لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 10-06-12, 03:34 PM   المشاركة رقم: 16
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

هلاااااا فاطومة
رجعتى تنورى المنتدى تانى بطلتك الحلوة حبيبتى
مشكورررررررة كتير على كلامك الحلوة ده
وأكيد الرواية حلوة لأنها من أختيار زووووز
والله لا يحرمنا وجودك الدائم معاًُ
وترجى تنورى المنتدى بروائعك حبيبتى

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
قديم 10-06-12, 07:13 PM   المشاركة رقم: 17
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي شكـر من الاعماق

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة fati_mel مشاهدة المشاركة
  
رووووووووعة
عن جد الرواية حلوة كثييييييييييييييير
تسلم اديكي زهورة على الكتابة....وتسلم ايدكي يا جمرة على التنزيل و العرض الرائع
هيك بتكون الصداقة والتعاون ربنا لا يحرمنا منكم ومن روايتكم الحلوة زيكم
وفي انتظار باقي الفصول من ايدكي الحلوة

الله يسلمك . . اللهم امين يديم التعاون والصداقة بيناتنا وبينكم
ما ننعدم من طلتك ومن ذوقك وإن شاء الله بكرة راح نسدل الستار
عن هذه الرواية وبتبدأ زهرتنا الراقية بانزال الجزء الاخير من هذه السلسلة
كوني متابعة . . ودي وعبق وردي

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 10-06-12, 07:17 PM   المشاركة رقم: 18
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي تبعت افكر كيف اقول شكراً

 

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة زهرة منسية مشاهدة المشاركة
  
هلاااااا فاطومة
رجعتى تنورى المنتدى تانى بطلتك الحلوة حبيبتى
مشكورررررررة كتير على كلامك الحلوة ده
وأكيد الرواية حلوة لأنها من أختيار زووووز
والله لا يحرمنا وجودك الدائم معاًُ
وترجى تنورى المنتدى بروائعك حبيبتى

اتفق معاك إنها نورت بطلتها . . . والله لا يحرمنا نوركم كلكم
زهوره جهزي نفسك عشان تبدأي تنزلي الجزء الاخير من السلسلة
موفقه في كل خطواتك غلاتي . . سلمتي

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 10-06-12, 07:21 PM   المشاركة رقم: 19
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 11 ـ قلب فى مهب الريح

 

11 ـ
قلب فى مهب الريح

شعر فيرغوس بالإنزعاج عندما سمع صوت الجرس يقرع فى منزله فيما هو يتناول العشاء بمفرده إذ لم يكن فى مزاج يسمح له باستقبال أى كان
لم تكن نهاية الأسبوع سعيدة بالنسبة إليه .فبعد وداعه لـ كلويه مساء يوم الجمعه ,ذلك الوداع المؤلم الذى لم يشعره بالرضى , بدا أن كل يوم من الأسبوع يمر أسوأ من غيره
تأوه فيرغوس حين سمع رنين الجرس من جديد وأدرك أن الطارق واثق تماماً من وجوده فى المنزل إذ ترك سيارته أمام المدخل ولم يركنها فى المرأب .
لو أن الظروف مختلفة لشعر فيرغوس بالرعشة تسرى فى جسده لرؤية كلويه واقفة على الباب.لكنها آخر شخص توقع رؤيته الآن بعد المعلومات التى وصلته! لكن ذلك لا يعنى أن كلويه لا تبدو جميلة ,بل بدت كذلك فعلاً فى الفستان الأسود المصمم ببساطة الذى يبرز جمال جسمها وشعرها الأسود الطويل وبشرتها العاجية اللون .ابتسمت كلويه له وقالت بنبرة ملؤها الأمل :"ألا تزال غاضباً منى أم أنك ستدعونى للدخول"
فتح فيرغوس الباب على أتساعه ودعاها للدخول . حتى مساء يوم الجمعة لم يكن يشعر بالغضب منها مطلقاً لكن بعد المعلومات التى عرفها لم يعد واثقاً مما سيقوله لها.حين أصبحا فى غرفة الجلوس لاحظت كلويه أنه يرتدى هو أيضاً ثياباً سوداء فقالت :"يبدو ان كلينا فى حداد!"
سألها بهدوء :"بم أساعدك كلويه؟"
بللت شفتيها بطرف لسانها وبدا بوضوح أنها ليست هادئة الأعصاب كما أرادت أن تبدو .و اقترحت بمرح:"فنجان قهوة قد يكون جيداً.هل تمانع إذا جلست؟"
- تفضلى أجلسى
راقبها وهو مستغرق فى التفكير فيما جلست واضعة إحدى ساقيها فوق الأخرى.قال لها بجفاء :"فى الواقع لم أقصد بسؤالى ماذا تودين أن تشربى لكننى سأحضر لك فنجان قهوة بكل سرور"
قرر فيرغوس بصرامة قبل أن يدخل المطبخ لإعداد القهوة أن عليها أن تغادر المنزل بعد تناولها القهوة مباشرة,فلديها الكثير من الأمور التى عليها أن ينجزها وهو بالطلع لن يتمكن من القيام بأى منها خلال وجودها هنا!
اتجه إلى المطبخ وهو يتساءل عن سبب قدوم كلويه...
قالت كلويه من خلفه وكأنها تعتذر:"يبدو أننى قاطعتك عن تناول العشاء"
وحين رأته يجفل تابعت تقول:"لم أقصد إخافتك"
ثم أشارت إلى الطعام على الطاولة:"أرجوك لا تترك طعامك يبرد"
فقال وهو يحمل صينية القهوة:"على أى حال لم أكن مستمتعاً بتناول الطعام.هيا لنعد إلى غرفة الجلوس"
ما أن عادا إلى غرفة الجلوس حتى راحت كلويه تحدق إلى وجهه متفحصة فيما هو يسكب القهوة :"هل من خطب فيرغوس؟"
نعم,كل شئ ! كل شئ سئ . تباً لذلك....
جلس قابلتها على الكرسى ورد بغموض:"ليس تماماً"
إلا أنه كان صريحاً وواضحاً حين سألها :"لم أنت هنا كلويه؟"
- حسناً يمكننى أن أقول إننى مررت لرؤيتك فقط أو أننى كنت مارة من هنا صدفة,أو...
قاطعها قائلاً :"أظننى أخبرتك من قبل أننى أفضل دوماً الحقيقة على الأكاذيب الملفقة"
ردت كلويه ببساطة :"نعم أخبرتنى ذلك.ربما كان على أن أتصل بك قبل مجيئى "
وعضت شفتها بقلق فتمنى فيرغوس لو أنها لم تقم بتلك الحركة المثيرة التى أشعلت الرغبة فى كيانه لكنه رد قائلاً :"لا بأس ها أنت هنا الآن"
وأمل ألا تعكس تعابير وجهه تلك الرغبة التى تعتمل بداخله.
أخذت كلويه نفساً عميقاً :"أتصل بيتر أمبروس بوالدى...بطريقة غير رسمية"
ثم أضافت بسرعة :"بشأن الكتاب الذى تنوى تأليفه"
ومرة أخرى تمنى فيرغوس لو أنه لم يفكر بتأليف هذا الكتاب على الأطلاق لأنه مهما فعل الآن وعلى ضوء المعلومات الجديدة التى تلقاها فسوف تشعر كلويه بالاستياء ما يعنى أن كراهيتها له سوف تزداد أكثر فأكثر . وتعجب فيرغوس لأن بيتر أمبروس انتظر كل هذا الوقت ليتصل بوالدها بعد لقائهما الأسبوع الماضى.
وضعت كلويه فنجان القهوة على الطاولة بيد مرتجفة ثم نظرت إليه بتوسل :"لم يفت الأوان على إيقاف كل ذلك فيرغوس"
- بلى لقد فات الآوان! أصبح الوقت متأخراً جداً للتوقف . لأن الأمر غدا مثل كرة الثلج التى تتدحرج ن قمة الجبل بحيث تغدو أكبر فأكبر كلما تحركت.
تحرك فى كرسيه إلى الأمام باحثاً بيأس عن كلمات مناسبة . بدأ يقول بتردد:"كلويه...ألا يمكنك التحدث إلى والدك؟قد تتمكنين من إقناعه إن العودة إلى مجال السياسة ليس بالفكرة...الصائبة"
لا فى الوقت الحاضر ولا فيما بعد إذا ما كانت المعلومات التى حصل عليها فيرغوس صحيحة!
أتسعت عيناها وسألته غير مصدقة:"لأنك مصمم على تأليف هذا الكتاب؟"
- كلا...
قاطعته بلهجة اتهامية:"ألا ترى أنك شخص أنانى ؟أنت مؤلف ولا شك أنك تملك عشرات الأفكار التى تصلح كمواضيع روايات...."
قاطعها فيرغوس :"أقدر ثقتك بقدرتى على التخيل كلويه.لكننى أخشى..."
وقفت بغضب فيما هى تكمل جملته:"أنك تريد كتابة هذه الرواية بالذات"
وأمتلأت عيناها بالدموع:"أرجوك فيرغوس سأتوسل إليك إذا لزم الأمر...أرجوك,أرجوك توقف عما تقوم به"
تمنى فيرغوس لو أنه بإمكانه ذلك لكن الأمر لم يعد بيده فلقد تلقى زيارة من أحدهم بعد ظهر هذا اليوم ما جعل تراجعه الآن أمراً مستحيلاً...!
حاول إقناعها :"كلويه , لابد من أن والدك يدرك منذ قرر العودة إلى عالم السياسة أن ما حصل فى الماضى سوف يلاحقه,بغض النظر عن الرواية التى سأكتبها أنا"
أومأت كلويه :"نعم وهو مستعد لذلك . لأنه قادر دوماً على إثبات براءته لكن ألا يمكنك أن ترى أن كتابك سوف يثير الضجة حول الموضوع من جديد؟"
ثم تابعت بصوت متخنق:"أنا مستعدة للقيام بأى شئ...أى شئ مهما يكن...شرط أن تمتنع عن تأليف هذا الكتاب!"
شعر فيرغوس بالغثيان فهو يعلم أن كلويه سوف تكرهه وتود الانتقام منه بعد أربع وعشرين ساعة أو ثمان وأربعين ساعة على الأكثر.وسوف تكرهه أكثر عندما تتذكر ما تقوله له الآن .
رمقها بنظراته ببطء من قمة رأسها إلى أسفل قدميها .متأملاً جسمها النحيل بغطرسة متعمدة مما جعل وجه كلويه يحمر تألماً.من الأفضل لها ان تتأم الآن وليس لاحقاً"
وأخيراً تشدق قائلاً:"ألا ترين أنك شديدة الثقة بنفسك عزيزتى؟"
بدا واضحاً أن الألم و الغضب يتصارعان فى داخلها وأن كلويه تجاهد للسيطرة على نفسها...وإذ بها تفشل:"أنت...."
- لا مزيد من الأهانات كلويه.
قال فيرغوس ذلك بسخرية فيما هو يهب زاقفاً وقد توصل إلى قرار, وهو ان على كلويه أن تغادر منزله على الفور.ثم تابع وهو يعقد حاجبيه :"ما من داع لمتابعة الحديث بيننا...ألا تظنين ذلك؟"
رفضه الواضح لها حجعل اللون يختفى من خديها فأنفجرت قائلة وهى تلتقط مفاتيحها عن الطاولة :"لا أدرى لما ظننت أننى أستطيع الأعتماد على الجانب الطيب من شخصيتك...من الواضح أن هذا الجانب مفقود لديك"
ثم أنهت كلامها بقرف واضح :"لا أعلم كيف يمكنك أن تنام خلال الليل"
كان فيرغوس يعانى من الأرق فعلاً فى الفترة الأخيرة...لكن أرقه ذاك لا علاقة له بالشعور بالذنب كما لمحت كلويه فى كلامها بل إن التفكير فيها كان كافياً ليحرم عينيه الرقاد.
- تعلمين أن هذا الأمر بالتحديد ليس مشكلة بالنسبة لى
قال ذلك يذكرها بتلك الليلة التى أمضيتها فى غرفته وهو مستغرق فى النوم.
تلك الليلة التى لم يتمكن من نسيانها البتة!لقد نام يوما ملء جفونه غافلاً عن كلويه التى تشاركه غرفته . وهو يدرك الآن أن ذلك لن يحدث ثانية على الأطلاق!
ألقى نظرة خاطفة على ساعة يده.ما زال لديه متسع من الوقت كما يأمل:"الآن إذا كنت لا تمانعين لدى موعد هذا المساء"
بعد زيارة كلويه التى نعثت اليأس فى نفسه فكر فيرغوس فى أنه لن يتمكن من أن يعود فيجلس هنا الآن دون ان يحرك ساكناً.إن لم يتمكن من إيقاف كرة الثلج عليه على الأقل أن يجد شخصاً آخر يمكنه القيام بذلك.
التوى فم كلويه بمرارة وسارت إلى الباب وهى تقول من بين أسنانها :"آسفة لأننى أضعت وقتك سدى"
رد موبخاً بلهجة مهذبة:"أنت من أضاع وقته سدى"
استدارت فجأة لتحدق إليع بعينين تلمعان بلون أزرق داكن:"هذا واضح جداً"
حافظ فيرغوس على مظهر اللامبالاة إلى أن خرجت كلويه من المنزل غاضبة ووصلت إلى سيارتها لتقودها مبتعدة .عندئذ انخفضت كتفاه باستسلام كأنهما كرة تم إفراغها من الهواء . هز رأسه بحزم فاليأس لن يجديه نفعاً.ثمة أمور عليه أن يقوم بها وأماكن عليه أن يزورها وشخص عليه أن يراه.لكن عليه أولاً أن يجرى مكالمة هاتفية....
لَمِ يثير فيرغوس غضبها ما أن تراه إلى حد تنسى معه نواياها الطيبة كلها وأساليب الإقناع التى تملكها ؟ ففى كل مرة تلتقيه ينتهى بها الأمر إلى ذرف الدموع بعد افتراقهما.
قادت كلويه سيارتها ودموع الإحباط والخيبة تسيل محرقة خديها,دموع لم تتمكن من السيطرة عليها.لقد فشلت مرة أخرى فى إقناع فيرغوس بالعدول عن تأليف ذلك الكتاب الذى سيسبب الأذى لأسرتها.لم يقف الأمر عند فشلها فقط بل أنها عرضت نفسها للإهانة عندما رفضها فيرغوس بمنتهى القسوة.عليها أن تخبر دايفيد غداً صباحاً أنه لم يعد لديهم أى أمل الآن , يجب أن يعلم والدها بما جرى.لأن الأمر سيغدو أكثر سوءاً إذا علم بذلك من مصد آخر
إلا أن مجرد التفكير فى العودة إلى المنزل الآن والجلوس إلى مائدة العشاء مع والديها فيما هى تشعر بالغثيان فى داخلها ليس بالفكرة السارة كما أن حديثها الأخير مع فيرغوس أفقدها شهيتها...
بدت الأنوار مرحبة فى منزل بينى و دايفيد فيما كانت كلويه تركن سيارتاه أما المدخل الأمامى للمنزل . فى مثل هذا الوقت قد يكون جوش الأبن الأصغر لـ دايفيد وبينى فى فراشه أما ديانا التى تبلغ الثامنة من عمرها وبول الذى يبلغ العاشره من عمره فلا يزالان مستيقظين.وكلويه مولعة جداً بأولاد أختها وفى هذه اللحظات بالذات ما تحتاجه هو براءة الطفولة.
رحبت بها بينى بحرارة ما إن دخلت إلى المطبخ:"أهلاً بك عزيزتى.وصلت فى الوقت المناسب لكى تساعيدينى فى حمام جوش"
عبثت بشعر أبنها الصغير وأكملت:"لقد تأخرت عليه قليلاً وقد اضطر دايفيد إلى الخروج بصورة غي متوقعة"
لا يمكن لـ كلويه أن تدعى أنها تكترث لغياب دايفيد . فالمسألة التى تعرفها كلويه يبدو أن بينى لا تعرف عنها شيئاً.ستضعها فى موقف محرج لو أن دايفيد هنا.
فكرت كلويه وهى تراقب أختها بإعجاب فى أن بيتى أم رائعة.
ما تحتاجه كلويه بالفعل بعد حديثها الأخير مع فيرغوس هو جو عائلى دافئ مفعم بالسعادة . سألتها بينى وهى تساعد جوش على خلع ملابسه :"كيف حال الوسيم فيرغوس؟"
اجابت كلويه بلهجة قاطعة :طلا أهتم لأمره"
ثم أضافت :"سواءاً أكان وسيماً أم لا"
ظهرت خيبة الأمل على وجه شقيقتهل :"ظننت أنه يعجبك"
قالت كلويه من دون اهتمام :"إنه شخص متعجرف ومستبد وهذا لا يعجبنى"
فقالت بينى مبدية تعاطفها:"هذا أمر مؤسف"
سألها جوش وهو يلعب بالفقاعات التى ظهرت فى مياه المغطس:"من هو فيرغوس؟"
قالت لأبنها الصغير :طأنه مجرد صديق لخالتك كلويه عزيزى"
كلمة صديق لا تنطبق على فيرغوس مطلقاً...ولم يكن كذلك فى أى وقت من أوقات تعارفهما!
بعد أن أنتهى حمام جوش وعاد الجميع إلى المطبخ أعلن الصغير لأخيه وأختهاللذين يكبرانه سناً:"خالتى كلويه لديها صديق وأسمه فيرغوس"
سألتها ديانا بحماس:"هل ستتزوجين خالتى كلويه؟"
تتزوج فيرغوس؟ سيكون ذلك بمثابة الدخول إلى قفص ملئبالأسود بل لعل الأسود أرحم إذ أن ضربتها قاضية وسريعة.
أجابت مخيبة آمال الصغيرة :طأخشى أن ذلك لن يصل حبيبتى"
بعد مضى ساعة على ذلك الحديث جلست المرأتان فى غرفة الجلوس الأنيقة لتتناولان الشاى فسألت بينى بالحاح :"هل ذلك صحيح كلويه؟"
لم تفهم كلويه ما تقصده أختها بسؤالها هذا فراحت بينى تضحك مذكرة إياها :"أن ذلك لن يحصل؟"
أكدت كلويه :"هذا ما أخشاه . أظن أن من الأفضل أن أهتم بمهنتى...لأن الناس غير جديرين بالثقة ولا يمكن الأعتماد عليهم "
ظهر الإنزعاج على وجه بينى ثم قالت وهى تتمطى شاعرة بالتعب :"الحمد لله أننى لم أعد عزباء تنتظر فارس الأحلام"
اقترحت كلويه بعد أن لاحظت الإرهاق الذى يبدو على شقيقتها :"لِمَ لا تستغلين فرصة غياب دايفيد ونوم الأولاد لتأخذى حماماً ساخناً ؟ أما أنا فعلى أن أغادر"
لكنها شعرت بثقل فى صدرها لمجرد التفكير فى العودة إلى المنزل .
ابتسمت بينى وقالت:"أظن أننى سأعمل بنصيحتك.بلغى حبى لماما وبابا"
قادت كلويه سيارتاه بهدوء فى طريق العودة إلى المنزل . فهى لم تكن على عجلة من أمرها للوصول. لكن وصولها متأخرة إلى المنزل يعنى أن العشاء قد فاتها.وهذا أمر جيد إذ أنها لن تضطر إلى تناول الطعام مراعأة لمشاعر والديها .
وعلى الرغم من ذلك عاد إليها توترها بقوة أكبر وشحب وجهها واشتدت قبضتاها على المقود ما أن وصلت إلى المنزل إذ رأت سيارة رياضية مألوفة رمادية اللون مركونة إلى جانب سيارة صهرها دايفيد.
ما الذى يفعله فيرغوس هنا, بحق السماء؟
ولكن...هل من حاجة لأن تسأل ؟ لقد أتضح لها الآن سبب خروج دايفيد من منزله بشكل غير متوقع وهذا ما جعلها تشعر بالقلق.أوقفت سيارتها بسرعة إلى جانب سيارة فيرغوس وأسرعت نحو المنزل.لقد تركت فيرغوس فة منزله منذ حوالى ساعة ونصف الساعة ولعل الأوان فات الآن على منعه من التصرف بشكل يسئ إلى أسرتها .
رحبت بها والدتها ما إن دخلت مسرعة إلى غرفة الجلوس ثم راحت تشرح لها الموقف بشكل تلقائى:"كنت أتساءل أين أنت.لقد تأخر موعد العشاء لهذه الليلة فوالدك لديه أجتماع عملى"
لكن كلويه تعلم تماماً من هو الشخص الذى يجتمع بوالدها الآن,لم يكن فى الغرفة سوى والدتها مما يعنى أن فيرغوس فى المكتب مع والدها ودايفيد. ما الذى يناقشونه؟هل علم والدها بكل شئ الآن؟وإذا علم بالأمر,فما الذى سيفعله؟
عليك اللعنة فيرغوس!
قاومت رغبتها بالأندفاع إلى مكتب والدها لتسأل فيرغوس ما الذى يفعله بالتحديد.وبدلاً من ذلك قالت لأمها:"هل مضى وقت طويل على وجود فيرغوس هنا؟"
تنبهت والدتها قائلة:"لابد أنك رأيت سيارته أمام المنزل...لقد أتى منذ ساعة تقريباً.ظننت فى بادئ الأمر أنه أتى لرؤيتك ولكنه طلب مقابلة والدك"
ثم تابعت تقول بمزاح لاذع:"هل تعتقدين أنه سيطلب يدك رسمياً من والدك؟"
إلا أن كلويه واثقة أن الزواج منها أو من سواها هو آخر ما يفكر فيه فيرغوس.فأجابت بسخرية :"أشك فى ذلك.أرى أن دايفيد هنا أيضاً"
أجابت والدتها:"وصل بعد دقائق من وصول فيرغوس.يبدو المر غريباً جداً"
لكنه لم يبدُ كذلك بالنسبة إى كلويه.ألا أنها لا تستطيع البوح بشئ لوالدتها إذ يكفى ما عانت منه منذ ثمانى سنوات ولا تزال تعانيه إلى الآن.
جلست المرأتان فى غرفة الجلوس تتبادلان أطراف الحديث . شعرت كلويه أن الثوانى تمر ببطء شديد بانتظار خروج الرجال الثلاثة من غرفة المكتب . بعد مرور نصف ساعة تقريباً سمعت كلويه أصوات الرجال فى القاعة الرئيسية فوقفت وأسرعت إلى الغرفة
"التجهم" لم يكن صفة كافية لوصف تعابير وجوههم وقد تقدمهم دايفيد ثن سار خلفه فيرغوس وتبعهما والدها.بدا وجه دايفيد شاحباً متوتراً أما تعابير وجه فيرغوس فقد تحولت إلى غطرسة حين رآها.لكن أكثر من يهمها هو والدها الذى بدا فجأة وكأنه أكبر بعشر سنوات فقد بدا الذبول على وجهه وأختفت منه ملامح السعادة كما أنخفضت كتفاه بإباط وهو يسير فاقد الحيوية على غير عادته.
وجهت نظرة أتهامية غاضبة إلى فيرغوس فأدرك أن هذه هى المرةالثانية خلال الأيام قليلة التى تود فيها ضربه.حذرها وهو يمسك بذراعها بقوة : "لا تتفوهى بكلمة . رافقينى إلى السيارة"
لم يكن ذلك طلباً بل أمراً . ولم يعجب كلويه أبداً أن تتلقى الأوامر بهذا الشكل من هذا الرجل بالذات,لكن محاولاتها لتحرير يدها من قبضته لم تنجح.وأضاف فيرغوس وهو يصر على أسنانه:"الآن"
رمقته كلويه بنظرات شرسة ملؤها الغضب قبل أن تستدير لتسير معه إلى المدخل فيما هو لا يزال ممسكاً بيدها.حين أصبحا خارج الباب المغلق حدقت إلى وجهه ثم قالت بسخط:"حسناً,آمل أنك تشعر بالرضى"
هز رأسه وقد ظهر فى عينيه البنيتين فتور غريب وبدا التجهم على فمه:"ليس كثيراً"
- إذن لِمَ فعلت ذلك؟
ثم تهدج صوتها بسبب مشاعرها المضطربة:"لا عليك.كلانا يعلم لماذا...ما الذى سيفعله والدى الآن؟"
هز فيرغوس كتفيه قليلاً :"أظن أن من الأفضل أن تسأليه هو,أليس كذلك؟"
قالت كلويه وهى لا تزال تشعر بالصدمة وتحاول مغالبة دموعها :"لن أسامحك أبداً فيرغوس...أبداً"
رد ببرودة:"لم أتوقع ان تفعلى"
فأضافت بنزق طفولى:"أتمنى لكتابك الفشل الذريع"
لكنها علمت فى قرارة نفسها أن ذلك لن يحصل فمجرد وجود أسم فيرغوس ماكلاود عليه سيساعده على الإنتشار والنجاح لكنها أكملت:"على الأقل هذا ما تستحقه"
ظهر الحزن على فيرغوس :"هل حصل أحد منا على ما يستحقه فعلاً؟"
قالت كلويه بكراهية :"لكنك تستحق ذلك.لا أريد أن أراك مجدداً أبداً"
كرر فيرغوس ما قاله من قبل:"لم أتوقع أن تفعلى.لكن ربما فى أحد الأيام..."
أكدت بعنف:"أبداًً!"
فتح باب السيارة وهويقول :"إذن لم يعد هناك ما يقال,أليس كذلك؟ أقترح عليك حين يخف غضبك منى وتتمكنى من السيطرة على أعصابك فى ما يتعلق بقضية والدك أن تتحدثى إليه . لست واثقاً مما إذا كان سيخبرك بكل شئ لكن تحدثى إليه على أى حال"
بالطبع سوف تتحدث إلى والدها
تمهل فيرغوس وهو يصعد إلى السيارة وقال بصوت أجش :"وداعاً كلويه"
ردت بحزم ومن دون تردد :"وداعاً فيرغوس"
باتت تشعر بالكراهية تجاهه بسبب أنانيته وأصراره على أذية والدها كما كرهته لأنه عاملها بقسوة هذا المساء .فقد أدركت بعد زيارته امفاجئة لوالدها الليلة أن جميع حججها ودفاعاتها لم تعن له شيئاً
لكن حين صعد إلى السيارة وأتجه بها نحو المدخل أدركت كلويه أنها تحمل له أحاسيس من نوع آخر . فبالرغم من كل ما حصل علمت أن حبها له لم يتغير.
شعرت كلويه بقلبها يتفتت من الألم!

نهاية الفصل الحادي عشر

* * *

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 10-06-12, 07:28 PM   المشاركة رقم: 20
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 12 ـ لــن أعــود

 

12 ـ
لــن أعــود



- أتعلم أيها الفتى؟أرى أن ثمة حلين لمشكلتك
نظر فيرغوس إلى جده بغضب وكان الرجلان يشربان العصير فى منزل فيرغوس . لقد وصل جده بالأمس إلى لندن كعادته كل شهر . وكان يستمتع بشرابه أما هو فلم يعد يستمتع بشئ منذ أسبوع وحتى الآن
عبس فيرغوس قائلاً: "مشكلتى؟"
مازال جده رجلاً وسيماً رغم أنه فى الثمانين من عمره فوجهه خال من التجاعيد وجسمه نحيف . أما الدليل الوحيد على تقدمه فى السن فهو الشيب الذى غزا شعره فضلاً عن الحكمة التى تبدو فى نظراته.
أومأ الجد قائلاً:"نعم يمكنك أن تتزوج الفتاة أو تنسى أمرها .واسمح لى أن أقول إنك لا تبدو قادراً على نسيانها"
عبس فيرغوس مجدداً فى وجه الرجل العجوز ليقول أخيراً:"أى فتاة؟"
تنهد جده :"تناولت العشاء ليلة أمس مع برايس"
فتكهن فيرغوس :"وأبن خالتى العزيز أخبرك عن كلويه؟"
سبق له أن قرر ألا يدع برايس يعرف شيئاً عن علاقاته الغراميه . لكن برايس التقى الفتاة بنفسه هذه المرة!على أى حال لقاءه السريع بكلويه لا يمكن وصفه بالعلاقة الغرامية
قال جده باهتمام :"كلويه ؟ هل هذا أسمها ؟ أنه جميل!"
ثم رفع حاجبيه متعجباً :"يبدو أسمها جميل بقدر جمالها نفسه بحسب ما وصفها برايس"
كلمة جميلة ليس كافية لوصف كلويه
قال فيرغوس بغباء:"بل هى فاتنة"
حثه جده قائلاً:"وماذا أيضاً؟"
هب فيرغوس وقال بوجه متجهم:"لا شئ .إنها فاتنة و...تملك روحاً مرحة..."
- متزوجة؟
أجاب فيرغوس بحدة وهو يحملق بسخط فى وجه جده :"بالطبع لا"
لكنها ببساطة...صعبة المنال . بالنسبة إليه على الأقل !
قال جده بنبرة لطيفة :"لكن برايس يعتقد أنها أمضت ليلة على الأقل فى منزلك!"
أخذ نفساً غاضباً ثم قال بسخرية:"لسان برايس طويل"
قال جده موبخاً بلطف:"فى الواقع إنه قلق عليك مثلى تماماً"
قد لا تكون العلاقة بين أفراد عائلة فيرغوس حميمة ودافئة كما بين أفراد عائلة كلويه لكن أبناء الخالات الثلاثة وجدهم مقربون من بعضهم البعض ويهتم كل منهم لشؤون الآخرين . وأدرك فيرغوس أنه يستحق التوبيخ مع أن جده حاول أن يبدو لطيفاً
لكنه أكد للرجل العجوز :"لا داعى لأن تشعر بالقلق"
كانت الأيام العشرة الأخيرة من أطول الأيام التى مرت على فيرغوس وذلك منذ لقائه الأخير من كلويه . فهو لم يستطيع النوم أو تناول الطعام ولم يتمكن كذلك من العمل . كل ما كان يفعله هو التساؤل عما تقوم به كلويه فى هذه الأثناء وهل تحدث والدها إليها وأخبرها سره؟وإذا ما فعل فإلى أى حد زاد كرهها له الآن؟
قال جده بحزم:"أظن أن عليك أن تدعنى أحكم بنفسى فيرغوس"
ثم اضاف بلهجة مهذبة:"أخبرنى عنها"
لوى فيرغوس فمه بسخرية:"ظننت أننى أخبرتك للتو"
هز الجد رأسه بنفاد صبر:" من تكون كلويه ؟ ماذا تفعل؟ولِمَ هى صعبة المنال؟"
عرف فيرغوس أن السؤال الأخير هو أكثر ما يثير اهتمام جده لذا أختار أن يجيب على السؤالين الأولين.فقال باختصار :"أسمها كلويه فوكس هاملتون وهى مصممة أزياء"
ردد جده:" فوكس هاملتون..." ضاقت عيناه وهو يمعن التفكير:
"هل تربطها قرابة ما برجل السياسة؟"
صحح له فيرغوس بسرعة:"رجل السياسة السابق"
ثم أضاف موضحاً وهو يدرك أن جده على علم بتلك الفضيحة التى طالت والدها منذ ثمانى سنوات :"إنها ابنته"
تمتم جده:"لم يتمكن من الاستمرار"
ما أكد لـ فيرغوس أنه يتذكر الحادثة ثم تابع بمرح واهتمام :"إذن إنها حفيدة ويللى فوكس هاملتون؟"
نظر فيرغوس إليه وقد فوجئ بكلامه :"أنت تعرف جد كلويه؟
أكد جده قائلاً :"وأعرف والدها أيضاً . لكننى لم أره فى السنوات الأخيرة"
ثم أبتسم عندما رأى تعابير الدهشة على وجه فيرغوس:"أعرفه منذ كان صبياً صغيراً.كان بول يرافق والده فى رحلات الصيد"
وراح يتذكر والعبوس باد على وجهه:"قبل أن تولد أنت على الأرجح, أتذكر أن بول تخلى عن أسمه الأوسط حين دخل مضمار السياسة"
التمعت عيناه الزرقاوان ببريق الاهتمام ثم ردد مجدداً:"نعم حفيدة ويللى فوكس هاملتون.إذا كانت الفتاة كجدها فلا يفاجئنى أن تواجه مشاكل معها"
لم يكن فيرغوس يواجه مشاكل معها لكنه جرحها بعمق حتى أنها لم تعد ترغب فى رؤيته مجدداً
- أنـا....
توقف فيرغوس عما أراد قوله للدفاع عن كلويه حين دخلت مود الغرفة والتفت إليها بتساؤل . فقالت مدبرة المنزل بتهذيب :"الآنسة فوكس هاملتون هنا , وهى تود رؤيتك سيد فيرغوس"
منذ بداية الأسبوع أعطى فيرغوس تعليماته إلى مدبرة المنزل بأن تبلغه على الفور إذا ما اتصلت كلويه أو أتت لرؤيته.مع أنه لم يكن يتوقع أن تفعل...
علق جده بجفاء وهو ينظر إليه متعجباً:"صعبة المنال أيها الصبى!!"
شعر فيرغوس بالحرارة تغزو وجنتيه:"أنا...."
ومع أن مود اعلمته بوصول كلويه إلا أنه لم يدعها بعد للدخول . لكن يبدو أنها لم تتنظر دعوته فقاطعته:"ارجوك,لا تتعب نفسك بإدعاء أنك لست موجوداً!"
إل أن عينيها أتسعتا عندما أدركت أن فيرغوس لم يكن وحده :"آمل ألا أكون قد قاطعتكما"
رد جد فيرغوس على الفور:"على الأطلاق أيتها الشابة"
جاء رده مناسباً لأن فيرغوس لم يتمكن من التفوه بكلمة بسبب الصدمة التى سببتها له زيارتها المفاجئة.كان فيرغوس يأخذ رشفة من كوب العصير حين دخلت كلويه وما أن رآها حتى ضاقت عيناه وتوترت شفتاه فقد لاحظ أن الأيام العشرة الأخيرة لم تكن سهلة عليها أيضاً . لطالما بدت كلويه نحيفة القوام لكنها تبدو أكثر نحولاً.
أما وجهها وبالرغم من أنه مازال جميلاً إلا أن الكأبة بدت واضحة عليه,فوجنتاها باهتتان وقد ظهرت تحت عينيها الزرقاون الداكنتين ظلال سوداء داكنة اللون.
علا الشحوب وجه فيرغوس حين أدرك أنه ساهم بما أصابها.
حاول جده كسر الصمت الذى ساد مجدداً :"بما أن حفيدى نسى أصول اللياقة...."
وقطع كلامه ليمد يده لـ كلويه مصافحاً ثم عرفها بنفسه:"هيوغ ماكدونالد"
صافحته كلويه وهى تردد بعده من دون ارتياح:"حفيدك؟"
ثم كشرت قليلاً وهى تلتفت إلى فيرغوس وقالت بنبرة ملؤها الكراهية :"ربما على العودة فى وقت آخر"
أخيراً تمكن فيرغوس من استعادة صوته وقد شعر بالذعر لفكرة أن ترحل من جديد من دون أن يعلم على الأقل سبب زيارتها فقال:"لا ! آه....لا"
تابع :"أنا واثق من أن جدى لن يمانع إذا أجلنا غداءنا قليلاً كى نتمكن أنا وأنت من الذهاب إلى مكتبى والتحدث على انفراد"
قال الرجل العجوز بخفة وهو يبتسم لـ كلويه:"لا أمانع على الإطلاق إلا إذا كانت الآنسة فوكس هاملتون تود الأنضمام إلينا على الغداء"
رفضت كلويه دعوته تلك وقالت وقد تغير لون وجنتيها :"آه لا شكراً أردت فقط التحدث قليلاً إلى فيرغوس وأنا...على أن اذهب حقاً"
بدا كلامها نذير سوء لـ فيرغوس وحين التفت جده إليه ورأى فيرغوس تعابير البراءة المتكلفة على وجهه أدرك أن جده يقدر تماماً جدية الموقف
قال الجد بنبرة دافئة :"أنا سعيد بلقائك كلويه"
ردت وهى تعبس فى وجه فيرغوس :"وأنا سعيدة بلقائك أيضاً سيد ماكدونالد"
قال العجوز ساخراً من تهذيبها المبالغ فيه :"لا أدرى لِمَا أشك فى ذلك"
ثم تابع قائلاً:"أبلغى سلامى لوالدك"
أغمض فيرغوس عينيه للحظة حين رأى النظرات الأتهامية فى عينى كلويه,هل كان من الضرورى أن يقول جده ذلك؟بدا واضحاً من الغضب الذى أشتعل فى وجنتى كلويه إنها شعرت بنوع من التهكم المخفى فى كلمات جده.مد فيرغوس يده إليها ليهدئ من غضبها:"كلويه....!"
رفعت رأسها بفخر وهى توجه كلامها بقسوة إليه:"يبدو أن المعلومات أصبحت فى متناول الجميع.حسناً ! بما أنك أخبرت الجميع عما تنوى فعله بعائلتى بسبب نشر كتابك اللعين فلم يعد هناك داعِ لكى نتحدث فى مكتبك على انفراد"
أخذت نفساً عميقاً فيما ازداد تجهم وجهها :"عرفت الكثير من صفاتك السيئة فيرغوس لكننى لم أكن أعتقد أن الحقد أحدها"
ضاق فمه بسبب إهانتها له:"أنا لم..."
قاطعته بقسوة :"لست حقوداً؟ لقد قرر والدى أن يعتزل الحياة السياسية نهائياً وينتقل مع والدتى إلى مايوركا.وما أن يباع المنزل حتى لا يبقى لى مكان أقيم فيه فى لندن لذا قررت الأنتقال إلى باريس"
بالرغم من غضبها الشديد بدا وجهها غاية فى الجمال!
ردد فيرغوس بذهول:"إلى باريس؟متى؟"
- كلما أسرعت كلما كان أفضل ! فكرت فقط فى أنك قد تود أن تعلم ذلك
تابعت بإزدراء فيما ظل فيرغوس ينظر إليها بذهول:"لا أقصد بشأنى أنا بل بشأن عائلتى وبالتحديد والدى"
ثم أضافت بلهجة ملؤها الكراهية :"لقد أنتصرت فيرغوس"
كلويه ستغادر لندن وتذهب للعيش فى باريس ! هز فيرغوس رأسه وقال بإرهاق :"لم تكن تلك معركة كلويه"
أجابت بسخرية:"بالطبع كانت كذلك, فيرغوس ماكلاود الشهير ينتصر على بول هاملتون المسكين"
- هل تحدثت إلى والدك كما طلبت منك؟
هزت كلويه رأسها نفياً:"رفض التكلم فى هذا الموضوع معى...وحتى مع أمى"
ظهر عليها التأثر لكنها حاولت استعادة ملامح القسوة فور إدراكها لتغير مشاعرها فأضافت :"لقد أتخذ قراره وهكذا تسير الأمور"
فكر فيرغوس بذهول فى أن الأمور يجب ألا تسير على هذا النحو . لكن ما الذى يمكنه فعله؟ماذا أستطاع أن يفعل منذ عشر أيام حين عرف الحقيقة التى يمكنها أن تعيد الأمور إلى نصابها؟حتى لو أخبر كلويه بالحقيقة فإن بول لن يتراجع عن عناده.أما عائلة كلويه فيكيفها ما عانته فى الماضى ولا جدوى من جعلها تعانى من جديد .
نظرت إليه كلويه بابتسامة متكلفة :"لذا فيرغوس لقد أخبرتك بما كنت متشوقاً لمعرفته.لذا يمكننى الأنصراف الآن"
استدارت بسرعة وغادرت كما قالت تماماً. قال له جده :"لا تقف هكذا كالمغفل .هيا أتبعها"
لِمَ يفعل ذلك؟وماذا سيقول لها ؟لقد أتفق منذ عشرة أيام مع بول هاملتون على ألا يبوح لـ كلويه بأى شئ من دون إذن والدها وذلك الرجل يرفض بشدة إعطاءه الأذن بذلك
عبر هيوغ عن تقديره لـ كلويه قائلاً:"إنها حقاً حفيدة ويللى فوكس هاملتون! وبرايس محق تماماً بقوله إنها جميلة . لو كنت أصغر بأربعين عاماً لهرعت خلفها بنفسى"
بدا أن فيرغوس يعيش صراعاً داخلياً مع نفسه فأجابه بسخط:"حسناً أنت ليس كذلك"
لقد اراد بالطبع أن يتبع كلويه لكنه يعلم أنه لن يتمكن من تغير أى شئ فمن الواضح أن بول هاملتون قد أتخذ قراره حين أختار الأنتقال إلى مايوركا.
نظر هيوغ إلى فيرغوس بخيبة أمل وغدت لهجته الاسكتلندية أكثر وضوحاً حين لاحظ تردده :"هل أنت رجل أم فأر صغير؟أو أنك ما وصفتك به الفتاة للتو؟"
التمعت عينا فيرغوس وهو ينظر إلى جده وقال ببرودة :"جدى لا تتدخل فى مسألة لا تعرف عنها شئ مطلقاً"
برقت عينا جده عاكسة مشاعر الغضب نفسها وقال متحدياً :"أقر بأننى لا أملك أدنى فكرة عما حصل لكن ما أعرفه هو أننى لا أسمح لفتاة مثل كلويه بالخروج من منزلى ومن حياتى كما فعلت لتو"
لم تخرج كلويه من منزله وحياته فقط بل ستغادر إنجلترا كلها.ستذهب للعيش فى باريس عاصمة الموضة وسوف تستقر هناك
كانت كلويه ترتجف بقوة حين خرجت من المنزل . حتى أنها لم تملك القوة الكافية لتقطع المسافة القصيرة لتصل إلى السيارة .استندت إلى حائط المنزل آمله أن تكف الأرض عن الدوران حولها بهذه السرعة .
شعرت أنها بحاجة لأن ترى فيرغوس للمرة الأخيرة.حاجة...من يبالى لما كانت بحاجة إلى رؤيته ! ربما كان مجيئها إلى هنا غلطة كبرى بل أحد تلك الأخطاء التى ارتكبتها منذ تعرفت إلى فيرغوس.وفجأة سمعت صوته وهو يقف إلى جانبها يمسك بذراعها بقوة يتوسل إليها بإلحاح :"كلويه...! أرجوك لا تبكى كلويه!"
مسحت دموعها على الفور ولم تكن قد أدركت من قبل أنها تبكى .ثم تحججت بضعف:"أنا لا أبكى . عيناى تدمعان بسبب الغبار"
لم تفعل شيئاً فى الأيام العشرة الماضية سوى البكاء فمشاعرها تجأه فيرغوس كانت تتارجح بين الغضب واليأس فمن جهه غضبت منه وأرادت أن تكرهه.ومن جهه أخرى أغرمت به إلى درجة جعلتها ترغب فى أن ترمى بنفسها بين ذراعيه وتتوسل إليه أن يعيد كل شئ كما كان من قبل أن تعرف بموضوع الكتاب . فما يهمها هو ان تحتفظ بـ فيرغوس فى حياتها
تمتم بتجهم:"تعالى لنتمشى قليلاً"
أدارها نحو بوابة الحديقة وأدركت كلويه أنهما لم يتمكنا من العودة إلى المنزل فجده لا يزال هناك . ما الذى سيظنه هيوغ ماكدونالد إذا ما رأى أنفعالها العاطفى.
حين وصلا إلى مقعد مواجه للبركة فى الحديقة اقترح فيرغوس :"دعينا نجلس هنا"
جلست كلويه وقد شعرت بالارتياح لإحساسها بصلابة المقعد الذى أسند جسمها الضعيف قليلاً كما شعرت بأن ارتجاف ساقيها قد خف تقريباً . لا تذكر متى تناولت الطعام آخر مرة أو متى ذاقت طعم النوم آخر مرة .لذا من الطبيعى أن تشعر بالضعف .شعرت كلويه بالسلام لجلوسها هناك وقد خففت الأشجار والنباتات المحيطة بالحديقة من ضجة الشارع المزعجة.
أمر لايصدق ! لن تكون محاطة بهذا الجو الطبيعى الرائع فيما عالمها الخاص ينهار أمام عينيها.
جلس فيرغوس إلى جانبها بوجه متجهم وقد أنحنى قليلاً إلى الأمام على المقعد..راقبته كلويه خفية من تحت رموشها المنخفضة .بدا لها فى غاية الوسامة طويل القامة قوى الجسم واثقاً من نفسه إنه...فيرغوس المميز.
هز فيرغوس رأسه قائلاً:"لا أعلم ماذا أقول لك كلويه"
لوت فمها وردت ببلاهة :"لا أرى أن ثمة الكثير ليقال بيننا"
استدار فيرغوس ونظر إليها موضحاً بغضب :"لا .أقصد أننى لا أعرف ما يمكننى أن أقوله.ثمة الكثير من الأمور التى أود أخبرك عنها . لكن...لا يمكنى ذلك"
تنهدت كلويه بقوة :"لا تقلق بهذا الشأن فيرغوس"
شبك فيرغوس أصابع يديه ببعضها وشد قبضتيه معاً ثم رد بصوت متقطع:"بالطبع على أن أقلق بهذا الشأن"
ثم تابع يقول بإحباط:"تبدين بحالة سيئة جداً"
- شكراً لك،
أكمل قائلاً :"أنا أقول ما أراه كلويه.ألم يلاحظ والداك تأثير هذا الوضع عليك؟"
- أظن أن أموراً كثيرة أخرى تشغل بالهما
فوالدها يُحضر لتسليم أعماله لـ دايفيد كما عرض المنزل للبيع استعداداً للإنتقال إلى مايوركا.أما والدتها فتحاول الأحتفاظ بروحها المرحة لتتمكن من توفير الدعم له بهدوئها.بدا كل ذلك الكابوس بالنسبة إلى كلويه!
هز فيرغوس رأسه:"لم أقصد أن أوذى أحداً وأنت تعلمين ذلك"
ثم تابع موضحاً:"كنت أقصد عائلتك. لم أقصد أذيتها أبداً"
تنهدت كلويه :"لطالما كان هذا الموضوع قنبلة موقوتة قد تنفج فى أى لحظة"
لقد تقبلت كلويه هذا الموضوع أيضاً فقضية سوزان ظلت معلقة ما يعنى أن أى تحرك لوالدها فى المجال السياسى سيفسح المجال للجدال . أما انتقال والديها إلى مايوركا وتشتت أفراد الأسرة فقد يكون أمراً محتوماً لكن تم تأجيله . هذا هو الأستنتاج الذى توصلت إليه كلويه فى الأيام العشرة الأخيرة . استدار فيرغوس إليها موجهاً إليها نظرات حادة:"حين وصفتنى بالحقود حاولت أن أخبرك أننى قررت عدم نشر الرواية"
أتسعت عينا كلويه:"ولَمِ لا؟"
أبعد فيرغوس نظراته عن نظرات كلويه ولوى فمه بسخرية :"أنا...لم أعد متحمساً للأمر.كما أننى كاتب ولدى الكثير من الأفكار الأخرى التى يمكننى استخدامها لكتابة الروايات من دون التسبب بالأذى لأحد"
الآن قرر عدم كتابة الرواية؟الآن!بعد أن أصبح الأمر سيان .لقد وقع المحظور ولن تعود الأمور كما كانت بالنسبة لـ كلويه وأسرتها.
- أنا سعيدة فيرغوس
شدت ذراعه وكأنها تشكره على قراره لكنها سرعان ما أبعدت يدها حين شعرت بقوة عضلاته تحت أصابعها وتلك الحاجة المؤلمة...لا ! لقد أنتهى كل شئ الآن
- هل يمكنك أبلاغ جدك اعتذارى لتصرفى السئ منذ قليل؟لا شك أنه يعتقد أننى قاسية القلب
منحها فيرغوس ابتسامة صغيرة:"فى الواقع آخر تعليق سمعته منه هو أنه لو كان أصغر بأربعين سنة للحق بك بنفسه"
ابتسمت كلويه مع أن ابتسامتها كان يشوبها الحزن فهى تعلم أن فيرغوس لن يلاحقها بعد ذلك:"أحقاً قال ذلك؟"
أجابها فيرغوس:"نعم لقد فعل .هل ستنتقلين حقاً للعيش فى باريس؟"
أكدت له بإستخفاف :"نعم.حين أقمت هناك أصبح لدى الكثير من المعارف كما أصبح لدى الآن ماركة ثياب خاصة بى وقد عُرض على أن أقدم مجموعة تصاميم للربيع المقبل"
ثم أضافت بيأس :"يبدو لى أن الوقت مناسب لقبول هذا العرض"
لم يكن هذا قراراً سهلاً . لكن كلويه قررت أن الوقت أصبح ملائماً لتبدأ حياتها باستقلالية.كما أن رحيلها إلى باريس واهتمامها سيساعدانها على انتزاع فيرغوس من تفكيرها!
سألها فيرغوس بصوت أجش:"كم من الوقت ستبقين هناك؟"
لا تملك كلويه أدنى فكرة عن ذلك فكل ما يهمها الآن هو الأبتعاد عن إنجلترا...أو بالأحرى عن فيرغوس . فأجابت:"قد أستقر هناك"
ردد بعدها بشك:"تستقرين هناك؟"
- أخبرتك أنه لن يبقى لى منزل هنا لأعود إليه.لكننى لا شك سأتى من وقت لآخر لرؤية بينى ودايفيد والأولاد . ما من سبب آخر يجعلنى أعود إلى هنا
لا سبب آخر على الإطلاق ! إلا أن الرجل الذى تحبه سيبقى فى لندن...
لم تستطيع كلويه أن تتخيل أنها لن ترى فيرغوس مجدداً , فتابعت الكلام:"لِمَ لا تزورنى إذا ذهبت إلى باريس يوماً ما؟ستجد رقم هاتفى فى دليل التليفون"
سألها بصوت أجش:"تحت أسم فوكس أم هاملتون؟"
ابتسمت بخجل بسبب تلميحه إلى حيلتها الأولى حين عرفت عن نفسها بأسم كلويه فوكس.منذ متى حصل ذلك؟ ثلاثة أسابيع...أم أربعة؟بدا لها منذ زمن بعيد
أجابت بحزم :"كلاهما . ولا تنسى الثياب التى تحمل ماركة فوكس أيضاً فأنا أنوى أن أجعلها إحدى الماركات المعروفة جداً فى عالم أزياء المرأة"
نظر إليها نظرة ذات معنى :"أنا واثق من أنك ستتمكنين من ذلك"
وقفت بسرعة وقالت بلهجة حاسمة:"أتمنى ذلك.والآن أعتقد أننى أبعدتك عن جدك بما فيه الكفاية كما أخرتكما عن غدائكما"
وقف فيرغوس ببطء:"لا أصدق أن والدك سيستسلم هكذا بسهولة"
أنقلب هدوء كلويه فجأة إلى غضب وقالت مدافعة عن والدها :"لم يستسلم لكن أحدهما وجه مسدساً إلى رأسه وهو يحاول الابتعاد قبل أن يضغط على الزناد"
قال فيرغوس متسائلاً:"تقصدين أنا؟"
أجابت بنفاد صبر:"بالطبع ومن غيرك إذن؟"
أعلن لها بوضوح مشدداً على كل كلمة يقولها:"ولكننى لن أكتب هذه الرواية"
التقت عيناها بعينيه بنظرات ثابتة :"ليس الآن!"
تجهمت قسماته:"ولا فى أى وقت آخر"
هزت كلويه كتفيها بلا مبالاة :"عليك أن تخبر والدى بذلك مع أننى أشك فى أن يكون لذلك أى تأثير لأنه أتخذ قراراً حاسماً"
قال فيرغوس من بين أسنانه :"إذن يجب ألا ينفذ قراره"
قالت كلويه بصوت أجش :"لقد فات الأوان فيرغوس"
أرادت أن ترى فيرغوس للمرة الأخيرة ليس لأنها تأمل فى تصحيح الأمور بل لأنها شعرت بالحاجة إلى رؤيته.أرادت أن تشبع من رؤية وجهه وسماع كلامه ومن طريقة مشيه ولو من أجل الذكرى فقط
قال فيرغوس بتجهم : "سنرى"
أمسكت كلويه بذراعه بتوسل :"دع الأمور على حالها فيرغوس قبل أن يتأذى أشخاص آخرون"
رمقها بنظرة متفحصة حادة قبل أن يبعد نظره بسرعة من جديد:"سأتصل بك عندما تذهبين إلى باريس"
نظرت إليه لدقائق وهى تدرك أن هذا هو الوداع الأخير.لطالما قالت إنها لا تود أن تراه أما الآن فهو الذى يودعها.
أخيراً قالت :"أرجوك لا تفعل"
واستدارت مبتعدة ببطء فيما الألم يعتصر قلبها

* * *
نهاية الفصل الثاني عشر

* * *

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليل الغرباء, bachelor cousins, الجزء الثاني, carole mortimer, دار الفراشة, menikah dengan mccloud, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سلاسل احلام, سلسلة, كارول مورتيمير
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 01:12 PM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية