كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
إنه المشهد الأخير الذي سيصورنه اليوم , ولم يشأ جوني ان يفسده..
ادى جوني دوره على اكمل وجه.. ولم يكد باب الحانة يصفق خلفه حتى صرخ المخرج:
- أوقفوا التصوير.
ابتسم جوني ابتسامة عريضة وهو يخرج الى الشارع وكله ثقة ان المخرج لن يطلب منه ان يعيد تصوير المشهد ثانية..منتديات ليلاس
ازدادت ابتسامته اتساعاً حين لمح ريك دوناتو واقفاً قرب فريق المصورين...
يبدو ان صديقه القديم وجد متسعاً من الوقت ليزوره في موقع التصوير.. فقد دعا جوني صديقه ريك لحضور حيث اتصل به ليبلغه بقدومه الى لوس انجلوس بغية الاطلاع على اعمال فرع شركة التصوير العالمية التي يملكها...
من المؤسف ان لارا والطفلين لم يتمكنوا من الحضور معه.. فزوجته امرأة ساحرة وطفلاهما خفيفا الظل ويثيران مشاعر جوني.منتديات ليلاس
- تسرني رؤيتك ياريك.
رحب بصديقه القديم والسرور يملأ قلبه:
- اتريدني ان اصطحبك في جولة في المكان؟
- كلا.
تفاجأ جوني لدى سماعه رده السريع المقتضب.. ولكنه سرعان مالاحظ ان ريك لايبدو بخير .. فإمارات الاستياء بادية على وجهه وكأن شيئاً مايقلقه.
- هلا ذهبنا الى مقطورتك ياجوني لتتحدث على انفراد؟
- طبعاً!
منتديات ليلاس
واشار بيده يدله على الطريق, ثم سارا معاً جنباً الى جنب من دون ان يتلامسا .. فقد اعتاد جوني ان يلف ذراعه حول كتفي ريك ويعانقه سعيداً برفقته.. إلا انه آثر ألا يفعل ذلك اليوم, وقد رأى صديقه متشنجا ومنغلقا على نفسه ..
احس جوني بتقلص في معدته.. فكلما انبأء حدسه بحدوث شيء خطير , احس بتقلص في معدته ..
لم يستطع الانتظار الى حين وصولهما الى المقطورة , فسأله و القلق باد عليه:
- ما الأمر يا ريك؟ قل لي.منتديات ليلاس
اخذ ريك نفساً عميقاً طال كبته, واجابه بصوت منخفض:
- تلقيت اتصالاً من ميتش.. اتصلت به ميغان.
- ميغان ماغواير؟
واستعاد جوني في ذهنه صورة ابنة باتريك ماغواير الصغرى بشعرها الأحمر الكث , وجهها المغطى بالنمش وعينيها الرماديتين بلون الغيوم المنذرة بالعاصفة.. عينان تنبعث منها شرر الاستقلالية الجامحة , وتحمل كل نظرة فيهما رفضاً جلياً لعمله في المزرعة, كما اعتاد والدها ان يديرها..
والحق يقال إن ذلك لا يبعد عن الواقع.. فقد عملت ميغان طوال حياتها لبلوغ هذا الهدف, رافضة ان تولي امور الحياة الاخرى ,أي اهتمام يذكر...
لم يحاول جوني انتقاد خيارها قط.. ولطالما ابدى إعجابه بقدرتها على الاهتمام بأعمال المزرعة.. ولكنه لم يفهم ابداً لما كانت ترفض ان ترافقه في نزهة على الخيل, كلما زار المزرعة, او ان ترحب به بحفاوة مثل والدها.. إذ كانت تبذل قصارى جهدها لتتحاشاه, وحين يتعذر عليها ذلك. تعجز عن منع نفسها من التعبير عن ازدرائها بالمهنة التي اختارها له, مع انها كانت تحب في صغرها الاستماع اليه وهو يعزف على الغيتار وتحفظ أغانيه كلها عن ظهر قلب..ريحانة
|