لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > القصص والروايات > روايات احلام > روايات احلام > روايات احلام المكتوبة
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

روايات احلام المكتوبة روايات احلام المكتوبة


إضافة رد
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 06-05-12, 09:17 PM   المشاركة رقم: 26
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 6 ـ لم تستطع الهرب

 


6 ـ لم تستطع الهرب


ـ إذن , فقد تزوج غارد أخيراً ! لا يبدو أنني أستطيع لومه !
قال السيد (( ديبوا )) هذا لروزي وهو يصافحها بعد قيام غارد
بواجب التعارف بينهما . ثم سأل غارد بإنكليزيته الحذرة :
ـ متى تزوجت , يا صديقي ؟
ـ منذ فترة قصيرة .
قال السيد (( ديبوا )) لروزي معتذراً :
ـ لا بد أنك غاضبة مني جداً , يا سيدتي . ولكن ليس بمقدار
غضب غارد , كما أظن . لكنه الوحيد الذي أثق به للقيام بمثل هذا
العمل الهام لنا . من المهم جداً , عندما نعرض قضيتنا على
السلطات , أن يكون لدينا كل المعلومات . . . الواحد منا , هذه
الأيام , لا يكتفي بالمعلومات والبلاغة , بل عليه أن يقدم وقائع ,
وأرقاماً , ورسوماً بيانية . عليه أن يتعلم الكمبيوتر , أو يتحمل
العواقب . هل أخبرك غارد شيئاً عن أعمالنا ؟
سأل روزي هذا وهو يدعوهما إلى مكتبه الفسيح المشرف على
مركز الأعمال في المدينة .
ـ بعض الأشياء .
أجابته بذلك , معترفة لنفسها على كره منها , بأنها مستمتعة ,
نوعاً ما . شعرت بالسرور لاستعمال عقلها وقدراتها اللغوية , وأكثر
من ذلك شعورها بأنها ماهرة في شيء لا يستطيع غارد أن يماثلها فيه
تماماً .
وكما سبق أن قال غارد , كانت إنكليزية السيد (( ديبوا )) محدودة
جداً . كثير من الاصطلاحات التقنية التي كان يستعملها وهو يشرح لها
بحماسة احتياجات مؤسسته , غير مألوفة لديها , رغم أنها
تمكنت بسرعة من تفسير معانيها .
أثناء متابعة غارد لحديثهما . استطاعت أن ترى من تقطيبة
لجبينه , بأنه يجد صعوبة في ذلك . ودون أن تعلم السبب , وجدت
نفسها تسكت السيد (( ديبوا )) بلطف , ثم تلتفت إلى غارد بسرعة لتشرح
له ما كانا يقولان , غير منتبهة أثناء ذلك لجو السلطة والثقة بالنفس
الذي بدا في صوتها أو للنضج الذي أسبغه ذلك عليها .
عندما نظر السيد (( ديبوا )) في ساعته أخيراً , هتف مدهوشاً للوقت
الطويل الذي أمضوه . دهشت هي أيضاً لسرعة مرور الوقت , ولمبلغ
استمتاعها بما كانت تفعل , رغم أنها كانت تزعم دائماً أمام أبيها
وغارد أنها لا تحب الكمبيوتر وملحقاته , ويسعدها جداً أن تدع
الأمور كما هي .
عندما نهضا للخروج , التفت السيد (( ديبوا )) إلى غارد , قائلاً :
ـ أنا وزوجتي سنقيم حفلة عائلية صغيرة هذا المساء , احتفالاً
بتخرج ابنتنا الكبرى من الجامعة . و يسرني جداً أن تكونا معنا إلا إذا
كان لديكما خطط أخرى . . .
أجاب غارد بسرعة :
ـ كلا على الإطلاق ! متى تريدنا أن نكون هناك ؟
حالما أصبحا بمفردهما , التفتت روزي إليه محتجة .
ـ لا يمكنني الذهاب إلى حفلة , يا غارد . لم أحضر معي ملابس
لائقة بالمناسبة
قال بجفاء .
ـ ليست بروكسل قائمة على كوكب آخر ! إن فيها متاجر جيدة
جداً , على ما أعتقد . كما علي أن أحذرك , يا روزي , من أن السيد
(( ديبوا )) رجل تقليدي . وأظن أن تقديره البالغ لك سيصدم بشكل ما إذا
أنت لبست ثوباً في حفلة ابنته سبق واشتريته من الحوانيت الخيرية ,
وربما سيعتبر ذلك إهانة .
التفتت إليه روزي غاضبة وقالت بحدة :
ـ لست بحاجة إلى أية محاضرة منك , يا غارد , بالنسبة لما ألبس
أو لا ألبس .
كان لديها في بيتها ثوبان أسودان قصيران اشترتهما خصيصاً
لتلبسهما عندما كانت تخرج مع أبيها أو جدها في المناسبات
الاجتماعية المختلفة . ربما كانت تفضل البنطلون المريح , أو الأثواب
المخملية و الحريرية التي تلتقطها من التنزيلات والأسواق الخيرية .
لكنها ما كانت , بأي شكل لتُحرج أيا منهما بارتدائها ثوباً تعلم أنه
يشعرهما بعدم الارتياح .
لكن غارد كان شيئاً مختلفاً تماماً .
منتديات ليلاس
لقد أحبت , على كل حال , السيد (( ديبوا )) , وأدركت بنفسها ,
دون حاجة إلى معلومات غارد , أنه من النوع التقليدي .
قال غارد وهو بنظر إلى ساعته :
ـ لسوء الحظ , لدي اجتماع آخر عصر اليوم , وإلا لذهبت معك
إلى السوق !
قالت له باختصـــار :
ـ لا داعي , شكراً .
إن آخر ما تريده هو أن يقف غارد معها في متجر أزياء ليخبرها
بما عليها أن تشتري . سألها :
ـ ما رأيك بتناول الغداء ؟
أجابت كاذبة :
ـ سلت جائعة .
تبددت الآن تلك الغبطة التي كانت تشعر بها . لم يجعها غارد
غاضبة فقط بتعليقاته على ملابسها , وإنما . . . وإنما ماذا ؟ جرح
كرامتها ؟ آلمها ؟ هذا مستحيل . لا شيء مما يقوله غارد يمكن أن
يحدث فيها بهذا الأثر . ذلك لأن ليس له عليها مثل هذا التأثير .
ـ إذا كنت بحاجة إلى نقود , يا روزي . . .
لكنها هزت رأسها نفياً قائلة بغضب :
ـ بمقدوري شراء ملابسي , يا غارد .
ـ نعم , أعلم هذا ! اسمعي , يا روزي ! عندما تعثرين أخيراً على
رجلك الكامل الرائع , أرجو أن تتذكري كم ما زلنا , نحن الرجال ,
رجعيين , من طراز ما قبل التاريخ .
سألته بارتياب :
ـ ماذا تعني ؟
ـ أعني أنه , بالرغم من أنني لا أكره شيئاً كما أكره المرأة التي
تلتصق بالرجل كالنبات المتسلق , إلا أننا , نحن الرجال , ما لنا
تستمتع بكوننا نستطيع تدليل نسائنا وإطلاق العنان لهن .
ـ بمكافأتهن على حسن سلوكهن ! بشراء أشياء تلقونها إليهن
كما تلقون بقطعة بسكويت إلى الكلب ؟
قالت متحدية , وعيناها تنضحان ازدراء وغضباً وهي تتابع :
ـ الرجل الذي أحب , ينبغي أن يعاملني معاملة الند للند يا غارد ,
في كل شيء . آخر شيء يريده هو أن أشعر نحوه بالامتنان لأي شيء .
ما سيعطيه الواحد منا للآخر , يعطيه إياه مجاناً .
سكتت فجأة مقطبة جبينها وهي ترى كيف كان غارد ينظر إليها :
ـ ما هذا ؟ ماذا حدث ؟
سألته ذلك مترددة . لم تره قط من قبل ينظر إليها بهذا الشكل ,
ويحدق إليها بمثل هذا التركيز العنيف . أجاب بخشونة :
ـ لم يحدث شيء ! ولكن , يوماً ما , يا روزي , سيكون عليك أن
تنضجي وتختبري الألم الذي يرافق مثل هذه المثالية . وعندما يحدث
ذلك أرجو أن يكون بجانبك من يلملم حطامك . . .
تمتمت بتمرد , بصوت منخفض :
ـ على أن لا تكون أنت ذلك الشخص .
* * *
مضت ساعة تقريباً منذ أنزلها غارد في منطقة التسوق في
المدينة , لكنها حتى الآن لم تجد شيئاً يعجبها . أخذت روزي تفكر
في ذلك وهي تقف بجانب متجر صغير , تتفرج على الثوب المعروض
في واجهته , والمصنوع من المخمل الأسود والتافتا . كان قسمه
الأعلى من المخمل الأسود , بينما انحدرت فتحة العنق قليلاً عن
الكتفين , هذا إلى كمين طويلين ضيقين . كان المخمل محكم
التفصيل حول الخصر بينما كانت التنورة التافتا تتسع من فوق الوركين
مباشرة .
القماش النفيس واللون الأسود منحا الثوب مظهراً رصيناً . لكن
التنورة جعلته ثوباً للفتيات لا يلائم امرأة كالمدام الكونتيسة , مثلاً .
دخلت روزي المتجر مملؤة بعزم . قالت البائعة متشككة عندما
سألتها روزي عن الثوب :
ـ إنه قياس صغير جداً . . . ولكن , نعم قد يلائمك !
أضافت الجملة الأخيرة بعد أن خلعت روزي معطفها لتجرب
الثوب . وأخذت تتأمل صورتها في المرآة .
كان سواد المخمل يبرز لون بشرتها العاجي , وخصلات شعرها
التي تلامس كتفيها المكشوفين تُضفي عليهما شيئاً من النحول ما
جعلها تقطب جبينها قليلاً .
قالت البائعة بحماس :
ـ إنه مصنوع لك خصيصاً .
أجابت مترددة :
ـ ولكنه غالي الثمن .!
كان عليها أن تشتري حذاء جديداً يلائم الثوب . وفي النهاية ,
كانت عادة غارد في السخرية من ملابسها وذوقها , هي التي جعلتها
تحزم أمرها بينما البائعة تؤكد لها أنها لن تندم على شرائه وهي تلفه
لها , قائلة :
ـ إنه ثوب كلاسيكي لا يبطل طرازه .
وتابعت روزي طريقها إلى متجر الأحذية الذي سبق ومرت به .
وعندما وافاها غارد , في ما بعد إلى المكان المتفق عليه , كان الشيء
الوحيد الذي قاله :
ـ إذن , فقد وجدت شيئاً يعجبك !
كانت تحمل عدة أكياس أخرى بالإضافة إلى الثوب . . حذاء ,
حقيبة يد صغيرة للسهرة تلائمهما , وشاحاً ناعماً من الكشمير لتلبسه
فوق الثوب , صندوقاً صغيراً مزخرفاً من طراز القرن الرابع عشر
وجدته في حانوت للتحف اشترته هدية لابنة السيد (( ديبوا )) .
في الطريق إلى الحفلة , أخذت تفكر في أنه ربما كان من
الأصوب لو اشترت شيئاً عادياً , لكن هذا الصندوق كان رائع
الجمال .
ـ تباً لي !
قال غارد ذلك فجأة , ما جعل روزي تنظر إلي مستفهمة وتابع
مفسراً :
ـ كنت أريد أن أطلب منك شراء هدية لابنة السيد (( ديبوا )) لكن
الوقت فات الآن و . . .
قالت وهي تلتفت إلى المقعد الخلفي تتناول اللفافة التي سبق
ووضعتها هناك :
ـ لكنني اشتريت لها هدية , فعلاً .
ثم فتحت اللفافة تريه الصندوق المزخرف . عندما لم يقل شيئاً ,
هبط قلبها قليلاً , يبدو أنه لم يعجبه ! تملكها الغضب . لا بأس , فقد
أعجبها هي . . .
ـ أتعلمين يا روزي ؟ إنك تدهشينني أحياناً . تتظاهرين بعدم
اهتمامك بالأشياء القديمة , وتعلنين أن من الإجرام تقريباً الاحتفاظ
بمكان مثل (( مرج الملكة )) منزلاً خاصاً , ومع ذلك تذهبين لتشتري
شيئاً كهذا . . .
ـ إذا لم يكن يعجبك . . .
قالت ذلك بتحد , لكن غارد سارع إلى القول :
ـ كلا , لا أقصد . . . إنه رائع الجمال !
جعلها مديحه غير المتوقع لا تدري ما تقول . رفعت بصرها إليه
فباغتتها نظرته , لكأنه . . كأنه . . وتملكها شعور غريب غير مألوف .
ـ روزي ! . . .
لماذا تشعر الآن بقشعريرة لنطقه باسمها , وهي التي طالما سمعته
يتلفظ به من قبل ؟ لماذا تذكرها طريقة لفظه لها بالماء الرقراق في
النهر ؟ باحتكاك المخمل الناعم بالبشرة ؟ بهمس العاشق لحبيبته . . . ؟
اندفعت تتكلم بسرعة , محاولة التخلص من هذه الأفكار
الخطرة :
ـ حتى إنني تذكرت شراء ورق ملون , يا غارد , وبطاقة . أتعرف
اسمها ؟ كان يجب أن أسأل عنه السيد (( ديبوا )) . أرجو ألا تظننا
متطفلين , فهذه حفلتها وهي لا تعرفنا .
ـ أعتقد أن اسمها (( هلوزا )) . لا أظنها ستكره حضورنا .
قال ذلك وقد ران عليه هدوء مفاجئ .
لم يتكلم بعد ذلك إلا حين وصلا , فقط ليقول إنهما , ما داما لم
يتغديا , ولا بد أنها جائعة , لهذا سيسأل المدام عما إذا كان ممكناً أن
يتناولا الغداء في جناحهما .
ـ آه ! هذا حسن ! أنت جاهزة إذن , سنكون هناك في الوقت
المناسب , ولكن . . .
أحست روزي بالارتباك حين سكت غارد فجأة وراح يتأملها .
أخذت تنظر إليه مترددة من باب غرفة النوم المفتوح .
في المتجر , كانت واثقة من حسن اختيارها للثوب , لكنها الآن ,
فجأة , لم تعد واثقة .
صمت غارد , والطريقة التي ينظر بها إليها . . . استجمعت ثقتها
بنفسها وقالت :
ـ ماذا حدث ؟ إذا لم يكن الثوب مناسباً . . .
هز غارد رأسه وهو يسير إلى حيث سترته فيرتديها :
ـ بل هو ممتاز . . .
بدا صوته متوتراً على غير عادة , أبح قليلاً , فانصرفت بذهنها عن
مظهرها هي إلى حركات عضلاته تحت القميص الأبيض , شاعرة
بجفاف في حلقها .
فجأة أصبحت أحاسيسها مرهفة بشكل غير عادي , ما جعلها تشم
رائحة جسده رغم بعد المسافة بينهما . تسارعت خفقات قلبها . احمر
وجهها , واستدارت بسرعة عائدة إلى غرفتها وهي تقول بصوت عال :
ـ وشاحي ! . . . كدت أنساه في هذا الجو البارد . . .
هل استطاع غارد أن يسمع الارتباك والاضطراب في صوتها كما
سمعته هي ؟ لم تكن تشعر أبداً بالبرد , ولكن أي تفسير آخر يمكن أن
تقدمه لارتجاف جسدها ؟
ـ هل تشعرين بالبرد ؟
سألها هذا وهو يتبعها إلى غرفة نومها , مقطباً جبينه . أجابت
وهي تضم الوشاح حولها بإحكام .
ـ كنت كذلك ولكنني الآن بخير . ظننت . . . ظننتك تريد
الخروج . لا أريد أن نتأخر .
أجاب بجفاف :
ـ كذلك لا نريد أن نصل باكراً . ثم إننا , على كل حال ,
عروسان . . .
عندما أخذت تنظر إليه بحيرة , فسر لها الأمر متجهماً :
ـ استعملي ذكاءك , يا روزي ! نحن عريسان من المفترض أنهما
غارقان في الحب . ولو كان الأمر كذلك حقاً , لما سمحت لك
بالخروج من هنا بسهولة , ولما كنت تقبلين بالخروج !
كان صوته انخفض إلى حد الهمس , مشبهاً التنويم المغناطيسي ,
وأطلق رجفة محمومة أخرى في كيان روزي , بينما تابع يقول :
ـ لو كنا حقاً عريسين مغرمين لكان ثوبك الصغير هذا مُلقى على
الأرض وأنت بين ذراعي .
صرخت وهي ترتجف :
ـ أسكت , يا غارد , أسكت ! نحن لسنا مغرمين ببعضنا البعض .
نحن لسنا . . . ليس الأمر بهذا الشكل . . و . .
قال بجفاء :
ـ لا ! من المؤكد أننا لسنا كذلك . هل أنت واثقة من أنك تريدين
هذا الوشاح ؟ تبدين متوهجة تماماً . . .
قال ذلك وهو يفتح لها الباب . حملقت روزي فيه وهي تهم
بالخروج
إنه يعلم جيداً ما الذي سبب احمرار وجهها بهذا الشكل . تباً له !
عندما أسرعت تهبط السلم , تملكتها رجفة أخرى , أكثر حدة
هذه المرة , مصحوبة بالألم , ما جعلها تعض شفتها بحدة لتكبحها .
خافت من أن تشعر بالاستغراب والضيق بين أناس لا تعرفهم , أو
أن تكون ابنة السيد (( ديبوا )) كارهة دعوة أبيها لهما . مخاوفها تلك
سرعان ما تلاشت , ليس فقط أمام حرارة ترحيب السيد (( ديبوا ))
وزوجته , وإنما من الاستقبال الحماسي الذي تلقياه من (( هلواز ))
نفسها , وسرعان ما رأت روزي نفسها وسط مجموعة من الشابات
والشبان , بينما بقي غارد يتحدث إلى مضيفه ومضيفته .
كانت (( هلواز )) وأصدقاؤها مجوعة ذكية مليئة بالحيوية من شبان
وشابات أخذوا يتحدثون عن آرائهم ومعتقداتهم بصراحة , مازحين مع
روزي قليلاً لما رأوه من استنكارها مفهوم المواطنية الأوروبية . لكنها
سرعان ما اكتشفت أنهم , مثلها , يهتمون كثيراً بأحوال البائسين , ثم
وجدت نفسها مستغرقة في حديث مع أحد أصدقاء (( هلواز )) عن
المشكلة المتفاقمة لمتشردي المدن .
رغم أن هذا الفتى , واسمه (( رينولد )) , لم يكن يشبه , رالف
شكلاً . . . إذ كانت بنيته أكثر صلابة , شعره كثيفاً جعداً بني اللون ,
وكذلك لون عينيه اللتين كانتا تطفحان حرارة وإعجاباً كلما نظر
إليها . . . إلا أنه كان يشارك رالف كثيراً من مثله العليا التي يغلفها
بروح مرحة تنقص رالف .
قال يخاطبها بحماسة وهو يفصلها عن الآخرين ليتمكن من
التحدث إليها على انفراد :
ـ يخيل إلي أن هذه المشكلة عامة في كل البلاد . يبدو لي أننا
جميعاً سنستفيد كثيراً من تبادل الآراء والخبرات , ومشاركة بعضنا
بعضنا ما نتعلمه .
قالت مازحة :
ـ أتعني أن نقيم مؤتمراً ؟
ـ ربما نتدبر شيئاً أقل تمسكاً بالشكليات من المؤتمرات . إنني
أذهب إلى انكلترا أحياناً لإداء بعض الأعمال , وسيهمني أن أزور
الملجأ , إذا كان ممكناً ترتيب هذا الأمر .
أجابت بحماسة :
ـ أنا واثقة من إمكانية ذلك , وأعلم أن رالف سيهتم جداً بالتعرف
إليك .
ـ لكنك تعيشين خارج لندن كما أخبرتني . هـــل هنالك
فندق . . . ؟
قالت بسرعة :
ـ آه , لن يكون ثمة ضرورة لذلك . يمكنك أن تقيم معنا .
فقال برقة :
ـ إنني الآن أتطلع بشوق إلى ذلك .
قالت (( هلواز )) لها مازحة وهي تنضم إليهما بعد ذلك بعشر
دقائق :
ـ لا تنظري إلى رينولد بجد أكثر من اللازم . إنه مغازل
رهيب . . .
قال رينولد محتجاً , دون أن يخجله كلاهما :
ـ أنت غير منصفة , يا (( هلواز )) . أنا جاد تماماً في ذلك .
كان الثلاثة ما زالوا يضحكون عندما جاء غارد لينضم إليهم بعد
عدة دقائق . قال لروزي موضحاً للآخرين :
ـ آسف لأن الوقت حان لذهابنا . علينا أن نستقل الطائرة في
الصباح الباكر .
ـ أهكذا سريعاً ؟!
قالت روزي ذلك باحتجاج , غير قادرة على إخفاء دهشتها حين
أخبرها غارد عن الوقت . وعندما صارا في السيارة متجهين إلى
القصر , قال :
ـ لا حاجة لأن أسألك إن كنت استمتعت بالحفلة .
كان في صوته نبرة لم تفهمها روزي . لم تكن غضباً أو ضيقاً
بالضبط , إنما . . . , شيء ما . . .
ـ يبدو أنكما , أنت والفتى (( رينولد بريسيه )) وجدتما الكثير
لتتحدثا عنه .
منتديات ليلاس
الفتى رينولد . . . ؟ قطبت روزي جبينها . كان رينولد أخبرها ,
في غمرة الحديث , أنه احتفل لتوه بعيد ميلاده الخامس والعشرين ,
وهذا ربما يجعله أصغر سناً من غارد , لكنه طبعاً لا يجعله يستحق
نبرة الاحتقار الغريبة في صوت غارد . قالت بلهجة المدافع :
ـ كان يحدثني عن اشتراكه في مشروع ملجأ مماثل لملجئنا . بدا
عليه الإهتمام البالغ بعملنا . وأنا . . . أنا دعوته لزيارتنا والتعرف إلى
رالف عندما يذهب إلى لندن لقضاء أعماله .
أسرعت بكلامها متجنبة النظر إلى غارد أثناء كلامها .
أما لماذا تملكها شعور بأنها أخطأت بعض الشيء . . وأنها ,
بشكل ما , أغضبت غارد ؟ فهذا ما لم تجد له تفسيراً واضحاً .
قال غارد باستفزاز :
ـ وهل هذا سيكون غرضه الوحيد من زيارته ؟ أن يتعرف إلى
رالف ؟
ارتاحت روزي لجو السيارة المعتم الذي أخفى احمرار وجهها .
فقد تضمن صوت غارد شيئاً من التوتر عزز شكلها السابق . قالت :
ـ طبعاً , أي سبب غير هذا يجعله يحضر ؟
ـ هيا , يا روزي ! حتى أنت لست بهذه السذاجة ! كان واضحاً
تماماً أن (( رينولد بريسيه )) أكثر اهتماماً بتفحص سريرك منه بتفحص
أسرار الملجأ .
قالت محتجة :
ـ هذا ليس صحيحاً , حتى ولو كان ذلك . . .
سكتت فجأة وهي تدرك أن الادعاء الذي كادت تتفوه به , وهو أن
هذا ليس من شؤون غارد , هذا الادعاء لم يعد صحيحاً تماماً . أدركت
أنها نسيت تقريباً علاقتهما الجديدة . سألها بصوت خشن :
ـ حتى ولو كان ذلك , ماذا ؟ أنك غير مهتمة به ؟ ليس هذا ما
لاحظته .
ـ كنا نتحدث , وهذا كل شيء .
قالت ذلك وهي تفكر . . . ما الذي حدث لغارد ؟ كان يبدو تقريباً
وكأنه . . . وكأنه ماذا ؟ كأنه يغار ؟ هذا مستحيل ! ورغم ذلك , فإنها
لم تفعل شيئاً يستحق غضبه . ابتدأت السعادة , التي شعرت بها في
الحفلة , تتبدد . أشاحت بوجهها عن غارد وأخذت تنظر من النافذة
إلى القلعة .
شعرت برجفة خفيفة وهي تتذكر ما كان بيتر قاله لها عندما سألته
كيف سينهيان , هي وغارد , (( زواجهما )) ! , قال لها , آنذاك , محذراً :
ـ سيكون عليكما البقاء معاً سنة على الأقل ! أي مدة أقل من تلك
يمكن أن تثير الشكوك بالإمكان في البداية , اختيار الانفصال وبعد
ذلك تتجهان نحو الطلاق .
سنة على الأقل ! بدل لها ذلك مدة طويلة . . . طويلة جداً . سمعته
يقول متوتراً :
ـ لا فائدة من العبوس والصمت , يا روزي ! إنك تعلمين ما هو
الوضع . . الدور الذي وافقت عليه , واخترت القيام به . إنك عروس
جديدة . و العروس الجديدة لا تتجاهل زوجها لتعبث مع رجل آخر .
قالت بغضب :
ـ إذا كنت تعني رينولد , أنا لم أكن أعبث معه . كنا نتحدث
فقط .
سكتت والتفتت إيه بعينين ملتهبتين . كان يركز اهتمامه على
الطريق , وعيناه مسمرتان أمامه وقد توتر فكه . قالت له برعونة :
ـ ربما لست قادراً على التحدث مع امرأة من دون أن تعبث
معها , يا غارد ! ولكن ليس كل الرجال مثلك , والحمد الله !
قال بخشونة :
ـ هذا صحيح ! أشك في أن عزيزك الغالي رالف , مثلاً , أوه
(( رينولد بريسيه )) , مستعد للمجازفة بسمعته في زواج احتيالي , فقط
لأجل . . .
وعندما سكت ألحت عليه بالقول :
ـ فقط لأجل ماذا ؟ لأنني طلبت منك ذلك ؟ إنك غير منصف , يا
غارد . إننا , نحن الاثنين , نعلم بالضبط لماذا وافقت أنت على هذا
الزواج . إنك تزوجتني لأنك تريد المنزل .
شعرت روزي , وهي تقول هذه الكلمات , بغصة في حلقها حين
اكتسحتها موجة عنيفة من الشعور بالوحشة .
لم تكن تريد زواجاً زائفاً . . زوجاً لا يكن لها حتى نوعاً خاصاً
من المودة , وليس الحب . آخر شيء كانت تريده هو أن تعيش حياة
ملؤها الكذب والخداع . . أن تعيش مع رجل لا يشعر نحوها بسوى
الاحتقار ويسخر منها على الدوام .
كل ما تقوم به هو ضد مبادئها . لا عجب إذن من شعورها بعدم
الرضا عن نفسها , ومع كل هذا التوتر والتعاسة . كانت حمقاء إذ
أصغت إلى بيتر , وظنت أن . . .
ـ وطبعاً , فإن الرجال أمثال رالف ورينولد في هذا العالم هم غاية
في الكمال والتعقل ليفكروا بشيء كهذا . هل هذا ما تظنينه ؟ لا
تخدعي نفسك , يا روزي ! لو أنك ألقيت بأوراق ملكية (( مرج الملكة ))
طعماً أمام رالف , لما فكر مرتين بما يتضمنه مثل هذا الزواج أخلاقياً .
أما بالنسبة إلى رينولد , لا أدري إذا كان فكر في أن يخبرك , أثناء
مثابرته على مغازلتك , أن أسرته وأسرة (( هلواز )) متفقتان منذ سنوات
على أنهما , هو وهي , سيتزوجان في النهاية ؟ إنهما قريبان تربط
بينهما أمور معقدة متعلقة بالأملاك والعمل . . . والزواج بينهما سيحل
كل هذه الأمور بشكل حسن جداً بالنسبة إلى الأسرتين . وإن كان هذا
لا يمنعه من أن يغازلك .
ـ أسكت ! . . . أسكت .
أخذت روزي تصيح به وهي ترتجف , رافعة يديها تغطي بها
أذنيها وهي تسأله بعنف :
ـ لماذا تنتقدني دوماً وتسخر مني ؟ لماذا تفسد كل شيء بالنسبة
إلي ؟ إنني لست حمقاء على الإطلاق يا غارد , مهما كان ظنك بي !
وإذا كنت أختار وأفضل أن أرى محاسن الناس , فهذا لا يعني أنني
قليلة الحذر .
وعندما أخذت تغالب دموع الغضب التي أوشكت على الانهيار ,
أشاحت بوجهها عنه وهي تقول بصوت منخفض متألم :
ـ لا بأس ! ربما كان رالف سيوافق على الزواج مني لو أنني
قدمت إليه (( مرج الملكة )) . لكنه , على الأقل , ما كان ليأخذ البيت
لنفسه , وإنما . . .
قاطعها غارد بخشونة :
ـ لكان دمره تماماً مثل إدوارد ! إكبــري , يا روزي ! هـــــل تصدقين
حقـــــاً أن رالف كان سيهتم مثقال ذرة بالمنزل وتاريخه ؟ وأنه ما كان
ليسحب أخشاب الجدران , ببالغ الســــرور , ليغطي بها السلم إذا وجد
ذلك ضرورياً لمؤسسته الخيرية ؟ هل تعلمين ماذا كان سيحصل (( لمرج
الملكة )) في مثل تلك الظروف ؟ إذا كنت تظنين أن أي شيء . . أي
شيء , على الإطلاق , من المنزل الأساسي كان سيبقى مألوفاُ لأبيك
أو جدك في الوقت الذي ينتهي فيه رالف وجماعته منه , أنت إذن
حمقاء .
قالت غاضبة :
ـ إنك لم تحب رالف قط , أليس كذلك ؟ كنت دائم السخرية
منه . حسناً , لا تظنني لا أعلم السبب , يا غارد . . .
سكتت روزي فجأة وهي تلتفت إليه لترى تأثير كلامها هذا عليه .
لم يبد عليه ما توقعت . لا الغضب البالغ ولا السخرية . . .
كان فكه متوتراً وكأنه يحاول السيطرة على نفسه. رأت النظرة
التي بدت في عينيه وهو يلتفت إليها . تملكتها رجفة لا إرادية وهي
تسمعه يقول بنعومة :
ـ استمري , يا روزي . . .
آه , كم تمنت لو أنها لم تبدأ هذا الحديث قط ! لكن فات أوان
التراجع الآن ! . . قالت تتحداه بشجاعة :
ـ إنك تكره الحقيقة أنه ليس مثلك , إنه لا يهتم بالمال أو المادة ,
لأنه . . .
أجفلت حين أخذ غارد يضحك , وتملكها الاضطراب لردة فعله
غير المتوقعة هذه التي نبهتها وحذرتها أكثر مما لو كان ثار غاضباً
منها مستنكراً مزاعمها . قال معنفاً :
ـ رالف لا يهتم بالمال ؟ لماذا إذن يزعجني على الدوام بطلب
التبرعات للملجأ الغالي ؟
ـ هذا أمر مختلف . إنه لا يريد المال لنفسه . إنه . . .
ـ لا ؟ هل هذا ما تظنينه حقاً يا روزي ؟ لا بأس . أنا أوافقك على
أنه لا يطلب المال لينفقه على نفسه , وعلى شراء أملاك لنفسه , لكنه
حتماً يريد المجد الذي يعرف جيداً أنه سيحصل عليه بتحويله ذلك
المكان الحقير المثير للشفقة إلى مبنى أفخم وأكبر حجماً وأهمية .
عضت روزي شفتها وحولت نظراتها عنه . رغم ما في كلام
غارد من قسوة , إلا أنه كان يحتوي على بذرة من الحقيقة هي أكثر
نزاهة وصدقاً من أن تنكرها .
شعرت بالارتياح وهي تدرك أنهما وصلا إلى مدخل القصر .
ولعل المدام تنتظرهما في الردهة , أو بالأحرى تنتظر غارد .
ـ ماذا . . ؟ لا شيء تقولينه عن نفسك , أو تدافعين به عن عزيزك
رالف ! ولا أدري سبب ذلك.
قال غارد ذلك ساخراً وهو يوقف السيارة أمام القصر . لكنها لم
تهتم بأن تجيبه . وما الفائدة , على كل حال ؟
أخذت روزي تخلع ثوبها , متعبة . لم تكن المدام في انتظارهما ,
ولكن عندما وصلا إلى جناحهما , أعلن غارد أن لديه عملاً عليه
إنجازه . ثم جلس خلف المكتب متجاهلاً إياها كلياً وهذا بالضبط ما
تريده هي . أما لماذا جعلها هذا متضايقة سيئة المزاج , فلم يكن لديها
أي تفسير . لا يمكن أن يكون السبب هو خسارتها نقاشاً معه , حتى
ولا شعورها بالغم من عبء هذا الدور غير المألوف ولا المرغوب
فيه .
قطبت جبينها عندما تعطل سحاب ثوبها . تملكها الضيق
وحاولت إصلاحه .
منتديات ليلاس
بعد عشر دقائق , وبعد أن آلمتها ذراعاها فيما لا يزال السحاب
معطلاً , اعترفت بالهزيمة , مدركة أن ليس أمامها سوى خيارين . . إما
أن تنام بثوبها هذا , وإما أن تلتمس المساعدة من غارد .
سارعت على كره منها إلى باب غرفتها تفتحه ثم تقف في العتبة
تنظر إلى غارد مترددة , بينما هو منكب على عمله . كان ظهره
نحوها . بدا منكباً على عمله بحيث ترددت روزي في مقاطعته . . .
ربما إذا هي حاولت مع السحاب مرة أخرى . . .
ـ نعم , يا روزي ! ماذا تريدين ؟
قفزت نظرات روزي المجفلة لتقابل نظرات غارد الذي وضع
القلم واستدار نحوها .
ـ إن السحاب في ثوبي معطل و . . .
ـ الأفضل أن تأتي إلى هنا وتقفي في الضوء لأتمكن من روية ما
أقوم به بشكل صحيح .
قال ذلك مشيراً إلى وسط الغرفة .
ـ ربما أنت تكبرين رغم كل شيء .
قال ذلك بجفاء وهو يمسك بكتفيها ليتمكن من فحص ظهر
ثوبها .
سألته متصلبة :
ـ ماذا تعني ؟ .
حاولت أن تستدير , شاعرة بأنه أخذ يسخر منها مجدداً , لكن
غارد كان يمسك كتفيها بشدة منعتها من الحركة .
تملكها شعور غريب لإحساسها بأنامله على بشرتها , ولرؤيتها
صورتهما معاً في المرآة التي تعلو المدفأة . صورتهما معاً في وضع
حميم كان يمكن أن يكون لعاشقين . .
أحست بقشعريرة خفيفة , وتنبهت إلى أنها ترى غارد , ليس كما
تراه دائماً , وإنما بصفته رجلاً ! . . ماذا لو كان غارد هو الذي تعرفت
إليه في الحفلة هذه الليلة , مثلاً , وهو الذي مدحها وغازلها ؟ . .
خفضت نظراتها إلى الأرض , شاعرة بشيء من الخجل لاتجاه
أفكارها على هذا النحو . سألها برقة :
ـ متى حدث هذا , يا روزي ؟ متى أصبح إصلاح ثوب أهم لديك
من عدائك نحوي ؟
قالت كاذبة :
ـ لا أدري ماذا تعني ! .
هل هو دليل نضج لديها أن تفضل طلب العون من غارد على
تمزيق ثوبها ؟ إذا كان الأمر كذلك , فقد بدأت تتمنى لو أن قرارها كان
أقل نضجاً .
إنها تشعر الآن بالتوتر يزحف على امتداد جسمها فيما غارد
يتفحص السحاب , مزيحاً شعرها من طريقه .
كانت قرأت في الروايات عن أنفاس الحبيب , لكنها كانت تسخر
من ذلك معتبرة إياه مبالغة كبرى . أما الآن . . . ابتلعت ريقها
بصعوبة , مكورة أصابعها بشكل قبضتين صغيرتين مرتجفتين بينما
تلفح حرارة أنفاس غارد ظهرها . قال بغيظ :
ـ اهدئي , يا روزي !
قوله هذا جعلها تدرك ما كانت تفعل . كانت لا إرادياً تميل
بظهرها إلى الخلف لتلتصق به وكأنها . . .
قالت محاولة الإبتعاد عنه :
ـ آه , دعه , يا غارد !
تملكها الذعر إذ انتبهت إلى أن هناك شيئاً مريباً جعل المشاعر
تشتبك في كيانها .
ـ اهدأي ! يمكنني أن أرى المشكلة الآن . هناك قطعة صغيرة من
القطن مشتبكة بالسحاب . أظنني سأتمكن من نزعها .
ـ أين ؟ دعني أراها . . . ربما يمكنني نزعها بنفسي .
قالت روزي ذلك محاولة الابتعاد عن غارد والاستدارة , في
الوقت نفسه , لتنظر من فوق كتفها . ولكن عندما تقدمت إلى الأمام ,
كان غارد تمكن من إطلاق السحاب , تاركاً المخمل اللين الناعم
ينزلق عن كتفيها والقسم الأعلى من جسمها .
تمسكت روزي بذعر , بالمخمل , متسمرة مكانها من المفاجأة
وقد التهب وجهها بينما أخذ غارد يتفحصها بنظره .
ـ كفى , يا غارد , كفى ! لا تحق إلي بهذا الشكل !
انفجرت تقول بصوت يماثل جسدها ارتجافاً . أرادت أن تستدير
هاربة , لكنها , لسبب ما , لم تستطع أن تتحرك . بقيت جامدة في
مكانها بينما نظرات غارد تتجول فوقها . قال برقة :
ـ بأي شكل ؟ إنني , على كل حال , زوجك يا روزي . في
الحقيقة . . .
عندما تقدم خطوة نحوها , حملقت فيه بعينين واسعتين ذاهلتين
وهي ترتجف , غير قادرة على سلخ نظراتها عنه . تابع يقول برقة :
ـ وفي الحقيقة , هل لديك فكرة عما تفعلينه بي في هذه اللحظة ,
وأنا أراك بهذا الشكل ؟ لو أنك تعمدت هذا العمل , لما تمكنت من
اختيار وضع أكثر إثارة , هل تعلمين ذلك ؟ لو كنت حقاً زوجك , يا
روزي , ما وقفت هكذا أتحدث إليك !
عندما سمعها تصدر شهقات صغيرة متتابعة , قال معنفاً :
ـ ماذا حدث ؟ من المؤكد أنك لست بريئة ساذجة إلى هذا
الحد . . .
ـ لا! . . . لا ! . . .
صرخت روزي باحتجاج وهي تستدير هاربة إلى غرفتها ثم تصفق
الباب خلفها وتستند إليه , بينما جسدها يرتجف كمن به حمى ,
وقلبها يخفق بعنف أشعرها بالغثيان . دموع العذاب التي انهمرت على
وجنتيها من بين أجفانها المغمضة لم يكن لها علاقة بالحرج البالغ ,
أو الغضب من غارد لما فعل .
منذ لحظة واحدة فقط , كانت تستمع مسحورة إلى رقة صوته !
الصدمة , الشعور بالحرج , بالذنب , بالخوف . . . كل ذلك
شكل لها نوبة من الذعر والألم الغامض .
ابتعدت روزي عن الباب ببطء وهي ترتجف من رأسها إلى
أخمص قديمها , شاحبة الوجه من تأثير الصدمة .
ما الذي يحدث لها ؟ ما الذي حدث لها ؟
اغتسلت بسرعة ثم خرجت من الحمام واستعدت للنوم , رافضة
النظر إلى صورتها في المرآة .
توهج وجهها احمراراً , لا بد أن شيئاً غير عادي حدث لها إذ
تتصور غارد يغازلها برقة وهي تستجيب له ! .
إنه فقط خداع مخيلتها , كما أخذت تطمئن نفسها , وغداً ستتغير
مشاعرها وتعود إلى حالتها الطبيعية .

نهاية الفصل السادس

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-05-12, 09:23 PM   المشاركة رقم: 27
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 7 ـ بين عدوها وزوجها

 


7 ـ بين عدوها وزوجها


ـ ماذا حدث يا روزي ؟ لا أظنك ما زلت مستاءة لأنني أفسدت
عليك الغزل مع رينولد , أليس كذلك ؟
سألها غارد هذا بجفاء . التفتت روزي إليه بحذر , وهي تمد يدها
إلى حزام الأمان عندما أعلن المضيف في الطائرة أنهم على وشك
الهبوط .
هــــــل نسي غارد , حـقـــــاً , مــــــا حـــــدث تلك الليلة ؟ مـــا قـاله لها ,
والطريقة التي نظر بها إليها ؟ كان مقطباً جبينه قليلاً وهو يربط حزامه ,
وشيء من نفاذ الصبر يوتر فمه .
هذا الصباح , بدا غارد مختلفاً تماماً . من المستحيل أن يكون هو
نفسه ذاك الرجل الذي نبهها إلى ذاته , وإلى نفسها بشكل مثير .
أتراها بالغت فــــي ردة فعــلـها إزاء ما حدث ؟ هل ضخمت الأمور
أكثر مما هي عليه ؟ وهل كان ضرورياً بقاؤها مستيقظة معظم الليل ,
خائفة من مواجهة غارد في الصباح , ومما قد يقوله ؟
وعندمــــا لم يـشـــــر في الصــــباح إلى مــا حدث , شعرت بما يشبه
الخيبة . ليس هذا فقط , وإنما عاد يعاملها وكأنها طفلة مزعجة أكثر
منها . . .
أكثر منها ماذا ؟ امرأة ؟ تملكها انقباض مؤلم في صدرها , وسرت
في وجهها وجسمها حرارة أشعرتها بالضيف .
عندما استقرت الطائرة على المروج , قال غارد لها :
ـ هيا , يا روزي ! ليس علينا أن نرجع بمظهر يدل على أننا
متخاصمين .
أجابته بتكلف :
ـ أنا لست مستاءة , أنا . . . متعبة فقط هذا كل شيء .
ـ متعبة . . . بعد رحلة عمل دامت يومين ؟ هذا غريب !
قال غارد ذلك ساخراً , متجاهلاً احمرار وجهها خجلاً , ثم تابع ,
ـ سأوصلك إلى (( مرج الملكة )) وبعد ذلك علي أن أذهب إلى
مكتبي لمراجعة بعض الأمور , ثم إلى شقتي . هل طلبت من السيدة
فرينتون أن تهيئ لنا غرفة .
هـــــــزت روزي رأسها . هي تعلم أنها تتصرف كالنعامة . لكنه حتى
الآن لم تستطع أن تحمل نفسها على مواجهة النواحي العملية التي
يفرضها الزواج .
ليلة زفافهما , كانت رقدت في الغرفة التي تحتلها منذ طفولتها ,
بينما رقد غارد في واحدة من غرف الضيوف . لكنها تعلم الآن أن لا
سبيل للحفاظ على مظهر زواجهما إذا استمرا في النوم في غرفتين
يفصل بينهما ممر طوله نصف ميل تقريباً .
ـ أنا . . . فكرت في أن هناك غرفتين للضيوف يصل بينهما باب
داخلي ؛ فإذا نظمت الفراش بنفسي , عند ذلك لا يمكن للسيدة
فرينتون أن . . .
فقاطعها :
ـ لا يمكن للسيدة فرينتون ماذا ؟ لا يمكنها أن تعلم أننا نرقد في
غرفتين منفصلتين ؟ هذا رائع يا روزي ما دامت لا تعلم . أما إذا انتشر
الخبر بأننا نرقد في غرفتين منفصلتين , فيمكنك أن تثقي بأن محامي
إدوارد سرعان ما يطرق بابنا . . .
ارتبكت روزي , فسألها :
ـ ألا توجد غرفة نوم بسريرين ؟
ـ هناك غرفة المخزن , وسيبدو الأمر غريباً شاذاً إذا رقدنا
فيها .
قال بلهجة مطاطة :
ـ هذا صحيح .
وفي طريقهما إلى البيت , قال ساخراً :
ـ ابتهجي ! . إنها سنة واحدة فقط . ثم , من يدري ؟ ربما
سيعجبك ذلك في النهاية .
قالت باستنكار وتحد :
ـ أبداً .!
لكنها , على الفور , تذكرت ما شعرت به الليلة الماضية , فاحمر
وجهها .
ألقى عليها نظرة جانبية وهو يقول محذراً :
ـ حذار , يا روزي ! فقد يعتبر الرجل هذا الكلام تحدياً ويحاول
أن يثبت لك أن . . .
وفيما كانت روزي تشعر بالتشنج , رافضة كلام غارد , انعطف
بالسيارة صاعداً في طريق البيت , وإذا به يقطع كلامه فجأة ليسألها :
ـ أليست تلك سيارة إدوارد ؟
أجابت بفتور : (( بلى ! )) .
ـ . . . أتساءل ما الذي يفعله هنا . أتظنينه يقيم لنا حفلة ترحيب
بالعودة إلى البيت ؟ يا له من إنسان حساس يهتم بالآخرين !
قالت متجهمة الوجه :
ـ ما كان إدوارد يوماً حساساً . كانت له دوماً دوافعه الخفية .
ـ . . . وليس هناك مكافآت لمن يتكهن بها هذه المرة , أليس
كذلك ؟
عندما نظرت روزي إليه مستفهمة , قال مفسراً :
ـ المنزل , يا روزي , المنزل ! .
ـ لكن فات أوان ذلك , هو يعلم الآن أننا متزوجان .
أخذت تتساءل بقلق عما يفعله إدوارد في البيت . إنه يعلم مقدار
كراهيتها له وعدم رغبتها في وجوده .
نبهها غارد وهو يفتح الباب الثقيل :
ـ ابتسمي يا روزي , ابتسمي !
منتديات ليلاس
عندما أمسك لها الباب لتمر , كان عليها أن تحتك به في
مرورها , فبدا وكأنه يلفها بذراعيه وعندما التفتت إليه لتقول إن آخر
شيء تفكر فيه هو الابتسام , نظر إليها متمتماً :
ـ وضعك هذا جيد جداً , وإذا ازددت اقتراباً مني وفتحت فمك
قليلاً ربما يظن الناظر أنك تريدينني أن أقبلك . . .
أن يقبلها ! بدا السخط في عيني روزي . وقبل أن تقول شيئاً ,
أسرعت السيدة فرينتون إلى الردهة , تستقبلها بقلق بادٍ على وجهها :
ـ آه , يا روزي ! . . أعني يا سيدتي . . .
ـ يمكنك مخاطبتي باسمي , يا سيدة فرينتون , يبدو عليك
الاستياء ! مـاذا حدث ؟
قبل أن تجيب المرأة , سمعت روزي شخصاً يهبط السلم ,
وعندما رفعت بصرها رأت أنه إدوارد يبتسم لها ابتسامة التسامح
الزائفة .
ـ آه , روزي . . . وغارد !
هتف بذلك , ثم تبددت ابتسامته وهو يهز رأسه باكتئاب :
ـ آسف للخبر السيئ ! اكتشفنا الأسبوع الماضي أن العيب الذي
كان ظهر في بناء بيتنا وكنا نظنه بسيطاً , وهو في الواقع خطر جداً .
لذلك لم نجد أمامنا سوى الانتقال إلى هنا أثناء قيام العمال
والمهندسين بعملهم . وقد تملك مرغريت القلق بشأن انتقالنا إلى هنا
من دون إعلامكم بذلك . لكنني وبختها على هذا العناء , وإلا ما فائدة
القرابة إذا لم يساعد الأقرباء بعضهم بعضاً عند الحاجة ؟ وإلى أين
نذهب ؟ كان من المستحيل علينا الانتقال إلى فندق بكل أوراقي
السرية , كما أن الضجيج سيصيب مرغريت بالصداع الرهيب الذي
يعادوها في مثل هذا الحال . ثم عندما تبدأ العطلة الدراسية ويعود
الولدان . . . قلت على الفور إن علينا الانتقال إلى هنا . ما زالت
مرغريت في البيت تشرف عل نقل آخر الأمتعة . لكنها سرعان ما
تصل . لقد سمحت لنفسي بإعطاء السيدة فرينتون الأمر بتجهيز جناح
الجد لنا . علينا طبعاً أن نحضر سريرين من غرفة المخزن . إننا نفضل
هذا النوع من الأسرة هذه الأيام , لأن مرغريت لا تستطيع النوم
جيداً . . .
ساد صمت مطبق أخذت روزي أثناءه تحدق في إدوارد , غير
مصدقة ما سمعت .
ـ أنا مدرك طبعاً أنكما عريسان , لكنني أتعهد لكما بأنكما لن
تشعرا بوجودنا هنا , كما ستجدين في مرغريت عوناً لك في شؤون
البيت , يا عزيزتي روزي . إنها معتادة على إدارة البيوت الواسعة ,
وتنظيم الحفلات , وسائر الأمور المشابهة .
جذبت روزي نفساً متقطعاً , وفتحت فمها ثم عادت فأقفلته , غير
واثقة مما عليها أن تقول . بدلاً من الكلام نظرت إلى غارد متوسلة .
الحمد الله أنه معها ههنا . إنه يعرف كيف يتعامل مع إدوارد وكيف
يحمله على مغادرة المنزل . لكنها ذهلت وهي تراه , بدلاً من أن يأمر
إدوارد بالمغادرة على الفور , يقول له بلهجة عادية :
ـ جناح جد روزي ! أظن أنه الجناح الرئيسي في المنزل !
فقال إدوارد بلطف :
ـ نعم , هذا صحيح !
ثم أضاف بهجة اهتمام بدت لها زائفة :
ـ آه , عرفت من السيدة فرينتون أنكما , أنت و روزي , لا
تستعملانه . يبدو أنها , في الواقع لا تعلم أين ستنامان . . .
أخذ ينقل نظرات الثعلب بينها وبين غارد , ثم عاد يقول :
ـ وطبعاً , الحمام الملحق بالجناح الرئيسي . . .
ـ ولهذا السبب , مع الأسف , عليك أن تختار غرفة أخرى .
هكذا قاطعه غارد بهدوء بينما اتسعت عينا روزي ذاهلة غير
مصدقة . ما الذي يقوله غارد ؟ لماذا لم يخبر إدوارد بأن عليه المغادرة
فوراً ؟
أجفلت حين مد غارد ذراعه حولها , وجذبها إليه . تصلب جسدها
رافضاً بغضب وهي تحملق فيه , بينما يتابع :
ـ كنا , أنا و روزي , نتحدث لتونا أثناء رحلة العودة عن تجديد
ذلك القسم من المنزل . إنني , في الواقع , أنوي الاتصال بالمهندس
غداً . لأكون صادقاً معك , يا إدوارد , أعتقد أنك ستجد غرف الطابق
العلوي أكثر ملاءمة . . . خصوصاً , مع قدوم العطلة المدرسية
وحضور الأولاد . وطبعاً , لأننا عريسان جديدان نرغب في العزلة ,
كما قلت بنفسك .
ثم التفت إلى روزي قائلاً برقة :
ـ أليس كذلك , يا حبيبتي ؟
لم ينتظر جواباً منها , لحسن الحظ , وكذلك إدوارد . قال إدوارد
بحذر :
ـ أفهم من كلامك عن الطابق العلوي أنك تعني غرفتي النوم في
طابق الأمتعة القديمة , طابق الخدم . . .
ـ هذا صحيح ! والآن , نرجو المعذرة , يا إدوارد , لأن علينا القيام
ببعض الأمور . وبما أنك لست ضيفاً ههنا , فإنك لا تتوقع منا البقاء
معك احتفاءً بك , آه , كما أظنك لن تستطيع استدعاء السيدة فرينتون
لمساعدتكم . آسف لأنني أتصرف بشكل تدعوه روزي تزمتً تقليدياً !
يا إدوارد . . . أنا أعلم أنك لن تتأثر بما سأقول ؛ و حيث أننا سنعيش
تحت سقف وأحد , أعرف أنك ستتفهم رغبتي في عدم دخولك أنت
أو أسرتك إلى المكتبة و المكتب بما أنني عريس , أحب أن أمضي
كل ما أستطيعه من وقت مع عروسي , وهذا يعني أنني سأعمل , قدر
الإمكان , في المنزل .
ثم أضاف مبتسماً في وجه روزي الساخط :
ـ ليس عليك أن تقلقي من هذه الناحية , يا حبيبتي , سأقوم بكل
الترتيبات مع الفنيين بخصوص الفاكس والكومبيوتر وغير ذلك .
آه . . . هذه أنت سيدة فرينتون ؟ أنا و روزي قادمان من رحلة متعبة .
هلا أحضرتِ لنا غداء خفيفاً إلى غرفة الجلوس الشتوية ! لن أدعوك
للغداء معنا , يا إدوارد , لأنني أعلم كم أنت مشغول . . . آسف
لحظك السيء ! أعني بالنسبة إل تصدع بيتك .
أضف غارد ذلك بينما أخذ إدوارد ينظر إليه بحذر .
كان ضغط أصابع غارد المؤلم تقريباً على ذراع روزي هو الذي
منعها من أن تنفجر غاضبة قبل أن يصلا إلى الصالة الشتوية الصغيرة
المبطنة جدرانها بالخشب . ولكن عندما أصبحا هناك , انغلق الباب
خلفهما بأمان , نفضت نفسها بعيداً وسألته بغضب والدموع تنفر
من عينيها :
ـ لماذا لم تطلب من إدوارد مغادرة البيت ؟ لماذا تركته يظن أن
لا بأس في بقائه هنا ؟ إنك تعلم أنه لن يستطيع البقاء . لا أريده هنا! لا
أصدق أنه لا يملك مكاناً آخر يذهب إليه . إنه يفعل هذا فقط
لأجل . . . لأجل . . .
قال غارد متجهماً :
ـ استمري . لأجل ماذا ؟
اندفعت تقول غاضبة :
ـ لأنه يريد أن يتجسس علينا , لأنه . . .
قال غارد عابساً :
ـ لأنه يرتاب فينا !
حولت عينيها إلى ناحية أخرى . لقد بدأت تدرك معنى وجود
إدوارد في هذا البيت والغرض منه . ظنت في البداية أنه انتقل إلى هنا
ليغيظهما فقط . لكن غارد جعلها تعلم أن إدوار ذو غرض أشـــــد لؤماً
وخطورة . وهذه الخطورة جعلت الدم يهرب من وجهها مخلفاً شحـوباً
بالغاً وتوتراً .
ـ تقول إنه يرتاب في أننا لسنا . . . أن زواجنا . . . ولكنها مجرد
تكهنات منه .
قالت ذلك وهي تذرع أرض الغرفة متوترة الأعصاب , ثم اقتربت
من غارد تنظر إليه متوسلة كأنها تطلب الموافقة على كلامها .
أجاب مسلماً بقولها :
ـ في هذه المرحلة , نعم . إنما لا تقللي من شأنه يا روزي . إنه
رجل خطر للغاية .
ـ إذا كنت تظن ذلك حقاً , لماذا إذن تركته يبقى هنا ؟ كان عليك
أن تطلب منه المغادرة .
ـ وأجازف بتقوية شكوكه ؟ لا . . . لا أستطيع القيام بذلك . كنت
أنذرتك أن شيئاً كهذا ربما يحدث , وذلك منذ البداية .
ـ لا , أنت لم تخبرني . إنك لم تقل شيئاً عن انتقال إدوارد
