لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-07-12, 06:02 AM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243223
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: المهندس77 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المهندس77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

:13125


ـ لم تكد تراني تقريبا 00 فقد وصلت والقطار ينطلق من المحطة , أما الكلب , فهو الذي اختارني 0 زاك , لقد دعاني أخوك بكل لطف للبقاء في المنزل حتى يصلح الكوخ 00 لكن 00
قاطعها :
ـ هل رأيت المرسم ؟
ـ لا 000
ـ فلترك إياه تيريسا , وأنا أضمن أنك لن ترغبي بعد رؤيته في المغادرة 0
ـ لا أ ريد المغادرة 00 ولكنني أشعر بأنني شخص غير مرغوب فيه عند عائلتك 0
ـ ما رأيك بأندرو ؟
ـ رأيي فيه ؟
ضحك :
ـ إنه شيطان وسيم 00 أليس كذلك ؟
ـ بل وسيم جدا 0
ـ عرفت أنه سيعجبك 0
ـ ومن قال سيئا عن إعجابي به ؟ اعترفت لك أنه وسيم وهذا لا يعني أنني معجبة به 0
ـ طبعا لا 00 وماذا عن تيريسا , ما رأيك بها ؟
ـ جميلة جدا 0
ـ أليست كذلك ؟ وهي إلى ذلك حلوة تحت برقع مرارتها 0
ـ لست واثقة , لم أصل معها إلى هذا الحد بعد 0
ضحك :
ـ ستصلين 0 هل لك أن تستدعيها لأكلمها بضع دقائق ؟
أصيت بالحرج حين التفتت فرأت تيريسا تقف في الباب , وهي على ما يدو تقف هناك منذ مدة 0 ترى ماذا سمعت من الحديث ؟ آه ليتها لا تكون قد سمعت الجزء المتعلق بوسامة أندرو 0
مدت السماعة لها :
ـ إنه يريد التحدث إليك 0
تقدمت على غير استعجال :
ـ شكرا 00
تناولت السماعة منها ثم أعطت ظهرها لجوديت فورا , فسمعتها تقول لأخيها :
ـ أنا لست خادمتك 000 حسنا 000 أما أندرو فغير مسرور خداعك له 0000 تعرف تماما ماذا أعني 000 ليس الأمر مضحكا زاك ! أندرو غاضب 0
لم يكن هناك مجال للريبة بشأن ما أغضب أندرو 000 لقد توقع وفود رجل فإذا الرجل فتاة 000 شعرت جوديت بأن زاك تعمد خداعه لأنه نوع من الأعمال يضحكه , ولكن لا يبدو أن أخاه شاطره روح المرح هذه , ولا هي كذلك تشاطره إياها هذه المرة 0 فقد جعلتها فعلته تلك تبدأ بداية سيئة مع أفراد عائلته 0
وضعت تيريسا السماعة ثم التفتت إليها بنظرتها المهينة الوقحة 0
ـ طلب مني زاك أن أريك المرسم 0
ـ إن كنت لا ترغبين في إرشادي إليه فاتركيني أبحث عنه وحدي 0
ارتفع حاجباها القاتمان ارتفاعة حاجبي أخيها الأكبر : ـ
ـ لن يرحب أندرو بتجوالك في المنزل وحدك 0
أغضبت جوديت وقاحة الفتاة فردت :
ـ لا أظن أن فضيات العائلة ستليق بشقتي 0
ابتسمت تيريسا , فبدت أصغر سنا :
ـ إذن أنت قادرة على الدفاع عن نفسك حين الضرورة 0 قد تحتاجين في هذا المنزل للدفاع عن النفس 0 فلا يغرنك تصرف أندرو الدمث منذ قليل , فهو قادر على أن يكون قذرا عندما يريد 0
إذا كانت فظاظته واحتقاره للأشعت تصرفا لطيفا , فلا بد أنه قذر في أسوأ حالاته 0
قالت ببرود وهما ترتقيان الدرج :
ـ سأتذكر هذا 0
ـ وهو خير لك 00 فمتى ثار يعرف من في المنزل جميعا بثورته 0
ـ إذن فلنرج الله ألا ( يثور ) أثناء وجودي هنا 0
ردت بخشونة :
ـ لا تعتمدي على هذا هنا كثيرا , فغالبا ما يغضب أخي 0000 ها هو المرسم 0
وتنحت جانبا فولجت جوديت بابا يقع في نهاية الدرج 0
بعد دخولها , نسيت كل شيء يتعلق بتكبر تيريسا , وعجرفة أندرو 00 فأشرقت قسمات وجهها وهي ترى المرسم الذي لم يبالغ زاك في وصفه 0
كان للمرسم الذي يغطي العلية كلها نوافذ زجاجية ضخمة تمنح المكان النور الطبيعي ,,و وفي المرسم حاملات لوحات فارغة منتشرة في سائر أنحائه , ولكن بدا لها أنه قلما يستخدم 0 قالت تيريسا :
ـ لا يستخدمه زاك كثيرا 00 فهو لا يأتي إلى القصر إلا قليلا إذ يفضل البقاء في باريس حيث يلازم أصدقاءه 0
لم تكن جوديت تسمع نصف ما تقوله الفتاة , فقد سحرها جو المرسم حتى كادت تتمنى لم تمضي فيه ما تبقى من حياتها 0 سمعت تيريسا تسألها فجأة :
ـ هل أنت صديقة مميزة له ؟؟
ـ لا أفهم ما تقصدين بقولك مميزة 00 إنما أستطيع أن أقول إنني أعرفه منذ مدة طويلة 0
وفيما هي تجيب على عن سؤالها كانت تفكر في أن زملاءها سيحسدونها على هذه الفرصة , وأحست بأنها ستبدع فيما تقوم به من عمل 0 قالت تيريسا :
ـ هل انتهيت ؟
ـ أوه 00 أجل 00 إنه مكان جميل 0
هزت الفتاة رأسها :
ـ يترك زاك دائما أصدقاءه يستخدمونه 00 ولكنك الأنثى الأولى التي تستخدمه 0
وهذا ما يزعج العائلة فعلا , علما أن جوديت لا تفهم السبب 0 أليس لديهم أصدقاء من كلا الجنسين ؟
أردفت تيريسا :
ـربما ستحبين الانضمام إلى لتناول الشاي في غرفة الاستقبال 0
ـ سأفعل هذا 00 ولكن يجب أن أطعم كلبي أولا 0
التوى فم الفتاة بسخرية :
ـ أراك فيما بعد إذن 0
توجهت جوديت إلى المطبخ ، فوجدت أن أندرو زود الطاهية بمعلومات تتعلق بتأمين الطعام للأشعث الذي كان خارج الاسطبل متمددا تحت أشعة الشمس 0 حالما رآها هب واقفا يدس أنفه في قصعة الطعام , وكأنه لم يأكل منذ شهر 0 التهم الطعام حتى أتى عليه كله , ثم رفع رأسه إليها مترقبا 0 فضحكت جوديت :
ـ أتريد المزيد ؟ أنا على يقين أن أندرو سيسر عندما سيتخلص منا , ربما بعد الاستحمام لن تظهر أشعث 0
سمعت صوتا أليفا يقول لها :
ـ قد يصبح التحدث مع نفسك عادة خطيرة 0
احمر وجهها عندما رفعت عينيها إلى أندرو 00 كان يتحرك بالسبة لرجل له الجسد الضخم بخفة كبيرة , فهي لم تنتبه لوجوده في الفناء حتى نطق تلك الكلمات 0 ردت بصوت منخفض :
ـ الكلام مع كلب قد يكون أخطر بكثير 0
راحت تحاول إسكات الكلب الذي طفق يزمجر على المتطفل فقال أندرو ساخرا :
ـ أتظنين هذا ؟
ـ ليته لا يكون صحيحا لأنني غالبا ما أقوم بذلك 0
ـ أعتقد أن لا وجوب للقلق إلا حين يرد عليك الكلب 00 ألن تنضمي إلينا لاحتساء الشاي ؟
استحسنت تغيير دفة الموضوع وذهلت لأنه يظهر لها مرحا بعد فظاظته الأولى 00 ولكن هذا كان متناقضا مع تعابير وجهه الخشنة 0
ـ سأدخل لأغتسل قليلا 00
ـ حسن جدا 0
وكأنما ندم على رقته , فارتد على عقبيه فجأة 0
نظفت جوديت نفسها ثم أسرعت إلى غرفة الاستقبال للانضمام إلى الأخوين 0 كانت قد بدأت تحس بالجوع وقد فكرت في أن يكون قليلا من البسكويت والتوست بالزبدة قد يسد جوعها حتى وقت العشاء 0
سمعت تيريسا تقول وهي تدخل الغرفة :
ـ الأمر سهل لك 00 فأنت في العمل معظم الوقت 00 فكيف لي أن أسلي صديقة زاك هذه ؟
تسمرت يد جوديت على أكرة الباب 00 إنهما يتحدثان عنها !
ـ إنها لا تحتاج إلى من يسليها 00 دعيها وخربشتها في المرسم فوق 0
خربشتها ! أحست جوديت بغليان الغضب في داخلها 0 كيف يطلق على الرسم صفة (( الخربشة )) ؟
أضاف قائلا :
ـ إن هذا المنزل منزل زاك أيضا , وإن كان لا يستخدمه حقا 000
فإذا كان يريد أن يستضيف هذه الفتاة فله مطلق الحق في ذلك , وليس علينا إلا حسن استقبالها , وهي في النهاية لن تمكث إلا ثلاثة أسابيع , بعدها قد لا نراها ثانية أبدا 0
ـ أشك في هذا 0 لقد اتصل بها منذ قليل , فشعرت بأن علاقتهما حميمة 0
ـ إذا كانت صديقة فلن تدوم صداقتهما أكثر مما دامت صداقاته الأخرى 0
ـ وهي تقول إنك تجدك وسيما 00 أتساءل ما قد تقوله بياتريس لو سمعت 0
ـ لن تقول سيئا 0 فرأي إحدى صديقات زاك البوهيميات لا يهمني ولا يهمها 0
لم ترعب جوديت في سماع المزيد , فعادت أدراجها إلى غرفتها قبل أن ينتبها لوجودها خلف الباب 000
كيف يجرؤ أن يقول ذلك ! صديقة بوهيمية 00 حقا ! باتت الآن تفهم زاك , وتفهم سبب تجنبه لهذا المكان 00 وتيريسا 00 كيف تجرؤ على ترديد الملاحظة التي قالتها هي عن وسامة أخيها ! ومن هي بياتريس ؟ لم يذكر زاك أمامها أن لشقيقه صديقة 0
سمعت طرقا على الباب , أعقبه صوت الخادم المتسائل :
ـ آنسة بار ؟
ردت ببرود مصطنع :
ـ نعم ؟
ـ طلب مني السيد تورنتون أن أسألك إذا كنت قد عدلت عن مشاركتهما الشاي 0
ـ آه 00 أجل 00 لدي صداع خفيف 00 سأخرج للتنزه قليلا 00 أرجوك بلغهما اعتذاري 0
ـ طبعا آنسة 00 أهناك ما تطلبين مني حمله إليك ؟ أسبرين مثلا ؟
ـ لا000 لا أحتاج إلا القليل من الهواء العليل 0 شكرا لك 0
حملت سترتها , وأسرعت إلى الخارج تحضر الأشعت للانطلاق نحو الحقول 0 كانت الخراف منتشرة في كل مكان , والحملان تقفز حول النعاج 000 ساعد هذا المنظر في تهدئتها , فجلست على جدار منخفض تراقب تحركاتها , وبينما هي كذلك رأت توأما يحاول كل منهما احتلال مركز قريب من أمه , وهما في ذلك يتدافعان ويتزاحمان 00 ثمة ما يريحها في مراقبة الصراع من أجل البقاء 00 فهي كانت مضطرة أيضا للصراع بطريقة ما في الميتم , لذا قررت ألا تدع عائلة تورنتون تؤثر فيها 0 لا شيء , لا أحد , سيمنعها من استخدام ذلك المرسم الرائع 0
ارتدت ثيابها بعناية للعشاء مختارة تنورة سوداء طويلة , وقميصا أزرق شاحبا زاد من إبراز لون عينيها 0 ثم سرحت شعرها حتى يظهر ذهبيا أكثر من المعتاد 0 حينما انتهت من إعداد نفسها نظرت إلى المرآة فطالعتها صورتها , كانت تبدو وقورا محترمة لا تشبه أبدا فتاة بوهيمية ! أوه 00 إن عجرفته أغضبتها حقا ,
فهي بنظره فنانة نكرة بدون أخلاق 0
حين وصلت إلى غرفة الاستقبال بعد دقائق كانت تيريسا وحدها , ولكنها لم تفسر لها غياب أندرو لبذي سرعان ما عرف مكان وجوده , فقد سمعت جوديت تحرك سيارة في لبخارج تبعه بعد قليل دخول أندرو بصحبة امرأة طويلة , سوداء الشعر , بنية العينين 0
كانت المرأة في فستانها الأسود وكأنها عارضة أزياء , و كان أندرو ساحرا في بزته السوداء وقميصه الناصع البياض , الذي أبرز بوضوح كبير لونه البرونزي واخضرار عينيه0 إنه فعلا مثال رائع للرجولة 0
اشتدت يد المرأة على ذراع أندرو بتملك , وضاقت عيناها وهي تقول بصوت هو أشبه بالفحيح :
ـ ألن تعرفنا إلى بعضنا بعضا ؟
ـ بياتريس تشامر 000 جوديت بار 0
كان صوت بياتريس خاليا من أي صدق عندما قالت :
ـ مسرورة أنا بلقائك 00 ألم يرافقك زاك ؟
ـ إنه مشغول 00 في باريس 0
ـ أليس هو كذلك دائما ؟ ألن نتوجه إلى غرفة الطعام , حبيبي أندرو ؟ فالآنسة بار دون ريب كمعظم الشبان جائعة 0
لقد بذلت هذه المرأة جهدا فائقا لنظهر بمظهر اللطيفة وقت العشاء 00 ولكنها لم تنس أن تؤكد من خلال تصرفاتها أحقيتها بأندرو الذي حافظ على مظهر المضيف الرائع , فلعب دوره بإتقان 0 استخدمت جوديت كلمة ((لعب )) في تفكيرها متعمدة 00 فقد كانت نظرته دائما حادة وشاملة حتى لم يكد يفوته شيء حتى توترها الذي ظهر حين أوقعت منديلها , أو عندما ارتجفت يدها قليلا وهم يرتشفون القهوة 0 وقد حدث عندئذ أن أطال نظرته إليها أكثر
مما يجب 0

قست تعابير ياتريس حالما لاحظت هذه النظرة وقالت متوترة :
ـ ألا يجب أن نذهب الآن حبيبي ؟ ألم نقل لسيلاس وسارة إننا سنزورهما بعد انتهاء حفلة عشائهما ؟
انتزع نظره عن جوديت بجهد ظاهر 0 ووقف ببطء :
ـ طبعا 00 ربما ترغب جوديت و تيريسا بمرافقتنا ؟
أعجبها اسمها حين نطق به رغم أنها انتفضت لذكره , فقد بدا رائعا بصوته العميق الأجش 000 ولكنها وجدت صعوبة في أن تحذو حذوه في عفويته 0
قطع صوت بياتريس عليها أفكارها :
ـ أشك في هذا 00 فلا أحسبهما تحبان الحفلات الخاصة الكبار 0
هز رأسه :
ـ طبعا 000 هلا عذرتمانا يا فتاتيّ !
حافظت تيريسا على نظرة ثابتة حتى غادرا الغرفة فأطلقت لضحكتها العنان :
ـ مسكين أندرو 00 إنها تحب أن تظهره بمظهر العجوز والمشكلة أنه يقع في فخها شيئا فشيئا 0
تلاشى جو التعالي عن وجه تيريسا , فأحست جوديت بأنها تعجب بهذا المظهر منها 000000
وابتسمت تيريسا ثم أضافت :
ـ إنها تحاول إقناعه بالزواج قبل أن يصبح عجوزا طاعنا 0
ـ لكنه ليس طاعنا في العمر 0
ـ هذا ما أقوله له دوما غير أنه لا يصغي إليّ 00 وليس هناك أسوأ من أن تكون بياتريس زوجة أخ ,
إلا أن تكوني أنت هذه الزوجة 0
وقفت لتغادر الغرفة بعجرفة تفوق عجرفة كلماتها 0
أطلقت جوديت شهقة لم تسمعها إلا هي نفسها , فتيريسا تعرف تماما متى تطاق سهامها المسمومة 0
عندما عادت إلى غرفتها راحت أفكارها تؤرجحها حتى جفاها النوم , وبقيت مستيقظة إلى أن عاد أندرو بعد الثانية عشرة بقليل 0000 ما أغرب هذا الرجل ! إنه لغز عميق في غموضه 00
فجأة دوى صوت هز صمت الليل 00 صوت سمعته اليوم من قبل 00 إنه عواء الأشعت من جديد !
يا إلهي ! إن لم تصمته أوقظ أهل البيت جميعهم !

انتهى الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور المهندس77   رد مع اقتباس
قديم 10-08-12, 12:51 AM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Aug 2010
العضوية: 181678
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: ombilal عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 12

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
ombilal غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كل عام وانتو بخير ورمضان كريم

 
 

 

عرض البوم صور ombilal   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 09:37 AM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243223
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: المهندس77 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المهندس77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

عناق الأعداء

دست جوديت قدميها في نعلها , ثم انطلقت تجتاز الدرج بجهد وصولا إلى الأشعت الذي عليها منعه من هذا النباح
الرهيب 0
ما الذي كدره بحق الله ؟ لقد بدا على ما يرام حين حملت إليه القصعة الثانية من طعامه , وكان متمددا حين تركته 000 في امتلاك كلب متاعب جمة لم تتوقعها !
كان القمر بدرا الليلة ,استطاعت تحت أشعة نوره رؤية الأشعت واقفا بباب الاسطبل نابحا , ولكنه ما إن شاهدها حتى توقف ونظر إليها جذلا يهز ذنبه 0 فقالت :
ـ لا فائدة من النظر إلي على هذا النحو 0 لقد أزعجت الجميع , بما فيهم الجياد ! فماذا دهاك الآن لماذا لا تنام ؟ فأنا تعبة وإن كنت غير تعب 0
ـ بدا لها هادئا وهي معه 00 ولكن ما إن أدارت ظهرها تعود أدرجها إلى المنزل حتى عاد يعوي ,
فرجعت إليه وصاحت غاضبة :
ـ توقف عن هذا أشعت ! لن أبقى طوال الليل معك 00 إلا إذا رغبت في أن أنام معك في الاسطبل 0
ـ قد يصمته هذا ولكنني لا أظنها فكرة حسنة 0
هبت جوديت على قدميها حالما سمعت الصوت المعتاد 0 فكادت تقع في عجالتها 000 إنها محرجة بدون تدخله !
راحت تهدىء الأشعت الذي طفق يزمجر ما إن رأى أندرو أمامه , علما أنها ودت لو تحذو حذوه أحيانا , غير أن الحرج في الأمر أن الكلب لا يقوم بهذا إلا أمام هذا الرجل 000 ابتسمت لأندرو :
ـ كنت أمزح 0
فالتوى فمه :
ـ أرجو ذلك !
كان ما يزال مرتديا سرواله الأسود , في حين أن أزرار قميصه مفتوحة وكأنه كان يوشك على خلع ثيابه عندما سمع عواء الكلب 0
نظر إلى الكلب الذي هدأ الآن :
ـ ما خطبه ؟
ـ إنه على ما يبدو لا يحب النوم وحده 0
ـ وهل منا من يحب ذلك ؟
احمر وجه جوديت 000 وكأنما أحس أندرو بالموقف الحميم مثلها 00 كانت تصرفاته الليلة مختلفة عما اعتادت رؤيته منه اليوم , فتذكرت تلك النظرات الممعنة التي كان يرمقها بها أثناء العشاء 00
ولكن بياتريس دون ريب تشبع حاجاته 0 ألم يخرجا معا منذ ساعتين ؟ ربما ذهبا إلى الحفلة , ولكن هذا لا يعني أنهما بقيا فيها طوال الوقت 00 وقد أكدت لها ملاحظته المتعلقة بعدم حبه للنوم وحيدا أن هناك علاقة ما بينه وبين بياتريس 000 فلماذا ينظر إليها هكذا إذن ؟
قال بصوت هامس بعد ما طال صمتها :
ـ جوديت ؟
ـ لا أدري ما أفعل به ؟
ـ ألن ينام هنا ؟
ـ لا أظنه يفعل 0
ـ اصحبيه إذن إلى غرفتك 0
ـ وماذا عن توم وتومي ؟
ـ لن يعرفا بوجوده إن أبقيته في غرفتك 0
ـ ولكنه متسخ 0000
قال بنفاذ صبر :
ـ أتريدين اصطحابه إلى المنزل أم لا ؟
ـ أريد طبعا 0
ـ افعلي هذا إذن 0
وارتد على عقبيه تاركا إياها 000 لقد كان يحاول التودد , فأفسدت عليه الأمر , عندئذ قالت ممتعضة :
ـ تعال يا أشعت 000 فلنذهب للنوم 0
ولكنها دهشت حين دخلت المطبخ فوجدت أندرو فيه 0
ـ أتودين بعض الشاي 000 أظنك بحاجة إليه 00 نعم نحن في نيسان , ولكن هذا لا يعني أن الطقس دافىء حتى تسيري بثياب النوم 0
كانت قد لاحظت حالما دخل المطبخ أن البرد قد اخترق عظامها فقالت مضرجة الوجه حياء :
ـ كنت على عجلة من أمري لأسكت الأشعت 0
ـ حسنا , استريحي الآن !
ـ أوه 00 لا00 أنا لا أرتدي ثيابا لائقة 0
زادت السخرية من اخضرار عينيه , فقال وهو يضع كوبي الشاي على الطاولة :
ـ لا بأس في بقائك على هذه الحال 0
شعرت أنها بحاجة فعلا إلى ما يدفئها , ولكنها لن تستطيع الجلوس معه وهي على هذه الحال 0 فماذا لو دخل عليهما أحد ؟ تيريسا مثلا 00 ماذا قد تستنتج إن رأتها بغلالة النوم ؟ قالت بحزم :
ـ سأصعد لأضع روبا 0
هز كتفيه , ثم راح يحتسي كوبه :
ـ افعلي ما تريدين 0 وإن شئت حمل الكوب إلى غرفتك فاحمليه 0
لم تكن تريد هذا 0 ذلك أن تعبها السابق قد ولى في الوقت الحاضر 0 كما أن تصرفا كهذا سيكون سوء أخلاق من قبلها 00 قالت بصوت رقيق :
ـ لن أغيب إلا لحظة 0
كان الأشعت يقفز على السرير رغم بذلها جهدا لمنعه منه 0
ـ لون هذا الغطاء وردي أيها الكلب الغبي ! انزل !
ولكنه كان قد وضع رأسه على قائمتيه ونام رغما عنها 0
ـ لقد رآني نصف عارية وما السبب إلا أنت 00 ومع ذلك لديك الوقاحة لتنام على الفراش !
غير أنها كانت تضيع جهودها عبثا 00 فتابعت وهي تخرج من الغرفة ساترة جسدها بروب المنزل 0
ـ سأتذكر هذا حين يحين أوان الوجبة القادمة 0
كان أندرو يصب كوبا آخر , فلما رأى مبذلها الأزرق قال ساخرا :
ـ أتحسين بأنك أفضل حالا ؟
ـ أجل 00 شكرا لك 0
راحت تحرك الشاي ليذاب السكر 00 فجلس قبالتها :
ـ أين الكلب ؟
ـ نام فوق 0
ـ إنه يحب الراحة 0
ـ أجل 0
ـ حسنا 00 منذ متى تعرفين زاك ؟
ـ منذ سنة ونصف تقريبا 0
ـ غريب 00 لم يذكر اسمك أمامنا قط 0
ردت جوديت على نظرته الفولاذية بهدوء خادع 00 فأدبه سطحي كأدب تيريسا , فهو لا يحبها أكثر مما تحبه أخته 00 قالت له :
ـ ربما لست مهمة إلى هذه الدرجة 0
ـ ربما 00 ولكن هذه الحال لا تنطبق الآن 0
وضعت كوبها من يدها متنهدة :
ـ انظر 00 ربما يجب أن أقول لك 00 زاك 00
ـ أنت لا تدينين لي بتفسير جوديت 00 إذا كان هناك من تفسير , فعلى زاك تقديمه 0
كان انزعاجه من أخيه الأصغر واضحا 0
ـ أظن أن على العودة إلى غرفتي 00 أشكرك على 000 أوه !
شهقت حين امتدت يده لتمسك معصمها , ونظرت إليه عابسة :
ـ أندرو !
ـ اجلسي رجاء ! أشعر أن علي أن أعلمك بوجود فتاة أخرى في حياة زاك تدعى ناتالي 00وعلاقته بها على ما يبدو وطيدة 0
ـ صحيح ؟
ـ صحيح ! لا أريد لك الألم 0
ـ ألا تريده حقا ؟
ضاقت عيناه , إلا أنها قصدت أن يكون تعبير وجهها خاليا من الانفعال 0 أحقا لا يريد لها الألم ؟ 00 ما خطب هذه العائلة بحق الله ؟ ألا يريدون لزاك السعادة ؟ حذرتها الأخت من زاك , وها هو الأخ يحذو حذو أخته 0
لماذا يصممون على حماية رجل ناضج قادر كل المقدرة على العناية بنفسه ؟
ـ لم يكن زاك شابا يعتمد عليه فيما مضى 0
ـ حقا ؟
ـ أجل 00آه لا أراك تحملين كلامي على محمل الجد جوديت 0
ـ بل أحمله 000
ثم هبت واقفة وهي تضيف قائلة :
ـ زاك شاب لا يعتمد عليه وهو على ما تعتقد على علاقة مع فتاة أخرى 00 أليس هذا صحيحا حتى الآن ؟
نظرت إليه ساخرة 000 فقال محتجا :
ـ تظنين أنني أبالغ ؟
ـ بل أنت تبالغ 0
ـ من المعروف عن زاك سرعة تنقله من حب إلى آخر 0
ـ وأنت لا تريد لي الألم !
سحب نفسا قويا بغضب , ثم تصلب كتفاه , وغدت عيناه باردتين كبرودة الثلج 0
ـ أتحسبين أنك ستكونين الفتاة الأولى التي ستأتي إلي باكية على كتفي حين يقطع العلاقة معها ؟ أولا كانت لوسي
ثم جانيت وبعدها ليدا 00 ثم 000
ـ حسنا 00 لقد أوضحت وجه نظرك مع أنني لا أفهم سبب بكاء هذه الفتيات على كتفك ! لماذا لا تؤمن قليلا بأخيك 0 ربما تكون هذه المرة مختلفة ؟
ومن الأفضل له أن تكون هذه المرة مختلفة , وإلا قتلته ناتالي ! قال موافقا :
ـ ربما 00 وإن كنت أشك كثيرا في الأمر00أتحبان بعضكما بعضا ؟
ـ بالطبع لا 00 كيف تجرؤ على هذا الإيحاء ؟
مرر يديه بقلق على عينيه :
ـ لست واثقا 00 ربما يستحسن نسيان هذا الحديث 0
ـ أتقصد أن تطلب مني كتم الخبر عن زاك ؟
ـ ربما عدم مفاتحته بما جرى خير 0
ـ خير لمن ؟ لك على ما أظن ؟ أيعلم زاك أنك تقدم دائما تحذيرا كهذا ؟ أشك في هذا ! فزاك رجل صادق , ولا يحب الخداع و الأكاذيب 0
صاح بها غاضبا :
ـ وسيصبح شابا غنيا عما قريب خاصة إذا تزوج 0
فصاحت به أيضا :
ـ إنه لمحظوظ إذن 00 فهو ينوي أن يتزوج قريبا جدا !
لقد عرفت الآن سبب التحذير ! فكلاهما يظن أنها تسعى وراء مال زاك 00 مسكينة ناتالي , ستصدم حتما عندما ستواجه المعارضة ذاتها , فهي مفرطة الحساسية في ما يتعلق بالمعارضات العائلية 00 وهذا ما يعرفه زاك جيدا 00 شعرت فجأة أن هذه الدعوة التي تلقتها منه لم تعد بريئة 00 ستتصل به صباح الغد لتستوضح أمر هذه اللعبة التي يلعبها 0
هب أندرو على قدميه :
ـ هل سيتزوج ؟ لم يذكر هذا أمامي ؟
ـ حقا ؟ ولماذا يخبرك ما دام لا يثق بك ؟
برقت عيناه غضبا :
ـ هل يثق بك أنت ؟
ردت بثقة , لأنها تعرف أن زاك يثق بها حقا :
ـ أوه 00 طبعا 00 فأنا و زاك على علاقة وطيدة 0
رد بشراسة :
أتحسبين أنك فائقة الذكاء جوديت ؟ أتظنين أن زاك قد يقدم على الزواج بك ؟ لا , أنا أؤكد لك إنه لن يتزوجك 0
وهي قادرة على تأكيد قوله أيضا , لولا عجرفته 00 قالت متحدية :
ـ حسنا 00 علينا التريث لنرى الخبر اليقين 0
تلاشت فجأة واجهة الأدب :
ـ أجل 000 وربما هذا سيساعدك على الانتظار !
وجذبها إليه بقوة , فعانقها بقسوة وكأنه يوقع عليها عقابا 000 كان من المفترض أن تكون حركته هذه إهانة لها , ولكن تجاوبها معه كان لا إراديا , فقد شعرت أنها غير قادرة على ضبط نفسها أو السيطرة عليها , وها هي ذراعاها تلتفان حول عنقه , وها مشاعرها تتأجج , ولكنها لم تلبث أن شهقت مرتدة عنه :
ـ أندرو !
لمعت عيناه بعض الوقت وكأنهما جمرتان سوداوان 00 ثم لم يلبث أن عاد إلى احتضانها 000 لم تشعر جوديت قط بمثل هذه المشاعر , فقد كانت أحاسيسها تستمد رهافتها من أحاسيسه المشتعلة 0
خفق قلباهما بإيقاع مرتفع مدويا بفعل العاصفة التي ما عادا يسيطران عليها 0 كانت تشهق متعجبة , فما من رجل حتى فرانسوا قد استطاع أن يؤثر عناقه هذا التأثير 0
بعدما وعت تجاوبها الشديد له ارتدت عنه وقد عقدت الصدمة والخجل لسانها 0
نظرت إليه والحياء يلفها لفا , فإذا بأندرو ينظر إليها ببرود حل محل ذاك الشغف الذي كان يسيطر عليه 0
فقال بوقاحة مهينة :
ـ أيكفيك هذا ؟
ـ أنت لا تطاق !
لم يحاول الاحتجاج :
ـ وأنا كذلك شقيق زاك 0 فماذا برأيك ستكون ردة فعله على ما حدث ؟
ردت ببرود ترد التحدي بآخر :
ـ سأسأله حين ألقاه 0
التوى فمه :
ـ أشك في هذا !
ـ حقا ؟
ـ أجل 0
رفعت رأسها بعجرفة :
ـ سأعلمك بما سيقول حالما أفاتحه بالموضوع 0
ثم ارتدت على عقبيها تغادر المكان , فوقف شامخا مسيطرا وكأنه ينوي إذلالها :
ـ جوديت ! لا تثيري متاعب بيني وبين زاك 0 فأنت ببساطة غير مهمة 00 ما أنت إلا الأخيرة على لائحة الشابات الطموحات اللاتي حاولن ويحاولن النيل من أخي الذي لن يتزوجك 0
لم ترد عليه , بل لم تستطع الرد ذلك أن أحاسيسها كانت خليطا مشوشا بين الغضب والألم 00 إنها تعلم أنها لا شيء , وأنها غير مهمة في عالم أندرو تورنتون 0 ولكنها بكل تأكيد ليست من الفتيات الطموحات 00 وهذا ما أغضبها 00 لقد ظن أندرو بها هذا الظن لأنها استجابت له , ولكنه تجاوب هو أيضا معها 0 فأين يضعه هذا ؟
تلك الليلة لم يغمض لجوديت جفن فكان أن استيقظت ودوائر سوداء تحدق بعينيها 000 كانت تتذكر كل لحظة وهي بين ذراعي أندرو 0 وما أشد ما كانت راحتها كبيرة حين قصدت غرفة الطعام فوجدتها خالية من وجود أندرو 000 أعلمها الخدم بأنه خرج إلى عمله , وبأن تيريسا خرجت للتنزه على ظهر جواد 0
أخرجت الأشعت فأطعمته قبل أن تعود لارتشاف فنجان من القهوة فقط لأنها لم تكن جائعة 0 فقد نجح أندرو في إذلالها ليلة أمس , وعليها أن تتصرف وكأن شيئا لم يحدث 0 ما إن أنهت قهوتها , حتى اتصلت بزاك وقد كان من حسن حظها أنه من رد على اتصالها :
ـ جوديت 00 ماذا حدث ؟
ردت بجفاء :
ـ أنت تعرف أن شيئا سيحدث 0 أيها المتآمر العديم المسؤولية 000
قاطعها بحيرة ظاهرة :
ـ هاي 00 ماذا حدث ؟
ـ أنت تعرف جيدا 00
ـ لو كنت أعرف لما سألتك 000 ومع ذلك سأتكهن 00 هل بدأ أخي الكبير بمضايقتك ؟
ـ أنت على حق 0
ـ يا إلهي ! إنه لم يضيع وقته !
ـ حسنا ؟
ـ أوه 00 جوديت 00 أنا لم أقصد استخدامك كبش محرقة 000 و000
ـ وماذا ؟
ـ لقد رأيتهما بأم عينك 00 سيحطمان ناتالي 000 لقد حدث أن ذكرتها مرة واحدة منذ شهر , فارتاب بها 0 لذا لن أعرضها للتصادم مع أندرو و تيريسا حتى أكون واثقا منها , فأختي الصغيرة تعتبر الأخ الأكبر مثالا أعلى ,
وبطلا لا يخطىء , تتبع خطاه , وترى رأيه بشأن صديقاتي اللاتي هربن بمعظمهن من عدائيتهما 0
ـ أما أنا ؟
كانت ضحكته مسموعة عبر الهاتف 0
ـ آه 00 أنت مختلفة , فلا أعرف أنك تهربين من أي شيء حتى المعارك 0 كنت أعرف ماذا سيظنان حين وصولك , بل هذا ما كنت آمل أن يفكرا فيه 0
أحست أنها على خشبة في بحر هائج :
ـ وهل أجرؤ على الاستيضاح ؟
ـ إنه نوع من الهجوم المضاد 00 فناتالي عنيدة , وإن صممت على شيء فلن يغير رأيها أحد , لذا أريد في هذه المدة أن تبقى بعيدة عن التعرض للأخطار 0 فلو ظنت مجرد ظن أن هناك معارضة على زواجنا لامتنعت عن مقابلتي 0
إنه يعرف ناتالي حقا ! وهذا ما استهجنته , فلم تكن تعرف أن شخصا مثله قد يغوص إلى أعماق نفسها 00 وهذا ما أكد لها مصداقيته 0
ـ لكن هناك مشكلة 00 فحين كان أخوك يحذرني منك ليلة أمس 00 قال لي إنك على علاقة مع فتاة تدعى ناتالي
ثم ذكر أسماء لوسي وجانيت وليدا 0
ـ أو ذكرهن ؟
ـ أجل 0
واتسعت بسمتها حتى أصبحت ضحكة أزالت عنها غضبها 0
ـ لن أثق بأندرو 00 حسنا 00 عرفتهن في الماضي 00 أما في الحاضر فليس عندي إلا ناتالي 000
ـ التقيت بصديقته ليلة أمس 0
ـ بياتريس ! إنه يحب زج أنفه في شؤوني 00 ومع ذلك لا أتمنى أن تكون بياتريس له ! إنه غير قادر على رؤية الخبث فيها 0
ـ أوه 00 لن أذهب إلى هذا البعد 00
ـ أما أنا فبلى 00 فبياتريس تريد أن تكون سيدة تورنتون كاسل التالية , وأندرو حتى الآن لم يعترض 0 إنني و تيريسا للمرة الأولى اتفقنا على رأى فكلانا يظنها رهيبة 0
ـ لا يظهر أن أخاك يراها رهيبة 0
ـ وهذا غريب , فهو يفهم عادة نفسية الناس 0
ـ وهو يظن أنه يراني على حقيقتي , مؤمنا أنني أجري وراء مالك 00 يقول إنك على وشك أن ترث مبلغا من المال 0
ـ نعم , سأرث هذا المبلغ بعد عشرة أشهر , أي حين أبلغ الخامسة والعشرين , أو عندما أتزوج 0
ـ أتعرف ناتالي هذا ؟
ـ لا 00 فلو عرفت لأنهت علاقتها بي , معتقدة أنني أريد الزواج بها لأرث المال 0 وأوكد لك أنني لست بحاجة للمال , ولو كنت أريده لتزوجت منذ سنوات بعيدة 0
ـ زاك 000
ـ سأبوح لها بكل شيء قبل زواجنا , لأنني لن أجرؤ على المخاطرة 00 فهل ستساعديني ؟
تنهدت :
ـ وكيف ؟ بأن أتخذ من نفسي وسيلة تضليل ؟
ـ حسنا 00 لو صدقا أنك فتاتي , فلن يفكرا في زج أنفيهما في شؤوني هنا 0
ـ ولماذا لا تأتي إلى منزلك ؟
ـ لدي مشروع أقدمه إلى الكلية , أو هذا ما قلته لآندرو 00 قومي بهذا من أجلي رجاء , وسأجعلك رئيسة وصيفات العروس 0
ـ لا تغريني بما هو قائم بإذنك أو بدونه 000 لقد رتبت معها كل شيء منذ نعومة أظفارنا 0
ـ وأنا اقتحمت عليكما خططكما 0
ـ هذا إذا قبلت بك 0
ـ إذن ستساعديني 00 تساعديننا 00 ؟
ـ حسنا 00 إنما لن أمكث هنا إلا ثلاثة أسابيع 0 أتفهم ؟
ـ ليتني أقنعها بالخطوبة قبل انتهاء المدة , فإن أجبرتها على الالتزام فلن تتراجع بعدها أبدا 0
أما أنت فسأمنحك دعمي 0
ـ سكرا لك 00 وماذا أفعل به ؟
ـ ابتعدي عن طريق أندرو 0
ـ هذا ما سيحدث 000 فلتوافق على الزواج بك قريبا لأنني لن أتحمل هذا الضغط الذي أتعرض إليه في منزلك 0
أقفل زاك السماعة ضاحكا 00 فالابتعاد عن طريق أندرو قولا سهل , أما فعلا فصعب 0 خاصة وأنه يقف ضدها
ولكن بما أنها وافقت على مساعدة زاك , فلن تخذله 0
التقطت دفترا , واصطحبت الأشعت معها لتسير في الحقول 000 سار الكلب معها على مضض , لأنه انزعج حين أيقظته من غفوته الصباحية , ولكنه بدا في مزاج أفضل حين جلست تحت شجرة تحدق إلى الأراضي الريفية الممتدة أمامها 0 لقد كانت تظن أن الريف يبعث إلى النفس الملل , ولكن هذا المكان جميل خلاب , فأوراق الأشجار الخضراء تزهو في هذا الربيع , والشمس ترسل أشعتها الدافئة مهشمة حدة الريح 0
وضعت جوديت أمامها عدة الرسم , وراحت ترسم هذا الجمال المترامي أمامها 0
نام الأشعت قربها نوما لم يكن يستيقظ منه إلا إذا اقتربت منه ذبابة أو نحلة 0
كان وقت الغداء أزف حين فكرت في أندرو 00 لقد كان قاسيا ظالما معها , ورغم ذلك لم تنسه 000وقفت بحدة وقد فقدت تركيزها على ما ترسم , وقالت للكلب :
ـ هيا بنا نذهب 00 لقد حان وقت الغداء , سأغسلك بعد الظهر , فلست قذرا فحسب , بل نتنا أيضا 0
لم يفزع الأشعت من كلمة ((سأغسلك )) لذا شكت في أنه اغتسل يوما !
كانت تيريسا تخرج من الاسطبل حين وصلت جوديت إلى الفناء الخلفي 00 بعد طريقة فراقهما ليلة أمس , لم تعرف جوديت كيف تحيي هذه الفتاة , ولكن تيريسا لم تكن تشعر بمثل هذا الكبت , إذ كان وجهها مشرقا مبتسما من جراء النزهة 0
ـ هل كان صباحك ممتعا ؟
ـ آه 00 أجل 00 شكرا لك 0
لو قالت إنها دهشة وقلقة من هذا الود المفاجىء , لما أوفت ما تحس به من حقه 0
ـ أعتذر 00 لقد كنت فظة معك ليلة أمس 00
ـ أنا 00 حسنا 00 لا بأس 0
فابتسمت الفتاة ثم أردفت :
ـ يجب ألا تحملي كلامي على محمل الجد 00 فليس هناك من سبيل للمقارنة بينك وبين بياتريس 0
ـ شكرا لك 0
ضحكت تيريسا :
ـ أظن قولي كان إطراء لك 00 فهل تتساءلين اماذا ؟ أوه 00 لا تقلقي 00 أنا لا أقلب صفحة جديدة فجأة 00 ولكنني موقنة من أن لا داعي لما ذكرته البارحة إطلاقا 0 أتعرفين أنني أجدك ناضجة قبل الأوان 0
تهلل وجه جوديت ولكنها بقيت متحفظة وقد تذكرت دورها :
ـ هذا ممكن 0
ـ لا ألومك على التردد في الثقة ني 00 فلو كانت الظروف التي تحدق بك تحدق بي لفعلت الشيء ذاته 0
ـ أحقا ؟
ـ أجل 000 حسنا سأراك وقت الغداء 0 يجب أن أستحم الآن 0
وهذا ما فعلته جوديت أيضا , تاركة الأشعت في الخارج 0
أحست بالسرور و الرضى لما رسمته هذا الصباح 0 مع أنها لم تكن مستعدة بعد لبدء الرسم الذي تفكر فيه 00
فهي تريد أن تجد المنظر الذي تفكر فيه قبل البدء 0
إنها الآن جائعة , وشواء بوم الأحد اللذيذ كانت تتنشقه , وهي تجتاز الردهة 00 بعد اختفاء تيريسا في غرفتها تعسر عليها معرفة ما إذا كان أندرو سينضم إليهما للغداء , ولكن بينما هي تفتح باب غرفة الاسنقبال حصلت على الرد 00 فلم يكن هو فقط من سينضم إلى الغداء بل بياتريس تشارمر كذلك 0 كانا متعانقين بشغف شديد حين دخلت جوديت عليهما تنظر بازدراء !




انتهى الفصل الثالث










 
 

 

عرض البوم صور المهندس77   رد مع اقتباس
قديم 20-08-12, 09:42 AM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243223
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: المهندس77 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المهندس77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

كل عام وانتم بخير
عيد سعيد

 
 

 

عرض البوم صور المهندس77   رد مع اقتباس
قديم 28-08-12, 06:59 AM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2012
العضوية: 243223
المشاركات: 18
الجنس أنثى
معدل التقييم: المهندس77 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 48

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
المهندس77 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : المهندس77 المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

الفصل الرابع


حمام المشاعر


حين همت بالعودة من حيث أتت , رفع أندرو رأسه , فلما رآها ضاقت عيناه , ثم لم تلبث أن التفتت إليها بياتريس
والكراهية تقفز قفزا من عينيها 0
تحركت برشاقة عنه , وقالت بغضب :
ـ حقا أندرو !00 لقد بات يستحيل على المرء الحصول على بعض الخلوة في هذا البيت مؤخرا !
ـ إن جوديت لم تقصد التطفل 0
كانت المرة الأولى التي تشاهده فيها جوديت بعد عناقهما , وبعد معاملته لها بازدراء 000 فبذلت جهدها لئلا تتضرج وجنتاها خجلا , وقالت بخفة وهي تغلق الباب وراءها :
ـ ربما يجب أن تضعا يافطة على الباب !
لمع الغضب في عينيه وقال بحدة :
ـ لم أجد أن هذا ضروري في منزلي 0
جلست جوديت تنظر إليهما ببرود , راضية عن نفسها بما ترتديه من تنورة صيفية , وقميص أزرق مع أنهما لا يقارنان بتنورة بياتريس المصنوعة يدويا أو بقميصها الحريري 0
علمت أنها بصمتها أزعجته , فقد كان يتوقع منها ردا استعاضت عنه بنظرة هادئة هي أبعد ما تكون عن الواقع 000 ولكن إذا كان عليها تمثيل هذا الدور لصالح زاك , فهي مضطرة للبدء بالوقوف في وجه أخيه المتغطرس 0 فإن تركته يعلم أنه قادر على إرهابها من أول جولة , فلن تضر بذلك إلا زاك 0
فهي مضطرة للبدء بالوقوف في وجه أخيه المتغطرس 0 فإن تركته يعلم أنه قادر على إرهابها من أول جولة , فلن تضر بذلك إلا زاك 0
ولكن بياتريس على ما يبدو أساءت فهم صمتها 00 فنظرت إليها تبتسم بانتصار 0
ـ وماذا فعلت هذا الصباح ؟ (سألها أندرو )
ـ دخلت المرسم , ثم قمت بنزهة وقبل ذلك تحدثت إلى زاك طبعا 0
ـ زاك 0
وكأن ما سمعه أجفله 0
ـ حقا ؟
هزت رأسها :
ـ أجل 000 وهو يرسل لكي حبه 0
راقبت اللون الأحمر يتصاعد إلى وجهه , ثم سمعته يقول بخشونة :
ـ صحيح ؟
أخذت تتمتع بهذا , فهي للمرة الأولى تحس بأنها تسيطر على أندرو تورنتون الذي كان يائسا لمعرفة ما إذا كانت نفذت تهديدها , فأخبرت زاك بذاك العناق 0 ردت عليه :
ـ أجل 00 أكدت له أنكم جعلتموني جميعا أحس بأني على الرحب والسعة 0
اشتد ضغطه على فكه , وقال :
ـ أنا سعيد لأن هذا ما هو عليه شعورك 0
لمع في عينيها بريق الانتقام :
ـ أوه 00 أجل 00 خاصة لطفك الزائد ليلة أمس عندما أصريت على أن تعد لي كوب شاي 0 يا للطفك ودماثتك!
شهقت بياتريس :
ـ أندرو 0000 ؟
تابعت جوديت تدعي البراءة :
ـ خاصة وأنني لم أكن أرتدي ثيابا مناسبة 000 شعرت وكأنني امرأة غير محتشمة وأنا جالسة بغلالة النوم 0
إلا أننا راشدان 0
نظرت إليه بتحد , وهي تعلم من لمعان الغضب في عينيه , واشتداد ضغط فكه , أنها دفعته إلى أقصى حدوده في يوم واحد , وهذا كاف ليفهم أنها لن تسمح له بالتلاعب بها أو بمضايقتها , فأضافت بابتسامة مشرقة :
ـ أنت دون شك شاهدت نساء لا يحصى عددهن في ثياب خفيفة 0
استشاطت بياتريس غضبا بينا على ملامحها 0
ـ أندرو !
فنظر إليها ببرود يتحداها أن تستجوبه أو تحاسبه على ما يفعل :
ـ نعم ؟
غضت طرفها عنه ثم نظرت إلى جوديت بكره قائلة :
ـ ألن نتناول الغداء ؟
في تلك اللحظة دخلت تيريسا الغرفة , ترتدي ثوبا حريريا أخضر وتلقي التحية بإشراق دون أن تحس بالجو المشحون بين الجالسين الثلاثة 0
إلا أن جوديت كانت تحس بغضب أندرو وتعلم أنه يحضر لها ردا مناسبا على جرأتها عليه أمام بياتريس 00 فلقد أحرجته بعض الشيء لها أو بالأحرى أغضبته , لأنه لا يشعر بأنه مدين للأخرى بأي تفسير 00 ولكنه بالتأكيد سيطلب تفسيرا من جوديت قبل مضي هذا اليوم 0
حين غادر مع بياتريس 0 تنفست جوديت الصعداء غير أن تيريسا لاحظت أن هناك أمرا ما فسألت :
ـ أتساءل 00 لماذا تشاجرا ؟
ـ وهل يتشاجران عادة ؟
ـ أجل 00 وهل تتشاجرين مع زاك ؟
ردت دون تردد :
ـ أبدا 0
ـ أتحبينه ؟
ـ بطريقة ما 00
فلو تزوج ناتالي لأصح بمثابة صهر لها , ذلك أنها و ناتالي أشبه بشقيقتين 0 ابتسمت ووقفت :
ـ يبدو أن لكل إنسان شخصا يحبه إلاي خاصة وأن قريتنا لا تنعم بشبان مثيرين 0
ـ هناك بيار ليون 0
نظرت إليها تيريسا بحدة , ولكن التوتر زال عنها حين التقت عيونهما :
ـ إنه دائم الانشغال ولا يهتم إلا بمرضاه 00 ماذا ستفعلين بعد الظهر ؟
احترمت جوديت رغبتها في عدم التحدث عنه 0
ـ كنت أفكر في تنظيف الأشعت 0
ضحكت تيريسا :
ـ لقد آن الأوان !
ـ وهذا ما أظنه 0
ـ لو كنت مكانك لغيرت هذه الملابس 0 لقد حدث أن ساعدت أندرو مرة , وهو يحمم توم وتومي 000 بناء على خبرتي أتوقع أن تتسخي أنت أكثر مما ستنظفينه 0
عملت جوديت بنصيحة الفتاة , فارتدت أقدم جينز وقميص لديها وهما كلاهما ملطخ بالدهان , ثم ربطت شعرها وانطلقت إلى الخارج حيث وجدت الأشعت نائما 000 إن هذا الكلب يقضي معظم حياته نائما 0
توجهت إلى الإسطبل لتتناول منه المغطس المعدني الذي ذكرته تيريسا أمامها , فهو ما يستخدمه أندرو لكلبيه 00 راقب الكلب تحركاتها باهتمام وهي تحمل الماء في الدلو من حوض الإسطبل 0
ـ ماذا تفعلين بحق الله !
ردت حانقة متعبة من حمل الماء :
ـ وماذا ترى أنني أفعل ؟
ـ لماذا لم تستخدمي الخرطوم ؟
ـ أي خرطوم ؟
دخل الإسطبل وعاد يحمل خرطوما بلاستيكيا أحمر اللون 0 وقال ساخرا :
ـ هذا الخرطوم !
كادت جوديت تصرخ , لقد تعبت من نقل المياه مع أنها كانت قادرة على ملئه في دقائق بواسطة هذا الخرطوم 0
ـ لم يقل لي أحد إن هناك خرطوما !
هز كتفيه :
ـ كان معلقا في الداخل قرب الحوض 0
ـ حسنا لم أره !
ـ هذا واضح 0
كرهت منه تفوقه هذا فسألته :
ـ هل عادت الآنسة تشارمر إلى المنزل ؟
ـ أجل 00 لقد كان ما فعلته منذ قليل خسيسا 0
ـ إنه في خساسته يشبه ما فعلته بي أمس 0
التوى فمه :
ـ لا أذكر أن هذا كان رأيك في ذلك الوقت 00 بل الواقع أنه أعجبك 0
ـ وأعجبك أيضا 0
لم تتمكن من النكران , فحاولت السخرية منه إخفاء لحرجها , وهو أيضا لم ينكر الأمر , بل وقف بتحد وكأنه الشيطان نفسه 0 قال بهدوء وعيناه تداعبان وجهها :
ـ ربما يجب أن نكتشف هذا الإعجاب في وقت آخر ملائم 0
ـ وهل نسيت الآنسة تشامر ؟
ـ وهل نسيت أنت زاك ؟
ـ لم أنسه 00 فهو في أفكاري دائما 00 والآن 00 اعذرني أريد تنظيف الأشعت 0
ـ قد يكون هذا صعبا 0
ـ لماذا ؟
ـ أظنه فهم ما تفعلين واختفى وراء الاسطبل !
استدارت جوديت شاهقة 00 لقد اختفى الكلب فعلا 0
ـ اللعنة ! اللعنة اللعنة !
ولولا وجود أندرو لضربت قدميها بالأرض !
ـ لقد كسرت ظهري وأنا أنقل الماء إلى الحوض , ثم أتيت أنت فأخفته 0
اتسعت عيناه وهو يراها تظلمه , ولكنه لم يلبث أن راح يبتسم ابتسامة سرعان ما أصبحت قهقهة 0
ـ علام تضحك ؟
توقف عن الضحك جاهدا 0
ـ وكأنك فتاة صغيرة في غضبك هذا !
ردت بصوت منخفض خطير :
ـ حقا ؟
رد مبتسما ثانية :
ـ حقا !
لاحظت جوديت هذه المرة أن بسمته زادته فتنة , فاختطف بذلك أنفاسها وقلبها 00 إن هذا الرجل مدمر حين ينسى قسوته 000 ولكن يستحيل أن تكون قد بدأت تنجذب إليه ! فهذا لن يساعد زاك أبدا 000 لا 00 يجب ألا تسمح لنفسها بالانجذاب إلى رجل قادر على تدميرها لو أراد 0
استدارت تربد الذهاب :
ـ سأحاول البحث عن الأشعت قبل أن يبرد الماء 0
فعاد إلى توتره وقسوته 0
ـ طبعا 0 لدي شامبو مناسب له سأحضره , وهو ما أستخدمه عادة حين أنظف كلبي 0
ـ وأين هما الآن ؟
ـ مع مدير الأملاك الذي يعتني بهما غالبا خاصة في غيابي 0
ـ وهل تغيب دائما ؟
ـ أحيانا لا 000 سأحضر الشامبو لكي 0
استدار مبتعدا , أما هي فراحت تبحث عن الكلب وهي تفكر في أندرو الذي تخلى عن قسوته تجاهها , وهذا ما أقلقها 0
بعد دقائق سمعت وقع خطى حصان مغادر , فالتفتت فإذا بها ترى أندرو ممتطيا حصانا أسود وكأنه الشيطان نفسه 000
خرجت تيريسا تقطع الفناء الخلفي , ترتدي ثياب الركوب :
ـ أهو أندرو الذي خرج فارسا ؟
ـ أجل 000
راحت تقرأ التعليمات على الزجاجة التي تركها لها , متمنية أن يظهر الأشعت قريبا , فهذا الحيوان يختفي ببراعة تامة 0
ـ أكان يضحك ؟
ضحكت جوديت أيضا :
ـ ولماذا تبدين مصدومة ؟
ـ كيف لا أصدم وهو لا يضحك أو يقهقه , بل يلوي فمه قليلا بابتسامة ساخرة 0لم أسمعه على هذا النحو منذ سنوات 0
ـ وكأنه يجدني مضحكة 0أو على الأقل طبعي يضحكه 0
ـ لا يهمني ما الذي يضحكه , بل أنا مسرورة لأنه يضحك 0 فما أروع سماع ضحكاته !
هزت جوديت كتفيها :
ـ من يعلم قد يجد في ما يضحكه غير ذلك 0
ـ جوديت 000
ها أنت أيها الكلب السخيف !
ما إن أطل الكلب من خلف الاسطبل حتى انحنت فوقه قائلة لتيريسا :
ـ أعينيني حتى أضعه في الحوض 0
ـ أوه 00 حسنا 0 ولكن اعلمي أننا سنبتل 0
وكانت صادقة حقا 0 فقد قاوم الأشعت جهودهما لغسله بهدوء , فصبر عليهما حتى فركتا فروه ثم قفز من الحوض وراح يهز نفسه ناشرا الماء في كل مكان 0 صاحت تيريسا تحاول الهرب من البلل , ولكن الأوان قد فات , فقد تبللت أكثر من الأول حتى التصقت ثيابها بجسمها وارتجفت رغم حرارة الشمس 0
ـ عظيم 00 أظنني مبللة أكثر منه !
بدأت جوديت بالقهقهة , ثم لم تلبث أن انضمت تيريسا إليها , متخلية عن عدائها , ساعية بكل ما أوتيت من قوة للمساعدة في تثبيت الكلب 000 بدأت جوديت تفرك جلده ليجف , ثم نظرت إليه بإعجاب :
ـ يبدو أحسن حالا الآن 00 أليس كذلك ؟
وافقت تيريسا بعد ما انكشف لونه الرمادي والأبيض الجميل :
ـ ويبدو جميلا كذلك 00 والآن فلنركض به قليلا حول الاسطبل قبل أن تمشطيه 0 فهذا ما قد يجففه بسرعة 0
اعتقد الكلب السخيف أنه يتسلى بالركض مرات ومرات حول الاسطبل , حتى تهالك أخيرا على باب المطبخ وهو ينظر إلى الفتاتين مترقبا 0 قالت تيريسا :
ـ أظنه بحاجة إلى الطعام 0
وتهالكت جوديت قربه وقالت لاهثة :
ـ ليس قبل أن أمشطه 00 اذهبي وبدلي ثيابك قبل أن تصابي بالرشح 0
ـ وأنت مبتلة حتى العظم أيضا 0
ـ سأغير ملابسي بعد انتهائي 0 فحالتك أسوأ من حالتي بكثير 0 اذهبي واستحمي , لن أتأخر 0
ما إن انتهت من تمشيطه حتى بدا حقا جميلا 00 إنه راعي غنم اسكتلندي ‘كولي ، أصيل , ولكنه حين رمى نفسه على قطعة اللحم لم يبد كذلك إطلاقا 0 بعد ذلك تركته لتفرغ الحوض , ولتحمله إلى الاسطبل بغية تعليقه على الجدار , ولكنها فؤجئت بأندرو يقول :
ـ دعي هذا لي 0
تناوله منها ليعلقه , فوقفت متوترة بين دائرة ذراعيه , تحس به قريبا منها 0
استدارت مرتبكة بين ذراعيه مما أدى إلى قربها منه أكثر , فقفزت مذعورة فارتطمت بالجدار خلفها 00 أخفض نظره ثم قال شاهقا وقد لمس ثيابها المبتلة :
ـ يا إلهي ! ماذا فعلت بنفسك ؟ أنت مبللة حتى العظم !
رطبت شفتيها بطرف لسانها :
ـ أنا 00 كان الأشعت 00 كريما جدا بمياه حمامه 0
أحست بحرارة يديه على ذراعيها , فانحبست أنفاسها في فمها 000 عندما سمع شهقة الذهول رفع عينيه الزمرديتين إلى عينيها وقال بخشونة وهو يفك شعرها من عقدته ويتركه ينسدل كشلال حريري على كتفيها :
ـ فكرت فيك عندما كنت خارجا 0
حينما كانت بين ذراعيه وجدت صعوبة كبرى في التقاط أنفاسها فردت وعواطفها تهدد بالانسلال من بين يديها :
ـ صحيح ؟
أجل 00 ولكنني لم أفكر في ما أفعله بل إني لم أتخيل أنك ستكونين بانتظاري هنا 0
ـ أوه 00 لكنني 0000
وتوقف ما يمكن أن يقال بينهما , وراحت مشاعرها تغرد , ودوار يتغلغل بين حواسها , وإحساس مجنون
ملهوف يستحوذ عليها 0
سمعته يتمتم :
أنت الكمال بعينه ! ناعمة , رقيقة 00
لم يكن لها عهد من قبل بإحساس كهذا , إحساس لذيذ يستولي عليها تدريجيا , ويطبق عليها 0
ـ جوديت ؟ أندرو 00 ؟ هل أنتما في الداخل ؟
كانت جوديت طوال الوقت الذي انتظرا فيه رحيل تيريسا تنظر إليه بعينين مذعورتين , ووصف الذعر في الواقع لا يفي ما كانت تشعر به 00 لقد كانت أكثر من مذعورة , فالتجربة التي مرت بها عصفت بعواطفها 0
ابتعد أخيرا وقع أقدام تيريسا , فابتعد أندرو عن جوديت00 وفيما راح ينظر إلى السقف ساهما خافت أن تتحرك
ثم قال بصوت أجش :
ـ فلنترك ما حدث منذ قليل دون بحث أو اتهامات متبادلة 000 أظن أن عليك الذهاب من هنا !
تعثرت وهي تقف على قدميها , تسوي ثيابها المشعثة وتركض إلى الباب 0 ولكنها قبل أن تنطلق في عدوها , التفتت إليه لحظة , فإذا به ما يزال واقفا في مكانه 000 كان من حسن حظها أنها لم تشاهد أحدا أثناء عدوها إلى غرفتها التي ما إن وصلت إلى بابها حتى استندت إليه بضعف ونبضاتها السريعة ترفض أ ن تبطىء 00 ما حصل منذ قليل أثار اضطرابها , وتركها غير قادرة على الثقة بنفسها 00 لم تكن لتصدق يوما أنها ستتصرف هكذا , وبمحض إرادتها 0 ولا يمكن أن تصدق أن لرجل مثل أندرو تورنتون هذا التأثير كله فيها 000
لم يؤثر حمام سريع أقل تأثير في تبريد أحاسيسها , فكان أن تركت المنزل لتمسي مع الأشعت مضرجة الوجنتين خجلا , مرتجفة الجسد 0
ربما استغلها أندرو ليلة أمس ليلقنها درسا 00 لا مجال للإنكار أنه اليوم قد أثر فيها عميقا تاركا ما حدث دون بحث أو اتهامات متبادلة 000 هذا ما طلبه , ولكن ماذا عن إحساسها هي ؟ أيمكن أن تنسى ببساطة ما جرى ؟
اختفى ثانية الأشعت عنها ولكنه سرعان ما عاد حين نادته وكأنه حفظ اسمه الجديد , ولم يلبث أن عاد إلى تقلقله وكأنما يريد الذهاب من جديد , ثم طفق بالنباح فنسيت ما فكرت فيه لحظات , فهناك أمر ما , والأشعت يشير إليها بأن تلحق به 0
سرعان ما اكتشفت السبب00 فقد كان في الحقل المحاور نعجة ميتة , وإلى جانبها حمل صغير لم تر قط أصغر منه , فعمره لم يتجاوز اليوم 00 حارت جوديت في ما تفعل بالحمل 000 فهل تحمله معها أم تحضر أندرو إلى هذا المكان ؟ بعد تفكير وجيز رأت أن الرأي الأخير هو الأصوب والأسلم 0 فهي لا تعرف شيئا عن الخراف إلا أنها مكسوة بالصوف وفاتنة !
طلبت من الأشعت أن يبقى مع الحمل وقد فهم على ما يبدو طلبها ! إذ جلس أمام الحمل الذي أظهر ارتباكه أنه لن يجرؤ على التحرك من مكانه 0
ركضت مقطوعة النفس إلى المنزل , فسألت باتون عن مكان أندرو فأخبرها أنه في مكتبته وأنه لا يريد أن يزعجه أحد 000 كانت تعرف لماذا يريد الوحدة , ففكره مشغول بالاتهامات التي تدور في فكرها 0000 حسنا 00 لا دخل للمشاكل الخاصة بحياة حمل صغير 0
حالما دخلت الغرفة رفع أندرو عينيه عابسا غير مدع أو متظاهر بالانشغال بالعمل 0
ـ ماذا تريدين ؟
ـ هناك خروف 00 أعني نعجة , وحمل , و00
تنهد وضاقت عيناه :
ـ اهدأي جوديت ! لدينا من النعاج عدد كبير , أما الحملان فلا تعد ولا تحصى 0
ـ أعرف 00 ولكن هذه النعجة ميتة وحملها ضائع 0
هب واقفا بسرعة خشية أن يضيع مزيدا من الوقت 0
ـ اصطحبيني إلى المكان 0
وانطلقا معا إلى موضع الحمل فلما شاهدته والأشعت قربه تنفست الصعداء 00 بدا الحمل وكأنه لا يفهم أن أمه ميتة , فما زال ملتصقا بها 0
ركع أندرو أمامهما , يتحدث بلطف إلى الحمل المذعور ويتفحص الأم فسألته :
ـ لماذا ماتت ؟
ـ يصعب أن أعرف 0 إنها صدمة 00
وحمل الحمل المحتج بين ذراعيه :
ـ آسف يا صغير 00 إنما ما العمل لقد ماتت 0
ترقرقت الدموع في عيني جوديت وكررت كلامه :
ـ صدمة ؟
ـ أظن أن هناك ما أرعبها رعبا شديدا 000 تأتي كلاب القرية أحيانا هنا للعب 00
ما إن رأى الدموع تترقرق في عينيها حتى عبس بشدة لأول مرة :
جوديت ؟ ما الأمر ؟ ما بك ؟
ابتلعت ريقها بصعوبة وقالت بصوت متحشرج :
ـ لدي ولدى الحمل قاسم مشترك 0 فكلانا يتيم 0
ـ أنت يتيمة الأبوين ؟
ـ منذ سنوات طوال 0
ـ آسف 00 ولكن هذا الفتى الصغير لن يبقى يتيما فترة طويلة 0 سأجد له أما جديدة تتبناه 0 هل تبناك أحد ؟
ـ لا 00 لأنني كنت كبيرة , في الثالثة من عمري 0 وابنة الثالثة تجاوزت عمر الطفولة 0
ـ ما زلت أراك طفلة 000 هيا بنا , لنأخذ الحمل إلى المنزل 0
حين وصلا , وضع الحمل في الجيب 0
ـ يحتفظ مدير المزرعة بحظيرة يضع فيها الحملان التي تحتاج إلى ما يتبناها , وهو يراقب هذه الحظيرة دوما 00 جوديت 000
ـ نعم ؟
ـ شكرا لك !
راقبت السيارة تبتعد دون أن تجيب 00 كيف يراها طفلة وهو من احتواها بين ذراعيه بشغف ؟
لم تندم يوما لأن أحدا لم يتبناها , وما السبب إلا علاقتها الحميمة بناتالي التي تعتبرها عائلتها كلها 0 ربتت على رأس الكلب مهنئة :
ـ أنت عظيم أشت 0 فلنكمل المشوار 0
عندما توجهت جوديت إلى غرفة الطعام عشاء وجدت تيريسا وحدها , فخفق قلبها 0 ذلك أنها مضطربة لمواجهة وجبة طعام أخرى مع بياتريس 00 فبالأمس تحملتها , ولكن بعدما حدث اليوم , لا تظن أنها قادرة على رؤية امرأة أخرى تلامس أندرو 0 قاطعت تيريسا أفكارها قائلة :
ـ سيتعشى أندرو عند بياتريس , وهو لن يعود إلا متأخرا 0
لماذا أحست بالسقم فجأة ؟ ولماذا نضحت يداها عرقا ؟
ـ هكذا إذن 0
ـ لقد أخبرني قصة الحمل 0
ـ وهل وجد له أما تتبناه ؟
ـ ماريو هو من سيجدها لأنه المدير , وهو إلى ذلك بارع في معاملة الخراف 0
أحست جوديت بالحيرة , فقد ظنت أن تيريسا مهتمة بالبيطري فقط , فإذا بها الآن مهتمة بالمدير0 قالت :
ـ أنا سعيدة لهذا 0
تناولت العشاء بصمت , كانت خلاله جوديت تفكر في ما يفعله أندرو مع بياتريس 0 ثم لم تلبث أن زجرت نفسها , فمن المستحيل أن تكون قد وقعت في حبه أو بدأت تقع 000 من المستحيل !
ـ جوديت ؟
رفعت رأسها فجأة وأجابت :
ـ نعم ؟
عضت الفتاة على شفتها دليل الارتباك , وهذا غريب على طبعها 0
ـ لقد 00 نزلت إلى الاسطبل بعد الظهر 0
ـ نعم ؟
ـ و ناديت 00 ولكنني لم أتلق إجابة علما أنني كنت أعرف أن أندرو كان هناك , فحصانه سالم كان في الفناء 0
ـ ولماذا تقولين هذا لي ؟ ربما استدعي على عجل 0
هزت تيريسا رأسها :
ـ لا00 صدقيني إنني لا أحاول إحراجك , ولكنني أعلم أنكما كنتما في الداخل وليس هناك إلا شيء أريده 0 فإن كانت علاقتك بزاك علاقة جادة , فاتركي أندرو وشأنه فقد تألم كثيرا ذات مرة , ولا أظنه يتحمل العذب مرة أخرى 0
أحست جوديت بجفاف فمها :
ـ كيف 00 تألم ؟
ـ كان منذ عشر سنوات على وشك الزواج من روزا التي أحبها حبا كبيرا , ولكنها ماتت 0



 
 

 

عرض البوم صور المهندس77   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
أحلام, من اجلك ارحل, carole mortimer, heaven here on earth, دار الفراشة, روايات, روايات مجلة احلام, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 03:29 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية