كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
الفصل الثاني
“ ذكريات متبعثره (( 1 )) “ : الوحدة هي الصديق الوحيد
لقد انقضى على تواجدي في قرية يورك ستة شهور .. بصراحة مررت ببعض من المواقف والذكريات .. بعضها كان له أثر ايجابي وبعضها سلبي …
عندما وصلت أول مره إلى لندن لم تكن هي هدفي بل كان هناك ينتظرني أخ صاحبي ماجد والذي كان قد انتهى من الماستر وينتظر استلام شهادته ولذلك أحب أن يساعدني في تجهيز أموري هناك ..
وقد اختار لي البقاء مع عائلة مكونه من عجوز وابنه الشاب الذي ﻻ يتواجد غالبا في المنزل وكان أمر رائع حيث أخذت حرية في منزلهم .. وكان الرجل العجوز متقلب المزاج تارة أجده غاضب وتاره سعيد لكن لم أكن أتحدث معه إﻻ قليلا في الوجبات وأحيانا أتحدث معه لإرادتي في تعلم اللغة بشكل أكبر ..
من المواقف التي مررت بها خلال الستة شهور كان موقف حدث لي بالمعهد بداية المعهد ضم عدد ﻻ بأس به بالعرب حاولت أن ﻻ أختلط بهم كثيرا حتى أجبر على تعلم الإنجليزيه .. ولكن هناك شخص من بينهم كان يحاول مساعدتي دائماً وبصراحة أحسنت الظن به وهو مازن فتى شاب مثلي جاء لتعلم اللغة ولكن أهله أثرياء ثراء فاحش وكان مغرور ووقح لكنه انسان كان يشعرني بأنه صادق وأنه يريد افادتي ومساعدتي ..
كان دائم ينبهني للأشخاص في المعهد انتبه ﻻ تتبع هذا واتبع هذا وانتبه من هذا الشخص وفي أحد الأيام كنا نقف في فترة راحة.. وحينها انتبهت لفتاة عربيه من ملامحها تقف بشكل بعيد عنا ولكن بصراحة استنكرت ملابسها كانت وللآسف أشبه بمن ﻻ ترتدي شيء .. !!!
قلت باستنكار لمازن " بنت عربيه مسلمه وهذي ملابسها "
مازن وهو يطالع البنت " صاحي أنت .. ﻻ تحاول تحتك فيها ذي ترى راعية مشاكل "
قلت بتساؤل " كيف يعني ؟! “
مازن " هذي بنت رجل أعمال كبير .. وهي كل يوم مع رجال مختلف ولما تمل منهم تسببهم لهم مشاكل وتبتزهم .. صدقني ما وراها إﻻ المشاكل ﻻ تحكي فيها شيء لو يوصلها كلام أنك قايله فيها راح تسوي فيك مشاكل "
قلت بتردد " متأكد مازن وﻻ تقول الكلام من راسك ؟! “
مازن " صدقني سمعتها معروفة والكلام يطلع عليها كثير وهي أصلا تقول هالشيء وﻻ تهتم .. وحتى هذي اللي تكلمها شايفها ؟ "
قلت " ايه البنت المحجبة اللي تكلمها وش فيها "
قال بسخريه " هذي اسمها شهد ما أعرف عنها كثير لكن خذها مني وبدون ﻻ اسأل وﻻ أشوف واثق أنها مثل سديم كل يوم مع رجال .. الله ﻻ يبلانا !!! “
انصدمت وقلت بعصبيه " ياخي خف ربك وش تقول أنت !!! تقذف البنت !!! “
قاطعني باستهزاء " يعني تبي تقنعني أنها البنت المحترمه المؤدبه !!! يا رجال شفها بس من تماشي يعني تحجبت وﻻ ﻻ دايم أشوفها مع سديم .. وسديم سوالفها معروفه وأنا قد طلعت معها … فايش تتوقع بتكون !؟ "
سكت كلامه فيه منطقيه بس يظل شيء صعب أتقبله بنت متحجبه لكن سيئه ؟! بس يمكن هي ما تعرف سديم وتوها جديدة في المعهد ؟! بس مازن يقول أنها دايم تماشي سديم
ما حبيت أعلق ولحظتها بعد عني مازن وراح لهم وشفته يسحب سديم ويكلمها ويضحك معها !!!! غريب هالإنسان قلت وقح ولكن ميزته صريح وواضح .. وبلحظات شفته يبعد بسديم وﻻحظت البنت المتحجبة جالسه على الكراسي اللي توضع في الممرات بهدوء حسيت أنها فرصة أنبهها عن هذي سديم يمكن البنت المسكينه وحسيت أن ﻻزم أنبهها .. وتقدمت بخفيف ثم تنحنحت لما وصلت عندها لحظتها رفعت راسها وقلت وأنا أحس بإرتباك " أختي شهد .. “
لحظتها قالت باستغراب " مين أنت .. ووش عرفك باسمي ؟! “
بدون ﻻ أهتم لكلماتها قلت باستعجال " أنا آسف بس أحس أنك فتاة جيدة وحبيت أنبهك من سديم ترى عليها سوالف مب زينه .. انتبهي منها واعتبري هذي نصيحة أخو لك ﻻ أكثر "
وبعدت عنها كنت أقول الكلمات بسرعة مدري ليه حسيت بخوف وأنا أكلمها يمكن لأني ما كلمت بحياتي فتاة ؟! أو مدري صراحة أحس بتوتر وضياع بداخلي وحاولت أنسى الموضوع أو يمكن أتنساه .. !!!
## /// ## // ## // ##
## /// ## // ## // ##
كانت هذي أحد المشاهد في أيامي خلال المعهد وقد مررت ببعض المواقف الأخرى لكن ما أسرده هو الأهم .. وكذلك لن أنسى ذلك اليوم الذي وضعت فيه حد لكل ما يربطني بالمدعو مازن .. حينها كان يدعوني لأن أحضر أحد الحفلات وبصراحة لم ترق لي الفكره .. لكن يومها أزعجني حتى أنه ظل هاتفي يرن طوال الوقت ..
أجبت على هاتفي وقلت بملل " مازن قلت لك أنا مب مستعد أروح لحفلاتك ؟! “
قال بحماس " بس مره ياخي أنت وش فيك كذا ﻻ تصير متحجر .. الحفلة خفيفة وﻻ فيها شيء حفلة راح تعجبك وﻻ تشيل هم اذا خايف في أشياء ما تعجبك أنت ابعد عنها إﻻ ما تلقى ايجابيات في الحفلة ﻻ تخلي الكل يحكي عنك .. ترا كل قروبنا في المعهد احتمال يجون فما له داعي تقعد لحالك أنا ودي تغير جو ﻻ تصير منعزل "
حسيت بملل من كلامه كان يحاول يبرر سبب لحضوري قلت باستسلام وتمنيت بعدها أني ما استسلمت لكلماته " خلاص خلاص .. وين مكان الحفل ؟! “
مازن بفرح " أنا بجيك على الساعة 8 وﻻ 9 وأخذك معي .. ! “
وفي الساعة 9 .. وصل مازن ورحت معه كانت الحفلة في بيت أحد قروبنا في المعهد وأقصد هنا بكلمة القروب الكلاس اللي يكون معنا وﻻ في الحقيقة أنا ما أحتك فيهم إﻻ مازن أما البقية أكتفي بمعرفة أسمائهم .. !!
كان واضح أن الحفلة من النوع الصاخب لأن أصوات الموسيقى تتعالى حسيت بقهر لقبولي ما أحب هالنوع من الحفلات .. !! ولحظتها وقفت في مكاني و التفت مازن لي وقال " ﻻ تقول هونت .. ترانا وصلنا ادخل وشف ما عجبك الجو اطلع براحتك "
سكت وتقدمت باستسلام وكان الباب مفتوح وعنده كان فيه جون صاحب البيت يرحب في الجميع وابتسم لما شافني وقعد يقول عدة كلمات انجليزيه بس ما ركزت لكلامه .. !
دخلت مع مازن وليتني ما دخلت لأول مره أدخل مكان يشابه هالمكان .. دخلت وانصدمت مدري ليه انصدمت هل كنت أتوقع أشوف شيء غير كذا ؟! كانت حفلة تافهه بمعنى الكلمة .. تشوف الشباب والفتيات في كل جهة ويشربون ويتراقصون .. ما يحتاج أكمل كما يقال الكتاب يظهر من عنوانه التفت لمازن بحقد .. شفته يغمز لي ويقدم لي كأس ويقول " اشرب وروق صدقني ﻻ تستصعب الوضع أنا مثلك كنت مستغرب مب متعود على كذا بس بتستانس "
سكتت وأخذت الكاس وبديت اتلفت للحفل نفسي بدت تضعف لحظتها .. وحسيت أني بصير بين يدي الشيطان .. !! بتبع هوى النفس وبكون ضحيه لها ؟! وش المانع لحظة من السعاده مازن صادق لحظات لكن أنا مب غبي .. !! أنا لطالما كنت عارف وش أبي هدفي في السفر .. أني أدرس وأتعلم اللغة الإنجليزيه وبعدها أدخل الجامعه مب أجي وأضيع وأنسى ربي .. !!!
وقفت متردد ومازن يردد فوق راسي " اشرب وش فيك ﻻ تستحي وسع صدرك يا … "
قطع كلامه لأني لحظتها مسكت الكاس ورميت كل ما فيه عليه .. ونظرت له بحقد وقلت بعصبيه " كل شيء بيني وبينك انتهى أتمنى ما أشوفك في طريقي مره ثانيه "
طلعت من الحفله ورجعت لسكني .. دخلت والغضب يغلي فيني وحتى أن العجوز ناداني وﻻ اهتميت فيه دخلت لغرفتي وسكرت الباب بعصبيه وانسدحت في الأرض وحسيت بخوف .. أبوي وثق فيني .. وأنا كنت بغدر في ثقته .. وفي لحظة كنت بنسى ربي .. حسيت بقلبي ينبض بسرعة وبالخوف يجتاحني خايف تغلبني نفسي وحسيت براسي يوجعني والألم يزداد وانسدحت بضعف في الأرض والنوم بدا يغلبني وكل ما له ألم راسي أشعر أنه يزداد .. !!!
## /// ## // ## // ##
## /// ## // ## // ##
يـتـبـع ..
|