اضواء
.الفصل الأول.
*تم تسجيل دخول : موريلآ*
موريلآ: اعذرني, لقد انقطع عني الانترنت ليلة الامس, فلم استطع ان ارد على سؤالك, لقد طرحت علي سؤال خطير, و شعرت بعدم الارتياح منه.. جآئني الارق ليلة الامس تفكيرا بسؤالك, حقآ؟ أحقا تسألني سؤال كذاك؟اتريد ان تنهي صداقتنا بأسئلتك الرعناء؟ أنت رجل عبيط؟؟ بالطبع سوبر مان أفضل من باتمان.. فلديه قدرات خارقة طبيعية يآ أخرق.!! ماذا لدى باتمان سوى ثروة أبيه الذي لم يتعب في جنيه .. واعداء مضحكين لا تستطيع ان تأخذهم بجدية كالجوكر .. انه مهرج.. رجآء لا تطرح علي اسئلة حمقاء كهذه والا قطعت صداقتي بك يا احمق هههههههه.. وداعا
اووه قبل ان انسى , اتمنى لك الحظ الجيد اليوم حين تقابل أسيرة قلبك التي لا تعرف عما في قلبك من حنين نياهاهاهاهاها
*تم تسجيل خروج :موريلآ*
.
(وجهة نظر ليلى)
آه نعم, كم احب مغاضاة هذا الرجل الذي لا اعرف عنه شيئا سوى اسمه في الشات وهو ايضا لا يعرف عني سوى اسمي المستعار , وقد اتفقنا على ابقاء علاقتنا هكذا, لا اعرف عنه شيئا و هو لا يعرف عني شيئا .. علاقتنا افلاطونية بحته و مستمرة منذ ثلاثة سنوات, آه هل ذكرت بأني فتاة, نعم انا كذلك و هو يعلم ذلك جيدآ و بالرغم من علمه الا انه لم يجرؤ يوما على مغازلتي او التصرف بانحراف , هذا ما يعجبني في ( القط الاسود), فهو كالأخ الذي لم احظ به .. مممم حسنا هو كالأخ الرابع الذي لم احظ به بعد اخوتي الحقيقين الثلاثة
اسمي في الشات موريلآ, لكن اسمي الحقيقي هو ليلى, اسم عادي رتيب كصاحبته و حياة صاحبته, انا طالبة صيدلة في جامعة ****** , صيدلة اكلينيكية وكم اعششق تخصصي بجنون, رغم استغراب صديقتي نوال التي بطب الاسنان, فهي لديها نظرة بأن تخصصي ممل وصعب وبأن تخصصها من امتع التخصصات , (حقا التخصص في عين طالبته امممم غزال؟ )
-حقا يآ ليلى, الا تريدين ان تحولي لطب الاسنان.. فاجئتني نوال بأن هاجمتني وراء ظهري مما جعلني اقفز من مكاني وعلى وشك اسقاط جوالي
-نوال!! رجاء لا تهاجميني هكذا مرة أخرى
تجاهلت كلامي بأن حركت يدها اشارة لاسكاتي و جلست مقابلي على الطاولة, و معها رشا التي كانت مشغولة بجوالها ايضا
-لكن الصيدلة مممممممممللللل جدا, يجب عليك ان تحفظي اسماء الادوية و تركيبها و تأثيرها على الاجهزة في الجسم و ..
-اني اجد كل ذلك ممتعا
-لااااااااا ليـــــــــــــلى اني اريدك ان تكوني معي بطب الاسنان, ارجوك تعالي عوضا عن رشا البلهاء, فهي متبلدة امام شاشة جوالها اربع و عشرين ساعة
رفعت رشا رأسها وقالت بكل بلادة:
-هاه؟
اشارت عليها نوال و هي تنظر إلي و في وجهها نظرة تقول ( أرأيت ما اقصد؟), ابتسمت من هاتين الاثنتين, حقا ان الزمن لم يغيرهم, فهن لا يزلن كما هن منذ ان قابلتهن في الثالث الابتدائي, طبعا رشا لم يكن معها جوال, لكن كان هناك دوما شيئا بيدها يشغلها عن العالم الحقيقي, اتسعت ابتسامتي حين اقترب من طاولتنا مجموعة فتيات, كانوا ايضا صديقات لي من تخصصات طبية مختلفة, جلسن واخذنا نتحدث ونستمتع بوقتنا مستغلين هذه الساعة لمتعتنا
الى ان اهتز جوالي, و نظرت لأجد رقما غريبا يتصل علي, انا عادة لا ارد على الارقام الغريبة, الا ان المرة هذه شعرت بأنه يجب ان أرد, و ليتني لم أرد, ليتني اتبعت سياستي في عدم الرد على الارقام الغريبة, لكن الفضول تغلب علي, التفت نحو الفتيات و طلبت منهن الهدوء حتى أرد, رديت, فسأل المتحدث على الطرف الثاني:
-ليلى؟
-نعم, جاوبت بكل حذر, فقد كان هذا صوت رجل غريب لم اتعرف عليه.., ثم قال معمقا نبرة صوته:
-, امضيت ليلة الامس كله وانا افكر بك حتى لم يغمض لي جفن.
... صمت تام.
-هاه؟
اتسعت حدقة عيني, و تحولت انظار كل صديقاتي نحوي, متسائلات ماذا حدث لي, قهقه الرجل في الطرف الثاني من الخط واستأنف حديثة قائلا:
-نعم, امضيته وانا افكر بك, بعينيك, بشفتيك وجسدك آآآه جسدك الـ ..
اتسعت عيني اكثر واكثر حتى كادت ان تخرج من مقلتيهما, من هذا المجنون؟, صرخت بأعلى ما استطعت:
-قليل الادب, اتصل على هذا الرقم مجددا و سترى ما سأفعله بك يآ %^# , سأمرمطك في المحآكم يآ #%^ ثم سأقطع $%%# ( لا اتذكر ما قلت جيدآ , فحين اغضب ابدأ واتفوه بحماقات شنيعة ), لا تدق على هذا الرقم مجددآ !!!!!
ثم اقفلت الجوال, من هذا الحقير؟ جاهدت حتى اتنفس شعرت بأنه سيغمي علي, بدأ العرق يصب مني, و قلبي يدق بسرعة, و جف فمي.. انا خائفة, من هذا الرجل؟ و كيف يعرف اسمي؟ و لماذا تفوه بهذه الاشيآء؟ يا إلهي اشعر بالذل والاهانة اريد ان انزوي في زاوية وابدأ اجهش بالبكاء
اقتربت مني نوال, تحظنني و تهدأ من انفعالاتي, ارتجفت في احضانها, الا اني لم ابك, شعرت بالغضب اكثر من الالم
انتبهت لنظرات الفتيات على الطاولة والتي كانت موجهة نحوي, تبا سيظنون بأني مجنونة خصوصا بعد الكلام الذي تفوهت به, تبا , استويت في جلستي, ارجعت شعري الى الوراء و قلت ببرود:
-اهدأن يا فتيات, كنت ادافع عن شرفي في هذا الصباح الباكر
عادت الحياة الى الطاولة, حين رأوا بأني اريد ان انسى الموضوع, وعادوا لحديثهم و ضحكهم, اقتربت مني نوال اكثر وسألتني بهمس عن مآذا حدث بالضبط:
- رجل يغازل , قلت لها بجمود
-وعععع, لابد وانه رجل خمسيني سمين, يشعر بالملل, واخذ يلعب بالارقام في الهاتف حتى كلمك بالصدفة واعجب بصوتك وقرر ان يتلاعب بك قليــ ..
- لا يا نوال, انه يعرف اسمي
-كيف يعرف اسمك؟
-لا اعلم, الا اني اشعر بأنه مقلب ثقيل من شخص اعرفه.
اهتز جوالي, فتحت عيني بخوف وانا انظر الى نوال,التي شعرت ايضا بهزة جوالي والذي كان على الطاولة, امسكت به و قررت بأني لن اخاف, فانا لم ارتكب غلطا و سأدافع عن نفسي واصد هذا الحقير بكل قوة..
فتحت الجوال, واذا برسالة من نفس الرقم, قرأت الرسالة وكان نصه:
تحت اشجار الزيزفون
تنتظر حبيبتي
وسأفعلها
ساسرق اول قبلة لها,
استرقت نوال النظر الى الرسالة من فوق كتفي وقالت بتقزز:
-يا له من خمسيني مقرف
فتحت فمي من الدهشة, و عدت اقرأ الرسالة مرة أخرى غير مصدقة, حتى لكزتني نوال بكوعها وقالت:
- هيه, أيا ترى وقعت في غرام روميو الصباحي؟
جاوبتها بكل جمود:
- اعتقد باني اعرف من هو
.
(وجهة نظر زين)
استيقظت على صوت طرق عنيف بالباب, و صوت امرأة تنادي بلغتها الانجليزية المكسرة من وراء الباب:
-Doctor Zain, wake up Mr. sleepy head
ضحكت على اسلوب الممرضة في ايقاظي وشكرت الله في اعماقي كونها هي التي ايقظتني هذه المرة عوضا عن احد من اصدقائي والذين يستغلون الفرص في ايقاذي بوسائل تعذيبية مختلقة, كسكب كوب من الماء البارد فوقي او وضع بعض من القطع الجليدية في قميصي, ذات يوم استيقظت لأجدهم يسحبون مني دما بحجة اني يجب ان اتبرع بدمي بين كل فترة واخرى وان لا اكون بخيلا, مجانين ,و اذا شعروا بكسل في ابتكار وسائل مختلفة يقومون و بكل بساطة بركلي في مؤخرتي.
اليوم استيقظت بانتعاش اكثر ليس لان الممرضة ايقظتني بحنان فحسب, بل لأن مريضتي المفضلة قادمة لموعدها الدوري, و كم اشعر بالسعادة لدى قدومها , حتى ان اصدقائي يلحظون انتعاشي و لمعاني في هذه الفترة المباركة الا انهم لا يعلمون بالسبب, و لن يعلموا ابدا, اذا علموا سيذلوني للأبد, اعجبتني علاقتي باصدقائي, فنوع العلاقة التي تجمعنا علاقة نذالة متبادلة و مقالب ثقيلة دم الا اننا اخوة, درسنا الطب سبع سنوات مع بعض وهانحن الان نطبق في المستشفى مع بعض , فتحت جوالي, والى الشات المعتاد, لأرى موريلا قد جاوبت اخيرا على سؤالي’ بخصوص من أفضل, سوبر مان او باتمان؟, و جاوبت بكل حماقة سوبرمان, رديت عليها مسجلا الدخول باسمي المستعار( القط الاسود)
*تم تسجيل دخول: القط الاسود*
القط الاسود: نعم اوافقك بأن سوبرمان قدراته طبيعة ووراثة , الا ان باتمان قدراته الخارقة مكتسبة وهذا في نظري يستحق الاحترام اكثر لانه عمل جاهدا في اكتساب قوته, باتمان لديه عقل يستخدمه بعكس سوبرمان الذي ولد بمواهبه دون ان يعمل جاهدا من اجل استحقاقها, ولا تسخري من الجوكر ستندمين على ذلك حين يزورك في احلامك, وأخيرا احب ان اقول بأن باتمان لديه سيارة فخمة . باتمان افضل. نهاية النقاش.
اووه كما اني متحمس جدا لملاقاة اسيرة قلبي , دعواتك
*تم تسجيل خروج :القط الاسود*
موريلا هي الانسانة الوحيدة التي اخبرتها عن الفتاة التي احب, قد يعود ذلك الى اني لا اعرفها ولانها انسانة غريبة مني ولا تحكم علي مما جعلني ارتاح لها كثيرا, فانا اخبرها بكل شي, طبعا يجب اخفاء هويتي كما اتفقنا, فهي لا تعلم ما اسمي وما وظيفتي, حتى الفتاة التي احب لا تعلم ما اسمها , لا تعرف عني شيئا سوى مشاعري و نظرتي للحياة وارائي في اشياء معينة, و ما يعجبني فيها انه بالرغم من صداقتنا التي استمرت لثلاث سنوات تقريبا لم تحاول ان تتعد على خصوصياتي او تحقق معي في هويتي او اي شي,فهي ترد على ما اقول وانا ارد على ما تقول, لم نحاول يوما ان نعرف هوية بعض , واثق برايها كثيرا فموريلا كالأخت التي لم احظ بها .. امممم حسنا هي كألاخت السابعة التي لم احظ بها , نعم اخواتي كثيرات !
خرجت من الغرفة التي كنت نائما بها الى صالة الانتظار الكئيبة بالمستشفى العام الذي اطبق فيه سنة الامتياز, تبا الاجواء هنا كئيبة جدا, نظرت الى الساعة الكبيرة والتي كانت معلقة فوق سنتر الممرضات, الساعة كانت الواحدة والربع بعد الظهر, مريضتي المفضلة ستأتي الساعة الرابعة.
تجولت في المستشفى اقوم بجولاتي و اتفقد المرضي متمنيا مرور الوقت بسرعة الى الساعة الرابعة , وما ان اتت الساعة الثاثة و النصف حتى خرجت خارج المستشفى عند المواقف, انفث لي سيجارة لاسترخي لعل وعسى اشعر بقليل بالهدوء والسكينة قبل الموعد , الا ان نبضات قلبي سارعت في الدق حين رأيت فتاة تخرج من السيارة التي وقفت بالصدفة امامي, انها هي , الفتاة التي اختلبت لبي( ان كانت هذه الجملة صحيحة), التفتت ورأتني, وابتسمت ابتسامتها البريئة و الخجولة, و لوحت لي بغرابة ثم سارعت الخطى لتدخل الى المستشفى, بينما وقفت انا كالابله في وسط الشارع .. رميت سيجارتي على الارض و جريت ورائها.
دخلت في غرفة المعاينة رقم 4 لأجدها جالسة على السرير الابيض , تلعب باقدامها في الهواء, رفعت نظرها نحوي بخجل ثم ابتسمت بعذوبة, اقتربت منها بعد ان اخذت جدولها من يد الممرضة, ثم انتهزت الفرصة لاتكلم معها فقلت:
- كيف حالك يا لين؟
-انا بخير, انت؟ قالت بصوت رقيق, كاد قلبي يقفز من صدري فرحة لانها سألتتني عن احوالي.. يا إلهي مااذا ارد, هل اخبرها عن يومي كيف كان , بدءا من استيقاظي على الواحدة ظهرا و معاينتي للمرضى, هل اخبرها كيف انقذت حياة السيد ابو سالم حين اتته سكتة قلبية على الساعة الثانية او اخبرها عن ماذا اكلت في الكفتيريا على الساعة الثالثة .. يآآآآ إلهي هناك اشياء كثيرة اريد ان اقوله لهاآآآآآ:
-بخير , رديت عليها بصوت كله رجولية ( على الاقل هذا ما احب ان اتخيل)
بادرت بهمس وقالت:
-أختي تقول بأنه يجب علي ان اخفف من جرعات الانسولين, فهي تقول بأنه هو سبب ارهاقي الدائم خلال الفترة الاخيرة
نظرت الى وجهها الذي احمر فجأة, ثم استوعبت شيئآ .. ما قالته لي الآن هو اطول جملة قالتها لي منذ ان قابلتها.. يا إلهي انها تبدو جميلة جدا خصوصا اذا احمر خديها , عدت رديت عليها بجدية متسائلا:
-احم, هل اختك طبيبة؟
-لا, ولكنها طالبة صيدلة اكلينيكية, وهي تشعر بالفخر بذلك, و تظن بأنها تعرف كل شي يتعلق بالادوية, رغم انها بعد سنة ثانية
قهقهت قليلا محاولا ان اكون جذابا ,ثم قلت بنبرة عميقة استغربتها جدا من نفسي :
-الانسولين هو انسب وافضل دواء للسكر, قد يكون سبب ارهاقك عدم الاكل او .. فجأة قاطع كلامي صوت الدكتور الاستشاري الجمزي, الذي دخل بكل كبر و اخذ الجدول من يدي, نظر الى الجدول واومأ ثم رفع رأسه يريد ان يقول شيئا للمريضة لين, ولكنه استوعب وجودي ثم التفت الي قائلا:
-ماذا تفعل هنا؟
نظرت اليه لا اعلم ماذا اقول. ماذا يقصد ماذا افعل هنا؟, فتحت فمي اريد الرد و لكنه لوح بيده قائلا:
-اخرج و جد لك شيئا مفيدا تفعله يا صبي.
تبا شعرت بأذني تحمران, كيف يجرؤ هذا السافل ان يطردني امام مريضة, وليست أي مريضة بل مريضة احببتها, شعرت بالاحراج الا اني التقطت وجهي من الارض وخرجت وانا حآآآآآآآقد جدا على هذا الطبيب .. تبا من يظن نفسه.. ليس له الحق ان يعاملني كالحثالة فقط لاني ريزدنت
ضربت يدي في الجدار بكل قوة, الا ان عيني بدآتآ تدمعان حين اكتشفت بأني ربما اكون قد كسرت يدي.
_______________________________________________
ملاحظة الكاتبة:
مرحبا, من برأيكم افضل, سوبر مان او باتمان؟
السبت
2012-06-09
5:39