كاتب الموضوع :
زخم الذكريات
المنتدى :
ارشيف خاص بالقصص غير المكتمله
الآن الساعة السابعة صباحاً ..
وأنا أدور كالمجنونة في غرفة الفندق !
أشعر كأن جدرانها تكاد تضيق شيئاً فشيئاً!
مهند لم يعد بعد , وهاجس القلق يكاد يقتلني , منذ أن إستيقضت لصلاة الفجر
ولم أجده ساورني القلق , وبدأت الهواجيس تقتلني !
همست بقلق وأنا أنظر لهاتف الغرفة : اففف ليتني طلبت رقمه , مدري أدق على أخوي ولا أنتظر شوي بعد ياربي مدري وش اسوي !!!!!
وقبل أن أتخذ قراري في الإتصال على أخي !
فتح باب الغرفة , دخل مهند بخطوات مترنحه وهو يبتسم
صرخت بغضب : وين كنت ؟
مهند أقترب مني جداً ووضع يده على خدي وأنا انظر إلى احمرار عينيه المخيف , أردفت : مهند .....
قاطعني وهو يبتعد ويتمدد على السرير : اشششش مابي اسمع ولاشي , بنام
ساعتين وصحيني عشان نروح للمطار !
بعد مرور ساعتين بالضبط أيقظت مهند بصعوبة , وبعد أن أخذ حماماً سريعا
غير ملابسه و شرب قهوته الغامقه التي طلبها من الفندق وحمل حقائبنا وخرج .
خرجت خلفه مسرعه , ركبنا السيارة فبادرته بالسؤال عن المكان الذي سنذهب إليه رد علي بأننا سنذهب إلى أحدى البلدان الأوروبيه , وأننا سنمكت أسبوعان
فيها قبل عودتنا الى منزل اهله للسكن فيه , مع أنني لم أكن أجهل أنني سأسكن هناك فأخواتي ذهبن قبل حفل الزواج ورتبن غرفتي !
ولكنني تضايقت جداً عندما تذكرت أن سارة ستكون بالقرب
وكيف لآ وهي أخت شريفة و ابنة جيرانهم العزيزة وأيضاً أم شمس !!
أطلقت تنهيده طويله فبادرني مهند بقوله : خير وش فيك متنكده ؟
أنا : ولاشي !
مهند لم يعرني اهتمام وهو يثبت نظرة الى الطريق
أما أنا اخرجت مصحفي الصغير من حقيبتي وبقيت أقرأه حتى وصلنا إلى المطار , بعد انهاء مهند الاجراءات و انتظارنا قليلاً في صالة الانتظار
أخيراً ها نحن جلسنا على مقاعدنا التي كانت من الدرجة الأولى داخل الطيارة.
صمت , صمت , صمت , هذا ماكسا رحلتنا في الساعات الأولى لنا بالطائرة
بادرت بقطع هذا الصمت الطويل بسؤال عاش بخاطري من وقت طويل
بصوت مقطع همست : مهند
مهند وهو مغمض عيناه ومسند رأسه الى المقعد : همممم
همست بصوت أكثر تقطع : أنـ..ـت ليـ..ـش .... طلقــ..ـت .. سآ..رة ؟
فتح مهند عيناه والقى علي نظرة طويلة , كانت أشبه بنظرة طفل ضاع عن والدته للتو وقد بدأ الخوف بالتسلل الى قلبه !
مهند أعاد أسناد رأسه وأغمض عينيه بهدوء وبدون أن يرد على السؤال الذي
تمنيت أن يجاوبه بصدق .
لم أكرر سؤالي وانما فعلت مثلما فعل , اغمض عيني ولم ألبث حتى أستغرقت بنوم عميق .
بعد مرور 6 ساعات قضيت معضمها في النوم , وصلناً أخيراً
الى محطتنا , وبعد أن أنهى مهند أخراج امتعتنا ركبنا سيارة الأجرة
التي بدورها أوصلتنا الى الفندق .
كم كان الفندق جميلاً جداً ويبدو عليه الفخامة , ذهبنا الى جناحنا
وفور دخولنا إليه حتى وضع مهند حقيبته على السرير وأخرج بعض الملابس
ودخل الى الحمام بتلقائية كبيرة وكأنه يحفظ الأماكن هنا عن ظهر قلب
أنتهى مهند من أخذ حمامه وبينما كنت انا متمددة على السرير ومتعبة من الرحلة !
مهند القى نظرة سريعة علي ثم قال : أنا بطلع شوي ,
اعتدلت وانا انظر إليه بقلق : بتخليني هنا بروحي ؟
مهند الذي لم يلتفت علي حتى : قلنا شوي بس وبجي مرح تموتين
قمت جزعة وانا اركض اليه قبل ان يخرج : مهند .. مهند .. لا تخليني خذني معك !
مهند اعاد نظره علي : صاحيه انتي ؟؟ قلت لك بطلع شوي وجااي !
قلت بنبرة حزينة بل كانت أقرب للبكاء : مهند والي يسلمك لآ تخليني هنا بروحي , لو بديرتنا عادي بس هنا بعد وبشهر العسل وبتطلع بدوني !
مهند نظر إلي بجديه وهو يقول : أسمعي ربا انا مش فاضي الحين لخرابيطك انا بطلع الحين وماني مطول !
طأطأت راسي بيأس وانا اعود لداخل الغرفة بينما هو تابع طريقه وخرج ..!
قضيت ساعات انتظاري الطويلة لمهند تارة بالبكاء والرثاء على حظي
وتارة أخرى بالصلاة و قراءة القران والتصبر !
لكنني وخلال هذه الفترة الطويلة من الانتظار كدت أموت جوعاً !
لم يدخل معدتي أي شيء منذ ساعات طويلة .
هممت بالنزول مؤكد أن الفندق يحتوي على مطعم ولأنني كنت جاهلة
للغة لم استطع الاتصال على خدمة الغرف للطلب !
توجهت الى حقيبة مهند وفتحتها بحثاً عن المال حتى أنزل لطلب الطعام !
وجدت بحقيبته ملابسه المرتبه بعناية شديدة , وجدت أيضاً أقراص للحاسوب
وجدت علبة سجائر , وأيضاً مبلغاً من المال !
أخذت المال بفرح شديد وانا أترك الغرفة نازلة لأبحث عن مكان يبيع الطعام
ولأن لغتي الانجليزية كانت ركيكة جداً , لم أعرف كيف اسأل اين يتوجب علي الذهاب بالضبط !
بقيت أتبع مجموعة من الأشخاص يتحركون للطابق الأسفل من الفندق !
حيث كان أمامي باب زجاجي كبير جداً , وكان هناك عدد هائل من الناس الذين ينظرون إلي نظرات غريبة أعتقدت في بدايةً انها كانت بسبب حجابي !
وكان هناك مجموعة من الأشخاص الذين حاولوا التحدث معي لكنني لم أعر لهم بالاً ولكن حينما أحسست بأمر غريب واشكالهم المترنحه المخيفه بل حتى أنهم يكادون يتحرشون بي وصوت ضحكاتهم تهز المكان
هرعت مسرعة للعودة إلى غرفتي وقلبي يكاد يتفجر رعباً !
ولكن هناك يد كبيرة أمسكت يدي بقوة , كدت أن أصرخ من شدة خوفي لولا أنني نظرت بوجه الذي أمسكني وقد كان .... هــــــــــــــــو !
صرخت بخوف ممزوج بالبكاء : مهــند !
أما مهند فقد كان بين حالة من الوعي واللاوعي وهو يصرخ : انتي وش جابك هنا ؟؟
بصوتي الباكي أجبته : نزلت أبغا ادور مطعم , انت قلت مرح تتأخر بس انت طولت علي كثييير مهند !
مهند حبس أنفاسه وهو ممسك بيدي بقوة كبيرة ,صعدنا إلى غرفتنا ,
وما إن دخلنا من الباب حتى وقفت قبالة مهند الذي رفع يديه ليمسك أعلى ذراعي بقوة كبيرة ويهزني بينماهو يصرخ في وجهي : أنتي كذابه وواطيه !! اعترفي مين كنتي تبين تقابلين هااا ؟؟
شهقت بفزع من جملة مهند الأخيرة وانا اكاد أموت من الرعب والخوف
والألم الذي أعتصر قلبي لشكه فيني : مهند انت وش قاعد تقول !! والله العظيم
انا نازلة عشـ..
قاطعني وهو يدفعني للخلف ويضربني في انحاء مختلفة من جسدي :
انتي بنت كلــ ... ! أنتي مثلهم مثلهم كلهههم !! أنا مابيك روحي عني .
وأنا كنت في شدة الرعب والخوف والبكاء : مهند أنت ليش قاعد تقول كذا حرام عليك والله حرام عليك مهند
أما مهند وبعد أن انتهى من ضربي تركني وحيدة بالغرفة وخرج
وأنا داخل صدمتي العظيمة وبين تيار دموعي !
رفعت جسدي عن الأرض بصعوبة وحاولت الخروج مجدداً من الغرفة دون تفكير في العواقب
وحينما وصلت للدرج وجدت امرأة محجبة ويبدو عليها ملامح الكبر والوقار ركضت نحوها مسرعة
وأمسكت يدها وانا أصرخ باكيه : لو سمحتي ساعديني .. ساعديني ..
لكنني لم أشعر بشيء بعدها وجسدي يخونني لأسقط على الأرض مغشي علي !
|