لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


336 ـ ليل الغرباء ـ سلسلة الكاتبة كارول مورتيمر ( الجزء الثاني )

تحية ملؤها الأعماق يعتقها عبق الياسمين ارسلها لكم رحلة جديدة لعالم الرومانسية والخيال مع الجزء الثاني من سلسلة الكاتبة كارول مورتيمر ورواية ( ليل الغرباء)

إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 05-06-12, 02:47 PM   المشاركة رقم: 1
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
Newsuae2 336 ـ ليل الغرباء ـ سلسلة الكاتبة كارول مورتيمر ( الجزء الثاني )

 


الغرباء الكاتبة
تحية ملؤها الأعماق يعتقها عبق الياسمين ارسلها لكم
رحلة جديدة لعالم الرومانسية والخيال
مع الجزء الثاني من
سلسلة الكاتبة كارول مورتيمر
ورواية
( ليل الغرباء)

الرواية كتبتها الصديقة والأخت الراقية ( زهرة منسيه )
خطتها بأناملها واجتهدت بكتابتها وأرسلتها لي
كي أقوم بإنزالها والسبب إنها عرفت إني منشغلة
ولم استطع الوفاء بوعدي بكتابة هذا الجزء من السلسلة
لذا كل الشكر والامتنان والحب لها
الغرباء الكاتبة
كلمات الشكر لن تفيك حقك صديقتي
ولكن لك منها حتى تصابي بتخمة .

ليل الغربـــاء
( سيتم طرح فصلين كل يوم بإذن الله )

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس

قديم 05-06-12, 02:49 PM   المشاركة رقم: 2
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
Impo عن الرواية . . .

 

خاص لشبكة ليلاس الثقافية

الجزء الثانى من سلسلة الكاتبة كارول مورتيمر

(336) ليل الغرباء

الملخص
هل يصبح الخيال حقيقة؟
تناهى إلى مسمعى فيرغوس صوت أنثوى عذب من مكان ما قرب باب غرفة نومه .
ـ لقد جلبت لك فنجان قهوة
عبس وأبقى عينيه مطبقتين . فلا يمكن أن يكون مستيقظاً.. فى غرفته امرأة !
قال الصوت الأنثوى.
ـ هيا أيها الكسول..أجلس وأشرب قهوتك.
فتح عينيه ببطء...ثم أدار رأسه بحذر.خائفاً بعض الشئ مما قد يراه.
لا يتذكر فيرغوس شيئاً مما حدث الليلة الماضية..كل ما يعيه أنه وقع فى شباك امرأة لديها
هدف..وهى على استعداد لأستعمال كافة الوسائل لتحقيق هذا الهدف

فصول الرواية

1-
زائرة غامضة
2-
مهما كان الزمن
3-
المستبدة الصغيرة
4-
رجل من فولاذ !
5-
جميلة,رائعة...لكن!
6-
فاتنة.لكنها مخادعة
7-
نصيحة تودئ إلى... ورطة
8-
أبتسمى بحق السماء
9-
لن تحظى بهذه الفرصة
10-
الخيار الصعب
11-
قلب فى مهب الريح
12-
لـــن أعـــــود
13-
انفجار وشيك
14-
لا أستطيع الانتظار
15-
الـــخـــاتــمـــــة

لا نحل بنقل الرواية لمنتدى آخر من غير ذكر اسم منتدى ليلاس و زهرة منسيه

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 05-06-12, 02:54 PM   المشاركة رقم: 3
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 1ـ زائرة غامضة

 


1-
زائرة غامضة

- أراك تحتفل بمفردك!ألا تود أن يشاركك أحد؟
لم يكلف فيرغوس نفسه عناء الالتفات نحو مصدر الصوت بل استمر بالنظر إلى كوب العصير أمامه.فكل ما كان ينشده هو الجلوس باسترخاء فى تلك الزاوية من المقهى,بعيداً عن صخب الموسيقى وجلبة الناس الذين يستمتعون بوقتهم من حوله.
يا لهذا السؤال السخيف ! هل يبدو عليه أنه يحتفل؟
- ألم يخبرك أحد من قبل أن على المرء أن يبحث عمن يشاركه الاحتفال؟
فكر فيرغوس فى سره : تباً!لا تزال هذه المرأة هنا . ألا تدرك أننى أنشد البقاء بمفردى؟على الأقل هذا ما كنت أنويه
- أود الانضمام إليك فهل تمانع؟
بالطبع,أنه يمانع .لكن إصرار المرأة جعله على الأقل يلتفت نحوها وهو يحاول لجم غضبه الذى راح يتزايد ليشكل ضغطاً داخل رأسه
يا إلهى..!هذه المرأة تبدو رائعة الجمال حقاً,طولها لا يتجاوز الخمسة أقدام وهى ترتدى فستاناً قصيراً أسود اللون يُظهر رشاقة جسمها ونحافة خصرها . وقد انسدل شعرها الداكن كالليل كوشاح حريرى فوق كتفيها .أما وجهها فبدا ذا جمال سماوى ساحر وبدت عيناها الزرقاوان رائعتين تحيط بهما رموش سوداء كثيفة...عينان لن يرّ فيرغوس لهما مثيلاً من قبل.
إنها جميلة حقاً!وفكر فيرغوس فى أن تلك المرأة تحاول إغراءه وهو لا ينوى التورط مع إى امرأة فى الوقت الحاضر..ولا حتى فى ما بعد!
استند إلى الوراء فى مقعده وراح ينظر إليها بغطرسة متعمدة.أخذ يراقبها من رأسها حتى أخمص قدميها متأملاً وجهها الطفولى القسمات , ثم عبس قائلاً :"هل أنت واثقة من أن سنك يسمح لك بارتياد المقاهى؟"
ضحكت المرأة بصوت مرتفع فظهرت أسنانها الصغيرة البيضاء, وقالت بصوت حاد:"أؤكد لك أننى بلغت سن الرشد منذ زمن "
لم يدرك فيرغوس لما راح يتحدث إليها . وهى..ألم تدرك أنه يرغب فى البقاء وحيداً , وأن أى شخص لديه حسن الإدراك لن يقترب منه ليجبره على التحدث إليه
أشارت المرأة إلى المقعد المقابل له وسألته مجدداً:"أود الأنضمام إليك , فهل تمانع؟"
نعم...أنه يمانع . هل هى متبلدة الإحساس كى لا تلاحظ أنه لا يود التحدث إليها؟أدرك فيرغوس بخيبة أمل أنها لم تلاحظ ذلك فى الواقع.فهى لم تنتظر جوابه بل جلست قبالته بهدوء
-إسمعى ,آنسة...
أكملت المرأة بنعومة وهى تنظر إليه مباشرة :"كلويه"
ثم وضعت مرفقيها على الطاولة وشبكت يديها مسندة بهما ذقنها وراحت تحدق إليه بعينيها الواسعتين.
تنهد فيرغوس وكرّر وراءها والقنوط بادٍ فى عينيه:"كلويه,لا أقصد أن أكون فظاً..."
-لا تكن كذلك إذاً!
فكر فيرغوس فى أن عليه أن يتصرف حقاً بفظاظة إذا أراد أن تتركه وشأنه فتنهد قائلاً:"لم يكن نهارى جيداً كلويه...."
فتمتمت قائلة :"إذاً قد يتغير حظك الآن"
لكنه لم يكن يريد تغيير حظه!
لم يكن متحمساً لحضور حفل الزفاف اليوم .إنه حفل الزفاف الثانى الذى يحضره هذا الشهر.أما الأول فكان زفاف خالته ميغ من الشيف دانييل سيمون وهو صاحب مطعم .واليوم تزوج لوغان أبن خالته من دارسى سيمون وكان هذا الحدث الأسوأ.ومع أن دارسى فتاة طيبة وهى ولوغان مغرمان ببعضهما البعض كثيراً إلا أن فيرغوس لم يكن يدرك ان هذا الزواج سيؤثر فيه بهذا الشكل.
فمنذ طفولتهم كان فيرغوس ولوغان وبيرايس وهم أبناء خالات مقربين جداً من بعضهم البعض ,إذ نشأوا معاً فى اسكتلندا ثم أنتقلوا معاً إلى جامعة أوكسفورد.
رغم أنهم عاشوا متباعدين إلى حد ما فى السنوات الأربع عشرة الماضية ,إلا أنهم كانوا يلتقون معاً فى أحيان كثيرة ليستمتعوا بعزوبتهم!ولطالما عُرفوا بأسم"المراوغين الثلاثة" أما الآن,فلم يبق سوى هو وبرايس ,ولقب "المراوغين الإثنين"لا يمكن أن يكون له الوقع نفسه على الإطلاق.
التوى فمه وقال بسخرية :"لا أعتقد أن حظى سيتغير ,كلويه .شكراً لك ولكن...."
اقترحت المرأة ببرودة :"ما رأيك بأن نرقص؟"
لم يكن واثقاً من قدرته على الوقوف ,فكيف بالرقص؟لقد تناول لتوه حبة منوم وكان يعتزم مغادرة المقهى إلى منزله ليغط فى سبات عميق لعله ينسى متاعب يومه هذا.بعد انتهاء حفل الزفاف لم يشعر فيرغوس برغبة فى العودة إلى منزله وحيداً لذاطلب من سائق السيارة الأجرة التى أقلته أن يوصله إلى هذا المكان.
أراد أن يشرب كوباً من العصير ليتناول بعدئذ حبة من ذلك الدواء المنوم الذى اشتراه وهو فى طريقه إلى هنا.والآن بات عليه المغادرة بأسرع ما يمكنه قبل أن يداهمه النعاس وهو خارج المنزل .فتنهد قائلاً :"فى الواقع , كلويه ,أريد أن....."
-لا أريد سوى كوب من المياه المعدنية
نظر إليها بغضب متسائلاً لماذا لا تسمح له بإكمال جملته حين يكلمها ؟! وسرعان ما أبتسمت له المرأة . إذا بتعابير وجهه تغدو أقل قسوة .فما ذنب هذه المرأة إذا كان مزاجه سيئاً ؟لكن آخر ما يريده الان هو التقرب من امرأة لم يرها قط من قبل فى حياته.وإذا بها تتابع قائلة بلهجة مازحة :"أنه مجرد كوب ماء لا أكثر"
لا بأس بذلك ! فهو أيضاً يمكنه شرب كوب من الماء .حسناً...كوب واحد من الماء ثم يغادر بأقصى سرعته..هذا ما وعد نفسه به.
التفت فيرغوس وأشار إلى النادل كى يحضر لهما زجاجة مياه معدنية مع كوبين فارغين .وما إن أحضر النادل طلبهما حتى أخذ فيرغوس يسكب الماء لكليهما بنفسه,أو هذا على الأقل ما كان ينوى القيام به .كان قد ملأ كوب كلويه وراح يملأ كوبه,حين لم تعد يده تسعفه وكأنه فقد تركيزه فى اللحظة الأخيرة.فارتطمت يده بالكوب وتدفق الماء على الطاولة .
ماذا دهاه بحق الله! هل هو تأثير الحبة المنومة؟
ظهر التعاطف على وجه كلويه وراحت تمسح الماء بواسطة المناديل الورقية ثم قالت:"لِمَ يبدو عليك الاستياء؟"
أجابها فيرغوس بحزن قبل أن يحتسى كوبه جرعة واحدة :"بسبب الأصدقاء الذين أبتعدوا عنّا"
مع ان لوغان سيبقى صديقه و ابن خالته دائماً لكن فيرغوس يعرف أن الأمور بينهما لن تبقى على حالها.إذ بدءاً من هذا اليوم سيتشارك لوغان حياته مع زوجته.
لقد عاش أبناء الخالات الثلاثة حتى الآن كالأخوة تماماً ,فالطالما وقفوا جانب بعضهم البعض وتبادلوا الدعم والمساندة فى الأوقات العصيبة.
والآن سيحتاج فيرغوس لبعض الوقت قبل أن يعتاد على فكرة أن دارسى أصبحت رفيقة روح لوغان وأقرب منه إليه.
نظرت كلويه إليه فقالت ممازحة:"يقال إن الأصدقاء كالماء الذى يروى الظمأ"
هز فيرغوس رأسه بتهذيب :"هذا صحيح تماماً.لقد حاولت تحذيرك بأن رفقتى غيرممتعة"
لم يبدُ عليها الأنزعاج مطلقاً لكنها قالت تشجعه بلطف :"هل تود التكلم عن الموضوع الذى يزعجك؟"
شكراً جزئلاً ! بالطبع ليس لامرأة لا يعرفها ولا يرغب حتى بالتعرف إليها .
أمالت كلويه رأسها قليلاً وهى تنظر إليه فيما راح شعرها يلتمع بلون أزرق داكن بسبب الإنارة القوية فى المقهى .وأخيراً أدركت من هو هذا الرجل ,فقالت:"أنت فيرغوس ماكلاود,أليس كذلك؟"
ظهر التصلب على وجه فيرغوس ورد بحذر :"نعم هذا صحيح"
ألهذا السبب بدت مصرة على التحدث إليه؟ إن كان الأمر كذلك فهى تضيع وقتها لأنه ليس مستعداً للنقاشات الفكرية مطلقاً.
-بالطبع ,هذا أنت.
ثم أضافت بلهجة حميمية :"لقد قرأت العديد من كتبك , ورأيت صورك على غلافاتها .انت بارع جداً"
أجابت بدون اهتمام:"شكراً لك"
ضحكت كلويه وقد لاحظت عدم اهتمامه :"لكنك لست متأثراً بكلامى على الإطلاق"
قال فيرغوس بتبلد واضح:"أنت محقة.لقد قرأت هذه الكتب أيضاً. إنها عبارة عن روايات تقليدية ,القليل من الغرابة,لمسة عنف مع كثير من مشاهد الإغراء"
-لقد نشرت ستة كتب فى السنوات الستة الماضية,وقد احتلت المرتبة الأولى فى لائحة المبيعات
ثم تابعت تصحح له كلامه بنعومة:"لا يمكن وصفها أبداً بالكتب التقليدية"
هذه المرة تأثر فيرغوس بكلامها بعمق.لكن معرفتها الكثير عنه جعلته يقتنع بإنها تنتمى إلى إحدى المجموعات الفكرية,أو...ربما أسوأ من ذلك.
هز كتفيه بل مبالاة:"هذا يؤكد أن لا أهمية للرأى العام على الإطلاق"
ردت كلويه :"يبدو أنك تشعر بالأسى على نفسك هذا المساء. أليس كذلك؟"
نعم ,أنه يشعر بذلك فعلاً ! لـِمَ لا تدعه وشأنه إذا ليتخبط فى حالته بمفرده؟
فكرت كلويه فى أن التعرف إلى هذا الرجل سيكون مهمة صعبة أكثر مما تصورت .لقد أمضت أسابيع طويلة وهى تبحث بيأس عن وسيلة تسمح لها بلقائه"صدفة"حتى ظنت فى النهاية أن الأمر مستحيل
بم أنه كاتب ناجح فمن البديهى أن يترك فيرغوس المحاماة لذا لم يعد لديه مكتب محاماة .كانت حياته الاجتماعية مشتتة والمكان الوحيد الذى أستطاعت التأكد من وجوده فيه هو حفل زفاف لوغان اليوم . فــ فيرغوس هو إشبين العريس! لكن كلويه لا تعرف أياً من العروسين لذا لم تتمكن من حضور ذلك الزفاف لرؤيته.شعورها بالإحباط بسبب هذا الوضع جعلها تقبل دعوة مجموعة من الأصدقاء لتناول العشاء ثم الذهاب إلى هذا المقهى .و لم تصدق عينيها وهى تخرج من المقهى مع أصدقائها بقصد الذهاب إلى مكان آخر ,حين رات فيرغوس يدخل إلى هناك من دون رفيق
شعرت كلويه بالاضطراب ولم تعرف ما عليها فعله .أخيراً ستتاح لها الفرصة لتتحدث إليه .إلا أنها لم تعرف من أين تبدأ...وفى النهاية أجبرت نفسها على التحلى بالهدوء لتفكر بروية.
الجواب واضح! لفقت بعض الأعذار لتقنع أصدقاءها بأنها تود العودة إلى المنزل...لكنها وبدلاً من العودة إلى منزلها عادت إلى المقهى لتلحق بـ فيرغوس وقفت على مسافة منه تراقبه وهى تفكر بالخطوة التالية التى ستقوم بها.
بدا واضحاً أنه يجلس بمفرده لكنها لم تكن واثقة من أنه لا ينتظر أحداً ,امرأة مثلاً.وبعد فترة طويلة من المراقبة كان فيرغوس قد أنهى شرب كوبين من العصير ثم شرب جرعة ماء بعد أن تناول حبة دواء .هل يؤلمه رأسه بعد يومه الشاق ذاك؟
بعد مضى ذلك الوقت الطويل تأكدت كلويه من أن لا أحد سينضم إليه .هذا ممتاز!أنها فرصتها الذهبية للتحدث إليه,إلا أنه أوضح لها منذ البداية أنه لا يود التكلم إلى أحد.
حسناً.لن تستسلم الآن
سألته مجدداً :"كيف كان حفل زفاف قريبك اليوم؟"
لم تكن قد شربت بعد أى رشفة من كوب الماء أمامها إذ كان طلبها مجرد حجة لئلا يجبرها على الرحيل.عبس فيرغوس فى وجهها فطغى عبوسه على تعابير وجهه الهادئة ومظهره الرائع .لكن وسامته لم تخف مطلقاً على كلويه,مع أنها لم تكن قد لاحظت من قبل قوته الجسدية .فهو طويل القامة قوى البنية قد بدا فى غاية الوسامة فى بذلته الرسمية .أما شعره الأسود فطويل إلى حد ما وقد بدا وجهه الأسمر منحوتاً كقطعة خشبية مصقولة بعناية.عيناه البنيتان بلون الشوكولا هما الوحيدتان اللتان كانتا تضيفان اللطف على قسمات وجهه القاسية .فكرت كلويه فى أن هذا الرجل بالغ الجاذبية .آهـ...لو أنها التقت به فى ظروف مختلفة!
تكلم فيرغوس بصعوبة:"تعرفين الكثير عن حياتى الشخصية وهذا يشعرنى بعدم الارتياح"
أدركت كلويه أنها أخطأت حين سألته عن حفل زفاف قريبة . فضحكت بنعومة لتقلل من أهمية الأمر :"لا أظن أن علاقة القربى التى تربطك بـ لوغان ماكنزى أو حتى حفل زفافه أمران سريان"
قال فيرغوس ببطء:"لا...."
أراد أن يضيف شيئاً ما لكنه تراجع فى اللحظة الأخيرة . أخذت كلويه نفساً عميقاً لتشعر بالهدوء وتستعيد السيطرة على نفسها . فى الواقع إنها ليست بارعة فى مثل هذه الأمور .تصرفاتها هذا المساء والطريقة التى تقربت بها من فيرغوس ماكلاود وانضمامها إليه بهذا الشكل لم تكن مطلقاً جزءاً من شخصيتها الحقيقية .
لو أن أحداً من أصدقائها أو من أفراد أسرتها رآها أو سمعها لأصيب بصدمة قوية حتماً.لكنها فقدت السيطرة على نفسها حين رات فيرغوس يصل إلى المقهى فجأة , لذا تصرفت بسرعة بهدف الانضمام إليه . فهو لم يكن فى مزاج يسمح له بالتقرب منها.
أكملت تقول ممازحة:"هذا الزفاف هو أهم حدث اجتماعى لهذا الشهر,فيرغوس "
كشر اشمئزازاً وقال:"حسناً , رداً على سؤالك كان على ما يرام"
ثم أضاف مستدركاً:"او بالأحرى تم بأفضل ما يمكن للزفاف الناجح أن يكون"
رفعت حاجبين داكنين وقالت:"أنت لا تحب حفلات الزفاف,أليس كذلك؟"
عبس فى وجهها مرة أخرى وقد بدأ الشك يساوره وقال:"أنت ليس صحافية,أليس كذلك؟أم اننى سأرى على صفحات الجرائد الأولى فى صباح الغد حديثاً نقل عنى وأنا فى هذه الحالة من الأرهاق والنعاس؟"
لم تكن كلويه تحب الصحفيين والمراسلين أكثر منه! لقد سبق أن دمروا حياتها مرة...
أكدت له قائلة:"لا , كل ما فى الأمر أننى مهتمة وأردت الأطمئنان عليك ليس ألا"
قال فيرغوس بجفاء :"حسناً سبق واخبرتك أن الزفاف كان جيداً والآن أعذرينى حان الوقت لأطلب سيارة أجرة وأعود إلى منزلى"
ما أن أنهى جملته حتى أخذ يستعد للوقوف .نظرت كلويه إليه بقلق , لا يمكنه الانصراف الآن! لم تتمكن من التحدث إليه بعد وأن غادر الآن فلن تتاح لها فرصة أخرى للتكلم معه مجدداً فهذا...
تأوه فيرغوس ماكلاود:"آهـ تباً....."
لقد وجد انه لا يستطيع الوقوف فجلس فى مكانه مجدداً وأغمض عينيه ثم تنفس بعمق وسأل كلويه بحذر وعيناه لا تزالان مغمضتين :"هل يمكنك ان تسدى لى خدمة؟"
سوف تفعل أى شئ مقابل ألا يتركها فى تلك اللحظة ويذهب .فأجابت كلويه مقطوعة الأنفاس :"ربما...ماذا تريد منى؟"
أخذ نفساً عميقاً واجاب وهو ينظر إليها بعينيه البنيتين الدافئتين :"أظننى لن أتمكن من الوقوف بمفردى .فى الواقع لقد تناولت حبة منوم وكان على مغادرة المقهى قبل الآن!"
سألته :"ماذا تريدنى أن أفعل ؟"
كشر منزعجاً :"هل يمكنك مساعدتى لأخرج من هنا وأركب سيارة أجرة؟"
بدا واضحاً من كلامه أنه ليس من عادته طلب المساعدة من الآخرين . فكرت كلويه أن بإمكانها استغلال هذا الموقف لمصلحتها لكنها ستحتفظ بهذه الفكرة لنفسها الآن....
- بالطبع.
وقفت بلباقة وعلقت حقيبة يدها على كتفها ثم اتجهت نحوه وقالت تشجعه:"حاول فقط أن تقف وتستند إلىّ"
لاحظ فيرغوس نحول جسدها فقال والشك واضح فى صوته :"لا أظن أن بإمكانى الأستناد إليك فقد يتسبب ذلك بوقوعنا معاً"
كانت كلويه تنتعل حذاء ذا كعبين عالين ألا أن فيرغوس بدا أطول منها بكثير كما أن وزنه يوازى ضعف وزنها على الأرجح.لكن كلويه تتمتع بقوة جسدية لا يستهان بها . فقد ساعدته على الوقوف على قدميه ليغادرا المقهى .وبعد أن قطعا مسافة من دون أن يتعثرا قال فيرغوس باشمئزاز :"يا له من موقف محرج"
التفتت كلويه إليه وقالت من دون أن يبدو عليها التعاطف:"لما شعرت بالإحراج لو كنت شيخاً مسناً"
-أشعر الآن وكأن عمرى مئة عام!
فى الواقع لم يبدُ عليه ذلك بل بدا مظهره صبيانياً لا يدل إطلاقاً على سنوات عمره الخمس وثلاثين فقد انسدل شعره الحريرى الداكن على جبهته وعلت وجهه علامات الدهشة لعدم قدرته على الحفاظ على توازنه
لم تكلف كلويه نفسها عناء إستدعاء سيارة أجرة بل أرشدته إلى سيارة رياضية خضراء اللون مركونة فى موقف السيارات المجاور
ما أن اقتربا من السيارة حتى ضغطت على زر فى تعليقة مفاتيحها لتفتح الأبواب آلياً ثم فتحت باب المقعد المجاور للسائق وساعدته على الجلوس.
- هذه ليست سيارة أجرة
أدرك فيرغوس ذلك أخيراً وهو ينظر حوله وقد أصيب بدوار . يبدو أن الهواء النقى لم يساعده أبداً على استعادة توازنه وتركيزه بعد ان جلست كلويه خلف المقود وبدأت بتشغيل المحرك أجابت:"لا,هذه سيارتى"
أراد فيرغوس أن يحتج على الوضع لكن بعد أن فكر قليلاً فى الموضوع أسند رأسه بضعف إلى الوراء واسترخى فى المقعد الجلدى ثم أغمض عينيه قائلاً :"هل أحتاج إلى إطلاعك على عنوان منزلى أم أنك تعرفينه أيضاً؟"
استدارت كلويه إليه ونظرت إليه بحدة,هل بدا أنها تعرف الكثير عنه؟حين تأخرت فى الإجابة فتح فيرغوس عينا واحدة وقال بنفاد صبر:"حسناً؟"
أحنت رأسها قليلاً وأجابت بصوت أجش :"أعرف هذا أيضاً"
أخرجت السيارة من موقف السيارات وتوجهت إلى الشارع حيث الزحمة وإذا بـ فيرغوس يتمتم :"ذكرينى أن أسألك لاحقاً عن مصدر معلوماتك . لدى شعور بأننى لن أتذكر الكثير من هذه الأمسية حين أستيقظ غداً صباحاً"
أملت كلويه بصدق أن لا يحدث ذلك أبداً....