للسكن معنا , أو . . .
ـ ليس بالضبط . لكنني أشرت لك إلى المجازفة التي نحن
مقدمان عليها . وكذلك حذرتك من أنني لن اسمح أبداً بتعريض
سمعتي , الشخصية والعملية , للخطر بهذا الزواج . لا تخدعي
نفسك , يا روزي , لن يكون المنزل وحده ما سنواجه خسارته لو أن
إدوارد استطاع رفع دعوى ضدنا . . . الناس يواجهون أحكاماً بالسجن
لأمور أقل من هذه .
وسكت وهو يهز رأسه . شحب وجه روزي ذهولاً , وهمست :
ـ السجن ! . . لا ! . . لا! . . إنك تحاول إخافتي فقط .
توترت روزي وقطب غارد جبينه عندما سمعا طرقاً على الباب .
دخلت السيدة فرينتون حاملة صينية واسعة , فهدأت روزي
قليلاً . . لكن توترها سرعان ما عاد إليها نظرت مديرة المنزل
إليهما بقلق , ثم انفجرت تقول :
ـ لا أريد أن أقول شيئاً ليس من شأني , لكنني اشتغلت عند جدك
مدة طويلة . . . وقد بدأ السيد إدوارد يلقي علي كثيراً من الأسئلة .
سألها غارد بهدوء :
ـ أي نوع من الأسئلة , يا سيدة فرينتون ؟
أخذت روزي تتسائل : كيف يستطيع الاحتفاظ بهدوئه في مثل
هذه الحال ؟ ألم يخبرها لتوه أن الوضع دقيق وخطر ؟ ! . . . السجن ! . .
هذا مستحيل ! . . .
ـ حسناً , أراد أن يعلم أي غرفة ستستعملانها أنت و روزي .
مثلاً , قال إنه لا يريد أن يزعج أي شخص بأخذ الغرفة التي يريد .
وقال إنه لاحظ أن أشياء روزي ما زالت في غرفتها . . .
شهقت روزي ثائرة . كيف تجرأ إدوارد على دخول غرفتها ؟ لو
كان جدها ما زال حياً , لما سمح مطلقاً . . .
منتديات ليلاس
لو كان جدها ما زال حياً لما حدث أي من هذه الأمور , ولما
كانت احتاجت إلى الزواج من غارد . لما شعرت بحاجة إلى الكذب
والخداع . شعرت بالدموع الحارة تتجمع في مآقيها .
ـ قلت له إنني لا أعرف أية غرفة ستستعملان , لكنه ظل يلح علي
بالأسئلة . سألني عن الغرفة التي بتما فيها بعد الزفاف . . .
واحمر وجه السيدة فرينتون خجلاً و هي تنظر إليهما .
قال غارد يطمئنها بسرعة :
ـ لا بأس , يا سيدة فرينتون . كنا , في الحقيقة , سنتباحث معك
في أمر غرفة النوم , لأنني واثق من حسن تفهمك . هناك غرفة معينة
لا تريد روزي استعمالها , وذلك لأسباب عاطفية . غرفة أبيها , مثلاً ,
وكذلك غرفة جدها . وقد سبق وأخبرتها بأنني لا أستطيع مشاركتها
غرفتها الحالية .
قال غارد ذلك بلطف , جاعلاً روزي تنظر إليه ساخطة . ذلك
أنهما لم يتحدثا في مثل هذه الأشياء . وإذا كان يظن أنه يتظارف . .
فمن الواضح أن مديرة المنزل تعلم أن ليس بإمكانهما استعمال تلك
الغرفة , خصوصاً أن ليس فيها سوى سرير فردي .
ـ كنا فكرنا في القيام بجولة في أنحاء البيت لنختار غرفتنا رغم
أنني أعتقد أن أية غرفة نختارها ستكون مؤقتة , إذ أن أغلب الغرف
ينبغي تحديثها . أنا شخصياً أفضل الحمامات الواسعة , وذلك لأسباب
مختلفة .
أضاف غار ذلك بمكر ناظراً إلى روزي , ما جعلهما , هي
ومديرة المنزل , تحمران خجلاً . وتابع يقول :
ـ لكن روزي تصر على شراء أحدث طرازاً , وأعترف أنني
سأفتقد الدوش القوي الذي في شقتي . . .
انتظرت روزي حتى خرجت مديرة المنزل , ثم هزت رأسها
غاضبة عندما سألها غارد عما إذا كانت تريد أن تأكل شيئاً , متسائلة
كيف يمكنه أن يأكل الفطائر بمثل هذا الهدوء وكأن شيئاً لم يحدث .
انفجرت تقول :
ـ إنك تعلم أننا سبق وقررنا أي غرفة سنستعمل . . .
قاطعها قائلاً وهو يضع صحنه جانباً ثم ينتصب واقفاً :
ـ هذا في الماضي . أما الآن , فقد تغيرت الأمور يا روزي , ولهذا
عليك أن تنامي في غرفتي طوال مدة وجود إدوارد وأسرته ههنا .
ـ في غرفتك ؟ وأين ستنام أنت ؟
كانت قد تكهنت بالجواب مسبقاً , والنظرة التي رمقها بها أكدت
أسوأ شكوكها . قالت بسرعة :
ـ آه , كلا . لا , لا . . ليس ذلك ! لن أشاركك غرفتك . . يا غارد ,
وأنام في نفس . . . لا , لا أستطيع !
قال متجهماً :
ـ ليس دينا خيار آخر . إما أن تشاركيني الغرفة و الفراش , يا
روزي , وإما تشاركي شخصاً آخر في أحد سجون المملكة المتحدة .
قالت مستنكرة :
ـ لا , لا ! إنك تحاول إخافتي فقط .
ـ ماذا ؟ أتظنينني حقاً متلهفاً إلى أي امرأة فألجأ إلى إخافتك كي
تنامي معي ! اكبري , يا روزي ! ليس هذا الأمر ما يقلقني حالياً , وإنما
جريمة الإحتيال .
قال غارد ذلك ساخراً , بينما أخذت تعض شفتها قلقة . ثم سألته
بهدوء :
ـ هل تعني هذا حقاً ؟ هل تظن حقاً أن إدوارد يرتاب في أمرنا .
صدرت عنها رجفة خفيفة وبدا الخوف في عينيها , وهي تتابع :
ـ إننا لن نذهب حقاً إلى السجن , يا غارد , أليس كذلك ؟ أعني ,
ليس الأمر وكأننا . . .
ـ وكأننا ماذا ؟ وكأننا ارتكبنا ذنباً في تآمرنا معاً لحرمان إدوارد
من إرثه ؟ أشك في أن المحكمة ستتساهل في أمر كهذا . هذا طبعاً إذا
اخترت أن تتجاهلي نصيحتي و تجازفي . . .
ـ لا !
سارعت روزي تنفي ذلك . كانت قد بدأت حقاً تشعر بالخوف .
قال :
ـ إنني لست أسعد منك بهذا الوضع . وافقت أن أتزوجك , يا
روزي , لا لأنام معك . وصدقيني إذا كان هناك طريقة أحمل بها
إدوارد على مغادرة البيت دون أن أزيد من شكوكه , لما تأخرت
باستعمالها .
لم يكن غارد يريد أن ينام معها , أن يشاركها سريره ! قطبت
روزي حاجبيها مشككة في كلامه .
وهذه المشاعر الضبابية الغريبة التي تملكتها , هل هي خيبة أمل
وجرح في الكرامة لهذا الرفض ؟ لا , بكل تأكيد !
* * *
ـ وهكذا . . يبدو أن هذه الغرفة هي الأكثر ملاءمة . إلا إذا كنت
تفضلين واحدة من الأخريات !
هزت روزي رأسها بصمت . لقد أمضيا لتوهما ساعة كاملة
يتفحصان الغرف !
كانت روزي توقفت لحظة قصيرة أمام الغرفتين المتصلتين اللتين
سبق وتحدثت عنهما , لكن غارد أمسك بذراعها يجرها بعيداً , وهو
يتمتم متجهماً :
ـ اعتبري نفسك محظوظة لتمكني من دفع إدوارد بعيداً عن
طابقنا , وإلا كنا رأيناه في الغرفة التالية متلصصاُ علينا , مسجلاً بلهفة
كل صوت . . .
عندما رأى تغير ملامحها , عبس ساخراً :
ـ أتجدين هذا كلاماً منفراً ؟ حسناً , صدقيني أنه لا شيء يذكر
بالنسبة لما قد تسمعينه في المحكمة . . .
كانا الآن يقفان في غرفة واسعة في الطرف المقابل من البيت ,
من الغرف التي كانوا , هي وأبوها و جدها , يحتلونها . وقفت روزي
صامتة تتأمل السرير الضخم ذا الأربعة أعمدة .
منتديات ليلاس
هذه الغرفة , بسريرها الواسع المريح , وخشبها الدافئ الذي
يبطن الجدران , و مدفأتها , حتى الأريكة العميقة تحت النافذة . . .
هذه الغرفة ربما كانت في وقت ما ملجأ لامرأة أخرى تشعر فيه
بالراحة والسلام , وربما بمتعة الحب . . . لكنها , هي روزي , لا
يمكنها أن تراها بهذا الشكل . عضت شفتها بعنف , محاولة صد ما
تشعر به من كرب .
أدركت , لأول مرة في حياتها تقريباً , أنها تشعر بالخوف ! ليس
من غارد , مهما بلغ تهربها من مشاركته الغرفة . . والسرير . .
لا , ما كانت تخافه هو الخطر الذي كشف لها عنه . سألته بصوت
خافت وقد جفت شفتاها :
ـ نحن لا يمكن . . . إننا لن نذهب حقاً إلى السجن , أليس
كذلك ؟
ـ ماذا تريدينني أن أقول لك , يا روزي ؟ أن أكذب عليك بكلمات
حلوة لأخفف عنك ؟ إنك أنت التي تصرين على أنك امرأة ولست
طفلة !
ـ ولكن إذا اعتقد إدوارد أننا ننام مع بعضنا البعض , أننا متزوجان
حقاً , أتظنه سيتوقف إذ ذاك عن الارتياب فينا ؟
ـ من المؤكد , عندئذ تصبح شكوكه واهية الأساس إنما لا
تقللي من شأن إدوارد , يا روزي . إنه كاذب خداع . ومثل كل
الكذابين الخداعين , يعرف تماماً كيف يميز هذه الخصال في
الآخرين .
ـ لا أظن أحداً نام في هذه الغرفة منذ حفلة عيد ميلاد جدي
السبعين .
قالت روزي ذلك بصوت متوتر , متجاهلة كلام غارد , ثم تقدمت
نحو أوسع نافذتي الغرفة .
كان المخمل الذي يغطي الأريكة قديماً باهت اللون كالستائر
وغطاء السرير , لكنه ما زال سميكاً ناعماً ينطق بالترف ولا يماثله أي
نسيج عصري , في شهر العسل . . .
أجاب غارد بهدوء :
ـ نعم . أعلم هذا !
كان في صوت نبرة لم تسمعها منه من قبل . بدا وكأنه يشعر
نحوها بالعطف . . . بالشفقة . . .
ـ روزي , أنا أعلم أن هذا ليس أمراً سهلاً بالنسبة إليك . . .
تصلب جسم روزي وهي تلاحظ تقدمه نحوها من الخلف .
تحولت عن النافذة مندفعة في الحديث :
ـ إننا بحاجة إلى ملاءات نظيفة و . . . مناشف . هنالك بعض
الملاءات , كما أظن , كبيرة الحجم . . . إنها إرلندية وكانت جزءاً من
جهاز جدتي إنه سرير كبير الحجم جداً . . .
ـ نعم , سرير كبير الحجم جداً , أكثر اتساعاً مما نحتاجه وكذلك
عليه وسادتان مستطيلتان .
ـ وسادتان مستطيلتان ؟
ـ نعم , وسادتان مستطيلتان إنك تضعينهما على طول السرير
فتقسمانه إلى قسمين . في وقت ما , لم تكن أي رواية عاطفية تخلو
من (( وسادة خالية )) . . . أو هذا ما سمعت عنه !
قال ذلك هازلاً .
قالت بابتسامة باهتة :
ـ لا يمكننا استعمالهما رغم وجودهما . ربما يراهما إدوارد !
تهدج صوتها فجأة والدمع يفيض من عينيها ثم صرخت بتعاسة :
ـ لم أتصور قط أن الأمر سيكون بهذا الشكل . كل ما فكرت فيه
هو حماية المنزل , هذا كل شيء !
ـ نعم , أعرف هذا . هيا ابكي ما شئت , هذا يخفف عنك .
قال غارد ذلك وهو يجتاز الغرفة ويأخذها بين ذراعيه بحنان
غريب .
لم يكن لديها وقت للاحتجاج أو الرفض . كان رجلاً مختلفاً .
أدركت ذلك وهي تستكين إلى صدره وذراعيه الدافئتين . أشعرها
بمبلغ ما كانت تحس به من وحدة . . . لقد رحل أبوها وجدها ولم
يعد لها أحباب تلجأ إليهم لتشكو أحزانها ومشاكلها .
هذه الأفكار جعلت دموعها تفيض بغزارة مبللة قميص غارد
القطني الأبيض . قالت محتجة وهي تشهق مع الكلمات :
ـ لم أكن أقصد هذا .
ـ أعرف .
بدا صوت غارد حنوناً مغرياً في أذنيها , بنفس الحنان الذي تشعر
به بين ذراعيه .
ـ أنا خائفة يا غارد . ماذا سنفعل ؟
اعترافها الهامس هذا جعل ذراعيه تشتدان حولها قليلاً . لا بد أن
غارد خائف هو أيضاً , كما أخذت روزي تفكر , وإلا لما ضخم من
خطورة موقفهما بهذا الشكل .
ـ حسناً , هناك طريقة واحدة يمكننا بها التخلص من إدوارد !
انتفضت روزي ورفعت رأسها عن كتفه تحدق فيه غير مصدقة :
ـ أتعني أن نخبره بالحقيقة ؟ نعترف بأننا تعمدنا خداعه ؟ لا . . .
لا يمكننا القيام بذلك !
أحبطت عندما تركها غارد فجأة مبتعداً عنها بجفاء وفتور , ثم
وقف مديراً لها ظهره وهو يقول بصوت خشن :
ـ الحق معك ! لا يمكننا القيام بذلك ! اسمعي , علي أن أذهب
إلى المكتب الآن وسأحاول العودة بأسرع وقت ممكن . أما إدوارد ,
فسيكون مشغولاً بنقل أوراقه السرية , وسيكف عن مطاردتك أثناء
غيابي .
منتديات ليلاس
ماذا حدث للتناغم الذي كان بينهما منذ لحظات فقط ؟ أين ذهب
كل ذلك ؟ ولكن , كان عليها أولاً أن تسأل نفسها من أين جاء ذلك ,
كما حدثت نفسها والتعب يتملكها , وعما إذا حدث ذلك فعلاً أم أنها
كانت مجرد تخيلات . . . هكذا أخذت روزي تتساءل بقلق بعد
خروج غارد .
لم يحدث بينهما تقارب عاطفي قط , من قبل . . . ومع ذلك ,
يمكنها أن تقسم أنها شعرت , حين أخذها غارد بين ذراعيه , بأنه يريد
أن يواسيها من كل قلبه , أن يطمئنها , أن يتقرب منها . .
غارد يريد أن يتقرب منها ؟! ها هي ذي الآن تسمح لمخيلتها بأن
تذهب بها بعيداً .
لا شك أنه , في الواقع , يلعن اليوم الذي وصلت به الحماقة إلى
القبول بالزواج منها .
ـ كل ما أجروه هو أن تقدر ما نفعله لأجلك .
همست بذلك للمنزل وهي تلمس الجدار, عندما فتحت باب
غرفة النوم .

ـ ما أجمل فرش السرير اللائق بالملاءات !
هتفت السيدة فرينتون بذلك راضية وهي تتراجع إلى الخلف
لتبدي إعجابها بما أنجزته مع روزي .
السرير ذو الأعمدة الأربعة , وكذلك كل قطعة من الأثاث في
الغرفة , بما في ذلك خشب الجدران . كل ذلك صُقل ولمع , وغسلت
النوافذ . صنابير المياه النحاسية في الحمام دُعكت حتى أصبحت
كالذهب , وأخيراً , فُرش السرير بالملاءات والبطانيات والغطاء
التقليدي المطرز باليد .
نظراً لاتساع السرير , احتاج فرشه إليهما معاً . واستاءت روزي
داخلياً عندما قالت مديرة المنزل إن الأسرة العصرية تجعل الحياة
أسهل :
ـ إنك تتعبين كثيراً في العثور على غطــاء لسرير بهذا الحجم
يكفي اتساعه لنوم الأسرة كلها , أليس كذلك يا روزي ؟
أُسرة ! . . ومرت أمام عيني روزي سحابة صغيرة وهي تنظر
السرير .
تملكها شعور بالفـــراغ . . إحســـاس مؤلم بالوحــدة البالغة , بعدم
وجود شخص حميم يشاركهما حياتها , إنه شعور لم تعرفه من قبل .
شعور تملكها , لأول مرة , عصر هذا اليوم , بعد أن أبعد غارد من
حولها ذراعيه . وتملكتها قشعريرة أقلقتها .
عندما كتب جدها وصيته , كان يريد أن يبقى البيت ضمن
الأسرة . أن يعيش أحد فيه . أن يحبه أحفاده . ثم أخذت روزي تحدث
نفسها بثقة : غارد سيحبه ويعيش فيه ! سيحمي المنزل ! وفي النهاية ,
سيعيش فيه أولاده .
تملكها الذعر لعنف الشعور بالوحشة الذي اكتسحها , خصوصاً
وهي لا تعلم نماماً سبب شعورها هذا . . هل هو التفكير في أن أولاد
غار لن ينشأوا في (( مرج الملكة )) , كما نشأت هي , أم التفكير في أن
أولاد غارد هم الذين سينشأون فيه ؟
ومع ذلك , لم يحدث قط أن شعرت نحو المنزل بنزعة التملك .
لا نحو المنزل ولا نحو غارد , وإنما العكس .
القشعريرة البسيطة أصبحت رجفة عنيفة عندما أخذت الأفكار
والتصورات تُلهب مخيلتها , فحاولت إخمادها بالحديث إلى مدبرة
المنزل , محدثة نفسها بأن وجود إدوارد في البيت هو وحده مصدر
قلقها وتعاستها .

نهاية الفصل السابع

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-05-12, 09:26 PM   المشاركة رقم: 28
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي 8 ـ غـارد والــحـب

 


8 ـ غـارد والــحـب


ـ حسناً , والآن أظنكما تريدان أن نترككما بمفردكما .
الابتسامة الوحيدة التي منحها إدوارد لروزي لم تزدها إلا
اشمئزازاً .
ـ ليس عليك أن تبقى هنا , يا مرغريت !
أمر زوجته بذلك , بعد أن اختفى ظرفه المصطنع , وهو يشيح
بوجهه عن روزي ويحدق في زوجته عبر مائدة العشاء , متابعاً :
ـ ما زال هناك أشياء كثيرة عليك أن ترتبيها , لا أدري كيف تبقين
جالسة عديمة النفع بهذا الشكل !
استاءت روزي بغضب لأجل مرغريت , عندما احمر وجه المرأة
الشاحب الهزيل ونهضت على الفور طائعة تلبي أوامر زوجها .
حاولت روزي مساعدتها بشكل آلي , دافعة كرسيها إلى الخلف
وهي تقول لها بسرعة :
ـ لماذا لا تؤجلين ذلك إلى الغد , يا مرغريت ؟ لن أذهب إلى
العمل في الملجأ قبل العصر , وبذلك يمكنني مساعدتك , وأنا واثقة
من أن السيدة فرينتون لن تمانع في مساعدتنا كذلك . . .
ـ الملجأ ! . . ( ارتفع حاجبا إدوارد وهو يقاطع روزي بغلاظة ) يا
إلهي ! . . كنت أظن غارد وضع حداً لذهابك إلى هناك . بالنسبة إلى
تلك الحثـــالة من الناس القانطين في الملجأ , لا أدري ماذا
بإمكانك . . .
قاطعته روي غاضبة :
ـ إنهم ليسوا من حثالة الناس ! ليس منهم من كان يريد أن يكون
شريداً دون مأوى , يا إدوارد . . . ليس منهم من كان يريد أن يعتمد
على الآخرين , على الدولة للحصول على صدقات و . . .
نفرت عندما أمسك غارد بيدها . أرادت أن تنتزع أصابعها من
قبضته , لكنها لم تجرؤ تماماً على ذلك . عملها في الملجأ كان على
الدوام موضوع جدال , خصوصاً مع جدها الذي كانت وجهه نظره
تنزع إلى الطراز القديم . كذلك , اشتبهت روزي في أن غارد يشارك
إدوارد رأيه , وسرعان ما سمعته في فكرها يقول بحزم وجهة نظره بأن
ما كانوا يحاولون إنجازه من وراء هذا الملجأ ما هو إلا تبديد للوقت
والمال .
ـ روزي على صواب تماماً , يا إدوارد ! وهــؤلاء الناس لا
يستحقون عطفنا فقط وإنمــا مساعداتنا العملية كذلك . وبمعزل من
موقفي الخاص , وحتى لو كنت أخالفها الرأي , فليس من حقي
التدخل في عملها . هي زوجتي , ونحن متماثلان في الحقوق . إنني
احترم حقها في تقرير ما تفعله وما لا تفعله . وعلى كل حال , إذا لم
يكن هناك احترام وثقة متبادلين بين الزوجين , كيف يمكن أن يكون
هناك حب ؟
استدارت روزي تنظر إلى غارد ذاهلة ! لم تتوقع منه قط أن يعبر
عن مثل هذه الآراء ! أتراها بعيدة إلى هذا الحد عن غارد ؟ غارد الذي
كانت تظن نفسها تعرفه ؟ غاد الذي طالما اعتبرته دوماً متغطرساً
مستبداً !
بطرف عينها , رأت وجه مرغريت بملامحه الكئيبة التعسة .
مسكينة مرغريت ! كم هي مأساة أن تتزوج رجلاً مثل إدوارد ! وكم
تكون المأساة أكبر لو أنها أحبته ذات يوم !
هذه الحادث الصغيرة استقرت في ذهنها , وعندما أصبحت هي
و غارد بمفردهما أخيراً , استدارت نحو تسأله بتشكيك :
ـ هل كنت تعني حقاً ما قلته ؟ من . . . عن اعتقادك بأن . . . بأن
حبك لشخص بمعنى الاحترام له والثقة به ؟
النظرة الفاحصة التي رمقها بها جعلتها تتمنى لو أنها لم تثر هذا
الموضوع . سألها بجفاء :
ـ إنها المرة الأولى , أليس كذلك , التي تكتشفين فيها أن لدي
أفكاراً ومشاعر بدلاً من . . . ؟
ـ بدلاً من ماذا ؟
هز رأسه ببساطة , ثم قال بهدوء :
ـ نعم ! أنا أعتقد حقاً أن الاحترام والثقة يسيران مع الحب جنباً
إلى جنب . . . الحب الحقيقي وليس ذلك الحب الشائع المبني على
الشهوة . الذي يحب شخصاً ما , يعني أنه يحبه كما هو لذاته , يريده
أن يكون هو نفسه بدلاً من محاولة تغييره إلى الصورة المسبقة التي
رسمها في خياله . هذا يعني أنه يحبه لما هو عليه وليس بالرغم مما
هو عليه . . .
وإذ لاحظ عليها شيئاً من الاضطراب , قطب جبينه وسألها برقة :
ـ ما هذا ؟ ماذا حدث ؟
أجابت تلقائياً :
ـ لا شيء ! لا شيء أبداً !
لم تجرؤ على النظر إليه مباشرة لاحتمال أن يرى المشاعر في
عينيها فيتكهن بتأثير كلماته عليها . هل يمكن أن يحبها شخص ما
بهذا الشكل ؟ بمثل هذا الصدق ؟
أذهلها أن غارد هو , من بين جميع الناس , الذي وصف لها
الحب كما تتصوره وتتمناه بالضبط . غارد الذي لو كانوا سألوها عنه ,
لما ترددت في القول إنه لا يستطيع فهم هذه المبادئ ولا المشاركة
فيها .
سمعته يقول لها :
ـ يبدو عليك التعب لماذا لا تذهبين إلى سريرك قبل أن يقرر
إدوارد فرض صحبته علينا ؟ ربما نال كفايته من إرهاب مرغريت !
لم تستطع مقاومة سؤال ألح عليها , فقالت بهدوء :
ـ أتظنها أحبته يوماً مــا ؟
هز رأسه قائلاً بلهجة حاسمة :
ـ لا ! أبداً ! أما أنه الرجل الذي انخدعت بأنه يحبها , أظن
نعم ! . . . ويا لتعاسة تلك المرأة ! .
ـ لا أدري لماذا تبقى معه وهو يعاملها بهذا الشكل الرهيب .
ـ لعله دمر احترامها وتقديرها لنفسها إلى درجة لم تعد تستطيع
معها الرحيل . ثم هناك طبعاً ولداها .
ـ إنه شخص رهيب يتلذذ بإرهابها وتعذيبها . . .
قال غارد محذراً :
ـ نعم ! وهذا لا شيء بالمقارنة بما قد يريده لنا إذا ما اكتشف
الحقيقة عن زواجنا .
ارتجفت روزي قليلاً , وهي تقول متوسلة والخوف في غينيها :
ـ لا تقل شيئاً , يا غارد !
قال يطمئنها :
ـ لا بأس ! ليس ثمة سبب يجعله يكتشف الحقيقة ما دمنا , نحن
الاثنين , حذرين . . .
همست قائلة :
ـ لم يخطر لي قط أنه سيفعل شيئاً كهذا , ينتقل إلى هنا . . .
ـ كفى قلقاً لهذا الأمر ! ولا تنسى أن عليك الظهور بمظهر عروس
في غاية السعادة !
منحته روزي ابتسامة شاحبة :
ـ هذا صحيح ! وأياً ما كان الأمر , لا سيما إذا كنا نحب بعضنا
بعضاً , فإن وجود إدوارد أو أي شخص آخر هنا , هو شيء غير
مرغوب به .
قال موفقاً :
ـ غير مرغوب به على الإطلاق .
شيء ما في نظرته و نبرة صوته , جعل قلبها يخفق ووجهها يحمر
قليلاً . قالت بصوت أبح :
ـ الحق معك ! يجب أن أذهب إلى فراشي . إنني متعبة . . .
ـ أما أنا فسأتأخر ساعة أو نحوها علي أن أنجز بعض الأمور .
ـ هذا حسن ! تصبح على خير إذن .
تمتمت روزي ذلك بلهجة غريبة , متجنبة النظر إليه عندما فتح
لها الباب .
منتديات ليلاس
كانت في منتصف الممر عندما سمعت إدوارد يناديها . انقبضت
على الفور و أخذت نفساً عميقاً قبل أن تلتفت .
سألها إدوارد ساخراً عندما وصل إليها :
ـ أذاهبة أنت للنوم في هذا الوقت المبكر ؟
استطاعت روزي , بشكل ما , أن تمنع نفسها من الرد عليه
بالطريقة التي ترغب بها وقالت بهدوء :
ـ كانت مرغريت بدو متعبة جداً أثناء العشاء , يا إدوارد ! لا بد
أن الأمر كان مرهقاً جداً لها , أعني الانتقال إلى هنا بتلك السرعة .
ـ لا عليك , إنها تحب تضخيم الأمور . هذا هو طبعها . أين
غارد ؟
ـ لديه بعض الأمور الخاصة .
نظرة إدوارد إليها أشعرتها بمزيج من الغضب وعدم الارتياح .
قال ساخراً بشكل مهين :
ـ إنه لم يسأمك , أليس كذلك ؟ عليك أن تراقبيه , يا روزي ! إن
رجلاً بمثل سمعته . . .
قال غاضبة :
ـ لقد اختارني غارد زوجة له ؛ وإذا كانت لديه علاقات ماضية
فهي بالضبط من الماضي . . . يا إدوارد .
شعرت بالزهو لجوابها هذا الذي بدا أنه هز إدوارد حتماً . ثم
قالت له بلهجة ازدراء واستنكار :
ـ ما الذي تفعله هنا في هذا الطابق ؟
ـ كنت في طريقي لأحضر أشياء وضعتها في الكاراج . يجب أن
أدخل أمتعتنا بسرعة , وهذا سيستغرق ساعتين على الأقل . أتعلمين ,
يا روزي , كان عليك التفكير ملياً قبل الاندفاع إلى الزواج من غارد ؟
إنها مجازفة كبرى منك ! .
شعرت روزي بخفقات قلبها تتسارع , فقالت متحدية , راجية ألا
يرى في عينيها إحساساً بالذنب :
ـ ماذا . . . ماذا تعني ؟
ماذا ستفعل أو تقول لو أخبرها بأنه يعرف سبب زواجها من
غارد ؟ . لماذا تركته يحاصرها بهذا الشكل في غياب غارد ؟ لماذا
جاءت . . . ؟
قال إدوارد بلطف :
ـ إنك تعلمين ماذا أعني . نعم , يمكنني أن أفهم سبب وقوعك
في غرامه . من المؤكد أن غارد يعرف كيف يعامل النساء . طبعاً لكثرة
تجاربه . . . ولكن هل سألت نفسك يا روزي لماذا تزوجك ؟
أجابت على الفور :
ـ لأنه يحبني .
للحظة واحدة فقط , ظنت أن إدوارد تكهن بالحقيقة . وحتى لو
لم يحدث ذلك , فمن الواضح أنه يشتبه في شيء ما . سلمت روزي
بهذه الفرضية وهي تستدير على عقبيها وتتركه .
بهذا النور الخافت بدت غرفة النوم الفسيحة مريحة حميمة بشكل
مدهش . لعل السبب هو السرير !
بدا السرير وكأنه . . .
حولت نظراتها عنه بسرعة . حسناً , لا يبدو على هذا السرير أنه
صُمم لينام عليه شخص عازب وحيداً , وإنما العكس تماماً . . .
خرجت روزي من الحمام متباطئة , وتناولت منشفة لفتها حول
جسدها . لقد أمضت وقتاً طويلاً وهي مستلقية في الحوض , متنعمة
بتلك الرفاهية البالغة , والمياه الدافئة المعطرة التي جعلتها تشعر
بالنعاس .
منتديات ليلاس
سارت مبتسمة إلى غرفة النوم , وإذا بها تقف فجأة وقد اختفت
ابتسامتها . تذكرت أن قميص نومها , فضلاً عن بقية ثيابها وملابسها
الداخلية ما زالت في غرفتها السابقة .
أثناء انشغالها بتجهيز هذه الغرفة , وقلقها من انقضاض إدوارد
المفاجئ عليهما , نسيت تماماً نقل أمتعتها .
نظرت إلى باب الغرفة بحيرة وهي تعض شفتها . هل يمكنها
المجازفة بالركض في الممر وهي على هذه الحال لإحضار ملابسها ,
أم عليها أن تعود وترتدي ثيابها السابقة خوفاً من أن يراها إدوارد ؟
كانت ما تزال واقفة تقلب الأمر في ذهنها , عندما انفتح الباب
ودخل غارد .
حدقت فيه روزي , وهي تتأكد من التفاف المنشفة حولها
بإحكام .
ـ أظنك قلت إنك ستمضي ساعتين في العمل !
ـ هذا صحيح ! لكم إدوارد كـــــان هــنــــاك بتعليقاته الساخـــرة حول
العرسان والعرائس المهجورات . . .
ـ هل ما زال هناك ؟
ـ نعم . يبدو أن لديه بعض الأمتعة التي يريد نقلها إلى الطابق
العلوي هذه الليلة . لماذا ؟
عبست روزي بضيق قائلة :
ـ نسيت نقل حاجياتي من غرفتي القديمة .
هز غارد كتفيه بعدم اهتمام :
ـ يمكنك نقلها عند الصباح . إذا قال لك شيئاً قولي له إنك لم
تجدي وقتاً لنقلها قبل الزفاف .
قالت مستنكرة :
ـ لا , إنك لم تفهمي قصدي , ليس . . . ليس لدي شيء . . لا
شيء مطلقاً ! ملابسي الداخلية , قميص نومي , كل ذلك ما زال في
غرفتي القديمة ! وكذلك الحقيبة التي أحضرتها من بروكسل .
قالت ذلك بانفعال , ثم هدأت قليلاً أمام نظرة غار الباردة
وتابعت مدافعة عن نفسها :
ـ نسيت كل شيء عندما فوجئت بحضور إدوارد , ثم انشغلت
بعد ذلك بإعداد هذه الغرفة . علي أن أذهب وأحضرها .
فقال غارد بحدة :
ـ لا !
قالت بذعر :
ـ لكن علي أن أحضر قميص نوم ! ليس لدي ما أنام به ! أنت
لديك كل أشيائك !
ذلك أنها سبق وأفرغت , مع السيدة فرينتون , الحقيبة التي
أحضرها غارد من شقته وفيها بعض الملابس . آنذاك , قال لهما
ساخراً إنه لم يتوقع منهما القيام بذلك , قال لها الآن :
ـ العروس يا روزي , لا تترك غرفة عريسها لتذهب وتحضر
قميص نوم ! ثم إن هذا العمل لا حكمة فيه بالنسبة إلى وضعنا
الحالي , خصوصاً وأن إدوارد ما زال يجول في أنحاء البيت . أظن أن
عليك , لهذه الليلة على الأقل , أن تنامي . كما أنت . . .
أخذت روزي تحدق فيه , ثم قالت بصوت مختنق :
ـ لا ! لا أستطيع . . .
ـ تستطيعين طبعاً ! فأنا أفعل هذا على الدوام .
أخذت تنقل نظراتها بذعر بينه وبين السرير الضخم .
ـ لن أنام إلى جانبك في هذا السرير إلا إذا كان أحدنا . . بل
نحن الاثنين , مرتدين ثياباً !
سألها بهدوء :
ـ وما المانع؟
أخذت تحدق فيه باضطراب . ما الذي يعنيه بقوله ( ما المانع ) ؟
أليس الأمر واضحاً ؟ قالت باستنكار :
ـ لأن هذا غير مناسب !
رفع غارد حاجبيه :
ـ أحقاً ؟ يخيل إلي أن لديك فكرة غريبة جداً عن الزواج , يا
روزي ! أؤكد لك أن هذا هو المناسب بالضبط .
سكت وأخذ ينظر إليها فيما الخجل يلهب جسدها من الرأس
حتى القدمين . ثم قال ممازحاً :
ـ ما هذا , يا روزي ؟ أتخافين من أن تفقدي السيطرة على نفسك
وأنت معي ؟!
كانت تعلم أنه يمزح وبدلاً من الشعور بالارتياح لمحاولته
تلطيف الجو , شعرت بشيء من الانقباض .
منتديات ليلاس
ابتلعت ريقها بصعوبة وأزعجتها مشاعر لا تجرؤ على تسميتها .
لم تعرف ماذا تقول , وبدلاً من ذلك تناولت وسادة وقذفت بها
غارد بغضب .
تلقى الوسادة بيديه وهو يضحك منها استخفافاً , ويقول :
ـ حسناً ! إذا كنت تصرين على التصرف كطفلة , يا روزي . . .
وتحرك بسرعة لم تترك لها مجالاً للهرب وهو يرفعها عن الأرض
مبعداً إياها عنه قليلاً , ضاحكاً منها وهي ترفس بقديمها احتجاجاً ,
طلبة منه أن يتركها .
استجاب لطلبها ضاحكاً . وعندما ترك خصرها ومست أصابع
قدميها الأرض , شعرت بالمنشفة تنزلق عن جسدها .
عندما أخذت تكافح بذعر لالتقاطها , سمعت غارد يقول بهدوء :
ـ ربما أنت على حق يا روزي ! لعل النوم جنباً إلى جنب ليس
بالفكرة الجيدة . ولكن مع الأسف , ليس لدينا خيار آخر . ليس لأي
منا خيار آخر , ولهذا ليس أمامنا سوى القبول بالواقع . وهذا السرير
اللعين كبير بما يكفي لأن ينفرد كل منا بنفسه .
لا عجب من غضب غارد منها بهذا الشكل , كما أخذت روزي
تفكر وهو يدخل الحمام , تاركاً إياها تتكور تحت الأغطية . لو أنها لم
تكن غبية بذلك الشكل فتنسى نقل ملابسها . . .
اختنقت بالدموع وبردت قدماها . لماذا هي بلهاء عديمة الحنكة ,
ما جعلها تحدث كل تلك الضجة لأجل قميص نومها ؟ كان واضحاً
من الطريقة التي تصرف بها غارد أنه لا يريد إرغامها على شيء .
ولكن , أليس هذا ما ينبغي أن يكون , وما تريده هي ؟ أخذت
تحدث نفسها بذلك وهي تبتعد إلى حافة السرير البارد ثم تغمض
عينيها محاولة تجاهل الأصوات القادمة من الحمام .
يبدو أن غارد , بعكسها , اختار الدوش . ارتجفت من تصوراتها
المعذبة .
لكنها لم تكن تريده . . إنها لا تريده طبعاً . . . حتى إنه لا
يعجبها . . .
وتناولت واحدة من الوسائد الزائدة تضعها فوق أذنيها , مانعة
الأصوات التي تعذبها , القادمة من الحمام . . .

نهاية الفصل الثامن

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-05-12, 09:32 PM   المشاركة رقم: 29
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
فريق تصميم الروايات
فريق كتابة الروايات الرومانسية

البيانات
التسجيل: Jul 2009
العضوية: 148124
المشاركات: 1,563
الجنس أنثى
معدل التقييم: جمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييمجمره لم تحترق عضو جوهرة التقييم
نقاط التقييم: 2331

االدولة
البلدBrazil
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
جمره لم تحترق غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 

موعد اسـدال الستار عن النهاية غداً
إذا شــاء الله واعطانا عمر
و بإذن الله راح اضع أيضــاً
ملخصين للروايات
التي سبق ووعدت بكتابتها
وسأطلب من كل متابع لهذه الرواية أن يختار
الرواية التي يتشوق لقرأتها أولاً
اتمنى يكون في تجــاوب وحماس عشان اتحمس أنا كمان

 
 

 

عرض البوم صور جمره لم تحترق   رد مع اقتباس
قديم 06-05-12, 10:40 PM   المشاركة رقم: 30
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
مراقب عام
قارئة مميزة
فريق كتابة الروايات الرومانسية
مشرقة منتدى الروايات الرومانسية المترجمة

البيانات
التسجيل: Dec 2010
العضوية: 206072
المشاركات: 13,844
الجنس أنثى
معدل التقييم: زهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميعزهرة منسية عضو مشهور للجميع
نقاط التقييم: 66888

االدولة
البلدEgypt
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
زهرة منسية غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : جمره لم تحترق المنتدى : روايات احلام المكتوبة
افتراضي

 
دعوه لزيارة موضوعي

اقتباس :-   المشاركة الأصلية كتبت بواسطة جمره لم تحترق مشاهدة المشاركة
  
موعد اسـدال الستار عن النهاية غداً
إذا شــاء الله واعطانا عمر
و بإذن الله راح اضع أيضــاً
ملخصين للروايات
التي سبق ووعدت بكتابتها
وسأطلب من كل متابع لهذه الرواية أن يختار
الرواية التي يتشوق لقرأتها أولاً
اتمنى يكون في تجــاوب وحماس عشان اتحمس أنا كمان


الله لا يحرمنى من طلتك الحلوة زووووز والله يبارك لك فى صحتك وعيونك الحلوين
بصراحة مش عارفة أكتب أيه الحروف والأنامل عجزت عن التعبير .......
يعنى فى وقت قياسى نزلتى الرواية وكمان هتعملى أستفتاء على رواية جديدة
الله أكبر الله أكبر عليكى والله يحميكى من العين
لكى منى كل التحية والتقدير والأمتنان
وأحلى باقة ورد لأحلى وردة فى بستان ليلاس
مع دوام التالق حبيبتى
مووووووووووووووواه

 
 

 

عرض البوم صور زهرة منسية   رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
لم أعد طفلة, احلام, بيني جوردن, دار الفراشة, روايات مترجمة, روايات مكتوبة, روايات احلام, روايات احلام المكتوبة, روايات رومانسية, penny jordan, unwanted wedding
facebook




جديد مواضيع قسم روايات احلام المكتوبة
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 10:51 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية