداً من الجيران . بدت النساء فى غاية الأناقة وشعرت كايت منذ اللحظة التى فتحت فيها لورا الباب لهما أن ملابسها تبدو أقل أناقة من ملابس الآخريات ولم يكن الرجال أقل أناقة أيضاً . ربما أن الأوان قد فات على تغير مظهرها حاولت أن تظهر روحها المرحة فراح الرجال يتسابقون إلى التحدث إليها والاهتمام بها, مما جعل فين يشعر بعدم الارتياح
عندما عادا إلى المنزل بادرتهما بيللا بالقول :"عدتما فى وقت مبكر ! لم نتوقع عودتكما بهذه السرعة . كيف كانت السهرة؟"
تشدق فين قائلاً :"ممتازة. لقد حرصت كايت على تشويه سمعتى وتخريب العلاقات الزوجية بين جيرانى وذلك خلال دقائق معدودة فقط!"
قالت كايت بغضب :"لا أعلم عما تتحدث!"
وكانت لا تزال غاضبة لأنها أنتزعت انتزعاً من وسط السهرة دون مبرر.
أوضح لها فين بنزق :"آه, طبعاً لا تعلمين! فأنت كنت تقدمين استعراضاً لمواهبك . لن تستغرب لورا عند سماعها خبر انفصالنا بعد ان رأت تصرفاتك"
ـ كلا , هذا ليس صحيحاً ! على أى حال ما كانت ستلاحظ فقد أمضت طيلة السهرة ملتصقاً بـ لورا ولم يبدُ عليك أنك تحاول التحرر منها. تعابير وجهك أظهرت مبلغ ارتياحك لرفقتها.
ـ وماذا عن ضحكاتك الرنانة التى جمعت الرجال كلهم حولك؟
قاطعتهما بيللا وهى تقول بلطف :"مهلاً مهلاً مهلاً أيها الأولاد ! أظن ان عليكما أن تبدوا أكثر أنسجاماً قبل مجئ ستيلا . فى الواقع يظهر الخطيبان عادة رغبتهما فى الارتباط لأنهما يحبان بعضهما البعض و يودان ان يمضيا بقية حياتهما معاً أما الشجار فيحصل عادة بعد الزواج"
ـ من المؤكد أنه يجدر بنا أن نتصرف بطريقة مختلفة بعد مجئ ستيلا فهى لن تقتنع أننا مرتبطان إذا ما أستمرت كايت بالتصرف على هذا النحو !
قالت كايت بنبرة متغطرسة :"لن تكون هناك مشكلة . كل ما فى الأمر أننى شعرت بالإثارة هذه الليلة لأننى حصلت على بعض الاهتمام والتقدير من الآخرين وهذا لا يحصل عادة عندما أكون برفقتك!"
أنبتها بيللا بلباقة قائلة:"ربما يجدر بك أن تبذلى جهداً أكبر حين تأتى ستيلا. لقد تحدثت إلى فوبى عندما كنتما فى الخارج وفكرنا فى إقامة حفلة صغيرة لمناسبة خطوبتكما , هى فكرة جيدة . وبما أن فين هو صديق جيب وكايت صديقة فوبى فمن الطبيعى أن يقيما حفلة للمناسبة بحضور ستيلا على أن يدعوا أيضاً أصدقاء مقربين....أعنى أنا و صديقى و جوش وصديقته"
ونظرت فين بعينيها الزرقاوين :"ستصبح أختك أكثر اقتناعاً بخطوبتكما عندما ترى أن أصدقاءكما يتعاملون معكما على هذا الأساس"
رد فيت بتذمر وهو لا يزال غاضباً من كايت:"هذا محتمل لكن لا حاجة لتوريط الآخرين فى هذه المسألة إذ يكفى ما وصلت إليه الأمور حتى الآن"
وفكرت كايت أن فين على حق فى ذلك فمسألة الخطوبة أوشكت أن تخرج عن السيطرة . لكن غضبها منه هذا المساء دفعها لتقول بصلابة :"أظنها فكرة رائعة سوف أتصل بـ فوبى غداً لتحديد موعد للحفلة"
كان من المقرر أن تصل ستيلا يوم الثلاثاء . أمضت كايت اليوم السابق فى تنظيف المنزل واهتمت بصورة خاصة بغرفة الضيوف الثانية إذ كانت هى تشغل الغرفة الأولى . فوضعت فيها باقة أزهار كما وضعت فى الحمام صابون معطراً ومناشف نظيفة . ثم أقفلت الباب كى لا يدخل ديريك إليها ويشعث غطاء السرير. كما أنها خططت لتحضير عشاء مميز ترحيباً بالضيفة
دخل فين إلى المطبخ بعد أن وضع ألكس فى سريرها :"هل كل شئ على ما يرام؟"
ـ نــــعـــــم
منتديات ليلاس
بعد ذلك المساء الكارثى فى منزل لورا حاول كلاهما التصرف باتزان وتهذيب متجنبين الحدة فى الكلام مع بعضهما البعض . غمس فين إصبعه فى خليط الشوكلا ثم رفعه بسرعة قبل أن تخطف كايت الوعاء وهى تقول:"لن ينجح ادعاؤنا بأننا مخطوبان إن لم نقم بالأمور على طريقة صحيحة"
لعق فين إصبعه متجاهلاً عبوسها:"أنت على حق. هذه الشوكلا لذيذة !"
راحت كايت توزع الخليط بحذر فى أوعية صغيرة قبل إدخالها إلى الفرن. عندما أنهت عملها هذا سألت فين ذلك السؤال الذى يشغل بالها:"هل تظن اننا سننجح فى إقناعها ؟"
ـ سننجح فقط إذا لم نفقد أعصابنا أمامها. ستيلا ذكية جداً لذا علينا ألا نتساهل مع انفسنا حين تكون هنا لأنها ستلاحظ على الفور إذا ما تصرفنا بغرابة. فى الواقع........
وعندما توقف فجأة عن الكلام سألته كايت بقلق :"ماذا؟"
لم يجيبها فين على الفور بل سار خطوتين حول الطاولة ويداه فى جيبيه وكتفاه منحنيتين وكأنه متردد أيتابع كلامه أم لا....وأخيراً قال :"لا أعلم كيف أقول ذلك كايت.....لكننى اتساءل إن كنت لا تمانعين فى النوم فى غرفة إيزابيل خلا فترة وجود ستيلا هنا "
رفعت رأسها لتنظر
إليه بدهشة فسارع إلى توضيح قائلاً:"طبعاً هناك باب بين الغرفتى وتلك الغرفة لكن ستيلا لن تقتنع اننا مخطوبان إذا رأت أنك تنامين فى غرفة الضيوف"
تنام فى غرفة ستيلا.....فيما يصل باب بين غرفتيهما ؟ وضعت الوعاء من يديها وأكمل فين يقول:"ستجد ستيلا الأمر غريباً إن لملم يحصل ذلك"
ألم تقل لـ بيللا إن الأمر ليس مهماً؟ بدأت بجمع الأوانى والشوك والمعلاق لتغسلها ثم قالت :"معك حق"
فوجئ فين لموافقتها السريعة :"هل ستفعلين؟"
ـ كنت أقول لتوى إن علينا أن نقوم بالمور بصورة صحيحة لذا لن أمانع بأن أستخدم تلك الغرفة حين تكون شقيقتك هنا . أعلم أنك لن......ولم تستطيع إكمال جملتها شاعرة بالارتباك وحاولت من جديد :"إنك لن.....أنت تعلم...."
قال بجفاء:"نعم أعلم"
اقترحت :"من الأفضل أن أبدأ من الليلة , ألا تظن ذلك ؟ هكذا سيبدو الأمر طبيعياً حين تصل شقيقتك عند الصباح"
بدت الأمور سهلة وهما يتحدثان فى المطبخ لكنها لم تبدُ بالسهولة نفسها عند التنفيذ . بدلت ثيابها فى غرفتها الأساسية وارتدت ثياب النوم. لم تكد تصدق إنها ستدخل لتنام فى تلك الرغفة إلى جانب غرفة فين حيث لا يفصل بينهما سوى باب.
لفت جسمها برداء النوم وأخذت نفساً عميقاً ثم فتحت الباب .
كان أخرج هذه البيجاما من عمق أحد الأدراج اليوم بالذات. ترددت فى الدخول فقال مشجعاً :"أردت فقط أن أطمئن إن كنت تحتاجين إلى شئ "
دخلت الغرفة ببطء وهى تقول:"لا....لا أظن ذلك شكراً لك"
لكنها لم تتحرك من مكانه بل راح ينظر إليها وعلى وجهه تعبير لم تستطيع تفسيره. و ما لبث أن سار باتجاه غرفته ثم قال وهو يدخل عبر الباب الفاصل بينهما :"يمكنك أن تقفلى الباب بالمفتاح من ناحيتك"
ردت متظاهرة باللامبالاة :"أنا أثق بك ولن أقفله"
رمقها بنظرة ملؤها الحيرة :"حسناً تصبحين على خير "
أغلق الباب خلفه وأغمضت كايت عينيها للحظات لتهدئ من روعها قبل أن تندس فى الفاش. حاولت أن تبعد تفكيرها عن فين الذى ينام على بعد أمتار فقط منها.....أتراها تسمع خطواته وهو يذرع الغرفة ؟
و ما هى إلا لحظات حتى حل السكون المطبق فى الغرفة المجاورة . حاولت كايت أن تسترخى فقد بدا واضحاً أن فين قد استسلم للنوم . هنأت نفسها على برودة اعصابها . حسناً كل شئ يسير على ما يرام !.
|