اقتباس :-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة وردة دجلة |
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صباح الياسمين والكاردنيا جودي
" وجه أمي
و رائحة القهوة المرة
وقسمي بعدم العودة
كلها اشياء تذكرني بك
تعيدني إليك
تعيد أنتمائي إلى وطنك !"
عندما رأيت ذاك العنوان " وجه أمي " ظننت أنها خاطرة ٌ عن الأم
تتغنى بمحبتها التي تنشر شذاها ليغمر كل تفاصيل و جهها
لكن !!
ما إن دخلت الموضوع المذهل و قرأت هذه المقدمة
علمت أني أخطأت في حساباتي ..
الخاطرة ليست عن أمها ..
الخاطرة عنها و ..... عنه .
ذاك الذي تطل ذكراه من كل صوب
وجه أمها
– ربما كانت السبب في الفراق ؟ أو شاركت فرشات الام في رسم بعض لوحات تلك الأيام –
القهوة المرة
– بمرارتها .. بلونها الأسود .. بعمقها الذي يخيل لقلب المعذب أنها ستبتلعه و ستعيده إلى ما يهرب منه -
و هنا تعيدها إليه .. و تدلق كل وعدتها لذاتها و تعود القهقرى و تلبس اثواب الانتماء إليه !
,,,,
أتعرفين ما يثير اعجابي !
أنك تقدمين خاطرتك بطريقة تجعلني أكاد أجزم أنها جزء منها ..
فحتى تقديمك للخاطرة يكون على كفتي الكلمات المفخخة بالمعاني ..
" يَرَآعُ فِكرِيْ وَ شَتَآتُ حَرفِيْ يَنصَبُّ مِنْ مِشنَقَةِ الحُبّ الظَآلِمَهْ .... "
كما قلت المشنقة ظالمة !!
فكيف لا يختنق حبر القلم في عروقه و تشهق الحروف في احتضار
,,,
أشفق عليها تلك المسكينة
أتخوض كل تلك الصراعات و الحروب كلما نظرت لوجه أمها
فتجده فيه و تجد ما هربت منه .. و تجد دروبه المبهمة
ما خلا يوم العيد ...
يوم راحة من قسوة جرها إلى متاهات ذاك الذي يطل بوجهه رغما عنها ..
يوم عيد .. حيث تنتصر الذكريات الحلوة على الماضي القريب
فتعود طفلة صغيرة تلبس فستانا يرقص حولها كالسنابل المرحة
و تطوق عنقها بقلائد الطفولة البهيجة
كاسرة قيد الكهولة الذي يقيدها به مرارة ذاك المتواري وراء الظلال
,,,,
ولكن يوم العيد ينقضي
و تمسي رقصات السنابل حزينة بعد أن تطأطئ رأسها
و تودع تلك القفزات السعيدة المختلقة
ولكنها تحاول أن تعيد ذاك القناع المتزين ببسمة و لكنها تفشل !
تكاد تشعر بعينيه تصطادان قلبها .. فتفر و تهرب و لكن ذكراه طاغي
طاغي و آسر لا يسمح لها بالدخول
لعالم الاقتناع أنها تستطيع أن ترحل كما رحل الكثير قبلها !
و آهـــ من وجه أمها ذاك الذي يذكرها بكل ما أراقت من نصائحها ... مع ماء وجهها
الذي لم يبقى منه إلا ما يسد رمق الصمود
,,,,
" صَوتُ الأغنِيَةِ اللّتِيْ كُنتَ تتَرّنَمُ بِهَآ لَآزَآلَ يُعِيدُنِيْ إلِيكْ !
يُذَكِّرِنُِيْ بِ وَجهِ أمِّيْ اللّتِيْ حَرّضَتنِيْ عَلَىَ الرُجُوعْ .... وَ لَمْ آبَهْ ! "
ما أقسى الندم !
ما أشقاها تلك وهي ترى وجها لأحب مخلوقة " الام "
يذكرها بحفرة وقعت فيها رغما عن التنيهات
و علقت بها رمالها حتى الآن .. رغم البعد .. رغم رحيلٍ بخطوات كبرياء متأخر !
,,,,
"
* أحَبَآبَُنَآ لَآ يَزَآلُونَ قُسَآةْ .... حَتّىَ نَرحَلَ عَنهُمْ وَ نُرغِمَُمْ عَلَىَ اللَحَآقِ بِنَآ ! "
هكذا هو الحنين الكاذب الذي حذرتها منه
كاذب .. مخادع و منافق كذلك
ما إن يرحلون حتى تتصفد مساوئهم بعيدا بفعل الفراق و الاوهام التي يبثها الحنين
فنحملهم على رؤوسنا تاجا ذهبيا ليس في الحقيقة إلا مطرقة حنين و سنديان فراق !
,,,,,
" وَ كُنتُ أنَآ أتَمتِمُ بِ قَلبِ طِفلَةِ لَآ يَعرِفُ سِوَىَ الإنتِمَآءْ !
: قَلبِيْ لَآ يَقوىَ عَلَىَ السَفَرَ يَآ أمِّيْ . . سَ أصَبِرُ . . "
لا يقوى على السفر ؟
كان قلبها لا يحتمل الفراق .. لا يتحمل لوعة فقدانه
و تجبر القلب الكسير بأماني الانتظار …
و أمها تلك .. التي منحتها الحياة حكمة .. اخبرتها
طلبت منها أن تكتم أنفاسها بمنديل الكبرياء للحظات
قبل أن تُشنق بمشنقة الحب الظالمة
ولكن لم تسمع
وكيف ستسمع ؟؟
و هي تظن أن انتظاره سيجعل احلامها تتساقط وردا بين يديها
,,,,
أصبَحتُ كَ طَيرٍ ذَبِلَتِ جَنَآحِيَهْ تَعبَاً مِنْ أنغَآمِ البَردْ ..
وَ تَرفُضُ الأعَشَآشُ أنْ تَأوِيهِ خَوفاَُ مِنْ أنْ تَنتَقِلْ عَدوَآيَ إلِيهَآ ..... "
آهــ كم مؤلمة هذه الكلمات !
أكاد أتخيل ذاك القلب الذي كان يرفرف بنبضاته كرفرفة الطائر بجناحيه بجذل
يستحيل إلى تلك الصورة المؤلمة
آهــ يا جود
كيف تكتبين ؟
ماشاء الله عليك
لا أعلم كيف تستطيعين أن تحوي في سطر صغير عشرات الصور ؟
,,,,,
" كُلّ الأشيَآءْ اللّتِيْ كَآنَت تُعِيدُنِيْ لِ الحَيَآةِ أردَتنِيْ لِ الوِحدَهْ ..
بَدَأتُ أخشَىَ السَهَرَ لِ وَحدِيْ .... أخَآفُ أنْ أطِيرْ بَعِيداً عَنكْ !
عَنْ مَنفَهِ حُضنِكَ الوَحِيدْ اللَذِيْ أعتَقُ فِيهِ صَمتِيْ "
ذاك الحنين كم هو أناني و ظالم
يريد أن يحتكرها له و أن يسجنها بين قضبان التفكير في ذاك الراحل
حتى براعم الحياة التي بدأت تشق تربة القلب
الحنين يدوسها قبل أن يكتمل نموها
اناني ايها الحنين إليه !!
,,,
" عِنَآدُكَ يُعِيدُ لِيْ وَجهَ أمِّيْ اللذِيْ يُسهِبُ لِيْ فِيْ النُصحْ !
خَوفَاً عَلَىَ قَلبِيْ اللَذِيْ لَآ يَكتَرِثُ لِ الحَقَآئِقْ المَجهُولَهْ . .
وَجهُ أمِّيْ كَآنْ يَرفُضُ أنْ أنتَمِيْ لِ رَجُلِّ مُكتَضِّ بِ عِنَآدِ الشَرقْ وَ عَنجَهِيّةِ رِجَآلً بِلَدِيْ !"
نصائح امها لم تثمر
فلا خبرة لها في الحياة كتلك التي تملكها امها
و عندما يتورط القلب لا يفيد تلقين النصائح
بل يجب تجرع الحقائق باصابعنا لنتعلم و ندرك و نكبر و نندم و نستمر !
,,,,
اقسم أني علمت أن تلك الأم تجرعت الحقائق
ألم نقل أن النصائح المؤلمة الموغلة في الكبرياء لا تصدر إلا عن قلوب تجرعت المعرفة وفهم الحياة
ها هي قد توسدت على رماد رجل هي الاخرى
ولكن ربما … فقط ربما فلم توغلي في توضيح مشاعر الام
ربما كان الرماد يتكوم كوسادة ناعمة !
,,,,
" لِسَآنِيْ المَقطٌوعُ دَآبِرُهُ مُذْ ألقَآكَ حَتّىَ نَفتَرِقَ إلَىَ اللِقَآءْ ... ،"
ماذا فعل الحب بتلك الصغيرة المتخبطة
أرى كيف كانت تقف أمامه عاجزة عن الاتيان بحرف في حضرة سارق نبضات القلب و التعبير
,,,,
"
* أنتَ مَنْ عَلّمنِيْ أبجَدِيّةَ العُيُونْ !
أنتَ مَنْ لَقّنتَنِيْ لُغَةَ الصَمتِ وَ زُهدِيْ فِيْ الحَدِيثْ !
أنَتَ مَنْ صَنعَتْ مِنْ حَرفِيْ سِحراً مُحرّماً أنتَهِكُهُ كُلّ شَوقْ !
أَنتَ الوَطَنُ اللذِيْ يَمتَهِنُ كَرَآمَتِيْ وَ يُبَعثِرْ أبجَدِيّآتِ قُوّتِيْ .... ،
وَ يُطعِمُنِيْ نَكهَةَ الإغتِرَآبْ كُلّ صَبَآحْ ! ! "
هل رحل ؟
أيّ واهم يظن هذا ؟!
ما زال يسكن بالقرب و ان رحل بعيدا
فكل الدروس التي تعلمت كان هو استاذها
و كل الدقائق التي صمتت او انتحبت كان هو المتحكم فيها
هو من صنع حاضرها و دس تفاصيله حتى في وجه امها
و هو من ابدل دوائها بآخر يحمل جرح الكرامة و نزف الحرف
فكيف لها أن تنسى !!
,,,,
الجود أيها المبدعة
مازالت أمنيتي لك
اتمنى يوما أن امد يدي الى رف سريري
واجد كتيبا للخواطر : بقلم الجود
أبدعتي فامتعتي
و نزفت حروفا و مشاعر فأوجعتي
مبدعة من الألف الى الياء
يا أنيقة الحرف
محبتي الخالصة و احترامي
أوان
|
’
و عليكِ سلآمُ و على روحكِ الطآهرةِ سلآمُ من عآلم الغيب
صبآحك أكآليلً يآسمين ورآئحة جوريّه تعبق في النسيم ،،
وجهُ أمّي و قسمي بعدم العوده و هآته الأشيآء اللّتي تذكّرني به !
كلّهآ عندمآ تكوّنت ، كآنت البدآيه [ وجهُ أمّي ]
ذكريآتي المتعلّقه بملآمحهآ ، أولويّتهآ في العشق ،
منفهي في حضنهآ ، مفردآتُ قصّتهآ مآ قبل : الأنآ !
خربشآتُ نصآئحهآ ، كلّهآ أشيآء كآنت كفيله بأن تجعل من البدآيه كمآ كآنت
مقدّمتي في الأوليّآت يآ كآتبة ^^
فالمقدمّه هي - وآجهةُ المحتوى :$
و هكذآ كآنت المقدمّه مبآشره : بعد الإنتهآء من الخآطره ،
حتّى لآ ينسكب شعوري بهآ بعيداً قبل أن أجمعهُ و ألقيه هنآ !
مهمآ كآن حجم التعلّق ، سيكونُ يوماً مآ عيداً !
و رغم العيد ، ستعود الذكريآت في حلك الليل ..
و كانّ الليل البهيم بآت ذآكرةً متعلّقةَ به
و حتّى وجهُ أمّي ذآك اللذي يعيدُ لي مآء وجهي المسلوب !
نحنُ عندمآ نحبّ : بقلوب أطفآل لآ ندرك النهآيآت !
لآ ندرك العوآقب ، بل نضلُّ لآهثين خلف مآ ييمسّى الحبّ ،
و ننسى حقّ الأأخذ في غمرة عشقنآ المعطآء !
الخيآل يآ سيّدتي المعلِّمَه !
اللآححدود ، المفردآت ، المشآعر الصآدقه !
تلك هي فقط من تصنع من الكلمه صوراً شتّى كمآ علّمتنِيْ
مثلُ فرنسيّ إن لم أخطِئ في التقدير ،
يقولُ أنّ حكآيةُ الأمّ ، تيعدُ نفسهآ في الإبن !
ربّمآ هذآ هو مآ حملهآ على النصح و نالصح خوفاً من أن يستحآل حبهآ إلى رمآد !
و عندهآ قد لآ تستطيع الطفلة العوده إلى ميدآن الشعور أخرى
رحل ولم يبقي لي ورثاً يشفع يل خطيئة الإنكسآر !!!
,
سيّدتي ، حرفك يعيدني لأيآم مليئه بالشجن ،
حضورك كفيلاً بأن يغنيني عن مفردآت الثنآء بأكملهآ ،
كل ّ مآ يأتي من أوآن ، كفيلُ بأن يرديني للأمل !
أنآ بكِ أكتنز بمفردآت ششتّى و عآلم أدبيّ متسّع يآ معلّمتي :$
أمتنُّ حتّى يفيض بكِ الإمتنآن
.
.
.