نهاية الفصل الأول

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 05-06-12, 02:57 PM   المشاركة رقم: 4
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 2 ـ مهما كان الزمن

 

2-
مهما كان الزمن

استيقظ فيرغوس عند الصباح ببطء لكنه لم يستعيد تركيزه إلا
بعد لحظات.
أدار رأسه يميناً و يساراً ليشعر ببعض الحيوية فأدرك أنه يستلقى فى سريره فى غرفة نومه الخاصة . شعر بثقل كبير فى رأسه . كيف وصل إلى هنا ؟ تباً! ليته يتذكر .
حدق فى الساعة الموضوعة قرب السرير وإذا بها تشير إلى التاسعة ونصف .
استلقى مرة أخرى على الوسادة وأغمض عينيه مجدداً . أى يوم هو هذا اليوم ؟ بالأمس كان حفل زفاف لوغان ودراسى...إذاً فاليوم هو الأحد . لا ضرورة إذاً للنهوض باكراً فليس لديه ما يقوم به أو مكان يقصده أو شخص يلتقيه كما أن الخادمة مود لا تأتى أيام الآحاد.
يمضى فيرغوس نهار الأحد فى العمل عادة.وعندما يشعر بالجوع يتناول السندوتشات.لذا لا حاجة لوجود مود يوم الأحد .لَم يشتم رائحة القهوة إذاً؟هل يشعر بالهلوسة بسبب الدواء المنوم الذى تناوله .أم لأن القهوة هى أكثر ما يرغب بتناوله الآن؟
لكن...لا! لا شك فى ذلك . أنه يشتم فعلاً رائحة القهوة , رائحة قوية منعشة ما الأمر إذاً؟
وفجأة سمع فيرغوس صوتاً أنثوياً حاداً من مكان ما قرب باب غرفة النوم:"هيا!هيا استيقظ فيرغوس !لقد أحضرت لك فنجان قهوة "
لم يتحرك فيرغوس بل عبس وهو لا يزال مغمض العينين وقد أدرك أن رائحة القهوة أصبحت أقوى الآن لكنه لم يصدق ما تسمعه أذناه . لا يمكن أن يكون الأمر حقيقياً...هل هناك حقاً امرأة فى غرفته؟وجود امرأة فى غرفته ليس بالأمر المستغرب فالطالما أمضى ساعات مثيرة برفقة النساء .لكن ليس الليلة الماضية على الأقل.تابع صوت المرأة بمرح:"هيا أيها الكسول .أجلس لتناول قهوتك"
فتح فيرغوس عينيه بهدوء وأدار أسه خائفاً مما سيراه.إذا به يرى فتاة ذات عينين زرقاوين وشعر أسود لامع وجسد نحيل.كانت ترتدى قميصاً طويلاً وقد ظهرت من تحته ساقاها الطويلتان . هل ما يراه حقيقة أم أنه لا يزال غارقاً فى عالم الحلام؟ما الذى أتى بهذه المراة إلى غرفته؟يذكر جلياً أنه غادر حفلة الزفاف بمفرده يوم أمس
وضعت المراة أحد الفنجانين على الطاولة المجاورة له :"هذه قهوتك من دون حليب وخالية من السكر"
تماماً كما يحب القهوة لكن كيف عرفت ذلك؟نظر إليها غير مصدق وهى تجلس على السرير إلى جانبه:"ماذا تفعلين هنا؟"
رفعت كلويه حاجبيها بتعجب وابتسمت له:"هل تمانع إن جلست هنا,وشربت القهوة معك؟و...ارتديت قميصك ؟فالجو بارد فى المنزل"
وارتعشت قليلاً قبل أن تتناول رشفة من فنجان القهوة
حدق فيرغوس إليها غير واثق مما إذا كان يريدها أن تجلس معه أم لا.كانت هذه المرأة تجول فى المنزل باحثة عن الأغراض التى تحتاجها لتحضير القهوة .وهى ترتدى قميصه أيضاً!
لحسن الحظ أن مود فى إجازة اليوم فبالرغم من أن خادمته تعرف طريقته فى قضاء حياة العزوبية إلا أنه لا يرغب فى التباهى بهذه الحياة أمامها
استدار ليأخذ قهوته ورشف رشفة منها . لكنه فى الواقع أراد أن يمنح نفسه بضع لحظات إضافية ليفكر .إنه لا يذكر كيف التقى هذه المراة وكيف أتى برفقتها إلى المنزل . لكن رغم ذلك فإن الحقيقة التى لاشك فيها هى أن هذه المرأة بغض النظر عن هويتها أمضت الليلة هنا.لكنه لا يذكر شيئاً مما حدث..لا يذكر أسمها حتى...كيف حدث ذلك بحق السماء؟كل ما يذكره هو انه غادر حفل الزفاف ودخل أحد المقاهى لكنه لا يذكر شيئاً بعد ذلك.
قالت الفتاة بسخرية من خلفه:"شكراً لك كلويه"
شعر فيرغوس ببعض الأرتياح ,كلويه هذا هو أسمها إذن لكنه لا يذكر....
بل أنه يذكر. بدأ يستعيد ذكريات الأمس تدريجياً . أتت هذه المراة للتحدث إليه فى المقهى . جلست قربه مع أنه لم يشجعها أبداً.فى النهاية...رافقته إلى منزله!!
وبدا كأنه فوت جزءاً مما حدث بعد أن تناول حبة المنوم تلك . لقد استيقظ هذا الصباح ليجدها فى غرفته لكنه لا يتذكر كيف وصلا معاً إلى هنا
تنهد قائلاً:"آهـ كلويه؟"
ثم التفت بهدوء وقد استعاد تركيزه ونظر إليها بعينين فاحصتين وإذا به يصعق لجمالها الفتان.إنها صغيرة جداً وقد بدت يداها حول فنجان القهوة كيدى طفل.لاحظ فيرغوس أنها لا تضع خاتم زواج
حسناً على الأقل لم يجد نفسه فى هذا المأزق مع امرأة متزوجة ! لكن...لا شك أنه فى مأزق كبير
كيف سيتصرف بحق الله مع امرأة أمضى الليل معها وهو لا يتذكر عنها شيئاً ؟ لا شك فى أنه غرق فى نوم عميق معظم الليل لكن ما حصل قبل ذلك...لا شك أن الإعتذار ليس كافياً الآن.بدلاً من ذلك قال بلهجة لا مبالية: "إنها قهوة لذيذة"
تقبلت كلويه كلامه بدفء ووضعت فنجانها جانباً :"شكراً لك"
ثم تابعت بخجل :"لا يسعنى أن أصف لك مقدار سعادتى بلقائك بالأمس فيرغوس"
- حقاً؟
مع أنه لم يكن فى أفضل حياته بالأمس فقد كان يشعر بالإحباط...والاستياء..والنعاس...لكن تباً! لا يمكنه مناقشتها فهو لا يذكر شيئاً مما حدث بينهما ولا يمكنه إدعاء العكس.لكنه يشعر بصعوبة فى الأعتراف لها بذلك لأنه سيبدو عديم الإحساس بل سيجعلها تشعر بالإهانة
أجابها:"انا سعيد لذلك.آهـ هل قمنا....؟"
جعله رنين جرس المنزل يتوقف عن الكلام .لكنه شعر بالسخرية من نفسه! من الطارق يا ترى؟اليوم هو الأحد والساعة لاتزال العاشرة إلا ربعاً صباحاً .
