لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > سلاسل روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

سلاسل روايات احلام المكتوبة سلاسل روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 08-06-12, 06:23 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 7 ـ نصيحة تؤدى إلى ...... ورطة

 

7 ـ
نصيحة تؤدى إلى....ورطة



لقاؤهما ليلة السبت الفائت , عشاؤهما معاً مساء الجمعة وكل الأمور التى تعرفها كلويه عنه لم تكن سوى وسائل تستخدمها للوصول إلى نتيجة واحدة .
نعم , لم تكن سوى إحدى الوسائل للوصول إلى هدفها!
وهذه القضية شكلت طعنة لكبريائه.مما جعل فيرغوس يشعر بمزيد من الغضب,حتى إن معرفته بالأسباب لم تساعد فى تخفيف أنفعاله .
نظر فيرغوس إلى كلويه عبر الطاولة بعينين تلمعان غضباً:"أخبرينى كلويه...فأنا أتوق إلى معرفة ما الذى كنت تخططين له بالتحديد بالإضافة إلى إغوائى؟"
أجفلت كلويه:"لم أكن...."
رفع يده محتجاً :"أرجوك.ما دمت أبنة بول هاملتون فلابد أن لديك خطة ما"
تورد خداها غضباً والتمعت عيناها بلون أزرق داكن :"لا تتحدث عن والدى بهذه اللهجة"
نعم , ها هو يلاحظ التشابه بين الأب وابنته . الشعر الأسود نفسه العينان الزرقاوان نفسيهما والكثير من التشابه فى ملامح الوجه . كلويه هى ابنة الوزير السابق بول هاملتون وهذا هو سبب معرفتها بـ بيتر أمبروس ومعرفته بها . الآن وبعد أن عرف فيرغوس حقيقة هويتها لم يعد واثقاً من أن افتراضاته السابقة صحيحة.
منذ عرف هويتها الحقيقية بالأمس والقلق يتآكله فلم يذق طعم النوم أو الطعام راح يقلب فى رأسه أحداث الأحد عشر يوماً الماضية . ولم يجد فى أى من الأحداث دليلاً واحداً على أن كلويه معجبة به لشخصه.والحق يقال هذا ما جعله يشعر بالضغينة تجاهها . فهذه المرأة أعجبته حقاً بل أعجبته كثيراً
أطلق فيرغوس تنهيدة عميقة ثم سألها بأسى :"ما الذى تريدينه منى كلويه؟"
التمعت عيناها الزرقاوان الداكنتان بالدموع وهى تنظر إليه,ثم انفجرت قائلة وقد خنقتها مشاعره :"اريدك أن تدع أبى وشأنه.جد موضوعاً آخر لكتابك . ألم يعانِ بما فيه الكفاية؟"
ولئلا يضعف أمام دموعها أجبر فيرغوس نفسه على أن يتذكر أن كلويه أقحمت نفسها فى حياته وفق خطة مدبرة.
- لكن أسرة سوزان سترلينغ لا توافقك الرأى , لذا....
قالت مدافعة بضراوة :"أبى لم يكن متورطاً مع سوزان سترلينغ"
رفع فيرغوس أحد حاجبيه :"لكن الرأى العام له موقف آخر..."
قاطعته كلويه بانفعال :"لا يهمنى ما يعتقده الرأى العام . فأبى يحب امى , وهو ما زال يحبها"
فرد فيرغوس :"كل الأولاد يظنون أن والديهم متحابان"
التمعت عيناها بالغضب بدلاً من الدموع:"كيف لك أن تعلم ؟ فوالداك مطلقان...أنا آسفة"
وشهقت وهى تضع يدها على فمها بأسف :"ما كان على أن أقول ذلك"
أكد لها فيرغوس بصوت هادئ خطير :"كلا, ما كان عليك أن تقولى ذلك"
ثم تابع بنبرة أكثر تهذيباً:"أفهم انك تحبين والدك ولهذا السبب أنت تؤمنين ببراءته...."
أوضحت له كلويه بإصرار :"لا علاقة للإعجاب أو لحبى لوالدى بهذا الأمر"
إلا انها استدركت قائلة أمام تعبير فيرغوس الساخر :"من الطبيعى أن يكون لهما علاقة بالأمر. لكن الحقيقة لن تتغير فوالدى لم يكن متورطاً مع سوزان ستيرلينغ"
ونظرة مباشرة فى عينى فيرغوس كأنها تتحداه أن يخالفها الرأى مرة ثانية .
ظل فيرغوس يبادلها النظر للحظات طويلة فيما راحت تتصارع فى داخله مشاعر الشفقة عليها بسبب إيمانها بوالدها من جهة ومشاعر الغضب منها بسبب احتيالها عليه من جهة أخرى . كما شعر بالإعجاب بها ولو رغماً عنه,لاندفاعها اللامتناهى من أجل حماية والدها .وأخيراً قال فى محاولة لتلطيف الأجواء :"تناولى حساءك قبل أن يبرد"
لم تبدُ كلويه أكثر اهتماماً منه بتناول طعامها . التقطت معلقتها وراحت تحرك الحساء الذى غدا بارداً بقلب منفطر
وأخيراً أخذت نفساً ثم تمتمت بصوت أجش :"لطالما أعتقدت أن المرء فى هذا البلد يعتبر بريئاً إلى أن تثبت إدانته"
أكد فيرغوس بتثاقل :"وهو كذلك"
اللعنة! إنها تبكى يمكنه ان يرى دموعها وهى تسيل فوق خديها الشاحبين
أخذت كلويه نفساً آخر :"هل تعلم أن والدى سوف يترشح للانتخابات القادمة؟"
- نـــعــــم
رفعت كلويه رأسها ولأنها كانت تبكى فقد تجمعت الدموع فوق رموشها :" كـيـفـ...؟"
قال فيرغوس ببطء :"قابلت بيتر أمبروس يوم أمس بدلاً من يوم الأربعاء"
عندما أعلمه بيتر أمبروس من غير قصد أن كلويه هى ابنة بول هاميلتون شعر فيرغوس وكأنه تلقى ضربة فى معدته . كما فوجئ بيتر حين علم أن فيرغوس يجرى بحثاً عن الكارثة التى حلت بوالدها فى الماضى,فيما هو وكلويه صديقاً حميمان. أما فيرغوس فقد أصيب بالذهول ولم يعد يعرف كيف يتصرف إلى ان ينتهى لقاؤهما.
إنه يشعر بالغضب الشديد منذ ذلك الحين .وراح يتذكر الأمور التى حيرته فى تصرفات كلويه منذ أن عرف عنها تلك المعلومة :إلحاحها لتعرف إليه مساء السبت الفائت , معرفتها بعنوان سكنه ورقم هاتفه حتى أنها تعرف كيف يفضل القهوة...
لكن ما يريد معرفته فى الدرجة الأولى هو كيف توصلت إلى معرفة موضوع كتابه الجديد . قال ببطء شديد:"كلويه,من أخبرك أننى بصدد تأليف هذا الكتاب المميز؟"
التفتت بعيداً وقالت بخشونة:"يكفى أننى علمت"
أجاب بصرامة:"كلا"
ثم عبس باهتمام :"قلة من الناس تعرف هذا الأمر ومنهم وكيل أعمالى والناشر .حتى أنهما لا يعرفان إلا القليل من المعلومات . فكيف توصلت إلى معرفة ذلك؟"
ترددت قليلاً ثم قالت بعدائية واضحة:"حسناً, لقد علمت بالأمر وهذا يكفى"
كلا,هذا ليس حسناً على الإطلاق.فحتى يوم أمس أى موعد لقائه مع بيتر أمبروس قلة من الناس كانت تعرف هذه المعلومة,ولا يحق لهم مناقشة موضوع الكتاب . وها هى كلويه تمتنع عن الأفصاح عن مصدر معلوماتها كما أنها تتجنب عمداً النظر إليه...
وأضافت بنفاد صبر وهى تراه يرفع حاجبيه سخرية :"حتى بعد أن عرفت أن أبى ينوى ترشيح نفسه للانتخابات القادمة؟"
توتر فم فيرغوس فقد أدرك أن جوابه لن يعجب كلويه البتة.إذ إن موضوع روايته يرتكز على تلك الفضيحة.كما أنه هو نفسه من الأشخاص الذين يعتقدون أن والدها مذنب.وهذا بالتأكيد لن يعجبها أيضاً.
على أى حال ليس هذا ما تسأله كلويه
تشدق قائلاً :"هل تقصدين الآن أى بعد أن خرجنا معاً؟"
أطلقت كلويه صوتاً كالفحيح:"نحن...أنا لم...."
فقال ببرودة من بين أسنانه :"أخبرتك يا كلويه أنى لا أحب الألاعيب"
وراح ينظر إليها بتعبير ساخر .أتراها تعتقد حقاً أنه سيغير رأيه فى ما يتعلق بكتابة هذا الكتاب لمجرد إنها تورطت معه؟هز رأسه مفكراً فهو لم يكن يظن أن كلويه تفكر بهذا أبداً.
قالت كلويه وهى لا تزال محنية الرأس :"كل ما أردته هو التحدث إليك"
بالكاد كانت كلماتها مسموعة إذ بدا صوتها مشبعاً بالأنفعالات ثم أضافت وهى ترتجف:"كنت مستعدة للتوسل إليك إذا لزم الأمر كى تترك والدى وشأنه"
قال فيرغوس بنبرة حادة وعنيفة:"لِمَ لم تتبعى الطرق المألوفة لمقابلة أى شخص إذن؟كان بإمكانك أن تتصلى هاتفياً لتحديد موعد لمقابلتى"
رفعت رأسها تنظر إليه بعينين مليئتين بالدموع ثم قالت تتحداه :"وهل كنت ستوافق على رؤيتى إذا ما قلت لك إن أسمى هاملتون؟"
كلا!نعم!ربما...هذا ما أقر به أخيراً فهى فى النهاية مقربة جداً من بول هاملتون...
ما الذى يفكر فيه؟لقد أستخدمت كلويه طريقة ملتوية للوصول إليه , وهو يشعر بالغضب الشديد لأنه بدا كالمغفل .لكن لو أستخدمت الطريقة الصحيحة فذلك لا يعنى أنه كان سيتصرف كما يخيل إليها تماماً..
أكدت كلويه وكأنما قرأت أفكاره من تعابير وجهه:"ربما كنت لتوافق بسبب الفضول ليس إلا"
شعر فيرغوس بالانزعاج لأن أفكاره ومشاعره بدت واضحة على وجهه إلى هذا الحد.لا! إنه لا يحب ذلك أبداً,فسألها بنبرة قاسية:"وهكذا,قررت مقابلتى بطريقة أخرى فأعطيتنى أسماً غير دقيق تماماً ثم وضعتنى فى وضعية مشبوهة ,و...ماذا بعد ذلك كلويه؟هل تسعين إلى ابتزازى؟بالطبع سيكون موقفى محرجاً جداً إذا شاع أننى أقيم حالياً علاقة مع ابنة بول هاملتون , أليس كذلك؟
لم يبد وجه كلويه بهذا الشحوب من قبل أما عيناها فغدتا كبركة من الانفعالات المريرة ذات لون أرزق داكن.
شعر فيرغوس أنه يكاد يذوب من الداخل لمنظرها هذا وكره نفسه لأنه السبب فى ألمها ومراتها
كلا ! عليه ألا يشعر بالضعف أمامها.كلويه هى التى وضعت نفسها فى هذا الموقف عمداً.وهى لم تفكر فيه كإنسان حين وضعت خطتها للإيقاع به.إذا ما ضعفت إرادته الآن فسوف يؤدى ذلك به إلى المواقفة على كل ما تطلبه منه...بما فى ذلك التخلى عن كتاب أمضى حتى الآن الأسابيع فى البحث لتحضيره.
سألته كلويه بهدوء:"هل سبق لك أن قابلت والدى؟"
توتر فم فيرغوس:"كلا , ليس بعد"
أصرت قائلة :"ألا تنوى أن تقابله قبل الشروع فى تأليف كتابك؟"
قال مذعناً بتذمر :"هذا محتمل"
لم يكن ينوى إخبار كلويه أن لديه موعداً مع والدها يوم الجمعة. فهو مازال غاضباً منها ويرغب فى أن يتركها قليلاً بعد فى معاناتها.
أومأت كلويه:"إذن أظن إن على الإعتماد على هذا الأمر "
التوى فم فيرغوس ثم عاوده التوتر :"هل تقصدين أننى ما أن ألتقيه حتى أدرك أننى مخطئ بشأنه؟"
أرجعت رأسها إلى الوراء باعتزاز:"نعم"
هز فيرغيوس رأسه مجدداً:"أظن أنك متفائلة للغاية كلويه"
أكدت له بعناد :"وأنا أظن أن علينا الأنتظار لنرى ما سيحصل"
قال بصوت خشن مثير للأعصاب :"لقد تماديت كثيراً كلويه"
ثم تابع :"تعلمين أننى لا أذكر شيئاً عما حصل بينا تلك الليلة وإذا كنت تنوين اللجوء إلى الصحف لتدعى أن..."
شهقت كلويه غير مصدقة :"هل تعتقد حقاً أننى أنوى ابتزازك؟"
نظر إليها فيرغوس :"ماذا إذن؟"
أخذت كلويه نفساً عميقاً ولون الغضب خديها بقوة:"لمعلوماتك سيد ماكلاود...."
قاطعها بإزدراء :"ماذا ستضيفين إلى معلوماتى؟"
رفعت كلويه صوتها ليسمع كل من حولهما:"وإلى كل من يهمه الأمر أيضاً..."
وكررت ما قالته بوضوح وببطء :"لمعلوماتك سيد ماكلاود أنا لم أشاركك سريرك ليلة السبت الفائت . بل أمضيت الليلة...كل الليلة...جالسة على المقعد فى غرفة نومك"
لم يتحرك فيرغوس من مكانه وكأنه التصق بمقعده بالغراء وحدها نظراته راحت تجول بإنزعاج فى أنحاء المكان . لكن ذلك كان كافياً ليدرك أنهما اصبحا محور اهتمام الزبائن والنادلين والنادلات
وفجأة راح فيرغوس يقول ببطء:"كلويه...."
فيما تابعت كلويه تصريحها :"لم أشاركك السرير سيد ماكلاود . كما أنك كنت قد تناولت حبة منوم ولم يعد بإمكانك سوى الاستسلام للنوم.لذا لا يمكننى أتهامك بأى شئ على الأطلاق"
ثم تحدته بإحتقار:"هل أوضحت موقفى الآن؟"
لقد أوضحته جداً.وما كان من فيرغوس إلا أن قال متهكماً :"لست واثقاً من أن الذين يعملون فى المطبخ سمعوك"
أصبحا الآن محط أنظار كل من فى المطعم . وقفت كلويه بسرعة ونظرت بحدة بإتجاه المطبخ لترى دانييل سيمون وأثنين من مساعديه يقفون أمام الباب المفتوح فصاحت قائلة :"يبدو أنهم سمعوا أيضاً.وداعاً"
أومأت له بحدة قبل أن تستدير لتسير عبر المطعم برأس شامخ.
يا إلهى ! إنها ساحرة ! اعترف فيرغوس بذلك لنفسه فيما راح يراقبها . إنها ساحرة تماماً فهى تبدو كأميرة حقيقية وهى تسير بثقة وإعتزاز . كتفاها مشدودتان إلى الوراء ورأسها مرفوع إلى أعلى, فيما شعرها الأسود الطويل يتوج رأسها وينسدل متموجاً فوق ظهرها حتى يكاد يصل إلى خصرها
ما إن أغلق باب المطعم خلف كلويه حتى سمع فيرغوس صوت دانييل يقول له بتهذيب:"تعالى معى إلى المطبخ"
وقف فيرغوس وهو يشعر بالضياع تقريباً وترك الرجل الأكبر سناً يقوده من ذراعه إلى المطبخ حيث تعبق روائح الطعام الشهية.وما أن أقفل الباب خلفهما حتى هز دانييل رأسه قائلاً :"ما قصتكم مع هذا المطعم أنتم الاسكوتلنديون؟"
ثم أضاف مسلماً بسخرية :"لا بأس فلننظر إلى الجانب المشرق من الأمر . على الأقل لم تسكب تلك المرأة على رأسك طبق الغسباتشو قبل أن تغادر"
لم يكن فيرغوس منزعجاً جداً من خروج كلويه الدرامى ذاك حتى أنه لم يفطن إلى أن دانييل يشير إلى علاقة ابنته دارسى بابن خالته لوغان
قال فيرغوس للرجل الآخر بنبرة عنيفة :"إنها لم تشاركنى الفراش دانييل"
التوى فم دانييل وقال مؤكداً :"أظن أن هذا أفضل"
تمتم فيرغوس بلهجة راضية :"بالضبط"
إن إعلان كلويه ذلك وسط الحشد الموجود فى المطعم لم يجعله يشعر بالرعب كما توقع بل فى الواقع لم يشعر يوماً أنه أسعد حالاً!

* * *

ما الذى فعلته لتوها ؟
جلست كلويه فى المقعد الخلفى لسيارة الأجرة بامتنان . وكانت السيارة قد توقفت ما أن لوحت لها فور خروجها من المطعم فاندفعت إلى داخلها على عجل وطلبت من السائق أن يقلها إلى منزلها . خيل إليها أنها تشعر بأنفاس فيرغوس التى تغلى من الغضب وكأنها تلسعها فى مؤخرة عنقها.
إلا أن نظرة سريعة إلى الخلف أنبأتها أن فيرغوس لم يتبعها.وهى لن تلومه إن فعل,فقد أعلنت لتوها أمام حوالى أربعين شخصاً على الأقل أنه لم يكن ليلة السبت الفائت فى حالة تسمح له بمغازلتها!
ما الذى أصابها لتقول ما قالته؟حسناً الجواب على ذلك فى منتهى البساطة . لقد أجبرت على ذلك بعد أن أتهمها فيرغوس بأنها تنوى ابتزازه كى يتخلى عن فكرة كتابه الجديد . شعرت بالانكماش لذكرى تلك الوجوه التى علتها الصدمة حين أعلنت بصوت مرتفع أن فيرغوس اكتفى بالنوم يومها.
لقد تحول الأمر إلى ورطة .ورطة كبيرة لاحل لها . فبدلاً من كسب تعاطف فيرغوس وتفهمه فيما يتعلق بوالدها أثارت غضبه واحتقاره .والأسوأ من هذا كله أن فيرغوس بدا مصمماً أكثر من قبل على المضى قدماً فى تأليف كتابه.
أما هى فعليها...وفى وقت قريب أن تنقل الخبر إلى والديها . وهذا أمر لا تتطلع إلى القيام به بحماسة.على أى حال لن يكون لديها فرصة مناسبة فى الأيام القادمة فوالداها بعيدان حالياً عن المنزل.
حين عادا والدا كلويه إلى المنزل يوم الخميس بدا عليهما الإرهاق,حتى إن قلبها لم يطاوعها للتطرق إلى هذا الموضوع. أما يوم الجمعة فيصادف عيد زواج أختها . وقد أتفق أفراد الأسرة على الخروج للعشاء احتفالاً بالمناسبة ,ما يجعل هذا فى عطلة نهاية الأسبوع فهى تعلم أنها لا تستطيع تأجيل الأمر أكثر.إذا لم يتحدث بيتر أمبيروس مع والدها بهذا الشأن بعد فلن يطول الأمر به قبل أن يقوم بذلك .لذا من الأفضل أن تخبره بنفسها,مع انها ستجد صعوبة فى تفسير مسألة معرفتها الشخصية بـ فيرغوس .
منذ ذلك اليوم لم تسمع أى خبر عن فيرغوس فى الواقع لم تكن تتوقع ذلك بعد فشلها الذريع معه فى المطعم,لكن عندما يتعلق الأمر بـ فيرغوس بالتحديد فإن عدم سماعها أى خبر منه لا ينبئ بالخير البتة.
نزلت كلويه السلم صباح يوم الجمعة فى طريقها لشراء هدية لـ بينى & دايفيد,لتقدمها لهم ذلك المساء , وإذا بها تصاب بالذهول بعد أن التفتت من باب الفضول إلى غرفة الأنتظار فى مكتب والدها فوجدت فيرغوس جالساً فيها.
شهقت كلويه وعلا الشحوب خديها.فدخلت إلى الغرفة بسرعة وأغلقت الباب خلفها ثم صاحت به بنبرة إتهام:"ما الذى تفعله هنا؟"
وكأنها حقاً بحاجة لأن تسأل !
بدا فيرغوس فى غاية الارتياح وهو يرفع نظره إليها ,إذ قال بغير مبالاة:"أعمل وفق نصيحتك,أتيت بالطبع لمقابلة والدك"
كان يجلس فى أحد المقاعد وقد ارتدى بذلة داكنة اللون وقميص أزرق ورابطة عنق مناسبة.علا الأحمرار وجنتى كلويه حين تذكرت المناسبة التى أعطته فيها تلك النصيحة.ما الذى فعله فيرغوس ذلك اليوم بعد مغادرتها للمطعم؟أتراه تابع تناول غدائه أم قرر المغادرة هو أيضاً؟فكرت كلويه فى أنه فضل الخيار الثانى على الأرجح
لا تزال كلويه تشعر بالخجل لمجرد التفكير فى تصرفها ذلك اليوم فى المطعم.
كما أن احتمال رؤيتها لـ فيرغوس مرة أخرى بقى يقلقها.لكنها لم تتوقع بالتأكيد أن تلتقيه فى منزل والديها.
وما أن أدركت ما يرمى إليه حتى قالت ببطء:"إذن,مازالت مصمماً على متابعة العمل الذى تنوى القيام به؟"
وقف فيرغوس ببطء فملأ الغرفة بقامته الفارعة الطول.وقال مؤكداً:"أنا هنا لمقابلة والدك"
وهل توقعت كلويه أن يستجيب لما طلبته منه؟ففى لقائهماالأخير احرجته علناً أمام الناس.وأردف فيرغوس بتثاقل :"دخل مساعده دايفيد ليعلمه بوجودى"
نظرت كلويه إليه بعينين خائفتين ثم قالت تناشده:"أرجوك لا تدع عدائيتك تجاهى تؤثر على شعورك تجاه والدى"
ضاقت عينا فيرغوس البنيتان وأخفض بصره لينظر إليها وسألها مشيراً إلى السترة التى ترتديها فوق القميص القطنى والبنطلون الجينز:"هل أنت خارجة؟"
لم يخف عليها أنه يتهرب من الإجابة عن سؤالها . كما أنها لم تعد واثقة الآن أكانت ستخرج أم لا بعد مجئيه لرؤية والدها فقالت:"كنت..."
ثم صمتت ليسأله بحذر:"لماذا تسأل؟"
هز فيرغوس كتفيه من دون مبالاة قائلاً:"ما من سبب محدد.لقد فكرت فقط إن كان بإمكاننا أن نتناول الغداء سوياً حالما أنتهى من محادثة والدك"
فكر فقط!!
ردت كلويه بسرعة:"أنا أشك كثيراً فى أننا سنود ذلك!بالإضافة إلى هذا , هل تظن أنها فكرة صائبة...بعد آخر لقاء لنا؟"
ابتسم فيرغوس وقال متشدقاً:"لا أنصحك بتكرار ذلك المشهد الدرامى مرة أخرى"
وتابع معلقاً :"من الواضح أنه لم يكون هناك صحفيين فى المطعم يوم الثلاثاء الماضى,لكن قد لا تكونين محظوظة فى المرة القادمة"
لطالما ساورها القلق فى اليومين الماضيين من رؤية إحدى المقالات المثيرة التى تتحدث عما حصل فى مطعم الشيف سيمون.لكن يبدو إنها كانت محظوظة كما قال فيرغوس.
أخذت كلويه نفساً مرهقاً:"أنا حقاً آسفة لما حصل يوم الثلاثاء.أنا فقط...أنت...."
أسكتها فيرغوس بلطف:"لا داعى للكلام كلويه,يكفينى إعتذارك"
ثم رفع يده بهدوء ليمسد وجنتها الشاحبة:"لقد تصرفنا بغرابة يومها.وقد أكد لى دانييل أن ما حدث لم يؤثر مطلقاً على عمل المطعم.بل يبدو أن الناس جلسوا مطولاً بعد ذلك لتناول القهوة والعصير وهم يتحدثون عن الموضوع"
صدقت كلويه ما قاله فحديثهما بدا كعرض مسرحى! إلا أنها قالت بتردد:"أظن أنك تأخذ الأمور ببساطة كبيرة"
هز فيرغوس كتفيه مجدداً :"أظن أن سمعتى كعاشق قد تأثرت قليلاً لكن...من يهتم بذلك ؟ أنت..."
- آسف لتأخيرك سيد ماكلاود...كلويه؟
دخل والد كلويه إلى الغرفة لمقابلة فيرغوس وسرعان ما بدا عليه التعجب لرؤية كلويه مع ذلك الرجل فأضاف مستفهماً :"لم أكن أعرف أن ثمة معرفة سابقة بينكما"
نظرت كلويه إلى فيرغوس بارتباك قبل الالتفات مجدداً إلى والدها:"أنا...."
تدخل فيرغوس بحزم وهدوء واضحين مواجهًا ُنظرات الذهول التى رمقته بها:"أنا وكلويه صديقان قديمان"
ثم أضاف:"فى الواقع أردت دعوتها إلى الغداء"
ازداد ارتباك كلويه,ما الذى يخطط له فيرغوس؟هما ليسا صديقين قديمين فاسبوعان من المعرفة لا يجعلانهما كذلك أبداً!ولوكانت المواقف معكوسة, و فيرغوس هو من تصرف مثل تصرفها فى المطعم لما دعته بالتأكيد لتناول الغداء مجدداً.رمقته بعينين ضيقتين قبل أن تبتسم لوالدها وتشرح له بلباقة :"لسوء الحظ,على أن أعتذر عن قبول الدعوة إذ على أن أنزل إلى السوق للتبضع"
قبل فيرغوس عذرها وقال ببساطة :"إذن يبدو أن الدعوة ستصبح دعوة إلى العشاء"
توجهت وجنتا كلويه لشدة غضبها من غطرسته الزائدة إلا أن والدها أجابه هذه المرة ضاحكاً:"يبدو أن الحظ لن يحالفك فى هذه الدعوة أيضاً سيد ماكلاود فالليلة لدينا احتفال عائلى,أنه عيد زواج أبنتى الكبرى"
ثم تابع يقول:"لِمَ لا تنضم إلينا فتشارك ابنتى الجميلة العشاء مع بقية أفراد عائلتها,هذا...إذا لم يكن لديك مانع طبعاً.ما رأيك إذن؟"
ذهلت كلويه لفظاعة هذا الإقتراح لكن نظرة واحدة إلى فيرغوس جعلتها ترى لمحة السخرية فى عينيه وهما تلتقيان مباشرة بنظراتها القلقة فأدركت على الفور أنه سيقبل هذه الدعوة
كيف يمكنه أن يفعل ذلك؟
كـيـف يـجـرؤ ؟

* * *
نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 08-06-12, 06:28 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 8 ـ أبتسمى , بحق السماء !

 

8 ـ
أبتسمـي , بحـــق السمــاء !


فهم فيرغوس من نظرات كلويه الغاضبة إنها توقعت منه أن يرفض دعوة والدها.لكن هذا وحده كان كافياً ليجعله يقبل الدعوة.
قال بول هاملتون بلباقة بعد أن شعر بترددهما:"ساترككما لتناقشا الموضوع"
ثم التفت إلى فيرغوس مبتسماً:"كلويه سوف ترشدك إلى مكتبى ما إن تنهيا كلامكما"
راقب فيرغوس الرجل وهو يغادر الغرفة . بدا بول هاملتون مشابهاً تماماً لتلك الصورة الفوتوغرافية التى يملكها إلا أن تلك الصورة لا تعكس نظراته الحانية والنبرة الدافئة فى صوته وهو يتكلم عن ابنته الجميلة .تلك الابنة الجميلة التى راحت تهمس لـ فيرغوس بغضب:"عليك أن ترفض الدعوة"
ثم أضافت بقرف:"لا يمكن ان تكون منافقاً إلى درجة قبولها"
فكر فيرغوس بذهن شارد بأن اللون الذى علا وجنتيها يناسبها تماماً ويزيدها جمالاً كما يعطى عمقاً لتلك الشرارة الزرقاء الغامضة فى عينيها.لم يكن واثقاً من أنه سيرى كلويه هنا اليوم لكنه أمل ذلك بالتأكيد.إذ سيوفر عليه هذا عناء التذلل والاتصال بها وسيجنبه احتمال أن ترفض التحدث إليه.كما أنه وببساطة أراد رؤيتها مجدداً.
بدت اليوم أصغر سناً ببنطلونها العملى وقميصها القطنى اللذين أبرزا بوضوح لمسات مصممة أزياء ذات ذوق رفيع . فى الواقع لقد بدت مذهلة. لكنها دائماً....
أجابها بعبوس :"لا تكونى سخيفة كلويه.أنت تعتقدين أننى قاسى القلب وغير مبالٍ فلِمَ لا تضيفين صفة المنافق إلى اللائحة؟"
شعرت برغبة فى أن تضرب الأرض بقدميها احتجاجاً لكنها تعلم أن هذا التصرف لا يليق بفتاة مهذبة.قالت بإحباط :"لأنه...لأنه لا يمكنك القيام بذلك"
ابتسم فيرغوس ورفع يديه إلى الأعلى :"بالطبع يمكننى لقد دعانى والدك للتو"
حدقت كلويه إلى وجهه:"سيندم والدى على هذه الدعوة حالما تتحدث إليه"
وافقها فيرغوس دون أن يبدى اهتماماً :"ربما.لكننى واثق من أنه أكثر تهذيباً من أن يسحب دعوته بعد أن قبلتها.وأنا أود فعلاً قبول هذه الدعوة"
- لا يمكننى تصديق ذلك!
استدارت كلويه وسارت لتحدق من النافذة.ثم هزت رأسها غير مصدقة :"أنت رجل مزيف وليس لديك مبادئ وأسوأ مما كنت أتصور"
صمت فيرغوس قليلاً ولم يتمكن من التكلم بسبب الإهانة التى تعرض لها إلا أنه ذكر نفسه بإن هذه الإهانة غير مقصودة.لابد أن كلويه تأمل أن يدفعه غضبه من الإهانة إلى رفض دعوة والدها له.وبخها بنبرة ساخرة:"أنت تتعمدين إهانتى كلويه"
فردت على الفور:"حبذا لو أستطيع القيام بأكثر من ذلك"
إنه واثق من ذلك!فقد كانت يدا كلويه مشدودتين فى قبضتين إلى جانبها وقد بدا التوتر على جسمها كله بسبب غضبها المكبوت.أما فيرغوس فشعر بأن جل ما يرغب فيه فى هذه اللحظة هو أخذها بين ذراعيه ومعانقتها.لكنه أدرك أنه لو حاول ذلك لما ترددت كلويه لحظة واحدة فى صفعه.ابتسم لها ابتسامة فاترة :"لابد أننى سأعرف المزيد من التفاصيل من والدك هذا المساء..."
قاطعته كلويه بتصميم :"فيرغوس,لا يمكننى أن أسمح لك أن تتناول العشاء مع عائلتى.سيكون على إخبار والدى...."
قال فيرغوس متحدياً:"تخبرينه بماذا؟ماذا تودين إخبار والدك بالضبط عن صداقتنا كلويه؟هل ستخبرينه أنك تعمدت أن تتقربى منى منذ أسبوعين؟"
تابع كلامه رغم محاولتها مقاطعته:"هل ستقولين له إنك أمضيت الليلة فى منزلى؟"
توقف فيرغوس عن الكلام حين لاحظ شحوب وجهها.ثم تابع متمتماً:"أنت لن تخبريه بذلك كلويه على ما أظن"
التمعت عيناها بمشاعر الكره وهى تقول:"أنا...أنا أكرهك فيرغوس!"
أجابها :"ثمة خط رفيع بين الكره والحب على حد علمى"
هذا الهياج العاطفى الذى أصاب كلويه جعله يتأثر فى أعماقه.فهو لا يريدها أن تكرهه رغم أنه غير واثق بعد مما يريده منها.لكن ليس الكراهية بالتأكيد
- أؤكد لك بأننى لن أتجاوز هذا الخيط أبداً!
تجاوزته كلويه ثم فتحت الباب قبل أن تلتفت إليه مجدداً لتحملق فى وجهه قائلة:"أنت أكثر الرجال الذين قابلتهم فى حياتى خساسة"
يا إلهى! إنها طرية العود صغيرة السن وبالغة الحساسية.حتى أن فيرغوس أراد أن يلفها بذراعيه ليبعد عنها كل ما يمكن أن يؤذيها.لكن ما منعه من القيام بذلك خشية من مواجهة بعض المشاكل حين يذهب لمقابلة والدها بعد دقائق,حيث سيضطر لشرح سبب وجود خدوش طفيفة على وجهه.وبدلاً من ذلك قال:"أراك هذا المساء كلويه"
ضاق فمها وهى تقول :"ربما أصاب بصداع يمنعنى من تناول العشاء معكم.حتى إننى أشعر بصداع منذ الآن"
رفع فيرغوس حاجبين هازئين:"صداع آخر؟لا اظنك تفعلين هذا بأختك وصهرك الليلة"
وفجأة هبطت كتفاها كآبة وبدت عيناها كبركتين كبيرتين مليئتين بالألم وخيبة الأمل . نظرت إليه بإذعان قائلة:"أنت محق.لن أفعل ذلك"
ثم أكملت بفتور :"لكننى أتمنى شيئاً واحداً فيرغوس ماكلاود...أتمنى لو أننى لم أقابلك أبداً"
هذا التعليق اللاذع أزعج فيرغوس إلا أنه تمسك بقوة إرادته للسيطرة على نفسه وعدم اللحاق بها وهى تقطع عبر الصالة متجهة إلى خارج المنزل بهدوء بعد أن أغلقت الباب خلفها بحزم
توترت عضلات فكيه وهو يراقبها فيما هى تغادر المنزل.وشعر أن خروجها من المطعم يوم الثلاثاء بتلك الصورة الدرامية لهو أفضل مما حصل اليوم.على الأقل لم تقل له يومها إنها تكرهه!
لاشك أن خروجها المفاجئ الآن تركه فى مأزق صغير فهو لا يملك أدنى فكرة عن مكان مكتب بول هاملتون وهو بالتأكيد لن يتجول فى أنحاء المنزل ليكتشف مكانه
- هل يمكننى مساعدتك تبدو ضائعاً قليلاً
التفت فيرغوس بحدة نحو الصوت النسائى الأجش.وشعر وكان أحداً سدد إليه ضربة قوية فى صدره وهو ينظر إلى امرأة تشبه كلويه تماماً بعد ثلاثين سنة,رقيقة الجسم ذات شعر داكن وتتميز بالنعومة والجمال مع بعض التجاعيد حول عينيها وفمها.لقد عرف هوية تلك المرأة,إنها ديانا والدة كلويه.
حيها فيرغوس بتهذيب:"سيدة هاملتون,يفترض بى أن أكون فى مكتب زوجك لكن أخشى أننى تهت"
لا داعى لأن يشرح لها أن كلويه خرجت وتركته ليتدبر أمره بنفسه.
ضحكت ديانا ضحكة ودودة وقالت:"من السهل أن يضيع المرء فى هذا المنزل.تعال معى"
دعته بدفء واستدارت لترشده إلى المكتب.لحق فيرغوس بها وهو يفكر فى أنه يصعب على أى رجل ألا يلبى دعوة هذه المرأة الجليلة البالغة اللطف!
وقف بول هاملتون ما إن دخل فيرغوس إلى مكتبه:"سيد ماكلاود"
ثم ابتسم لزوجته بحنان قائلاً:"عزيزتى,هل يمكنك أن تطلبى من السيدة هارمون أن ترسل لنا كوبين من القهوة؟"
أومأت ديانا بنعومة:"بالتأكيد.سررت بلقائك سيد ماكلاود"
أشار بول إلى المقعد المقابل لمكتبه الضخم المصنوع من خشب الماهوغانى:"أرجوك تفضل بالجلوس سيد ماكلاود"
ثم تابع يبتسم :"لم أقل لـ ديانا إنها قد تلتقيك مجدداً هذا المساء.فربما خططتما لأمر آخر أنت وكلويه"
هز فيرغوس كتفيه باكتئاب,لقد خطط لما يناسبه وحده بالرغم من معارضة كلويه
- أود الأنضمام إليكم...لكننى أخشى أن أبدو دخيلاً.
قال له بول هاملتون مطمئناً:"أبداً ستة أشخاص على العشاء أفضل من خمسة , أليس كذلك؟"
شعر فيرغوس بسرور بالغ لمعرفته أن عائلة كلويه تقتصر على خمسة أشخاص فبذلك يثبت على الأقل أن ما من رجل مميز فى حياة كلويه ألا أنه شعر من جهه أخرى بعدم ارتياح وبتقلص فى معدته وذلك بعد أن تعرف إلى بول هاملتون و زوجته ديانا.فقد بدأ فيرغوس يتساءل إذا كان من الممكن ألا يخلص بول لامرأة تتمتع بالجمال والدفء معاً كـ ديانا...

* * *

يا لجرأته! هذا ما خطر لـ كلويه باشمئزاز ما إن لمحت فيرغوس يدخل غرفة الجلوس مساءً كانت الأسرة متجمعة هناك قبل المغادرة إلى المطعم .
لم تكن لديها فكرة عما جرى فى مقابلة فيرغوس مع والدها فهى لم ترى والدها سوى لبضع دقائق بعد عودتها من السوق,إلا أنها لم تلاحظ عليه أى إنزعاج.أما بالنسبة إليها فلم يكن هذا حالها حين علمت أن فيرغوس سوف يحضر عند الساعة الثامنة مساءاً لمرافقتها إلى المطعم.
- بحق السماء. ابتسمى !
قل لها فيرغوس ذلك فيما هو يقف إلى جانبها حاملاً فى يده كوباً من العصير . بدا وسيماً وأنيقاً فى بذلة السهرة السوداء التى يرتديها ثم أكمل ينبهها :"سيظن أفراد أسرتك أنك لا ترغبين بوجودى هنا"
نظرت كلويه إليه بحذر من دون أن تخفى مشاعرها العدائية نحوه ثم ردت بحدة:"لكننى لا أرغب فعلاً"
ضحك فيرغوس بنعومة ثم قال بخفة:"دعينا لا نفسد هذه الأمسية على أختك وصهرك"
ثم تابع قبل أن تجفل كلويه وتبتعد عنه:"تظاهرى بأنك مسرورة لرؤيتى"
فقالت كلويه بصوت خشن:"لا تحاول أن تستغلنى بهدف التقرب من والدى أو من أسرتى"
غدت نظرته أكثر قساوة قبل أن يأخذ نفساً عميقاً ويقول :"لا أنوى القيام بذلك أبداً كلويه"
ثم التفت إلى حيث يقف بقية أفراد الأسرة:"ألا تعتقدين أن الوقت حان لتقدمينى إلى أختك وصهرك؟"
أجابته دون مبالاة:"لا"
فهى تعتقد أنه لا يجدر به أن يكون هنا من الأساس وهنا تكمن المشكلة
استدار فيرغوس ببطء ليواجهها من جديد :"كلويه إذا كنت تذكرين لقد دعوتك على العشاء هذه الليلة لكن صودف أن لديكم هذا الأحتفال العائلى.إنها محض صدفة"
ردت بإزدراء:"حقاً؟"
ردد بتثاقل:"حقاً"
ومد يده ليمسك ذراعها بقوة ثم يديرها لتواجهه:"أنا لم أخطط لحدوث ذلك كلويه سواء صدقت هذا أم لا . إنه خيارك"
كانت كلويه تشعر بالغضب الشديد حتى أصبحت عاجزة عن التفكير!لا يحق له أن تكون هناأن يتواجد مع عائلتها وكأنه صديق مقرب منها.هذا ما آلمها.بغض النظر عن ادعاءاته المغايرة
قالت ببرودة:"أنا لا أصدقك"
ثم أنحنت لتضع كوب العصير الفارغ على الطاولة المجاورة.رفع فيرغوس حاجبيه وهو يراقبها :"لقد أنهيت كوب العصير بسرعة فائقة"
ضاق فمها وقالت من دون مرح :"حقاً؟أشعر بالظمأ بصورة غريبة هذا المساء"
ثم تابعت بسخرية :"فى الواقع أظننى سأسكب كوباً آخر"
حملت الكوب مجدداً واتجهت إلى حيث وقف والدها وأختها بينى
قررت كلويه أن تتخلص من غضبها من فيرغوس فهذه أمسية بينى و دايفيد على أى حال لن تفسد الأمر عليهما:"لقد مضى أثنا عشر عاماً بينى.قريباً ستحصلين على ميدالية الخدمة الطويلة"
ضحكت بينى ومنحت زوجها ابتسامة جعلته يشعر بالتوتر وهو يتجه للتحدث إلى فيرغوس.ثم قالت:"متى سنسمع أجراس زفافك كلويه؟"
لزمها جهد كبير لتتمكن من الحفاظ على ابتسامتها.تباً لـ فيرغوس ! ألا يدرك أن وجوده بينهم الليلة سيثير شكوك عائلتها؟أم لعله لا يكترث للأمر؟
قالت كلويه وهى تهز كتفيها من دون انفعال:"لست متلهفة للزواج"
أكدت أختها بثقة:"كلنا نقول هذا قبل أن نقع فى الحب!"
فعادت كلويه لتأكد :"ليس أنا بالتأكيد!"
رأت أن الوقت حان لمقاطعة حديث فيرغوس ودايفيد ليس لأنها تتمنى قضاء مزيد من الوقت مع فيرغوس بل لأن دايفيد يمكن أن يكشف له معلومات عن العائلة من دون قصد.قالت قبل أن تسير لتنضم إلى الرجلين:"عن إذنك بينى"
ابتسم لها دايفيد قائلاً بنبرة فيها مزيج من التوبيخ والمزاح:"لم أكن أعلم أنك على معرفة بكاتب مشهور كلويه"
ردت بذكاء:"على الفتاة أن تخفى بعض الأسرار عن عائلتها"
وإذا بـ فيرغوس يتدخل قائلاً:"لكننى لم أعد سراً بعد الان"
أجفلت كلويه ما أن شعرت بذراعه تطوق كتفيها فى حركة متملكة واضحة.
إنسَ ذلك فيرغوس ماكلاود!إنه عشاء واحد وتصبح بعده خارج حياتى إلى الأبد!
أقترحت قائلة:"ألم يحن وقت الذهاب إلى المطعم؟"
واستغلت فرصة وضع الكوب على الطاولة لتتخلص من ذراع فيرغوس التى تطوق كتفيها,ثم استدرات وهى مستعدة لمواجهة التحدى فى عينيه البيتين الداكنتين . لكن عندما نظرت إليه لم تجد فيهما سوى التسلية.حقاً! لقد أنتهى وقت التحدى , فيرغوس .ردت الرسالة على الفور بنظراتها وكأنها تقول له إن كل ما بينهما سوف ينتهى مع نهاية هذه السهرة.
قال فيرغوس وقد بدا عليه الرضى بشكل واضح :"يبدو أننا سنذهب نحن الأثنان فى سيارتى فيما يذهب الآخرون فى سيارة والدك"
من الذى قرر هذا؟لا تذكر كلويه ما أن أحداً استشارها فى هذا الموضوع, فهى....
سألها دايفيد بلطف وقد شعر بتغير طفيف فى مزاجها:"هل من مشكلة فى ذلك كلويه؟"
أكدت له بإبتهاج:"لا"
فهذا سيعطيها فرصة لتخبر فيرغوس بما ستقبله منه الليلة وما لن تقبله.أما إدعاءاته الواضحة...فهى بالتأكيد من ضمن الأمور التى لا تقبلها.
حين خرج الجميع من المنزل لم تكن كلويه مستعدة لما رأته,فسيارة فيرغوس هى نسخة طبق الأصل عن سيارتها الرياضية إنما لونها رمادى غامق
قال فيرغوس وهو يضغط زر لفتح الأبواب :"أمر غريب,أليس كذلك؟"
أخفت كلويه دهشتها على الفور وهزت كتفيها من دون اهتمام وهى تصعد إلى السيارة.قالت حين صعد إلى جانبها :"ليس تماماً .هذا يثبت فقط أنك تحسن الأختيار فى بعض الأمور"
- إنما فى بعض الأمور فقط.
لم تعلق كلويه على ما قاله بل جلست صامتة إلى جانبه وهو يقود السيارة بتأن ليلحق بسيارة والدها إلى المطعم . لم يكن صمتها يعنى إنها لم تدرك ما عناه فيرغوس ,بل لقد أدركت مقصده أكثر من اللزوم..
لم هو بالذات؟أنه آخر رجل يمكنها أن تفكر فى الوقوع فى حبه!
لكنها تشعر بالانجذاب نحوه. ومعظم الغضب الذى وجهته نحوه هذه الليلة سببه إدراكها لشعورها هذا منذ اللحظة التى دخل فيها إلى غرفة الجلوس. فى تلك اللحظة شعرت أن كل عصب فيها راح يضج بالحياة فجأة , ويرنم برقة لـ فيرغوس ماكلاود.
فجأة سألها فيرغوس :"بما تفكرين؟"
شعرت كلويه بالتوتر على الفور وتساءلت إن كانت تعابير وجهها قد فضحت أفكارها المضطربة. أملت ألا يكون الأمر كذلك,ثم قالت بعذوبة:"أتساءل أى نوع من السموم يصعب اكتشافه أكثر إذا ما دس فى الطعام"
ضحك ضحكة خافتة قائلاً بإعجاب :"أظننى لم أخبرك بعد كم تبدين جميلة الليلة"
- الأطراء لن يوصلك إلى أى شئ فيرغوس.
لكنها لم تتمكن من منع نفسها من الشعور بالرضى , لأن الجهد الذى بذلته لتبدو جميلة الليلة لم يذهب سدىّ. لقد ارتدت فستاناً قصيراً يصل إلى ركبتيها ويبرز مفاتن جسدها بلونه الذى يشبه لون القهوة بالحليب.كان لون الفستان متناسباً مع السمرة التى أكتسبتها فى فصل الصيف , كما بدا شعرها الطويل شديد السواد مقارنة ببشرتها المشرقة.أما مساحيق التجميل على وجهها فقد أضفت عليه تورداً معتدلاً كما زاد أحمر الشفاه من جمال شفتيها.
قال فيرغوس متذمراً:"أنا لا أحاول الوصول إلى شئ كلويه.ألا يمكننا أن نتفق على وضع العداء جانباً هذه الليلة,لنستمتع بعشاء لطيف مع عائلتك؟ وبصراحة أن العدائية قادمة من جهتك وحدك"
لا , لا يمكنها ذلك! لن تجرؤ كلويه أبداً على أن تتخلى عن وسائلها الدفاعية طالما هى بجوار فيرغوس ماكلاود . ليس فقط لما يحاول أن يكتبه عن والدها....
بل خشيت أن تكون قد وقعت فى حب عدوّها....

* * *
نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 09-06-12, 07:25 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 9 ـ لن تحظى بهذه الفرصة !

 

9 ـ
لن تحظى بهذه الفرصة !


قال فيرغوس بتجهم وقد أدرك أن كلويه تنظر إليه كعدو لها:" أنا لست عدوك كلويه"
ثم تابع بحذر :"فى الواقع, أود لو تتكلم معاً لاحقاً على انفراد. فلدى عرض لكِ"
نظرت إليه وقد علت الدهشة وجهها :"لديك...ماذا؟"
ابتسم فيرغوس من دون مرح وقال موضحاً :"ليس ذلك النوع من العروض التى تفكرين فيها كلويه"
ثم تابع يفسر لها فكرته:"لنقل أنه إقتراح . فلدى فكرة قد تساعدنا كلينا"
ظهرت القسوة على ملامح كلويه :"يراودنى شعور بإننى لن أحبذ اقتراحك"
- لأنك لا تحبذين الآن كل ما يتعلق بى
قالت بسطحية وهى تنظر من النافذة متعمدة إظهار عدم تعاونها :"ليس الآن فقط فأنا لا أحب ما يخصك دوماً"
ابتسم فيرغوس لصراحتها رغم أنه أدرك بعد تفكير أنها لم تقل شيئاً مضحكاً . هل هى حقاً لا تطيقه؟فى هذه الظروف , لا يمكنه لومها لكن ذلك لا يجعل الأمر مستساغاً بالنسبة إليه فأشار قائلاً:"والدك لا يشارك كرهك لى"
سألت بحذر :"لا لِـمَ يا ترى؟"
اعترف فيرغوس بتجهم :" لأننى حين أخبرته أننى أقوم ببحث من أجل رواية سياسية ,لم أذكر موضوع سوزان ستيرلنغ"
التفتت إليه متفحصة وقد شعرت بالإرتباك واخيراً قالت:" أنا لا أفهم"
فيرغوس أيضاً لم يعد يفهم ما يحصل معه لقد تأثر قليلاً بموقف كلويه التى تثق ثقة تامة ببراءة والدها . من الطبيعى أن تكون كلويه مخلصة لوالدها فى مثل هذه الظروف , لكن بعد أن قابل بول هاملتون اليوم واستمع إليه لأكثر من ساعة أصبح واثقاً من صراحة بول فى الإجابة عن أسئلته ولم يعد قادراً على فتح موضوع الفضيحة التى أوقفت مسيرة الرجل السياسية مدة ثمانى سنوات ولا سيما وأنه بدا متحمساً جداً للعودة إلى الحياة السياسية من جديد.
وأدرك فيرغوس أن تعرفه إلى ديانا سيؤثر كثيراً فى موقفه من بول تماماً كما حصل له مع كلويه....
أوضح لها بنفاد صبر :" ربما ما زال الوقت مبكراً لإطلاق الأحكام"
إلا أنه شعر أن نظرات كلويه لا تزال مركزة عليه كأنها تحاول قراءة الحقيقة فى قسماته . لكن أنى لها ذلك؟فـ فيرغوس مارس المحاماة لخمس سنوات قبل أن يتجه إلى تأليف الروايات.وهكذا تعلم كيف يضع على وجهه قناعاً يخفى وراءه مشاعره الحقيقية.
لكنه هو نفسه لم يعد واثقاً من مشاعره فى هذه اللحظة...فهو من جهة يشعر بالغضب من نفسه لتخاذله أمام بول هاملتون خلال مقابلتهما هذا الصباح لكنه يعلم من جهة أخرى أنه لو لم يتخذ هذا القرار فى اللحظة الأخيرة لما كان هنا الليلة برفقة كلويه.
وأخيراً أخذت كلويه نفساً طويلاً وقالت بإزدراء واضح:"يا لكرم أخلاقك!"
لم يستطيع فيرغوس تمالك نفسه . فهو فى هذه اللحظة أبعد ما يكون عن الرغبة فى التحدث عن هذا الموضوع قال بجفاء :"أليس كذلك؟"
عقد حاجبيه الداكنين فيما بقيت نظراته مركزة على الطريق أمامه :"ما يهم الآن هو...هو هل أنت مستعدة للتصرف بصورة مماثلة؟"
ردت كلويه بإحتراس:"ماذا تعنى؟"
- أعنى فيما يتعلق بالعشاء طبعاً.فعائلتك تعتقد أننا صديقان.هل يمكننا أن نكون كذلك لهذه الليلة على الأقل؟
قالت بجفاء :"هذا الأمر يعتمد عليك حقاً...أليس كذلك؟"
تنهد فيرغوس بعمق :"لن أحظى على الأرجح بفرصة لكى أطرح أسئلة محرجة بوجود والدتك"
هتفت كلويه باشمئزاز:"يا لشهامتك!"
استسلم فيرغوس وكف عن الجدال معها ليركز على اللحاق بسيارة بول هاملتون إلى المطعم. فى تلك اللحظات ساوره شعور بالرضى لأن كلويه لم تتمكن من التخفيف من حماسه لمقابلة والدها مع إنها كادت تنجح فى ذلك عند الصباح .
ما أن جلس الجميع إلى المائدة وطلبوا ما يريدونه للعشاء حتى لاحظ فيرغوس أن المرء لا يلزمه وقت طويل ليرى مدى ترابط آل هاملتون , إذ يسود بينهم جو من الدفء والمرح يعكس المشاعر العائلية الصادقة.
ثمة صداقة حميمة تربط فيرغوس بإبنى خالتيه فقد ترعرعوا كلهم فى اسكتلندا بعد طلاق والديه.لكنهم لم يتشاركوا يوماً بالضحك والمزاح على مائدة الطعام كما يفعل آل هاملتون .
إن لم تنفعه هذه السهرة بشئ إلا أنها أظهرت له على الأقل الأسباب التى دفعت كلويه إلى التماس الرحمة من أجل والدها حتى وإن كان الأسلوب الذى تبعته يفتقد إلى اللياقة.
سألته السيدة هاملتون باهتمام:"أخبرنى زوجى أنك بصدد كتابة رواية سياسية سيد ماكلاود"
لم يكن فيرغوس بحاجة إلى أن ينظر إلى كلويه ليلحظ توترها ما إن سمعت ما قالته والدتها. تباً لها!ألم تصدقه حين أخبرها أنه هنا اليلة لأنه أراد تناول العشاء معها؟ وبعد رؤية ملامحها القاسية أدرك أنها لم تفعل .
التفت إلى ديانا وابتسم قائلاً بلطف :"ارجو أن تنادينى فيرغوس . هذا قول مبالغ فيه نظراً إلى أننى ما زالت أقوم بالأبحاث. فى الواقع ما زالت فى منتصف الطريق!
شعر فيرغوس بارتياح كبير وهو يتحدث إلى والدة كلويه لا شك إنها امرأة ناجحة جداً فى دورها كزوجة رجل سياسة . فهى من جهة تجعل المرء يشعر بالأرتياح كما تُظهر الأهتمام بما يقوله.
بعد مرور عشر دقائق تقريباً أنهت كلويه حديثها مع دايفيد الذى كان يجلس إلى جانبها . فهمست لـ فيرغوس وعيناها تلمعان بعمق :" بحق السماء أرادت أمى أن تكون لطيفة معك ليس إلا, ولم يكن ثمة داع لتخبرها بتفاصيل سير أبحاثك خطوة بخطوة "
نظر فيرغوس إليها متفحصاً لعدة ثوانٍ.ثم مال برأسه جانباً من دون أن يلين أمام نظراتها إلى أن لمح ذلك اللون الغريب يعلو وجنتيها . عندئذ تمتم برضى :"هكذا أفضل"
ثم تابع بسخرية وهو يدرك أن بقية أفراد الأسرة يناقشون مواضيع سياسية عميقة:"عن أى موضوع كنت تفضلين أن أتكلم مع والدتك؟"
حملق كلويه بوجهه:"كنت أفضل ألا تتكلم معها من الأساس"
رد متشدقاً:"هذا ليس حلاً عملياً فى هذه الظروف . كما أننى أستلطف والدتك ولا أريد أن أكون قاسياً معها"
وضعت كلويه شوكتها فى الصحن بعد أن فقدت رغبتها فى تناول ما فى صحنها من مقبلات ثم تمتمت بذهول:" أنا...أنت...هيا تابع تناول القرديس"
أمسك فيرغوس يدها برفق وأطبق بيده الأخرى الأخرى عليها ثم نصحها بهدوء :"أسترخى كلويه أنا لست هنا الليلة بصفتى فيرغوس ماكلاود الكاتب"
فسألته بسخرية :"بأى صفة إذاً؟"
رفع حاجبيه البنيين الداكنين قائلاً بمرح"لنقل...فيرغوس ماكلاود العاشق"
ازداد لون وجنتيها وضوحاً وشعرت بغضب شديد فأخذت نفساً عميقاً:
"سبق و أخبرتك أننا...."
قاطعها قائلاً:"أتمنى حدوث ذلك..."
ثم أضاف بصوت أجش:"أعنى فى المستقبل"
شعر فيرغوس بالرضى إذ أدرك أن كلماته تمكنت إسكتها تماماً فقد أخذت تفتح فمها وتطبقه وكأنها سمكة تسبح فى إناء زجاجى.كما جعلتها كلماته تسحب يدها من بين يديه بعنف لتخبئ كلتا يديها تحت الطاولة لكن تصرفها هذا لم يعجبه . ضحك ضحكة خافتة وهو يقول بدفء:"أنك حقاً رائعة كلويه"
أجابته بسخط :"أنت تشعرنى دوماً وكأننى فى العاشرة من عمرى"
ابتسم فيرغوس قائلاً :"أنت تتصرفين أحياناً وكأنك كذلك"
ثم أضاف على الفور لئلا يثير غضبها من جديد:"لا أقصد فى أحيانٍ كثيرة"
وتابع يقول بشكل مبهم :"اعتقد أن الأسبوعين القادمين سيكونان مليئين بالمرح"
ما الذى يقصده بهذه الملاحظة؟و...بتلك الجملة الأخرى :أتمنى حصول ذلك فى المستقبل؟ إذا ظن أنها ستستمر فى الخروج معه فيما يتابع جمع المعلومات التى تلحق العار بوالدها فعليه إذن أن يتوقع مفاجأة خطيرة!لكن...من غير المعقول أن يكون فيرغوس متبلد الأحاسيس إلى هذه الدرجة .
من الواضح أنه يشعر بالارتباك من تلك التلميحات التى يتبادلها أفراد أسرتها كما أنها صدقته حين قال إنه يستلطف والدتها .لكن ذلك لا يغير واقع أنه ينوى تأليف كتاب سوف يرمى أسرة هاملتون فى دوامة من الاضطراب من جديد . قد يكون فعلاً متبلد الأحاسيس...
كانت كلويه أيضاً تشعر ببعض الارتباك بسبب ذلك الاقتراح الذى تحدث عنه وهما طريقهما إلى المطعم .إن كان يفكر بطريقة تجعلهما يستمران فى رؤية بعضهما البعض .عليه أن ينسى الأمر إذ لا مجال على الأطلاق لأن توافق على ذلك . ليس لأنها لا ترغب بذلك...بل لأن الأحاسيس التى شعرت بها فى وقت مبكر هذا المساء حين كان فيرغوس فى منزلهم استمرت خلال السهرة . وهذه الأحاسيس جعلتها متيقظة لكل حركة من حركاته ولكل كلمة يتلفظ بها , وهى لا تشعر بوخز خفيف فى يدها منذ لمسها منذ دقائق!
نظر فيرغوس إليها نظرة متفهمة :"ظهرت عليك الجدية فجأة . بم تفكرين؟"
إنه الموضوع نفسه الذى مازالت تفكر فيه منذ أسبوعين...إنها تفكر فيه طبعاً !
نظرت كلويه إليه بقسوة :"لحسن الحظ أن أفكارى تبقى ملكاً لى وحدى"
هز فيرغوس رأسه أخذاً بعين الأعتبار ما قالته :"لم أفكر بالموضوع من قبل لكن لم يكن من السهل عليك بالتأكد أن تكونى ابنة سياسى تسلط عليه الأضواء"
تصلبت عضلاتها وشعرت بالاستياء فذكرته قائلة :"ظننتك قلت إنك لن تناقش هذا الموضوع الليلة"
تنهد فيرغوس بنفاد صبر :"أنا لم أقل إننى لن أتحدث عنكِ"
ابتسمت كلويه وقالت من دون مزاح "أنا أبنة والدى"
رد فيرغوس بابتسامة متهكمة :"بل أنت حقاً أكثر من ذلك بكثير "
عقدت كلويه حاجبيها الداكنين وسألت:"هل أنا كذلك حقاً؟"
لم تكن لم تكن واثقة من أنها كذلك على الأقل بالنسبة إليه...
ضاقت عيناه :"هل تعلمين ما الذى أود القيام به الآن؟"
نظرت كلويه إليه بحذر غير واثقة من أنها تريد الإجابة عن سؤاله هذا وقالت ببطء وبنبرة مشككة :"ربما...تود أن تضربنى بعنف"
كشر قليلاً :"لقد فكرت فى ذلك فعلاً..."
ثم تابع مفسراً :"لكن جدى قام بتربيتنا أنا و برايس ولوغان لنعامل المرأة باحترام وأظن أننا تعلمنا ذلك جيداً"
ابتسمت كلويه ابتسامة عريضة وقالت:"يبدو لى جدك رجلاً حساساً جداً"
رد فيرغوس وهو يبتسم أيضاً :"إنه شيطان عجوز لكننى لا أشك بإنه سيحبك"
ثم تابع:"لا ,فى الواقع كلويه ما أود القيام به حقاً هو معانقتك"
وأضاف بقسوة:"وأود أن اعانقك بقوة إلى أن تنسى كل ما حولك .أو على الأقل إلى أن....تصمتى"
لم تكن كلويه من أجابه هذه المرة إنما والدها الذى قال ضاحكاً :"فى بعض الأحيان تبدو هذه الوسيلة هى الوحيدة لجعل المرأة تهتم بنا"
استدارت كلويه لتدرك أن جميع أفراد العائلة ينظرون إليهما .فاحمرت وجنتاها وتساءلت منذ متى وهم يصغون إلى هذه المحادثة اللاذعة التى تدور بينها وبين فيرغوس .من الواضح أنهم لم يستمعوا إلى الحديث منذ بدايته حين كانت تكيل الأتهامات لـ فيرغوس وإلا لما كانوا يبتسمون بتسامح !
قالت بخفة محاولة التقليل من أهمية ما قاله فيرغوس :"أبى أرجوك فيرغوس مندفع بما فيه الكفاية ولا يحتاج إلى مزيد من التشجيع"
لكن مجرد التفكير فى أنه يرغب فى معانقتها إلى أن تنسى كل ما حولها أو إلى أن تصمت جعلها ترتعش بشدة
فأجاب والدها مؤكداً :"من الواضح أنه كذلك"
خلال السهرة أبدى جميع أفراد السرة استحسانهم لأحاديث فيرغوس . ولا يمكن لـ كلويه أن تلومهم فلقد كانت أحاديثه ظريفة مسلية استحوذت على اهتمام الجميع .أما نساء آل هاملتون كانت فقد وجدنه ساحراً لطيفاً وهذه صفات عر جده يزرعها فى داخله . فى الواقع بدا فيرغوس ضيفاً مثالياً على العشاء.
سألها باستغراب فى طريق العودة إلى المنزل :"ما خطبك الآن؟"
استفاقت كلويه من أفكارها واستدارت إليه مدركة أنها كانت عابسة من دون شك . ثم أجابته بتبلد :"أتريد الحقيقة؟"
أجابها ساخراً :"الحقيقة أفضل من الكذب دائماً بغض النظر عن مدى قساوتها"
تنهدت ثم قالت بصراحة :"كنت أتمنى لو أنك شخص آخر ولست فيرغوس ماكلاود"
جاء دور فيرغوس ليتكلم الآن بجدية :"ارجوك اشرحى ما تقصدينه بقولك هذا"
كيف يمكنها أن تفعل ذلك من دون أن تكشف مشاعرها الحقيقية نحوه ؟ تلك المشاعر التى نمت رغماً . بدأت تقول بحذر :"انت تعجبنى حقاً فيرغوس"
فقال بلهجة تحمل توبيخاً :"حاذرى كلويه ! ودعينا لا ننجرف وراء العواطف"
نظرت إليه بنفاد صبر مؤكدة:"لا تقلق لا أنوى القيام بذلك"
ثم تابعت كلامها بتذمر :"أنت تعجبينى وأظننى كنت سأسر برفقتك لو أن الظروف مختلفة . لكن فى..."
قاطعها فيرغوس بتهذيب :"كما قلت لك من قبل كلويه أنا لست عدوك"
شدت كلويه قبضتيها بتوتر وردت بشراسة :"ألا ترى أنك كذلك بالنسبة إلىّ؟"
صر بأسنانه واشتدت قبضتاه على المقود :"قلت لك من قبل أيضاً إننى أود التحدث إليك . فهل يمكننا التحدث على انفراد ؟"
فكرت كلويه قليلاً لا شك أن بينى و دايفيد سيرغبان بالبقاء قليلاً ما إن يصل الجميع إلى المنزل . كما أن والديها سيكونان موجودين مما يعنى أنها لا تستطيع أن تكون مع فيرغوس بمفردهما فى المنزل...لكن الذهاب مع فيرغوس إلى منزله ليس فكرة جيدة.لأنها ستكون مضطرة للاعتماد عليه كى يقلها من جديد إلى منزلها بعد أن يتحدثا معاً..
قالت ببرودة :"أوصلنى إلى المنزل وسوف أتبعك بسيارتى إلى منزلك . أظن أن بإمكاننا التحدث على إنفراد هناك , أليس كذلك؟"
أجاب فيرغوس ببطء :"يمكننا...بالطبع...مع أننى أرغب فى معانقتك إلى أن تنسى كل ما حولك كلويه إلا أننى بالطبع لن أستغل وجودك فى منزلى للقيام بذلك!"
أكدت له بثقة بالغة:"لن تحظى بفرصة لتفعل ذلك"
رماها فيرغوس بنظرة سريعة من عينيه الضيقتين قبل أن يعود فيركز انتباهه على الطريق أمامه .إلا أنه غضبه بدا واضحاً .كما أن جو الاسترخاء الذى ساد بينهما منذ قليل أختفى تماماً.
عليها أن تبقى هذا الرجل بعيداً عنها ,إذ لا أمل لديها فى أن يغدو صديقين مع إنها تتمنى ذلك فى قرارة نفسها .
عندما وصلا إلى المنزل التقطت مفاتيحها لتعود إلى الخارج فتقود سيارتها إلى منزل فيرغوس . أما هو فعاد إلى منزله ما أن نزلت كلويه من سيارته . وفهمت كلويه من الغضب الذى بدا على وجهه أن أقتراحها لم يعجبه على الإطلاق
بالرغم من ذلك فإن هذا التدبير هو أكثر ملاءمة لها فهى تدرك أن عليها أن تمسك جيداً باستقلاليتها حين يتعلق الأمر بـ فيرغوس
حين وصلت كلويه كانت الأنوار تشع من منزل فيرغوس . وما أن قرعت الجرس حتى فتح لها الباب ودعاها إلى غرفة الجلوس من دون أن يرحب بها بل أنه بدا متباعداً تماماً . كان قد سكب لنفسه كوباً من المرطبات قبل وصولها , فسألها بأدب بالغ :"هل ترغبين بكوب؟"
نظرت إليه بثبات فيما كانت تجلس على أحد المقاعد وردت :"كلا شكراً"
أخذ فيرغوس رشفة من الكوب وقطب جبينه قليلاً ليقول أخيراً :"أسمعنى أولاً؟ ولا تبدأى بالمدافعة عند أول جملة أقولها"
رفعت كلويه حاجبيها الداكنين :"هذا بالتأكيد يتعلق بما ستقوله "
راح فيرغوس يذرع الغرفة ما جعل طول قامته ووجوده يسيطران تماماً على المكان.
شعرت كلويه بتردده حيال ما سيقوله , وفكرت فى أنها لن تسمح له بإخافتها وأخيراً استدار ليواجهها فيما تجهمت تعابير وجهه كما لو أنه اتخذ قراراً خطيراً :"انا أعرف من الذى أخبرك عن موضوع كتابى كلويه"
لم تضطرب نظراتها لكنها شعرت أن اللون قد أختفى من خديها . فقالت بصوت أجش :"كيف عرفت؟"
التوى فم فيرغوس من دون مرح ثم قال مفسراً :"عن طريق الأستنتاج,فوكيل أعمالى تحدث إلى الناشر من دون أن يكشف له أى تفصيل . ما يعنى أن هذا الأخير لا يمكنه تسريب الخبر فلم يبقى سوى وكيل أعمالى نفسه . ومع أن مساوئ بارنى عديدة إلا أن التهور ليس أحدها"
ثم أضاف بجفاء :"تبقى مساعدة بارنى وسكرتيرته . وكلتاهما طموحتان مثله تماماً . ألا أن ستيلا ويتنى ليست امرأة طائشة فلم يبقى إذا سوى سكرتيرته!"
شعرت كلويه بصعوبة التنفس...كيف لا, وهى تشعروكأن قلبها عالق فى حنجرتها؟
بدا فيرغوس مقطباً :"لم يكلفنى الأمر الكثير من العناء لأكتشف أن فيكتوريا بلمان قريبتك"
ثم رفع حاجبيه وهو ينظر إليها :"أنها ابنة خالتك!"
كانت كلويه تتنفس بصعوبة وفجأة بللت شفتيها الجافتين بلسانها لقد بدت فيكتوريا فى حالة فظيعة عندما التقتها كلويه على الغداء منذ خمس أسابيع . بدا واضحاً يومها أنها تود الإفصاح عن أمر ما لكنها تعتبر هذا الأمر من ضمن الأسرار المهنية التى لا يجدر البوح بها لأى كان...لكن ولحسن حظ كلويه انتصر الوفاء الأسرى فى النهاية.
حثته قائلة بصوت أجوف:"ما الذى ستفعله الآن؟"
- وماذا تظنين ؟
علت وجه كلويه تكشيرة ما تريده منه حقاً هو أن يبدى تسامحاً إزاء تصرف قريبتها إلا أنها فى قدرته على ذلك . فقالت مدافعة :"فيكتوريا تصرفت بحسن نية"
رد فيرغوس بصوت خشن مثير للأعصاب:"لا تهمنى دوافعها"
وقفت كلويه وقد شعرت بإنها تبدو ضعيفة أمامه وهى تجلس ساكنة فى المقعد ثم قالت بتحدٍ :"إذا كنت أنت أو أحد أقاربك مكانها واكتشفت أن ثمة أمر سوف يسبب الأذى لأسرتك فما الذى تفعله؟"
اعترف بتثاقل :"ما فعلته فيكتوريا بالضبط . لكن لسوء حظها هذا لا يحل المشكلة بالنسبة لى الآن , أليس كذلك؟"
كلا! أقرت كلويه بذلك لكنها و فيكتوريا فى السن نفسه. وقد تربت الفتاتان معاً . افترقا حين أصبحتا كبيرتين لكن ذلك لم يؤثر فى علاقتهما الحميمة, ولا شك أن فيكتوريا تحب وظيفتها كسكرتيرة لـ برنارد كروسبى إلا أنها تحب أسرتها أكثر من ذلك بكثير !
أخذت كلويه نفساً مضطرباً :"أسألك مرة أخرى ما تنوى أن تفعل؟"
لقد حاولت جهدها لتبقى فيكتوريا بعيدة عن هذه الورطة وأملت لكن من غير جدوى أن تبقى فيرغوس منشغلاً فلا يهتم بمعرفة مصدر معلوماتها .
ضاقت عينا فيرغوس وهو يرى الشحوب الذى علا وجهها . والتوى فمه بقسوة وكأنما أدرك ما تفكر فيه:"أنا واثق من أنك وقريبتك قد أمضيتما الكثير من الوقت وأنتما تتحدثان عن حياتى الخاصة..."
صححت له كلويه بارتباك :"لم نكن...حسناً...ليس الأمر كما تظن"
تشدق قائلاً :"أعتقد أن معرفة تفاصيل حياتى كطريقتى فى تناول القهوة تندرج تحت عنوان "حياتى الخاصة" أليس كذلك؟"
صاحت به كلويه لتخفى عدم ارتياحها :"لا تكن سخيفاً . لا شك أن فيكتوريا قامت بإعداد القهوة لك مرات عديدة عند زيارة وكيل أعمالك؟"
أذعن فيرغوس :"هذا محتمل..لكن عنوانى و رقم هاتفى هما حتماً من الأمور الخصوصية"
أجفلت كلويه لهذا الأتهام المبرر لكنها أجابت:"أنا لم أستخدم أياً منهما إلا بعد أن التقيتك فى المقهى"
وافقها بضجر :"حسناً, هذا صحيح"
ومع ذلك لم تشعر كلويه بالارتياح لإقرارها بذلك , فقد شعرت أن فيرغوس لم ينه هجومه بعد :"منذ متى اكتشفت ذلك؟"
- منذ يومين
إلا أنه أنتظر حتى الآن كى يواجهها بالأمر . كما أنه كان ينوى دعوتها لتناول الغداء , عندما حضر هذا الصباح لمقابلة والدها.
سألته بصوت رتيب :"ماذا تريد منى فيرغوس؟"
أرجع فيرغوس رأسه إلى الوراء قائلاً:"ما الذى يجعلك تظنين أننى أريد منك شيئاً؟"
ابتسمت ابتسامة متكلفة :"هذا واضح وضوح الشمس فيرغوس"
آخر ما تريده هو أن تسبب المتاعب لـ فيكتوريا فى وظيفتها . وإذا كان فيرغوس يشعر بالوفاء لأسرته كما هى الحال فى أسرتها فسيدرك ذلك حتماً.
حثته بصعوبة :"ما هو اقتراحك فيرغوس؟"
وكانت بذلك تشير إلى الاقتراح الذى لمح إليه فى بداية السهرة وقد أصبحت الآن واثقة تماماً من أنها لن تستسيغه أبداً
قال بسطحية :"أريد منك أن تساعدينى فى الأبحاث التى أقوم بها من أجل كتابى"
حدقت كلويه إليه. لا يمكنه أن يكون جاداً فى ما يقول !
لكنها أدركت من نظراته الثابتة وفمه الصارم وفكيه المشدودين أنه كذلك.
إنه فى منتهى الجدية !

* * *
نهاية الفصل التاسع

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 09-06-12, 07:28 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي 10 ـ الخيار الصعب

 

10 ـ
الخيار الصعب


لاحظ فيرغوس على الفور يد كلويه التى ارتفعت لتوجه إليه صفعة لكنه كان أسرع منها فأمسك بمعصمها فى الوقت المناسب ثم حذرها قائلاً:"لن اسمح لك بهذا كلويه"
راحت كلويه تقاوم تلك القبضة التى أطبقت على يدها وقد تخضب وجهها بحمرة الغضب ثم قالت لاهثة :"أنت حقير , أنت...محتال...."
كرر كلامها غير مصدق:"محتال ؟ أنا؟"
-....تريد ابتزازى...
اشتدت قبضته على معصمها وقال بصوت خشن من بين أسنانه:"توقفى كلويه قبل أن تقولى شئ نندم عليه كلانا"
كانت كلويه تتنفس بصعوبة فرفعت بصرها نحوه:"لن أندم على ما أقول!"
اجابها فيرغوس بصوت خشن مثير للأعصاب :"لا أدرى ماذا فهمت من كلامى , لكننى أستطيع تخمين ذلك من رد فعلك هذا. أنا لا اقترح عليك صفقة كلويه , أى سكوتى عن تصرفات كلويه مقابل معلومات عن والدك و سوزان سيترلنغ"
و بدا فيرغوس ساخطاً وشديد الغضب وهو يضيف :"لو كنت من الرجال الذين يطلبون شيئاً مقابل صمتهم لطلبت منك أمراً أكثر خصوصية"
فجأة جمدت كلويه فى مكانها,ولم تعد تبدى حراكاً إلا حركة تنفسها المتوترة حيث راح صدرها يعلو ويهبط باضطراب شديد نظراً لشدة أنفعالها . وأختفى اللون من خديها لعلوهما الشحوب فبدت كما لاحظ فيرغوس فائقة الجمال!
ابتلعت ريقها بصعوبة لتعلن باشمئزاز:"أظن أن خيانتى لوالدى أمر شديد الخصوصية"
صاح به فيرغوس بنفاد صبر :"اللعنة ! أنا لا أطلب منك أن تخونى والدك"
ثم هز رأسه وقد شعر بالاحباط :"تباً كلويه أنت تصعبين الأمور علىّ"
رفعت كلويه نظرها إليه وقد غدا وجهها على بعد سنتيمترات فقط من وجهه ثم أكدت له :"ولا أنوى أن أجعلها سهلة"
أنه ليس الوقت المناسب وفيرغوس يعلم ذلك جيداً . فما يفكر فيه سوف يجعل الأمور بينهما أسوأ مما هى عليه . لكنه شعر فى تلك اللحظة أن عطرها يجتاح كيانه وقربها منه يثير حواسه فيوقظها ولم يستطيع تمالك نفسه فأنحنى رأسه وعانقها .
ظلت كلويه للحظات جامدة من دون حراك لشدة ذهولها . وما إن أرخى قبضته حتى بدت بمقاومته.
كان فيرغوس يراقبها طيلة الأمسية وهى تتحدث وتضحك مع أفراد أسرتها, متمنياً لو أنها تشعر بتلك السعادة والاسترخاء معه أيضاً . لكن ذلك بدا صعب المنال بالنسبة إليه . أما الآن...فقد تنكر كلويه أنها تجاوبت مع عناقه لكنه يدرك تماماً أن هذا غير صحيح وأنهما يبدوان معاً فى غاية الأنسجام وعليه أن يكتفى بذلك فى الوقت الحاضر .
ها هى كلويه قد توقفت عن مقاومته واستسلمت لعناقه . شعر فيرغوس بأنها تريده بقدر ما يريدها . لكن...يجدر به التوقف قبل أن يقوم بتصرف يندم عليه .
ابتعد عنها مرغماً ولعل هذا الأمر من أصعب الأمور التى قام بها فى حياته ثم قال بصوت أجش :"اريدك أن تعملى معى كلويه"
وأكمل حديثه بصرامة ليمنعها من الرد:"لا أطلب منك أن تعملى ضد مصلحة والدك بل لأجل مصلحته"
نظرت إليه ببصر زائغ وهى تطرف بعينيها ثم تمتمت بصوت خشن:"لست لأفهم"
أخذ فيرغوس نفساً قصيراً حاداً وقال يذكرها بلطف:"أخبرتك أن الوقت ما زال مبكراً لإطلاق الأحكام . أنت تعتقدين أن والدك غير متورط فى قضية سوزان سيترلنغ..."
قاطعته :"بالطبع. لا"
أكمل فيرغوس بنبرة ثابتة :"...وأنه ليس والد الطفل .لكن من الطبيعى أن يكون لذلك الطفل والد"
ثم أضاف بجفاء :"إذا تمكنا من إيجاد والد الطفل الحقيقى...."
ردت كلويه بنبرة قاسية:"نحن؟"
وفجأة تحرك فيرغوس مبتعداً عنها إذ شعر أنه لا يستطيع التفكير بشكل سليم حين يكون شديد القرب منها ثم قال بحدة:"أرغب فى عقد اتفاقية معك كلويه. إذا أكتشفنا أن ثمة رجلاً آخر,فسوف أسحب يدى من الموضوع وأعترف بأننى مخطئاً.موافقة؟"
حدقت كلويه إليه بعينين زرقاوين جامدتين كقطعتى زجاج قالت بسخرية:"وإذا لم نكتشف وجود "رجل آخر"؟"
ثم أضافت بمرارة :"لقد حققت الشرطة إثر مقتل سوزان ولم تتمكن من إكتشاف شئ على الأطلاق ,ما جعل الإشاعات تنتشر أكثر فأكثر"
كان فيرغوس يدرك هذا الأمر لكنه لم يستطيع أن يجد حلاً آخر لهذه المسألة.
إذا تمكنا من إيجاد الرجل الآخر ,فقد تتوقف كلويه عن كرهه....
ضاقت عيناه :"تلك المدعوة سوزان...هل كنت تعرفينها؟"
استدارت كلويه مبتعدة :"بالتأكيد أعرفها لقد عملت لدى والدى قبل ثمانى سنوات وكانت تمضى معظم الوقت فى منزلنا"
لِمَ لم يخطر ذلك فى باله من قبل ؟ فى الواقع ثمة أمور كثيرة تتعلق بهذه المسألة لم تخطر فى باله من قبل ! ها قد بدأ يتمنى لو أنه لم يورط نفسه أصلاً فى هذه الفضيحة التى حدثت منذ ثمانى سنوات....
نظر إلى كلويه نظرة ذات مغذى:"وما رأيك بها؟"
استدارت كلويه إليه غاضبة:"كنت فى الخامسة عشر من عمرى حينها,فماذا سيكون راى بها حسب أعتقادك؟"
قطب فيرغوس مفكراً :"فى أيامنا هذه معظم الفتيات اللواتى يبلغن الخامسة عشر يبدين...خبرة ومعرفة بالحياة والناس"
ردت كلويه من بين أسنانها :"حسناً,أنا لم أكن كذلك.على أى حال كنت معظم الوقت بعيدة عن المنزل فى المدرسة الداخلية . كانت سوزان بالنسبة إلىّ..كان عمرها فوق الثلاثين..كانت تبدو لى كبيرة فى السن!"
ابتسم فيرغوس من دون فرح.لعله يبدو كذلك أيضاً بالنسبة إلى كلويه فهو الآن فى الخامسة والثلاثين..لكنه أصر بعناد :"لكن ,من المؤكد أن لديك أنطباعاً ما عنها"
تنهدت وقد نفد صبرها والتمعت عيناها بلون أزرق داكن:"حسناً كانت سوزان جميلة...فى الواقع جميلة جداً هل هذا ما تود سماعه؟"
ليس بالتحديد . فهو يعلم أن سوزان سترلينغ كانت امرأة جميلة لكنه مهتم أكثر بمعرفة أى نوع من الأشخاص هى هذه المرأة.
قالت كلويه بصوت متوتر وهى تصر على أسنانها :"لم تجب عن سؤالى فيرغوس . ماذا سيحصل إذا لم تتمكن من اكتشاف شخصية "الرجل الآخر"؟"
هذا أمر لا يتمنى فيرغوس حدوثه .لأنه إذا ما أكتشف وجود رجل آخر فسيضطر إلى نسف كل الخطوط العريضة والأفكار التى بدأ يبنى عليها روايته الجديدة .لكنه رأى من جهة أخرى أن الأفضل له أن يمضى قدماً فى ما يسعى إليه آملاً أن تدرك كلويه أنها كانت مخطئة بالنسبة لتورط والدها بالأمر.
- سنعمل انطلاقاً من فرضية وجود رجل آخر
هزت كلويه رأسهاقائلة بنبرة قاسية :"لن يكون هناك"نحن" فيرغوس . فأنا لا أنوى مساعدتك لكى تسبب المزيد من الأذى لحياة والدى السياسية "
أجابها وقد شعر بالإحباط :"أنا لا أنوى القيام بذلك . اللعنة ! أنا أحاول مساعدة والدك لا التسبب له بالأذى"
وفى الوقت نفسه كان فيرغوس يأمل أن يقضى المزيد من الوقت مع كلويه ليجعلها تدرك أنه ليس رجلاً سيئاً كما تظن....
قالت له بنبرة باردة:"لا يمكننى مساعدتك فيرغوس"
يا لها من عنيدة ! قال فيرغوس يذكرها :"ماذا عن قريبتك فيكتوريا؟"
التوى فمها بقرف ثم تنهدت بتثاقل :"أعرف من هى فيكتوريا فيرغوس...لكن...لا أدرى فكل ما أعرفه هو أننى لا أستطيع مساعدتك"
رد فيرغوس بلهجة متوترة :"لا تستطعين أم لا تريدين؟"
وتركزت نظراته على وجهها الشاحب :"فى حالتنا هذه ثمة فرق شاسع بين الأمرين .أنت لا تثقين بى كلويه,أليس كذلك؟"
بادلته كلويه نظراته القاسية لعدة ثوانٍ وأخيراً التفتت إلى الجهة الأخرى قائلة :طلدى أسباب كثيرة تجعلنى لا أثق بك...."
قاطعها فيرغوس :"أما أنا فلدى أسباب أكثر. لكن ألا ترين أننى أحاول ذلك عن طريق هذا الاقتراح الذى أقدمه لك؟"
- بل أرى أنك تحاول إغرائى لأعمل معك فتقوم بخداع عائلتى لتجعلها تثق بك
ألتمعت عينا فيرغوس غضباً:"تباً , لا أذكر حتى أننى جئت على ذكر عائلتك"
- لست بحاجة إلى ذلك إذ كيف ستتمكن من إيجاد الحقيقة إلا بتلك الوسيلة ؟ لا فيرغوس .إذا كنت سأقوم بدور شارلوك هولمز فأنا لست بحاجة إلى مساعدتك .
قال معترضاً بسخرية :"تخطئين فى تقديرى كلويه فأنا من سيأخذ دور شارلوك هولمز"
ابتسمت كلويه بحزن:"اترى؟نحن لا نستطيع أن نتفق حتى على هذاالأمر....؟
أجابها فيرغوس بتصميم:"ليس علينا أن نتفق على كل شئ لنبحث عن الحقيقة"
غدت ابتسامتها الآن مرتجفة :"لكن بعض الحقائق يجب تصديقها بإيمان ومن دون براهين ملموسة"
ثم أضافت بصوت أجش :"تماماً مثل إيمانى ببراءة والدى"
لم يستطيغ فيرغوس أن يجادلها فإيمانها هذا بالإضافة إلى لقائه مع بول هاملتون نفسه جعلاه يعيد النظر فى قناعاته السابقة بأن هذا الرجل هو أحد أولئك السياسين المتعجرفين الذين ينتهكون القوانين الأخلاقية والحشمة
حاول فيرغوس الجوء إلى منطق مختلف من الكلام:"بما أن والدك ينوى دخول معترك السياسة من جديد ألن يكون من الأفضل له أن تتوضح هذه المسألة لتوضع جانباً وتنسى؟"
أجابته كلويه بشراسة :"بل من الأفضل أن تترك هذه القضية حيث وضعت منذ ثمانى سنوات"
أشار بهدوء:"لكنها لم تنس بعد"
قالت بحزم:"لا يزال جوابى لا فيرغوس أنا آسفة لكن هكذا يجب أن تسير الأمور"
- ليست بالضرورة . لكنك من قرر أن الأمور يجب أن تسير على هذا الشكل .
توقف فيرغوس للحظات عن الكلام ثم تابع قائلاً :"أسمعى كلويه يمكننى القيام بالبحث معك او من دونك. لكننى كنت أفضل أن تساعدينى "
اتسعت عينا كلويه :"ستمضى إذن فى أبحاثك بغض النظر عما سيحصل؟"
الكراهية التى بدت بوضوح على تعابير وجهها لم تكن وحدها التى أقلقت فيرغوس إذ أدرك أنهما تماديا كثيراً فى الحديث حتى أن التوقف لم يعد ممكناً الآن
قد يوافق معها على عدم متابعة البحث من أجل كتابه لكنه يدرك فى الوقت نفسه أنه إذا أراد الاستمرار فى رؤية كلويه فإن هذه المسأة التى لم تُحل ستبقى عائقاً فى طريقهما وسوف تلقى دوماً بظلالها على علاقتهما . كما أنه سيصر دوماً على رؤية كلويه مهما حاولت مقاومته.أعلن لها بهدوء :"ليس لدى خيار آخر كلويه"
ظهر الاشمئزاز على ملامحها وبدت عيناها الزرقاوان كقطعتى جليد وهى ترمقه بنظرة خاطفة ملؤها الازدراء:"لديك خيار فيرغوس لكنك ببساطة لا تريده .كان علىّ ان أعرف أى نوع من الرجال أنت منذ الليلة الأولى التى التقيتك فيها"
اشتدت قبضتا فيرغوس على جانبيه بسب إهانتها المتعمدة ,إلا أنه ذكر نفسه بأنها تفعل ذلك عن عمد.فهى مصممة على إبعاده عنها. لكن تصميمها هذا جعله يأمل وعلى عكس ما هو متوقع بأن المستقبل سيكون أفضل . وأن هذا المستقبل سيكون أفضل .وان هذا المستقبل يشمل كلويه أيضاً...
تمتم بهدوء:"لكنك كنت تعرفين أى نوع من الرجال أنا كلويه.فيكتوريا أخبرتك...هل تذكرين؟"
شعرت كلويه بالحرارة تغزو وجنتيها فقالت بتصلب :"أظن أن من الأفضل أن أغادر الآن فيرغوس.لا أعتقد أن هناك المزيد من الكلام بيننا"
ظل فيرغوس صامتاً فما يقلقه ليس موقفها الحالى فقط رغم أنها غاضبة ومستاءة إلى درجة تمنعها من سماع المزيد .قال بأدب :"سأرافقك إلى الباب"
قالت بتوتر فيما هى تتقدمه إلى الخارج:"كى تتأكد من أننى سأغادر المنزل هذه المرة؟"
لم يكن فيرغوس بحاجة إلى من يذكره بتلك الليلة التى أمضتها فى منزله من دون علمه...فلطالما أنب نفسه بسبب ذلك فى الأسبوعين الماضيين!
أكد لها بفظاظة :"بل أود ألا تفعلى لكننى أدرك أن هذا مستحيل "
ثم أبتسم بحزن حين وجهت له نظرة ساخرة .وقبل أن تصعد فى سيارتها منحته ابتسامة عذبة ممزوجة بالمرارة :"وداعاً فيرغوس"
ما أن أنهت جملتها حتى شعر فيرغوس أن قلبه يغوص عميقاً بين ضلوعه فقال مؤكداً :"عمت مساءً كلويه أنا واثق من أننا سوف نلتقى فى وقت قريب"
لاحظ فيرغوس أنها لم تسر بملاحظته تلك لكنه امل أن تكون لديه أخبار سارة لها حين يلتقطها فى المرة المقبلة....

* * *
- منذ متى تعرفين فيرغوس ماكلاود؟
قطبت كلويه وهى ترفع بصرها عن التصميم الذى تعمل عليه منذ ساعة لتنظر إلى دايفيد...تمهلت فى الرد عليه إذ شعرت أن عليها أن تتخذ موقفاً دفاعياً فوراً.
ذكر أسم فيرغوس أمامها:"عفواً؟"
منذ ذلك العشاء مساء الجمعة عاشت كلويه ثلاثة أيام رهيبة خشية أن يلاحقها أفراد أسرتها بالأسئلة عن علاقتها المفترضة بـ فيرغوس ,إلا أن والديها أبديا تفهماً كبيراً لهذا لموضوع.ولعلهما يشكان فى وجود قصة حب رومانسية جدية بينها وبين فيرغوس , لكنهما لم يشاءا أن يبدوا متطفلين قبل أن تقرر التحدث عن الموضوع بنفسها . أما بينى فإن كلويه لم ترّها أو تتحدث إليها منذ يوم الجمعة..
لكنها أدركت بوضوح الآن وبعد سؤال دايفيد أن أختها وصهرها ناقشا مسألة علاقتها بـ فيرغوس .
كرر دايفيد سؤاله:"سألتك منذ متى تعرفين فيرغوس ماكلاود؟"
وضعت قلمها جانباً وابتسمت لصهرها وهو يدخل إلى التغرفة التى تقع فى الطابق الأعلى من المنزل .هذه الغرفة التى تحولت إلى مشغل خاص بـ كلويه بعد أن أضيفت إليها نوافذ فى سقفها لتمنح المكان المزيد من الإنارة
قالت بنبرة سطحية:"منذ عدة أسابيع"
ثم أكملت بخفة لم تتمكن من الشعور بها فى داخلها:"لذا يمكنك إخبار بينى أن الوقت ما زال مبكراً للتحضير للزفاف"
لم تكن الأيام الثلاثة الأخيرة سهلة عليها البتة . فجزء منها يشعر بالخوف من أن يأتى أحد أفراد العائلة على ذكر فيرغوس والجزء الآخير يتساءل عما يفعله فيرغوس فى هذه الأثناء وإلى أى مدى تقدم فى أبحاثه . تساءلت كلويه إن كان قرارها صائباً حين رفضت بشدة مساعدة فيرغوس فى البحث . ربما كان من الأفضل أن تعلم بما يقوم به بدلاً من الجلوس هنا بإنتظار أن تهوى الفأس على أعناقهم.
لم يبادلها دايفيد ابتسامتها بل قال باهتمام بالغ:"تلقيت للتو أتصالاً من أحد مستشارى رئيس المعارضة يقول إن لديه معلومات قد تهم والدك . بيتر أمبروس يرى أن والدك عليه أن يأخذها بعين الأعتبار قبل أن يقوم بتحركاته فى مجال السياسة"
شعرت كلويه بتصلب فى صدرها. ولكى تعطى نفسها المزيد من الوقت للتفكير قالت:"نعم...؟"
أى ذكر لوالدها وفيرغوس وبيتر أمبروس فى حديث واحد يعنى أمراً واحداً فقط!
بدا دايفيد وقوراً وهو يقول :"لا أريد أن أجرح مشاعرك كلويه,لكن فيرغوس ماكلاود لم يكن صادقاً تماماً حين أتى لرؤية والدك الأسبوع الماضى لقد نسى أن يذكر أن الرواية السياسية التى يفكر فى كتابتها مبنية على فضيحة سوزان سترلينغ!"
أخذت كلويه نفساً عميقاً رغم أن ما قاله دايفيد لم يسبب لها الصدمة . فهى تعلم بهذا الموضوع أكثر من أى شخص آخر!
صححت له بحزم :"ما يعتقد هو أنه فضيحة نحن نعلم أن ذلك ليس صحيحاً"
أجابها دايفيد :"هل تعلم حقا!؟"
ثم أنّ بغضب :"تباً كلويه....لِمَ لم تخبرينا بما أراد فيرغوس؟ لم تركتينى تركيتنن أكتشف ذلك من مصدر آخر؟ألم تدركى أن فيرغوس ماكلاود يستخدمك للوصول إلى والدك؟"
لم يكن هذا صحيحاً . فـ كلويه تشك فى أن يكلف فيرغوس نفسه عناء التعرف إليها لو مل تفرض صحبتها عليه بنفسها .لكنها لم تخبر دايفيد بذلك فهو منزعج منها بما فيه الكفاية . وقفت بنفاد صبر وقد شعرت وكأنها فتاة صغيرة تعاقب من مدير مدرستها. فردت وعيناها تلتهبان غضباً :"ولِمَ توقفت عن رؤيته بأعتقادك؟"
فرك دايفيد حاجبه بيده :"منذ متى وانت على علم بما يسعى إليه؟يبدو أن بيتر رأك برفقته منذ فترة"
صححت له كلويه بسخط شديد:"فى الواقع كان ذلك منذ أسبوع فقط.أما متى علمت بالأمر فهذا غير مهم لأن فيرغوس مصر على تأليف هذا الكتاب"
لم تشأ كلويه أن تأتى على ذكر فيكتوريا إذ يكفى سوءاً أن فيرغوس على علم بتدخلها.
- علينا أن نتحرك بصورة قانونية,يمكننا...
قالت بكآبة:"فيرغوس محام دايفيد وهو يعلم بالضبط إلى أى حد يمكنه أن يتمادى فى ذلك الخيط الرفيع الذى يفصل بين الوقائع والخيال من دون أن يعرّض نفسه لدعوى قضائية"
هذا على الأقل ما قاله لها فيرغوس!
ثم تابعت :"المشكلة الحقيقية برأيى هى من منا سينقل هذا الخبر لوالدى؟"
وهذه مهمة أرادت كلويه أن تبقى بعيدة عنها إذ يؤلمها أن تعكر سعادة والدها لفكرة عودته إلى ممارسة السياسة . لقد برع فى عالم الأعمال خلال السنوات الثمانى الماضية,لكن ما هو بارع فيه حقاً هو عالم السياسة .؟أما الآن وبعد رسالة التحذير غير الرسمية التى أوصلها إليه بيتر أمبروس فقد لا تكتمل عودته إلى عالم السياسة.
اللعنة...كل هذا بسببك فيرغوس ماكلاود!ولم تكن هذه المرة الأولى التى تفكر فيها بهذا الشكل.
قال دايفيد بتجهم :طأنا سأخبره"
ثم تابع محذراً :"لكنه على الأرجح سيرغب فى التحدث إليك بعد ذلك"
توقعت كلويه ذلك لكنها لم تكن تعلم ما الذى ستقوله له...
سألها دايفيد بهدوء :"هل قلت إنك توقفت عن رؤية فيرغوس؟"
أكدت له:"بكل تأكيد"
علق دايفيد بعد تفكير :طهل تعتقدين إنها فكرة صائبة؟"
هزت كلويه رأسها بنفاد صبر :"حدد موقفك دايفيد...فى البداية رحت تؤنبنى لأننى على علاقة بذلك الرجل , والان تقترح...."
توقفت قليلاً لتسأله بقلق:"ما الذى تقترحه بالضبط دايفيد؟"
مرر دايفيد يده بتوتر فى خصلات شعره وقال:"لا أعلم!لا أستطيع أن أركز. ظننت أن هذه المسألة انتهت وأن الماضى مات وتم دفنه..."
أكملت كلويه بصوت أبح :"مع سوزان سترلينغ؟"
رمقها دايفيد بنظرة ملؤها الذهول :"هذا قول رهيب"
هزت كتفيها بلا مبالاة فهى لم تغفل عن نبرة التشكك فى صوته حين قالت إن الجميع يعرفون الحقيقة . وقالت مبررة:"بدا وكأنك تشك منذ البدء بتورط والدى مع سوزان .هل تعلم شئ لا نعلمه؟"
نظر دايفيد إليها بحدة:"ماذا تقصدين؟"
تنهدت كلويه وقد شعرت بتقلص فى معدتها :"ما سمعتنى أقول تماماً, لطالما كنت أنت و والدى مقربين من بعضكما البعض "
أجابها دايفيد :"كلويه والدك لم يكن أبداً...أبداً...متورطاً مع سوزان سترلينغ"
تنهدت كلويه بارتياح :"فى مطلق الأحوال يجب أن يعلم بشأن كتاب فيرغوس"
قال دايفيد :"ربما فيما بعد , أود أن أتكلم مع فيرغوس قبل أن نخبر والدك"
حذرته كلويه :"لن يستمع إليك أكثر منى"
أذعن دايفيد بحزن :"ربما , لكن رغم ذلك على أن أحاول .فوالدك سياسى بارع وقد ضحى بما فيه تلكفاية من أجل هذه المسألة "
إنها تعلم ذلك بل إن العائلة كلها تعرف مقدار تضحياته . كما شعرت بالأمتنان لـ دايفيد لمحاولته الدفاع عنه بقوة لكنها عملت فى الوقت نفسه أنه سيضيع وقته سدى مع فيرغوس.لقد عرض فيرغوس عليهم حلاً...عليها هى على الأقل . وأخيراً قالت:"هل يمكنك ترك الأمور على حالها لأيام فقط؟"
ثم تابعت تشرح له بعد أن رأت نظراته العابسة :"أود القيام بمحاولة أخيرة مع فيرغوس قبل أن يتدخل أحد سواى"
سألها دايفيد :"وما الذى سأقوله لـ بيتر أمبروس فى هذه الأثناء؟"
اقترحت وهى تأمل أن تتمكن هذه المرة من حل مسألة والدها مع فيرغوس :"أخبره أن المسألة تحت السيطرة"
إلا أنها فى الواقع كانت تخشى حدوث العكس تماماً.


نهاية الفصل
العاشر

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 10-06-12, 02:13 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
ليلاس متالق


البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 224624
المشاركات: 744
الجنس أنثى
معدل التقييم: fati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عاليfati_mel عضو ذو تقييم عالي
نقاط التقييم: 941

االدولة
البلدMorocco
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
fati_mel غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : سلاسل روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

رووووووووعة
عن جد الرواية حلوة كثييييييييييييييير
تسلم اديكي زهورة على الكتابة....وتسلم ايدكي يا جمرة على التنزيل و العرض الرائع
هيك بتكون الصداقة والتعاون ربنا لا يحرمنا منكم ومن روايتكم الحلوة زيكم
وفي انتظار باقي الفصول من ايدكي الحلوة

 
 

 

عرض البوم صور fati_mel   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
ليل الغرباء, bachelor cousins, الجزء الثاني, carole mortimer, دار الفراشة, menikah dengan mccloud, روايات, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, سلاسل احلام, سلسلة, كارول مورتيمير
facebook




جديد مواضيع قسم سلاسل روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 08:49 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية