المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو مميز القلم الذهبي الثالث روح زهرات الترجمة |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
المنتدى :
المنتدى العام
مكونات الحياة:الأسرة,الصداقة, الحب ...مشاركة...
مكونات الحياة : الحب .. الصداقة ... الأسرة
الحب:
لماذا يحدث أننا – من بين آلاف الرجال والنساء الذين نصادفهم – نختار شخصا واحدا نركز عليه أفكارنا؟
هناك نظريتان
تقول النظرية الأولي أننا في فترات معينة من حياتنا , لا سيما المراهقة, نكون في حالة تشوف الي الحب, فهناك رغبة غامضة كأنها غير شخصية ينتج عنها شعور لطيف بالتوقع وفي مثل تلك اللحظات يستسلم الشاب لأطياف خياله , وتقع الفتيات في حب أبطال القصص ومشاهير الممثلين أو أحد أساتذهن.
أما النظرية الأخري فهي علي النقيض تماما, وهي القدر المكتوب...
وفي بعض أساطير اليونان القديمة أن الناس في الأصل كانوا عبارة عن رجل واحد وامرأة واحدة, ثم جاء بعض الآلهة فشطر كلا منهما نصفين, وكل من هذين يبحث عن النصف الآخر باستمرار, وحين يتلاقي جزءا زوج مكتوب عليهما اللقاء فانهما يدركان أمر الصلة بينهما ويقعا في الحب من أول نظرة.
ولكن الحقيقة أن الحب عمل مثل أي عمل يحتاج جهد للمحافظة عليه وانماؤه, فعلي المرأة أن تلفت دائما انتباه الرجل ومن أشيع الوسائل للفت الانتباه هي اللجوء للزينة, ومن حق المرأة وواجبها أن تكون مبعث السرور.
وعلي الرجل دائما ان يعطي الطمأنينة للمرأة وأبسط الطرق لذلك عن طريق المدح, والمدح مدعاة للسرور لأن كل النساء والرجال تقريبا فيهم نوع من ( مركب النقص)
فأجمل النساء تتشكك في ذكائها وأحذقهن لا تثق بمفاتن جسدها وما أروع الكشف عن مزايا كثيرة محببة التي يتمتع بها شخص لا يدرك انه يملكها. ومن المحقق أن المرأة الخجول أو المرأة دائمة الاكتئاب تتفتح كالأزهار في الشمس حين تجد نفسها موضع اعجاب.
يوما قال بيرون ان الموت في سبيل المرأة التي يحبها أسهل من العيش معها
فهل هناك فن نستطيع به أن نتجنب ادخال الضجر الي نفوس الناس؟
ان السر العظيم يكمن في السماح لهم بأن يكونوا طبيعين, فمن العسير أن يتخذ الانسان لنفسه موقفا غير طبيعي, دون أن يفقد شيئا من جاذبيته, والحكماء من المحبين يجهدون في الاحتفاظ بالميول الطبيعية لمن يحبون.
وهناك رجال يرجون تغيير طبائع النساء ويفرضون عليهن الأذواق والأفكار وهذا حمق بحت, فاذا نحن وجدنا امرأة تختلف أعظم الاختلاف عن مثاليتنا وجب علينا ألا نحبها أما اذا وقع عليها اختيارنا فانه يصبح من واجبنا ألا نعترض سبيل نموها
وهناك عدة قواعد يجب أن يتبعها أبناء الجنسين في اجتناب ادخال الضجر الي نفس المحبوب
وأول هذه القواعد أن يظهر الشخص في أعظم لحظات رفع الكلفة من الاحترام الوافر مثل ما كان يبديه في لحظات اللقاء الأول
والقاعدة الثانية هي الاحتفاظ بروح المرح في جميع الحالات ومقدرة الشخص علي السخرية من نفسه وادراك ما في معظم الخلافات من سخافة.
والقاعدة الثالثة هي استثارة الغيرة في حدود معقولة أي تجنب قلة الاكتراث وعدم الثقة وكليهما اليم
والقاعدة الرابعة هي التمهيد لعمليات بلورة جديدة عن طريق الانفصال بين الفينة والفينة فهناك خطر من العطلات الغرامية أو الزوجية ولكن هذه العطلات قد تسفر عن فائدة اذا هي كانت قصيرة واذا تخللها الرسائل
لقد حدث مرة أنني قابلت في أسبانيا عجوزا من الفلاحات بوقار غير عادي, وان نسيت كل شيء لن انسي أبدا قولها لي ( أوه.. ليس عندي ثم ما يدعو للشكوي, لا شك أن حياتي كان فيها متاعب, فحين كنت في العشرين أحببت شابا وأحبني فتزوجنا... وبعض أن مضي علي زواجنا أسابيع قليلة قضي نحبه, ومهما يكن من شيء فانني قد فزت بنصيبي من السعادة, ثم قضيت السنوات الخمسين الأخيرة وانا أفكر به)
الصداقة:
تختلف روابط الصداقة كثيرا عن تلك الروابط التي تصل ما بين الزوجين ,وبين الأسرة , وان كانت لا تقل عنها أهمية في حياة المجتمع. فما الذي يجعل الصداقة مهمة؟
نحن كثيرا ما نجد أنفسنا غير قادرين علي التحدث عن أقرب شيء الي قلوبنا مع عائلاتنا أو مع الأشخاص الذين نحبهم, لأن الروابط العائلية من الدم وليست من العقل , ولأن كل شخص يقوم بتمثيل دوره, الأطفال , الأب , الأم, الزوج , الزوجة, لهذا لكل منا شكاوي لا يتحدث عنها أحد.
