كاتب الموضوع :
♫ معزوفة حنين ♫
المنتدى :
القصص المهجورة والغير مكتملة
الفصل الثالث
“ ذكريات متبعثره (( 2 )) " : فراسة هولمز
هذا آخر موقف مر فيني وكان قبل يومين من الآن وهو موقف غريب غامض ما توقعت حصوله .. كان الكلاس يبدء الساعة الثامنه وكان من طبيعتي في خلال الست الشهور أنه أنهض قبل بوقت من بداية الكلاس وأستغل هذا الوقت بأني كنت أمشي وأجري شوي أشبه ما تكون رياضة بسيطه …
وما كان في مكان معين أمشي فيه بالعكس أمشي بحرية خاصة أن قرية يورك قريه ريفيه نوعاً ما فكنت أمشي على الرصيف ومن حول مسكني .. وقبل يومين بينما أنا أجري كالعادة ﻻحظت شخص واقف عند أحد أسوار البيوت وﻻحظ أن السور بسيط ليس سور ضخم بل سور بيت بسيط يوضع لتغطية الحديقة ﻻ أكثر وإنما تستطيع الدخول للبيت بسهوله ..
كان منظره غريب ﻻحظت أنه ينظر للبيت بنظرة غامضه وكان شخص غريب لأني تقريبا لمحت أكثر سكان هالمنطقة اللي أتواجد فيها .. تقدمت له بهدوء كان عربي من ملامحه وابتسمت له ناظرني بغموض وقلت " السلام عليكم "
ابتسم لي لكن في لحظة شق صراخ من داخل المنزل اللي نقف عنده أنا وهذا الغامض .. صراخ امرأه تستغيث .. أو أي يكن لحظتها اندفع الشخص الغامض بسرعة للمنزل واندفعت خلفه .. !!
لحظة فتحه للباب انصدمنا من المنظر اللي أمامنا كان هناك شخص يتدلى من السقف .. نعم شخص إنسان كان يتدلى من السقف كان معلق كما يبدو .. !!!
من النظره الأولى تجزم أنه منتحر ولكن هل كان في أمل لإنقاذ حياته وقفت مصدوم أما الشخص الغامض اندفع ونزله وحاول ينقذه لكن لحظات وشفته يهز راسه باستسلام .. كان منظر الشخص المنتحر هزيل بشكل رهيب التفت للمكان ﻻحظت نظافته ودقته وﻻحظت فجأه المرأه اللي كما يبدو هي اللي استغاثت جالسه في الزاويه تأشر بخوف ودموع .. !!!
أدركت لحظتها أني شهدت انتحار شخص ما كيف ولماذا ﻻ أعلم لكن حسيت باظطرابات وخوف ولحظتها انتبهت لنقطة هذا الشخص الغامض اللي من ملامحه يبدو عربي كان يلتفت للبيت بنظرات غامضه هل يعقل أنه القاتل ؟! لحظتها حسيت بالخوف أني جالس بالمكان مع إنسان قاتل بس ليه وكيف .. حسيت بأعصابي توتر والخوف يغمرني والتفكير بدا يتوقف عندي .. !!
## /// ## // ## // ##
## /// ## // ## // ##
وصلت الشرطة أو كما تسمى في بريطانيا السكوتلانديارد .. كان أمر غريب مين كان يتوقع أني أشهد انتحار أو لربما جريمة قتل .. بدء يستجوبنا في بعض الأمور أنا والشخص الغامض تبين أن وجود هذا الغامض لم يكن بالصدفة هنا بل السيدة طلبت مساعدته في نقل الأغراض التي ذهبت لشرائها .. والتفت لحظتها للسيدة كانت مازلت مشتتة وتائهه .. وتشعر بضياع كانت انجليزيه كما يظهر وكذلك زوجها تقدم لها الشرطي وابتدء بسؤالها عدة أسئله ..
انتبهت له يسألها بانجليزيه " هل تظنين أنها عملية انتحار ؟! ما الذي يدعو زوجك للإنتحار "
قالت بغضب " ﻻ ﻻ أعتقد أنه أنتحر زوجي لطالما كان سعيد أنا أعتقد أنه قتل "
قال لها باستفسار " هل هناك شخص تشكين به ؟! “
قالت بتردد " حسنا لقد ﻻحظت شخص يدور حولنا كثيراً خلال الأيام الثلاث الماضيه وأنا أشك فيه حتى أني رأيته يتحدث مع زوجي وقد حصل بينهم شجار أنا ﻻ أعرفه لكن ﻻ شك أن زوجي يعرفه "
قال الشرطي باستغراب " هل تعرفين اسمه ؟ أو عنوانه "
قالت " ﻻ ولكنه أمامك الآن "
الشرطي " ماذا أين ؟! “
ولكم أن تتخيلوا صدمتي ليس لأنها أشارت لذلك الفتى الغامض لأنها لم تفعل ذلك بل الشخص الذي أتهم بأنه قتل السيد المدعو ايدوارد وجعل الجريمة أشبه بجريمة انتحار حسب نظرة السيدة هو أنا .. !!!!!!
وقفت مصدوم لها وهي تشير لي وحاولت أن أتكلم لكن تأتأت .. نعم افهم ما يقال لكن مازلت أجد صعوبه في التكلم وخاصة مع هذا الموقف شعرت بعجز في قول أي كلمة !!!
هل يعقل أن يتم القبض علي واتهامي بالجريمة هل سأذهب للمحاكمة وأعاقب بالإعدام كنت أشعر بالتشتت وأني أشبه بالضائع وشعرت بالدوار وكنت أرى ذلك المفتش يتحدث معي ولكني لم أعد أفهم شيء شعرت بالدوار يزداد ثم صرخت بالعربيه " لست أنا .. لست أنا .. ﻻ أعرف من هذه السيدة .. لم أقابل زوجها قط .. ﻻ .. “
ولم أكمل كلماتي لأني شعرت بالدوار يسيطر علي واستسلمت للظلام .. !
- السكوتلانديارد هو جهاز الشرطة البريطاني ، ويعد من أقوى وأشهر أجهزة الشرطه وطبعا مسماه المتعارف عليه في الوقت الحاضر " New Scotland Yard " وقد تأسس سنة 1829 . وهو في الحقيقة سمي بدايةً الفرع الرئيسي للشرطة بهذا الإسم بسبب أنه يقع على شارع يسمى " Great Scotland Yard " ولكن أصبح فيما بعد هذا مسمى جهاز الشرطة في لندن بالتحديد .
## /// ## // ## // ##
## /// ## // ## // ##
فتحت عيني بصعوبه والتفت حولي ﻻحظت الفراش الأبيض والأجهزة حولي .. ولحظتها استرجعت آخر ما حصل وحسيت بألم وخوف لكن لحظتها أخرجني من تفكيري صوت شخص ينطق بهدوء " الحمدلله على السلامه " ..
التفت للي جالس بجانبي على أحد الكراسي وكان الشخص الغامض الذي قابلته عند السيدة قلت بتردد وخوف " وين أنا في المستشفى ؟! “
ابتسم لي وقال " أظن واضح أنك في المستشفى وﻻ يحتاج الأمر للكثير من التفكير حتى تستنتج هذا الأمر ؟ "
قلت بخوف " اسمعني أخوي وربي ما قتلت الرجال أنا مدري أصلا مين هذا وﻻ قابلت هذي العجوز قبل اليوم ﻻ هي وﻻ زوجها "
ابتسم وقال " ﻻ تخاف أنا واثق من براءتك لأن بصراحة وأرجو أن ﻻ تعتبرها اهانة أنت أضعف من أن ترتكب جريمة قتل ورغم أن الجريمة كانت ساذجة وواضحة لكن أظن شخص مثلك من الفئة المتوسطة الذكاء يصعب عليه التفكير بمثل هذي الطرق في الجرائم "
رغم أنه كان يسخر مني بكلامه لكن ارتحت جزئياً وبعد فتره من الصمت قلت باستغراب " أنت تقول أنها جريمة ساذجة لكن تصعب على أصحاب التفكير المتوسط طيب السؤال أنت عرفت القاتل ؟ "
ابتسم لي وقال " بالطبع من الوهلة الأولى اكتشفت الحقيقة لكن كان ينقصني شيء واحد وكشفته لذلك ببساطة تقدر تقول أني حليت القضية وﻻ يغضبك كلامي بخصوص أصحاب التفكير المتوسط هذي حقيقة حيث يصعب على أمثالك وعلى الكثير من الناس من أصحاب التفكير المتوسط ملاحظة الكثير من الأمور "
قلت بابتسامة " ماشاء الله وأنت وش تصنف نفسك من أصحاب التفكير المرتفع ؟ "
ابتسم لي وقال " ربما من سلبياتي حسب كلام البعض منطقيتي المبالغة حسنا أنا واقعي وﻻ يمكن أصنف نفسي من أصحاب الفكر المرتفع !! “
ابتسمت وقلت " غريب يعني اذا أنت مثلي من أصحاب الفكر المتوسط كيف كشفت القضية وفهمتها وأنا عجزت حسب كلامك لأني من أصحاب الفكر المتوسط تصدق يبدو لي أنك متناقض "
قال بسخريه " وهل أنا قلت لك أني من أصحاب الفكر المتوسط ؟! “
قلت " اذا مب من أصحاب التفكير المرتفع وﻻ المتوسط وش بتكون التفكير المتدني ؟؟ "
نهض لحظتها من مكانه وقال والإبتسامة تعلو وجهه " ببساطة أنا من أصحاب التفكير المثالي وأمثالي يصنفون من العباقره وأرجو أن ﻻ تعتبر هذا غرور من قبلي لكنها مجرد واقعية كما قلت “
وأكمل" المهم غداً أتمنى تتواجد في بيت السيدة العجوز لسببين لأنها بتقدم لك اعتذار على اتهامك وكذلك المجرم راح يقر بجريمته ومن يدري ممكن الضحية تنهض من الموت وتكشف لنا ملابسات القضية كاملة "
وقبل ﻻ أتكلم غادر الغرفة .. وأنا مستغرب مين هذا الشخص وكيف هذي الثقة اللي تعلوا وجهه وكلامه اللي أشبه بألغاز غريبة ؟! تذكرت لحظتها العجوز ﻻزم أتصل فيه وأطمئنه سبب غيابي رغم أني أتوقع أنه ما يهتم …
وحقا اتصلت عليه وﻻ اهتم أني في المستشفى وﻻ سأل عن السبب وفضلت ما أبلغه حتى ﻻ يحاول يطردني ويعتقد أني مجرم !!! .. بعد عدة ساعات وأنا أتقلب في أفكاري دخل ضابط السكوتلانديارد اللي كان متواجد في بيت السيدة العجوز وحسيت بإظطراب في داخلي وش جاي يسوي ؟!!
ابتسم لي وبدأ يسأل بعض الأسئلة اللي أخبرني أنها روتينيه ليش تواجدت في بيت السيدة العجوز وهل حقا أنا قد قابلت الضحية فيما سبق وما إلى ذلك من أسئلة لكني قاطعت في منتصف الأسئلة وقلت له بلغة انجليزيه جيده ولكن ليس تماماً .. “ سيدي الفتى الذي كان معي أخبرني أنه يعرف المجرم وسيكشف الحقيقة غداً "
ابتسم لي وقال " كلهم يعتقدون أنهم شارلوك هولمز .. سنرى ولكن اعذرني لن تخرج من المستشفى أو لأي مكان حاليا ستظل هنا حتى غداً ثم يحضرك أحد مساعدي لبيت السيدة العجوز ونرى هل ذلك الفتى صادق أو حينها سنظطر لأخذك لدينا للتحقيق أكثر ولكن حتى الآن لم يثبت شيء عليك ﻻ تخشى شيء ولكن أحذر أن تخفي حقائق عنا "
ابتسمت له وخرج من الغرفة وطبعا ﻻحظت أنه أحد مساعديه واقف أمام بابي حتى ﻻ أحاول الهروب .. !!! حسيت بالضياع والتوهان هل يعقل أنه مشكوك فيني ؟! حسيت بخوف هل أتحول آخرتها مجرم هارب بدل ﻻ أرفع رأس أبوي .. يا رب افرج عني هالكربه .. !!
تذكرت لحظتها كلام الضابط الأخير " كلهم يعتقدون أنهم شارلوك هولمز " ابتسمت صدق ذاك الفتى الغريب غروره نظرته كلها يحاول فيها يلفت انتباهنا أنه شارلوك هولمز لكن أخشى أنه مجرد انسان مغرور وﻻ عنده أي فهم .. !!
كانت أفكار كثيره تاخذني وأفكار أخرى ترجعني وﻻ أدري هل أثق بالفتى هل حقاً كشفت له الحقيقة هل بيكشف كل شيء تذكرت ابتسامته غروره وكلمات الضابط حقاً ﻻ أعلم لكن أود النوم ومن ثم أنهض لأكتشف أن ما حدث كله مجرد كابوس .. !!
## /// ## // ## // ##
|