كاتب الموضوع :
؛¤ّ,¸مــشـآعلـ¸,ّ¤؛
المنتدى :
الارشيف
وكما عودتكم بارت صغير ...تصبيره قبل انتظام ايام التنزيل ...
سبت ...ثلاثاء....خميس....ولامانع من بارتات استثنائيه ....
بساطة حواراتي دليل على نقاوة فكري ...فأنا لا أحبذ الترصيع والتلميع لكلمات دون معنى ....
..
..
بسم الله الرحمن الرحيم ...
البارت الثاني...
صلبوا الأحلام على قلبي..
فغدوت طريدا من نفسي
يأس في الليل يطاردني..
من ينقذ نفسي من يأسي..
فالخوف يطارد خطواتي
وتشد الأرض على قدمي
تستنكر موت الكلمات
والدرب الصامت يسألني
أن أنبش يوما.. عن ذاتي
تحت الأنقاض غدت شبحا
و رفاتا بين الأموات
يا ويحي.. بين الأموات
!
* * *
نظر مطولا ناحية باب غرفتها ...بابها مغلقا كعادتها ...يعاملها كشبح ..يسمع باسمها يؤمن بوجودها لم يرها يوما أو حتى يسمع صوتها ...
إلا أنها مهتمة به جدا بموعد فطوره بملابسه ...وتربية أبناء أخيه على مفاضل الأخلاق...
تذكر غياب الأولى عن ناظرة قبل لثلاثة أيام ....
.....................................
كانت تجلس على الكرسي وقد مدت رجليها فوق المنضدة ...وشاشتها الكبيرة تعرض دراما رمضانية ما ...
..
أكدت بنبرة شامته ما تحدث به الطرف الأخر..."ياشيخه والله احلف لك صدق ....يعني مانشرت البردكاست من فراغ .....ياربي تخيلي ياربي لاتبلانا ...دايم ذا العيله متكبرين على قل سنع ...."
...
...
سكتت لبرهه تستمع للطرف الأخر ....ثم ردت بأختصار "ياشيخه بلا زوج بلا هم ...زوج مو داري وين اراضي....يــــــ"
..
..
كانت ستكمل لولا ان انسحب الهاتف منها ....وتلاقى مع الحائط وتناثرت أشلائه.......
بلعت ريقها قبل ان ترفع رأسها ....فرعشت جسدها الجبانه هي ماتؤكد حضوره ....
اوقفها بشده شعرها بعنف ...
صرخت من شدة الالم ..."أأأأأأأأي ذيييب اتركني....أي عيب حنا كبار....."
اليوم كل معاني الغضب ومواقفه وتجلياته سكنت ذيب ...فكان ختام يومه سيلقن احدهم درسا ....
..
..
تركها من يده ورمها على الارض ...وبنبرة غامضه ..."انت تعرفين العيب اصلا ...."
ذيب شخص هاديء بارد يتمم امورة بنظره جليديه ...ولكن اتق شر الحليم اذا غضب....
..
..
هلعت عندما اقترب منها وقد شددت من قبضته على عقاله ...
وقفت مسرعه الى احد اركان الغرفه ...."يمه ذييب لااااء لا تضربني والله ماسويت شيء ...ذيب انا مرتك مشاعل ..."
..
..
رفع احد حاجبيه ...وبنبرة استهزاء..."لا والله مرتي ...ميين مرتي وانا رافع يدي عنتس من 8 سنين ....هيه اسمعي ...بيت ابوتس واتعذر ملاقى وجهتس بس...أول بربيتس ....ماتستحين انتي ماتستحين البيت اللي عزتس ورزتس يابنت الناس كذا تسوين فينا ....أنا ليي مدة ساكت على عمايلتس ...."
..
..
تأملت صدق غضبه ....وبعدم تصديق ..."اصلن ماتقدر تطلقني انت جبان اصلا عقيم ماتخلف انا اللي صابره عليك ...وحارمني من الخلفه ....اصلا انت منت برجال ...."
..
..
.....................................................
رمى كل قطعه من زيه العسكري حتى وصل الى الحمام ....
فتح تيار الماء الساخن ووقف تحته ....يحس بأن مفاصله متباعده وعظامه تتفكك ....أغمض عينيه ...
كان اسبوعا حافلا ....
..
حزينا وفاقدا ...
اختلط الماء اللذي غطي وجهه بألتماع حدقتيه ...
أخذ نفسا عميقا يمنعها من الانحدار ....طوال 42 حبستها لن تتحرر الان ...
حتى دموعي حبيسه ...أعجب مني حقا ...
تذكر اخرم كالمه جمعته به ..
كان متأثر بموت محمد اللذي لم نعلمه خصوصا بأننا عدنا مؤخرا الى المدينه ...
وبعد السلام وتبادل السؤال عن الاحوال...
تسألت بعطف..."شلونك ....طيب...؟؟"
..
وصلتني تنهيدته ..."الحمد لله ...في طريقي لمكه ...."
..
..
استشعرت طلبه للوحده ..لطالما كان طفلا حساسا.."ماشاء الله ...تقبل الله .."
..
رد علي بصوت كدت اسمعه ..."منا ومنكم صالح الاعمال..."
..
ألمني حقا القلب الطيب اللذي يحمله فأنا وثابت علمتنا الدنيا الا نشعر ..."ترجع سالم دير بالك على نفسك ....وانتبه للطريق وياويلك ترجع مع الطريق القديم تسمع ..."
..
..
سكت لبرهه ثم رد بنبرة غيربه كأنه علم بأنه مفارق..."الله يجزاك عني كل خير ياخوي ....والله انا اشهد ماقصرت ...."
..
..
جلس بعد وقوفه الطويل ولم تعد قدماه تحمله ...يحس بالفقد بالوجع بانه عجوز ثكلى ...فقد ابنه ...نعم لم يكن له اخا بيوم من الايام كان ابنه ...
يذكر احاديثه مع صديق الطفوله محمد ......
كانا يجلسان في احد متنزهات المدينه البريه ....وقد ركض تركي خلف كورته ...
صرخ به محذرا ..."ياولد ياتركي لا تبعد ........."
..
..
التفت محمد الي ..."ياخي ياحلو شعور الاخوان ....انا ماحسه الا مع شاهر...."
..
..
نظرت مطولا الى السماء اللتي غمرته موجه غيم اخرى تنذر بهطول قوي ...."وانا ماحسه الا مع ثابت ......."
..
..
استكملت وانا عالما بأستغرابه ..."تركي ولدي ..الفرق بيننا كبير حولي 15 سنه ..."
..
..
أشتقت اليه حقا ...أشتقت اليه كأنني لم أره من قبل الا لحظة....
افتقد تنفسه في مكان ما على نفس ارضي ...ايوم هو تحت الثرى موارى ....كل مايصبرني بأنه كان شابا جيدا حقا ...لم يستدعي المشاكل يوما ..كان بريئا ...كان دينا ...
ضغط بقوه على محاجر عينيه يمنع دموعه ...عندما تذكر لحيته اللتي تنير وجهه الابيض...
نم يا أخي في سلام ....للأسف الارض كانت اضيق من أن تتسع لبرأتك ...لتكن لك السماء....
................................................
سمع اذان الفجر ...ينادي بالحق ..
خرج من تحت الماء ...وتوجه ليتوضى ويذهب للمسجد مبكرا ...
كان حقا يوما شاقا ....
يوما غريبا وكأنه سفيرا من الجحيم ...
خصوصا قضيتي هذه ,,,
يندي لها الجبين حقا ...
محمد ...محمد عاد الى حياتي حتى بعد موته ...كيف سأحلها ....ذيب ضغط علي ان اترك الموضوع واتجنبه ...
,,
لكن سأبحث فيه اكثر واتعمق فتاه ...محتشمه حسب مارئيت مقبله على الزواج ...تخطف بهدوء من امام كليتها ...جامعه طيبه مكان أمن وحراسها كثر ...
كيف بهذه السهوله ..في شهر مضان ...واخر يوم لها في الدوام ...
ماحصل قبل اذان مغرب اليوم ....
كانت المداهمه ناجحه وموفقه من كرم المولى ...
دخلوا الجنود مدخل الاستراحه اللتي تقع في احد اطراف المدينه المشهورة بكثرتها...
توفقوا في القاء القبض على خمس شياطين يتحلقون وبينتهم كميه رماد ابيض كبيرة وق همو في تقسيمها ...
..
..
انتهت المداهمه وبقي هو وجنديان في المكان ...
والبقيه خارجا ...
ومن ثلاث غرف فتح الاخيره ...القى نظرة وكان سيهم في اغلاق الباب...
ألا ان قد لفته هاله بتنورة جينز وقميص أسود ملقاه على وجهها بأحد الاركان ...
..
..
واضح من طريقة تقييدها و اسلقائها بأنها قد فارقت الحياة ...
في منتصف الغرفه كانت حقيبتها السوداء وعبائتها مبعثرة ملزمه عطر هاتف ومحفظة مكياج متناثر ...
حزن حقا لرؤيتها....تقدم من المحفظة ورفعها فتحها ...كانت تحتوي على مبلغ يتضح منه بأنها ابنة عائله غنيه ...
كرت صراف الكليه ..
كرت مراجعات اسنان لم ينتبه الى الاسم لأنه انتبه الى الاعظم ...
"بطاقة جامعية .."
أسم بالكامل وصورة وسجل مدني ...
صعقه الاسم كاد ان يقسم بأن الارض من تحته بحر يتلاطم بعنف....
ماكان منه الا بحمية الاب ان يغلق باب الغرفه ويقترب منها ...
وهو مازال هائما في الاسم ...
مدين بنت محمد بن زيد ال.....
تأكد وأوقن من تكون انها ابنة صديقة المرحوم الصغرى ...
....
أقترب منها وقلبها عليه ...
سندها على كتفه وفتح عقدة الحبل اللذي يقيد يديها ...
أبعدها كي يرى مالم بها من هؤلاء الجانحين الأثمين ..
لفته كم قميصها المقطوع ...ازاحه عن نظرة ...كانت اثار واضحه لابر حقنت بوحشيه ...
..
..
رفع شعرها الاسود اللذي انتثر على صدره وغطى معظمها عن وجهها ...
كانت تحمل ملامح الموتى بشفتان زرقاء وكدمات ودماء متخثرة على طرف شفتها السفلى وكحل قديم تلطخت به جفناها ..
رفع شعرها كثر بكفيه...
لم يميز ملامحها فقط ميز كم هي مظلومه ...أستشعر بأتها من طريقه تواجدها هنا .....
..
..
رفع يدها وضغط على معصمها كان عرقها يهتز بنبض ضعيفوبعيد يكاد يصل لأطرافها ...
...
...
على من نبرته ....وبأمر ..."ياعسكري اطلب الاسعاف بسرعه ....."
أتى عسكري بالجوار مسرعا الا انه نهاه بحزم ....."ولاحد يدخل هنا تسمع بسرعه اطلب الاسعاف غيرهم ماحد يدخل علي ..."
..
..
كانت مازالت مستلقيه في حضنه ...وشعرها يغطيها وتلتف خصلاته على الارض البارده ...
شدد على معصمها بقوه ...
وهمس صوت بعيد في دواخله ..."لاتموتين يابنت الغالي..."
..
..
الا ان ألمته مقلتيه عندما انتبه الى ما يغطي تنورتها الجينز....
..
..
.............................................
انهى صلاته تقبل تعازي من لم يره او لم يسمع بالخبر الا مؤخرا....
وعقله مسلوب الى قضيته الاخيره ....يبدوا بأنه يعطي الامر فوق حجمه ...
يريد فقط ان يتشاغل به عن موت تركي ...
..
..
كانت تقف على السجاده لأداء صلاتها فقد قضت ليلتها هنا عن مضاوي تهدئ من روعها ...
نظرت الى ابنة اخيها تنام بهدوء وقد احتضنت غطائها همست "الله يحفظك..."
..
..
سمعت صوتا انتفض له جسدها من المفاجئة والخوف ...
خرجت مضاوي من الحمام مسرعه ...وهي جزعه ...."وشذا ياربي؟؟ وش ذا .....؟؟"
هززت رأسي لها بأن لا اعلم ....
توجهت مسرعه الى الباب ....نزعت رداء الصلاه اللذي اعاق من حركتي ....
..
..
خرجت فوجدت اساطير المفاجئات كلها تتجسد امامي ...
...........................
كانت تقف امام مرأة الحمام وهي خجله ...وتمتم لنفسها وهي تتأمل صدرها العاري ..."صدتس اني قليت الحيا مقابلة ماريا بذا اللبس..."
..
..
أزاحت شعرها للخلف فغطى معظم جيدها حتى بداية فخذيها ....
رفعت قميصها البحري بين ساقيها وهي تكمل وضوئها ...
..
..
سمعت حينها الصوت القبيح اللذي تكرهه ...الصراخ ...
فهو يرتبط معها بذكريات مؤلمه ..
عندما تهان ...ويتوشم جسدها بالكدمات ولا تحرر شفة عن اخرى ...
..
لربما خيل لها ...ماتسمع فهي في اليومان الاخيره قد تشاغلت بمدين وقضيتها يعتصر قلبها الا تستطيع رؤيتها...
أعاد الصوت نفسه بعلو عندها ايقنت بوجود حادث ما ....
خرجت هلعه من الباب ....."وشذا ياربي؟؟وشذا .."
كانت ماريا تقف وقد اتسعت حدقتيها من الخوف ....
..
..
لدى ماريا قلب طفل ..حقا ..
توجهت مسرعه للباب حيث مصدر الصوت ...
..
..
ورئيت مالم يكن في حياتي ان أراه او اتوقعه ...
كانت مشاعل تصرخ وهي تستند بظهرها الى ديربزين الدرج ...وذيب ...أه من ذيب ...ذكروني متى اخر مرة ضرب ...ياه لقد مضى زمن منذ 11 سنه تقريبا ....عندما كنت احمل ابنائي في السادس...
..
..
أركه الضرب اكره مناظر العنف حتى لو كانت في عدوا فهي تنافي انسانيتي وكما انني تعرضت للكثير منه ...افهم معنى ان يضربك زوجك ...
ركضت اليه غير مستوعبه شكلي ...او مصدر القرب منه ...
فهو اللذي لم يسمع صوتي يوما او يرى ظلي حتى ....
..
..
شددت يده اللتي يمسك بها العقال ...كان حديديا بالنسبة لي ...وأضخم مماتوقعت ....
...
صرخت به...."بس ياذيب .......بس....."
..
دفعني بيده بخفه ...الا انه كاد ان يحطم أضلعي....
تبدوا مشاعل في حال يرثى لها ماللذي اقترفته هذه المره ....
رفعت من همتي وشديت من أزر نفسي ...
وكان مالم يكن في الحسبان ..فكل اللذي اردته ان امنعه ...
..
..
اني غاضب حقا غاضب ...ما اقترفته دمرنا واحال سمعتنا للحضيض ...
كيف تعض يدا امتدت لها ...كيف كانت يوما انثى اسميها زوجتي ...
..
..
لم أستوعب الى بمرميها جسدها في حضني ...وقد تعلقت برقبتي ولفت ذراعيها حولها ...ودفنت رأسها برقبتي ...
كنت سأبعدها عن جسدى ...
الا ان خلايا عقلي ارتجفت قبل خلايا جسمي...
وأحسست بنعومة جسدها وبرودته يلتصق بي ...وامتزجت بها معها ...ورائحة العود في شعرها ...
تنضح انوثها لها خصرا محدد بدقه عندما حاوطتها بيدي واردتا بعدها ...
كانت ....كانت...
..
..
غريبه ...شفافه...بارده ...فتنه صغيره ...
..
..
ولكن ما هالني وجود مشاعل امامي تنظر بملء حدقتيها اتساع...
ووقوف ماريا بعيدا بلا حراك ...وقد شاركت مشاعل الفعل ...
من تكون ...من اين أتت.........
لماذا تتملكني هكذا ....من أذن لها ....
..
..
وجهت امرا بصوتا مرتجف ...."ماريا ....خذيها ...خذيها الغرفه ...بسرعه .....قفلوا الباب عليكم ....."
..
..
رقبت ردة فعل ماريا بتبلد اقرب للغباء ...وهي تسند مشاعل الى غرفتها وقد على صدى اقفالها الباب باالمفتاح في ارجاء المكان ...
..
..
كانت مازالت في حضني انعم بها ...تبدو كنهاية يوم مثاليه حقا ...لمستها تشفي احد المشاعر و اكثرها جنوحا ....
..
..
...................
أستوعبت ماقترفته من خطأ .....الا انها لم تستطع الحراك خصوصا بأن قديمها ارتفعت بمقدار ملحوظ عن الارض ...
..
..
تحاول الابتعاد الى انه قد شد من محاوطة خصرها ...
..
..
أحس ببلل يتسرب الى رقبته ...احس بها تحرك جسدها حتى تكون اليه اقرب ...
غمرت وجهها أكثر في رقبته ..
تنهدت بصوت مسموع ...مدت يدها الى مؤخرة رأسه وغمرت اناملها بشعره ...
..
..
هربت منه اليه ....لآول مرة اعانق رجلا ...أحسست برحابة صدرة ...غريب ...
أحسست بذاك الشعور اللذي لم اعرفه ....ذاك ...
حيث تسرع دقات قلبك ...لانها مرتاحه ...
وتدمع عينك .....لأنها سعيده ....
...
ذاك ما يدعى الأمان ....
..
أمان في صدر ذيب ...
..
..
أتوقع العبارة تشرح نفسها ...
..
|