المنتدى :
المنتدى العام
القوامة تحرر المراة وتقيد الرجل د فاطمة عمر نصيف
القوامة(قوامة الرجل) تحرر المرأة وتقيد الرجل!
د.فاطمة عمر نصيف
تلك الشبهة التي يثيرها الأعداء للطعن في الشريعة الإسلامية ولتأليب المرأة على الرجل، لابد من مناقشتها مناقشة علمية موضوعية حتى نفهم الحقيقة. وعلينا أولاً أن نتفق على المصطلح.
معنى القوامة: إدارة الأسرة. ففي اللغة، قام الرجل المرأة: أي قام بشؤونها وما تحتاج إليه.
القوّام، اسم لمن يكون مبالغاً في القيام بالأمر، يقال هذا قيّم المرأة وقوّامها، للذي يقوم بأمرها ويهتم بحفظها.
قال تعالى: ( الرجال قوامون على النساء... ) (النساء:34). وما من مؤسسة إلا ولها مدير، والمنهج الإسلامي ينص على: "إذا كنتم ثلاثة فأمّروا أحدكم". ولم يقل أفضلكم، فليس بالضرورة أن تكون الإدارة للأفضل.
فلماذا في تنظيم الأسرة المدير رجل؟
قال تعالى: ( بما فضل الله بعضهم على بعض ) (النساء:34).
إنَّ علماء الإدارة يقولون: الرئيس رجل، لذلك نجد أنَّ أغلب رؤساء الدول وكذلك رؤساء البنوك والمؤسسات... إلخ رجالاً.
ثم إنَّ القانون العالمي يقول: "من يُنفق يشرف". وهذا ما سبقت إليه الآية، حيث
قال تعالى: ( وبما أنفقوا من أموالهم ) (النساء:34).
فالإدارة ليسـت تسلطاً أو تجبراً وإنَّمـا هي إدارة رحيمة، كما قـال تعـالى: (وعاشروهن بالمعروف) (النساء:19).
والقوامة لا تلغي المساواة، وإنَّما هي مساواة الشقين المتمايزين، لا النّدين المتماثلين، فيكون معناها التكامل لا التنافر. وحتى لا تنشأ شبهة التناقض بين المساواة والتميز في علاقة النساء بالرجال، فقد قرن القرآن الكريم بين الأمرين في آية واحدة، قال تعالى: (ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة) (البقرة: 228). وهي درجة القوامة، فهما متساويان في الحقوق والواجبات ولكن القوامة للرجل، أي أن عليه تحمل مسؤولية رعاية الأسرة والإنفاق عليها وإدارة البيت تبعاً لما بُني عليه تكوينه من خصائص تجعله أحق بتكليفه بهذه المسؤولية الاجتماعية الثقيلة.
وإذا لم يقم الرجل بالإنفاق على المرأة.. لم يكن له حق القوامة عليها، فإذا كانت هذه المرأة زوجته كان من حقها طلب الطلاق. فهم العلماء من قوله تعالى: (وبما أنفقوا من أموالهم) أنَّه متى عجز الزوج عن نفقتها لم يكن قوَّاماً عليها، وإذا لم يكن قوّاماً عليها كان لها فسخ العقد لزوال المقصود الذي شرع لأجله النكاح، وفيه دلالة واضحة على ثبوت فسخ النكاح عند الإعسار بالنفقة والكسوة، وهو مذهب مالك والشافعي.
قال ابن المنذر: اتفق أهل العلم على وجوب نفقات الزوجات على أزواجهن إذا كانوا بالغين إلا الناشز منهن الممتنعة. ولا تسقط نفقة المرأة عن زوجها لشيء غير النشوز: لا من مرض ولا حيض ولا نفاس ولا صوم ولا حج ولا مغيب ولا حبسه عنها في حق أو جور.
إنَّ تحميل المرأة مسؤولية نفقتها على نفسها، وتحميلها تأمين دخل لها، يشكل قيداً قاسياً، يأخذ من طاقتها وجهدها ويأخذ من وقتها وعمرها.
كما أنَّ حرمانها من الحماية يحرمها من الأمن، وحرمانها من الأمن ينشئ عليها قيوداً من الخوف والقلق وعدم الاستقرار.
إنَّ أعزَّ نعمتين هما نعمة الأمن، ونعمة الكفاية في الرزق، وهما النعمتان اللتان امتنّ الله تعالى بهما على قريش قال تعالى: ( لإيلاف قريش. إيلافهم رحلة الشتاء والصيف. فليعبدوا ربَّ هذا البيت. الذي أطعمهم من جوع. وآمنهم من خوف ) (سورة قريش).
إنَّ قوامة الرجل على المرأة تلزمه بأن يحمي المرأة من الخوف، ويحميها من الجوع، أي أن يحمي لها حريتها الحقيقية من قيدي الخوف والجوع، ليوفر لها حياة تمارس فيها رسالتها التي خلقت لها، والتي فطرت عليها.
فهل يكون جرّ المرأة للعمل: من أجل كسب قوتها -بعد هذا- مظهراً من مظاهر حريتها...؟ أم أنه قيد من القيود التي وضعوها في يدي المرأة وهي تحسب أنه تحرير لها.
تقول الروائية الإنجليزية الشهيرة "أجاثا كريستي": "إنَّ المرأة مغفلة؛ لأنَّ مركزها في المجتمع يزداد سوءاً يوماً بعد يوم؛ لأننا بذلنا الجهد الكبير للحصول على حق العمل والمساواة مع الرجل. ومن المحزن أنَّنا أثبتنا ـ نحن النساء ـ أنَّنا الجنس اللطيف الضعيف ثم نعود لنتساوى اليوم في الجهد والعرق اللذين كانا من نصيب الرجل وحده".
ولقد فطنت المحامية الفرنسية "كريستين" إلى هذه الحقيقة حين زارت الشرق المسلم فكتبت تقول: "سبعة أسابيع قضيتها في زيارة كل من بيروت ودمشق وعمّان وبغداد، وها أنا أعود إلى باريس.. فماذا وجدت؟
وجدت رجلاً يذهب إلى عمله في الصباح.. يتعب.. يشقى.. يعمل.. حتى إذا كان المساء عاد إلى زوجته ومعه خبز، ومع الخبز حب، وعطف، ورعاية لها ولصغارها.
الأنثى في تلك البلاد لا عمل لها إلا تربية الجيل، والعناية بالرجل الذي تحب، أو على الأقل الرجل الذي كان قدرها. في الشرق تنام المرأة وتحلم وتحقق ما تريد، فالرجل وفّر لها خبزاً وراحة ورفاهية، وفي بلادنا، حيث ناضلت المرأة من أجل المساواة، فماذا حققت؟
المرأة في غرب أوربا سلعة، فالرجل يقول لها: انهضي لكسب خبزك فأنت قد طلبت المساواة. ومع الكد والتعب لكسب الخبز تنسى المرأة أنوثتها وينسى الرجل شريكته وتبقى الحياة بلا معنى".
ولعل فيما كتبه "جاردنر آرمسترونغ" عن انهيار الأسرة الأمريكية نتيجة سقوط قوامة الرجل في كتيب بعنوان "كيف يمكن أن تحقق السعادة في حياتك الزوجية" ما يعزز ما سبق ذكره.
حيث كتب يقول: "لماذا تشعر أغلب النساء بالخيبة والشقاء؟ لأنَّهن خرجن على فطرتهن. ولماذا يتأنث معظم الرجال ويفشلون أزواجاً؟ لأنَّهم تخلّوا عن أصالتهم الفطرية".
التعديل الأخير تم بواسطة الجُودْ ؛ ; 21-06-12 الساعة 04:19 AM
سبب آخر: تعديــل لون العنــوآآن ^^
|