كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
بدا جايك فى مزاج حسن ، اذ راح يبتسم ويضحك ويشارك فى الاحاديث العامة ، مصغيا بانتباه الى ما تقوله الاسرة . اما تحت الطاولة ، فكانت ساقه تلتصق بساقها ليعلمها بمدى شوقه اليها . ودت لو تجلس معه على انفراد وعلمت انها لا ترغب فى التخلى عما لديهما ، لكن ان لم يكن الزواج بالمعنى الحقيقى للكلمة يناسبه ، فعليها ان تقطع علاقتها به .
وبعد العشاء ، اختار روزا وجيتارو فريقيهما وتحرك الجميع نحو الملعب لبدء المباراة . كانت النتيجة تعادلا بثلاثة اهداف للفريقين فى الشوط الثانى حين امسك جايك بالطابة ومررها الى روزا التى كانت تنتظر وكلها امل فى موقع جيد قرب مرمى الفريق الاخر ، ركض اثنان من الصبية لياخذا الطابة منها لكن جايك قطع عليهما الطريق ورفعهما على كتفيه فيما راحا يقاومان للتخلص من قبضته .
منتديات ليلاس
ومنح هذا روزا الوقت اللازم لتدفع الكرة وتركلها فتصيب شباك الفريق الاخر . وفى غمرة سرورها لتسجيلها هدفا ، رفعت بلوزتها الى الاعلى ثم مدت ذراعيها نحو الاعلى وراحت تركض وهى تصرخ كأنها فازت لتوها ببطولة العالم . غرق الكل فى الضحك وتخلوا عن اللعب بعد ان راوا ان ما من هدف اخر يمكن ان يماثل هذا او يتفوق عليه . اما جايك ، بطل روزا ، فحملها على كتفيه ودار بها احتفالا بهذا الانتصار .
اعلنت روزا : ساختارك دوما ضمن فريقى يا جايك .
وخطر لمرلينا ان " دوما " كلمة كبيرة اخرى .
رد جايك : ساحاول ان اكون هنا من اجلك يا روزا ، لكنى قد لا اتمكن من حضور حفلات الشواء العائلية كلها ، فسيدنى بعيدة جدا .
نعم بعيدة وكانها فى عالم اخر .
ولابد ان يدرك جايك هذا كما تفعل مرلينا ، لكنه ابتسم لها وقال وكأنه يعنى كلامه : كان هذا مسليا .
ارادت بشدة ان تحظى به لنفسها قليلا ، فيمضيان بعض الوقت معا بحيث لا يضطر الى الاستمرار فى التظاهر بانه يمضى وقتا مسليا مع عائلتها . ان كان يتظاهر فعليها ان تعلم ، فهى لا تستطيع احتمال هذا التشوش اكثر . ان مواجهة الحقيقة افضل بكثير ، حتى وان كانت مؤلمة .
منتديات ليلاس
وبما ان يوم الغد هو يوم دراسة ، انتهى الحفل فى وقت باكرا نسبيا كى يتمكن الاولاد من الحصول على قسط من الراحة . انتهى هذا اليوم الطويل ، وصبغ الشفق السماء بلون ارجوانى جميل . وساهم الكل فى جهود التنظيف قبل ان يغادروا . لم يطل الواداع مع ان الجميع عبروا عن فرحتهم وسرورهم بلقاء جايك وتمنوا له ولمرلينا السعادة معا . تشنج وجهها لشدة ما حاولت ان تحافظ على ابتسامتها العريضة ، وتساءلت ان كان جايك يتمنى رحيلهم بقدر ما تتمناه هى .
ومن سخرية القدر ان امها قررت ان تلعب دور كيوبيد اله الحب ، فقالت فيما كانوا يقفون على الشرفة الامامية ، يلوحون لاخر السيارات المغادرة : لمِ لا تاخذين جايك فى نزهة الى الكروم قبل ان يحل الليل يا مرلينا ؟
فاجأها ان والدها ساند هذا الاقتراح ، وقال موجها حديثه الى جايك : لم تعد الكروم مزهوة حاليا ، لكن النزهة لا تزال جميلة . لن يتسنى لكما الوقت لزيارتها غدا صباحا ، اذ عليكما ان تصلا الى المطار قبل نصف ساعة من موعد اقلاع طائرتكما عند الساعة السادسة وخمس واربعون دقيقة .
شبك جايك ذراعه بذراعها ، وقال بلهفة وقد التعت عيناه لهذه الفرصة : فلنذهب .
وسارعت امها تقول : لن ننتظركما يا مرلينا . انت تعرف غرفتك يا جايك ، اليس كذلك ؟
-نعم ، شكرا لك . ارانى اياها داين فى وقت سابق .
-حسن ، اتمنى لكما نوما هنيئا .
ردت مرلينا بسرعة : شكرا يا امى . تصبح على خير يا ابى .
|