كاتب الموضوع :
dede77
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
نظرة سريعة اليها اعلمته انها اغمضت عينيها ، انسحبت الى عالمها الخاص ، مقصية اياه . انها اشارة تنذر بالسوء . لعل عقلها يعمل ضد مصلحته ، لعلها تفكر فى فانيسا وفى النساء الاخريات اللواتى مررن فى حياته منذ تاصبحت مساعدته الخاصة . لايمكنه ان يلومها اذا م تصدق انها تحتل مكانة خاصة وفريدة فى عقله . لكنها تحتل هذه المكانة فعلا . اراد وحسب ان يبقيها بعيدة عن مسرح الحفل ... وان يحتفظ بها لنفسه فى العمل .
ما من خيار الان .
عليه ان يبذل قصارى جهده لئلا يفقدها .
كانا يعبران جسر المرفأ ، بحيث لم يعد يفصلهما عن شقتها فى شاتسوود سوى خمس عشرة دقيقة . وهو يعرف عنوانها لانه اوصلها مرات عدة حين كانت لقاءات العمل تستمر لوقت متاخر من الليل . لم تدعه يوما للدخول ، ولم يضغط عليها يوما ليدخل ، لعلمه بمدى خطورة تواجده فى مثل هذا المكان .
الا ان هذه المسالة لم تعد مهمة بعد اليوم . فجسده كله يدفعه لاخذها بين ذراعيه مجددا ، مؤججا نار الهوى التى استعرت بينهما مجرد معانقتها اثارته الى اقصى حد ، ولابد ان مشاعرها تحاكى مشاعره بحيث لم تستطع ان تتجاهلها . فى الواقع ، لا يمكن لعاقل ان يتجاهل مثل هذه المشاعر .
منتديات ليلاس
واجبرته الاشارة الضوئية الحمراء على التوقف عند المنعطف ، ما منحعه الوقت الكافى ليلقى عليها اكثر من نظرة . بدت جامدة وكانها تشد نفسها بقوة . مازالت عيناها مغمضتين ، وقد ارتسم على وجهها تعبير حزين ، مهزوم . شعر بانها القت سلاحها ولم تعد ترغب فى مواجهته الا انها لم تكن سعيدة بذلك .
اراد ان ينحنى نحوها ويضمها بين ذراعيه ، ليبعث فيها الحياة مجددا . لكن السيارة التى توقفت خلفه اطلقت نفيرا يد على نفاد الصبر ويعلمه ان السير بدا بالتحرك . عاد جايك بانتباهه الى الطريق ، وتحرك بسيارته معاهدا نفسه بان يقنع مرلينا بصحة ما يفعلانه عند انتهاء رحلتهما الى شاتسوود .
***
توقفت السيارة وانطفا المحرك . وخطر مرلينا ان وقت الجد حان ، وما من مفر من المواجهة الان . و بنتهيدة استسلام ، فتحت عينيها فرات انهما توقفا امام شقتها مباشرة . لقد اعادها جايك الى المنزل كما وعدها .
كان المبنى قديما ، مؤلفا من اربع شقق . وكانت تعيش فى الجهة اليسرى من الطابق الارضى ، حيث لشقتها مدخل خاص عبر شرفة امامية تغمرها الشمس فى الشتاء . وباستثناء هذه الميزة الخاصة ، كانت شقتها عادية جدا ، وتتالف من غرفة جلوس تفصلها عن المطبخ فسحة لتناول الطعام ، وحمام وغرفتى نوم فى الخلف .
منتديات ليلاس
لم يدخل جايك شقتها يوما ، كما لم تزر هى بيته فى ميلسون بوينت حيث مر العديد من النساء من دون شك . وترافقت هذه الفكرة مع ارتعاشة اشمئزاز صغيرة ، فاقسمت فى سرها على الا تخطو اى خطوة فى ذاك المنزل .
وتراقص قلبها جذلا عندما ترجل جايك من السيارة وتوجه نحوها . فى اى لحظة الان ، ستنزل بدورها لتقف الى جانبه ، لكن ما الذى سيحصل لاحقا ؟ وفتح الباب . شعرت مرلينا للحظة بشلل اقعدها عن الحراك .
قال : لقد وصلنا .
فاجبرت نفسها على ان تقول : هذا صحيح !
وتمكنت بطريقة ما من ان تحرك قدميها وتخرجهما من السيارة .
امسك جايك بيدها ، يساعدها على الوقوف من المقعد المنخفض ، ما ادناها منه كثيرا . وعندما امسك بيدها الاخرى وادارها لتواجهه ، تاثر كل عصب فى جسدها وكأن تيارا كهربائيا قد صعقها . هل سيعانقها ؟ رفعت وجهها اليه فى اضطراب لاحول فيه ولا قوة . ولدقائق مشحونة ، بحيث عيناه فى عينيها ، فاسرتها الطاقة المنبعثة منه اكثر من يديه . ما الذى يبحث عنه ؟ ما الذى يريد العثور عليه ؟
|