كاتب الموضوع :
اميرة الربيع
المنتدى :
الاسرة والمجتمع
ينبغي للخاطب أن يكثر النظر إلى
مخطوبته حتى يتيقن من اطمئنانه إليها
وعند لقائنا بالشيخ/ أيمن بن سعود العنقري المحاضر بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سألناه عن بعض الأحكام المتعلقة بالنظر إلى المخطوبة فأجاب قائلاً:
‘‘نظر الرجل إلى المرأة التي يرغب نكاحها ويغلب على ظنه أنه يجاب إلى نكاحه منها جائز في قول عامة أهل العلم، قال الموفق ابن قدامة في المغني (9/489) : ‘‘ لا نعلم بين أهل العلم خلافاً في إباحة النظر إلى المرأة لمن أراد نكاحها’’.
وقد تكاثرت النصوص الشرعية في السنة النبوية في هذا الأمر فمنها على سبيل المثال: ما ثبت في صحيح مسلم عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ‘‘(أنظرت إليها؟ قال: لا .. قال اذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا) .
وقال في الحديث الآخر عند أحمد وأبي داود بسند حسن: ‘‘ إذا خطب أحدكم المرأة فإن استطاع أن ينظر منها إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل)
وإذا نظرنا إلى الحكمة التي من أجلها أباح الشرع الحكيم نظر الرجل إلى مخطوبته وجدناها تتلخص فيما يلي:
*اطلاع كل من الزوجين واطمئنانه على مواصفات صاحبه الجسمية وخلوه من العيوب
*تحقق الانطباع والارتياح النفسي والسكن لذي جاء في قوله تعالى (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة) الروم
*إن عقد النكاح تدوم فيه العشرة بين الزوجين مدى الحياة فلا ينبغي الإقدام عليه إلا عن بينة واطمئنان ووضوح تام بين كلا الزوجين.
وعند سؤاله عما يجوز إظهاره أمام الخاطب قال:
ذكر الفقهاء أن المواضع التي يجوز للرجل أن يرى منها المخطوبة هي ما يظهر منها غالبا كالوجه واليدين والرأس والرقبة والساق والقدم لأن هذه هي مواطن الزينة والجمال في المرأة وأما ما عدا هذه المواضع فيحرم على المرأة أن تظهرها للخاطب.
هل يجوز تكرار الرؤية؟
ينبغي للخاطب في نظره لمخطوبته أن يكثر النظر لمخطوبته حتى يتيقن اطمئنانه إليها كما في حديث سهل بن سعد في الصحيحين في قصة المرأة التي وهبت نفسها لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأكثر عليه الصلاة والسلام من النظر فيها، لكن بعض الناس لا يتحقق من غرضه في النظر من أول مرة لذا يشرع له أن ينظر إليها مرة أخرى حتى يتيقن من أوصافها.
وهل يجوز مصافحة الخاطب والتطيب عنده؟
لا يجوز ذلك لأنه يعد رجلا أجنبيا عنها.
قال صلى الله عليه وسلم (انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما) فما معنى قوله صلى الله عليه وسلم (أحرى أن يؤدم بينهما)؟
أي يجمع الله بين قلبيكما من جهة الارتياح، ولا يلزم من هذه المحبة والمودة من هذا اللقاء لأن هذه المشاعر تأتي تدريجيا شيئا فشيئا.
وما حكم وضع المكياج؟
من تمام النصح للخاطب وعدم الغش له ألا تضع المرأة شيئا من المساحيق والأصباغ حتى تكون على وضعها الطبيعي أمام الخاطب.
ليس اختبارا أو استجوابا
د. نجاة حافظ
مديرة القسم النسوي لمشروع الزواج الخيري ورعاية الأسرة المدينة المنورة
الرؤية الشرعية قبل الزواج مهمة جدا سواء للفتى أو للفتاة وقد دعا إليها ديننا الحنيف وحث على ذلك لضرورتها سواء بإذن الفتاة أو بدون ذلك.. فقد قال صلى الله عليه وسلم للمغيرة وقد خطب امرأة ‘‘ انظر إليها فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ‘‘
والأحاديث كثيرة وتكمن أهميتها في قوله ‘‘ أن يؤدم بينكما ‘‘
أي: تتحقق الألفة والوفاق والمحبة وتدوم بإذن الله.
وأرى أنه إذا رفضت ذلك بعض الفتيات فإنها ترفض من شعورها بالنقص أو عدم الثقة أو خوفها من النتيجة التي ستترتب على تلك الرؤية.. وهذا يتعارض مع الإيمان بالقضاء والقدر.
كما أن الفتاة ترتاح نفسيا ويصبح لديها تهيئة قلبية وطمأنينة وثقة بمن سترتبط به مستقبلاً بدلا من أن تنتظر مجهولا ويكون في عالم الخيال ثم تصاب بما تصاب به بعد فوات الأوان.
قبل وأثناء الرؤية
قبل الرؤية: على الفتاة بالاستخارة والاستعانة بالله والتوكل عليه وأن تكون مهيئة مسبقا متحلية بكامل الرضا بما قسم الله لها ‘‘ فالخيرة فيما اختاره الله ‘‘
أما أثناء الرؤية:
التحلي بالهدوء وأن تجلس وهي مطمئنة فإن الله سيتولى أمرها خاصة أنها قد استخارت فلن يخيب الله ظنها.. ولا أرى داعي للجلوس الطويل فالغرض من الرؤية الألفة والوفاق ففي ذلك يتحقق الارتياح النفسي وانشراح الصدر وليس القصد لجنة اختبارات واستجوابات وتحقيقات.
أن مجرد النظر فيه خير كثير وهو المقصود الشرعي ‘‘ فإنه أحرى أن يؤدم بينكما ‘‘
معايير الاختيار
وحيث أن معايير الاختيار ثلاثة: القلب والعين والعقل لابد أن يكون لها دور فعال في قضية الزواج والارتباط.
هل هو مناسب:
هناك أمور تتعلق بالدين و’’ إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ‘‘
وأمور تختص بالعرف والبيئة والثقافة ونحو ذلك وهذه تعرف عن طريق السؤال.
*
الموضوع انتقاء من مجلة حياة العدد 61 جمادى الأول 1426هـ
تحرير: حورية الدعوة
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم « إذا دعا الرجل لأخيه بظهر الغيب قالت الملائكة : ولك بمثل »
|