لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 25-12-12, 05:45 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: من أجلك أرحل

 
دعوه لزيارة موضوعي

تغلق الرواية حتى عودة كاتبة الرواية

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 06-06-13, 11:30 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
الادارة العامة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
عضو في فريق الترجمة
ملكة عالم الطفل


البيانات
التسجيل: May 2008
العضوية: 77546
المشاركات: 68,264
الجنس أنثى
معدل التقييم: Rehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدعRehana عضو ليلاسي اصيل مبدع
نقاط التقييم: 101135

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
Rehana غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: من أجلك أرحل

 
دعوه لزيارة موضوعي

تم فتح الرواية بطلب كاتبة الرواية

 
 

 

عرض البوم صور Rehana   رد مع اقتباس
قديم 07-06-13, 12:23 AM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: من أجلك أرحل

 
دعوه لزيارة موضوعي

أسعدنى اعادة فتح الرواية
موفقة مهندسة فى الكتابه و التنزيل

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 07-06-13, 07:35 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243223
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: المهندس77 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المهندس77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: من أجلك أرحل

 

أنا رجعتلكوا
مررررررررررررررررحبااااا

 
 

 

عرض البوم صور المهندس77   رد مع اقتباس
قديم 07-06-13, 07:38 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243223
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: المهندس77 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المهندس77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي رد: من أجلك أرحل

 

القاتل


دفنت جوديت وجهها في صدره 00 حيية من نظراته إليها 00 أيعرف يا ترى أنها ستهبه حبها 00 أيعرف أنها لن تريد ولم ترد قط رجلا سواه 00 وأنه وحده كل شيء في حياتها ؟
ـ جوديت 000!
أعقب النداء طرق مرتفع على الباب وحطم جو السحر الذي أحاط بهما , وذكرهما أن هناك عالما خارج نطاق عواطفهما , عالما دائم العزم على التطفل , كهذا الطرق على الباب , وكهذا النباح الذي راح يدوي عاليا 0
سألها أندرو ساخطا :
ـ أتتوقعين أحدا ؟
هزت رأسها :
ـ لا 00
راقبته يتقدم من النافذة , ثم شاهدته يرتد عابسا :
ـ من الطارق ؟
ـ إنه ماريو 00 ثمة خطب ما قد حدث دون ريب 0
مد إصبعه يلمس شفتيها , وقال واعدا :
ـ لن أتأخر 0
لم تأبه جوديت للمدة التي ستنتظره فيها ما دامت بانتظاره , ولكنها فكرت في أن أمرا خطيرا جعل ماريو يأتي باحثا عنه في مثل هذا الوقت 0 ثم 00 كيف عرف مدير المزرعة أين يبحث عنه ؟ أشاهد أحدهم سيارة أندرو مركونة قرب الكوخ ؟ ما هي الأفكار التي ستطرق خاطر ماريو وهو يجد أندرو في كوخها ؟
حين نزلت وجدته ما زال في الكوخ لم يخرج منه بعد فسألته :
ـ ما الأمر 00 أهي تيريسا ؟
ـ لا حبيبتي إنها الخراف 0
شحب وجه جوديت :
ـ الكلاب ثانية ؟
ـ إنه كلب واحد 00 ماريو متأكد من هويته 0 آسف حبيبتي , ليتني أستطيع قضاء الليل معك 000 ولكن يجب أن أذهب 0
ـ أحدث هجوم آخر ؟
ـ قتلت في بداية هذه الأمسية خراف ونعاج 0
ـ يا إلهي !
ـ لا تقلقي حلوتي 00 سيكون كل شيء على ما يرام 00 نامي الآن 0 نتحدث عن الأمر غدا 000
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت :
ـ أجل 00 وأنا آسفة 000 بشأن الخراف 0
ـ ليست الغلطة غلطتك 00 أحلام سعيدة 0
ثم عاد فخرج منضما إلى ماريو 000 أما جوديت فقعدت على حافة الأريكة وهي تفكر في أن ما حدث غلطتها وإن جزئيا ؟ ألم تكن تعلم أن الفاعل قد يكون الأشعت ومع ذلك أخفت الأمر ؟ هل سيبقى أندرو على حبه لها حين يخبره ماريو عن مسبب هذا كله ؟

تلك الليلة لم تنم كثيرا فقد بقيت تترقب عودته في أية لحظة ليقول لها إن القاتل هو الأشعت 0 ولكنه لم يرجع وعندما جاء الصباح كانت جوديت مثقلة العينين من السهاد 00 تعلم أن عليها الذهاب إلى المنزل لتعرف ما يجري 0
قالت للكلب بعد أن أطعمته :
ـ ابق هنا 00 ربما لا يعلمون حتى الآن أنك الفاعل 0
ولكن لم يبد عليه أنه عازم على التحرك , فهذه الأيام الثلاثة مع تود في حظيرته كانت وقتا رهيبا بالنسبة له 0

انطلقت جوديت إلى القصر فلما وصلت وجدت جيب بيار ليون قرب سيارة أندرو , فعصف قلبها في صدرها 0 ولكن بعد البحث والتدقيق تبين أن أندرو و بيار غير موجودين لذلك قصدت المنزل الذي كانت فيه تيريسا :
ـ لقد ذهبا مع ماريو إلى منزله , فهناك وقعت معظم الأضرار 0
قطبت جوديت جبينها قلقة :
ـ هكذا إذن 0
أمعنت تيريسا فيها النظر :
ـ هل انزعجت من ماريو لأنه قصد الكوخ ليلة أمس ؟ كان أندرو قد أخبرني أنه سيعيد الكلب إليك , فلما تأخر في العودة فكرت في إرسال ماريو هناك 0
غزا اللون الأحمر المجنون وجنتي جوديت فأشاحت وجهها تجنبا لنظرة تيريسا 000 أو يشك الفتاة فيهما ؟ أتعلم أن بينهما شيئا ما ؟ ولكنه هي نفسها ما زالت تتساءل عن سحر ما جرى , فكيف لتريسا أن تعرف ؟
ردت بجفاء :
ـ كنت خارجا أتمشى 00 وكان على أندرو الانتظار حتى أعود 0
هزت تيريسا رأسها :
ـ أراهن أنك سررت برؤيته 0
ـ تسرني دائما رؤية أخيك 0
ـ أعني الأشعت 000
ازداد وجهها تضرجا حتى امتقع لونه :
ـ أوه ! أجل سرتني رؤيته 000 قال أندرو إنني أستطيع الاحتفاظ به 0
ـ أجل 00 لقد قصدنا هذا الكلب وعلى وجهه ملامح التشوش والجوع , فلما رآه أندرو على هذه الحال توجه إلى ذلك الرجل تود وحين عاد كان وجهه أبيض من شدة الغضب , والحمد لله أن الأشعت ما عاد ملك ذلك الرجل الرهيب 0
ـ أو تخلى عنه ؟
ـ لا 00 بل اشتراه أندرو منه 0
ـ اشتراه ؟
ـ أظنه خيره بين خيارين , إما المال وإما إقامة دعوى لسوء معاملة حيوان 0 وأظنه قرر أن شيئا ما أفضل من لا شيء فاختار المال 0 إن أندرو لا يرضى أبدا بالظلم , وذلك الرجل ظلم الكلب عندما حرمه الطعام 0فقد أكل قصعتين من الطعام في غياب أندرو 0
ـ فهمت الآن سبب بقائه نائما اليوم 0 لقد قدمت له قطعة لحم في المساء والصباح 000 أخبريني 00 كم من الخراف قتلت ؟
ـ نعجتان وثلاثة خراف 0
ووقفت تيريسا :
ـ أظنني أسمع هدير سيارة قادمة 00 سأتحقق منها 00 أجل 00 إنهم هم سأتحرى إن كان بيار يود الدخول لاحتساء فنجان قهوة 0
راحت جوديت تذرع الغرفة خائفة مما سيقوله أندرو ومما سيظهره من أدلة تدين الأشعت وتثبت عليه التهمة 0 ثم عند هذا الحد انحبست أنفاسها , فما زالت ذكرى ذراعيه القويتين وأنفاسه الحادة حية في ذاكرتها 0 فجأة أتاها صوت أندرو الأجش قاطعا عليها أفكارها :
ـ إذا كان ما يقوله ماريو صحيحا فلا بد من قتله 0
ثم سمعت بيار يقول بقسوة :
ـ أجل 00 إنما لن يكون الأمر سهلا فلست الوحيد المتورط بهذا 0
قاطعه أندرو بحزم :
ـ ستفهم , فلقد أعدت الكلب إليها 000
ما عادت جوديت تصغي أو تفهم كذلك 00 وماذا تفهم ؟ هل أعاد الكلب إليها ليقتله ؟
ارتدت على عقبيها تركض وتركض , فلن تسمح لأندرو بأخذ الأشعت ثانية 0 ستبعده عن هذا المكان 000 ستصحبه معها إلى باريس 000 حيث لا خراف تغريه بقتلها 0
فجأة انزلقت قدمها على آخر درجة فالتوى كاحلها وهوت بثقلها على الأرض المرصوفة بالحصى الكبيرة فاصطدم رأسها بقوة وما عادت تشعر إلا بألم سحيق يدوي في رأسها 0
حينما استردت وعيها وجدت أنها في مقعد السيارة الخلفي مستلقية على حجر تيريسا , وإبهام يدلك جبهتها 0
سارعت تيريسا تهدئها حين حاولت الجلوس :
ـ استلقي هادئة 0 نحن ننقلك إلى المستشفى 0
ـ أنتم 000 ؟
ـ أندرو يقود السيارة 0
ـ أندرو ؟
ثم جلست بعد أن قاومت محاولات تيريسا لإجبارها على البقاء مستلقية 00 فالتفت أندرو بسرعة ووجهه شاحب :
ـ ما الأمر ؟ 00 حبيبتي 00 ماذا 000
تذكرت فجأة كل شيء فتراجعت عنه وقالت مقاطعة :
ـ لا تناديني هكذا ! و لا تقترب مني !
نعم لا تنكر أنه حبيبها ولكنه يريد قتل الأشعت 0
بدت عليه الحيرة :
ـ جوديت ؟
ـ اتركني وشأني 0
حاولت تيريسا تهدئتها بصوت مختنق :
ـ اهدئي جوديت 000
ثم التفتت إلى شقيقها وقالت له :
ـ إن ردة فعلها هذه تعود إلى الصدمة 0 إنها لا تعرف ما تقول 0
ـ بلى 00 أعرف 0 نعم أعرف ولذا أريد الذهاب 0 أريد ترك سويسرا 0
سألها أندرو بعنف :
ـ أتريدين زاك كذلك ؟
ـ أجل 00 أريده معي 00 أريده أن يحمي 000
وقعت السيارة في حفرة على الطريق فمالت بقوة جعلت كاحلها يتألم بشدة ووعيها يغيب من جديد وحين استردت وعيها كانت في المستشفى في غرفة خاصة , فيها أشعة الشمس ساطعة بحيث لم تستطع معرفة الوقت 0
دخلت ممرضة جميلة صغيرة ومعها مزهرية مليئة بالورود 0
ـ استيقظت إذن آنسة بار 00 هذه الزهور من معجب 00
ثم أعطتها البطاقة المرفقة بالزهور 0
كان هناك حاجز , أو علبة تمنعها من رؤية ساقها 00 فنظرت برعب إلى الفتاة , فضحكت :
ـ لا تقلقي 0 لم نفعل لك شيئا مأساويا 0 كسرت كاحلك فأجرينا لك عملية , ووضعنا حاجزا يمنع التصاق الشراشف بها 0
حركت ساقها تحت الغطاء فأحست بقدمها ثقيلة غريبة 0 قالت الممرضة :
ـ إنها الأربطة ولكن لا تقلقي فعندما يحين الأوان نعطيك عكازين يساعدانك على السير 0
ـوكيف ستعرفين ما سأقدم على قوله قبل أن أتكلم ؟
ارتدت الممرضة الجميلة ضاحكة , كانت صغيرة كجوديت , شعرها أصهب جميل , وعيناها زرقاوان ساحرتان
ـ إنها أسئلة أتلقاها عادة , لذا فكرت في الرد عليها قبل أن تباشري بها 0
ـ ما دام الأمر كذلك فأعطني المزيد 0 متى جئت إلى المستشفى ؟ وكم الساعة الآن ؟ ومتى أستطيع العودة إلى المنزل ؟ ماذا 0000
ـ واو 000 كفى , كفى 000 أنت هنا منذ ساعة 00 والساعة الآن الثانية 00 أما المنزل فستذهبين إليه حين يأذن لك الطبيب 0
ـ وهذا يعني ؟
ـ بعد بضعة أيام 0
ـ لا أستطيع المكوث هذه المدة !
ـ مكوثك طبيعي بعد الضربة التي تلقيتها على رأسك , إنما لا تخشي شيئا فلا تلبث أن تزول الصدمة 0
قالت جوديت بعناد :
ـ لا أستطيع المكوث هنا 0 لدي كلب علي الاعتناء به 0
ـ هناك شابة كانت معك 00 اسمها تيريسا على ما أعتقد 00 طلبت مني أن أهدأ روعك قائلة إنها ستهتم به 0
لا 00 أندرو من سيهتم به وبذلك تتاح له فرصة ذهبية لقتله 0
ـ أين تيريسا الآن ؟
ـ أصرينا على أن تعود إلى المنزل لتناول الغداء 00 ولكن لدينا تعليمات مشددة من السيد تورنتون تفيد أن علينا الاتصال به حالما تثوبين إلى رشدك 0
ـ ثمة هاتف أستطيع استخدامه ؟
تنحت الممرضة جانبا فبان لها هاتف موضوع على طاولة السرير الجانبية 0
ـ لكن آنسة بار 000
ـ سأتصل بالسيد تورنتون بنفسي وبعد ذلك سأخرج من هنا 0
شهقت الممرضة :
ـ لا يمكنك هذا 0
ردت بإصرار :
ـ أحتاج إلى ثيابي 00 فهلا أعطيتني إياها ؟
بينما كانت تطلب الرقم نظرت إلى البطاقة فإذا فيها لفظة ( سامحيني ) دون توقيع 00!
ـ آنسة بار 000
ـ آه 00 باتون 0 أعطني الآنسة تيريسا 0
قالت جوديت بحدة حالما وصلت الفتاة لترد :
ـ تيريسا 00
صاحت تيريسا دهشة :
ـ جوديت ! كنت على وشك العودة إلى المستشفى 000 هل أنت بخير ؟ قالوا إنك ستبقين فاقدة الوعي ساعات ولولا ذلك لتخليت عن الغداء 00 كيف حالك ؟ هل أنت 000
قاطعتها :
ـ دعك من هذا 0 هل الأشعت بخير 0 تيريسا 00 يجب أن أعرف 0
ـ بالطبع هو بخير 000 إنه هنا معي في الوقت الحاضر 0
ـ إنه 00 إنه معك !
ـ طبعا 00 إنه يأكل كل ما في المنزل والمخزن 0
هذا تماما ما يفعله الأشعت 0
ـ ألم 000 يقل 00 أندرو شيئا ؟
ـ لا 00 ولكن 00 جوديت ماذا حدث بينكما ؟ بدا أندرو هذا الصباح مبتهجا حتى حسبتكما قد سويتما خلافاتكما
ردت بحدة :
ـ لا تكوني مؤدبة تيريسا 00 أنت تظنين أن ما يزيد عن هذا حصل بيننا 0
ردت محتجة :
ـ لا 00 لم أفكر في هذا 0
تنهدت :
ـ بل فكرت , ولكن لا أهمية لأي شيء الآن 0 ما كان بيننا غلطة 0
ـ ليست غلطة بالنسبة لأندرو 0
ـ أوه بلى إنها كذلك 0 تيريسا أريد منك الاهتمام بالأشعت حتى أعود 0 أتفعلين هذا إكراما لي ؟
ـ تعلمين أنني سأعتني به إنما أندرو 000
ـ سأكون في المنزل بعد ساعة 000
ـ لن تفعلي هذا أيتها السيدة الشابة 0!
وانتزع الهاتف من يدها طبيب راح يتحدث بحزم مع تيريسا :
ـ لن تذهب الآنسة بار إلى أي مكان لا اليوم ولا غدا وربما ليس بعد يومين 0
صاحت جوديت :
ـ أعطني الهاتف 0
ومدت نفسها لتناول السماعة منه ولكنها سرعان ما ارتمت فوق الوسائد غائبة عن الوعي 0
ومرت ثمانية وأربعين ساعة , لم تع فيها شيئا مع أن الطبيب أكد أن الإغماء أمر طبيعي , إلا أنه في الواقع بدا غريبا , فلما استيقظت كانت عطشى تشعر بصداع يدق بشكل دؤوب على صدغها 0
ما إن لاحظت تيريسا الجالسة قربها أنها استيقظت حتى تركت المجلة 0
تأوهت جوديت :
ـ الأشعت ؟
فتنهدت تيريسا يائسة :
ـ لا أصدق هذا 000 بالله عليك جوديت ! كنت تهذين يومين كاملين به وحين تستيقظين تسألين عنه أيضا ؟
ـ حسنا ؟
ـ إنه بخير 0 والآن كيف حالك ؟ يكاد أندرو يفقد عقله 00
أدارت وجهها :
ـ لا أريد الكلام عنه 00 إذا كان قلقا فبسبب الحادثة فقط 00 التي وقعت في منزله 0
وقفت تيريسا بسرعة :
ـ سأحضر الطبيب 00 فنحن لا نريد أن تنهاري ثانية 0
أطرقت جوديت رأسها بعجز :
ـ لا بأس 00 استدعيه 00 ولكنني لا أريد رؤية أندرو 00 أتفهمين هذا تيريسا 00 ؟
ـ أفهم ما تقولين ولكنني لا أفهم السبب 0
ـ ستحتفظين بالأشعت سالما إكراما لي ؟
ـ قلت إنني سأرعاه 0
ـ وعد !
ـ حسنا 00 أعدك 0 إنما لا أدري سبب هذه الضجة كلها بشأنه 0 إنه بأتم العافية 0 استلقي الآن حتى أستدعي الطبيب 000 على فكرة زاك في القصر ترافقه ناتالي 0 نحن الأربعة نتقاسم الوقت في السهر عليك 0
سأتصل به بعدما أتحدث إلى الطبيب 0
زارها في الأيام التالية زاك و ناتالي و تيريسا كثيرا 0 ولكن بناء على طلبها لم تر أندرو ولم يحدثها أحد عنه , ولعلهم عزوا ذلك إلى مرضها 0 فلما حان أوان عودتها إلى المنزل أخرجها زاك و ناتالي إنما بسيارة أندرو 0
قالت لها ناتالي :
ـ سأقيم معك في الكوخ حتى نعود إلى باريس 0
ردت متوترة , وساقها ممدودة على المقعد الخلفي :
ـ أنا على أتم الاستعداد الآن للعودة 0
صاحت بها ناتالي :
ـ اسمعي جوديت , انظري إلى قدمك 00ما كان هذا كله سيحدث لولا هذا الأبله الغبي الذي أقنعك بتمثيل دور فتاته 0
وقرصت زاك في ذراعه , ثم أردفت :
ـ لن أسامحه ما دمت على قيد الحياة 0
رد بسخرية :
ـ عليك أن تسامحيني لأنني زوج المستقبل 0
ـ لم أقرر بعد 00 أتعلم أن هذا العمل الغبي قد يغير رأيي ؟
ـ لو فعلت هذا قبل الآن !
نظرت إليه باشمئزاز :
ـ وأنا سعيدة لأنني لم أفعل 0 ما هذه الفكرة السخيفة 0
ـ ولكن جوديت وافقت على الفكرة 0 ثم أتنكرين نجاح الفكرة ؟
تنهدت ناتالي :
ـ لا أقول هذا بالضبط , فالمسكينة كانت مضطرة لتحمل فظاظة أخيك , وقد حدث أن راحت تعتني بكلب جلب لها متاعب جمة , ثم تبنت حملا , وكسرت كاحلها 0 عليك أن ترد على أسئلة كثيرة يا زاك 0
ـ أنا لم أجبرها على البقاء 000
ـ لكنك لم تسهل عليها أمر السفر 00 وأظنك 000
ضحكت جوديت تقاطعهما :
ـ حين تنتهيان سأقول لكما إنني قادرة على تقرير مصيري بنفسي 0
كانت جوديت بعد ثلاثة أيام راضية عن العكازين اللذين لعنتهما بادئا , ثم راحت بعد ذلك تتجول بهما في الكوخ بثقة 0 وكما قالت لها تيريسا , كان الأشعت سليما سعيدا بعودتها 0 كان زاك من الزائرين الدؤوبين وقد شاهدت فيه بأم عينها حبه العميق لناتالي , أما أندرو فلم تره وهكذا استقرت في حياتها هادئة , تقضي معظم أوقاتها في الحديقة , تتوق إلى الوقت الذي تستطيع فيه العودة إلى باريس 0
أخيرا أذن لها الطبيب بالسفر , وبما أنه لم يبق سوى يومين على نهاية الأسبوع فقد قرر زاك أن يسافروا يوم السبت 0 قالت جوديت تمازح ناتالي وهما تتهيئان للغداء معه :
ـ لماذا لا تخرجينه من بؤسه 00 قولي إنك موافقة على الزواج به 0
ابتسمت ناتالي :
ـ ليس بعد 000 أظنه يستحق قليلا من العذاب لما ورطك به 0 وماذا عنك جوديت ؟ ألن تري أندرو قبل سفرك ؟
ارتبكت فجأة و شحب لونها , وتلاشى كل المزاح من عينيها واندثرت البسمة :
ـ ولماذا أراه ؟
ـ جوديت 000
ـ أرسلت له رسالة أشكره فيها على الزهور 0
لقد طلب منها في الرسالة الغفران , ولكنها لن تغفر له , فالرجل الذي أحبته كان مفعما بالحب والحنان , أما الرجل القاسي الذي رأته فلن تقبله أبدا وإن كان الأشعت ما زال على قيد الحياة فالفضل يعود إلى إحساسه بالذنب , وهي تعلم خير معرفة أنها لو مكثت هنا طويلا لكشف أندرو من جديد عن ذاك الجانب البغيض فيه , ذلك الجانب المدمر 0
قالت ناتالي ببطء تقطع عليها حبل أفكارها :
ـ جوديت 00 لم أذكر هذا قبلا 00 لكن زاك يقول إن هناك شيئا ما بينك وبين أندرو 0
ـ إنه مخطىء 000
ـ بل هناك شيء 000 هذه أنا يا حبيبتي 0 أنا التي أعرفك أكثر من أي مخلوق آخر في الكون 0 لقد تغيرت منذ مجيئك إلى هذا المكان 0 كنت دائما خالية البال من الهم , منطلقة متحررة , وها نحن الآن نبذل جهدنا وطاقتنا حتى تتكلمي 000 وهناك أندرو الدائم التجهم 00 نعم هو لطيف , إنما متجهم 0 زاك يقول إنه ليس عادة على هذه الحال 0
التوى فمها بسخرية :
ـ لقد وصفه منذ أسابيع بالغول 0
ـ في الواقع لم يصفه بذاك الوصف , بل كان معجبا به كل الإعجاب وما كان يكره فيه غير سيطرته 000 رويدك حتى نتزوج 00 وعندما سأريه ما هي السيطرة الحق !
عندما وصل زاك كانت الفتاتان ما تزالان تضحكان , ولكن الضحك تلاشى عن وجه جوديت ما إن غادر الحبيبان بغية الذهاب إلى موعدهما , بعد رفضها الخروج معهما 000 كانت ناتالي على حق فهي فعلا ما عادت تتكلم كثيرا هذه الأيام وما عادت ترغب إلا بالابتعاد عن أندرو والعودة إلى عالمها الآمن في باريس 0
جرفها النوم في الحديقة وهي تمدد قدمها المعطوبة على طاولة منخفضة صغيرة , ولكنها شعرت وهي نائمة بذبابة تحوم وتصر على أن تحط على أنفها , فأبعدتها عدة مرات حتى جلست أخيرا تفتح عينيها دهشة لأنها رأت رجلا على مقربة منها 0
ـ مرحبا !
غصن العشب الطويل الذي كان في يد أندرو هو ما داعب أنفها 00 فاستقامت في جلستها متوترة 0 ثم أخذت تتأمله فإذا به نحيل أكثر مما تذكر , وحول عينيه خطوط التوتر 0 ولكنها عزت هذا التوتر إلى العمل لا إلى العلاقة المتدهورة بينهما 0
ـ تلقيت رسالتك 0
ـ أجل 0
ثم أشاحت بوجهها عنه 0
ـ يجب أن نتكلم 0
ـ لا حاجة للقيام بشيء أندرو 0 و أظنني أوضحت بكل جلاء في الأيام الماضية أن لا شيء عندي أقوله لك , لا الآن أو مستقبلا 0
ـ ألهذا وقعت رسالتك بطريقة رسمية 00 جوديت بار ؟
هزت رأسها :
ـ وما الغريب في ذلك ؟
أمسك بيدها :
ـ ما الذي حدث جوديت ؟ ما الذي حدث بين الخميس وبين صباح يوم الجمعة حتى كرهتني 0
سحبت يدها بجهد :
ـ لم أكرهك أندرو بل رأيت الواقع على حقيقته 0
ـ آه ليتني أراه أيضا ؟ أنسيت الوفاق الذي كنا عليه تلك الأمسية ؟ لماذا ترمين به عرض الحائط ؟
أصبحت عيناه بركتين جضراوين عميقتين , فتمنت لو تقف لتهرب منه إنما هذا الجبس الذي يكسو الكاحل اللعين يمنعها من ذلك وليس أمامها إلا الجلوس والمعاناة من هذا الإحراج 000 ولكنه لن يعرف شيئا عن حبها , بل ستقوم بأي شيء , نعم بأي شيء , حتى تحول بينه وبين معرفته به 0
ـ أحببتك , و أحببتني 00
ـ وهل حبك هذا يمنحك مكانة خاصة ؟
وقف ليذرع الحديقة , و يداه في جيبيه 0 ثم التفت إليها بعينين يظهر فيهما الألم :
ـ لا أطلب مكانة خاصة جوديت 00 كما إنني لا أريد أن أحرجك 0
ـ إذن 00 انس كل شيء , فذاك العناق شيء عابر 0
ـ لا أصدق هذا 000
ـ كنت ممتنة شاكرة لك صنيعك 0
ـ شاكرة صنيعي ؟ أي صنيع ؟
ـ إعادتك الأشعت لي 000
ـ ولكن ما هذا بسبب يدفعك إلى ذراعي رجل 0
ـ لم أندفع إلى ذراعيك 0
وشحب وجهها فحدق فيها بقسوة :
ـ بل فعلت 00 اللعنة عليك !
ردت ببرود :
ـ أنت مخطىء 000 اسمع ! هل ستبقى طويلا ؟
تنهد :
ـ لم آت بقصد الإزعاج 0
ـ لماذا جئت إذن ؟ أكنت تأمل أن يكون زاك هنا لتقول له بأنك عانقتني ثانية ؟
ـ تعلمين أنني ما كنت لأفعل , ولكن أخشى أن تكوني قد أخبرته أنت 0
التوى فمها :
ـ لست فخورة بما حدث إلى هذا الحد 0
ـ وهل تحسبينني فخورا بمعانقة امرأة كانت على وشك الزواج بأخي 000
قاطعته بحدة :
ـ كانت ؟ وما الذي يدفعك إلى الظن بأنني لن أتزوجه ؟
بدا أكثر شحوبا :
ـ أما زلت تريدين الزواج به ؟
ـ لم تصل الأمور إلى هذا بعد 0 ولكن اعلم أن عناقات عابرة لن تؤثر أبدا في مشاعري تجاه زاك 0 وأنا آسفة إذا ظننت أن هناك ما هو أكثر , فنحن في مجتمع متسامح يا أندرو 00 فليس على المرء أن يمتنع عن مغازلة أحدهم إذا كان واقعا في حب آخر 0
تمتم :
ـ هكذا إذن 0
ـ نعم هكذا 00 فلتنس الأمر 0
طأطأ رأسه :
ـ لا أستطيع 0
ـ إذن 00 هل ستخبر زاك ؟
ـ لا 00 بالطبع لا 0 ولكنني أخشى ألا أقاوم مشاعري حين أكون معك 0
رفعت كتفيها بلا مبالاة :
ـ إن كنت تخشى مقاومة مشاعرك فاطمئن بالا ولا بأس أن تفك عقالها , فبعد زواجي من أخيك سنتقابل كثيرا , و زاك لن يكون موجودا معنا طوال الوقت 00
ابتلع أندرو ريقه بصعوبة , ونظرة عدم التصديق والكراهية والاشمئزاز تجتاح وجهه :
ـ أتخالين 000 أتخالين أن باستطاعتي إقامة علاقة مع زوجة أخي ؟
نظرت إليه ببراءة :
ـ ولم لا ؟ 00 لقد غازلت صديقته 0
ـ الأمر مختلف 000
ردت ساخرة :
ـ صحيح ؟ 00 ولماذا ؟
ـ كلانا حر الآن , غير ملتزم قانونيا بأحد 0 ولكن متى تزوجت بزاك تصبحي من أفراد عائلتي وبذلك تغدين محرمة علي 0
هزت كتفيها :
ـ أنت الخاسر 0 فأنا واثقة أن زاك لن يكون متملكا إلى حد بعيد , كما أنني لن أكون كذلك 0 لقد خرج اليوم مثلا للغداء مع ناتالي ولا أعترض إطلاقا 0
ـ أهي الفتاة ذاتها التي حذرتك منها حين وصولك ؟
ـ أجل 0
ـ شريكتك في الشقة ؟
ـ ولم لا ؟
لاحظت أنه بدأ يكره ما يسمع , وأن تصرفاتها باتت تنفره , وأنه راح يكرهها 0 وهذا أفضل من أن تعرف أنه ما زال راغبا فيها ! لقد حققت مقابلتهما اليوم شيئا 00 فأظهرت لها أن قسوته مع الأشعت , رغم الألم الذي جلبته عليها , لم تؤثر في جذوة مشاعرها فما زالت هذه المشاعر قوية وما زالت هي ضعيفة أمامه , فلو حاول الآن معانقتها لاستجابت له كما حدث من قبل 0 هز رأسه :
ـ ليست هذه طبيعتك جوديت 000
ـ وماذا تعرف عني حقا ؟ إنني امرأة اشتهيتها , امرأة رغبت فيها فماذا تريد ؟ عرضت عليك متابعة علاقتنا ولكنك رفضت 00 فماذا تريد ؟
ـ أنت غير معقولة جوديت 0 ما دمت تودين متابعة علاقتنا فلماذا رفضت رؤيتي في المستشفى ؟
اللعنة 00 نسيت هذا !
ـ متى نحن المتحررات نحس أحيانا بالذنب 00 إلا أنني عندما رأيت زاك ثانية تبين لي أن لا حاجة إلى هذا الشعور 0 ربما يجب أن أكتب لك رسالة مبتدئة قولي ب : ( حبيبي أندرو ) فهل سيعجبك هذا ؟
رد بخشونة :
ـ لا 00 لن يعجبني 000 كنت مخطئا بحقك 00 و أنا آسف 0
واستدار مبتعدا , فاستلقت على كرسيها تغمض عينيها 0 ما هذا التمثيل الرائع 000 ! ستركع لها أفضل ممثلة اعترافا بمقدرتها 0
ولكنها لم تكن فخورة بنفسها ! لقد تعمدت أن تسم نفسها بأنها إحدى أولئك الفتيات المتحررات اللواتي تكرههن أشد كره 0 ولقد نبذها أندرو بسبب ذلك 00 فهو لم يحب الوجه الذي أظهرته له 000 لماذا لم تقل له بصراحة إنها لن تحب رجلا لا قلب له 00 رجلا قاسيا كالموت 0 ربما لأنها لم تستطع حتى الآن أن تعترف حتى لنفسها بأنه قد يكون هذا الرجل !
في تلك اللحظات بكت 00 بكت حبها الذي لن يموت في أعماقها 000
ولكنها أنقذت الأشعت , وستبعده عن هذا المكان المهدد حياته بالقتل وحياتها بالدمار 0
غير أن بؤسها لم ينته في هذا اليوم إذ ساق القدر المزيد , وذلك حين وجدت سيارة أخرى تتقدم نحو الكوخ 0
جعلها منظر المازاراتي الزرقاء تتأوه 0 إنها بياتريس تشارمر ! المرأة البغيضة التي تكره رؤيتها 0 ولكن ماذا تريد منها هذه المرأة التي تشك جوديت في أنها زارت إنسانا زيارة ودية 0








