المنتدى :
الخواطر والكلام العذب
يوم اختفيت جميعهم بحثوا عنك ....
يوم اختفيت,جميعهم بحثوا عنك,ما كان أحد يعرف أنك معنا سواي ,وان اختفاءك ليس سوى خدعة من خدعك الكبيرة .
أذكر أنك دخلت الغرفة, وبعدها لم يجدوا لك اثراً,كنت أناديك بصوت مهموس, بينما الجميع يصرخون باسمك كنت أسمع انفاسك, واشعر بها , وهي تملأ الأماكن التي اعتادت عليك ..
خطواتك الهامسة, والتي لا يشبهك بها أحد ,تنقر برتابة مسمعي ..
يعبر وجهي بخفة, تنفسك الخافت أثناء نومك..
ورائحة دهن العود التي تميزك, تملأ الهواء..
ورغم ذالك, ماشعر بوجودك أحد ..
صرختُ بهم مرة :
-لقد أختفى في لحظة أبدية, لكنه معنا..
و وليتهم ظهري منسحباً بانكسار..
بعد أن وخزتني نظراتهم الهازئة..
ثم أتبعوني بضحكاتهم الساخرة ..
لمٍ آثرتَ أن تتركني وحيداً في الجليد ؟
لمِ اخترت توقيت غيابك في ذالك الزمان تحديداً؟
حينما أحسوا أن حياتك غدت عبئاً عليهم..
حكموا عليك بالهامش المهتم .. أدخلوك ديجور التجاهل,وأنت الذي ماغدرك الضوء يوماً..
لم يؤثر بهم بكاؤك,و استجداؤك رضاهم..
وماعبئوا بالأزقة التي زرعتها بندمك ..
تدرك أنك أخطأت في حقهم ,لكن العقاب كان بالغ القسوة..
كل دموعك.. الصادقة منها..و(الكاذبة) , لم تغن عنك شيئاً..
و الأبواب التي أنهكتها طرقاً , ما وجدت منها إلا الصدود .. و أقفال ضيعت مفاتيحها ..
وجدي والليل , كنا نرقب جرحك إذ يتسع , وينزف ببذخ..
الوسادة التي هجرتها أرقاً..
أحلامك المفتتة التي ما عاد لها لون سوى البؤس.. فتستحيل لكوابيس تكرس الليل للرعب ..
ما كان لي إلا أن أربت على وجعك , لتنام ووجهك مبلل بماء مالح ..
يوم أيقنت أن اليأس الذي تنشده , لن تصله أبداً ..
و أنك تعيش على حافة الموت , دون أن تسقط فيه ..
دخلت عزلتك الغامضة .. و أوصدت الدروب دون الباحثين ..
كنتُ أسمع قهقهاتك و هم يبحثون عنك ..
كنتُ أراك و أنت ترمقهم , ثم تبتسم بعمق ..
زفضلتُ أن أصمت , و أكمل معك لعبة الاختباء ..
و ساعة أوى الجميع إلى ليلهم , متمتمين بالقنوط , كنتُ أسامرك و أستعيد معك أشكالهم المضحكة , و سحناتهم الغبية !
اليوم ما عدتَ سوى ذكرى مشوشة في لوح ذاكرتهم..
قليلون الذين يذكرونك..
وأقل منهم أولئك الذين ما زالوا يحفظون اسمك..
ولا أحد يذكر كيف أختفيت...
(( نعم .. مات .. أذكر أنا صلينا عليه في الجامع , ودفناه في مقبرة أجداده (( هكذا قال أحدهم ..
متعب أنا , ووجودك الغائب يزيدني ضياعاً..
الصحراء نكفهر ..
والريح تعوي ناثرة في عيون الأمل .. الظلام..
مازلتُ أطمع أن تعود, ليكفوا عني ..
وما زلت أنام على حلم لا يختلف كثيراً عن الأحلام التي تراودني في كل ليلة : ((طائراً بأجنحة من نور.. يحلق في فضاء أبدي .. ))
المرسل: أنا ..
المرسل إليه : أنت..
أوصيت الساعي بأن يتركها للريح .. على ثقة بأنها ستصلك حتماً
من ظلالهم لا تتبعهم لـ هديل الحضيف
|