كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
كم من اللحظات السعيدة مرت عليها , وهما يضحكان معاً ويتسامران.. ولكن منذ ان غادرت المزرعة لتلتحق بإحدى كليات الزراعة تغير شيء فيها..
الحق يقال ان جمالها قد يبدو أخاذاً إن بذلت القليل من الجهد.. فعظام وجهها بارزة, وعيناها كبيرتان , تلمعان كالفضة, وتغمرها الكآبة طوراً لتصبحا أشبه بالسحب المكفهرة..أما ثغرها فملآن, حين لا يكون مشدوداً استياءً منه, وشعرها أحمر مجعد, غالباً ماتشده بإحكام خلف عنقها الطويلة الجميلة..
بدا جلياً ان الشكل الخارجي لا يعني لها شيئاً, ولا تكترث بتاتاً بأنوثتها.. متى كانت المرة الأخيرة التي ارتدت فيها فستاناً ؟
فسروال الجينز والقمصان المربعة هي زيها المفضل.. ربما تحاول ان تبدو أشبه بالرجال فيها, ولكن محاولتها كلها تذهب هباءً.. فعلى الرغم من الجهد البالغ الذي تبذله لإخفاء أنوثتها, كانت معالمها واضحة ومن الصعب ان يخالها احد رجلاً..
في الواقع ساهم نفورها منه خلال السنوات القليلة الماضية في تعزيز نظرته اليها كامرأة, محركة في أعماقه مشاعر ليست في محلها, ولا تليق بابنة باتريك...
هل كانت تفضل لو انها ولدت صبياً؟ اتراها تكن له البغض لأنه يتمتع ببنية جسدية شبيهة ببنية والدها؟
لم يشأ جوني ان يبادر بالكلام, ولكن السؤال الذي أخذ يدور في رأسه كان ملحاً وبشكل جزءاً لا يتجزأ من الوضع الذي ينبغي عليهما تسويته, فخرجت الكلمات من فمه تبحث عن جواب قد يبرر موقف ميغان ماغواير منه:
ما الذي حل بالفتاة التي كانت تحبني؟.
لم أعد فتاة صغيرة ...
منتديات ليلاس
لم تشأ ميغان الرد او التحدث عن الأحداث الهامة التي رسمت رحلتها الطويلة وصولاً الى حيث كانت تقف في تلك اللحظة.ريحانة
نظرت الى الرجل الواقف امامها والبالغ الثامنة والثلاثين من العمر , وهي لا ترى امام عينيها إلا فتى مراهقاً اعتاد ان يؤلف لها الأغاني في صغرها.. أغاني أيقظت في داخلها احلاماً من الصعب ان تتحقق ..
غير ان انجابها الكبير اليه تحطم, في نهاية الأمر , على صخور الواقع الأليم, حين تخلف عن حضور عيد ميلادها الواحد والعشرين .. أرادت ميغان يومها ان تظهر امامه بصورة المرأة الناضجة إلا ان بلوغها سن الرشد لم يكن يعني له شيئاً , إذ بقي في الولايات المتحدة منهمكاً في اعماله, مرتمياً بين احضان إحدى النساء اللواتي يشاركنه بريق الشهرة..
فهو لا يرى فيها إلا ابنة باتريك ماغواير الصغرى التي يعاملها بلطف كلما سنحت له ظروفه بزيارة غوندامورا..
وحده والدها استطاع ان يعيده الى غوندامورا حين ترك نصف املاكه تقريباً وزجها في شراكة سخيفة ومحبطة للآمال مع رجل هدفه الوحيد في الحياة ارتقاء أعلى درجات الشهرة.
- اتحتاج ان يحبك الجميع يا جوني؟
هز كتفيه استهجاناً , وعيناه لا تفارقان عينيها للحظة واحدة:
- غالباً ما أعرف السبب وراء عدم حب بعضهم لي.. ولكنك تثيرين حيرتي ياميغان.. ماالذي فعلته لأستحق هذا الكره كله؟.. من الأفضل أن تفضي اليّ بمكنونات قلبك في الحال قبل ان نبدأ بالعمل معاً.
أجابته على الفور:
- ماالذي قد يدفعني لكرهك ياجوني؟ لطالما كنت أجدك ساحراً .. ولم تكن تكذب في هذا الشأن .
|