انتهى الفصل الثامن









الفصل التاسع

وداعا جوديت



ترجلت بياتريس برشاقة من مقعدها 0 كانت ترتدي بزة أرجوانية تلتصق بجسدها وتعتمر قبعة أنيقة متناسقة الألوان مع ما تلبس 0
دنت مختالة بنعومة إلى حيث جلست جوديت :
ـ إنك شاحبة !
كانت هذه الجملة افتتاحية لجمل ستنبثق من هذه المرأة التي تبدو في خير عافية 0
ـ أنا دائما شاحبة 0
لم يكن في رد جوديت ضغينة , ذلك أنها تريد إظهار كرهها لهذه المرأة 000
فأجابتها المرأة :
ـ أجل 00يا لك من خرقاء ! فكيف سقطت تلك السقطة ؟
اتسعت عينا جوديت من هذا الهجوم المباغت :
ـ تأكدي أنني لم أقع بإرادتي 0
نظرت بياتريس إليها بطريقة مهينة باردة :
ـ لقد حققت التأثير المطلوب 0
ـ صحيح ؟
ضحكت المرأة الأخرى بخشونة وقحة :
ـ أووه 00 أجل 0 و أندرو المسكين أحس بأنه مسؤول عنك فرعاك , إنما الطريقة التي رميت بها نفسك عليه , لم تساعدك كثيرا , فلقد أحس المسكين بالمسؤولية عن هذا أيضا 0
ـ حقا ؟
تعلم جوديت أن أندرو لم يتباحث مع هذه المرأة أمر علاقته بها 0 أم تراه فعل ؟ إذا كان قد فعل , فهذا لا ينسجم أبدا مع الكلام الذي قاله لها قبل ساعة تقريبا 0 هل تلعب بياتريس تشارمر لعبة خداع كبيرة ؟
سمعت المرأة تسخر :
ـ أنت أصغر من أن تحتفظي برجل كأندرو 0
ـ وأنت ؟
ـ أنا قادرة طبعا 0 كان يرغب فيك , فتركته يحقق رغبته وها هو قد عاد إلي ثانية 0
ـ نادما تائبا كما أرجو ؟
أظهرت عينا بياتريس كراهية شديدة , مع أنها حاولت ضبط أعصابها بابتسامة زائفة :
ـ نحن مغرمان منذ زمن بعيد , لذا لا نحتاج إلى الاعتذار عن العبث العرضي خاصة وأننا شخصان متمدنان 000 حين أتزوج بأندرو 000
سخرت منها جوديت مقاطعة :
ـ عليك أن تفتتحي قولك ب ( إذا ) 0
ـ صحيح ؟ أؤكد لك أن كلمة ( حين ) أنسب 000 إنما اعلمي أننا متى تزوجنا نسي حتى النظر إليك 0
أحست جوديت بالملل من هذه اللعبة 0 فأجابت :
ـ ربما لن أرغب أنا في هذا !
إنه رجل صادق 00 ولقد أخبرها منذ هنيهة فقط أنه رجل حر غير ملتزم بأية امرأة 00 وهذا يشمل بياتريس تشارمر 0
التوى فم بياتريس :
ـ لقد كنت أكثر من واضحة في إظهار اهتمامك به عزيزتي 000 أذكر أنه كان محرجا في البداية 00 ثم ظن أن من الحرج العبث مع صديقة زاك 0 ولكنني أشك في أنك اعتبرت تصرفاته عبثا 00 أليس كذلك جوديت ؟
ـ لا فكرة لدي عما تتكلمين بياتريس 0 ما دمت واثقة إلى هذه الدرجة منه فلماذا قصدتني بهذه الزيارة ؟
هل تخشين أن أؤذيك ؟
ـ بالطبع لن تؤذيني , غير أنني أحاول أن أبين لك أنك ستصابين بخيبة أمل لو حاولت ملاحقته بعد زواجك 0
ـ أوه 00 لا أظن هذا 00 أترين 00 لقد اتفقت معه على كل شيء 0
حاولت بياتريس إخفاء دهشتها , ولكنها لم تنجح , فارتفع اللون الأحمر إلى وجنتيها , وضاقت عيناها :
ـ حقا ؟
هزت جوديت رأسها :
ـ همم 000 فنحن لم نر ما يدعو إلى إيقاف علاقتنا 0
ـ علاقة 00 ؟
بدا الارتباك واضحا على المرأة , فنظرت إليها جوديت ببرود 00 ثم قالت بتعال وكأنها تنصحها :
ـ من الخير لك العودة إلى أندرو والتحدث إليه لأنني أحسبه لم يخبرك شيئا 0
ـ أيتها ال000
قاطعتها بحدة :
ـ رجاء بياتريس 00 تذكري أننا امرأتان غير همجيتين 0
ـ أنت امرأة فاسقة تستغلين الفرص 0 أتعتقدين أنك قادرة على إيقاع الأخوين في حبائلك ؟
ووقفت بياتريس ترتجف تحاول إخفاء إحباطها تحت برقع من التعالي 0 فأجابتها جوديت ببرود :
ـ ألن أستطيع ذلك ؟
ـ لن تستطيعي إذا تمكنت أنا من القيام بشيء ما بهذا الصدد 0
سخرت منها :
ـ أو تستطيعين ؟
أخذت أنفاس بياتريس تتسارع بصعوبة , وراح صدرها يعلو باهتياج 0
ـ أوه 00 أجل ! حين أخبر أندرو بهذا الحديث 000
ـ وهل إخباره فكرة صائبة ؟
لمع الانتصار في عيني بياتريس فقالت جذلى :
ـ ألست واثقة من نفسك ؟
ردت بهدوء :
ـ كنت أفكر فيك 0 لقد أطلعتك على الخطة التي اتفقت عليها مع أندرو مستقبلا 0 وأنا واثقة بأنه سيهتم بما قلته أنت منذ قليل 000 خاصة بعدما أصغى إلى وجهة نظري 0
ـ أنت 00 أنت 000
راحت جوديت تراقب المرأة وهي تتبدل من الثقة التامة بالنفس إلى الغضب و التشوش 0
صاحت بياتريس تفح كالأفعى :
ـ إنه لي منذ سنوات 00 وسيعود لي بعد رحيلك 000
هزت جوديت كتفيها :
ـ لقد سبق أن قلت لك إن عليك التحدث إليه 0
فجأة تلاشى الجمال كله عن وجه بياتريس :
ـ أوه 00 هذا ما سأقوم به 0 وانتظري حتى تري من سيختار منا 0
ثم ارتدت تعود أدراجها فاقدة تلك الثقة التي أطلت بها على جوديت 0
ما إن رحلت تلك المرأة حتى تنفست جوديت الصعداء ثم راحت تفكر في أن الأمر ليس معركة أو مناقشة بالنسبة لأندرو 000 فهي لا تملك حتى الرغبة في المقاتلة من أجله !
ـ ماذا أرادت ؟
رفعت جوديت نظرها فإذا زاك أمامها 00 كانت غارقة في أفكارها فلم تنتبه إلى وصوله و ناتالي 0
ـ آسفة ؟
جلست قربها 0
ـ بياتريس 00 ماذا تريد ؟
ـ تطمئن على صحتي , وما عدا ذلك ؟
ـ ولكنها بدت غاضبة كادت معه تصدمنا عند المنعطف 0
ضحكت ناتالي :
ـ ولا أظنها تطمئن على صحتك بل ترغب ربما في معرفة متى تكون الجنازة 0
جعلها هذا المزاح تبتسم 0
ـ ليس هذا بالضبط 0 إنما ما يقرب منه 00 كانت تحذرني من الاقتراب من أندرو 00 علما أنها هي نفسها لا تعرف لماذا قصدتني 0
رد زاك :
ـ تلك الغبية 000 لو عرف أندرو بهذا لاستشاط غيظا 0
ـ ولكنه لن يعرف 00 أليس كذلك ؟
هز كتفيه :
إذا كنت تريدين هذا فلك ذلك 0
ـ نعم أريده 0
تنهد :
ـ حسنا 00 مع أنه يجب أن يعرف , كما يجب أن تعرفي كذلك أنه لم يقابلها منذ ما يزيد عن الأسبوع 0 وقد حدث حين سألته أن كاد أن يدق عنقي 0
ـ ربما هما على خصام في الوقت الحاضر 0
ـ جوديت 000 !
حاولت تغيير دفة الموضوع فسألت تقاطعه :
ـ أكان الغداء لذيذا ؟ وهل ستقرع أجراس العرس قريبا ؟
كان من حسن حظها أن شيئا من ذلك لم يقرر بعد ولكنها تعرف أنه لن يمضي وقت قبل أن توافق ناتالي على طلب زاك 0 وحين يحدث هذا ستكون سعيدة لهما 0 ولكنها كانت تدعو الله ألا يحدث هذا القبول قبل ابتعادها عن أندرو 0
دعيت و ناتالي عشية سفرهم للعشاء في القصر , فلم ترغب جوديت في ذلك , ولكنها لم تستطع الرفض خشية أن يكون رفضها فظا 0
وقف زاك قربها وقال :
ـ لن تستخدمي العكاز الليلة , سأكون أنا عكازك , عربتك بانتظارك سيدتي 00
وحماها بين ذراعيه , فعلقت ناتالي وهي تلحق بهما :
ـ أظنك أحيانا بلا عقل 000
وجلست ناتالي في مقعد سيارة أندرو الأمامي أما جوديت فأجلست في المقعد الخلفي 0 رد زاك متأوها :
ـ وهذا قبل أن نتزوج 00 فماذا سألقى يا ترى من إهانات بعد أن نصبح زوجا وزوجة ؟
ـ بل زوجة و زوج 000 يجب وضع الأمور في نصابها منذ الآن !
أحست جوديت بالخزي وهي تدخل القصر محمولة وسط ضحكات زاك الذي كاد يوقعا أرضا 0
ـ اسمح لي 000
ـ ماذا 00؟ أوه 00 أندرو 0
ضحك زاك وهو يناول جوديت إلى أخيه دون تردد 0
ـ لقد وصلت الخيالة !
وكادت جوديت تضربه ! فكيف يجرؤ على تسليمها إلى أندرو !
لم تستطع النظر إليه ولكنها كانت تشم العطر الذي كانت تشمه كلما عانقها 0
حملها إلى غرفة الجلوس بسهولة , غير راغب في الكلام مثلها تماما 0 فوضعها على الأريكة ثم تراجع000 فنظرت إليه لا واعية , ويا ليتها لم تنظر إذ سرعان ما تلاشى أمام سمعها كل ما حولها من أصوات وحركات وراحت عيناها المتلهفتان إليه تطوفان على وجهه 0
سألها بصوت أجش خفيض , وقد بدا لها أنه نسي أيضا ما حوله :
ـ كيف حال كاحلك ؟
ـ إنه بخير , وهو يخولني السفر مع زاك غدا 0
هز رأسه عابسا :
ـ أخبرني بذلك 0
ابتلعت ريقها بصعوبة :
ـ ربما سفري خير ما أقوم به 0 أليس كذلك ؟
ـ بالنسبة لمن ؟
ـ حسنا 00 بالنسبة لي 000 أقصد إنني والأشعت سنبتعد من هنا وعندها ستنتهي متاعبك 0
تنهد :
ـ وهل ستنتهي حقا ؟
ـ طبعا 00 ولكن إذا كان هناك من طريقة أستطيع فيها التعويض 000
ـ التعويض ! كيف تستطيعين التعويض 000 ؟
ـ حسنا 00 أنا 000
ـ لا 00 لا يمكنك التعويض جوديت 000 ما مضى مضى اتفقنا ؟
ـ حقا ؟ 00
ـ حقا 0
واستدار فجأة إلى ناتالي :
ـ هل أي أن أقدم لك شرابا قبل العشاء 0
بعد ذلك تبين لها أن هذه الأمسية هي أسوء أمسية عرفتها في حياتها 0
كانت الأسابيع الثلاثة طويلة , فقد قصدت هذا المكان للرسم , فإذا بكل شيء ينقلب على رأسها , وإذا بها لا ترسم إلا رسمة واحدة كرهت أن تطلب استردادها من المرسم 0
حين صعد زاك إلى المرسم ليحضرها لها , رافقته ناتالي رغم معارضة جوديت , التي نظرت إلى أندرو وهي تحس أن زاك و ناتالي تعمدا تركهما على انفراد و إن كانت هي نفسها لا تقهم ما يهدفان إلى تحقيقه من ذلك 0 ولكنها لاحظت ترحيب أندرو بما قاما به 0
طال صمتهما , وبقيت جوديت تطلق نظرات الرجاء باتجاه الباب تتمنى عودتهما 000 فقال أندرو :
ـ وكأنهما يلعبان دور ( كيوبيد ) 0
وهذا ما كان عليه إحساسها , فتمنت لو تدق عنقهما 0 أردف أندرو :
ـ وكأن زاك يريد التخلص منك 0 ألا ترين أنهما متحابان 0
إنه هو المراقب الذكي ! فقد كان يراقبهما بعيني صقر 000
ـ حسنا 00 أليس لديك ما تقولينه بشأن هذا ؟
ـ سأهنئهما 0
ـ أهذا كل شيء ؟
ـ وهل هناك من شيء آخر ؟
ـ لا شيء 00 أنت تتلقين هذه الصدمة بروح عالية 0
برقت عيناها :
ـ صحيح ؟
ـ جوديت 00 اللعنة !
أطلق تلك اللعنة لأنه سمع رنين الهاتف فالتقط السماعة 0 كانت المكالمة من ماريو , فلم تستطع سوى الإصغاء :
ـ ثانية ؟ ولكنني حسبته ابتعد عنها 00 لا 00 طبعا 00 لا ألومك 000 أتعرف ما يجب فعله ؟ أجل 00 سأقول لها 00 فهذه مسؤوليتي كذلك 0
سأكون معك بعد ربع ساعة 0
ثم علق السماعة ووجهه قلق كئيب 0
مع أن جوديت لم تسمع غير كلمات أندرو إلا أن الحديث مفهوم بالنسبة لها 0 فصاحت به وهو يستدير ليواجهها :
ـ لا تقل شيئا 0 سأرحل و الأشعت غدا وعند ذلك لن يزعجك أحد أبدا 0
ـ عم تتكلمين 00؟ من الذي لن يزعجني ؟
ـ أعرف كل شيء أندرو 00 أعرف ما يقتل الخراف 00 ومع ذلك لن أسمح لك بقتله 0
ـ ربما أنا مضطر 000
ـ ليس إذا أبعدته عن هنا 000
ـ كيف لك بإبعاده بحق الله 00 جوديت , ليس لدي الوقت لهذا الآن 0
ـ لا 00 فأنت ستخرج لتقتل الأشعت 000 حسنا سأحول بينك وبينه 000 ما إن نبتعد من هنا 000
رد عليها بصوت بارد خطير :
ـ أو اشتريه لك لأقتله ؟
في تلك اللحظة علمت , أنها كانت مخطئة بحقه , وأن لا جانب قسوة في نفسه 0 وأنه لم يكن يريد إيلامه 0
ثم لم تكن إلا لحظة حتى أصبح اطمئنانها عذابا ذلك أنها أدركت سوء ظنها وشدة حكمها الجائر عليه ,
فنادته متوسلة 0000
ـ أندرو 000
ـ أهذا ما ظننته ؟ ألهذا تبدلت معاملتك لي ؟ أكنت تظنين أن كلبك صاحب الضرر كله ؟
ـ أليس هو الفاعل ؟
ـ لا 00 ليس هو 0 ولكنك اعتقدت أنني سأقتله 00 أهذا ما كنت تعرضين التعويض عنه ؟
ـ سمعتك تتحدث إلى بيار 000
ـ وجعلتك الصدمة تكسرين كاحلك 0 أي نوع من الرجال تحسبينني ؟ هل أحب امرأة ثم أفكر في قتل ما تحبه حبا عظيما ؟ لا تزعجي نفسك بالرد 000 فأنت دون ريب امرأة خالية من الإنسانية 00
ـ أندرو 00 أرجوك 000
ـ أرجوك 00 هل تجرؤين على التوسل ؟ وأنت من خلتني وحشا خاليا من المشاعر 0 وماذا عن كلامك القذر ذاك المتعلق بإقامة علاقة معي بعد الزواج بزاك ؟ أكان ذلك خداعا ؟
ـ أجل 0
ـ ليس لدي ما أضيعه هنا الآن 000 أنت على الأرجح ستكونين في بلادك حين أنتهي من هذا الوضع 00
ـ أندرو 00
ـ ليس هناك ما يقال بيننا جوديت 000
ـ لكنني لم أكن 000
وعضت على شفتها , فقال ساخرا :
ـ ماذا تريدين مني يا هذه ؟
ثم أمسكها وقال لها :
ـ وهل تحبين زاك حقا ؟ بالطبع لا تحبينه 0 أليس كذلك ؟
ـ لا , لا أحبه 0
ـ إذن لماذا بالله عليك 000 لا 00 لا تهتمي بما أقول 00 فهذا آخر ما أريد سماعه منك 0 وداعا جوديت 00
وخرج غاضبا من الغرفة التي سرعان ما دوى صوت بابها الأمامي 0 شحب وجه جوديت شحوب الموتى 000 فقد أفسدت كل شيء بعدم ثقتها به 0 فليتها تحدثت إليه بشأن مخاوفها عوضا عن اختيار سوء الظن به 0
دخل زاك الغرفة مقطبا :
ـ جوديت 00 أهذا أندرو ؟ هل غادر البيت ؟
ـ أجل 00 إنه 00 أنا 00
وأجهشت بالبكاء منتحبة وكأن قلبها يكاد ينفطر حزنا 0
كانت في الصباح التالي ما تزال تعبة مرهقة , ولكنها ودت لو ترى أندرو ولو مرة أخرى لتعتذر وهي لن تلومه إذا رفض رؤيتها 0
ليلة أمس كانت مضطربة محطمة حتى عجزت عن كشف ظلمها لأندرو أمام زاك و ناتالي 00 بل لقد كانت كئيبة كآبة عجزت معها عن التكلم أصلا 0 حين وصل زاك إلى الكوخ بعد العاشرة بقليل سأل بحرج :
ـ جاهزتان !
قالت له ناتالي بهدوء :
ـ تريد جوديت الذهاب إلى القصر أولا 0
ـ لماذا 00 ؟
ـ لا تكن بليد الذهن زاك !
ضحك يهز رأسه وهو يرى احمرار وجه جوديت :
ـ آه 00 ولكنني لا أرى أن الوقت مناسب لرؤيته الآن 0
اتسعت عيناها :
ـ لماذا ؟
ـ لأن 00 الفكرة غير صائبة 0
عبست بشدة :
ـ زاك 00 ما الأمر ؟ هل حدث مكروه له ؟
ـ لا 00 ولكن جان باري 00 أحد جيراننا أطلق النار على ( توم ) ليلة أمس 0
شحب وجه جوديت في الحال , فابتلعت ريقها :
ـ توم ! أهو 000 ؟
ـ أجل 00 مات 0
لم تصدق أن ذاك الكلب الأصيل الجميل قد قضى نحبه 0 نعم هي لا تعرف الكلبين معرفة جيدة ولكن سماعها بأن مخلوقا جميلا كهذا قتل بهذه القسوة جعلها تحس بالسقم 0 مسكين أندرو , إنه يحب كلبيه 00
ولكن زاك تابع شارحا :
ـ كان توم قاتل الخراف 0 وهو لم يكتف بقتل خرافنا , بل بدأ يتهجم على الجيران , فعلم أندرو أن عليه فعل شيء 0
ـ منذ الأسبوع الماضي 0
نظر إليها زاك حائرا 0 فكيف عرفت !
ـ أجل 00 ولكن حادثتك أخرت الأمور 00 كان أندرو يأمل أن يتغير تصرف الكلب 000 وكان يفكر في إرساله إلى عائلة تقطن في المدينة ولكن القرار الأول والأخير يجب أن يكون بيد تيريسا 0
ـ تيريسا ؟
ـ توم كلبها 0 وتومي كلبي أنا 000 لم يستطيعوا معرفة القاتل لأن ماريو كان يظن أن توم مع أندرو والعكس بالعكس 0 أعتقد أن هذه النهاية كانت خير نهاية للوضع , فما كانت تيريسا ستسمح لأندرو بإرساله إلى المدينة 0
ردت جوديت بهدوء :
ـ ما زلت أريد مقابلته هذا إذا كنت ستسمح لي بذلك 0
هذه فرصتها الأخيرة لإظهار أسفها 0
ـ لا أعارض أبدا ولكنني أعلمك بأنه في حال سيئة 0
ـ سأخاطر 0
كانت تيريسا في غرفة الاستقبال مغرورقة العينين بالدموع , فجزعت عليها لأنها تفهم تماما ما تحس به 0
قالت تيريسا :
ـ أندرو في مكتبته !
فهزت جوديت رأسها :
ـ لن أتأخر 0
أحست بتوتر شديد لم تشع بمثله إلا في اليوم الذي وصلت فيه إلى القصر , وكان توترها يزداد كلما فكرت في الوئام الذي وصلا إليه يوما 0 ليت الزمان يعود إلى الوراء 00 وليتها لم تسمع حديث بيار الذي أدى إلى ذاك الحادث الغبي 0 ما أشد ما كانت ستختلف الأمور بينهما لولا سوء الظن به 0
فجأة فتح أندرو الباب فإذا بجوديت تقف فيه 000 ضاقت عيناه وهو يراها ثم شمخ برأسه :
ـ ظننتك رحلت 00 لقد غادر زاك منذ ساعة أو أكثر 0
إنها بداية مخيبة للآمال 0
ـ جئت 00 جئت أودعك 0
ازدادت تعابيره تحفظا 0
ـ لقد ودعتني ليل أمس 0
ـ لا لم أودعك , بل أنت القائل وداعا 000
تنهد بنفاذ الصبر , ثم توجه إلى مكتبه 0
ـ ادخلي 0
دخلت جوديت ثم أغلقت الباب ورائها ولكنها أحست أن لسانها انعقد في حلقها , ومع ذلك استطاعت القول :
ـ أنا 00 جئت فقط معتذرة 0
رفع رأسه بتكبر وكأنه لا يطيق سخافاتها , فكان أن أردفت بصوت كسير :
ـ وأنا آسفة بشأن توم 0
ظهر الألم في عينيه لحظة ثم اختفى , وقال :
ـ نشعر جميعنا بالآسف 0
لم تكن تتوقع منه تسهيل الأمر غليها لذا لم يخب أملها 0 آه ليتها تستطيع محو هذه التقطيبة عن عينيه , أو إزالة هذه الخطوط المريرة عن فمه 000 ولكنها هي من حرمت نفسها منه 0
ـ وأنا آسفة كذلك على ما قلته لك , وعلى ما ظننته بك 0
ـ نرتكب جميعنا الأخطاء 0
ـ حتى أنت ؟
هز رأسه دون اكتراث :
ـ طبعا 0
أحست بالدموع تتجمع في مآقيها و بالعجز يستولي على جسمها 00 فهذا الرجل هو حبيبها 00 وهذا الرجل الذي تنتمي إليه قلبا و روحا 000
قال لها فجأة :
ـ قال لي زاك إن بياتريس زارتك يوم أمس 0
اللعنة على زاك !
ـ أجل 0
ـ لا أظنها زيارة مجاملة 0 فأعتذر إن كانت قد أقدمت على إزعاجك 0
ـ قالت 00 إنكما ستتزوجان 0
ـ صحيح ؟
ـ وهل هذا صحيح ؟
ـ لا يحق لك طرح هذا السؤال 00 فموضوع الزواج أمر خاص لا شأن لك به 0
ـ لا00 لا 00 أنا 00 أبدا 00 آسفة 00 و وداعا 0
ثم ارتدت على عكازيها فجأة , ولكنها أحست بأن الجهة اليسرى لم تدعمها , فصاحت به لئلا تقع :
ـ بالله عليك 000
فحدث بطريقة ما , ما حال بينها وبين الوقوع أرضا فقد أمسكها بقسوة 00 ثم تمتم وشفتاه على وجنتها 0
ـ هل أنت بخير ؟
ـ أنا بألف خير الآن 0 أوه أندرو 00 عانقني !
ـ جوديت !
ـ أرجوك أندرو 00
ـ ولم لا ؟
وأطبقت ذراعاه عليها بقوة , كانت تريد حنانه ولطفه ورقته التي شعرت بها يوما , ولكنها تلقت عوضا عن ذلك عناقا قاسيا متطلبا , ليس فيه أثر للرحمة أو الرأفة , وكأنه يريد معاقبتها 0
انتزعت نفسها منه دون أن تنظر إليه بعينين حائرتين :
ـ لا !
ـ أليس هذا ما تريدينه ؟ إنما المكان والزمان غير مناسبين لما ترغبين فيه جوديت 0 ربما لو عدت في زيارة مع زاك 00
ـ أندرو !
ـ ماذا حدث للفتاة المتحررة التي كانت تنظر بخفة لكافة الأمور حتى الأخلاقية منها ؟
ـ أنت تعلم أنني لست متحررة 00
ـ أجل أعرف وأتعجب لأنك كدت تقدمين نفسك على طبق من ذهب 0
ـ ألا تعرف السبب ؟
ـ ربما لا أريد أن أعرفه 0
عضت على شفتها ثم نظرت إلى الرجل الذي تحبه نظرة أخيرة قالت بعدها بصوت أجش متقطع :
ـ إذا 00 أردت أن تعرف يوما أو إذا اهتممت بي فاسأل زاك عن مسكني 0
ـ سأضع هذا في ذهني 00 من يعلم 00 ربما 00 أزورك حين أقصد باريس في المرة القادمة 0
وأجهشت بالبكاء :
ـ أنا 00 أجل 00 بالطبع 00 وداعا إذن .
ـ وداعا جوديت 0







