كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
5 / غريبان فى عتمة الليل
منتديات ليلاس
خلدت ألكس إلى النوم واقترح فين أن يتناولا القهوة فى غرفة الجلوس.أغلق الستائر الحمراء السميكة ليحجب عتمة الليل البارد وأضاء مصباحاً فى إحدى الزوايا ثم أنحنى ليشعل المدفأة.
أضفت ألسنة النار المتراقصة على الغرفة جواً حميمياً ما جعلها تشعر بالتوتر لوجودها وحدها مع فين . فقد بدا مختلفاً هذه الليلة إنها المرة الأولى التى تراه فيها دون بذلة رسمية . لقد بدل ثيابه قبل العشاء وارتدى بنطلوناً عادياً مع قميص مريح فبدا أصغر سناً وأقل صرامة مما جعل حواسها منتبهة إليه بشكل كبير .
حاولت ألا تنظر إليه وهو يستقيم ليبعد عن المدفأة ثم يجلس إلى الناحية الأخرى من الأريكة مما دفعها إلى أن تقول شيئاً ولو كان تافهاً فقالت:"إنها غرفة جميلة"
نظر فين حوله وكأنه لم ير هذه الغرفة من قبل ثم قال:"أنا لا أستخدم هذه الغرفة كثيراً فهى كبيرة جداً.عادة عندما أكون وحدى أمضى الوقت فى غرفة المكتب"
شعرت كايت بالأسف لأن هذه الغرفة الجميلة تبقى فارغة فيما ينعزل فين كل مساء فى غرفة المكتب فقالت:"لابد أنك تشعر بالوحدة أحياناً"
شعرت زهرة منسية أن عينى فين قد ومضتا ببريق غريب وهما تنظران إلى وجهها قبل أن ينظر بعيداً ليقول :"أعتدت على ذلك الآن"
استمدت الشجاعة من العتمة وألسنة اللهب لتسأله :"هل تفتقدها طيلة الوقت ؟"
ـ إيزابيل؟
تنهد فين وحدق فى النيران :"فى البداية بدا الأمر كالجحيم أما الآن....فإننى أفتقدها من حين لآخر . ففى بعض الأحيان أتقبل فكرة غيابها وفى أحيان أخرى أشتاق إليها كثيراً حتى أننى أشعر بألم جسدى لذلك....عندما أنظر إلى ألكس أشعر بالغضب لأنها ليست هنا لترى ابنتها وهى تكبر شيئاً فشيئاً"
لم تعرف كايت ما عليها أن تقول لكنها قالت بهدوء :"أنا آسفة"
نظر فين إليها من جديد وقد جعل الضوء الخافت تعابير وجهه غير واضحة ثم سألها:"هل تعرفين ما حصل"
رشف آخر رشفة من كوب العصير ثم قال :"من الصعب رعاية طفل بمفردك وأسوأ ما فى الأمر أنك لا تجدين من يشاركك همومك . ألكس تبدو صعبة المراس أحياناً وهذا يجعلنى أفتقد إيزابيل أكثر فأكثر . لقد كانت هادئة ولطيفة ولا شك إنها ستحسن التعامل معها لو كانت هنا"
ـ لكن ألكس تبدو سعيدة منتديات ليلاس
قالت كايت ذلك وهى تتذكر ثرثرة ألكس أثناء العشاء
ـ الفضل يعود إليك
أرتخى فكا كايت وسألته:"لى أنا؟"
ـ لم أرها بمثل هذه السعادة منذ وقت طويل والفضل يعود إلى هذا الكلب المغفل الذى أعطيتنا إياه
مال إلى الأمام واضعاً مرفقيه على ركبتيه فراحت ظلال ألسنة النار تتراقص فوق وجهه لتضئ الخطوط التى سببها الإجهاد . ثم قال :"إنها تشعر بالاستياء لفكرة وجود مدبرة المنزل ولا يمكنها أن تفهم لما لا نستطيع تدبير أمرنا بنفسينا . لطالما فكرت أن أبيع الشركة وأبقى فى المنزل من أجلها, ولكن ما الذى سيحل بكل أولئك الذين يعملون معى بإخلاص؟ وكيف سأتمكن أنا من ملء أوقاتى؟ فـ ألكس تمضى النهار فى المدرسة "
بدا واضحاً أنه يستعرض خياراته من جديد ثم قال :"أما البديل عن ذلك بالتأكيد هو أن أتزوج ثانية.فـ ألكس تكبر وهى بحاجة إلى امرأة ترعاها لكن ليس من العدل ان أطلب من امرأة ان تتزوجنى لتكون فقط أماً بديلاً لها "
تراجع إلى الوراء يائساً بدا متعباً جداً حتى إن كايت شعرت بدافع قوى لتضع ذراعها حول كتفيه وتلقى رأسه فوق صدرها وتقول له إن كل شئ سيكون على ما يرام وأنها إلى جانبه....لكن هذه لم تبدُ لها الطريقة المثلى.ابتعلت ريقها بصعوبة وحدقت إل النيران وقالت:"ألهذا السبب ذهبت إلى العشاء عند جيب و فوبى؟أكنت تبحث عن أم بديلة مناسبة لابنتك.
ـ تقريباً قلت لنفسى إنه يجدر بى أن أبذل بعض الجهد وأن ألتقى أكثر بالناس.فكرت أننى إذا ما التقيت بامرأة مناسبة قد تتغير الأمور بطريقة ما لكن....."
أنهت كايت جملته :"لكنك التقيتنى أنا"
قال فين بعد لحظة:"نعم,التقيت أنت"
|