كاتب الموضوع :
Rehana
المنتدى :
سلاسل روايات احلام المكتوبة
فبعد مواقفتها من دون تردد. على الاجراءات المالية التي وضعها بمساعدة ميتش, أوقفت هجماتها الضارية عليه, وأسرعت بعد الغداء تعرض عليه المشاكل الملحة التي ينبغي معالجتها في غوندامورا.
غير ان انه رأى برودة في عينيها , تنطوي على قلق عظيم, ولمس فتوراً في صوتها ينم على انزعاج شديد..
لم يقدر جوني على إخفاء إعجابه الكبير بخبرتها الواسعة في إدارة المزرعة , إلا ان الرغبة الملحة التي سيطرت عليه, بتدليلها والتخفيف عنها كانت تشتت أفكاره بين الحين والآخر, ووجد نفسه ينظر اليها كامرأة متأملاً ثغرها المثير وعينيها المتلألتين , وخصلات شعرها الثائرة التي افلتت من المشبك المشدود بإحكام خلف عنقها, ويديها الرشقتين وعادتها العصبية بتمرير أبهامها على طرف أصابعها.. فأحس بتوق شديد للأمساك بيدها عله يتمكن من إزالة توترها.
ترك حديثها الصباحي حول علاقاته مع النساء تأثيره عليه, وأخذت الأفكار المعذبة تتدافع في رأسه, محركة في أعماقه حاجات تخطت حدود التصرفات النبيلة.منتديات ليلاس
شعر جوني بأنها عانت من الكبت لسنوات طويلة, وأراد ان يحررها من الذكريات الأليمة ويمنعها من أن تضيع نفسها...
أيعقل ان يكون ذلك ثمرة توقه اليها؟ لاشك أن كبرياءها أيقظت رجل الكهف الراقد في داخله من سباته.
غير انها لا تشعر بشيء تجاهه كرجل.. او حتى كزوج.. والحق يقال إن عليه العودة الى أريزونا لينجز الفيلم, مطلقاً يدها في غوندامورا..
منتديات ليلاس
لم يكن الوقت ملائماً للتودد الى ميغان.. فالمهم هو ان يرسخ علاقة العمل بينهما ليتمكنا من إنقاذ المزرعة من الجفاف..
وعند عودته بعد أشهر طويلة , قد تعامله بلطف وتظهر له شيئاً من اللهفة.. والغريب في الأمر هو انه كان يفضل وميض الازدراء في عينيها الرماديتين الكئيبتين, على تلك النظرة الباردة الخالية من أي معنى..
كان المبنى خالياً من العمال بعد ان رحلوا جميعاً تاركين للعمال الدائمين المقيمين في الأكواخ مهمة القيام بأعمال المزرعة...
توجه الرجال الثلاثة نحو الأسرة التي شغلوها في الماضي, واستقلوا عليها باسترخاء, وقد تدافعت في أذهانهم ذكرى المخاوف والأحزان والأحلام التي تشاطروها في ظلمة تلك الليالي الطويلة..
تحدثوا عن باتريك.. والحديث عنه كان شغلهم الشاغل.. فأثار ذلك في قلب جوني كل المشاعر القوية التي كان يكنها لـ غوندامورا .. وقرر ان يأخذ إجازة من عمله, بعد الانتهاء من تصوير الفيلم , ليعود الى المزرعة ويقيم فيها فترة من الزمن علىَّ ذلك يعيد البهجة الى روحه..
سنوات طويلة مرت منذ كان صبياً مراهقاً في السادسة عشر من عمره, انقلب خلالها حياته رأساً على عقب, كانت رحلة طويلة شهدت احداثاً مرضية إلا ان حبه القوي لدياره لم يخمد ابداً.. وهاهو باتريك يعيده اليوم الى دياره..
إنها وصيته ورغبته الأخيرة, وعليه ان يشاطر غوندامورا مع ميغان ..ماذا لو تنازل عنها لها؟ يمكنه إنقاذ المزرعة من الإفلاس ويحرص على ألا تواجه في المستقبل مشاكل عسيرة , ثم يتنازل عنها لابنته..إنها هدية مقابل هدية الحياة إياها باتريك.
ماالذي كان يجول في رأسه حين وضع تلك الوصية؟
أحس بنفسه ملزماً على كشف النقاب عن هذه الحقيقة .. ولكن أين تكمن تلك الحقيقة؟
|