الفصل العاشر والأخير




هذيان



بعد أسابيع فكت الجبيرة عن قدمها فعادت إلى الكلية وهي تأمل أن تدفن ألمها في الدراسة , ولكن ذلك لم يتم لها 0 فقد فقدت باريس رونقها بنظرها وبدت لها كبيرة 0 تعج فيها الناس وتكثر فيها الضجة 0
وحين سمحت لنفسها بالتفكير , تاقت إلى المساحات البرية المفتوحة , وإلى جبال سويسرا الجميلة , وإلى المساحات البرية المفتوحة , وإلى تلك النزهات الطويلة بين الأعشاب و الأزهار 0 ولكن أكثر ما افتقدت إليه عينا ذلك الشيطان الخضراوين القادرتين على إذابة عظامها 0
عرفت أن أندرو زار باريس متفقدا معرضه مرتين في الشهرين الماضيين , وقد كادت تزور المعرض بنفسها 0 ولكنه لما لم يحاول رؤيتها أقنعت نفسها بأنه لن يقدم على ذلك أبدا 0
استبعدت عودته إلى بياتريس , ذلك أن زاك و ناتالي لم يذكرا شيئا عن هذا الموضوع , علما أنهما كانا أكثر من حبيبين في الآونة الأخيرة 0 وكانت جوديت سعيدة بتوطد علاقتهما وإن كانت لا تنكر حسدها لهما 0
بعد ظهر يوم الجمعة وذلك في يوم من أيام حزيران أحست ببؤس قاتل وكان زاك و ناتالي يوم ذاك يتهيئان للسفر إلى سويسرا , فلاح لها الأسبوع القادم طويلا موحشا 0
ـ جوديت !
التفتت حينما سمعت ذلك الصوت المألوف ولكنها لم تشعر بالدوار أو بخفقان القلب كما كان يحدث حين ينظر إليها فرنسوا 0 فهي الآن تراه على ما هو عليه : إنسانا سيبقى طالبا دائما , وطفلا طائشا أبدا 000 شخصا لن يكبر أبدا 0
ابتسمت له وهو يدنو منها :
ـ فرنسوا !
ـ أتقصدين قاعة الدرس ؟
ـ أجل 00 مع أن قلبي ليس فيها 0
برقت عيناه , وقال بصوت مغر :
ـ ما رأيك لو نهرب بعد الظهر كما كنا نفعل ؟
تذكرت كيف كانا يقضيان مثل هذه الأوقات , فقالت :
ـ ليس اليوم فرنسوا 0 لقد فاتتني بضعة دروس عندما كانت قدمي معطوبة 0
ـ وكيف حالها اليوم ؟
ـ بخير 0
قدمها بخير أما قلبها فكسير 0
ـ وهل سامحتني ؟
سامحتني 000 ؟ لقد نسيت كيف افترقا أو على ما افترقا 0
ـ آه 00 طبعا 00
ـ وهل تقبلين دعوة إلى العشاء الليلة ؟
وصل الرفض إلى طرف لسانها 00 ولكن لم لا ؟ ولم لا تمضي معه أمسية ؟ فهي بذلك لن تكون وحيدة , ولا ضير في السهر قليلا معه 0
ابتسمت له :
ـ وهل تحضر أنت العشاء ؟
ـ على أن تقدمي أنت الصحبة الطيبة 0
ضحكت :
ـ سأحاول هذا 0
ـ حسنا 00 أراك إذن في الثامنة 0
كانت ناتالي منطلقة تهيىء نفسها للسفر مع زاك حين وصلت جوديت إلى المنزل :
ـ هل أبدو على ما يرام ؟
ـ طبعا 0 أهناك سبب خاص ؟
ـ قررنا إعلام أندرو بأمر زواجنا 0
ـ هذا رائع !
واحتضنت ناتالي بحرارة صادقة , وهذا ما فعلته أيضا حينما رأت زاك بعد دقائق 0
غير أن سعادتها تلاشت حالما رحلا , كما عجز موعدها مع فرنسوا عن بعث الحماسة إلى نفسها 000 ترى كيف سيتلقى أندرو خبر خطوبتهما ؟ إنه دون شك سيجدها أنسب من جوديت زوجة لأخيه 0

عندما وصل فرنسوا بعد الثامنة بقليل كان سعيدا راضيا , فأمضى الساعتين التاليتين على وئام معها , فتناولا الطعام وراحا يتحدثان عن الفن الذي يشكل قاسما مشتركا بينهما 0
ولكنها لم تستطع منع نفسها من مقارنته بأندرو 000 كانت كمن تشبه عطر ما بعد الحلاقة بعطر ديور أوكاشاريل

صاحت به فجأة :
ـ أين ذهبت ؟
فاقترب منها وجلس على مقربة منها :
ـ جوديت ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة لأنها وجدت أنها أخطأت في دعوته إلى منزلها 0 كانت تريد الصحبة , ولكن هذه صحبة خاطئة , فالصاحب غير مناسب 000 هبت بقلق واقفة 0
ـ لدي صداع رهيب ! أظن أن علي أن آوي إلى الفراش 0
ـ جوديت 00؟
وعندما رأت النظرة الحالمة على وجهه صاحت به :
ـ ليس معك بالطبع , فلم أغير رأيي في هذا 0
ـ ألا يحق للمرء أن يأمل ؟
ـ لا تأمل عندما تكون معي 0
ـ ولكنني ظننت 000
ـ ماذا ظننت ؟ أو اعتقدت أنني بدعوتي لك قد أقبل بمشاطرتك الفراش ؟ أنت تعرفني نعم المعرفة فرنسوا , فهلا
ذهبت ؟
ـ أردت أن نكون صديقين 0
ـ نعم مجرد صديقين !
وقف ساخطا , وقال ساخرا :
ـ أيتها المتكبرة اللعينة 00 ليس هناك فتاة في مثل عمرك ما تزال طاهرة 0
ـ ومن قال لك إنني طاهرة 00 ربما أنا أكثر حرصا من أن أفكر فيك 0
أخطأت حين تفوهت بهذه الكلمات , فقد جعلت بكلماتها تلك فرنسوا يغضب فاشتدت الخطوط حول فمه 00 وصاح يمسك بذراعيها :
ـ وربما تحاولين إغاظتي بمزاجك 00 ربما ما تحتاجين إليه حقا هو القوة !
وجذبها بقسوة إليه 00 فوجئت بقوته التي ما ظنت أنه يمتلكها 0 حاولت مقامتها فعجزت 0
فجأة بدأ يبتعد عنها وكأنه مدفوع دفعا 00 فصاح وهو يلتفت إلى الوراء :
ـ ما هذا بحق الله 000
كان الأشعت قد أمسك بسرواله بشدة إلى الوراء وزمجرة خفيضة تكاد تشق حنجرته 00 فحاول فرنسوا الإفلات من أنياب الكلب :
ـ أبعدي هذا اللعين عني !
لم تعد جوديت تدري ما إذا كانت تريد الضحك أم الغضب 0 فمنذ قصدا باريس بدا الأشعت قد شفي من كرهه للرجال ولكن يبدو أنه لم يحب فرنسوا 0 وهو على حق , فنوايا هذا الرجل واضحة , فحينما فشل سحره حاول استخدام القوة ولكنه فوجىء بالأشعت الشرس 0
قالت جوديت تمسك بطوق الكلب :
ـ اتركه يا أشعت !
ولم تتمالك نفسها من الضحك وهي ترى فرنسوا ينحني مطمئنا على سرواله 0
ـ لقد مزق القماش اللعين !
ـ هذا صحيح 00
ـ وهل أنت سعيدة بما فعل ؟
تنهدت :
ـ لست سعيدة 00 ولكنني أفضل أن يتمزق سروالك على أن تتهجم علي !
اصطبغ وجهه خجلا :
ـ ما كنت سأعتدي عليك 0
ـ بل كنت مقدما على ذلك 0
ـ لقد حسبت أنك منجذبة إلي 0
ـ كنت 0
ـ كنت ؟
ـ هيا اذهب الآن 0
صاح ساخطا :
ـ لا 00 فأنا 00
ولكنه سرعان ما صمت حين بدأ الكلب يزمجر 0
ـ لماذا لا تبعديه إلى غرفة النوم لنتكلم 0
رفعت حاجبها بهزء :
ـ نتكلم ؟
ـ ما بالك جوديت ؟ ما الضير في أن نذهب إلى الفراش معا ؟
ـ حذار يا هذا 0 اذهب من هنا قبل أن ترى ما لا يسرك 0
التقط سترته غاضبا :
ـ أعتقد أن لدي ما هو أهم من تضييع وقتي على مزعجة مثلك 0
سمحت له جوديت بلحظات الغضب هذه , ثم أسرعت إلى المطبخ لتنظف الصحون المتسخة 0
فجأة التفتت إلى الباب فقد ذهلت لسماع صوت أليف يأتيها من خافها 0
ـ قال لي رجل غاضب عند الباب إنني أخاطر بحياتي بالدخول إلى المنزل لأن هناك حيوانا مفترسا فيه 0
فهل هو يقصد الأشعت ؟
وقعت الصحون من يدها ثم كادت تدوس على الزجاج المكسور بقدميها الحافيتين , ولكنه أسرع عن غير وعي إليها وصاح بها :
ـ احذري ! لا أريد أن تصابي بحادثة أخرى 0
ثم انحنى ليلتقط القطع الكبيرة من الزجاج المكسور 0
ـ ألديك مكنسة ؟ لا 00 لا تتحركي 0 أرشديني إلى مكانها 0
ـ في 00 في الخزانة 00 هناك !
لا , لا تصدق ما تراه 000 أيعقل أن من تراه أندرو 0 أهو حقا من يكنس الزجاج عند قدميها ؟ إنها تهذي 00
ولكن إن كانت تهذي , فما أجمل هذا الهذيان 00 تاقت وهي تراه منحنيا إلى إغراق أناملها في شعره الكث المتموج 000 ما زال وجهه قويا وسيما كما تذكره , وما زال جسده رشيقا كما عهدته دائما 0
بعد انتهائه من رفع الزجاج أمسكها بيديه وأبعدها جانبا حتى يغسل يديه 0
ـ إنها دبقة 00 ماذا كان في الأطباق ؟
ـ دجاج و صلصة 0
هي لا تهذي ؟ فلا يحدث في الهذيان أشياء عملية كالكنس وغسل اليدين 0
إنه أندرو 0 إنه حقا هنا ! ولكن ماذا يفعل ؟ الساعة الآن العاشرة والنصف ليلا , وهو وقت غير مناسب للقيام بزيارة اجتماعية 000 ألا يجب أن يكون الآن في قصره مع زاك و ناتالي ؟
جفف يديه ثم نظر إليها 0
ـ لم تجيبي عن سؤالي ؟
ـ أي سؤال ؟
ـ هل أنت الحيوان المفترس ؟
حطم مرحه السحر عما حولها , فأطلقت ضحكة صادقة :
ـ لا 00 إنه الأشعت 0
فانحنى يداعب الكلب بقسوة :
ـ هذا الأشعت ؟ إنه غير مؤذ أبدا 0
نعم هو لن يؤذي أندرو لأنه يتصرف معه وكأنه مفتون به حبا 0 ترى هل أعاد وجود أندرو إلى الكلب ذكريات حبيبة من سويسرا ! إنها تعرف تماما أنه ليس سعيدا بحياة المدينة 0
فأجابته :
ـ هذا يعتمد على من يواجهه , فقد كره وجود فرنسوا هنا 0
ـ وهل أحببت وجوده ؟
ـ في الواقع لا 000 بل لقد كانت دعوته غلطة ارتكبتها 00 كنا في ما مضى على علاقة حب ولكنها انتهت منذ أمد بعيد 0
ـ صحيح ؟
ـ صحيح 00 هل لنا أن ننتقل إلى غرفة أخرى ؟
حين استراح في مقعده سألها :
ـ إنها شقة مريحة 00 ماذا ستفعلين بعد انتقال ناتالي منها ؟
ـ هل أخبرك بأمر زواجهما ؟
ـ إنه خبر من بين أخبار كثيرة أخرى 0
ردت مذعورة :
ـ أخبار كثيرة ؟
ـ أجل 00 أخبريني بما شعرت بعد عودتك إلى باريس 0
وجدت مراوغته مزعجة , فماذا قال له زاك بالضبط ؟
ـ إنها بلدي
ـ صحيح ؟
ـ أجل 0
ـ ولكنني أؤمن بالمثل القائل إن بلد المرء يكون حيث يكون قلبه 0
ـ صحيح ؟
ـ صحيح ! ألا تؤمنين بهذا أيضا ؟
غزا الاحمرار وجهها وهي تراه يمعن النظر فيها 0
ـ لم أفكر في هذا من قبل 0
كان مسترخيا وكأنه قط رشيق قادر حينما يشاء على الوثوب على فريسته !
ـ فكرت في ذلك خلال الشهرين الماضيين , أكثر مما فكرت هذا المساء حين قررت المجيء إلى باريس 0 ويجب أن أعترف أن فرنسوا فاجأني , فلقد أكدت لي أنك لا تقابلين أحدا منذ عودتك 0
ـ ولماذا تقول لك شيئا كهذا ؟
ـ لأنني سألتها 0 فتلك الأفكار التي كانت تراودني تحتاج إلى إثبات 0
جعلها هدوؤه واسترخاؤه , في الوقت الذي تعاني هي فيه من التوتر , على حافة الصراخ غضبا 0
ـ وما هي هذه الأفكار ؟
تفرس مليا في وجهها المضرج حياء , وقال ببطء :
ـ الإخلاص والصداقة ميزتان نادرتان 0
ـ أجل 0
ـ ترى هل تقدمين لي الولاء والصداقة اللتين منحتهما لزاك ؟ صداقة ؟ يريد منها الصداقة ؟ نظرت إليه حائرة , لن تقبل أن تكون صديقته , لأنها تريد أكثر من ذلك 000 أكثر من ذلك بكثير 0
ولكنه سرعان ما أضاف ببرود :
ـ و الحب بالطبع 000
شهقت :
ـ أندرو 000
حين نادته باسمه هب واقفا وتقدم منها وعلى وجهه أجمل تعبير رأته 0
ـ لن أقبل أعذارا 0 مفهوم ؟
وأمسكها بين ذراعيه ثم أردف :
ـ بعد رحيلك لم أفكر إلا فيك أنت 0 في جمالك 00 في رقتك , في حبك 000 نعم حبك 0 فأنت تحبينني كما أحبك 0 أليس كذلك جوديت ؟
ارتجفت بين ذراعيه خائفة مذعورة , فهل تصدق ما تسمع 0
ـ نعم 000 نعم 0
ربما ما يجري الآن هذيان بهذيان ؟ ولكنه أروع هذيان منيت به في حياتها !
سألها أندرو وفمه على شعرها :
ـ أتحبينني ؟
ـ أجل 0
ـ وأنا أحبك أيضا 0
رفعت بصرها إليه خائفة وجلة من تصديق ما يتناهى إلى مسمعها 0
ـ قل 00 كررها ثانية 0
كانت ابتسامته ساخرة :
ـ أحبك جوديت 00 ولقد أحببتك منذ البداية 00
ـ لا 00
ـ بلى 000 هل لنا أن نتكلم فيما بعد حبيبتي ؟ أنا الآن أريد أن أقنعك وأقنع نفسي بأننا مغرمان عاشقان , ومن ثم أطلبك للزواج 0
ابتلعت ريقها بصعوبة , ثم أمسكت يداها المرتجفتان قميصه ورفعت بصرها إليه بحثا عن صدق كلماته :
ـ زواج ؟
ـ أجل 00 زواج يا حبيبتي 000 سأربطك بي إلى الأبد , حتى لا تغيبي عن ناظري أو قلبي ثانية 0 والآن هل تأذنين لي بإقناعك بطريقة أخرى غير الكلام ؟
هزت رأسها ببطء وعيناها تتقدان حبا , فالجنة بل الجنان جميعها بين يديها 000
رفع ذقنها بنعومة :
ـ لا تخجلي مني 00 هل صدقت أنني أحبك ؟
ـ أوه 00 بلى 0
ومع ذلك كرر لها معترفا :
ـ وأنا أحبك 0 عندما التقيتك ذلك اليوم لم أتصور أن شابة صغيرة مثلك قد تكون على هذه الأهمية في حياتي 0
ـ صغيرة ؟
نظر إليها مليا , ثم انحنى يلثم وجنتيها :
ـ بل امرأة كاملة , أنتظر بفارغ الصبر أن أرى طفلي الذي ستحمله بين أحشائها 0
غزت الحمرة مجددا وجنتيها 00 إنها تريد ولده أيضا , ولكن التفكير في هذا الأمر أخجلها 0
ـ كنا نتحدث عن اليوم الذي التقيت فيه فتاة صغيرة أحببتها 0
حين رآها تغير دفة الموضوع ضحك , ثم تنهد قائلا :
ـ جبانة ! أجل 00 عندما وقع عليك بصري للمرة الأولى لم أتصور أنك في غضون أيام ستصبحين حبيبتي 000
توقف عن الكلام قليلا ثم أردف :
ـ أعتقد أن علي قبل إتمام اعترافي أن أوضح لك أمر بياتريس 000 أعترف أنني خرجت معها كثيرا ! ولكنني ما أحببتها قط , ولم أذكر لها يوما أنني أحبها 0
ـ ولكنها اعتقدتك مقبلا على الزواج بها 0
ـ ما وعدتها قط , بل ما لمحت إلى ما هو أقل من ذلك 0 فأنا لم أكن الأول في حياتها 00 وأشك أنني الأخير 0 إن مثيلاتها لا يؤسف عليهن 0 ألا تعلمين أنك أصبحت حياتي ووجودي , وأنني من أجلك أرغب في أن أحيا ألف
سنة 0
ـ وهل أنا مهمة لك إلى هذا الحد ؟
ـ بل أنت أهم من ذلك بكثير 0
واشتدت ذراعاه حولها :
ـ أنت تعنين لي أكثر من الحياة نفسها , وأكثر من الأملاك , بل أكثر من تيريسا و زاك 0
ـ وهل أنا حمل يتيم آخر تتبناه وترعاه ؟
ضحك :
ـ أنت لست حملا بل لبؤة , وأرغب في الزواج بك 0 ولو كان لك أبوان مشاكسان وستة أخوة أشرار لقاتلتهم جميعا للحصول عليك 000 وبمناسبة الحديث عن الأخوة 000 كيف تركتني أعتقد أنك واقعة في حب زاك ؟
ـ في البدء لم يكن في ذلك مشكلة ولكن بعدما 000
ـ بعدما وقعت في حبي ؟
ابتسمت :
ـ أجل 0
ـ ألا أعرف هذا ! حاولت دائما منع نفسي عن حبك قائلا لها إنك ملك زاك 00 ولكن الأمر لم يكن يهمني 00 فقد أردتك 00 أحببتك 00 وكان يجب أن تكوني لي 0 كنت أعرف أنك طاهرة بريئة , وحين أنكرت ذلك لم أستطع فهم سبب إنكارك 0 ثم فكرت أنك إنما تحاولين خداعي لئلا أخبر زاك , فأفسد الأمور عليك معه 00وحين قال لي الليلة إنه سيتزوج ناتالي , لم أكن أعرف ما إذا كنت أرغب في خنقه أم في شكره لأنه تركك حرة 0 ولكنني قررت خنقه فشرح لي عندئذ كل شيء 000 وهنا أدركت مدى ولائك وصداقتك اللذين تجاوزا حبك لي أليس
كذلك 0
أحست بالراحة لأنه فهم الوضع فقد ولى عذابها إلى غير رجعة 0
رفعت نفسها تقبل خده 00 فتظاهر بعدم الرضى وقال :
ـ لا تغيري الموضوع 00 فأنت لن تكوني يوما زوجة مناسبة لزاك لأنك مستقلة جدا ونارية الطبع و 000
أنهت عنه كلامه بصوت مرتجف :
ـ 00 وأحبك كثيرا 0
ضحك بانتصار 0
ـ أجل 0
فجأة تجهم وجهه :
ـ لدي أخبار أخرى لك , إذا كنت تهتمين بها وهي متعلقة بتيريسا 0 كان هناك خبر واحد تود جوديت سماعه عن تيريسا 0 فأمعنت النظر في وجهه , فلما رأت فيه تسامحا ساورها إحساس بأنه تخلى عن فكرة تزويجها بهنري مردوك 00 فقالت له :
ـ ستتزوج بيار 0
ـ وكيف عرفت هذا ؟ لا 00 لا تقولي لي كيف , فأنت دون شك كنت محط ثقتهما 0 لا أعلم أين أخطأت أنا !
مررت أصابعها تمسح التقطيبة عن عينيه :
ـ أنت لم تخطيء يا حبيبي 00 لقد كبر زاك , وكبرت تيريسا , دون أن تلاحظ هذا 000 ولديهما الآن ناتالي و بيار ليعتمدا عليهما 0
ـ ولديك أنت أنا 0
ولن أكذب عليك بعد الآن أو أخفي عنك شيئا 00 أريد فقط أن أجعلك سعيدا 0
تمتم أندرو :
ـ قالت ناتالي إنهما سيبقيان حتى عودتنا وأظن أن علينا البقاء حتى زواجنا الذي سيتم في نهاية الأسبوع 0
لم يكن لديها أقل اعتراض على هذا 00 فهي تتمنى لو يتزوجان غدا 0
ـ لم تخبرني كيف أنهت تيريسا مشاكلها مع بيار 0
ـ أيتها الرومانسية !
ـ أما كانا على خلاف ؟
ـ كانا 00 وكانت الغلطة غلطتي مع العلم أنني كنت جاهلا بذلك ولم أكن أعرف أنهما متحابان 00 أترين 00 منذ عشر سنوات خطبت 000
ـ روزا 00 أعرف هذا 0
ابتسم بخشونة :
ـ أخبرتك تيريسا 00 أليس كذلك ؟
ـ أجل 00 وقالت إنك كنت تحبها كثيرا 0
ـ فعلا 00 ولكنه حب شباب مراهق 0 فبعد الخطوبة مباشرة أدركت خطئي إنما ما كان باليد حيلة , إذ سرعان ما شرعت روزا بتحضيرات العرس 0 ثم جاءت مع بيار يوما وقالت لي إنها تود فسخ الخطوبة لأنها أحبت بيار , ووافقت , ولكن قبل إعلان أي شيء قتلت في حادثة سيارة 000 عندئذ وجدت أنه من غير اللائق إذاعة أي شيء عن الموضوع 00 ولكن بيار شعر طوال الوقت بعقدة الذنب 0 ولما وقع في حب تيريسا , قرر مقاومة هذا الحب 0 لأنه لم يعتقد أن من المناسب أن يتزوج شقيقتي 0 حين علمت بحبها له , نقلتها إلى منزله قبل مجيئي إلى هنا , وأحسبهما الآن قد سويا خلافاتهما ولم يبق أمامنا لإسعاد الجميع سوى أن نجمع الأشعت مع حبيبته 0
ـ الأشعت ؟ لست أفهم 0
ضحك أندرو :
ـ أنجبت له في مطلع هذا الأسبوع تومي ستة جراء 00 ذكرين و أربع إناث 0
ـ الأشعت و تومي ؟
تعمقت ضحكته :
ـ أجل 00 إنها أجمل جراء شاهدتها في حياتي 0
استطاعت تصور مدى جمالها :
ـ ألا تعترض ؟
ابتسم :
ـ لا 0
وأخيرا جاءها الرد على تساؤلاتها المتعلقة بغياب الأشعت المباغت بين الحين و الآخر 00 لقد كان لديه وليفة يذهب إليها !
ـ لا أصدق هذا !
ـ حبيبتي إنني مدين لك باعتذار 0
ـ اعتذار ؟
ـ عندما حططت رحالك في بلادي سخرت من فنك 0 وعلي أن أعترف بأنني شاهدت لوحتك في المرسم , وأريد أن تعرفي أنني فخور جدا بانضمام فنانة لامعة إلى العائلة 0
ـ أنا ؟
ـ نعم أنت 0 لديك موهبة نادرة رائعة 00 موهبة أريد أن أرعاها 0
سألته دهشة :
ـ أهذا حلم ؟
ـ بالطبع لا 0
وضمها مجددا :
ـ أنا بحاجة إلى دفئك جوديت , وسأبقى دائما بحاجة إليه 00 يا حبي 0
مع مضي الوقت اقتنعت أكثر فأكثر بأن حبهما راسخ رسوخ الجبال المحيطة بالقرية التي شهدت ولادة هذا الحب







انتهت00000000000000000000













































 
 

 

عرض البوم صور المهندس77   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, من اجلك ارحل, carole mortimer, heaven here on earth, دار الفراشة, روايات, روايات مجلة احلام, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:00 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية