المنتدى :
الارشيف
وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
صباح الابتسامات التي تثلج صدوركم...وتعيد الأمل لقلوبكم..
صباحكم ذكرى أشياء جميلة...ترسم للمستقبل قصوراً شاهقة من حلم..
ها هي..
طفلتي الأولى..تزف إليكم...
تحمل بين دفاتها خواطر أيام عانقتني...
وقصص عشت أحداثها..أضحكتني..وأبكتني..
هي نبض واقع...بشيء من خيالي..
جمعت فيها مشاكل مجتمعي..
وأحلامي التي أريد أن أراها فيه...
وصغتها...
ثم قدمتها...
أربع سنين من عمري..
صاحبتني..
خجلة هي..تتشبث بجهازي...
وترجوني الانتظار..
أختها الكبرى..ما زالت حبيسة مستنداتي..
لكنني دفعتها إليكن أخيراً..
بين أمل بقبولها..وخوف من عدم تقبلها...
لكنني واثقة بأقلامكم وعقولكم...
أمهلوني أجزاء أبثها هنا...
وأخبروني عن أرائكم بصدق..
احتووها بلطفكم...
عانيت كثيراً..وأنا أزيد وأنقص...أحذف وأضيف..
لترقى لذائقتكم...
وقبل أن أترككم معها...
لا أنسى أن أوجه جزيل شكري...لمن صاحبتني رواياتهم طوال أيامي..
والتي كانت تدفعني لأمضي في الكتابة قدماً..
وربما اقتبست شيئاً من كتاباتهم أو أسلوبهم...
فدمجتها مع أفكاري وأهدافي..
لأصل إليكم...
الكاتبة..عاشقة أمها في أثيرتها...عندما عبروا حدود الظلام
الكاتبة..أنفاس قطر في أثيراتها الثلاث..بعد الغياب..بين اليوم والأمس..أسى الهجران
الكاتبة..ليتني غريبة في أثيراتها الثلاث..أحلام منسية..أعياد بلا فراحة..خطوات تغفو على عتبات الرحيل
والتي أوجه لها رجاء عميقاً بالعودة سريعاً مع باقي أجزاء الأخيرة...
الكاتبة..أقدار في أثيرتيها...مهلاً يا قدر..ملامح الحزن العتيق..
الكاتبة..طيف الأحباب في أثيرتها...نوح الحمام...
الكاتبة..حاولت أنسى في أثيرتها...خلني بأعطيك من عيني دموع...
كل الشكر لكن يا فاضلات..وهي منكن وإليكن...
ولكل آل ليلاس
..
..
..
الجزء الثاني
وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
الجزء الثالث + الرابع + الخامس + السادس + السابع
وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
الجزء الثامن + التاسع
وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
..الجزء العاشر
وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
..الجزء الحادي عشر
وفي واحة قلوبهم...أشرق أمل..
..
_الجزء الأول_
مدخل
....................
في شوارع طرقتها أيدي التغريب محاولة اقتحام تمسكها بدينها الحنيف
وامتدت أنيابها لتنهش ما استطاعت من أبناءها وتغرزها لتفتك بهم
في أرواحهم التائهة باحثين عن ما يروي ظمأها
ألقوا بها في غياهب العصيان
مدبرين ظهورهم لحبال الخلاص
لمن أمره بين كاف ونون
ليتراكم على أرواحهم ضباب كثيف من غياهب الظلمة
يغرقون ويغرقون...ويزداد الهلاك...
وتلهث أرواحهم....
هناك فقط يتوارد للألم والحزن أصناف لا متناهية
يجلس إليها إبليس وأعوانه
******************************
هي:"خلاص وقف هنا أنا لازم أرجع تلقى ماما خايفة علي دحين"
هو:"إيه مرة والله ما درت عنك لو رحتي عنها ساعة ساعتين ولا سنة سنتين"
هي:"وقف هنا خلاص وقف ترى والله أفتح الباب"
هو:"ههههه تفتحي الباب ياللا افتحيه يا فالحة إذا قدرتي"
ازدادت سرعة سيارته بصورة ملحوظة
هي:"خلاص تكفى الله يوفقك رجعني مهو لازم أشوف شي"
هو:"ليه حبيبتي ما تبغين تشوفين بيتنا؟؟"
هي:"لا لا خلاص مهو لازم, أشوفه بعد الزواج"
هو:"لا وش يضمني يعجبك"
هي بضعف وصوت متهدج:"راح يعجبني دامه ذوقك بس تكفى رجعني"
هو بسخرية:"هههه لا حبيبتي خلاص وصلنا خمس دقايق تشوفي البيت وبعدها نرجع".
توقف أمام شقته المزعومة ونزلا
وكان لا بد من بعد ذلك للعفاف أن ينتهك
""
كان جواب الطبيبة أشد من أن تتحمله انفجرت تبكي وتضرب بطنها بجنون وتصرخ:"ما أبغاه ما أبغاه"
مسكتها الطبيبة بشدة:"انتي انهبلتي اش بتسوين بعمرك"
صرخت:"أبغى أموت ما أبغاه ما أبغاه"
الطبيبة وهي تشد على يدها وكأنها بدأت تفهم وتتبين سبب هذا الثوران الهائج:"وين زوجك؟؟؟"
ارتفع صوت بكاءها:"قلت لك ما أبغاه سقطيه.....سقطيه"
رمت نفسها على بطنها بأقوى ما تملك وأخذت تشد عليها كأنما تريد أن تسقط هذا الكائن رفعتها
الطبيبة:"حرام عليك وش دخل الجنين تقتليه؟؟"
صرخت من جديد:"أحسن خليه يموت"
تمسكت الطبيبة بيدها أكثر وهي تشعر كأنها في إحدى المصارعات في مواجهة خصم عنيد:"إذا إنت ما تبغيه
غيرك يبغاه أبوه أقاربه جدانه عمانه"
خيل لها أن المقاومة ضعفت لكن نظرة المريضة أكدت لها بأن الأمر أكبر من مجرد وحم يمر بها:"بس هو ماله أبو
ما له أبو"
وعادت تصرخ من جديد:"إلا له أبو له أبو ونص لكن وينه؟؟ وينه الله يلـ××× الفـ×× الفـ××× الله يلـ×××"
نظرت الطبيبة إليها باستحقار شديد وهي تتأكد من صحة شكوكها الموجعة رجعت مكانها:"إنتو كذا دائماً
تستهويكم لحظة شهوة عابرة وعلى روس هذولا لمواليد المساكين ما أقول إلا الله يعينه هالمسكين إلي وده يكون
زيه زي أي طفل بأم وأب يرعونه و يدافعون عنه.....يفترض أبلغ عنك وأخلي ولي أمرك يتعامل معك لكن
معليش اطلعي برى واعرفي إن هذا الطفل اللي في بطنك أمانة في عنقك إن ضاع فأنت السبب اطلعي بسرعة في
غيرك أولى منك"
توسعت حدقتا عينها وهي تنظر للباب برعب..تخرج من هنا...تخرج بهذا الكائن..
نظرات الطبيبة الحاسمة مطعمة بالاحتقار أنبأتها أن عليها أن تخرج من هنا بسرعة قبل أن تقتلها
الفضيحة
.
.
.
.
.
.
.
ومن هنا كانت بداية روح معذبة حكم عليها أن تتجرع طعم الذل دون ذنب إلا لأنها
(أتت من غير انتظار)
************************************************
رفعت عيناها إلى الأعلى قبل أن تكتسحها لذعة الدمع فيهما مسحت دمعة نزلت منها قصرا دون
إراداتها:"استغفر الله يا رغد وش هالكلام...؟؟؟.....اللي مقدره لك ربي حيصير مهما حصل"
نظرت إلى حضنها وفي داخلها الكثير من الاستفهامات قبل أن تعود دموعها لتنهمر
صرخت:"خلاص رغد خلاص......بلاش ضعف إنتي كبيرة....كبيرة ما تهتمي لكلام الصغار"
لكن صرختها تلك لم تكن لتمنع دموعها بل اندفعت أخرى وكأنها تستحثها بصراخها ذاك
اخترق سكون دموعها صوت التنبيه في جهازها نظرت إليه بألم يخنق أنفاسها:"خلاص يا...استغفر
الله.....خلاص كل كلامها وصلتيه لي......رغد يالسخيفة وش يدريك إن كلامها صح..... "
أغلقت الجهاز بعنف تودع ألمها إياه وركضت إلى الحمام محاولة بث روح الحياة في أطرافها التي جمدتها
الكلمات التي وقعت على رأسها غسلت وجهها مرة واثنتان وثلاثة أطلقت نظرها قبل أن يصطدم بالمرآه
وانقبض قلبها بعينيها المتورمتين وأنفها الأحمر تنهدت وخرجت تجر قدميها جرا رفعت يدها بتهاو مزعج
الساعة 1:25
"يالله تأخر الوقت يا رغد"
أغلقت الإضاءة وألقت بنفسها على سريرها
"نامي يا رغد نامي انسي كلامهم كله خليك بسفرة بكرة...استمتعي وأفرحي لا تخربي على نفسك"
تقلبت يمنة ويسرة لكن النوم الذي فر منها أبى العودة....
"ياااا نووووووووم..."
أخيرا جرت نفسها بتثاقل لن يجديها استجداء النوم ليأتي...سيزيدها ذلك تفكيرا ووسوسة
تلحفت شرشف صلاتها وحملت مصحفها ليباغتها النوم ثانية
"الله أكبر....الله يخزيك يا إبليس...دحين جبت النوم...."
كبرت بثبات ودخلت في مناجاة طووويلة مع عالم السر وخبايا الألم.."وقال ربكم ادعوني أستجب لكم"
(..رغد...18)
*************************
"مجود اترك عطري خلصته"
"وإذا قلت مني تاركه؟؟"
"مجود واللي يرحم والديك اترك عطري هو خلقة مكحكح حراااام عليك بكرة عندي عزيمة ومني فايق
أنزل السوق وأشتري عطر ثاني "
"هههههه طيب طيب آخر بخة"
عاد ينثر على ثوبه بسخاء من عطر أخيه:"هذي كلها بخة؟؟"
"ياخي بختي غير بختك كل واحد حر في بخته"
قام مجاهد من سريره وهو ينوي به شرا أدركه عبد المجيد من عينيه:"ههههه طيب...طيب خلاص"
أرجع عطر أخيه لمكانه قبل أن يسمع صوته يستدعيه:"تعال هنا أبغى أكلمك"
اتجه إليه وارتمى بطوله على سريره مستقصدا استفزازه هزلا:"نعم"
مجاهد:"لا يا خي ما كلفت على عمرك...قوم عن سريري قوم"
عبد المجيد:"والله ظهري انكسر تكفى عاد مجودي"
مجاهد:"وش كسره"
عبد المجيد:"تدري عاد الوالد الله يهديه لازم كل دقيقة يطل علي وها وين وصلت وش بقي لك ما يخلي
لك فترة راحة أبد"
مجاهد:"اللي أعرفه إن عندك بريك وش طوله ساعة إلا ربع على ما أعتقد"
عبد المجيد:"يا خي لازم معاه وقت راحة هنا وهناك ما يصير كذا"
مجاهد:"صدق إنك دلوووووووووووع"
عبد المجيد"إسكت إنت خليك في جامعتك خلص بالأول بعدين تعال تفلسف"
مجاهد:"والله ما أحد قالك تدرس صيفي وتذبح عمرك"
عبد المجيد:"ياخي عاد الزواج ومايسوى"
مجاهد"على طاري الزواج صدق خلصت من بيتك؟"
التف عبد المجيد حول نفسه مزحا:"تف تف ما شا الله حوالينا ولا علينا"
مجاهد:"ههههههه تف تف ولا يهمك"
عبد المجيد:"يععععععععع يا خي كل ذي سعابيلك"
مجاهد:"عسل يا خي والله عسسسسسسسسسسسل"
عبد المجيد:"إيه مررة"
اخترق سمعهم خطوات منسلة من غرفة والديهم وقطعا هي ليست خطوات أمهم الخافتة
قفز عبد المجيد محاولا استراق السمع قبل أن يفتح طرف الباب ويغلقه عائدا مهرولا لمجاهد:"أبوية...أبوية....راح
لغرفتي...يا ويلنا"
فتح مجاهد عينيه على اتساعها وهو يمسك ضحكته خشية أن تنفلت من بين شفتيه:"يا ويلنا...."
صمت متفكرا...."استغفر الله يا فالح كم مرة قلت لك لا تقول يا ويلي الويل واااااادي بجهنم"
عبد المجيد:"استغفر الله...استغفر الله"
سارع عبد المجيد إلى خزانة ثياب مجاهد جاذبا شرشفا خفيفا ووسادة وألقى نفسه على الأريكة التي اهتزت تحت
ثقله وتظاهر بالنوم بينما اندس مجاهد تحت غطائه
في اللحظة التي فتح فيها الباب ليطل وجهه المليء بتفاصيل الزمن وهو يوزع نظراته بين الاثنين مبتسما وجه
خطاه إلى سرير ابنه وتوقف يتأمله لوهلة وكأنه يعود إلى عشرين عاما مضت ابنه في الثانية من عمره لا يكف
عن دفع غطائة عنه انحنى بهدوء ليدثره بغطائه جيدا
وعاد أخرى لابنه الآخر وأكد على غطائه وعندما هم بالخروج ألقى نظرة متأمله لهما معا
"الله يحفظكم لبعض ويحفظكم لي"
وجذب الباب مغلقا إياه خلفه بهدوء يخشى على توأميه الانزعاج
وما أن أغلق الباب حتى اندفعت ضحكاتهم المكتومة من تحت أغطيتهم
عبد المجيد من بين ضحكه:"ههههههـ...يا حبـ..ـيلـ..ه..هههههههه"
مجاهد:"هههههـ...قطع...قلبي...والله ههههههه"
عبد المجيد بعد ما سيطر على نفسه:"والله حرام حسسني بالذنب"
مجاهد:"إيه والله جاي بحسن نية ويغطينا بعد ويدعو لنا حراااام علينا"
عبد المجيد:"أجل خلاص نام...وأنا بنام"
مجاهد وهو يتعدل على سريره ويغطي نفسه:"تصبح على خير"
عبد المجيد:"وإنت بخير"
بعد ثواني صمت حاول فيها كلاهما السيطرة على نفسيهما من تبادل الأحاديث
عبد المجيد:"صح ما قلت لك؟؟"
مجاهد:"إيش..؟"
عبد المجيد:"كلمني حسون...بيجي عبد المجيد الصغنون أخيرا"
كشر مجاهد باستغراب:"عبد المجيد الصغنون؟؟"
رفع حاجبا بضحكة:"هههه صدق عاد مرته حامل؟"
عبد المجيد:"بدري يا خوك...قدها في الشهر التاسع.."
"أماا.."
"والله العظيم أخوك هذا ما يعترف بأخوتنا أبد..."
مجاهد:"وإنت مسميه"
عبد المجيد:"ما يبغلها كلام أصـ...."
وانقطع كلامه عندما فتح باب الغرفة
ناصر:"والله قلبي مخبرني..."
انفجر الاثنان ضاحكين
ناصر:"هذا كبركم وأنا ألاحقكم عالنوم؟؟"
حمحم مجاهد وقال:"أبوية شوفة عينك هذا مجيد...جاي لغرفتي وما خلاني أنام"
شهق عبد المجيد:"يالكـ....-انتقل نظره لعين والده-....يالكورة انت ناديتني"
ضحك ناصر:"الله يصلحكم...الله يصلحكم...ياللا يا شباب بكرة جمعة وصلاة لازم نقوم بدري"
وقف عبد المجيد وهو يسير على أنفه من أعلاه إلى آخره بسبابته وهو يقول:"على هذا الخشم"
وتمدد على الأريكة وأعطاه ظهره وتغطى ابتسم ناصر:"لا تنسوا أذكار النوم وأنا أبوكم"
قال مجاهد وعبد المجيد بصوت واحد:"باسمك اللهم وضعت جنبي وبك أرفعه إن أمسكت نفسي فارحمها وإن
أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين...."
وارى ناصر ابتسامته وقال وهو يحاول اكساب نبرته شيئا من تهديد:"شوفوا لو رجعت مرة ثانية وشفتكم
صاحيين.."
عبد المجيد:"أفا أبوية تبغانا نصير مجانين أجل"
ناصر:"مجيــد"
عبد المجيد وهو يضحك:"سم...سم"
خرج ناصر وأغلق الباب خلفه
عبد المجيد:"مجاهد ارفع عالمكيف"
مجاهد:"وليش ما ترفعه أنت؟"
عبد المجيد:"الريموت أقرب لك"
مجاهد:"لا يا شيخ مكشوف مكشوووف...ماني قايم ضف وجهك أشوف"
عبد المجيد:"خخخخخ والله ما فحالي أقوم وبعدين أعيد الأذكار من الأول"
مجاهد:"أجل خلاص انثبر وناااام"
بعد لحظة صمت
عبد المجيد:"أفففف حررررر"
مجاهد:"ماني قايم لا تحاول"
(...حسان....28)
(...عبد المجيد..21)
(...مجاهد.....21)
والدهم...(..ناصر...53)
****************************************
صباح اليوم الثاني
أبو فيصل:"رغد رغد بقي شي ولا خلاص"
خرجت رغد ركضا وقد أنهت ارتداء عبآتها وفي يدها اليمنى نقابها وفي الأخرى حقيبة جهازها المحمول
رغد:"هلا أبوية لا خلاص ما بقي شي ها ننزل؟؟"
أبو فيصل وهو يرفع شنطته الرسمية:"إيه خلاص انزلوا ترى فيصل من أول تحت تلقيه انفجر"
رغد:"ههههه ياللا هذاني نازلة"
اختارت مكانها المفضل دائما خلف مقعد السايق بجلست ووجهت المكيف عليها
فتحت حقيبة جهازها على رواية كانت قد أعدتها لقضاء سفرتها هذه
هي كانت تعاني من انتهاء الطاقة من بطارية جهازها بسرعة وفكرت بحل نموذجي لهذه المشكلة
اشترت بطاريتين أخريتين وشحنتهم لتقوم بالتبديل عند انتهاء الأخرى وهكذا
بالطبع بعد هذا الحل النموذجي لم يتبقى أحد لم يسخر منها لكنها أصرت عليه أليس هذا شيء
يخصها إذن فلا يمكن لأحد التدخل مطلقا فآخر ما كانت تريده هو أن تثبت للآخرين أنها اخترعت هذا الحل
الغير الناجح
***************************
في الطائف
عبير وهي تنزل من الدرج:" أميييييي.......أميييييييي"
علي:"لا إله إلا الله"
عبير:"يا شين الحرش علويييي ممكن تترك لنا البيت شوي؟؟"
علي:"اللحين هذا دلعي علويييي؟؟"
عبير:"أكيد في غيرك يستحق هالدلع؟؟"
علي:" وليه أطلع؟؟"
عبير:"والله ما عرفنا لكم يالرجال نقول لكم اجلسوا مديتوا البوز و.."
علي:"الله أكبر وأنا إيش قلت اللحين خلاصة القول تراي مني طالع أنا في غرفتي فوووووق"
عبير:"زيين بس ليه تمطط هالفوووووق....أنا وش بغيت حسبي الله على شره نساني.....إيه
صح.....أمييييييييييييي......أمييييييييييي"
أم فهد وهي في المطبخ تشرف على الخادمة نور:"هلا عبير ها وش بغيتي؟؟"
عبير:"أمي ترى رغد اتصلت علي.."
أم فهد:"وش قالت لك؟؟"
عبير:"جايين بالطريق....هي وفيصل وتركي ومحمد"
أم فهد:"بس ما في أحد بيجي غيرهم؟؟
عبير:"اممم حسب استطلاعاتي ما شكله"
أم فهد:"هو بقي أحد ما قلتيه يالله عالذهانة بس"
عبير:"هههههههه أدري أدري أمي أتغشمر وياك"
أم فهد:"عبير إنتي وأتغشمر ذي طلعت برآسي نخل"
عبير:"وينها ما أشوفها؟؟ تنزل رطب؟؟"
أم فهد:"شوفي طلال قولي له يجيب معاه جوالين البرادات لا ينساها"
عبير وهي تخرج هاتفها المحمول:"حاضر"
والدة العائلة وأخت دلال الكبرى..(الجازي...47)
(علي...20)
(عبير....18)
*******************************
يقود سيارته بسرعة متوسطة وقد أغلق النوافذ وفتح التكييف على أعلى درجاته في الطريق السريع
وأخذ يدندن بصوت خفيض:"هواي البر وأهل البر وراعين الهنا كله هواي العود ودهن العود وشوفة
طيب الفالي...."
"اش عندك طربان يالأخو"
"والله ياخوك أحسني اليوم مبسوووط والنفسية مفتوحة يعني لو بخاطرك تطلبني شي فهذا أحسن وقت"
"اممممم ما عندي شي أطلبك"
"سيف من زمااان ما طلعنا نقنص خاطري بالقنص"
"والله يا عم مهو موسم قنص"
ينظر إليه بطرف عين:"اش طاري الأخلاق الحميدة...؟؟"
"هههههه وإنت عمي صدق"
"أدري....بس الفرق بينا إذا تذكر ثلاث شهور بس...بعدين مو من العوايد"
"والله طرالي أقولك عم عندك مانع"
"لا خذ راحتك"
"اش ناوي عليه الترم الجاي...؟؟"
"أفكر جديا آخذ لي بعثة أكمل ماجستير إعلام"
"ما أنصحك صراحة ياخي الإعلام أغلب القنوات طريقها خمل...وحيكون شغلك مقتصر على أشياء
بسيطة...خليك عالقانون أحسن"
يجيبه وقد حاول إكساب صوته الجدية:"والله ياخوك حتى لو كانت القنوات طريقها خمل بأصير مقدم
مني رايح للتمثيل"
"بس ما تضمن إش البرامج اللي يبغوك تقدمها...تخيل يجيبون لك برنامج-وهو ينعم صوته-حياة الممثلة
العاطفية...وتسألها..من هوا أول حب..؟؟...أول قبلة...."
"ههههههههه أبو الأكشن نتعلم ياخوك نحنا عندنا تقشف عاطفي"
"ميع يالخشن...والله إنك إنت أبو العواطف والرومنسية"
يطرف بعينه بميوعة:"ميين يشهد للعروسة...؟؟"
"اعععععععع لاعت كبودي"
"ههههههههه اسمع يا بو بحطك ترتاح ببيتكم...."
"ليش مو ببيتك..؟؟"
"أبو الحشرة ياخي ما أبغاااك"
"أقووول حول يابو....ما تبغاني أنا أبغاك وميت عليك....بعدين إنت ساكن لوحدك لا أنيس ولا
ونيس..."
"عاجبتني وحدتي لا تتدخل...بعدين في حال بغيت أنيس بأجيب من الجنس الناعم وحدة ترافق
وحدتي..وفوق هذا فطوم وأمول مو مالين عينك"
"أحمدوووه حول....مالي خلقك ترا"
"يااا هو مالك خلقي توكل على بيتكم"
"الليلة عندك عندك لا تحاول"
"أبو المغثة"
"مني مبطل"
.
.
.
.
.
توقف أمام منزله ليترجلا إليه:"حيا الله أبو ساعد.."
بطرف عينه:"تو تطرد فيني.."
"تبغى الحق....كنت بأجي أنام عندك الليلة...بس ياللا جات منك"
"داري أنفاسك قالت لي"
يلكمه على كتفه:"ارحمني يا عواطف"
"عواطف ولا منيرة"
"هههههاي ما تضحك"
(أحمد...28) عم سيف من جده
(سيف..28) ابن أخ دلال والجازي وأخواتهم من أمهن
*****************************
عبد المجيد يكلم مجاهد وهو في السيارة:"اسمع أنا بروح اللحين أتأكد من الحجز وأدفع العربون
للمطعم....أبيك لا هنت تروح على بيتي وتتأكد إنهم نظفوا المطبخ زين أمس انكسرت فيه مزهرية
أمممم وبعدها شوف الفرقة أكد عليهم الموعد"
مجاهد:"تم وقفني عند المدخل الرئيسي تركت سيارتي هناك"
عبد المجيد:"إن شاء الله....يا خي ليش حاس إني ناسي شي ما أدري؟؟"
مجاهد:" لا إن شاء الله ما نسيت شي....سيارتك وحطيتها عند رياض اممم ثوبك وغترتك..."
شهق عبد المجيد:"قايل والله قايل إني نسيت شي....ثوبي عند عمران ما وديته للمغسلة"
مجاهد:"زين تذكرناه بدري عادي قدامك يومين...على فكرة تراي كلمت خالد وقالي بيمشي في الموكب
وبيمسك شماله"
عبد المجيد:"الله يجزاه خير.....هذي هي سيارتك استعجل تكفى"
مجاهد وهو ينزل من السيارة:"أبشر"
************************************
في طريق الطايف
رغد:"فيصول.."
فيصل:"هلا..."
رغد:"امممم...حافظ دعاء السفر..؟؟"
فيصل:"إيوه...ليه منتي حافظته؟؟"
رغد:"شوف هو أنا حافظته...بس يوم ركزت في الكلام نسيته..فهمت؟؟"
فيصل:"ههههه ايه فهمت طيب رددي معي"
فيصل ورغد:"بسم الله الحمد الله سبحان الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون
الحمد الله الحمد الله الحمد الله الله أكبر الله أكبر الله أكبر..سبحانك اللهم إني ظلمت نفسي فاغفر لي
فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت اللهم إنا نسألك في سفرنا هذا البر والتقوى ومن العمل ما ترضى اللهم
هون علينا سفرنا هذا واطوي عنا بعده اللهم أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل اللهم إنا نعوذ
بك من وعثاء السفر وكآبة المنظر وسوء المنقلب في المال والأهل"
رغد:"دحين تطمنت..."
اكتفى فيصل بابتسامة خفيفة حين أخرجت رغد هاتفها:"خلينا نشوف بابا وماما قالوها ولا لأ"
رغد:"هلا بابي...ها كيفكم....قلتوا دعاء السفر بابي...تروك وحمودي قالوها؟؟....إيه الحمد الله تكفى
انتبهوا زيييييين على أنفسكم...."
أنهت مكالمتها لتتصل برقم آخر:"مامي....تكفين خليك مفتحة جنب تروك لا يجيه النوم ولا شي...مرة
انتبهوا الله يحفظكم يارب....الحمد الله..أفاا عليك معه رغود وينام؟.....هههه ياللا انتبهوا على
نفسكم...مع السلامة"
أعادت هاتفها لحقيبتها
فيصل:"أبغى أسألك ركبتي عندي عشان لا أنام؟"
رغد وضحكة تسللت لشفتيها:"لا هو ... قصدي عشان أونسك....وبعدين هناك زحمة"
فيصل:"هههه كثري منها زحمة...أبوية وتركي قدام....وأمي ومحمد ورى....يعني يا طويلة العمر 4
مقاعد فااااضية"
رغد:"هههه...تبغى الصدق....عندي تأزم نفسي من السفر....قلبي ينقبض ما أدري ليه...وهناك فيه
أربعة وإنته لوحدك..."
اكتفى فيصل مرة أخرى بابتسامة وركز على طريق السفر
بينما عادت رغد لتفتح جهازها المحمول وجلست تقرأ....
والد العائلة..(...سليم...46)
والدة العائلة..(..دلال...43)
(...فيصل..24)
(...تركي...19)
(...محمد..10)
*****************************
كانت تقفز الدرجات قفزا....توقفت عند باب المطبخ...جائعة هي ولم تأكل منذ غداء الأمس شيئا
فتحت الثلاجة وهي تعبس لتبحث عن أسرع ما يمكن طهوه والتهامه
نادتها أمها:"ليان وش تسوين؟؟"
ليان:"مممممم.....حوعانة"
أمها-فندا-:"ليه ما تغديتي؟؟"
أعادت إغلاق الثلاجة وتوجهت لخزانة الأطعمة:"لا"
فندا:"طيب يالجوعانة إذا خلصتي تكرمي ومري علي عندي لك شي"
سحبت كيسا صغيرا من الشعيرية سريعة التحضير:"إيش...؟؟"
فندا:"إذا خلصتي تعالي"
ليان رمت كيس الشعيرية وطلعت ورى أمها:"أميييي إيش؟؟"
فندا:"لا لا....روحي كلي بعدين تعالي"
ليان:"خلاص شبعت أصلاً ما كنت جوعانة بس كذا من الطفش بغيت آكل"
فندا:"إيه مرة"
ليان وهي تجلس إلى جوارها:"أميييي ياللا إش فيييه..؟؟..أصلا من يومين وأنا أشوفك تحوسين.."
فندا:"اممم...أبوك يبغاك.."
ليان:"أبووية..؟؟..ليه إش عنده..؟؟"
فندا:"تعالي هو بيقولك"
ليان:"الله يكفيني الشر دام عند أبوية وبغرفته..فهو بالتأكيد شيء خطير"
فندا مبتسمة:"خلينا من قرقرتك وامشي"
دخلت خلف أمها على والدها المتكئ في جلسته الأرضية العربية وفي يده كوب شاي وفي وجهه
سعادة لم تفتها
جلست:"سم أبوية...بغيتني؟؟"
عبد الإله:"إيه...تعالي.."
جلست إلى جواره:"سم..آمرني.."
ابتسم لها بلطف:"ما يامر عليك عدو..كيفك وكيف الدراسة معاك؟؟"
ليان باستغراب:"تمام"
عبد الإله:"وش عليك إختبار بكرة؟؟"
ليان:"مصطلح"
عبد الإله:"آهاا ذاكرتي؟؟"
ليان:"أكيد أبوية آخر يوم....يووووه...فكة"
عبد الإله:"ههههههههه طيب ليونتي.....ماشاء الله عروسة كل من شافك تمناك –أخذ نفس-
وجاك اليوم من يخطبك لولده وهو أكثر من كفو وأنا أرتضيه لك فإيش رايك؟"
ليان وقد احمرت وجنتاها بخجل عذب:"من هو...؟؟"
عبد الإله وهو يبتسم:"خالد ولد عمك عبد الرحمن"
ليان عبست علامة لعدم الاستيعاب:"إيه....؟؟"
عبد الإله:"خالد ولد عمك"
ليان:"إيوه"
عبد الإله:"خطبك"
رفعت ليان حواجبها بدهشة
عبد الإله:"وش رآيك"
لم تقل شيئا
عبد الإله:"تعرفين خالد منا وفينا وطبعه عارفينه على خلق ودين.....وإنتي خذي وقتك وفكري"
ليان:"سم أبوية إن شا الله"
وقفت لتغادر الغرفة وتدور في رأسها الأسئلة
خالد ابن عمها تعرفه منذ صغرهم
إنسان حنون ملتزم أخلاقه عاليه راكد وشخصيته مرغوبة
باختصار أي فتاة سيتقدم إليها ستوافق عليه
لكن يبقى مصير لا بد أن تترك لنفسها مجال التفكير فيه بتعقل
مصير لابد أن تستعين بأحد يدلها على الصحيح فيه
ولا أحد سوى ربها يستطيع فعل ذلك
كبرت ودخلت في صلاتها وبعد الركعتين ناجت ربها (للهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك
بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام
الغيوب . اللهم إن كنت تعلم أن في زواجي من خالد خير لي في ديني ومعاشي وعاجل أمري
وآجله ، فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، وإن كنت تعلم أن في زواجي من خالد شر لي في
ديني ومعاشي وعاجل أمري وآجله ، فاصرفه عني ، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم
رضني به)
سلمت بهدوء وهي تشعر بهدوء يجتاحها استخارت الله وهو يصرفها إلى الخير
والد العائلة وأخ سليم الأكبر..(عبد الإله...50)
والدة العائلة...(فندا...43)
(..ليان...19)
*************************************
في بيت الجدتين سعدة ومنى
في جناح البنات
ندى تجلس على الأرض أمام حقيبتها المفتوحة بينما كانت عبير تضع رأسها على حجر ندى بانسجام
تام ورغد تجلس أمامهم تعبث بخصل شعرها
ندى:"أقول يا عبير ما تلاحظي إنك زودتيها"
عبير وهي تتعمد إثقال رأسها:"أبد الله يسلمك"
غمزت لرغد وتقوم بسرعة ليصطدم رأس عبير بالأرض
عبير:"آيييييييييييي الله ياخذك يا الهبله كسرتي راسي"
ندى:"تستاهلين أقولك ما أحب أحد يحط راسه علي وما تسمعين الكلام..."
وقفت أمام التسريحة وهي ترسم عينها بكحل أخضر....على تنورتها الجنز الغامقة وبلوزتها الخضراء المزمومة من
تحت الصدر
ندى:"إلا أقول يا بنات محد فكر منكم ايش التخصص اللي بتدخل فيه تعرفون ما بقي شي على نهاية السنة
كلها ترم واحد"
رغد:"إلا والله طول وقتي أفكر....مرا أقول كذا ومرا أقول كذا بس شكله خلاص لغة عربية"
عبير:"أففف لغة عربية والله مرة ثقييييلة"
رغد:"والله كثير خوفوني منها حتى قبل فترة جاتنا أبلة عربي منتدبة وقامت تقولنا إنه مررا صعب تقول مرا
جانا دكتور وأعطانا 12 كتاب نحفظها وما فتحنا فمنا...هي ما تقولها تخويف بس عشان تقولنا قد
إيش إحنا مدلعين وخبرك تحفيظ...مدلعينا حبتين على الأدبي والعلمي...بس أخت وحدة من صاحباتي
دخلت عربي وهي دحين ماجستير تقولي العكس صح إنه صعب لكن إذا حبيتيها مافي أسهل منها "
عبير:"بس ماخفتي...؟"
رغد:"أكيد مرا مترددة بس من يوم أنا في البيضة وأنا ناوية أدخل لغة عربية"
ندى:"أي مجال..؟؟"
رغد:"ما أدري بس فخاطري أصير ناقدة أدبية.."
عبير:"قصدك بلاغة ونقد"
رغد:"إيوه.....وأنت يا ندو وش ناوية تدخلين؟"
ندى:"أفكر أدخل علم نفس"
عبير:"اقعد يا ولد ما تلعبين"
ندى:"بعذرك البيت متروس عيال وإنتي ما غير تلقطين من هنا وهنا ترااااي بنت مو ولد إيش اقعد ياولد؟"
عبير بتريقة:"قولي والله تو أعرف المهم إن سألتوني فراح أقولكم إني راح أدخل تربية خااصة"
رغد:"والله..؟"
عبير:"...إيه إن شاء الله"
عبست عبير بتفكير قبل أن تقول:"ليش ما تجي تدرسي عندنا نتونس مع بعض"
رغد:"هههه والله فكرة....خلاص وانتي رايحة مري علي في المدينة"
عبير:"اللحين اللي يشوفنا يقول ما شاء الله علينا اجتزنا القدرات"
رغد:"على قولك...والله حرام عليهم مررا مصعبين هذا غير السنة التحضيرية اللي بعد يعني ما توصلين تخصصك
إلا وانتي منتفة شعرك شعرة شعرة"
ندى:"بس تصدقون سمعت مرا في برنامج في المجد سووا لقاء مع واحد وسألوه عن السنة التحضيرية قال إنها في
مصلحة الطالب عشان لما يتقدم لوظيفة"
رغد:"ايه شفتها في برنامج منتدى الاستشارات"
ارتفع صوت جهاز ندى نظرت إليه ثم تنهدت:"الله يرحم حال المسلمين...أربعة وعشرين ساعة تجيني أخبار عن
سوريا وليبيا واليمن..والله شي يقطع القلب"
رغد:"إي والله صادقة يختي يا القذافي وتعاس الفار وعلي عبد الله صالح نشبة لصقة..الله ينتقم منهم"
ندى:"لا يا ماما خلاص خلصنا من القذافي مات وبرد قلب شعبه وعلي طرد عقبال الفار"
عبير:"مو تعاس الفار الله ياخذه نصيري شيعي وما أبرد عليه من قتل السنة"
ندى:"والله لو تشوفين المقاطع...شفتي الطفلة اليمنية الصغيرة اللي مات أبوها في المظاهرات قطعت
قلبي جلست أصيح صياح"
عبير:"إيه عتاب الله يرحم أبوها برحمته"
رغد:"طلعوا عليها أنشودة شفتوها"
فتحت هاتفها:"اسمعوا...مالك المجيدي منشدها"
"يا طفلة أبكت حروفي والقلم
وبكى لها قلبي ومزقه الألم
لما رأيت الدمع في أحداقها
تبكي أباها بالتوجع والندم
لو أن صخر لامسته دموعها
وأحس حرقتها تفتت وانقسم
أو عابد الأوثان أو أصنامه
سمعوا توجعها لحن له الصنم
يا قاتلا وأد طفولة هل ترى
قلب البراءة كيف يتم وانظلم
من أجل ماذا تقتلون ضياءها
ما ذنبها فيمن تنحى أو حكم
يا طفلتي كفي دموعك واسمعي
أباؤك الأحرار قد قطعوا القسم
أن لا يعودوا بعد دمعك والدماء
إلا وعهد الظلم ولى وانهزم
أو يهنؤوا عيش وأنتي حزينة
إلا وثغرك قد تهلل وابتسم"
تنهدت عبير بحرقة:"الله ينتقم منه"
ندى:"والله اللحين وش زين حسني مبارك وزين العابدين"
عبير:"والله إنهم زي بعض بس شي كان مخفي وشي ظهر انتي لو تشوفي بس كيف أساليب التعذيب اللي يسونها
للشعب"
ندى:"تبغي الحق والله إنهم رجال الله يتقبلهم في الشهداء وينصرهم"
ندى ورغد:"آميــن"
انفتح الباب على آخره وطلت تالا:"تراااااااا"
وزعت نظراتها بينهم:"وش بكم تقولوا مات لكم ميت"
عبير:"كنا نتكلم عن الأوضاع السياسية هذي الأيام"
قطبت حاجبيها:"الله يرحم حال المسلمين..-تبسمت وهي تفتح ذراعيها- تعالي يا بت يا رغد
وحشاني"
وسلمت عليها:"الحمد الله عالسلامة"
رغد:"الله يسلمك"
تالا وهي تضرب كتف رغد:"إيش دا يا بت مسوية رجيم ولا إيه؟؟"
رغد:"والله الله يبشرك بالجنة"
ندى وهي تسلم على تالا:"لا تكذبي عليها تراها صايرة برميل متحرك"
رغد:"ندى يالدب ما غيرك برميل....موية"
عبير:"هههههه على كذا ناخذها معنا في الكشتات...عشان إذا خلصت الموية.."
رغد:"هههههههههههههههه تخيليها واحنا نخرق في جسمها ونشرب.."
تالا:"ههههههه وتصير نوافير...خخخخخخخخخخخ"
عبير:"و...."
تخصرت ندى:"لا والله حليت لكم السالفة"
قالوا مع بعض:"أكيييييييد"
وعادوا للضحك مجددا فتحت ندى قبضتها وأشارت بها إليهم في وجوههم وخرجت...وهي تعبر الباب انتبهت
للمفتاح سحبته بسرعة وأغلقت عليهم الباب بالمفتاح...
ندى:"خليكم أحسن بأعلق المفتاح فوق الباب وانتظروا أحد يجي يسوي لكم إنقاذ"
تماسكوا وتوقفوا وتبادلوا نظرات السخرية اقتربت تالا وجلست تحرك في الباب تحاول فتحه
تالا:"والله سكرت الباب"
اقتربت عبير وهي تحاول أن تفتح الباب:"من جد سوتها الهبلا"
رغد:"مهي صاحية"
أخرجت هاتفها بسرعة واتصلت على ندى:"ندى....وتبن تعالي افتحي الباب"
انطلقت تالا تقول بسخط رافعة صوتها ليصل لمسامع ندى:"ندوة تعوذي من إبليبس تعالي افتحي الباب"
فتحت رغد مكبر الصزت"لا مني فاتحته...عقوبة لكم..."
عبير:"ندى يا دباا انتي البادية انتي قلتي لرغد برميل.."
ندى:"لا تحاولييييين.....أبغى أسمع اعتذار صريح من وحدة وحدة فيكم"
تالا:"ندى ياللي مني قايلة بيجي الغدا اللحين لازم ننزل نساعد خالاتي.."
ندى:"طيب اعتذروا وأفتح لكم الباب"
"لااا محنا معتذرين..."
"أجل انطقوا لين يفضى اللي براسي..."
وقطعت الخط
تالا وهي تجلس على السرير:"ما توقعتها لهدرجة نذذذذلة"
عبير وهي تضغط على أزارير هاتفها بسرعة:"أرسلت لها...يا برميل الموية المخرق وكله نواااافير"
رغد:"كخخخخ إيوووه أحسن"
استلقت تالا على السرير وسحبت اللحاف لتسدله على جسدها:"إذا أذن العصر صحوني"
جلست رغد أمام شنطتها وأخرجت جهازها المحمول:"عبير فيه نت هنا صح؟"
عبير وهي ترمي هاتفها على مكتبها:"إيه"
رغد:"زين تعالي خلينا نتفرج على برنامج لذة الصلاة للشيخ أحمد القطان مررا روعة ومؤثر"
عبير:"في أي حلقة وصلتي؟؟"
رغد:"الحلقة الثالثة"
عبير:"في برنامج ثاني عرض في المجد...برضوا يتكلم عن الصلاة"
رغد:"إيه تفرجت على جزء منه بس ناسية اسمه"
عبير:"دامك واصلة في الحلقة الثالثة أنا بأكمل الكتاب اللي معاي مرررا يجنن اسمه أول مرة أصلي وكان للصلاة
طعم آخر لخالد أبو شادي لو شفتي أمي بعد ما قرأتها صارت صلاتها ما شاء الله"
رغد:"أجل احجزيلي اياه بعدك...."
عبير:"إن شاء الله"
سمعوا صوت تالا:"يا بنات لو جلستوا توطوطوا كذا ماراح أنام أبد"
ضحكت الاثنتين ثم انشغلت كل واحدة على حده
(...ندى...18)
(..تالا.....22)
بنات خالة
************************************
دخل البيت بعد أن صلى العشاء وهو يلعب بمفتاح سيارته شعر بشيء يصطدم بقدمه حول نظره لتطالعه
عيناها الشقيتان
بمرح ابتسم لها وهو يجلس بمستواها:"مين حبيب خالوو؟؟"
رفعت جوري ذات الأربع أعوام رآسها ببراءة:"جوجو"
رفعها من الأرض وقبلها:"وين ماما؟؟؟"
هزت رأسها بحماس طفولي:"ماما..هاا لااااحت عند أمي...وقالت لها بتلوووح...مع بابا...للمتعم"
ضحك لطريقتها في تمديد الحروف قال لها بخفوت:"طيب وش رايك نروح للملاهي مع بعض؟؟
صرخت جوري:"إيـــــــــــــــــــــه"
وضع أصبعه على فمه:"أسسس"
لتسارع هي الأخرى وتضع يدها على فمها
خالد:"وين صندلك..؟؟"
جوري وهي تركض:"اللحين أذيبه"
جلس على الكنبة ينتظرها حيت ارتفع رنين هاتفه >مجاهد<
رد:"هلا والله"
"يا أخي ساعة لين ترد؟؟"
"ههههه يا خي وش فيك معصب"
"وينك إنت لي ساعة أنتظرك؟؟"
"ليه تنتظرني؟؟"
"خالد يا تبن وينك؟؟"
باستغراب:"لا والله صدق ليه تنتظرني؟؟"
"خالدوووووه اليوم زواج مجيد وش فيك إنت؟؟؟"
"أوووووووه والله نسيت اليوم كم؟؟"
"من جدك إنت...؟؟..اليوم 25"
"أهاا والله نسيت خلاص دقايق وأكون عندك"
"عجل يا خي"
"طيب طيب خلاص اللحين أجي"
قطع الخط وقام مسرعا إلى غرفته استحم
وارتدى ثوبه ورتب لحيته ونثر على نفسه من عطره بسخاء
نزل بسرعة ليذهب إلى صديقه رأى جوري واقفة عند الباب تنتظره
شعر بالحرج إن قال لها لن تذهب فستحمل البيت ببكاءها:"جوجو حبيبي بروح مشوار وأرجع خلاص
انتظريني"
هزت رآسها موافقة وجلست على الكنبة بينما سارع هو بالخروج
(..خالد عبد الرحمن...21) ابن أخ عبد الإله وسليم وصديق مقرب لعبد المجيد ومجاهد وخطيب ليان
(..جوري..3) ابنة اسراء أخت عبد الرحمن والمتزوجة من ابن عمها الوليد
*****************************
في ممر مستشفى الــ.........
تصرخ بقوة:"لااااااا......لااااااااااااااااا مو صحيح مو صحيح......أمي"
وتسقط على وجهها
"سريــــــــر بسرعة سرير"
*********************************
تثاءب وهو يظهر على ملامحه التململ بينما كان والده وأعمامه يتناقشون مع جده في اندماج
شديد...لم يعجبه المنحى الذي بدأ يأخذه حديثهم...فتكلم مقاطعا لهم...
"أبوية...إيش قلت عن مخطط الغربية...؟؟"
التفتت له الأنظار بشيء من ضيق بينما ارتسمت على شفتي جده ابتسامة جانبية وهو ينظر
لحفيده بإعجاب:"كلمت عبد الصمد يرسل الأوراق للمكتب اليوم عشان نتمم العقد"
"زين أجل بتمسكه أي فرع...؟؟"
"الفرع الرابع...بما أنهم أنهوا المشروع اللي قبل"
ناوشته ابتسامة ساخرة وهو يلمح الرفض في نظرات والده وأعمامه وأبناء أعمامه:"أكيد..ننتظر"
لم يبالي بهمهماتهم الساخطة ونظراتهم المتأففة فاستأذن جده وغادر وهو ينوي إثارة غيظهم أكثر
بينما شيعه جده بنظراته المتفاخرة تكلم نايف أكبر أبنائه ووالد مهند:"أبوية ما يصير اللي تسويه"
نظر إليه باستفسار حاد:"نعم...؟؟"
"مهما يكون..تصرفك هذا في تحيز وبيثير النفوس ضد بعضها"
نهض الأب معلنا نهاية الحوار الذي لم يبدأ أصلا:"لا صار واحد من الفروع بمثل جودة وإتقان الفرع
الرابع...فلهم علي مشروع مجمع الشرقية كامل"
تبعه بقية أبنائه وأبناء أبنائه لمكاتبهم وقد بدا في وجوه بعضهم تعكرا يخشى عواقبه
الأب}مشعل عبد العزيز......73{
}نايف.......52 { والد مهند توفيت زوجته وهو متزوج الآن من امرأة أخرى
لديه منها...براء 28....سهى 24....ريان22.....سحر 19
}متعب.....50{ لديه مشاري 26 وحسام 22 وبسّام 20
}مالك......48{ متوف لديه سلطان 23 ونورة 18
}غيث.......46{ لديه عيسى 29 وفتون 27
}راكان.......37{ غير متزوج
}العنود...... 23{ غير متزوجة
}خلود......22{ غير متزوجة
}مهند.......30{ ابن نايف يسكن مع جده منذ كان صغيرا بعد وفاة والدته بثلاثة أعوام
***************************************
في الدور الأول
الجازي:"ندى خلاص روحي فكي الباب لهم"
ندى:"خالة شوية بس شوية.."
حصة:"هههه حرام عليك بتطلعي عيونهم...ترى ها لو ضربوك ما راح نقولهم شي"
ندى:"طيب مهي مشكلة بس خليهم شوية مقلب مقلب عادي"
نزلت دلال وهي ترتدي عباءتها:"ياللا يا بنات فيصل عند الباب يادوب نلحق"
ندى:"هههههههههههه حلووووة يا خالة بنات"
دلال وهي تبتسم:"غصبن عن خشمك بنات"
ندى:"وأنا يا حرام أجلس وش أسوي بعمري البنات كلهم طلعوا يناموا وانتوا طالعين"
حصة:"أجل سيبيك من حركات النذالة وروحي طلعيهم"
ندى:"هههه لا أنا حلفت ما أطلعهم إلا الساعة ثلاثة ونص واللحين الساعة اثنين ونص بقيت ساعة"
قامت الجازي وسميرة وحصة
سميرة:"على فكرة جازي ما كلمك مصلح ولا موسى؟؟"
الجازي:"إلا كلمني مصلح ودى حرمته مع البنات عند أهلها وبعد المغرب بيجيبهم وموسى مايخرج من شغله
إلا بعد العشاء وبيجي إن شاء الله"
حصة:"الله يعين عالغثا بس"
الجازي:"استغفر الله ما تجوز الغيبة يا بنت"
سميرة:"وهي الصادقة ما تجي هنا إلا وتفتعل مشكلة من تحت الأرض وبناتها مو مقصرين معاها"
حصة:"وأمي متى بتجي؟"
الجازي:"بتجي اليوم بيجيبها سيف"
سمعوا صوت صراخ من الغرفة:"جاااازي.....جازي"
قامت جازي ودخلت الغرفة:"هلا أمي بغيت شي؟"
سعده:"وينها منى ما جت؟"
جازي:"بتجي بعد العشاء إن شاء الله؟"
سعده:"إيه أشوى...وإنتي وين سايرتن له؟"
جازي:"بروح مع البنات نجيب شوية أغراض ونرجع"
سعده:"وراكم ما علمتون أجي معكم...أبشتري من هذي الحلوان للبزران تجمعوا هنيتان ويتونسون..رفسة رفسة"
كتمت الجازي ضحكتها من طريقة خالتها في نداء خادمتها"رسفة"
دخلت الخادمة الإندنوسية الموكلة بسعده:"نأم ماما"
سعده:"هاتي عابيتي بأروح مع البنات"
دخلت سميرة:"هلا بأميمتي عساتس ارتحتي..."
سعده:"ايه ارتحت....رفسة"
سميرة:"وراك أمي تلبسين عبايتس؟"
سعده:"بروح معكم....بأشتري حلاوة وبطاطس للبزارين وشكلاطة للبنات"
ضحكت الجازي و سميرة:"هههههههههه الله يسعدك يا ميمتي نحنا نجبلك ارتاحي بس"
سعده:"لا ما تعرفون وش يحبون البزران والبنات أنا أعرف أتنقى لهم"
سحبت عكازها بعد ما ألبستها رسفة عبايتها واتكت عليه:"رفسة لا بارك الله في عدوينك وين الكرسي"
أجلستها رسفة على الكرسي المتحرك الذي تجلس عليه ودفعتها للصالة
دلال وحصة:"وين يا ميمتي؟؟"
سعده:"بسم الله الرحمن الرحيم...وراكم تصارخون كأني صمخ ما أسمع...."
ضحكت الاثنتين
الجازي:"بتروح تشتري حلاوة وبطاطس للبزران وشكلاطة للبنات"
ابتسموا بمحبة وخاطر يراودهم على الرغم من أن صلتها بهم بعيدة فهي زوجة والدهم الأولى لكنها كانت أما لهم
بل ربما كانت أكثر قربا وملازمة لهم من أمهم
رن هاتف دلال:"هذا فيصل ياللا بنات"
خرجوا وسعده خلفهم تدفعها رسفة
العائلة كاملة
الأب محمد متوف تزوج أولاً سعدة لكنها لم تنجب فتزوج من منى المطلقة لتنجب له
(...مصلح......49{
(...موسى....48{
(...الجازي...47{ أم عبير
(...حصة....44{ أم تالا
(...دلال ....43{ سبق التعريف بعائلتها
(...سميرة....36{ أم ندى
ومن زوج منى الأول لديها
(..ساعد..53) والد سيف
(..حامد..51)
****************************
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]ها هنا توقفنا...ولنا عودة بإذن الله[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]اللهم انصر عبادك في سوريا وثبت أقدامهم وأرنا في الطاغية بشار[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]وأعوانه عجائب قدرتك...[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"]إنك على كل شيء قدير[/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
[COLOR="rgb(32, 178, 170)"][/COLOR]
التعديل الأخير تم بواسطة بياض الصبح ; 13-04-12 الساعة 09:28 PM
|