وهذه الأحاسيس المكظومة المكبوتة تسمم عقول الأشخاص الذين يحاولون اختبار أفكار ومشاعرهم, ويجب الافصاح عن الأحاسيس الخفية وتنبغي مناقشتها مع أصدقاء حميمين حتي لو رفضوا النصيحة فانهم سيفضون بما يكتمونه من سوء النية والحقد, فهناك حاجة ماسة الي رابطة اخري غير رابطة الحب, كما أن هناك حاجة الي جماعة أخري من الناس غير الأسرة.
الصداقة –فن كالزواج – معناها عهد عبر عنه (آييل بونار) قائلا: ان الصداقة هي اختيار أكيد لا يتغير لشخص اصطفيناه لأنه يملك صفات تحوز مزيدا من اعجابنا..
علي أنه لا ينبغي ان يكون هناك أي اشتراط فاذا نشأت الصداقة وجب علي الصديقين ان يظلا هكذا علي الدوام
النساء يمكن أن يصبحن صديقات ولكن الصداقة بين الفتيات بها مشاعر حقيقية أكثر قوة وعنفا عن مشاعر الشبان كما ان فيهن عنصرا من التآمر والتحالف السري في مواجهة كل الأعداء, أي ان الصديقة تأخذ دائما صف صديقتها ضد أي شخص سواء حبيبها او فردا من أسرتها , وهذه الحاجة الي التآمر وتبادل المساعدة مرجعها الي شدة ضعف الأنثي المراهقة والي ما تعرضت له من شدة الكبت زمنا طويلا كما ان هناك في بعض الأسر لا تستطيع الفتاة المشاركة بجميع ما يخطر ببالها لهذا تتخذ صديقة تجعلها موضع أسرارها
ولكن للأسف معظم الصداقات النسائية تنتهي في وجود زواج ناجح , فان العائلات تغار كثيرا من الصداقات بالغة الوثاقة ,فالصديق مستودع الأسرار لذا فان الطرف الآخر لا يتقبل الصديق , وأيضا قيل أن المرأة متي تزوجت أفسدت ما بين زوجها وبين أصدقائه
الحياة الأسرية:
يقول بول فاليري : يوجد في كل أسرة من الأسر نوع معين من الضجر الداخلي المستور, بنجو أعضاؤها ويعيشون معيشتهم الخاصة ,وكذلك توجد في كل أسرة قوة قديمة مقتدرة تسجل وجودها حين يلتئم شمل الجميع في غرفة الطعام لتناول وجبات العشاء حيث يشعر أفرادها بالحرية في أن يكونوا علي سجيتهم تماما.
من منا لا يتطسع الملاءمة بين تصريحي فاليري؟ من منا ليس لديه ذكري عن شعوره عند اجتماع أفراد أسرته بعد فراق؟ من منا لا يشعر بالأمان الا في وجوده بين أسرته وعائلته؟
ان لاصديق يحبك لذكائك والعاشق يحبك لجاذبيتك ولكن حب أسرتك لك لا يعرف التسبيب والتعليل فلقد ولدت في تلك الأسرة وأنت من لحمها ودمها ومع هذا فانها قد تثير غضبك فوق ما تثيره أية مجموعة من الناس في هذا العالم
ومن منا الذي لم يقل في مرحلة ما من مراحل شبابه :(أنني أختنق هنا , لم أعد أستطيع الحياة مع عائلتي, انهم لا يفهمونني, وأنا لا أستطيع أن أفهمهم؟) ومع ذلك, فمن منا حين يجد نفسه وقد أحاط به قوم غرباء ,مستحقرا أو مهملا اهمالا, لا يحن الي العودة الي أولئك الذين كان في أعينهم هو محور الكون؟
شعور الأم نحو طفلها شعور نقي وجميل الي أبعد حد والأم بالنسبة لطفلها بمثابة الملائكة, اذا هي سهرت عليه فانها تكون منبع كل المسرات, وكل الحياة, واذا هي عنيت به مجرد عناية فانها تظل الشخص الذي يمحو اللم ويمنح السعادة والأم تضحي بنفسها بمحض ارادتها في سبيل طفلها, ومنها يتعلم الطفل كيف يمكن للحب ان يكون كاملا وغير أناني, وحب الأمومة يدل الطفل علي أن الدنيا ليست في جملتها وتفصيلها منطوية علي العداء, وأن من الممكن العثور دائما علي الحنان والعطف وأن في الدنيا أناسا يمكن منحهم الثقة دون تحفظ, ويمنحون كل شيء دون ان يطلبوا مقابلا.
ولكن في بعض الأحيان يكون أثر الأم فاجع السوء ان كانت حمقاء فهناك فتيات كن في سن المراهقة علي خلاف دائم مع أمهاتهن وبمراقبة مراحل نضوجهن وجدت أن الكثيرات منهن قد ظللن علي ما في نفوسهن من مضض وميل الي التحدي, وبقين علي اقتناع أن النساء يحملن لهن شعورا عدائيا, ولم يستطعن أن يحببن لأن ما رأوه في طفولتهن من علامات الحب قد أفزعهن.
والوالد يتمثل فيه العالم الخارجي, وهو الذي يشرف علي أداء الأبناء لأعمالهم. وهو شخص لا يكاد يقنع بشيء لأنه في معظم الحالات لم يظفر بالحياة التي كان يريدها ولهذا فهو يرجو أن ينجح أولاده حيث فشل هو, فان حبه المسرف لهم لا يلبث أن ينقلب الي قسوة, وفيما بعد ينشأ التنافس بين الأب وابنه , فالوالد لا يستطيع أن يقنع نفسه بسهولة بالتخلي عن ادارة أعماله ومن الجائز ان تنشأ بين الوالد وابنته ألة مماثلة لتلك التي تنشأ بين الأم وولدها.
مقتبس من كتاب فن الحياة
ل أندريه موروا
|