ثمة طريقة واحدة لمعرفة الجواب . لكن بالطبع كلويه الجميلة لن تتمكن من فتح الباب وهى ترتدى قميصه . عليه إذن أن ينهض من السرير وينزل ليفتح الباب . لعله من الأفضل أن يتجاهل ذلك الطارق ويبقى هنا برفقتها...لكن الجرس عاد يدق مجدداً وبإصرار أكبر هذه المرة . يبدو أن الشخص الذى يقف أمام الباب لا يفكر مطلقاً بالرحيل الآن
وقفت كلويه قائلة :"ألن تجلس لتفتح الباب ؟"
بالطبع عليه أن يفعل ذلك .لكن من الطارق يا ترى؟ربما...أمه التى جاءت إلى المدينة لحضور زفاف لوغان أو ربما ...إحدى النساء اللواتى كان يخرج برفقتهن خلال الفترة الماضية . سيكون من الصعب عليه أن يعرّف كلويه إلى أى شخص كان.فهو نفسه لا يعرفها جيداً
جلس على حافة السرير ووضع قدميه على الأرض ثم قال محذراً :"أبقى هنا!"
دخل الحمام ليبدل ثيابه وعندما خرج منه طمأنها قائلاً :"لن اتأخر"
ثم غادر الغرفة . يا له من موقف محرج! من هى كلويه. ومن أين أتت؟ وكيف سيتصرف حيالها الآن؟
فتح فيرغوس الباب فرأى قريبه برايس يقف أمامه وقد بدا وجهه مشرقاً فتنفس بارتياح :"برايس!"
حياه برايس قائلاً :"فيرغوس يا لها من سيارة جميلة!"
والتفت إلى السيارة الرياضية الخضراء المركونة امام المنزل . رفع برايس حاجبيه وسأل بفضول :"هل هى امرأة أعرفها ؟"
حدق فيرغوس إلى السيارة وكأنه لم يرها من قبل . لكنه استنتج أنها سيارة كلويه.حسناً! هذا يجيب عن بعض التساؤلات التى كانت تراوده منذ الصباح حين استيقظ ليجد كلويه فى غرفته .أن امراة تملك هذه السيارة ليست من نوع النساء اللواتى يطلبن أجراً مقابل قضاء ليلة برفقة رجل.
أضاف برايس ممازحاً :"او...ربما امرأة أود التعرف إليها؟"
فكر فيرغوس فى أن برايس سيصاب بالذهول ما أن يرى جمال كلويه , تماماً كما حصل معه. فلم يشعر بالارتياح مطلقاً لهذه الفكرة .سأل قريبه بسرعة :"ماذا تريد منى برايس؟"
علت الدهشة وجه برايس:"ألا تتذكرأننا أتفقنا على لعب الغولف معاً؟ قلت لى أنك لن تعمل اليوم لذا قمت بحجز الملعب عند الساعة الثانية عشرة ظهراً"
لقد تواعد مع برايس للعب الغولف اليوم! لكن كيف يمكنه الخروج برفقته وكلويه لا تزال فى غرفة نومه؟عليه أن يبقى معها ليكتشف من هى وماذا تريد....
وقفت كلويه خلف فيرغوس تماماً وحيّت برايس قائلة:"صباح الخير"
أجفل فيرغوس .فقد أمل أن يتخلص من برايس قبل أن يعود إلى غرفة النوم للتحدث مع كلويه فيتجنب بذلك حدوث لقاء بينهما . لكن حضورها الآن ووقوفها خلفه جعلا الأمر مستحيلاً . أجابها برايس وقد علت وجهه أبتسامة:"صباح الخير لك أيضاً"
تذكر فيرغوس كم تبدو كلويه فاتنة ومثيرة وهى ترتدى قميصه . فى الواقع إن كانت لا تزال ترتديه فسيبدو جالياً أنها أمضت الليل هنا.صحيح أنه و برايس مقربان جداً,لكن ذلك لا يعنى أنه يرغب بأن يراها أبن خالته فى تلك الحالة.
استدار بهدوء متمنياً لو أن تلك اللحظات تمر بسرعة آه! لا داعى للقلق .لم تكن كلويه ترتدى القميص بل فستاناً قصيراً أسود وتنتعل فى قدميها الصغيرتين حذاءاً ذا كعبين عاليين ما أظهر جمال ساقيها .ولم يعد شعرها مشعثاً بل انسدل على كتفيها كمنديل أسود لامع .لم تكن تضع على وجهها أى مساحيق تجميل إنما اكتفت بلمسة من أحمر الشفاة على شفتيها .رغم ذلك لم يساوره أى شك فى أنها أجمل فتاة وقع نظره عليها يوماً.
أنضمت كلويه إلى الرجلين اللذين يقفان قرب الباب وهى تسير بخطوات أنيقة . نظرت إلى فيرغوس بترقب وهى تقول :"ألن تعرفنا ببعضنا البعض,فيرغوس؟"
يعرّفها على برايس؟نعم من الأفضل أن يفعل ذلك . لكنه شعر للحظات بأنه مخطوف الأنفاس بجمالها .أخذ نفساً عميقاً ثم قال بهدوء :"كلويه هذا أبن خالتى برايس ماكليستر .برايس إنها كلويه"
ثم توقف فجأة لينظر إليها بعبوس .ليس لديه أدنى فكرة عن أسم عائلتها!
انقذته كلويه فى اللحظة المناسبة وقد لاحظت ارتباكه فقالت ضاحكة :"فوكس"
ثم مدت يدها لمصافحة برايس قائلة بسخرية:"لا تلمه برايس لقد استيقظ لتوه"
ثم نقلت نظرها بين الرجلين وقالت:"أعذرانى لكننى سمعتكما تتحدثان عن لعب الغولف.وأنا لدى موعد عند الواحدة سيكون على أن أستحم وأغير ملابسى"
وأشارت بسخرية إلى فستان السهرة الذى كانت ترتديه
شعر فيرغوس بالتوتر وتساءل لمن ضربت موعداً فى الواحدة يا ترى؟لا يمكنها أن تختفى هكذا فجأة! متى سيتمكن من رؤيتها مجدداً ؟ هلى أنتهى كل شئ الآن؟
وفجأة شعر برغبة قوية فى رؤيتها مجدداً كما شعر بالإحباط لأنه لا يذكر شيئاً عن الأوقات التى أمضياها معاً بالأمس .إنه بحاجة لأن يراها مرة أخرى لكى يتسنى له على الأقل فرصة يستعيد فى ذاكرته أحداث الليلة الماضية
التفتت كلويه إليه مبتسمة قبل أن تعانقه بسرعة ثم تمتمت بهدوء :"سأتصل بك لاحقاً ,موافق؟"
عناقها السريع هذا جعله يدرك بعض ما حدث بينهما الليلة الماضية . لقد سبق أن عرف فيرغوس العديد من النساء الحسناوات المثيرات لكنه لم يشعر مرة بمثل هذا التأثير جراء عناق برئ .كلويه فوكس قنبلة موقوتة حقاً !
أجابها بتوتر :"بالطبع سأنتظر اتصالك"
هزت رأسها مخاطبة برايس:"سررت بلقائك برايس "
وسارت بهدوء إلى سيارتها
راقبها فيرغوس بإعجاب وهى تتمايل بجسدها النحيل وساقاها الممشوقتان تتحركان برشاقة نحو سيارتها الرياضية .عندما صعدت كلويه إلى السيارة لوحت لهما بيدها قبل أن تدير المحرك وتنطلق نحو الطريق العام
أطلق برايس صفيراً خافتاً ينم عن الإعجاب ثم قال لـ فيرغيوس :"إنها فائقة الجمال حقاً فيرغوس!"
وافقه فيرغوس فى سره وفكر فى أنها رائعة فعلاً لكن...ها هى قد خرجت من حياته للتو . شعر بالضيق لهذه الفكرة إنه فيرغوس ماكلاود الرجل الذى ينهى دائماً علاقاته الغرامية قبل أن تأخذ طابعاً جدياً .أتراه وقع هذه المرة فى شباك هذه المرأة الغريبة؟لقد فات الأوان الآن .قد لا تتصل به كلويه فوكس أبداً فلعلها لا تملك رقم هاتفه!
تمكنت كلويه من الحفاظ على بسمتها إلى أن وصلت إلى أول منعطف . وما إن تأكدت من ابتعادها عن منزل فيرغوس حتى بدأت ركبتاها ترتجفان ليمتد الأرتجاف بعد ذلك إلى يديها .ما جعلها تواجه صعوبة فى إبقاء السيارة فى المسار الصحيح .ادركت أن عليها التوقف قليلاً بجانب الطريق تفادياً لأى اصطدام . أغمضت عينيها وأسندت رأسها إلى الخلف وقد راح جسدها كله يرتعش .
بالأمس فرضت نفسها على فيرغوس وذلك بهدف واحد هو إيجاد فرصة للتحدث معه وأوصلته إلى منزله للغاية نفسها . لكن استسلامه بسرعة إلى النوم ما أن أوصلته إلى سريره فى غرفته التى تقع فى الطابق العلوى من منزله أفشل خطتها تماماً .أخذت تحدق إليه لدقائق وقد شعرت بالإرهاق .وأدركت أنها غادرت منزله فى تلك اللحظات ,كما طلب منها أن تفعل, فسوف ينسى كل ما يتعلق بتلك السهرة بل كل ما يتعلق بها . لكنها لم تكن مستعدة للمخاطرة بعد أن تمكنت من الوصول إليه لذا قررت البقاء فى منزله .فأمضت الليل متكورة بإنزعاج على الكرسى فى غرفته فيما غفا فيرغوس بهدوء وارتياح فى سريره الضخم
حينذاك بدت لها الفكرة جيدة أم الآن فلم تعد واثقة من ذلك . لقد تمكنت من إثارة فضوله من دون شك فقد بدت صدمته واضحة حين أستيقظ ورآها فى غرفته . كل ما أرادته هو كسب تعاطفه لكنها شعرت بأن هذا الأمر صعب المنال
ومع وصول قريبه المفاجئ فقدت كلويه أى فرصة للتحدث إليه.
أخيراً توقفت عن الأرتجاف فأخذت نفساً عميقاً وأدارت المحرك من جديد لتكمل طريقها إلى المنزل حيث تسكن مع والديها
كيف سيكون ردة فعل فيرغوس أن علم بذلك؟
لا شك أن الدلائل التى رآها ليلة أمس جعلته يظن أنها امرأة متحررة تستطيع الخروج ساعة تشاء فتلك النظرة المريعة التى تفحص بها يدها ليتأكد من عدم وجود خاتم زواج لم تفتها على الأطلاق.لكنه أخطأ بإعتقاده أنها امرأة غير مرتبطة .لحسن حظها أن والديها خرجا منذ الصباح إلى الكنيسة ولن يكتشفا دخولها خلسة إلى المنزل
ركنت سيارتها إلى جانب سيارة والدتها .بدا واضحاً أن والديها خرجا بالجيب الخاص بوالدها .تنهدت كلويه وقد شعرت بالارتياح فلو أن والديها رأياها بفستان السهرة الذى ترتديه لأكتشفا أنها أمضت الليل خارج المنزل.وآخر ما تريده هو مواجهة الأسئلة حول الليلة الماضية وما جرى فيها !
كانت تهم بصعود الدرج المؤدى إلى غرفتها محاذرة أن يراها أحد الخدم عندما فُتح الباب خلفها :"كلويه؟"
إنه دايفيد زوج أختها والمساعد الشخصى لوالدها...لا بأس ! كانت لتواجه موقفاً أسوأ من هذا!
التفتت إليه مبتسمة إنه نهار الأحد وهى تعلم أن أختها وأولادها الثلاثة ينتظرونه فى منزله فقالت ممازحة:" أليس لديك منزل خاص بك تقصده؟"
بدا دايفيد طويلاً نحيل الجسم وقد بدأ شعره الأشقر يتساقط عند قمة رأسه
دايفيد لاتام هو مساعد والدها منذ خمسة عشر عاماً ووجوده فى المنزل جعله مقرباً من العائلة.ومنذ إثنى عشر عاماً تزوج من شقيقتها الكبرى بينى مما أفرح قلب والديها المولعين بأحفادهما الثلاثة :بول وقد سمى كذلك تيمنا بجده وهو الآن فى العاشرة من عمره وديانا هى فى السابعة من عمرها وأخيراً جوش وهو أبن خمس سنوات
رفع دايفيد بعض الأوراق فى وجهها قائلاً:"جئت أعطى والدك هذه الأوراق فسيحتاج إليها فور عودته من الكنيسة .الأحرى بى أن أسألك إن كنت قد نسيت أن لديك منزلاً تعودين إليه مساء أمس "
وأشار بعينيه إلى فستانها ثم أضاف قائلاً :"من المؤكد أنك لا تفكرين بالإنضمام إلى والديك وأنت ترتدين هذا الفستان"
أجابت مكشرة:"أنت محق"
ضحك بنعومة :"لا تقلقى كلويه تعلمين أننى مررت بهذه المرحلة قبلك "
بدا واضحاً أن دايفيد استنتج انها أمضت سهرة صاخبة فتأخرت فى العودة إلى المنزل .من الأفضل أن يعتقد الجميع ذلك.مع العلم أن كلويه تعرف أن أموراً كهذه تثير الأقاويل حول مركز والدها السياسى.
ففى هذه الفترة تصبح المظاهر ذات أهمية كبرى بالنسبة لوالدها وذلك يشمل صهره ومساعده الشخصى كما يشمل ابنته الصغرى .أجابت كلويه بخفة :"إن لم تخبر والدى عنى فلن أخبره شيئاً عنك.والآن أظن أنه من الأفضل أن أصعد إلى غرفتى لأستحم وأبدل ملابسى قبل أن يرانى أحد سواك "
ابتسم دايفيد ابتسامة عريضة :"يبدو أنك لم تأخذى قسطاً وافياً من النوم الليلة الماضية"
أنه على حق !أدركت كلويه ذلك بعد دقائق معدودة حين نظرت إلى صورتها فى المرآة فى غرفتها . فقد بدا وجهها شاحباً ووجنتاها باهتتين وعيناها محاطتين بهالتين سوداوين .كانت ليلتها طويلة كما تذكر لأنها أمضت معظم الليل مستيقظة وهى تجلس على كرسى فى غرفة فيرغوس ماكلاود فيما هى تتساءل أى نوع من الرجال هو!
آه إنها تعلم الكثير عنه .لقد رحل مع والدته ليعيشا فى قصر جده فى اسكتلندا وذلك بعد طلاق والديه وبعد إنهاء دراسته أصبح محامياً لكنه ومنذ ست سنوات تخلى عن مهنة المحاماة ليتفرغ للكتابة
لكن هذا ليس ما أرادت معرفته عنه.فهى تريد أن تعرف إن كان رجلاً رحوماً طيب القلب ويؤمن بالعدالة حتى لو كانت قاسية.

.....هذا ما أرادت معرفته عن فيرغوس ماكلاود قبل أن تطلب منه ما تريد . لم تخلد كلويه إلى النوم عملاً بنصيحة دايفيد. بل تناولت الغداء لاحقاً مع والديها بعد أن أنضم إليهم دايفيد وبينى والأولاد .كما يحصل دائماً أيام الأحاد .ثم أمضت فترة بعد الظهر برفقة والدتها فقامتا بكتابة ردود على الرسائل والدعوات التى وصلتهم خلال الأسبوع المنصرم .فكانتا ترسلان رداً بالموافقة على الدعوات التى يمكنهم تلبيتها فوالدها على وشك أن يخوض مضمار السياسة من جديد والظهور فى المناسبات الأجتماعية سوف يساعد كثيراً !
لحسن الحظ أنهم تناولوا العشاء بمفردهم تلك الليلة فاستخدموا غرفة الطعام الصغيرة بالأسرة وهى أكثر حميمية .أما الغرفة الكبيرة التى تتسع لمجموعة كبيرة من الأشخاص فيستخدمونها حين يكون لديهم ضيوف على العشاء وذلك يحدث مرة فى الأسبوع على الأقل .
كان الطعام رائعاً كالمعتاد .لكن ما إن أنهت كلويه طعامها حتى شعرت بآثار الأرق الذى عانت منه الليلة الماضية فاستأذنت من والديها فيما كان يشربان قهوتهما .نظر إليها والدها باهتمام وقال:"تبدين شاحبة هذا المساء عزيزتى"
يبلغ والدها الخامسة والخمسين من عمره . وهو وسيم ذو إطلالة مميزة بشعره الداكن الذى لم يغزه الشيب إلا عند أطرافه فأضفى عليه لوناً رمادياً وقوراً .فكرت كلويه أنها تعشق والدها كثيراً وهى مستعدة للقيام بأى شئ من أجله إذا إنه يملك كافة الصفات الحسنة التى أرادت أن تبحث عنها فى فيرغوس ماكلاود.
شعرت بثقل فى صدرها ما إن فكرت بذلك الرجل .فذكرى لقائها به هى إحدى الأسباب التى دفعتها للخلود إلى النوم باكراً فى هذا المساء . فقد راحت تؤجل الأتصال به طيلة النهار لأنها شعرت ببعض القلق مما تقوم به . من جهة أخرى أملت أن يزيد ذلك من فضوله بعد أن وعدته بأن تتصل به لاحقاً . أرادت أن تثير اهتمامه لفترة إلى أن تتمكن من التعرف إليه جيداً وتجد الفرصة الفضلى للتقرب منه.
لقد بدأت بذلك فعلاً هذا الصباح!ربما كان قرارها بأن تقضى الليل فى منزله قراراً ساذجاً لكنها لم تتصور أبداً أن فيرغوس سيعتقد أنهما تشاركا الفراش سوياً . من نظرة واحدة إليه صباحاً أدركت كلويه ما يفكر فيه بالضبط.
أجابت والدها بحزن:"السبب على الأرجح أننى تأخرت فى الخلود إلى النوم ليلة أمس"
شجعتها والدتها بابتسامة دافئة فيما هى تقبلها أيضاً:"إذا فالنوم باكراً اليوم هو الحل المناسب , صغيرتى"
فى الخمسين من عمرها لا تزال والدة كلويه جميلة فملامحها رقيقة وشعرها داكن يصل حتى كتفيها ووجهها نضر خالى من التجاعيد أما يداها فناعمتان تماماً كما لو انها فى سن أبنتها كلويه وعيناها الزرقاوان دافئتان ومليئتان باللطف لاسيما عندما تنظر إلى أبنتها الصغيرة الشابة
أما أختها بينى فكانت فى العاشرة من عمرها حين ولدت كلويه . وكانت هذه الأخيرة بمثابة مفاجأة لهم جميعاً لذا يُشعرها الجميع ومنذ طفولتها بإنها كنز العائلة الثمين تماماً كما تعتبر هى أن عائلتها وسعادة هذه العائلة هما كنزها الثمين.
ابتسمت كلويه لوالديها :"أراكما غداً صباحاً!"
ما أن أدارت ظهرها حتى أختفت ابتسامتها تماماً . لم يعد بإمكانها تأجيل الأتصال بـ فيرغوس أكثر رغم رغبتها فى ذلك....!
حين أصبحت فى غرفتها أمسكت هاتفها الخلوى وطلبت الرقم قبل أن تغير رأيها .إذا فكرت بالموضوع أكثر فلن تتمكن من الأتصال أبداً !
شعرت بإنقباض فى قلبها حين أخذت الهاتف يرن و يرن...لم يخطر فى بالها أبداً أنه قد لا يكون فى المنزل حين تتصل به....ماذا...؟
وفجأة سمعت صوته:"فيرغوس ماكلاود"
حاولت كلويه أن تستعيد السيطرة على نفسها وهى ترد بثقة كبيرة تمنت لو أنها تشعر بها فعلاً فى داخلها :"هل قاطعتك عن عمل ما؟"
لن تدعه يشعر بمقدار توترها بسبب هذا الأتصال والتحدث إليه إذ لن يساعدها ذلك فى مهمتها أبداً . ساد صمت قصير بينهما بعد أن تأخر فيرغوس فى الرد ثم سألها :"كلويه؟"
بدا غير واثق من هويتها وأقل ثقة بنفسه من الليلة الماضية وهذا الصباح . هل نجحت لعبتها؟لقد أجبرته على انتظارها !
-هل كنت تتوقع شخصاً آخر؟
ثم أردفت :"أم أنه سؤال سخيف؟"
فى النهاية قد تكون فى حياة فيرغوس امرأة أو....نساء عدة ! إن التحريات التى قامت بها فى الأسبوعين الماضيين لم تكشف لها تفاصيل عن حياته الشخصية لكنها لا تعتقد أنه ذهب إلى حفل زفاف قريبه بالأمس برفقة امرأة وإلا لما قصد المقهى بمفرده
تشدق فيرغوس قائلاً :"لا,أبداً . كنت أستحم حين رن الهاتف فخرجت مسرعاً لأرد"
سألته كلويه بنبرة مثيرة :"هل تعنى أننى أخرجتك من الحمام؟"
أجاب فيرغوس بجفاء :"نعم,هذا صحيح"
ضحكت ضحكة خافتة :" آه !"
فقال فيرغوس بعدم ارتياح :"لكننى أشعر بالبرد "
أجابته كلويه بسرعة :"عليك أن تقتنى هاتفاً خلوياً"
جاء صوته مرتبكاً:"ماذا؟"
شرحت له كلويه بتمهل :"لو كنت تملك هاتفاً خلوياً لأمكنك إدخاله معك إلى الحمام"
أكد لها فيرغوس بلهجة حاسمة :"لا ما كنت لأفعل . أكره هذه العادات التافهة فهى تقتحم خصوصية الشخص"
ثم أكمل بنفور:"إن مجرد التفكير فى بأن أى شخص يمكنه مقاطعتى عند الأستحمام ساعة يشاء يشعرنى بالانزعاج أنا لا أتساهل فى بعض الأمور"
تذكرت كلويه حمامه الفخم المجاور لغرفة نومه وتذكرت بصورة خاصة ذلك المغطس المستدير الضخم الذى يكتسح المكان بلونه العاجى والذهبى .أن ذلك المغطس كبير جداً وكأنه مصنوع خصيصاً ليتشاركه شخصان!
- إنها مجرد فكرة . ليس إلا.
-هل لى أن أعرف سبب هذا الأتصال ؟
أرادت أن تصرخ فى وجهه قائلة : "إن تصرفاتك المتسرعة تهدد بتدمير والدى وعائلتى من جديد . لكنها لم تفعل بل ذكرته قائلة:"لقد وعدتك بأن أتصل بك"
غمغم فيرغوس:"وهل تنفذين دائماً ما تقولينه؟"
أجابت كلويه :"نعم.فأنا أجد ذلك أفضل"
ثم تابعت:"كيف كان لعب الغولف؟"
قال متحسراً:"لقد هزمنى برايس . ماذا فعلت بى ليلة أمس يا امرأة ؟لم تكن لدى قوة حتى لأضرب كرة الغولف !"
لم تفعل به أى شئ ! على الأقل ليس ما يعتقده . فبعد أن أوصلته إلى منزله وساعدته فى الصعود إلى غرفته أستلقى بمفرده فى السرير لينام نوماً عميقاً
ضحكت كلويه بصوت مبحوح وردت من دون تعليق :"مسكين فيرغوس!"
لقد أدركت بالضبط ما هى الأستنتاجات التى توصل إليها فيرغوس حين وجدها هذا الصباح فى منزله وتحديداً فى غرفة نومه .أما هى فبعد أن شعرت بصدمة مرعبة من تحليله الخاطئ قررت أن تستفيد من الأمر لصالحها . فهذا الأستنتاج سيجعل فيرغيوس غير واثق من الهدف الرئيسى لإصرارها على التعرف إليه.لكنها لم تكن لتخبره بتلك الكذبة بنفسها أبداً فلو فعلت ذلك لهبطت إلى مستوى أولئك الأشخاص الذين دمروا حياة والدها المهينة .ودمروا فى طريقهم حياته العائلية.
منذ ثمانى سنوات كان والد كلويه عضواً بارزاً فى الحكومة .كان مركزه السياسى قوياً ما يؤهله ليكون رئيس الحكومة القادمة . لكن هذا كله تحططيم أمام عينيه حين قامت إحدى مساعداته بالأنتحار .
سوزان ستيرلنغ امراة فى العقد الثالث من العمر غير متزوجة ولم تقم علاقة طويلة الأمد مع أى رجل حين أقدمت على الانتحار تبين أنها كانت حاملاً فى شهرها الرابع .
كتبت الصحف الكثير عن هذا الموضوع . وركزت اهتمامها على معرفة والد طفلها الذى لم يرّ النور فتوجهت أصابع التهام إلى والد كلويه.
ترددت أصداء الفضيحة لأيام لا بل لأسابيع.ومع أن والدها نفى وجود أى علاقة بينه وبين تلك المرأة إلا أن ذلك لم يردع الصحافة . طارد ذلك الكابوس أفراد عائلتها كلهم أينما ذهبوا وتحولت حياة كلويه فى المدرسة إلى حياة بائسة . لكن زواج والديها صمد فى وجه الأكاذيب كلها ,إذا لم تهتز ثقة والدتها بوالدها أبداً .أما كلويه وبينى فلم تشكا يوماً بصدق والدهما وإخلاصه .إنما وبعد مرور سنة على تلك الفضيحة جرت انتخابات جديدة ولم يرغب رئيس الوزراء بأن تسقط حكومته فطلب من والدها أن يقدم استقالته . وحين أجريت الأنتخابات العامة بعد ثمانية أشهر لم يتمكن من النجاح .لذا فقد والدها مقعده بعد أن أستغل منافسوه تلك الفضيحة
ظل والد كلويه بعيداً عن السياسية لثمانى سنوات والآن حين قرر العودة إلى الحياة السياسية تلقى تهديداً من مصدر مختلف تماماً .و سواء أكان مصدر التهديد مدركاً لما يفعله أم لا وسواء أكان مهتماً بما يقوم به أم لا فمن المؤكد أن مصدر التهديد هو شخص واحد فيرغوس ماكلاود!
وأن كان بمقدور كلويه أن تمنعه من تدمير والدها مجدداً فستقوم بما يلزم لذلك ومهما كلف الثمن!

نهاية الفصل الثاني

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 05-06-12, 05:58 PM   المشاركة رقم: 5
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

هلا زووووز
كيفيك حبيبتى
نورتى المنتدى بروايتك
ما أحلى عرضك للرواية وأسلوبك الراقى فى تنزلها
ولقد أصبت بالتخمة من كتر كلامك الرقيق لدرجة أن أناملى عجزت عن الرد على ذوقك و رقيك
موفقة حبيتى
ويسعدنى أن أكون أول الضاغطي على أيقونة الشكر
بالرغم من إنها لاتفيكى حقك

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليل الغرباء, bachelor cousins, الجزء الثاني, carole mortimer, دار الفراشة, menikah dengan mccloud, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سلاسل احلام, سلسلة, كارول مورتيمير
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 07:48 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية