01-03-13, 04:53 PM
|
المشاركة رقم: 42
|
المعلومات |
الكاتب: |
|
اللقب: |
عضو فخري ♪ مُخْمَلٍيةُ آلعَطّآءْ ♦ |
|
مدونتي |
|
الإتصالات |
الحالة: |
|
وسائل الإتصال: |
|
|
كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الارشيف
رد: هن لباس لكم / بقلمي
بسم الله الرحمن الرحيم ...
.
.
.
البارت الخامس...
..
..
..
كل عام والجميع بخير ..
..
..
..
..
يامدينة من لمح انسان ضايع
ماهو كل من راح راجع
خلى الى فى قلبى ..... فــــ قلبى
لاتقلبين المواجع
لاتقلبين المواجع
رحت كلـًى
كنت امشى والتفتلك
صرت امشى .... والتفتلى
وان عرفتى الفرق نادى
بالمدينه
يــــا مديـنه
من لمح انسان ضايع
..
..
..
نبتت شعيرات بيضاء لا رماديه ..غطت جنبات محياه ..
يقف كالجبال بل أشد..لم يكن يوما خلق ليحزن ..او ليحب ..خلق ليحقد فقط ...
فهو بوابه الشيطان لعوالم الحقد ..حتى ابناءه يجد من المستحسن ان يبعدهم عنه ويربيهم جدهم لأمهم ...
لم يكن أخا صادقا ...و أبنا بارا ,, ولا أبا مثاليا ...
..
..
ألا انه مع من يسكن تحت هذا الاسم الجصي ..
كان له نعم الصديق ..
نعم السند ..
لفى ...لفى البدوي البسيط ...مدمن الكتب ..
زير النساء سابقا ...
العاشق ..المتوفي ..
لفى يحب احداهن بالحرام ....من تكون ,,,لأ أدري الا أنني حاقد عليها ...لا أعيش دون حقد ...ستكون فريستي التاليه ..
..
..
سأبحث في أثرها ..سأجدها ..مستعد أن أحرق شقه لفى فقط لأجد شعره تخصها ...سأخلص لفى من ألامه ..سأحرره ..حررت ابي ..أمي ...أخي الصغير حررتهم كلهم ....بقي لفى ...لربما تحررت أنا بعد ذالك ...
..
..
مسجد قريب ...يصدح في شتاء سماءهم ...تكبيرات ذاك الدين ..
اليوم ...العيد ....لقد توفي هذا الشقي بالأمس ...
..
رحمة الله عليه ..
سأحرره قريبا ..
..
..
جلس في صاله بيته الضخم ...كان يحضره لتركي حتى يتزوج به ويعمره بالبنون ...
بأناقه العيد ورائحه عودته القويه ...يبدو كملك .............ملك وحيد...
..
اليوم العيد ..من سيطرق بابي ...أين أهلي ..من أكون ..
حتى تلك السنوات القديمه لم يكن العيد جيدا ..
أم يتبكي بصمت ..أب يشرع باب البيت البسيط مرحبا ...ومُنكرا ..
تركي بلفته في منتصف البيت ..
ثابت تتعانق حاجبيه مفكرا في العدم ..وانا ذاك المراقب الصامت للباب ..
تغير البيت يا أهلي ...بت اسكن قصرا ..و لعنة وحدتكم تخنقني ...
..
..
..
لم يكن هذا العيد يسري جيدا ...
ينقصه شي ..هل يا ترى القهوه ليست مبهره ..
ام البخور ...لم ينتشر ..
ام حلواه فاسده...
لا لربما زينتي ناقصه ...
ياعيد مابالك جف عطرك ..نفذ فرحك ..
..
اه تذكرت ياعيد ....ليس بك ماينقصك ..انت كامل ..انت طاهر ...انت روحاني ...
..
..
نحن من ينقصنا كل شيء...
..
..
دخلت غرفته الضخمه الفارهه وبيدها المبخره ....
استغرب منه ...امي موضي انهكتها دوربه ...
ولا زال شابا مستقيم الظهر ..
قوي البأس ..جهوري الصوت ..
أبوي العود ...أبوي العود أسد أن كان ولده ذيب ...
رفعت شالها البنفسجي المشابه لثوبها البدوي الفخم ...تغطي به رأسها بعدما أنزلق ..
لفتته ...نظر أليها مطولا ..
يألجمالها ...تشبه أمها ..كيف لا ..وأنا اللذي يأن كلما لمح حفيدته ..
سرقت من ملامح جدتها كل شيء ..
أقتربت منه وعينها تعانق الارض ...علمها ذكورها أن تخنع ..أن تضعف ..أن تبكي صامته تضحك صامته تصرخ صامته ...
..
أناملها الطويله بطلاء أسود ..كحلها رجفت يدها بجانبه تشبهها بكل شيء ..تشبهها لحد العشق ..
..
..
ربت على كتفها برسميه ..وهي منهمكه توزع الدخان تحت غترته ..
أرتجفت بخوف ..سألها بهمس ..بعد ان حياها بقدوم العيد ..
وبجرأه الكهل ..."من من خالاتس تشبهك ....؟؟"
.
..
توترت وكادت تسقط المبخره من يدها ...ألتفتت ...تستعلم مكان زوجته العجوز ...
..
..
تلعثمت ..."هاه ....مدري .....؟؟"
رفعت عينيها له ...
رجفت للحقيقه في مقلتيه ....يشتاق لأمي ...
رددها بحرص خانق ..."هاه ...من تشبهها ...........؟"
..
..
بلعت ريقها ...تستعلم عقلها ماسمعت ...تشبهها ....يبدو ان الفقد ألمه ...
سأعذبه هذا المتصابي ......
..
..هزت رأسها بالنفي ...وهي تبتعد ...
..
..
لم تريح قلبه بل ألمته ..كما لم يتألم من قبل ...
ساذجه ياصغيره ...ساذجه ..
..
..
خرجت مسرعه وارتطمت بصغيرها ...كادت ان تلت من يدها المبخره ....
حنقت عليه ...."ذيب ويجع ...ماتشوف انت انقلع من وجهي روح لماريا تمشط شعرك شوف كيف منفوش ...وجع ....."
لم تعي لمقلتيه اللتي أمتلئت بدمعه عندما لحقها منكسرا ...
جلس امامها وهي تجدد البخور بحركات يدها التي تترجم بها عنف مايدور بداخلها ..
همس بطفولته المحببه ........"أمي انتي ماتحبيني عشان اسمي ذيب......"
تشنجت يدها وتوقفت مفكره ..
أي رساله بعثتها لهذا الطفل ...
ألتفت أليه مبتسمه ..."ذيب انتي اللي مايعرفك يحبك ...كيف وانا امك كنت ببطني ...أنا احبك تكثر من أي شي في الدنيا ياروحي ....بس انا اعصب كثير وانتم بس تأذون ماتساعدوني صح ..انت مو تحب محمد ..."
هز رأسه لها بالايجاب ..
أبتسمت ..."تحبه صح ..بس لمن يأذيك تزعل وتعصب انا زي كذا أعصب بس منكم لكن ماعندي الا ذيب واحد حبيب امه صح ..."
أبتسم بطفوله ..."بس في أبوي كمان ..."
وخرج مسرعا من المكان ينادي ...أخته صارخا ...
..
..
تأملت باب غرفته مطولا ..غطت شفاتها الصغيره بكفها ..تبعد شعورا ما ..
دخلت غرفه ابنه عمها ..مبتسمه ..كانت تلك الانثى الضخمه ترتب الساري الابيض على كتفها ..
..
..
لم تكن ماريا من ذاك النوع الضخم حتى يفقد انوثته ولكنها الاطول بينهم والاكثر أمتلاء..
..
..
جلست متنهده على طرف سريرها ..."أبوي سألني عن خالاتي ..ومدين حالتها سيئه ..."
..
..
تنهدت تلك ...لحال ابيها ......"عادي ياروحي الرق بينه امي موضي كبير ...وتزوج بزر.........15 بس........."
..
..
"خالي مايرد علي ....و شاهر جاي ببلوه ...الله يستر ....."
..
..
أنتفضت تلك ذاكره ربها ......"ياساتر يكون مو متزوج مدين ......"
..
..
ألمها حال ابنه عمها الغافله عما يحدث ...
..
..
أخذت نفسا وهي ترقبها من مرأتها ......"شاهر مدين حرام عليه يا مضاوي ......."
..
..
عاد للتو من صلاة المشهد ..لا تراه كثيرا مرتديا الزي التقليدي ...
توقف للحظه ناظرا لها ...
يبدو انها لم تشده ...
..
..
كانت كدميه بفستان وردي وكنزه بيضاء ...
..
..
الا ان التوتر سيدها ...والحزن مولاها ..والانكسار نديمها ..
همس لها مذكرا ..."يالله يا ألحان مشينا ..."
..
أخذت نفسا عميقا وهي متوجهه لعبائتها ...كان الليل طويلا بهذا الفندق ..
كئيبا ..ويحمل رائحه تلك الأيام ...
..
..
أستلقت على سريرها بالعرض ...موهبتها مؤخرا تأمل جموع المصلين على الشاشه ..كسا غرفتها الظلام ...
ورائحه فرح خلف بابها تتسرب منه ..
عدلت من وضعها ...ودخلت سباتها ...
..
..
ضوء خافت مع صرير باب خلفها ...
رائحه تألفا وطمئنينه تغشاها ..
التفتت للداخل ..
همست ..."أمي..."
..
..
ارتجفت تلك تمسح سيل دموعها ..
وببحه يسيطر عليها بكاء الامس ..."مدين حبيبتي ..."
..
..
توجهت للسرير مسرعه ودفنت تلك النحيله بصدرها ..
وأجهشت باكيه منهاره ...
..
..
........................
قبل قليل ..كان الكل يقف مشدوها لما يراه ...تلك الشقراء خلف شاهر تقف بجبروت علمها اللذي امامها حرفنته ...
..
..
كان الخبر صاعقا ...أواز عادت وقد تلبست شاهر كزوج..
عادت تلك الشقراء السمينه اللعوب ..
كواحده تستعيذ مشاعل وأمثالها من شرها ...
لا تزال نغمتها ترن في اذانهم جميعا ..
"والله ماجيت من شوق ...ولا من حب جايه اشوف اختي ...الظاهر خرفت وكبرت وماعدت تعرف تغطي على بلاوي بنات ولدكم ..."
..
..
كانت صفعه شاهر مدويه ليس شاهر من يمد يده ولو حقا ..
تبدو هذه الفتاه محمله بالمصائب ..
لم يهزها ماحد رغم تأكل طرفا من قلبها ...نظرت اليه بقوه لايعهدنها نساءنا ...."بطلع اشوف اختي ....انزل ...وارجع الرياض ...تبي اهلك خلك عندهم ,,الله لا يعدمك منهم ..."
..
..
أبعدت ماريا بقوه عن طريقها صاعده للأعلى ...
لاتبدو تهوى طيبها لا اخفيكم منظر شاهر مشمئزا من نفسه .. ولا تأنيب ابي ..."هذا جزاك قلت لك ....وجه امها بيطلع ...."
..
..
أبتعدت تلك ما اقتربت من السلم حتى اهتزت تكتم بكائها ..
لعنت جرائتها لعنت قوتها كيف واجهتم كيف وقفت وكيف تجرأ ...
..
..
يبدوا بأن تفكير السنون كلها وألمها ...في طريقه لقياهم تبدد ما أن التقتهم ...
أي قلب احمله ..لا أقوى على الألتفات ..صحيح بأن الماضي ..لايتفهم هرب من عاصره ...
لدي ذاك القلب الفارسي القاسي انا اعرف انا احمله هنا لطالما كنت قويه ..
انتم لاتهموني انتم مجرد اعداء...
..
..
..
..
صعدت السلم بهدوء..تمنت ان يحالفها الحظ من اول باب لتجد اختها ..
..
فتحت اول باب يصدر منه صوت ابتهالات قناة السنه النبويه ..
..
..
ابعدته بهدوء ..ووقفت تحجب النور ...
تأملت ذاك القفا النحيل ...وشعرها الاسود مبعثر خلفها ...
..
..
تلك الهامده اختي ..نعم تلك من شاركتني ..كل شيء..
امي ..ابي ..ألمي ..
وحدتي ..نبذي..عنفواني..
تلك مرأتي التي فقدت ....
عندما التفتت لي ..
لعنت قسوتي واعتراضي ابد ذاك الدهر المنصرم ..
كيف نسيت بأن خلفي أرق الاطفال ..
وحيده ..محتاجه ..
أي سر نحمله نحن الاثنتان حتى نتعرض لنفس القصه ..
نفس الملامح ..نفس الشعور..
حتى وان كنت عذراء ..ففكري قد اغتصب ..
اما هذه الطفله ..كانت مسوده فاجر ..
...
..
..
..
خرج ليلمح ذا العينين الثاقبه يقف مستندا على جدار المجلس ..
أبتسم بشماته ..واشاح نظره ..
رديت له بسمته الشامته ..."ترى كلنا في الهوا سوا ولا واحد منا متوفق بمره ..."
..
..
رفع حاجبه الايسر بلا مبالاه ....أن لايهمني الأمر..
..
..
..
كانت ماتزال تدفن نفسها في حضن امها تضيق عليها بعضديها حتى تكاد تعد اضلعها ..
..
..
فلتكن كل مشاكل ووقائعي السواء ,,لكن اريد مقابله امي ..
وهاهي تلفني حانيه..
..
..
ليلهى الامس ..أخر ايام شهره الكريم .....
..
..
ان تطء قدمها المدينه شيء غريب ...وكأن كل من حولها يطء قلبها هي ..
دخله موجه هواء قويه داخل رئتها ..
أنت هكذا ياطيبه من يتنفسك ..يعشقك ..يعتمد عليك ..يثق بك ..
ام ..سند ..مربيه ..حانيه ..بيضاء انتي ياطيبه ..
..
..
همس لها ..تظنه يهمس بينما كان طبيعيا تأملت فمه بدهشه ..
اعاد لها نبرته مهتما ..
مال عليها بجذعه الطويل ..."أقولك تروحين الحرم تفطرين فيه ..ولا مالك خلق..."
..
..
هزت رأسها بأستجابه خانعه ..اينما تقودني اطوف انا معك ..
..
..
المسافه من طريق المطار للحرم في قلب طيبه كبيره ..
..
..
ركبت خلفه في سيارة الاجره مسيره..أسندت رأسها للخلف ..تحركت السياره محركه جسدها بأهمال ..تألمت كالميته في ما حولها ..العمران يتزاحم ..والخطوط تزدحم ..
..
..
الشوارع مزينه محتفله بيوم غد ..لايوجد مايدعو للأحتفال ..
كانت الساعه تشير للخامسه والنصف ..
بقي القليل عن موعد الاذان ..
رفعت رأسها ..ولمحت ذاك الكيان الابيض الطاهر ..
محلات قديمه ..بيوت صغيره برواشين تراثيه ..أشجار معمره ..
ووفود تمشي متجهه اليه بخنوع ..
شددت بكفها على فمها من خلف غطائها تمنع شهقه غادرتها خائنه ..
نسيت كم انتي جميله ..يامحفل الاديان ..
..
..
أبن المدينه ايضا ..كان يعدل من وضع عقاله كل فتره ..هدؤها بعث التوتر يعبث به ..
كيف تفكر ..ماللذي تحمله ..
ان صدقت ام نوير رحمها الله في شيء فهي صدقت بأن هذه الفتاه ليست سوى عاله علي ...
في البدايه عاملتها كتلك الصغيره الممتلئه المشاغبه اما الأن ..
كبرٌت ..وكبرِت ...
..
..
وجود أمرأه حولي أخر ما أحتاجه ..
وأخر ما أحتاجه ..
لو ارتبطت بغيرها بعد نوير لكانت ارحم ..من هذه الاجنبيه ..
نعم ..ألحان اجنبيه ..بفكرها ..بشكلها ..بتصرفها ..
برمشاتها ..بطلاء اظافرها الاحمر ..
الحان كتلك الجميلات من عشرينات القرن المنصرم ..
بفساتينها الزاهيه بشعرها الفاتح ..بفمها الصغير وجنتيها المرتفعه ..حدقتيها الشبه زرقاء..
ليست كبدويتي اللتي أعشق..
..
بشعرها الطويل الاسود ..ولا بعينها اللتي تشهد المكحله بجمالها ..
ولا أنفه جسمها ..ولانقش حنائها ..
..
..
جدران كثيره تقف بيني وبينها ...كبيره وعاتيه ..
الان هي وصيه عمي فقط ولكل حادث حديث..
.
.
.
.............................
في بيت شعبي قديم وواسع في تلك الارض البعيده ..لم تكن يوما حانيه على أبناء هذه العائله ..
..
..
رفعت ثوبها القطني وجمعته ووضعته بين فخذيها وجلست ..تقابل سفره تربع عليه خروف لقي حتفه للتو ..
حركتها تدل على تمرسها وأنها لاتعي هذا اليوم ماهو ؟؟..
..
..
دخلت اخرى تصغرها لكنها ....تشاببها ..
تأنقت وتكملت بزينتها ..وحملت وليدا في يدها ..
تفاجئت مما رأته ....."أم تركي وش تسوين انتي انهبلتي عيد تريه عيييد ..."
رمت مابيدها وبحده طبعها اللتي تلازمها دوما ...
"وانتي شايفتني اتكحل ...وش اسوي ....ذا عيد اخوتس وذا اللي يجيبه ....تسنه يقول هلابك ياللي مطلق اختنا تكفى تغدى من طبخها عساك تحن لها ....جعل العلا باللي به الحرق يارب ....."
العلا :مسقط رأس عائله روايتنا ...
........
أستغفرت تلك تناول الخادمه طفلها ........."ام تركي تريتس مانتي بزر تنافخين وتهاوشين كل ماجا واحد من رجالتس ..."
..
..
رفعت عينيها لها غاضبه ..."هي انتي يا ام زوج وراه غاثتني ..خذي بزرتس وانقلعي ...لاشوفتس ..."
..
..
تنهدت وخرجت من المطبخ الواسع دون مجادله..
هذا طبعها ..
ناريه هذه المرأه لذا لم تصمد مع أي من رجليها الاثنين كان الطلاق حليفها ..بعد أبنائها عنها اثر بها ايضا ..
تحزنني هذه الجميله فهي تتلهى بصغائر امور المنزل واحتياجته ..
عن حاجتها ..وعن شعورها عن ألمها ..انا اختها الصغيره ,,عالمه بما يلم بها ..
أن تعيش مع اخوها الكبير وزوجته وتراهم كيف يعملون بعضهم ويربون أبنائهم بالنسبه لها اقسى عذاب ..
..
..
بينما كانت منسجمه بما تفعله ..مر ابن اخيها الصغير من جانبها راكضا للخارج من باب المطبخ الخلفي وقد شاركه قريبه الفعل ...
..
..
اسدلت رأسها بأنكسار ..غطا عينيهاالحزن ..بلعت غصه ما ..
وحاربت تلك الزجاجيه من التكون ..
همست ببحه كاتم البكاء ...للخادمه
"هاتي جوال شوفي فوق دولاب ..."
مسحت يديها وطلبت رقم زوجة طليقها السابق "الاول"...
..
أنتظرت لبرهه ردت تلك مرحبه ...وبعد مبادله المعايدات...
"حيا الله ام تركي اشلونتس ..؟؟؟علومتس؟؟"
..
مازالت بحتها تلازمها .."الله يحيتس ياعمري.........ام فهد ...عيالكم كيفهم مبسوطين ..."
فهمت تلك قصدها بعيالكم لطالما كانت مرادي تراعي الاصول وواجباتها فلم تقل اولادي ..واولادك وفرقت بين الاخوه ..
..
..
مرادي كانت اقرب صديقه لها ..بل انها تزوجت ابو فهد لان مرادي خطبتها له ..لانها تستأمنها على ابناءها في غربتهم في المنطقه الشرقيه بعيدا عنها ...
..
..
فقد لأبناءها اقوى صفعات الدنيا لها ..فلولا كانت عصبيه صعبت المراس الا ان الابناء هم منفس حنانها ..
طمئنتها ..."مبسوطين الحمد لله ...وياخذون العقل موضي ونهى لبستهم مثل بعض ..وجددت لهم الذهب وامي جابت نقاشه امس ونقشت لهم وتركي وفهد سايرين معاريس..."
..
..
ابتسمت تلك بأطمئنان "عيدي لي عليهم وصوريهم لي تكفين ..وبوسي لي اياهم الله يسعدس وكلمي ابو فهد تجيبونهم لي والله العظيم فاقدتهم ..."
..
..
حزنت تلك ...أخر ماتريده ان تفقد فهد ونهى ليوم فكيف بهذه فقدت ابناءها لسنوات ...
الترجي في نبرتها منكسر ..ولايحمل من غرور مرادي وتكبرها شيئا ..
..
همست لها تعطيها املا ..."بأذن الله ياروحي...."
..
..
.................................................. .........
يوم العيد المغرب ...
صعدت الى الطابق الثاني بعد انقطاع المعايدين ..كان يوما متعبا ..
والحر شديد ..لطفك يارحمان وتغير جدول الصوم المستمر ..
والاحداث التي جعلت من العيد ميتم ..
لا اصدق تلك الطفله كيف عادت ..بل لا اصدق بروده عمي زايد اتجاه الموضوع مع علمه المسبق ..
دخلت تحت الماء البارد تسرح بفكرها..منذ ان دخلت غرفه مدين لم تخرج ..ولا أتجرأ ان افتح الباب عليهن ..تبدو كلبوة شرسه ..
..
..
مازال سؤال عمي يؤرقني حتى كدت ان ادلق القهوه على احداهن ..لم افعلها يوما بحياتي سوى اليوم ..اه يبدو اليوم مفعما بالغرائب ..
عمي ليس بذاك الكبير فهو يبدو كأخ لذيب ..حتى انه عندما رزق بذيب كان في الخامسه عشر ..هذا مايفسر تربيه ابي لذيب ..
انه الان في السابعه والخمسون ربما ..
ليس بذاك الكبير المتكاسل ولا بالعجوز المتهدل مازل ماحفظا على شبابه كيف وامي موضي تكبره بـكثير فهي في الثانيه والسبعون من عمرها ..
كيف يفكر القدماء حقا لا أفهم ..
..
..
فقط لانها ابنه عمه وجد نفسه ملزما بها ..هه ..
كيف اتعجب ونحن مازلنا نطبق شرع جدنا القديم ..
..
..
خرجت تجفف شعرها ..الاسود الكاسي خصرها ومغطي نصف فخذيها ..
سرحته وتركته حتى يجف ..نفشته قليلا واغدقت من عطرها ..
اعادت الكحل داخل عينيها ..اخرجت جلابيه بيت هادئه ..لبستها وخرجت تتأكد من نوم ابنتها اللتي تشاركها الغرفه ...
..
..
..
تسللت بخفه الى غرفه مدين ..فتحت الباب بهدوء لفحتها برودة المكان وارتجف جسدها البارد ..
..
..
تحدت من عينيها دمعه حنان لما رأته ..
كانتا تغطان في نوم عميق محتضنتان بعضيهما ..
..
..
خففت من حدة التكييف وتأكدت من تغطيتهما جيدا ..
تأملت وجهيهما مطولا ..
واحده نسخه جدتها لابيها ..والاخرى نسخه جدتها لامها ..
كردتسانيه وبدويه ..
الا ان دم محمد النقي الطاهر يجري بعروقهن ..
..
..
وضعت الشال على رأسها وخرجت بهدوء كما دخلت ..
توجهت لغرفه امها موضي..
..
..
أبتسمت عند دخولها وقبلت رأسها جلست بجانبها ..أستشعرت التعب بوجهها ..
وببرها اللذي اعتادته .."يمه نامي ...واصحيك انا للعشاء تصلين وتتعشين وتكملين نومك ..."
..
..
هزت رأسها تلك بالايجاب وهي تستلقي ..
أستوقفت مضاوي وهي خارجه بنبره حزينه ..."المفروض بكره عرس بنيتنا .....الله المستعان ..."
..
..
احسيت بالأرض مهتزه ..من تحتي كيف نسيت ياربي ..
تنهدت ومازلت اعطيها ظهري ..
"اللي يجي من ربنا به الخير ربي ما ينزل بعبده شر ..."
..
..
هزت رأسها ..."ونعم بالله ...ياوليدي ..."
..
..
تذكرت متسائله ...حيث استوقفني محمد ابني قبل المغرب سائلا عن جده وانه لم يجده ...
"الا يمه ابوي وين راح .......موجود هو ..."
..
..
كانت تعدل من غطائها ..."راحوا كلهم العصر للعلا به عشاء عند ولد عمهم اليوم ...."
..
..
أستغربت ذهاب ذيب دون ان يأخذ الولدين فهو حريص على ان يتبعوه الى أي مكان .....
..
..
هزيت كتفي بلا مبالاه ..
وخرجت ..
..
..
دخلت غرفه ماريا ..
..
..
هلعت لوجودي يبدوا بأنها سارحه في موضوع خالها ..
..
..
ابتسمت وانا اتوجه لمنضده تزيينها ..
"بشري ...وش ذا الوجه اللي يفتح النفس ..."
..
..
أبتسمت وكأنها لاتود الحديث ...
رتبت اغراضها المبعثره بهدوء ..
..
..
همست بالكاد سمعتها ..
وعلت وجهها نظره غامضه ..وهي تحدق في الجهول ..."لمتى هالعيله ماتتغير ...مغناطيس مشاكل ..محد ترمل كثرنا ..ولا احد انخطف كثرنا ..ولا احد معقد كثرنا ...ياكافي وش ذا بس ادعي ربي يسلم عيالتس من بلاوينا ويكبرون طبيعي ......."
...
..
..
تنهدت ..."ما استغرب اخوتس وابوتس جايبين لبنيتي عريس بكرا ...يوم اني بعمرها كنت حامل فيها ..."
..
..
ضحكت ماريا بحزن ...."شر البليه مايضحك ...."
..
..
تبادلنا انا وماريا الحديث ..أستبعدنا كل تلك الألام والمشاكل ..حاولنا ان نضحك ..
لكن يبدو بأننا لم نعتد على ذلك ..
..
..
نظرت ماريا في ساعتها ..
"الله باقي عن العشاء ساعه ونص ... تخيلي؟؟ "
..
..
قمت متكاسله ..."أستغفر الله متى يأذن نعسانه بصلي وانااااام ..."
..
..
نظرت لأظافرها المطليه بالبنفسجي الداكن ..
"عندك مزيل مناكير ....؟؟"
..
..
هزت رأسها بالنفي ..."خذته بنتك أسئليها ....؟؟انا بأتحمم وانام ....لاتقوميني للعشا..."
..
..
هززت رأسي بتفهم ..."تصبحين عخير..."
..
..
توجهت لغرفتها تحارب نعاسها ..
..
..
أخرجت قميصا حريرا طويل بنقوش نمر ...واطارف سوداء كلاسيكيه..
..
..
وزعت الكريم على جسدها ..لابد ان تزيل هذا الطلاء كي تصلي ..فقد وضعته العصر قبل وصول جارات امها موضي ..
..
..
بحثت عن المزيل لم تجده ..
هزت أبنتها النائمه شبه ميته من تعب اليوم ..
"ماريا ....ماريوه ...قومي ..وين المزيل حق المناكير ..."
..
..
ردت تلك بهمهمات وسط نوما ...
"محمد لا تاخذ حلاوه وجع ...."
..
كتمت ضحكتها ...
"ويجع يوجع الشيطان .....ماريا ...المزيل فين ...."
..
..
تنبهت تلك ...وبنعاس وصوت يكاد يفهم .."تحت ...في المطبخ ..."
..
..
اعادتها على وسادتها بضربه خفيفه على رأسها ...
"في المطبخ ويش يسوي ...لاخذيتي بلا رديه مكانه فاهمه ...."
..
..
خرجت من غرفتها تنفش شعرها الرطب ..
..
نظرها مركز على السلم اللذي سوف تنزل منه للأسفل ..
فجأه اختفى ...وحل محله ...مكانا تعرفه من الخارج فقط ..
حيث لم تدخله ابدا ...
.....................
........
ألمها عضدها من ماحدث لم تستوعب مايحدث بعد ...
....
..
..
..
ولي فيكن لقاء أخر ..الحمد لله الذي اتم لهذه الروايه ان تكتمل ..
توقفت لفتره طويله اشتقت انا لها فما بال غيري ..
..
شكراً لوفاءكن ...
..
|
|
|