لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > سلاسل روايات مصرية للجيب > روايات أونلاين و مقالات الكتاب
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات أونلاين و مقالات الكتاب روايات أونلاين و مقالات الكتاب


د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل ... مكتملة

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته مع قصة جديدة للدكتور . أحمد خالد توفيق د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل *******************************************

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-07-12, 07:22 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
Stupido2 د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل ... مكتملة

 
دعوه لزيارة موضوعي

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

مع قصة جديدة للدكتور . أحمد خالد توفيق

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل

*******************************************


د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل (1)



م يشعر مصطفى بأي اطمئنان فالقصة تبدو مملة فعلا (رسوم: فواز)
عندما جلس مصطفى الجندي إلى مكتبه، وعندما شغّل جهاز الكمبيوتر، وعندما أعد لنفسه بعض الكابوتشينو، وعندما أشعل لفافة تبغ، وعندما قام بتشغيل أغنية خافتة لفيروز، وعندما راح يحدق في الشاشة.. كان يشعر أنه سيكتب عملا رائعا.

بعد دقائق بدأ يشعر بقلق.. الفجوة في الورق غير موجودة.. الفجوة التي يعبر منها كل كاتب إلى عالم الرواية -لو كانت هناك رواية- لا وجود لها هنا، وما يدور هو طقوس محترمة جدا لدين لا وجود له.. يعني هناك مذبح وهناك تراتيل وهناك عذراء متأهبة للتضحية.. لكن لا يوجد شيء تدور من أجله تلك الطقوس.

جلس قلِقا.. يرشف الكابوتشيونو ويسحب عدة أنفاس من التبغ.. ثم بدأ يضرب على المفاتيح ببطء وبدأت القصة تتشكل..

*****************************

الغابة وجو العصر الخامل الذي يشتهي القيلولة لكنه لا يجد متسعا من الوقت لها، وصوت الأوراق الجافة التي تنذر بقدوم الخريف.. وصوت الخطوات فوق الأوراق الجافة مع أنفاس لاهثة.

من بعيد يدنو عادل وسلوى متشابكي اليدين والقلبين والأحلام.. يدها رقيقة تسترخي في كفه بدعة واسترخاء واطمئنان.. إنه لي وأنا له.. فلتتوقف أيها الزمن.

كانت تلك الشجيرة تنتظر.. تدعوهما منذ الأزل للجلوس تحتها.. منذ لحظة الخلق الأولى تعرف أنهما سيجلسان تحتها يوما ما.

فرت سحلية خضراء رشيقة وقد أفزعها القادمان.. ونظر عادل إليها ونظرت إليه.

مدت سلوى يدها في حقيبتها وأخرجت قطعة من البسكويت، شطرتها إلى نصفين وناولته شطرا والتهمت هي شطرا.. يوما ما ستفتش جزيئات البسكويت عن بعضها ولسوف تجمعهما من جديد. هذه اللمسات الخرافية الرومانسية تحركها بشدة.. ربما تمنحها نوعا من النشوة كذلك.

قالت له:
ـ أنت رجلي ولن ترحل أبدا.
قال لها:
ـ أنتِ امرأتي ولن تغيبي وراء الأفق أبدا.

ـ أنا مطمئن.
ـ وأنا كذلك.

*****************************

الذي لم يشعر بأي اطمئنان كان مصطفى نفسه، القصة تبدو مملة فعلا؛ لم يعد أحد يتحمل القصص العاطفية اليوم.. دعك من هذا التوافق والانسجام.

قال آرثر كلارك يوما: "إن جرائد المدينة الفاضلة ستكون مملة جدا بالتأكيد"، هذا حقيقي.

هكذا بدأ مصطفى يعاود الكتابة مع التغيير قليلا.

*****************************

لاحظت سلوى أن يد عادل ليست على ما يرام..

عندما دققت النظر لاحظت أنها متفحمة.. وأن العظام مكشوفة في عدة أماكن.. شعرت بقشعريرة، وهمست وهي تدقق النظر:
ـ عادل.. هل أنت بخير؟ ماذا أصاب يدك؟

نظر إلى يده وبدا عليه الخجل كأنه اكتشف كارثة لم يرَها من قبل، وقال في جزع:
ـ الشمس.. ما كان ينبغي أن أجلس في الشمس.. إن هذا...

ولاحظت ما هو أسوأ.. إن جلد وجهه يتساقط..
ثم فتح فمه فلاحظت نابين طويلين هناك..

ـ أنت.. عادل.. أنا لا أعرف ما دهاك..
قال وهو ينهض:
ـ نعم.. أنا مصاص دماء.. وقد ارتكبت غلطة فادحة عندما تعرضت لهذه الشمس.. يبدو أن علينا أن نختصر الإجراءات.

وقبل أن تفهم كانت هاتان اليدان المخلبيتان قد أطبقتا على يدها، وفي اللحظة التالية أدركت أنه يغرس نابيه في عنقها وأن دمها يسيل وأن قواها تخور.. إنه يمتص دمها إذن.

*****************************

قرأ مصطفى ما كتبه فبدا له سخيفا جدا.. لم يعد أحد يطيق القراءة عن مصاصي الدماء، خاصة بعدما قرأ الجميع سلسلة "الشفق" وقصص آن رايس، ثم إن تخيُل مصاص دماء تحت شجرة في مصر عصرا أمر عسير نوعا ما.

إن الأمور تسوء.. لقد أمضى ساعتين أمام الشاشة دون أن يحقق سوى بضعة أسطر، وها هو ذا يدرك أن المهمة معقدة.. هكذا عاد يمسح السطور السابقة.

سوف يبدأ من نقطة "وأنا كذلك" عندما كان العاشقان في تمام السعادة.

****************************************



لكنه عندما عاد يقرأ القصة شعر بقشعريرة (رسوم: فواز)



أغمضت سلوى عينيها ودفنت يدها في كف عادل.. بدأت تذوب ببطء في عالمه كأن روحها تتدفق لتسيل في دمه.. وبدأت تشعر بالنعاس.

هنا فتحت عينيها قليلا ففوجئت بأنه يمد يده الأخرى ليعبث في حقيبتها.

هبت في عصبية وصاحت:
ـ ماذا الذي تفعله بالضبط؟

انتفض في توتر.. رأى عينيها المتشككتين فقال:
ـ لا شيء.. كنت ألعب بمحتويات الحقيبة فقط.

لكنها كانت تعرف.. عندما خبأت الميكروفيلم الصغير في الحقيبة كانت تعتقد أنها في أمان وأن أحدا لا يرتاب فيها.. سوف تتركه في سلة مهملات ذلك الإسرائيلي المقيم في البناية المجاورة للسفارة، لكن من الواضح أن هناك من يشك في أمرها.. الأمن المصري يعرف سرها.. وعادل لم يأتِ صدفة.. هو ليس عاشقا.. إنه ضابط مخابرات.

المشكلة الآن هي أنه ليس بوسعها أن تغضب أكثر من اللازم.. لن تغضب أكثر مما تغضب أي فتاة أخرى سُرقت حقيبتها.

*****************************

لم ترُق الإضافة الأخيرة لمصطفى..

ثمة شيء طفولي مفتعل في هذا كله، وهو بالفعل لا يعرف الكثير عن المخابرات.. تبدو حيلة الميكروفيلم في الحقيبة عتيقة تنتمي إلى زمن الحبر السري المصنوع من عصير الليمون وهذا السخف.

في صبر رشف رشفة أخيرة من الكابوتشينو وعدّل ما كتبه.

*****************************

في هذه المرة كان العاشقان تحت الشجرة يتهامسان، وفجأة صرخت سلوى...

كان ما تراه هو رأس عادل المنفصل على الأرض.. وبركة دم.

رفعت عينيها في ذعر فهوى نصل سيف حاد على عنقها.. لكنها لم تمُت.. زحفت على يديها وقدميها وهي تنشج.. أما من فعل بها هذا فقد لحق بها وأمسك بشعرها.. لم ترَ وجهه.

قالت وهي تبكي وبصوت مبحوح بسبب الجرح:
ـ من أنت؟
سمعت صوتا غليظا يقول:
ـ أنا ابن أبراكساس.. لكن اسمي لن يفيدك لأنكِ سترحلين حالا.

كادت تقول شيئا، لكن النصل هوى عليها مرة أخرى.

*****************************

بدت القصة أفضل في رأي مصطفى..

لا بأس.. السفاح المختص بذبح العشاق الجالسين تحت الأشجار.. هذا موضوع مثير نوعا.. صحيح أنه يذكرك بالسفاح الأمريكي تيد بوندي أو زودياك.. في فترة من الفترات كان أي عاشقين يجلسان في مرج في أمريكا يكتبان شهادة وفاتهما.. لكن هذا عالم مستجد تماما على القارئ العربي.

شعر برضا بالغ عن نفسه.. كان عقله قد بلغ مرحلة الليمونة التي تم عصرها بيد بطل كمال أجسام، لذا تأكد من تسجيل الملف وأغلق الكمبيوتر ونام.

كان أول شيء فعله في الصباح هو أن أعد لنفسه كوب شاي هذه المرة وهرع إلى الكمبيوتر..

راح يقرأ ما كتبه ليلا، وكان قد تعلم بالخبرة أنه أحيانا يكتشف في الصباح أن ما كتبه ليلا كلام فارغ؛ الليل والسهر يغمران العقل في دن من الخمر.. هكذا يصير القياس خاطئا غالبا.. لا بد من النوم ومعاودة النظر في النهار..

لكنه عندما عاد يقرأ القصة شعر بقشعريرة..

القصة تبدأ بجثة فتاة وجثة رجل ممزقتين في المرج..
ما معنى هذا؟

كان هناك مشهد قتل ومشهد حب و... و... أين؟ أين ذلك القاتل الذي يطلق على نفسه اسم أبراكساس؟
عندما جاءت زوجته تلومه لأن باب الشقة مفتوح..

وعندما لامته كذلك على قطرات الصلصة التي بعثرها في الصالة حتى باب الشقة، وحتى على درجات السلم..
عندها بدأ يتوتر..

لو أطلق لخياله العنان لقال إن ابن أبراكساس هذا قد هرب من الكمبيوتر إلى عالمنا...

يتبع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس

قديم 05-07-12, 07:31 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل (2)



هناك ورقة ملوثة بالدم تقول: ابن أبراكساس
التمع فلاش الكاميرا عدة مرات بتلك الطريقة الحكومية الكئيبة التي توحي بمسرح الجريمة، وكان رجال البحث الجنائي عاكفين على فحص الجثتين.. وأخذ عينات من العشب..

هناك نطاق من رجال الشرطة يمنع المتسكعين من الدخول، وكان المتسكعون والحق يقال أكثر من الذباب، تلك العاطفة الراسخة فينا أن نرى الموت في أشنع صورة ممكنة.. أن نرى الجثث المشوهة المذبوحة أو التي تحوّلت لعجين، سوف تشعر بقشعريرة وهلع وتقزز، لكن الجزء الخفي من كيانك يشعر برضا تام: لست أنا.. أنا ما زلت حيا.. لقد ظللت صامدا..

ستيفن كينج يطلق على هذا "هواية الإبطاء بالسيارة لإلقاء نظرة على حوادث الطرق"، ليس الفضول هو السبب الوحيد..

بالنسبة لسمير وهِبة كان وضعهما سيئا.. سيئا إلى حد أن أي مارّ سوف يشعر أنه سعيد الطالع محدود الحظ، لا يمكن مهما حدث أن يسوء وضعك إلى درجة أن يبحثوا عن رأسك -لا قدّر الله– وسط العشب..

هناك ورقة ملوثة بالدم تقول: ابن أبراكساس..
لم يفهم أحد معنى هذا الاسم، لكن أحد رجال المباحث كان يهوى أفلام الرعب، وقد أعلن أن أبراكساس هو اسم شيطان.. نفس الشيطان الذي اشتقوا من اسمه لفظة أبراكادابرا التي يستعملها كل سحرة العالم..

تحسّس العقيد صبري رأسه الموشك على الانفجار:
ـ سفاح مثقّف يهوى أفلام الرعب.. هذا الجو ليس مصريا على الإطلاق.. أعتقد أنها جريمة شرف، وعلينا أن نجد رجلنا بين أقارب الفتاة..

حقا لا توجد احتمالات كثيرة في مصر.. كل مجتمع يفرز جرائمه، ومصر ليست معتادة على أسلوب القاتل التتابعي الشهير.. جرائمنا لها طابع محلي حميم واضح..

قال النقيب عُمر وهو يدوّن ما قيل:
ـ أقارب الفتاة.. سوف يكون هذا سهلا..
ـ إذن عليكم البدء حالا..

ونظر للجثتين المغطاتين بالملاءة، وتساءل عما شعر به هذان العاشقان لحظة الموت.. من المؤكد أن الأمر تم بسرعة وقسوة وهذا يريح المرء قليلا..

*****************************

مصطفى الجندي قضى لحظات لعينة وهو يتفقد ملفات الكمبيوتر..

من الوارد أن يكون قد أتلف الملف أو أضاعه، فهذا محتمل جدا.. يعرف ساعات السهر الطويلة هذه وكيف يرتكب المرء كل أنواع الحماقات في آخرها..

لكن الغريب أن يعدّل القصة وهو لا يذكر..

إن القصة التي كتبها ليلا كانت تتحدث عن عاشقين يتبادلان الغرام في مرج، ثم يظهر سفاح يطير رقبتهما.. سفاح على طراز زودياك أو تيد بوندي من الذين يهوون إنهاء قصص الحب بطريقة محزنة، اليوم يجد أن القصة لا تحوي سوى هذه السطور:
الغابة وجوّ العصر الخامل الذي يشتهي القيلولة، لكنه لا يجد متسعا من الوقت لها، وصوت الأوراق الجافة التي تنذر بقدوم الخريف..

تحت شجرة ترتمي جثتا عادل وسلوى متشابكي اليدين وقد توحد مصيرهما للأبد.. أين ذهب الرأسان؟ هذا هو السؤال الذي سأله أول مارّ يرى الجثتين.. هناك ورقة جوار أحد العاشقين تقول: ابن أبراكساس..

ما معنى هذا؟ السفاح كان موجودا ومشهد القتل كان كاملا.. أين هذا كله؟
ثم زوجته سناء مصرة على أنها أغلقت باب الشقة أمس..
على السجادة قطرات الصلصة أو ذلك السائل الأحمر اللزج الذي بدأ...........
يتجلط؟؟؟؟

هذه القطرات تتحرك من موضع الكمبيوتر بالذات، نحو الصالة ثم باب الشقة.. على درجات السلم.. حتى الطابق السفلي..
أين ذهب ابن أبراكساس؟ أين مشهد القتل؟

كان الدوار يوشك على تفجير رأسه.. كل شيء يشير إلى تفسير واحد، وهذا التفسير سخيف جدا ومضحك.. أن يتصوّر أن السفاح الذي أوجده خياله قد تحرر.. إنه حر طليق في القاهرة الآن..
كل هذا سخف..




الصحف تتكلم عن شابين اسمهما سمير وهِبة تمت مهاجمتهما وقطع رأسيهما


الصحف تتكلم عن شابين اسمهما سمير وهِبة.. إنهما مخطوبان وكانا يجلسان في حديقة عامة عصرا، في ساعة يقلّ فيها تواجد الناس.. هذا منطقي.. لا بد أن يبحثا عن مكان هادئ بعيد عن المضايقات وتحرش بائعي السميط..

مكان رومانسي.. هذا في الوقت ذاته يجعلهما هدفا سهلا.. يبدو أن هناك من هاجمهما وقطع رأسيهما..
مكان رومانسي.. لهذا لم يسمع أحد الصراخ..
مكان رومانسي.. لهذا لم يجد أحد الجثة إلا بعد ساعات..
مكان رومانسي.. لهذا لم يجدوا الورقة التي كتب عليها "ابن أبراكساس" إلا بصعوبة بالغة..

نحن نتكلم عن قاتل يشبه بالضبط زودياك الأمريكي.. نفس الأسلوب، وزودياك قد تمادى إلى درجة أنه قتل مذيعة التليفزيون التي كانت تتكلم عن جرائمه!

ابتلع مصطفى ريقه وقرر أن يصمت..
لكنه لم يستطع أن يمسح القصة التي بدأها.. كان يشعر أن مسحها سوف يزيل آخر علاقة له مع المنطق السديد.. سوف يصير مجنونا بشكل رسمي ولن يستطيع التراجع..

على أنه قام بخطوة واحدة صحيحة.. قام بأخذ عينات من ذلك السائل الأحمر، وضعها على قطع من القطن ووضع بعضها على شرائح زجاجية، ثم اتجه إلى صديق له طبيب يملك مختبرا..

كان سؤاله واضحا:
ـ ما طبيعة هذا السائل؟

تأمل الطبيب الشريحة تحت المجهر.. ثم قال بلا مبالاة:
ـ سوف أحلله بدقة أكبر، لكن هذا دم متجلط.. هل عندك شك في ذلك؟ وما هو مصدره؟

كان مصطفى قد غادر المكان..
ليلة كاملة مرت عليه في طرقات المدينة، يجلس في كل مقهى بعض الوقت وينظر للفضاء شاردا.. أعتقد أنه دخّن عشرين حجرا في تلك الليلة السوداء حتى إن صدره كان يعزف سيمفونية متكاملة..

المشكلة أنه لم يكن يعرف ما يقول أو يفعل..

*****************************

رامي وغادة..
هذان شابان كانا يجلسان في سيارة في المقطم.. يبدو أن من قتلهما تسلل للسيارة.. ومن المقعد الخلفي استطاع أن يحصد الرأسين..

كان هذا ليلا.. وقد استغرق الوقت الكثير حتى يجد أحدهم السيارة والدم ينزف من تحت الباب في الصباح، هناك ورقة تحمل اسم ابن أبراكساس..

قال معظم من علقوا على الحادث أن ابن أبراكساس هذا يسعى لنشر الفضيلة، وأنه لو التزم الشباب الأدب لما استطاع أحد أن يذبحهم.. واعتبره البعض رمزا للفضيلة..

لكن مصطفى قرأ الخبر الأسود في الجريدة، وارتجف.. كان يعرف أن ابن أبراكساس لا يسعى لنشر الفضائل، بل هو ببساطة ينتقم من أي عاشقين..

عندما انتصف النهار كان في طريقه إلى مديرية الأمن..
سوف تكون المهمة عسيرة ومستحيلة، لكن لا بد من أن يرضي ضميره..

وعندما جلس أمام العقيد صبري في تلك الغرفة التي تعبق بالدخان، وأمام الوجوه المتشككة الكارهة له، قال:
ـ أنا أوجدت ابن أبراكساس...وأعرف كل شيء عنه!

يُتبَع

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 01-08-12, 04:04 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عضو فخري


البيانات
التسجيل: Jul 2007
العضوية: 32680
المشاركات: 18,283
الجنس أنثى
معدل التقييم: عهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسيعهد Amsdsei عضو ماسي
نقاط التقييم: 9761

االدولة
البلدYemen
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
عهد Amsdsei غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

د. أحمد خالد توفيق.. قصة لم تكتمل (الأخيرة)



بدأ رجال الشرطة يجدون شيئًا مسليًا في القصة (رسوم: فواز)
بعد المرحلة الإجبارية الأولى عندما يفترض الناس أنك مجنون، بدأ رجال الشرطة يجدون شيئًا مسليًا في القصة وراحوا يصغون..

بالطبع هي قصة لا يقولها سوى مجنون تفككت صواميل عقله تمامًا، وقد ازداد الزحام في الغرفة وبدأت التعليقات الساخرة تنهمر، لكن مصطفى لم يتزحزح.. حكى عشرات المرات قصة السفاح الذي أوجده على شاشة الكمبيوتر ثم فر من هناك..

الحقيقة أنه كان يعرف بعض التفاصيل.. مثلاً كان يعرف أن القاتل يلبس حذاء غليظًا يشبه أحذية تسلق الجبال. وكان يعرف أنه أشول.. هذه أشياء لم يقلها أحد في وسائل الإعلام..

سأله العقيد صبري وهو يشعل لفافة تبغ:
- "هل كتبت هذه التفاصيل في قصتك أيضًا؟"

رشف مصطفى رشفة أخرى من القهوة وقال:
- "لا.. لم أكتب كل شيء.. لكن لكي يكون لقصتك بطل، فلا بد من أن يكون مكتملاً في ذهنك.. أنت تراه وتسمعه وتشمّ رائحته، لكن لا يجب بالضرورة أن تكتب هذا.. مثلاً أنا أعرف أن القاتل له عين يمنى حولاء حولاً وحشيًا (للخارج) لكن لا داعي لذكر هذا.. فقط أراه في خيالي.. أرى حذاءه.. أرى السلاح في يده اليسرى.. لكن لا أكتب كل ما أراه".

تبادل العقيد النظرات مع من حوله وابتسم، ثم قال:
- "هل من صفات أخرى؟"

قال مصطفى مفكّرًا:
- "إنه مصاب بنوع غريب من الصرع يجعل وجهه يلتوي بشكل مخيف.. هذه بالذات عقدة حياته وسبب نفور الفتيات منه في شبابه.. هكذا صمّم على أن يجعل كل عاشقَيْن في رعب دائم.. سوف يجوب المروج بحثًا عن عُشّاق منفردين، وسوف يطير أعناقهم وهكذا ينتقم أولاً، ثم يقنع نفسه بأنه يمارس نوعًا خاصًا عجيبًا من الفضيلة.. يجب أن أقول كذلك إنه مولع بشكل خاص بساعة الغروب، ومولع بأيام الثلاثاء.. ويحب القتل بالسيف؛ لأنه يحبّ الدماء والموت البطيء.. بالنسبة له القتل بالمسدس غير ممتع.. إنه يقرأ الكثير عن الشياطين على شبكة الإنترنت، ولهذا يعرف اسم أبراكساس".

سأل العقيد في سخرية:
- "وكيف عرفت هذا كله؟"
- "لأنني من صنعه.. أعرف كل تفاصيل شخصيته، ولو استكملت قصة له لجعلته يقتل بهذه الطريقة في يوم ثلاثاء".

تبادل الرجال النظرات للحظات قبل أن يطردوا مصطفى مصحوبًا باللعنات؛ لأنه أضاع وقتهم.. لقد سلّاهم لفترة معقولة لكن ما يقوله هراء في النهاية، وعليهم واجبات أهم..

*****************************

هذا بالطبع حتى صباح الأربعاء، عندما جاء ثلاثة رجال شرطة أخذوه بالقوة إلى مديرية الأمن، وهذه المرة كانت الوجوه أكثر والنظرات أخطر والدخان أكثر كثافة والمعاملة أعنف..

كان يعرف الإجابة طبعًا.. هناك عاشقان قد ماتا أمس ساعة الغروب.. أمس كان الثلاثاء.. بالطبع هناك آثار حذاء تسلّق واتجاه قطع الرءوس يشي برجل أشول..

قال مصطفى:
- "أرجو أن تكونوا متأكدين من أنني لم أفعل هذا.."
قال النقيب الشاب الذي كان معه في المرة الأولى:
- "مع الأسف.. لقد راقبناك أمس.. كنت في المقهى لم تفارقه".

- "هذا جميل. أعتقد أنكم في سبيلكم لتصديقي.."
- "لا نصدّق.. لكن لا نجد مخارج أخرى.. أنت تعرف القاتل.. ربما هو قريبك أو أخوك.."

في عصبية قال مصطفى:
-"بالطبع لا.. تمنّيت لو أنكم فكرتم خارج الصندوق مرة واحدة.."

ساد الصمت، وبعدها بدأت عملية استجواب بسيطة طويلة مرهقة.. كل واحد يدخل ويبدأ السؤال من جديد.. ألف قدح قهوة.. ألف سيجارة.. ألف متشكك..

في النهاية، وفي ساعة لا يعرف مصطفى إن كانت ليلاً أم نهارًا قال له رجل ضخم يحمل ملايين النياشين (لا يعرف شكل وزير الداخلية شخصيًا لكنه لن يستبعد لو قيل له إنه هو):
- "أمامك فرصة ذهبية لترينا.. سوف تعود لدارك وتستكمل قصتك.."
- "ماذا؟"

- "سوف يملّ هذا السفاح حياته ويقرر الانتحار.. كل سفاح يحمل بذرة الانتحار داخله، وأنت تعرف أن زودياك انتحر غالبًا.. هذا ما يقال.. سوف تكتب هذا في قصتك.."
- "ولكن..."
- "هذه تجربة تستحق أن نجربها.. سوف نعيدك لدارك.. كل ما عليك هو أن تفتح جهاز الكمبيوتر وتواصل كتابة القصة.."

*****************************




بيده اليسرى ضرب ابن أبراكساس على مفاتيح جهاز الكمبيوتر (رسوم: فواز)

وهكذا عاد مصطفى للبيت.. كان يعرف أن المهمة صعبة.. على الأرجح لن يدخل ابن أبراكساس القصة أبدًا.. لن يظهر في النص.

كان المشهد الذي طالعه في صالة البيت هو زوجته.. كانت جالسة على المقعد هناك، لكن رأسها لم يكن في موضعه.. وأدرك أن الأرض عليها آثار أقدام.. أقدام تلبس حذاء تسلّق ملطخًا بالدم.. لقد كان هذا الشيء في المطبخ..

وجد السكين العملاقة على الأرض جوار الجثة.. انحنى والتقطها واتجه لجهاز الهاتف.. لو استطاع أن يطلب الشرطة قبل أن...

لكنه سمع ذلك الصوت الثابت يتكلم من خلفه:
- "لا تضيع وقتك.. ابن أبراكساس قد تحرّر ولن يعود.. لم يعد من حق أحد أن يكتب قصتي.. أنا سأكتب قصتي بنفسي وأكتب قصص الآخرين.."

وفجأة لم يعد مصطفى يشعر بالعالم من حوله.. كانت الأرض تنزلق من تحته وساد ظلام غريب..

*****************************

بيده اليسرى ضرب ابن أبراكساس على مفاتيح جهاز الكمبيوتر:
"بكى مصطفى كثيرًا وهو يحاول تحرير يديه المقيدتين بحبل من ليف.."

"كان رجال قبائل المايا يرقصون ويصرخون ويشربون الخمر بلا توقف.. وكانوا يحملون القربان البشري إلى حفرة النار المتقدة. من أجل "كويتزالكوتل" إلههم الوثني سوف يقدمون هذه الضحية البشرية المذعورة.."

"كانت مشكلة مصطفى هي أنه لا يعرف كيف ذهب هناك.. ولا علاقته بقبائل تعيش في المكسيك.. ما يعرفه هو أنه كان في عالمنا وزمننا، وفجأة وجد نفسه هناك في ألعن ظروف يمكن تخيلها.."

"النار تلتهب وتتصاعد لعنان السماء، والرقص يزداد حدة وجنونًا.."

"لكن ليطمئن قلبه.. مع الأسف هو لن يموت بهذه السرعة وهذه البساطة.. سوف ينجو ليواجه لحظات ألم أقسى وأعسر.."

وضحك ابن أبراكساس فالتوى وجهه بهذا الشكل المخيف الذي يثير رعب الفتيات..

الحقيقة أنه بدأ يحب الكتابة.. يمكن أن يتحكّم في مصائر الناس ومستقبلهم بهذه الطريقة، ويمكن أن يمارس أعتى درجات السادية وهو جالس.. صحيح أن مصطفى بطل قصة تافه جبان لكن لا بأس به كبداية..

لحظة ممتعة هي عندما تدرك أن هناك أديبًا تحت جلدك وأنت لا تعرف..
هكذا جلس ابن أبراكساس إلى مكتب مصطفى، بعد ما أعد لنفسه بعض الكابوتشينو، وأشعل لفافة تبغ، وقام بتشغيل أغنية خافتة لفيروز، وراح يحدق في الشاشة، وهو يشعر بأنه سيكتب عملاً رائعًا..

تمّت

 
 

 

عرض البوم صور عهد Amsdsei   رد مع اقتباس
قديم 07-01-13, 10:31 AM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 238526
المشاركات: 56
الجنس ذكر
معدل التقييم: احمد خميس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احمد خميس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل ... مكتملة

 

شكرا يا عهد

 
 

 

عرض البوم صور احمد خميس   رد مع اقتباس
قديم 07-01-13, 10:42 AM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Mar 2012
العضوية: 238526
المشاركات: 56
الجنس ذكر
معدل التقييم: احمد خميس عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 23

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
احمد خميس غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : عهد Amsdsei المنتدى : روايات أونلاين و مقالات الكتاب
افتراضي رد: د. أحمد خالد توفيق يكتب.. قصة لم تكتمل ... مكتملة

 

ننتظر منك الجديد دائما دمتى بخير

 
 

 

عرض البوم صور احمد خميس   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
احمد خالد توفيق, قصة, قصة لم تكتمل
facebook




جديد مواضيع قسم روايات أونلاين و مقالات الكتاب
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 02:34 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية