كاتب الموضوع :
زهرة منسية
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
ماكس هو الوحيد الذى أحس بفطنته بأن فى الأمر لعبة ما وذلك بعد محدثته مع ماى هذا الصباح. رفع حاجبين متسائلين نحوها من فوق كتفى مارش. بالكاد هزت ماى رأسها إذ لم تكن لديها أدنى فكرة عما يجرى فكيف يمكنها تفسير أى شئ لـ ماكس؟
أما جود الذى أختلق هذه القصة فمازال يبدو غير مقتنع بما رواه مع أن النظرة المتحيرة بدأت تغيب عن قسمات وجهه الآن . أعلن ويل بسعادة :"ما زال الوقت مبكراً لكنى اعتقد بأن علينا الاحتفال بذلك معاً أليس كذلك؟"
حدقت ماى بـ جود بانتظار أن يقول شيئاً يحمل الجميع على المغادرة . مع أن ما أقدم عليه للتو لا يشجع أبداً.
التفتت نحو الآخرين وأشارت بتكشيرة كبيرة إلى ملابسهم المزرية ثم قالت ببساطة :"ملابسنا لا تتلاءم مع هذه المناسبة"
فـ جود هو الوحيد بينهم الذى يرتدى ملابس أنيقة.تابعت قائلة :"أظن بأنه يتوجب علينا أن نعود جميعاً إلى المزرعة..."
أخيراً أستطاع جود الكلام فأقترب من ماى ولف ذراعيه حول خصرها ثم ابتسم قائلاً:"ونفسد هذه الحفلة؟ أعتقد بأن الاحتفال معاً بالمناسبة يبدو فكرة رائعة"
قال ماكس بهدوء :"سأذهب لأطلب بعض أنواع الحلوى"
وأضاف بنعومة:"هل ترغبين بأن تأتى معى يا ماى؟"
ابتسمت ماى له بامتنان إذ أن الابتعاد للحظات قليلة عن هذه المهزلة ليس فكرة سيئة. وقبل أن تتاح لها الفرصة لتجيب سارع جود ليقول وذراعه ما زالت تطبق على خصرها :"فى الواقع أكره أن تبتعد ماى عنى حتى للحظات قليلة"
ثم تابع وهو يسدد نظرة متحدية باتجاهها :"فأنا أخشى أن تغير رأيها وهى تقطع المسافة بين هذا المكان ومكتب الاستقبال"
تغير رأيها ! كان بالاحرى به أن يسألها إن كانت تقبل بالخطوبة فى المقام الأول!
بالطبع ماى لم تتوهم أن هذه الخطوبة هى خطوبة حقيقية لكن الواقع هو أنها لن تشعر بالتعاسة لو كانت كذلك ! فبعد الليلة الماضية أدركت مدى حبها العميق لـ جود . أنه حب كامل ونهائى . من المستحيل أن تستجيب له بالطريقة التى استجابت بها كما لو يكن حبها له بهذا العمق. لهذا السبب جعلتها هذه الخطوبة المزيفة تشعر بوخزة من الألم العميق فى مكان ما من قلبها.......
تابع جود يقول :"سأتوجه انا وماى لطلب الحلوى. أبقوا هنا جميعكم لن نتاخر"
تمنت ماى لو يطول غيابهما بما يكفى لتستطيع إبلاغه عن رأيها بما يقوم به فقد أصبح الأمر أسوأ بعش أضعاف.
ما إن غادرا الردهة حتى التفتت ماى نحوه فأمرها جود :"أنتظرى"
ـ أنت......
كرر جود بإنفعال :"قلت أنتظرى يا ماى"
كان ينتظر هذا التأنيب لكنه فضل تأخيره لدقائق قليلة . أمسك بكتفيها ليوقفها على بعد خطوات عدة من مكتب الاستقبال وقال لها :"فى الواقع أريدك أن تنتظرى هنا أثناء طلبى للحلوى"
وقطع المسافة الباقية لوحده .
لا يستطيع جود أن ينكر حق ماى بالغضب منه بسبب إعلانه خطوبتهما بهذه الطريقة غير المتوقعة وذلك بسبب بسيط :"هذا إعلانه خطوبتهما بهذه الطريقة غير المتوقعة وذلك لسبب بسيط : هذا الإعلان فاجأه هو أيضاً !
لكن ما أنتهى من هذا الإعلان حتى بدأ يدرك بأنه يستسيغه وأن فكرة عقد خطوبته على ماى ليست بالفكرة السيئة وفى الواقع كلما رسخت الفكرة فى رأسه كلما تحقق أن ذلك هو ما يريده بالضبط.
عاش جود فى مواجهة مستمرة مع مشاعره فى الأيام القليلة الماضية وقد إختار إعطاء عدة عناوين لسلوكه بدل الدخول فى مواجهة مع السبب الحقيقى حتى انه أعتقد بأنه ما إن تغيب ماى عن ناظريه حتى تغيب كلياً عن ذهنه ولهذا قرر المغادرة هذا الصباح . يا له من مغفل !
إنه واقع فى غرام ماى كالندر ولم يعد قادراً على تصور نفسه بدون ان يراها أو أن يكون معها أو حتى بدون أن يتجادل وإياها . مع أنه رفض قبول طبيعة مشاعره نحوها حتى سمع نفسه يعلن خطوبتهما . ثم أصبح كل شئ واضحاً تماماً بشكل مدهش . أدرك الآن أنه كان يحارب فى معركة خاسرة فى محاولة الابتعاد عنها. فالانفصال لن يغير مشاعره تجاهها والابتعاد سيجعل الانفصال لن يغير مشاعره تجاهها والابتعاد سيجعل من الانفصال أمراً صعباً يفوق قدرته على الاحتمال . أما كيف بإمكانه إقناع ماى بذلك؟ فتلك هى مشكلته الرئيسية .
يا للسخرية ! ها هو جود مارشال الواثق من نفسه يجثو على ركبتيه من أجل حب امرأة تدعى أنها لا تشعر بغير الانجذاب الجسدى تجاهه
أبلغها جود ببساطة عندما عاد ليقف قربها :"سيحضرون الحلوى الآن"
رأى الشحوب يعلو وجهها فأضاف بسخرية :"هيا ابتهجى ماى إنها مجرد خطوبة وليس زفافاً حقيقياً "
لا شك فى أن إقناع ماى بالزواج هو أمر أكثر صعوبة . هزت ماى رأسها ونظرت بعيداً عنه . بدت نظرات عينيها مخيفة وراحت تتنفس بصعوبة قائلة :"ليس الأمر كذلك"
ثم أضافت بصوت ضعيف:"خرجت أبريل روبين للتو من المصعد...."
التفت جود بغتة ليرى أبريل تخرج من المصعد وهى تلتفت لتضحك مع الشخص الذى كان برفقتها . اتسعت عينا جود ما إن رأى دافيد مليتون يتبع أبريل حتى قاعة الاستقبال
عندما تعرف جود إلى أبريل قبل ستة أشهر لم يعرف أنها متورطة عاطفياً مع أى شخص. أما الآن فهى مع مخرج أفلام سينمائية وهو الرجل الذى ما زال جود مقتنع تمامً بأن ماى لا تشعر نحوه بشعور خاص...
نظرإلى ماى بحزم وقال :"لعل الأمر ليس كما يبدو فى الظاهر يا ماى"
حاول أن يطمئنها بكلامه هذا وما لبث أن شعر بالسخرية من نفسه بسبب غريزة الحماية التى يشعر بها تجاه ماى والتى بدت قوية إلى حد جعله لا يسمح لأى كان بأن يتسبب لها بالاذى حتى هذا.....الرجل الآخرقبل شهر من الآن وحتى قبل اسبوع لم يكن ليكترث بأية طريقة من الطرق بشأن تصرف أى شخص كان وكان يعتبر ذلن شأن خاص ولا دخل لأحد به. لكن بسبب مشاعره المستجدة تجاه ماى أصبح يدرك بأن أى شخص على الإطلاق يحاول إذيتها سيستحق سخطه وعقابه . تحرك فم ماى بمرارة وشعت عيناها بألم واضح ثم قالت مستنكرة :"بالتأكيد هو كذلك"
ولم تكتف بتصريحها هذا بل نظرت غليه متحدية وقالت :"قل لى يا جود ما العمل الآن؟"
لم يستطيع جود ان يحدد اتجاه مشاعره هل سيقوم بإبعاد أبريل عن أبنتيها اللتين عاشتا وهما تجهلان وجودها تماماً لمدة تزيد عن عشرين عاماً؟ أم أنه سيوجه لكمة لـ دافيد ميلتون على أنفه بسبب عبثه بمشاعر ماى فى الوقت الذى اتضح فيه الآن أنه متورط مع أبريل؟
فى هذه اللحظة الراهنة لم يعد يعرف ما إذا كان يقف على رأسه أم على عقبيه . فلقد أختار الوقوع فى الحب!
من تراه يخدع؟ لم يكن لديه أى خيار غير التورط فى حب ماى وهو فعل ذلك بكل بساطة
ابتسم جود ابتسامة عريضة وقال:"نستطيع دعوة هذين الاثنين ليشاركاننا الاحتفال"
حدقت ماى فيه وأجابت :"هذا مضحك جداً يجب أن تأتينى الآن بجواب مناسب أستطيع قبوله"
لم يكن لديه أى جواب.....فعلاً لم يكن لديه مثل هذا الجواب وسرعان ما سيخرج الوضع بأكمله عن سيطرته فـ أبريل و دافيد كانا يتحركان بعيداً عن المصعد فى هذا الوقت , ما يعنى بأنهما سيشاهدان ماى و جود يقفان على مسافة قصيرة منهما . وعندها ستنفتح أبواب جهنم.
لم تجد ماى متسع كافياً من الوقت لتتساءل عما تفعله أبريل برفقة دافيد ميلتون فى هذا الوقت المبكر من النهار . والسبب فى ذلك هو أن أبريل كانت على مسافة أقدام قليلة منها ما جعلها تتجمد فى مكانها .
كانت جانيوارى و مارش جالستان قابلتها فى الردهة وتوقعت ماى أن تطل أبريل برأسها الجميل فى أى لحظو وتراهما . ولم يكن هناك أدنى احتمال بألا تتعرف أبريل عليهما ما أن تراهما وذلك بسبب شبههما الكبير بـ ماى وفى الواقع الأخوات الثلاثة يشبهن أبريل نفسها
نظرت ماى بإتجاه أبريل ودافيد ثم التفتت قليلاً لتنظر نحو أختيها وهما تتحدثان بسعادة فى ردهة الاستقبال قبل أن تلتفتت مجدداً نحو أبريل ودافيد.
أمسكت أنفاسها وشعرت بشئ ما فى رأسها أنها على وشك.....
أبلغها جود بحزم وهو يمسك ذراعها بإحكام :"ليس بإمكانك أن تصابى بالاغماء فى هذا المكان!"
ولماذا لا أستطيع ذلك؟ إذا كان سيغمى عليها فعندها....
همس جود بالقرب من أذنها :"الوقت متأخر لذلك على أية حال"
فات الأوان لأن دافيد مليتون هو الذى لاحظ وجودهما قبل أبريل. وها هو مخرج الأفلام الشهير ينحنى نحو الممثلة الجميلة ليهمس شيئاً فى أذنها ما جعل أبريل تلتفت ببطء نحوهما . شحب وجهها فجأة وأحاط الشحوب بخضرة عينيها العميقة ز حدث ذلك كله ولم تكن قد رأت جانيوارى و مارش بعد . أطلقت ماى أنة مكبوتة لأنها أدركن سبب البؤس الواضح فى عينى المرأة الأخرى الذى ذكرها بآخر لقاء بينهما لكن أى خيار بقى لديها غير إبلاغ أبريل بأن تبقى بعيدة عنهن . عندئذ لن يبقى لدى المرأة الأخرى أى شك بشأن تصميم ماى.
ـ قلت لك سأكون إلى جانبك يا ماى
ذكرها جود بذلك بصوت أجش بينما أشتدت قبضته على ذراعها فى الوقت الذى راح الإثنان يقتربان منمهما .
نعم , لقد قال لها ذلك لكن ليس إلى حد أن يصبح خطيبها المزعزم.
تساءلت ماى فى سرها عما إذا كان هذا الوضع سيصبح أكثر سؤءاً . كان دافيد هو من بادر إلى إلقاء التحية قائلاً لهما والسعادة تغمر وجهه:"كم نحن محظوظان برؤيتكما هذا الصباح وفى الوقت المناسب لنحتفل معكما بالخطوبة"
التفتت ماى لتحدق بـ جود وكأنها تلومه . لقد ظنت بأن هذه الخطوبة جاءت عفوية تماماً فالنظرة التى دلت على شعوره بالمفاجأة والتى أرتسمت على وجهه جعلتها تظن بأنها كذلك. لكن إذا كان الإثنان الآخران على علم بها فعندها....
أكتسح اللون الأحمر خدى أبريل وهى تنظر بحياء إلى ماى ثم همست محتجة وقد شعرت بالإحراج :"دافيد ظننت بأننا سنبقى الأمر سرياً لفترة من الوقت"
تنقلت ماى بعينيها ما بين أبريل ودافيد وعبست عندما بدأت تفهم بأن دافيد لم يكن يشير إلى خطوبتها المزعومة لـ جود لكن إلى خطوبته هو على أبريل
مد دافيد يده ليضعها على يد أبريل مطمئناً قائلاً بلهجة اعتذار :"نعم اتفقنا على ذلك لكن نظراً لوجود ماى هنا ظننت......."
ثم التفت نحو ماى رافعاً حاجبين مستغربين....أنه يعرف ! ظهرت معرفته واضحة فى عينيه اللتين أرسلتا مزيجاً من التعاطف معها والتوسل إليها , بالنيابة عن المرأة التى طلب منها الزواج للتو. تحولت نظرة ماى نحو أبريل على حين غرة وكان من السهل عليها إدراك التردد فى تعابير وجهها أثناء تبادلها النظرات معها ورأت التوسل نفسه فى عينيها الخضراوين الداكنين . ماذا تريدان منها . أن تظهر السعادة لأجلهما ؟ أما أنهما تطلبان السماح ؟ أم تقديم التهانى الصادرة من القلب ؟ أم ماذا.......؟
شد جود على ذراعها قليلاً قبل أن يتقدم إلى الأمام ليعانق أبريل بخفة قائلاًَ :طأنا سعيد جداً لأجلك"
بعد أن مد يده باتجاه دافيد قائلاً له ت:"تهانينا"
ابتسم دافيد ابتسامة صبيانية وهو يصافح يد جود الممدودة باتجاهه وقال:"شكراً"
وانتظر الرجلان رد فعل ماى....
منتديات ليلاس
رمشت ماى عينيها ونظرت إلى لمرأة الأخرى.....والدتها . تذكرت ما قاله لها ماكس فى وقت سابق بأنه لايمكننا تصنيف كل شئ على أنه أبيض أو أسود كما يفعل الأطفال وأنه أخطأ بردة فعله على بعض تصرفات والدته . هل كان مسكله هذا مماثلاً لمسلكها تجاه أبريل؟ فبعد كل شئ وكما أبلغها جود سلفاً وبالرغم من ان أبريل امرأة جميلة ومرغوبة فهى لم تتزوج مجدداً أثناء بقاء والدها على قيد الحياة...
لم تعد ماى متأكدة من أى شئ بعد الآن ولم تكن لديها أية فكرة عن كيفية الخلاص من الماضى. كل ما تعرفه هو أنها لم تعد تملك حتى محاولة السيطرة على ما سيحدث فى الدقائق القليلة التالية
ما لبثت أن قالت بحرارة :"تهانينا يا دافيد"
والتفتت بعد ذلك إلى أبريل قائلة لها:"أنا مسرورة لأجلك يا أبريل"
قدمت تهنئتها بصوت أجش للمرأة الأكبر سناً متقدمة نحوها لتطبع قبلة خفيفة على خدها. أغرقت عينا أبريل بالدموع وهى تنظر نحوها وترد شاكرة:"شكراً لك،"
تأملتها ماى للحظات طويلة دون أن تنبس بنبت شفة وشعرت بأن الدموع قد بأت تخشى عينيها هى الأخرى . ثم قالت فى نفسها بحزم إن هذا الموقف غير طبيعى لأن كلتيهما لا تقدران على الاكتفاء بالوقوف منتحبتين هنا .
أخذت نفساً عميقاً وقد أدركت بأن لحظة الحقيقة قد دنت.....سواء كانت مستعدة لها أم لا. تقدمت لتشبك ذراعها فى ذراع أبريل وتجعلها تستدير نحو ردهة الاستقبال ثم قالت بصوت رزين :"أرغب يا أبريل أن أعرفك على بعض الأشخاص الموجودين هنا"
سمعت ماى أبريل وهى تأخذ نفساً عميقاً قربها والتفتت لترى أنها تحدق حيث كانت جانيوارى و مارش تجلسان مع ماكس و ويل . لاشك فى أنها أدركت هوية هاتين الشابتين تماماً!
قالت أبريل بصوت مختنق:"ماى........؟"
حثتها ماى مشجعة :"سيكون كل شئ على ما يرام"
أبلغت المرأة الأخرى بذلك بثقة أكبر من تلك التى تشعر هى نفسها بها فهى لا تملك أية فكرة عما سيحصل عندما تتعرف أبريل إلى مارش و جانيوارى . هل يعقل أن تتذكر أى من الشقيقتين والدتها؟ وهل ستتعرفان على الجميلة أبريل روبين بصفتها لتك الوالدة ؟ لم يسبق للشقيقات الثلاثة أن تحدثن عن والدتهن عندما كبرن والسبب الذى دفع ماى لذلك كان عدم رغبتها بإيلام والدها. أما شقيقتاها فقد كفتا عن السؤال عنها بعد الشهور القليلة الأولى لمغادرتها.
فى الواقع لم تكن لدى ماى أدنى فكرة عما إذا كانت أى واحدة منهما ستربط بين الممثلة المشهورة عالمياً أبريل روبين و المرأة التى كانت والدتهن . ابتلعت أبريل ريقها بصعوبة وهى تحدق باتجاه ردهة الاستقبال . جاء صوتها مملوءاً بالعاطفة حين قالت بتردد:"إنهما جميلتان..كلكن كذلك"
ندت عن ماى ابتسامة ساخرة وردت عليها:"نحن جميعاً نشبهك"
قاطعها جود بصوت ناعم قائلاً :"إنهن جميعاً لطيفات وساحرات مثلك تماماً"
التفتت ماى نحوه مبتسمة وقالت تغيظه :"لا أظن أنك كنت مقتنعاً بذلك فى ما يتعلق بى"
هز كتفيه بدون اعتذار قائلاً :"لا أنكر بأننى كنت مخطئاً "
لكن هلى يعنى ذلك أيضاً بأنها كانت مخطئة ؟ ماذا لو كانت مخطئة؟
قال جود بنبرة تنم عن الرضى وهو يرى النادلة تعبر ردهة الاستقبال بالصينية المثقلة بالحلوى:"آه ! وصلت الحلوى التى طلبنها"
شعر بالسرور لوصول الحلوى فذلك من شأنه تخفيف التوتر الذى بدأ يتراكم ببطء . وزاد شعوره بالفخر بـ ماى فى تلك اللحظة وأحس بأنه كاد يختنق لفرط العاطفة.
رفع دافيد ميلتون حاجبين شقراوين بينما كانوا يتبعون النادلة تجاه الردهة:"هل تحتفلون بشئ ما؟"
ابلغه جود مستبعداً الموضوع :"سنشرح لكما لاحقاً"
كان جود يتكلم بلباقة بينما تركزت نظراته المحددة على ماى التى كانت تمشى أمامه برفقو أبريل . ثم قال مشجعاً :"دعونا نتفرغ الآن لتهنئتكما أنت وأبريل"
منتديات ليلاس
أدرك جود بأن الأمر لن يكون سهلاً بالنسبة لـ ماى مدركاً فى الوقت نفسه بأن كل ما يستطيع تقديمه لها هو ان يتواجد هنا بقربها كما وعدها سابقاً أما عن مسألة خطوبتهما فسيتحدثان بشأنها لاحقاً . عندها سيفعل كل ما بوسعه لإقناعها بتحويلها إلى واقع.
سأله دافيد الواقف بقربه والعبوس يعلو وجهه :"أتعتقد بأن الأمور ستكون على ما يرام؟"
ـ علينا أن ننتظر ونى, أليس كذلك؟"
وقف الأربعة الجالسون حول الطاولة لدى دخول ماى و رفاقها إلى الردهة لكن جود تفرغ ليرصد ردات فعل كل منهم لوجود ابيل . بدا ويل معجباً مثله فى ذلك مثل كل الرجال لدى لقائهم بـ أبريل للمرة الأولى. أما ماكس فبدا مسروراً لتجديد معرفته بها. لكن ردات فعل مارش و جانيوارى كانت الأصعب على الفهم . فبعد أن سددتا نظرات مستعجلة أولية باتجاه بعضهما البعض تحولت نظراتهما المتحفظة باتجاه ماى التى بدت مرتبكة تماماً أثناء إنجازها عملية التعارف.
فجأة استدار ليقف بجانبها ثم أمسك بيدها ليشد عليها قليلاً قائلاً لـ دافيد :"هل يمكنك توزيع العصير يا دافيد؟"
تولى جود عملية التعارف بالنياببة عن ماى بعد أن ضغطت بيدها على يده بامتنان . قال جود :"ابريل وماكس يعرفان بعضهما من قبل"
نظر جود باتجاه أبريل بينما أنهمكت بمصافحة الرجل الآخر وتابع يقول :"ويل دافينبورت المهندس الأول لدىّ وهو خطيب مارش"
اتجه جود بنظرة بعد ذلك نحو الشقيقتين قائلاً وهو يبتسم:"هاتان الشابتان اللطيفتان هما شقيقتا ماى مارش و جانيوارى"
شعر جود بأن قلبه يكاد ينفطر عندما رأى أبريل وقد شعرت بالحيرة بالنسبة للخطوة التالية التى يجدر بها أن تقوم بها . أيجدر بها مصافحة الشقيقتين أم الإكتفاء بالابتسام بحرارة فى وجهيهما؟ راحت يداها ترتجفان بشدة وبدت ابتسامتها مصطنعة إلى حد ما لأنها كانت على وشك ذرف الدموع . أنتاب جود شعور بأن أبريل لن تكون قادرة على إنجاز أى خطوة بأى درجة من رباطة الجأش
فى تلك اللحظة تطوعت ماى لتسد ثغرة الصمت الثقيل وقالت :"وهذا هو خطيب أبريل دافيد مليتون"
تناولت جانيوارى الكوب الذى قدمه لها ثم قطبت جبينها بدهشة وسألته:"ألست انت المخرج الذى عرض على ماى دوراً فى فيلمه ؟"
أكد لها دافيد بابتسامة مشرقة :"أنا هو"
تطوعت ماى للكلام مرة أخرى وقالت :"ستلعب أبريل دور البطولة فى الفيلم"
ثم أضافت بصوت أجش :"طلب من دافيد أن ألعب دور ستيلا , أبنتها"
خيم الصمت التام الثقيل بعد هذا الإعلان لكن جود الذى كان يراقب ردات فعل مارش و جانيوارى هذه المرة رأى النظرات المتبادلة بين الشقيقتين الشابتين . ماذا يعنى ذلك؟
هناك شئ ما فى تلك النظرات شئ لا يستطيع فهمه ! لكن الشقيقتين تعرفانه بكل تأكيد . راحت ماى تنظر بقلق نحو شقيقتيها وبدا من الواضح أنها تتساءل عما إذا كانت قد تخطت الحدود . كما راحت يدها ترتجف قليلاً فى يده
كانت مارش المعروفة بصراحتها هى التى تكلمت أخيراً وعيناها الخضروان تلمعان جذلاً وهى تقول:"كما فى الواقع تماماً . اليس كذلك؟"
ـ ماذا........؟
ـ أنتِ.......!
بدأت ماى وأبريل بالكلام فى وقت واحد ثم توقفت كلتهما فجأة لتتبادلا النظرات قبل أن تعودا على الفور لتنظرا نحو جانيوارى التى تابعت تقول مؤكدة :"كنا نعرف دائماً بأن أبريل هى والدتنا يا ماى"
وأضافت بعد أن سددت نظرة خجولة باتجاه أبريل :"كنا نعرف ذلك على الدوام"
تدخلت مارش لتقول ببرودة :"منذ أن أصبحنا كبيرتين بما يكفى لنشاهد أحد أفلامك على التلفزيون أو فى السينما"
لم يكن جود متأكداً ما إذا كانت ماى أم أبريل هى التى صُعقت أكثر بعد ذلك التصريح الأخير
نهاية الفصل
غداً لنا لقاء مع نهاية الرحلة مع ماى و جود
|