كاتب الموضوع :
زهور الندى
المنتدى :
روايات احلام المكتوبة
و التفت ينظر اليها وعينيه دامعتين فقالت باسمة :
_ بل أعلم ذلك.
انتظرت الى أن أصبح فى غرفته , عادت الى غرفتها وتنهد بارتياح وهى تغلق الباب خلفها خلعت ثيابها و استلقت على سريرها وذهنها أشبه بالدوامة . لم تستطع أن تفكر فى الرعب الذى تعرضت له فى الساعات الماضية, ولكن عليها أن تفعل ذلك ......
لقد عادت منذ شهرين الى حياته بكل هدوء لتخبره بأنها تريد حقها فى الشركة . انكمشت ساخطة على نفسها لغرورها هذا . كانت تظن أن السنوات التى مضتها فى فرنسا قد أنضجت رأيها وهى الأن امرأة ناضجة مستعدة للصفح عن أبيها لهفواته الصغيرة.
كانت ابنته , لكنها لم تفكر قط فى مشاعره قبل الأن لقد دمرت أمها كرامته,لكنه أخذ يناضل لاستعادتها بالطريقة الوحيدة التى يعرفها ,و تكهنت بما لا بد كان عليه شعوره .
جلست خلف مكتب أبيها ثم تناولت سماعة الهاتف.
_ بنجور كلود .
وبفرنسية سريعة شرحت كاتى لصديقها ما تريد . عقد عمل معه براتب أعلى كثيرامن السابق بالاضافة الى أسفار كثيرة الى الخارج تأخذ عليها عمولة مرتفعة, هذا على أن يعطيها الجواب الليلة .
وضعت السماعة وهى تقطب جبينها لقد وعدها كلود بالسعى قدر امكانه , كانت تريد أن تبتعد عن عرض جيك وتعتمد على نفسها وعلى ملها لعل ذلك ينقذ الشركة بعيدا عن تدخل جيك.
_ عفوا يا أنسة ,و لكن هل ستتناولين العشاء هنا ؟
أجابت كاتى : نعم
على مائدة العشاء, التىلم تكد كاتى تمسها , حدثت أباها عن خطتها.
_ وهكذا , ترى يا أبى , مع ثورتك الخاصة ومدخراتى, بالاضافة الى ما أرجو اكتسابه خلال سنة أو اثنتين يمكننا الصمود. ولا بد أن تتحسن سوق الأملاك .
_ كاتى حبيبتى, أنا لا أستحق ابنة مثلك . انك تمنحينى كل أموالك.
_ هذا ليس مهما أبى . الشركة وحدها هى المهمة الأن.
_ هذا لاينفع كاتى ليس لدى ثروة خاصة , على الأقل لا شىء أتمكن معه من انقاذ الشركة .
_ لكن جدى ترك لك أطنانا من المال ........
_ نعم . لكن مونيكا كانت زوجة مسرفة للغاية, اشترت فيلا ويختا و مجوهرات وفراء ....... وكل ما يخطر بالبال فقد كان الذنب ذنبى وحدى, فقد حاولت المضاربة فى البورصة فخسرت نصف ما دفعت.
_ آه , كلا .
_ وذات يوم أسود منذ عامين تقلصت ثروتى الى النصف وذلك فى يوم واحد. ودفعت هبة الطلاق العام الماضى عند ذلك ظننت ان الخلاص من تلك المرأة يستحق , مونيكا لن تستطيع بيع الأسهم قبل عامين
وعند ذلك يكون لى الحق فى العودة الى شرائها منها ففى العامين أكون بعت البنايتين بربح كبير .
استمعت كاتى الى أبيها , وهى تسمع رنين التليفون . وكان كلود هو المتصل .
أخذت تستمع الى حديثه اليائس, فلم تسمع جرس الباب , وعندما أطبقت يد كبيرة سمراء على يدها فوق السماعة , كادت تقفز من مكانها.
هتف جيك : شكرا كلود , لقد استلمت كلتى الرسالة , تصبح على خير .
_ كيف تجرؤ على ذلك وأنا أتحدث ؟ انها مخابرة هامة للغاية .
_ انه لا يستطيع مساعدتك كاتى .
_ لم يكن كلود رئيسى فى العمل فقط .وانما صديقا شخصيا لى . وليس من حقك أن تقتحم المكالمة.
_ أنا لم أقتحم كاتى لقد فتحت لى مدبرة المنزل وأدخلتنى الى هنا . أما بالنسبة لكلود فصداقتك له على وشك الانتهاء
_ هذا مستحيل .
منذ متى ينصحها بالنسبة لأصدقائها ؟
نظرت الى قامته الطويلة ....... كان رائعا , أروع من أى رجل عرفته, أناقته كان يرتدى معطفا كحليا أنيقا على كتفيه العريضتين, تحته كان يرتدى بذلة سهرة قاتمة اللون وقميصا كالثلج بياضا .
|