تقول ( عائشة ) عندما كنت صغيرة كنت اخاف من الظلام وكان لدى اسباب كثيرة لذلك لكن حينها لم يكن هناك من يستمع الى بل كانوا يطمئنونى ان الغرفة امنة ولا يوجد فيها ما يخيف رغم اننى كنت اريد كثيرا ان اتحدث عن خيالاتى وافكارى واليوم اخاف من السنة الاخيرة من الثانوية وحتى هذه اللحظة ليس هناك من عائلتى من يستمع الى مخاوفى انهم فقد يطمئنونى انها سنة سهلة وعادية وتحتاج الى المزيد من الجهد والجد لا اكثر متى سيعلمون اننى احتاج فقط الى من يسمعنى منهم ويبنصت لحديثى ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
تذكروا دائما : ان تكون مستمعا بارعا يكسبك من الاصدقاء وحب الاخرين اكثر من ان تكون متحدثا بارعا

فقال له رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ ( قل يا ابا الوليد -اسمع)
قال يا ابنى اخى ان كنت انما تريد بما جئت به من هذا الامر مالا جمعنا لك من اموالنا حتى تكون اكثرنا مالا وان كنت تريد شرفا سودناك علينا حتى لانقطع امرا دونك وان كنت تريد ملكا ملكناك علينا وان كان هذا الذى ياتيك رؤيا تراه لا تستطيع رده عن نفسك طلبنا لك الطب وبذلنا فيه اموالنا حتى نبرئك منه فقال

ارايت هذا الموقف وكيف يتضح من خلاله قدرة الرسول _ صلى الله عليه وسلم _ على الانصات الفعال حيث احسن النبى_ صلى الله عليه وسلم _ الاستماع لمن يحاوره فلم يبادر بقطع حديثه ولم يبدا كلامه الا حين تاكد من فراغ من يحاوره من حديثه حيث قال له ( افرغت يا ابا وليد)قال نعم
وقدم النبى فى حديثه ما يغرى محدثه بالاستماع والانصات الى ما يقوله فناداه بكنيته حتى يرقق قلبه يقبل على الاستماع اليه كما ان الرسول لم ينشغل اثناء الاستماع بالاتهامات الموجهة اليه ولم يقاطع المحدث اثناء سرده لهذه التعم بالرد عليه كما ان مرونة النبى _ صلى الله عليه وسلم _ فى تركه ابا الوليد ان يكمل حديثه دون ان يقاطعه جعلت ابا الوليد يخجل ان يقاطع النبى _ صلى الله عليه وسلم_
حين تقرر ان تكون صديق محبوبا بين الناس ابدأ بتعلم هذا الفن فن الاستماع وتدرب عليه وكن مستمعا جيدا لجميع من حولك
لكن كيف؟؟؟؟؟
* استمع الى محدثك وحاول فهم موقفه ومشاعره وافكاره اى انظر الى العالم بعينيه بعيدا عن رؤيتك وقيمك وآرائك
* ليست الكلمات هى فقط ما يجب ان تستمع اليه بل عليك فهم لغة الجسد لدى محدثك حيث انك تستطيع بالحدس فهم المزيدمن المعانى المقصودة بدون الكلمات
* اقبل على محدثك ببصرك وسمعك وطريقة جلستك اتجه بجسمك كله لمن يتحدث معك فان لم يكن فبوجهك على الاقل لان المتحدث يتضايق حين يحس انك تهمله اذا لم تنظر اليه او تتجه له وفى حادثة طريقة تؤكد هذا المعنى كان طفل يتحدث الى ابيه المشغول بقراءة الجريدة فذهب الطفل الى ابيه وادار راسه تجاهه وكلمه !!!!!!!!
* لا تحكم على الموضوع بعدم الاهمية او تشغل نفسك عند السماع باشياء اخرى
* تفاعل مع من يحدثك سواء بحركة او صوت خفيف مثل التأوه او الاستغراب وشاركه بنبرة الفرح او الحزن
*لا تقاطع المتحدث حتى يكمل حديثه _ وهنا اتدخل فاقول ان هذا الفعل يغيظ كثيرا من يتكلم ويضايقه بحق فحين اتحدث مع اصدقائى عن موضوع ما او مشكلة تخصنى ويقاطعنى احدهم انسى تماما ما كنت اريد قوله او اقلها يهتز فكرى ويرتج رجة عنيفة تجعلنى اريد ان اعطى مثل هذه الهزه لمن قاطعنى_ بعد ان ينتهى محدثك لخص قوله بقولك : انت تقصد كذا وكذا ...صحيح؟ فان اجب بنعم فتحدث انت وان اجاب بلا فاساله ان يوضح اكتر وهذا خير من ان تستعجل الرد فيحدث سوء تفاهم
تقول (مى ) تعلمت يوما من احدى دورات المهارات الحياتية "فن الاستماع" وبدات ادرب نفسى عليه لكننى اكتشفت من فوائده اكثر من المتوقع فعلاوة على انه يجلب كل من حولى ليتحدث معى ،فقد قررت ان استفيد من سيل اللغو الذى اسمعه فبدات انتقى مما اسمع فكرة جديدة احبها واتبناها او قيمة اجتماعية جميلة او استنتج نمط تفكير محدثى واقارن اثناء سماعى بين الافكار واحلل النتائج وفى نهاية الحديث اشعر اننى ممتنة لمحدثى رغم اننى اكون انا من ادخل الراحة والسعادة عليه
ومنذ تعلمت هذا الفن وانا امارسه بكل سرور ...........