كاتب الموضوع :
زهور الندى
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
وعادت الى شقتها مسرورة بمرافقة هؤلاء الموظفين ألقت بحقيبة يدها على كرسى ,و خلعت حذائها ثم تهالكت على الأريكة الوثيرة ونظرت فى أنحاء غرفة جلوسها, لقد زخرفتها خلال أسابيع قليلة بطاقة وتصميم لم تعرفهما من قبل .
أغمضت عينيها وقد بان الألم على وجهها الرائع , هل سيمكنها أن تنسى موت أنا يوما ما؟ ظنت أن ذلك اليوم كان أسوأ أيام حياتها, أن ليس ثمة ماهو أسوأ منه.لكن لديها شعور أن هذه الليلة ستتفوق على ذلك النهار.
قطع عليها أفكارها المضطربة رنين جرس التليفون, وكان كلود يتصل بها من باريس. انتعشت لسماعها صوته الودود, كانت أنا قد تزوجت ابنه عند تخرجها من الكلية مباشرة. كان اتصاله ليذكرها بعيد ميلاد حفيدته, ابنة أنا, بعد شهر ويدعوها الى الحفلة التى سيقيمها لذلك, فى باريس. كما أدهشها قوله لها انها اذا أرادت حقا أن تعود الى عرض الأزياء فسيوظفها عنده.
رفضت عرضه الوظيفةعليها بكل رقة لقد فات الوقت ........
مسكينة أنا , لقد انتهت حياتها مبتورة وما زالت شابة, حين كان لديها كل شىء يمكن أن تعيش لأجله. تساءلت عما كانت صديقتها ستقول لها لو أنها ساكنت جيك.كانت ستنظر اليها ثم تقول:
_ يا الهى , يا لينا, من قديسة الى خاطئة ما بين ليلة وضحاها؟ ياله من طريق تسلكينه!
اغرورقت عيناها بالدموع. كانت تفتقد صديقتها التى تتحدث اليها تفضى لها بأسرارها.....سمعت جرس الباب ذهبت لتفتح البابوظنت أنه ربما كان بائع متجول .
_ نعم هل يمكننى مساعدتك فى.....
توقفت الكلمات فى حلقها واتسعت عيناها الخضراوان وهى ترى جيك عند العتبة.
_ لماذا هذا الذعر و الذهول كاتى ؟ هل تظنن أننى أدعك تهربين من تنفيذ ما تعاهدنا عليه؟ لست محبا للخير الى هذا الحد .
التوت شفتاه بسخرية وهو يدخل الى الشقة.
_ ما الذى تفعله هنا ؟
_ حئت أساعدك على حزم أمتعتك . لا يبدو و كأنك ابتدأت فى ذلك.
_ حزم أمتعتى ؟
وأمتلأت نفسها مرارة وهى تتذكر وضعها معه.
_ أنظرى الى ساعتك, كاتى .
كانت السادسة تقريبا. رفعت عينيها لترى جيك يخرج من الردهة متجها الى غرفة النوم. اندفعت خلفه و عندما استدار اليها عند الباب , دفعته فى صدره. أمسك كتفيها بيديه يبعدها عنه وهو يقول ساخرا :
_هل تلقين بنفسك على كاتى؟ لا داعى للعجلة , لكن حماستك تعجبنى. أظن فكرتك صائبة كاتى.... لماذا الأنتظار؟
وفتح زراعيه يضمها الى صدره. أخذت تدفعه فى صدره صارخة :
_ كلا ! لا أريد ....
سقطت ذراعاه الى جانبه. رأت وجهه يتجهم و أصابعه تقبض على أعلى ذراعيها . أحست بالغضب يتملكه فأخذت ترتجف.
_ لقد عقدنا اتفاقا , ولا سبيل الى التراجع .
_ لكن وظيفتى.....
_ عليك أن تفعلى ما يطلب منك كاتى, أما بالنسبة الى وظيفتك, فقد بحثت الأمر . ان الأستوديو يمكنه الأستمرار فى العمل فترة دون وجودك .
_ ولكن .....
_ على كل حال, يمكننا , اذا شئت , أن نرتب الأمر بحيث تعودين الى العمل بعد أسبوع أو نحوه.
_ ألا تمانع فى عملى ؟
_ كلا, ما دام هذا يرضيك كاتى , دوما كنت عاملة مجتهدة. لا أريدك أن تشعرى بالسأم عندما لا أكون فى البيت .
_ سأحزم أمتعتى .
_ فتاه طيبة, لن تندمى لذلك . هيا ابدئى بحزم الأمتعة ....
و أمسك بها يدفعها الى داخل غرفتها . غضبت لفعه لها بهذا الشكل . أخرجت ثيابها و أخذت حقيبتين تملأهما بملابها وقد تملكتها المرارة , كذلك فتحت الأدراج تفرغها وهى تشتم باللغتين الانكليزية والفرنسية .
_ هل انتهيت ؟
_ نعم . ولكن هل كان عليك أن تجعل أبى يعلم أننا ...... صديقان ؟ فىهذا ما يكفى من الذلة لى دون معرفة أبى , فكيف لو عرف ؟
_ لم تكن نيتى اذلالك كاتى , ولا الكذب عليك . حياتك معى سرعان ما يعرفها الجميع , ومن حق أبيك أن يعرف الوضع , اذا كنت تفكرين فى العودة الى هذه الشقة , انسى هذا .
تقدم منها يمسك بها ثم يرفع رأسها ينظر اليها بعينين ضيقين.
_ هنالك شىء بيننا لا يمكنك نكرانه . يمكننى أن أحس بخفقات قلبك تنبض بعنف , تكادين تذوبين حين أقترب منك. والله يعلم , أن نفس الشىء يحدث لى .... لن تكون علاقتنا مجرد أمر عابر , هل تفهمين؟
أغرورقت عيناها بالدموع و ابتلعت غصة فى حلقها , و قالت بنعومة :
_ لقد أنهيت حزم أمتعتى.
|