الدليل الكامل لعلاقة زوجية سعيدة
من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة
أعظم حب في الله تعالى هو الحب بين الزوجين ،
حب لله وعلى كتاب الله وسنة رسوله ومذاهب الائمة ،
فالحب في الحياة الزوجية هو الترياق الشافي ،
البلسم المداوي ،
القوة الجسورة التي تقاوم الملل والرتابة ،
أكسير الحياة الذى يهون التضحية والفداء.
العلاقة الزوجية علاقة كاملة تشمل الجسد والروح والنفس والفؤاد والعواطف والمشاعر.
هذه العلاقة التي تمثل القلب النابض بجسد المجتمع الإسلامي
إن استقامت صلح الجسد كله وإن فسدت تداعى لها سائر الجسد ...
اعتبر القرآن الكريم الزواج آية من آيات الله-
تتفجر فيه ينابيع المودة والرحمة والمحبة والألفة والأشواق-
ونداء الفطرة وسنة الله في الحياة..
وصدق الله العظيم القائل }وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ{(21) سورة الروم ،
فلا ينبغى أن تكون العلاقة الزوجية قفصا وأسرا يخشى الجميع منه
نجاح العلاقة الزوجية لا يفترض به أن يكون خيط رفيع
وكأنما لا يستطيع سوى حاوي أن يسير عليه ويكمله حتى آخر الخط !
فقط تتصدع العلاقة الزوجية بسبب الجهل بعوامل نجاحها أو ربما ضعف الإيمان ...
وقد أرسى لنا سبحانه وتعالى الدليل الكامل لإنجاح العلاقة الزوجية
أرسل إلينا منهجا إنسانيا من يسير عليه يسعد ومن يخالفه لا يلقى إلا البلاء
فدعونا نتحدث عن حقوق وواجبات الزوجين
التي بإتباع الطرفين لها يخوضان علاقة زوجية حميمة
يسكنان فيها واحداً إلى الآخر وينشآن نشأً صالحاً ...
................للزوجة على زوجها .......................
-حق الصداق أو المهر :
والذي يمثل دليل قدرة الزوج على الإنفاق على زوجته ،
والصداق لا يقتصر على التعهد بالإنفاق
بل هو تعهد بحسن الخلق ورعاية وكفالة وود الزوج لزوجته ...
-حق إنفاقه عليها
من مسكن وملبس ومأكل ومشرب وعلاج وترويح
وما يتصل بذلك
فيقول الله تعالى في كتابه العزيز
:}الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِم{ (34)سورة النساء
وقد وردت نصوص القرآن والسنة المطهرة وآراء الفقهاء وأئمة المذاهب
تحث الزوج على الإنفاق على أسرته والتوسعة عليهم حسب طاقته
وأن يعطيهم مما أعطاه الله وأن ينفق حسب حالته بلا إسراف ولا تقتير.
وقد حث الله عز وجل على ذلك الحق بأكثر من موضع في القرآن الكريم ،
كقوله تعالى } لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا{ (7)سورة الطلاق..
وفى سورة الفرقان يقول عز وجل : } وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا{ (67) الفرقان..
ويقول تعالى : { وَلاَ تَجْعَلْ يَدَكَ مَغْلُولَةً إِلَىٰ عُنُقِكَ وَلاَ تَبْسُطْهَا كُلَّ ٱلْبَسْطِ فَتَقْعُدَ مَلُوماً مَّحْسُوراً } (29) سورة الإسراء ...
كما وردت نصوص السنة المطهرة تحث الزوج على الإنفاق
وتعتبره من أوسع أبواب الثواب وتحذر الهارب منه انه قد ارتكب كبيرة من الكبائر..
إذ روى مسلم أن رسول الله (ص) قال " إذا أعطى الله أحدكم خيرا فليبدأ بنفسه وأهل بيته ". .
كما روى مسلم أن رسول الله (ص) قال " دينار أنفقته في سبيل الله ودينار تصدقت به على مسكين ودينار أنفقته على اهلك أعظمها أجرا الذي أنفقته على أهلك "..
وقد شددت الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة على هذا الحق
لأن المتهرب منه لا تُقبل منه طاعة ولا عبادة ولا أي عمل
حتى يؤدى ذلك الواجب عليه نحو أقرب الناس إليه
، ولأن تضييق الزوج على زوجته وأولاده بالإنفاق قد يزرع بغضهم نحوه
فيكرهون حياته ويتمنون مماته ليتمتعوا مما أعطاه الله .
-حسن العشرة :
-قال تعالى : }وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيراً { (19)النساء
أي يجب على المؤمنين أن يحسنوا عشرة نسائهم
بأن تكون مصاحبتهم ومخالطتهم لهن بالمعروف الذي تعرفه وتألفه طباعهن
فلا يستنكروا شرعا ولا عرفا ولا مروءة ،
أما التضييق في النفقة والإيذاء بالقول أو الفعل وكثرة عبوس الوجه كل ذلك ينافى العشرة بالمعروف ،
فالمعروف هنا غير كفالة الزوج لزوجته
أن يحسن سياسة الأمور ويتجاوز عن الهفوات الصغيرة ويأمر وينهي بالحكمة
و يتغاضى عن عيوبها وينظر إلى النواحي الطيبة الجميلة فيها
لقول رسول الله (ص) " لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقاً رضي منها الآخر "
فعلى الزوج أن يكون لطيف حسن العشرة رحيما بزوجته في الأزمات والمرض
يشد بأزرها ويقوي ضعفها ويقف بجانبها ،
ولها أن تشاركه في القرار فهي شريكته وسنده
وقد حث القرآن على الشورى ، إذ يقول تعالى " وشاورهم في الأمر "
كما يقول عز وجل " وأمرهم شورى بينهم "
ويروى البخاري ومسلم أن رسول الله (ص) قال " استوصوا بالنساء خيراً" .
.............للزوج على الزوجة ..............
يقول الله تعالى :
وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان "
-يقول تعالى " ولهن مثل الذى عليهن بالمعروف وللرجال عليهن درجة "
-حسن المعاشرة :
فكما للزوجة حق أن يعاشرها زوجها بالمعروف عليها أيضا أن تعاشره بالمعروف تماما ،
إذ يقول الإمام على " جهاد المرأة حسن التبعل " ،
ويروى الطبراني أن رسول الله (ص) قال : " خير النساء من تسرك إذا أبصرت وتطيعك إذا أمرت وتحفظ غيبتك في نفسها ومالك "…
-الطاعة :
الزواج شرطه القبول وهذا معناه أن كل طرف قد ارتضى القيام بواجبه
لذا فحق الزوج نحو زوجته أن تطيعه فللرجل حق القوامة ،
والقيم هو المسئول
لكن المسئولية هنا مسئولية رعاية ورحمة لا استبداد وتعسف.
إذ يقول الله تعالى " الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما أنفقوا من أموالهم فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله "
-الاهتمام بالمنزل :
وواجب الزوجة نحو زوجها أن ترعى بيته وأسرته وتؤدى رسالة الأمومة ،
-الاهتمام بالزوج :
وعلى الزوجة أن تتزين من أجل زوجها الذى يجب أن يغتسل ويتطيب من أجلها أيضا ،
وأن تستجيب لزوجها وتلبي رغبته ولا تمتنع عليه
الآيات والأحاديث الشريفة مجمعة من كتاب نظرات إسلامية فى المرأة والحب والزواج
الصياغة والتنسيق اجتهاد شخصى منى ..