****************************
كان يجب إخبار عبد المجيد بمستجدات الموضوع ليسارع في الانتهاء من موضوعه
وها هو ذا خالد يفعله ما بوسعه لاستعجاله...
"مجيد قلت لك ملكتي بعد أربعة أيام روح بكرة واخطب البنت"
"يا خي لسى ما مهدت الموضوع مع أبوي"
"اليوم الفجر كلمه والعصر تكلموا أهل البنت والمغرب وانتوا عندهم"
"وحسبت مسألة سؤالهم عني قبل الموافقة قول عالأقل ثلاثة أيام غير إذا رضيوا تصير الملكة اليوم اللي بعده
ياخي أجل ملكتك ليومين قدام "
الآن وهو يتذكر كيف اتصل به محمد محذرا من سخط ليان لاستعجاله شعر بموقف زميله:"اسمع دام إنه في وحدة
في بالك من زمان فأكيد بينكم وبين أهلها معرفة فإن شاء الله ما يطولوا"
"ليه وظيفة هو..؟؟..هذا زواااج ارتباط ما راح يرمون بنتهم قبل لا يفصفصوا المحروس اللي جاييهم...إلا إذا
ساعدني أخو المحروسة "
الآن يضحك ساخرا:"هههههه أجل روح فطره بكرة على حسابك بمطعم محترم وخلي رجلك على رجله تضمن
الموافقة"
"على طاري مطعم من أول خاطري نفطر بالقرموشي وش رايك بس بكرة الفجر؟؟"
"لا يا شيخ ومتى بتكلم الوالد؟؟"
"ما عليك الساعة عشرة ولا تسعة بس جد خلاص صلي بكرة في مسجد حارتنا ونمشي مع بعض من هناك"
"خلاص تم بس عقب بنمر نشتري قماش"
"إيه وأشتري معك بالمرة"
"بالله تحس إنه يمدي؟؟"
"ليش لأ مو تقول إذا اتمصلحت مع أخو المحروسة بيمشي أموري...؟؟"
"هههه طيب يا أبو مصالح....على فكرة ما قلت لي كيف حال مجيد..؟؟"
"والله تمام كل يوم وهو ناط عندنا في البيت"
"الله يعين زوجته كل شوي ساحبة أغراضها وجاية..."
"ههه لا يحليلك ساحب على زوجته أم السحبة.."
"ليييييييييه كذا...؟؟"
"والله ما أدري بس تدري بعد عاجبني الوضع كذا"
"حرام عليك ما أقول هو أخوك بس كمان يعني متزوج وكذا مفروض إنت تحثه على جلوسه معها هي تبقى
بنت ناس وراح تطفش ولا تبغى تدمر حياة أخوك يعني..؟؟...طبعاً لا قدر الله"
"هههههه إن شا الله.."
"أفا كأنها تسليكة..؟؟"
"مو تسليكة تسليكة هه نص تسليكة"
" ضف أجل"
************************
مجلس مشعل بن عبد العزيز
ضحك بسخرية وهو يضرب كتف ابن عمه بمرح:"حساموه بعيده عنك وعن هياطك..."
حسام الآخر كان يضحك وهو يجيب ابن عمه بحماس:"هههههه والله لجيبها وقل حسام قال"
"أقول حسام إنت عارف من بيشارك..؟؟...بيشارك برق وثنغر...بتقدر على ذولي...؟؟"
"يخسون جنب براق حقي....بجيبها وبتشوف"
"أنا لو آخذ الثالث بعدهم فأبوس يدي وجه وقفى"
"مشكلة اللي طموحهم تحت الصفر"
"أقول يا بو الطموح..إنت عارف كم كيلو...؟؟"
"إيه 10 كيلو...."
"لو تبيع براق أحسن من موته"
"الخلا بس..مشكلتك يا ريان ما تعرف ترفع رقبتك شوي"
في تلك الأثناء اقترب مهند منهم:"ريان"
التفت أخاه من أبيه له باحترام:"سم...؟؟"
"الليلة مرني في المكتب"
"أبشر"
ألقى نظرة سريعة نحو حسام:"وشلون الدراسة....؟؟"
"ماشيين الله ييسر دعواتك آخر سنة ونفتك من هالدراسة"
"كراسيكم تنتظركم بالشركة..."
"يخي مدري كيف تتحملون هالمكاتب والله تجيب الضيقة"
"حلال أهلك...بعدين إنت دارس الجامعة كله علشان هالشركة"
"والله ما ارتاح منها غير مشاري...يوم إن الله فكه من هالشركة وصدعة الراس"
قاطعه ريان:"والله إيش له بالتعب والدوامات والغربلة لو إنه ماسك شغل أهله كان جاه الحلال وهو
مغمض"
مهند:"على كل (كل مسخر لما خلق له)...ريان عندي بالمكتب لا تنسى"
هز رأسه:"إن شاء الله أبشر"
ابتعد عنهم بينما لكز حسام ريان:"اش فيك تقول أكل لسانك القطو..؟؟"
"إيش قالوا لك رخمة ولا رخمة"
قال وهو يمدد ظهره ويمنع فمه عن التثاوب:"الاثنين وأنا أخوك..الاثنين"
***********************************
يتقلب على فراشه بإنزعاج...شيء ما قطع استرساله في نومه العميق....بالكاد أستطاع أن يفتح إحدى
عينيه متأففا....كانت شاشة هاتفه مضيئة...إذن هناك مزعج يتصل به تمنى أن يدق عنقه...سحب
هاتفه ليجيب دون أن ينظر بتضجر:"نعم...؟"
"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة"
بدهشة:"سيف...؟؟...اشفيك...؟؟"
سيف:"ما فيني شي ليه...؟؟"
أحمد:"غريبة متصل في وقت زي كذا اش بغيت....؟؟"
سيف:"ليه توقعاتك الساعة اللحين كم...؟؟"
أحمد:"ثلاث الليل"
سيف:"ههههههه يا فالح أنا كم مرة قلت لك غير ستاير غرفتك...الساعة عشرة يا بابا"
شهق بصدمة:"أمااا عاد قل قسم"
سيف:"طالع في الطاقة..."
أحمد:"الغرفة ظلام ومني شايف شي...بس شوف والله لو كنت تمزح لأتوطى ببطنك"
"تم....سلم لي على عمه فاطمة..."
شهق مرة أخرى:"يااااا ويلي منها واعدها أوديها السوق هي والدلوعة بنتها..والله ما يفكني من زن
أملوووه شي"
سيف:"الله يقويها...ياللا أستأذنك بأودي الوالدة وأخواتي السوق..."
أحمد:"الله معك"
سيف:"وترى الساعة ثمنية...بس حبيت أصحيك عشان ما تهزأك عمة فاطمة"
أحمد:"يالــ....شف لأنك قدمت لي خدمة بأعديها هالمره"
سيف:"مناك بس مفروض تبوس راسي ويدي....بس ياللا عمي بأعفيك حق الاحترام"
أحمد:"رح بس..."
سيف:"ههههه مقبولة يا عم سلام"
أحمد:"سلام"
************************
يفرك عينه بتعب لم يستطع النوم والأفكار لا تغادره بعد حادثة الأمس وكلمات صديقه ترن في إذنه
وماذا لو كان شيخ مسن..؟؟....ألن يرعاها ويدللها...ويغرقها في عالم المال وإياه..؟؟
شعر بمقت شديد يرتفع في داخله...أهكذا يبحث عن المال راميا بسعادة أخته عرض الحائط...أم تراه يقول مالا
يفعل توقف قليلا وهو يستعد لدخول غرفة المدير ويعطيه رأيه بعرضه الذي طرحه مؤخرا طرق الباب بخفة قبل أن
يدلف لمكتب المدير الفسيح وهو يتهيأ لمغادرته:"السلام عليكم"
ابتسامة صغيرة ارتسمت على وجه مديره وهو يرحب به:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة تفضل سلطان"
مرر يده على شعر لحيته واتجه للمقعد الذي أشار له مديره بابتسامة:"زاد فضلك"
جلس ينظر له بانتظار ليفتتح موضوعه وهو يشعر بتوتره يتعاظم:"آآ...والله يا عم..جيتك في موضوع عرضك
الأخير إذا لسى عليه"
ابتسامة أبوية ترتسم على شفتيه وهو يراه يدعوه بـــــــ-عم-:"إيه لسى عليه وش رايك يا ولدي؟؟"
لفتة رائعة من هذا الكبير في احتوائه:"والله شاورت الأهل ولقت الفكرة قبول"
"يعني تتوكل على ربك؟؟"
هز رأسه:"أتوكل على الله"
ابتسم مديره وهو يقوم ويتجه له مربتا على كتفه:"الله يوفقك يا ولدي...."
رد له ابتسامته وتوتره يرحل:"الله يجزاك الجنة ومن بكرة إن شاء الله بأبدأ الدوام الصباحي"
ابتسامة ودودة علت وجه...أتراه يرى في هذا الشاب بديلا عن أبنائه الذين حرم منهم؟؟
الذين لم يكونوا يوما من صلبه في خيار إلهي شاءه على عباده (ويجعل من يشاء عقيما)
*******************************
استبد القلق بداخلها وهي ترى درجة حرارتها في ارتفاع وتهذي
لم توضع في موقع المسؤولية بهذا القدر مسبقا ما ستفعل هل توقظها لتستحم أم ماذا..؟؟؟
تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيما معناه أن الحمى جزء من نار جهنم أطفؤوا حراراتها
بالماء اتجهت لدورة المياه وتركت للماء البارد حرية أن يملأ حوض الاستحمام
اقتربت منها تهزها برفق:"رغد...رغد...رغوود"
الصوت المنهك يهمس بضعف:"ه..ــااه"
"رغوود حبيبتي قومي تروشي حرارتك مهي راضية تنخفض"
اتكأت بضعف على يدها وهي تسندها لدورة المياه:"اسمعي قلبي حطيت لك البشكير ورى الباب"
عادت ترتمي على السرير وهي ترفع هاتفها وتتصل ثانية بخالتها:"هلا خالة...دخلت تتروش...إن شاء الله
متى بترجعون؟؟.....أجل بأنتظرها لين تخرج وبننام....خلاص إن شاء الله..سلام"
.
.
.
.
.
.
الماء البارد أطفأ شيئا من لهيب جسدها والأفكار لا تزال ترهقها والكثير الكثير من الخيالات والتوقعات تنهدت
بعمق
خرجت وهي تلف شعرها بمنشفة تمنع اصطدام الهواء البارد بها وقع نظرها على
عبير التي نامت بوضع مائل
والإرهاق بادٍ بانجلاء على ملامحها..ابتسمت بمحبة....أرهقت نفسها وهي تقف إلى جوارها..اقتربت منها بهدوء
وعدلت من وضعها قليلا ودفأتها بغطاءها...لمحة سريعة سقطت على ساعة الحائط لتخبرها أن وقت صلاة
الضحى حان بخشوع عميق ارتدت شرشف صلاتها ويممت شطرها المسجد الحرام ورفعت يديها "الله أكبر"
.
.
.
.
.
.
نعم الله أكبر الله أعظم وأقدر...الله وحده بيده أن يفرج كربها...
يالله ما أعظمك...حين تضيق بنا فوهة الزمن...ونشعر بأرواحنا تختنق تحت وطأة الآه...ويسربلنا الألم حتى
أخمصنا..دوما يالله تنتشلنا من ظلماء الحزن...لنور الفرج
إذا ما اعترى القلب ظلم الهموم
إذا ما طغى الروح ليل الوجود
وهاجت شجوني وعم الظلام
وأضنت بأرجاء قلبي السموم
هرعت إلى رب هذا الوجود
لأشكو جروحي ومر الهموم
وأبدأ صلاتي بصوت النحيب
فيذرف دمعي بحب كتوم
وأركع أحكي قدوم الضباب
على القلب والحزن حولي يحوم
أناجي فيسمع مناجاتي ربي
وأشدو فيهتز قلبي الرؤوم
فتشدو بروحي ترانيم وجد
وأشعر أني وطئت النجوم
وأسجد في مقلتي حنين إلى الله
والشوق يكوي الكلوم
فأدعو دعاء من القلب يحوي
خضوعا وعشقا فيجلي الغموم
فكم من دعاء أصاب المعالي
وكم من دعاء أزال التخوم
أخي مهما ضاقت عليك الليالي
صلاة من القلب تمحو الغيوم
*************************************
على مائدة الإفطار يرتشف كوب الشاي أمامه وحواجبه المقطبة أنبئت أهله عن مزاجيته السوداء هذا الصباح لم يبالي
وهو لا يرى العنود تشاركهم الإفطار إضافة إلى ذلك يجب أن يسارع إلى الشركة ليعقد الصفقتين...ناوش مسامعه
صوت جدته تطلب خلود:"خلود أمي روحي صحي العنود تفطر"
العنود ومزحتها السمجة بالأمس..ما زال يشعر بالرغبة في تحطيم أنفها..
فموقف الأمس سبب له...
قطع حبل أفكاره صوت جدته تسأله:"مهند أبوية الله لا يهينك ممكن تودي البنات السوق؟؟"
اشتد فكه:"وين عبد الحفيظ؟؟"
هنا تحدث جده:"عبد الحفيظ أرسلته يشوف المزرعة ويشرف على العمال هناك"
لم يكن يرغب بذلك على أية حال ولكنه لا يستطيع رفضها:"خلاص المغرب يكونوا جاهزين بعبيهم"
قال ذلك وهو يقف جاذبا شماغه الأحمر ومغادرا المنزل بسرعة...
في طربقه إلى مكتبه..يحاول جاهداً صرف فكره..إلى عمله..عمله فقط..أنفاسه تتسارع..
ربما لم يشعر..بأطراف أصابعه وهي تهتز على مقود السيارة..
خطى خطوات سريعة تجاه مكتبه وموظفوه يحيونه باحترام..هذا ما اعتاده..جلس بسرعة خلف مكتبه حين دخل
عليه سكرتيره يناوله الملفات:"الاجتماع يا طويل العمر أجلناه للساعة تسعة زي ما طلبت واتصل مندوب الشرقية
بيوصل هنا الساعة سبعة ونص....المجمع السكني بالغربية بيصبوا أساسياته اليوم"
اندمج بسرعة في عالمه الذي يألفه ويجد نفسه فيه كثيرا...العمل...والعمل فقط...لا مكان لأي عواطف
هنا..وهذا ما يريده...سيقضي يومه هنا وبعد صلاة المغرب سيقل عمتيه إلى المجمع التجاري ثم سيعود إلى المجمع
السكني ليرى تطور العمل هناك...ماذا عن مسألة سعودة الموظفين هنا....يملك الآن ما يقارب الخمسة عشر
موظفا أجنبيا في مواقع حساسة يكفي أن مهندس الشركة الأول بريطاني....لديه الآن ستين ملف لطلبات توظيف
من شباب سعودي متحمس ومع القرار الملكي الصادر منذ فترة وجيزة بسعودة الوظائف.....عليه أن يجد وقتا
لهذا..
الآن وهو يسمع صوت سكرتيره يرحب بالمندوب يجب أن يصفي ذهنه من كل ذلك...........
*******************************
تمطط بكسل وهو يرقب وجه زوجته المسترخية بهدوء إلى جواره تأمل وجهها بابتسامة أحب كثيرا أن يرى احمرار
وجنتيها خجلا كلما اقترب منها...مد سبابته وسار بها على خدها...واتسعت ابتسامته وهو يرى تقطيبة حاجبيها
هذه المخلوقة خجولة جدا...ورائعة جدا...
اقترب من أذنها هامسا:"صباح الخير يا عروسة"
قفزت من نوما بفزع ويدها على صدرها...قبل أن ترخي عينيها بخجل وتمد يديها لتمسد شعرها:"صباح النور"
ابتسم بحنو وهو يمد يده ليبعثر شعرها:"خليه كذا أحلى"
لتزداد وجنتيها احمرارا...وتغادر السرير وبسمة غزت وجهها....
يتكئ على ظهر السرير متأملا حركتها الخجلى وهي تخرج ثيابها من دولابها وتتجه لدورة المياه لتبدل ثيابها
تمدد باسترخاء وهو يخرج هاتفه المحمول ويتصل برقم ألف الاتصال به قبل أن يأتيه الصوت المرح من الجهة
الأخرى:"احم يالأخو شكلك غلطان هذا رقم مجاهد ناصر الـــ...."
ضحك بمرح:"أوووه..والله آسفين عالإزعاج...ياللا السلام عليكم"
ليأتيه صوته:"ياخي قلنا بيتزوج ويفكنا من حشرته شوي ترى ما أمداني أشتاق لك"
"ههههه بس أنا اشتقت لك"
"لا حول شكله الأخ لسى مغلط يالأخو تراااي مجاهد-وهو ينعم صوته-مو رنود"
"مجاهد يالتبن لا تجيب اسم مرتي على فمك"
"لييييه ترى لساني عسل ما راح يصير في اسمها شي لو قلته"
"كيفك يالدب كيف صباحك..؟؟"
"امممم حلو...مع أبو عبد الرحمن نفطر بالقرموشي"
"ههههه أهااا قول كذا من أول...تزبط أمورك"
"والله هو قايل لي تمصلح مع أخو المحروسة وهو يمشي الأوضاع تمام"
ظهر صوت خالد الآن:"بس شكله خبص وجلس يسلك أموره معاي"
ضحك بمرح:"هلا والله..هلا بخلّود كيفك..؟؟"
أتى صوت خالد رخيما منعما:"والله تمام كيفك مجودي إن شاء الله تمامو أنا دحين أفتر مع حبيبي مجاهد"
عاد مجاهد يقول:"يععععع...ما بقي غير هي..تخيل بس يصير هالهرم زوجتي"
ضحك عبد المجيد بسخرية:"لاااا..وش جاب منو لخالد"
"مجيد يالتبن لا تجيب اسم مرتي على فمك"
"لييييه ترى لساني عسل ما راح يصير في اسمها شي لو قلته"
"لا يا شيخ..."
الآن وهو يراها تخرج بفتنة البحري ذاك:"مجاهد أشوفك على خير سلم على أمي وأبوي"
"هههههههه شكل المعودة عندك...ياللا نعذرك بس بسألك وش لون جدار الغرفة"
عبس باستغراب وهو ينظر للجدار بلونه البيج..:"ليه..؟؟"
"بس كذا ولا أقولك وش لون السرير"
الآن وهو يدرك مقصد أخيه:"مجاهد أشووووفك على خير"
"ههههههههههههههههه مو شكله على خير"
أغلق الهاتف وهو يراها تقف أمام المرآة تسرح شعرها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
تسمع صوته وهو يتحدث بهاتفه بصوته العميق وقلبها ينبض...ماذا عن صوت أخوها أنس أو عبد الله لم تفكر
يوما بتأمل صوتهما هل يملكان ذات الصوت العميق...؟؟..أم أن عبد المجيد هو الوحيد الذي يملك هذا الصوت
بهذا الرنين المتميز في داخلها...عبست بخفوت وهي تفتقد صوته نظرت عبر المرآة ليصطدم بصرها باللون الأسود
خلفها وتشهق بخفوت كان خلفها تماما وينحني الآن على شعرها..قريب...قريب جدا...ونبض قلبها الذي يهدر
بأذنها الآن...
مع طلوع الفجر تبدا في حياتي أغنيات
والسعادة تمتلكني مع شريكة الحياة
زوجتي يا نور عيني إنت في قلبي نبات
إنت أحلامي الجديدة وانتي أجمل ذكريات
لك محبة يا غناتي من عيوني واضحات
لك ترى قلبي هدية يا بعد كل البنات
يا سكون الليل إنتي جمعتي بعد الشتات
يا حنونة يا عظيمة يا دليل الوافيات
تخفي وجهها بخجل بينما تغوص يده بين خصلات شعرها بحب....وقلبها ينبض بجنون..
"البسي عباتك..نخرج نفطر.."
تشتت نظرها:"إن شاء الله.."
(..أنس..25)
(..عبد الله..23)
(..لطيفة...19)
أشقاء ريناد
****************************
كانت تنام بعمق الآن فوق مقعد الصالة الكبير تبتسم وهي تتأملها بحزن...كانت ليلة الماضية شديدة السوء
وهي تنهار بين يديها تنهدت أخرى وهي تتذكر سبب انفجارها.........
لا شيء يمكن أن يشفع لتلك العائلة المجنونة ما فعلته بها...كادت أن تودي بحياتها دفعة واحدة لكن الله ستر
..............................
في غرفتها تتصفح أوراق الكتاب بخفية وكلها خوف أن يراها أحد
تقرأ باندماج شديد حين فتح الباب على مصرعيه بطريقة مرعبة وصوت أجش يندفع من خلفها
"يا....-تطالها الكلمة البذيئة التي اعتادت على سماعها منذ طفولتها - وين ثوبي؟؟"
تقف برعب وهي تدفع الكتاب أسفل السرير وتقف وهي تتذكر أنها نست كيه"هااا"
يقترب الآن منها بخطوات مخيفة وهي تدرك ما سيقوم به تخفي وجهها بيديها الصغيرتين:"لا...حازم
تكفى...والله نسيته دحين بروح أكويه"
لكن يده الغليظة تندفع لتشد خصلات شعرها بعنف وتدفع برأسها للأعلى:"وش أسوي بآسف يالــ....يالــ..."
هزت رأسها رفضا وألم مبرح ينفجر برأسها:"وش كنتي تسوين يالـــ.... من الظهر وش تسوين؟؟...أكيد
تفجرين يمين ويسار تحسبين وراك دجاج...ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة"
قبل أن تشعر برأسها يصطدم بالحائط مرة واثنتين وثلاثة وسائل دافئ يسيل على وجهها وكلمة واحدة فقط تتردد
في عقلها المنهك
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
.
.
.
حقا أخي...من هي النجاسة التي تقصد؟؟
***********************************
مجاهد:"أبوووية وين مجيد تأخر...؟؟."
ناصر:"وأنا وش يدريني بالله..؟؟"
مجاهد:"شوف كم بقي على العشا ساعة إلا ثلث بالضبط"
ناصر:"يا ولد إهجد ما يصير نروح وإنت كذا"
مجاهد:"وين حسون؟؟"
ناصر:"مسافر مع حرمته"
مجاهد:"بالله هذا وقت سفر..؟؟... أفففف ما أقول غير مالت على الأخوان"
رن هاتف ناصر المحمول:"هلا مجيد...وينك؟؟"
"ليه؟؟؟"
"أممممم يعني نمشي؟؟؟"
"طيب....ياللا مع السلامة"
موجها حديثه لمجاهد:"أخوك عبد المجيد يعتذر عن الروحة يقول ظروف وما أدري وشو؟؟"
مجاهد يخرج هاتفه:"يوه وش ظروف أروح لوحدي بالله؟؟؟"
ناصر:"ليكون ما مليت عينك بس؟؟؟"
مجاهد أنزل الهاتف من أذنه:"أفاا أبوية إنت الأساس..بس برضووا"
ناصر:"قوم...قوم...خلنا نصلي في مسجد حارتهم"
قام مجاهد وكل خلية في جسمه مضطربة
****************************************
تمام الساعة السابعة قبل صلاة العشاء
دخلت على أطراف أقدامها وهي ترى أمها تغط في سبات عميق ابتسمت لها في داخلها:"شفاك الله أمي"
ما زال سلطان في دوامه تذكرت بهدوء ذاك اليوم
سلطان:"نورة أبي أستشيرك في شي"
نورة:"تفضل"
حكى لها عن عرض مديره لتبتسم بسعادة:"طيب وين موضع التردد أقدم بس وتوكل على ربك"
تنهد سلطان:"دوامي في الشركة كسكرتير ينتهي عالساعة عشرة تماما...بس في الجامعة ما أضمن متى
أخلص هذا غير الدوام التعويضي في الشركة"
ابتسمت:"سلطان لا تشيل همنا إن شاء الله مهو صاير لنا إلا كل خير إنت توكل على الله وأقدم وقبل كل شي
استخير"
سلطان:"وأمي؟؟"
نورة:"أمي ماراح تقول لا والله يا سلطان هالشيء بيحدث نقلة كبيرة في حياتك وحياتنا بيفتح لنا أبواب المستقبل
توكل على الله ولا تحاتينا"
وهذا هو يومه الثالث في التعويض للشركة ليستمر دوامه للساعة الثانية عشر ليلا
تمددت إلى جوار أمها بهدوء وهي تدعوا في سرها لها ولسلطان وسرعان ما غلبها النوم لتغط فيه
فتحت عينيها..شيء ما أخبرها أن هناك ما هو غير صحيح يستوجب أن تستيقظ لتراه وكانت محقة رأت
شبحا أسودا يمر من أمام باب غرفتها وأمها
شعرت بالشلل لثوان قبل أن تفز مسرعة لتسحب مفتاح الغرفة من تحت مخدة والدتها وتسارع لإغلاق الباب في
اللحظة التي فطن فيها الزائر الغير مرحب به لوجودهما في الغرفة
وقدمه تعيق إغلاق الباب
*************************
كان العصر قد أذن
قضى مجاهد صلاته يدعو ربه ويستخيره وقد دنى الموعد
وهو الآن يرقب عمه يرحب بوالده:"يا حيا الله من جانا...كيفك يا أبو حسان إيش أخبارك؟؟"
ناصر:"الله يحيك والله الحمد الله كيفك إنت وكيف العيال كلهم؟؟"
عبد الرحمن:"والله الحمد الله كلهم بخير"
ناصر:"وين خالد ما أشوفه؟؟"
عبد الرحمن:"والله طالع مشوار بسيط ويرجع إن شاء الله"
ناصر وهو يطالع مجاهد:"أهاا"
قام ياسر بالضيافة اللازمة وخرج
عبد الرحمن:"والله هالساعة المباركة اللي تعرفنا فيها عليكم"
ناصر:"الله يبارك فيك....احم.. ومجاهد يذكركم دايم بالخير ويمدح خالد الله يكثر من أمثاله تربية يدك"
عبد الرحمن:"الله يجزاك خير....والله حتى خالد دايم يتكلم عن مجاهد ويوم قابلته شفت فيه كثير من اللي قاله
خالد فيه الله يحفظه لك"
استمرت المواضيع تطرح
مجاهد مرتبك
ناصر يحاول تذكر كيف خطب ريناد لعبد المجيد
أخيراً تكلم ناصر
ناصر:"والله يا أبو خالد من يوم شفتك ارتحت لك وخالد ومجاهد من يومهم وهم مع بعض–أخذ نفس-
وحنا طالبين قربك وشارينك وودنا نخطب بنتكم المصون لولدنا مجاهد"
سكت عبد الرحمن قليلا قبل أن ينتقي كلماته
"والله هذي الساعة المباركة ومجاهد شاب من خيرة الشباب وبالنسبة لي فشهادة خالد تكفيني لكن تعرف تبقى
كلمتنا ثانوية جنب كلمة البنت فياليت تعطونا وقت نكلم البنت ونسأل عن رأيها..."
ناصر:"خذ وقتك وخلي البنت تفكر زين"
عبد الرحمن:"إن شاء الله على خير...."
في هذه اللحظات دلف خالد للمنزل مرحبا بمجاهد ووالده
خالد:"السلام عليكم"
خطا عدة خطوات لأبو مجاهد وسلم عليه بحرارة:"هلا والله بعمي ناصر تو ما نور البيت والله أعذرني تأخرت
عليكم"
ناصر:"ما جا منك قصور"
خالد وهو يسلم على مجاهد:"هلا والله يا الدب وينك؟؟"
مجاهد بثقل:"الله يحيك موجود"
خالد:"سبحان الله وش هالأدب النازل عليك؟؟"
مجاهد بصوت أقربه لخالد:"من يومي مؤدب"
جلس خالد بعد أن ضيف مرة أخرى وعاد ليتبادل الأحاديث مع مجاهد
عبد الرحمن:"خالد"
خالد:"سم أبوية"
عبد الرحمن:"هذا خويك مجاهد جاي طالب القرب منك وخاطب أختك"
فتح خالد عينه على اتساعها ولف على مجاهد:"نعم..!!"
مجاهد بضحكة وقورة محرجة:"هههههه..."
صمت قليلا ثم شهق ليساسره:"هذي اللي في بالك من زمان..؟"
مجاهد:"هههههه....ما نسيت إيه"
خالد وهو يضربه على كتفه باستهبال:"يا قليل الأدب...مين سمح لك..؟؟..وبعدين فطور الصباح مو لوجه الله"
مجاهد:"والله عاد وش أسوي دخلت راسي..؟؟..أجل أخسر نفسي على إيه"
خالد:"شف بس..تراك خربت أبو الفطور اللحين"
كان ناصر الآن يطرح عبارات التوديع:"خلاص زي ما قلت ننتظر خبر منك"
عبد الرحمن وهو يقوم ويصافح ناصر:"خلاص بيننا تلفون"
تودعوا من بعض وخرج مجاهد وناصر
.
.
.
.
.
.
تمطط خالد في مكانه ونظر لأبوه:"وش قولك؟؟"
عبد الرحمن:"القول قولك مو قولي إنت أبخص به"
خالد:"أفا وش دعوى القول قولك....تبغى الحق مجود ما في زيه اثنين"
عبد الحمن:"يعني نتوكل على الله؟؟"
خالد:"بكلم منى وإن وافقت توكل على الله"
(..منى...20)
(..ياسر..19)
أشقاء خالد
***************************************
في طريقهما لإحدى المناطق الجبلية بالطائف
لا شيء سوى الصمت يعم الجو
تود حقا لو تقطع ذلك بشيء من الحديث...لتقترب أكثر إلى قلبه..إلى عالمه..وحياته...لكن ذلك صعب..
صعب جدا...لا تجرؤ مع كل تلك الهالة التي تحيط به...يجب أن تكوني أقوى..هذا ما هتفت بها لنفسها..
ما عساها تقول..؟؟...نعم هو لديه توأم كما هي...ولا شيء تحب الحديث عنه كالحديث عن لطيفة إذن لتحاول
"اممم...مجود"
"هلا"
"أأأ...إنت قلت لي إن هالجبل كنت تروحه دايم...لوحدك؟؟"
"إيه"
ورطة لم تحسب لذلك حسابا كانت تظن أن كل التواءم مثلها ولطيفة فأي مكان تذهب له ريناد ستكون لطيفة
معها بلا شك...صمتت...أليس يفترض به أن يتولى زمام الحديث بعد ذلك؟ لقد بذلت جهدا...وبتره
هو...رغم أنه قال الحقيقة....
"بس الغالب يكون معي مجاهد"
"أهاا توقعت..لأن أنا ولطيفة مستحيل يعجبنا مكان وما نروح له مع بعض"
لم يعلق وعاد الصمت الثقيل يخيم على السيارة مجددا...ضجرت من ذلك...إذا كان هو وتوأمه معتادان على
الصمت والتواصل بالتخاطر...فذلك لم يكن من سيمتها ولطيفة...كانتا تقلبان البيت رأسا على عقب...ضحكا
ولعبا..ونكاتاً حسنا هو يريد الصمت فليكن له ذلك...تخرج هاتفها وتحادث لطيفة عبر خدمة (البلاك بيري)....
.
.
.
.
.
يرى محاولاتها للحديث...يبتسم لذلك في سره...لكن ها هي الآن تنشغل بهاتفها...سيرى ذلك خلال دقيقة...
توقف الآن ورسم ابتسامة يدرك تأثيرها عليها.."وصلنا"
.
.
.
.
"وصلنا"
ترفع رأسها له وترى تلك الابتسامة التي توترها.."أأ...ما انتبهت...ياللا نازلة.."
تهم بالخروج قبل أن يمد يده لينزل نقابها..تتورد وجنتيها...وبذات الابتسامة"ما يحتاج تتغطين ما في أحد هنا"
ترد ابتسامته وتنزل صعدوا مرتفعا والعديد من الصخور...حمدت ربها أنها ارتدت حذاء رياضيا وبنطالا مريحا...
رغم أنها لم تريه نفسها أبدا وهي ترتدي بنطالا...وهي بالأساس لأول مرة ترتدي بنطال...كانت تلهت الآن..
وهو يواصل صعوده أمامها برشاقة ويبتعد في انحناءات...تنظر للأسفل برعب...قبل أن تتمسك بصخرة أمامها
وتصرخ بفزع:"مجيييييد"
يلتفت إليها قبل أن يعود مقتربا منها
"إش فيك..؟؟"
"بأطييييح"
يبتسم لها بخفة:"ما توقعتك خوافة..-يمد يده-...هاتي يدك"
تتمسك بكلتا يديها بالصخرة...وتهز رأسها نفيا:"ما أقدر"
يمد يده ليمسكها من ذراعيها ويرفعها بخفة لتكون مواجهة له كانت تنتفض بخوف قبل أن تتدحرج عدة حصيات
من تحت قدمها لتمد ذراعيها تلفهما على ذراعه متشبثة به وتغمض عينيها....تلمع عيناه الآن...:"خايفة؟؟"
تهز رأسها موافقة يمد يده ليدفن رأسها في صدره..والهواء يتلاعب بشعرها الذي سقط عنه طرحتها...يبعدها الآن
"رنو شوفي المنظر"
تبعد رأسها وقلبها ينبض بجنون..يحيط كتفيها بذراعه...:"هذا أجمل منظر ممكن تشوفيه هنا..."
كانت الشمس تميل نحو الغروب مشكلة غلالة تحيط بقمم الجبال الممتدة أمامها وقد غطتها الأعشاب الخضراء
بعد أن أمطرت مؤخرا...حقا منظر خلاب لا يمكن لها أن تنساه...أبدا أبدا
**************************************
(في هذا الحدث وما شابهه سيجتمع جميع أبطال قصتي من الشباب تقريبا)
في أحد الاستراحات حيث كان يجتمع فيها شباب عائلتي المحمدين وعائلة سيف وغيرهم ممن تربطهم
القرابة والزمالة
عمر:"طوييييرق هات الدلال"
طارق وهو يحمل الدلال:"يعني هي مذلة لأني أصغر واحد...؟؟"
فراس:"تحرطمت الشغالة"
ضحك من سمع فراس ممن حوله
وليد:"شباااااب مين عليهم العشا اليوم...؟؟"
أحمد:"طارق و عبد الله وعلي"
طلال وهو يجلس إلى جوارهم:"الله يقويكم يا رجالة الله الله بالطباخ الزين"
عبد الله:"والله هالقانون اللي استحدثوه مجحف....مفروض المتزوجين هم اللي يطبخوا مو في بيوتهم
يتدلعوا على حريمهم وفي الطلعات مرتاحين واحنا اللي كررف"
وليد:"أسمعك ترا...يوم إنا عزابية كرفنا كرف حمير وإنتوا لسى في اللفة"
طارق:"شف شف اللي يسمعه يقول أكبر مننا بعشرين سنة.....مهو ستة سنوات...والله كان يدنا
بيدهم"
مجاهد:"والله نجي منها مجيد –نظر لخالد- واحنا في الطريق إن شاء الله"
تبسم خالد:"محنا بعيدين عنه ترا"
وليد:"ترا حجزنا لكم بالصالون خلاص بكرة من العصر وإنتم مجهزين"
خالد:"بس شوفوا الساعة 12 بالكثير لازم أكون في البيت لازم أنام زين عشان أقوم مصحصح"
مجاهد:"إيه هييين"
فراس:"والله نصيحة مجرب من المغرب خلوكم في البيت لا تخرجوا منه"
طارق:"لييه العروسة مثلا...؟؟"
أحمد:"خلك منه"
عبد الله:"يالله يا كريم ما تجي السنة الجاية مثل هالوقت إلا وزوجتي معي"
طلال:"عزتي لمرتك المسكينة بأعطيها دورة قبل في التعامل مع الزوج ثقيل الطينة"
يرفع طارق مسندته ويرميها على طلال:"مناك بس هذا اللي ناقص تعطيها دورة"
ياسر:"لاحظوا إنه اعترض على سالفة الدورة ما اعترض على سالفة ثقالة الطينة"
أمين:"الاعتراف بالعيب فضيلة"
علي:"أذكرها الاعتراف بالذنب فضيلة"
أمين:"الأمثال تقلب لحال المخاطب حسب المناسبة"
عبد الله وهو ينظر لرامي:"فيه ناس ثانين بالطريق..."
طلال:"صدق رامي....أفااا ولد عمك وأنا آخر من يدري"
رامي بسخط وهو يرفع مسندته ويرميها على عبد الله:"الهرم عارف لأن الخبر بيده ما بعد صار شي"
عبد الله يتجنب المسند ويحرك حاجبيه صعودا ونزولا:"أهااا ومين أخذ موعد زيارة بعد أسبوعين...؟؟"
سيف:"عالبركة رامي الله يتمم لك بالخير"
رامي وهو يشيح عن عبد الله:"الله يبارك فيك عقبالك"
طارق:"لا هذا خلاص عنس ما أحد يطالع فيه"
أحمد:"طارق يالمطفوق احترم أخوك"
طارق وعبد الله:"تكلم المحامي"
أحمد:"يا مصخ البزارين"
عبد الله:"تراك أكبر مني بخمسة سنوات بس...مو عشان أخوية الكبير مو موجود تستقوي علي"
في تلك اللحظة دخل أنس بوقاره المعتاد ليرحب به عبد الله بحماس وهو يفسح له مكانا إلى جواره
"هلاااااااااا والله بأنس تو ما نورت الاستراحة اقرب اقرب يا أخوك"
جلس أنس إلى جوار عبد الله بابتسامة متزنة:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة"
رد الشباب المجتمعين السلام بينما اقترب منه عبد الله:"أنس شف أحمد بس يخاصمني"
سيف:"أقول شباب اش رايكم تروحوا تلعبوا كورة بينا كلام بزنس ما يعجبكم"
عبد الله:"طويرق كأنها تصريفة"
طارق:"إي والله صادق"
عبد الله:"نقوم بكرامتنا أجل..؟؟"
طارق:"مشينا"
فرغت الجلسة المنصوبة وسط الثيل المنتشر في ساحة الاستراحة سوى من الثلاثة سيف وأحمد وأنس
الذي كان يصغرهم بثلاث سنوات
سيف:"ها بشر....؟؟"
أنس:"خلاص كل شي تم حجزت التذاكر نهاية أول أسبوع في الداوم على سيرلنكا الساعة 5 العصر"
سيف:"الكتب والمصحاف المترجمة في شنطة السيارة"
أحمد:"رتبت حجز الفنادق على المدن"
في تلك اللحظات أتى وليد وجلس إلى جوارهم:"خلاص إن شاء الله ماشيين..؟؟"
أحمد:"الله يوفق دعواتك"
وليد:"الله يوفقكم"
وأخرج من جيبه ورقة طواها بعناية وناولها لسيف:"هذي تبرعات جمعوها الشباب"
سيف وهو يضعها في جيبه:"الله يكتب لكم الأجر"
وليد:"آمييين"
ثم وقف ليغادر:"أستأذنكم بروح أشرف عالشباب"
أنس:"إذنك معك"
بعد أن غادر وليد بدقائق أتى فراس:"السلام عليكم"
رد الجميع السلام قال وهو يجلس معهم:"أقول يا أخوان يوم دريوا الشباب بسفرتكم جمعوا شوية
تبرعات حولتها شيك لأنه صعب تأخذونها بأيديكم-وهو يخرج ورقة مطوية- الله يوفقكم إن شاء الله"
كتم كل من الثلاثة بسمة إعجاب عن الظهور استأذن فراس وغادر
أحمد:"الله يكتب فيهم البركة"
أنس وسيف:"آميـــــــــــــــــــن"
أطل وجه طارق من باب المجلس الداخلي:"ياللا شباب عشاااااااا ترا عبد المحسن ورامي بدؤوا يااكلواا"
أتى صوت محمد من وسط ملعب السلة:"شباااب عجلوا قضى العشا"
*******************************
نظر إلى ابن عمه وسخط متزايد يندفع في جوفه....بينما يتماسك لأ لا يفرغ حمم غضبه أمام جده
جلس متكتفا مواجها له وكأن ما يحدث لا يعينه..جاهد ليرسم ابتسامة ساخرة...
عيسى:"والله زي ما قلت لك يا أبوية رحت للمجمع التجاري اللي كان للفرع الرابع وشفت لسى في
تشطيبات ما خلصوا منها...بينما الفرع الثاني والخامس والسادس حاليا ما عندهم ذاك الشغل..كلها
مشاريع سكنية صغيرة..."
لم يستطع أن يخترق جدار الصمت في عيني جده فاكتفى بالتراخي في مقعده...ليثير غيضا أكبر في
نفس ابن عمه...أخيرا تكلم جده:"أنا يوم أعطي ما أرد...وكلمتي ما تتغير...والفروع الباقية بيجيها
الخير..."
اتسعت بسمته حتى كادت أن تظهر على شكل ضحكة ساخرة متشفية...واحتقن وجه ابن عمه..
يستحق ما جرى له...ألقى إلى نظراته الممتلئة حقدا نظرة لا مبالاة...حتى غادر...أتاه صوت جده
جامدا ثابتا:"وش هالكلام اللي يقوله ولد عمك...؟؟"
أدرك أن جده لم يكن ليترك ذلك يمشي بسهولة...تمنى أن يسحق ابن عمه بقبضته...لا بد من شيء
من تلاعب ليجتاز تحقيق جده:"أبوية كلها تشطيبات أخيرة وتنظيف الموقع...واحنا متى بنوقع العقد
على الأسبوع الجاي وقتها بأكون قاضي من المشروع"
لم يجبه جده...وتنفس هو الصعداء...يبدو أنه اجتاز ذلك بسلاسة...لم تدم فرحته كثيرا
"بيمشي هالمشروع..بس عقب بنبادل بين جدول الأعمال بين الفرع الرابع والسادس"
يربيه هذا الكبير جيدا...أدرك أن جدوله الممتلئ امتيازات لا يملكها غيره...سيكون الحل الأمثل
لألا يتلاعب به هذا الحفيد أخرى...تنهد ببطء:"اللي تامر به"
*****************************************
خارج حدود الدول العربية
استراليا
تثاءبت بملل وهي تعاود النظر لساعتها التي تشير للتاسعة والنصف صباحا تأخرت مرام كثيرا
رفعت هاتفها وقد بدأ الضجر يستحكم منها:"هلا مرام وينك؟؟....تراي طفشت ممكن أسوي فيك حركة
أسحب عليك وأمشي....بسرعة يا بنت الناس خلصيني....سلام"
بعدها بدقائق وصلت مرام:"أخيرا ما بغيتي السوبر ماركت كان بيسكر وانتي حتى وجهك ما شفناه"
مرام:"ههههه وش أسوي بزحمة الدرج"
جود:"قسم بالله"
مرام:"ههههه خلاص لا تعقديها أمشي ياللا"
كان تنقلهم في مركز التسوق مدروسا فهم يتنقون من الأطعمة ما خلا من مشتقات الخنزير وغيرها
ونظرا لإقامتهم الطويلة نوعا ما فهم يعرفون ما يريدون في تمام الساعة الحادية عشرة كن قد انتهين من شراء ما
يلزمهن وهن في طريقهن للعودة إلى المنزل
فـــــ جود تسكن عند مرام وقد التقتا اليوم بعد خروج كل واحدة منهن من عملها
وصلن للشقة رمت جود بنفسها على الكنبة:"آخخخ تكسرت ظهيراتي"
مرام:"يالعجيز ما أمدى...خلاص بطلت أخطبك لأسامة"
قفزت جود واقفة بطريقة تمثيلية وهي تضحك:"أفاا عليك تراي فرس ما أتعب...أقدر أرتب البيت بكبره لوحدي
بس...-وهي تسبل برموش عينها- بالله ما أنفع أصير أحلى عروسة؟؟"
مرام تغايظها:"لا بسم الله على العرايس"
ضحكت جود وهي تعاود النوم على الكنبة:"مرووومي تكفين رتبي الأغراض اليوم والمرة الجاية أنا"
مرام:"بدينا بدينا....قومي ياللا قدامي"
قامت جود تتسحب:"وأنا أقول أروح أسكن عنها يخفف الضغط الجسدي أثره يزيد"
مرام:"ههههههه لا تحاولي بتشتغلي بتشتغلي"
في هذه الأثناء رن هاتف مرام أجابت ببهجة:"هلا والله بهالصوت.....هههههه والله إني مشتاااقة لك
بس وش أسوي بعد مشاغل......ايه من زمااان نقلت عندي....ايه أكيد فرق بين يوم تكون لوحدك
ومعاك أحد خاصة جود تدخل الوناسة بحياتك غصب"
أطلت جود براسها:"ميااااو...ميااااو....مرام وين أحط البهارات مياااو ميااااو"
مرام:"ههههه....إي هذي هي...دقيقة بس –تبعد السماعة عن فمها- جنب الفرن-تعاود وضع
السماعة- تقول ميااو مياااو لأنها بنت القطوة السودا على قولها....مرا تقطع قلبي....والله حاولت....
بس مهما يكون ما راح يكون تفهمي لها بالمستوى المطلوب وأنا ما أعرف إحساسها.....الله يعين بس
ياللا أشوفك على خير انتبه لنفسك...مع السلامة"
"بوووووووو"
قفزت مرام:"بسم الله جود فجعتيني"
جود:"هههههههه....كأني سمعتك تغتابيني مع زين الحلايا أسامي"
مرام:"هههههه لا حشا وش أغتابك عنده"
جود:"إيوه كدا حاولي تحسني صورتي عنده عشان يطيح بين يداتي...قولي له أنا بنت القطوة البيضا لا تقولي
السودا"
مرام ترفع جوالها وتفتح عينها وهي ترى أسامة مازال على الخط لتبتسم بخبث:"جود قد وريتك صورة أسامة
أنا؟؟"
جود:"يب...آآآه يا قلب ابنة القطة العذراء....سقط صريعا رهن لإشارة يده"
مرام:"جود ما أتوقع أسامة يناسبك"
عبست جود باستنكار:"وين ألقاها هذي...روحي بس أنا وياه كأننا فولة وانأسمت اتنين"
لكن مرام ترفع الجوال وتشير لها على بقاء أسامة على الخط شهقت جود لكنها غمزت بخبث:"وريني صورته اللي
بجوالك"
عندها تظاهرت مرام أنها تشهق هي الأخرى:"أسامة إنت لسى على الخط؟؟"
أسامة:"هههههه إيه يا عليكم سواليف...إلا مرام كم عمر بنت القطوة الرمادية..؟؟"
مرام تتصنع البراءة:"اممم 30 أصغر مني بخمس سنين"
أسامة:"أهاا...وتكفين لا تتصنعي البراءة ما يليق فيك أبد"
مرام:"هههههه....زين كاشفني"
أسامة:"إيه....ياللا سلميلي على القطوة الرمادية اللي عندك"
مرام:"خخخخخ يوصل.....شكل الفيوز ضاربة...ياللا بس مناك"
تبتسم وهي ترقبها...حقا...لم تبكي..؟؟ لم تتألم...؟؟...وربها ثم هذه إلى جوارها
ألا يا جرح لا تكبر كفايه لا يشوفونك
تصبر واحبس الدمعة وداري القلب وأحزانه
ألا يا نفس جازيهم وبيعي من يبعونك
وارميهم ورى ظهرك لونك داخل انسانة
كبرت ومبدئي فكرة ترى ذولا يحبونك
كبرت ومنخدع فيهم وأنا أصلا بزنزانة
سجنت أحزاني المرة سباب إنه يودونك
شربت المر وأنا ساكت وأقول يالله إحسانه
بأقول لقلبي المجروح خلاص لا يهمونك
ولا تبكي على ناس صغيرة حيل هي شانه
مادام الله وفقني بصحبة خير يقدرونك
أأتعب ليش أنا شعري على ناس وتعبانة
ألا يا نفس مو انتي الوحيدة اللي يخونونك
أكيد إنه أحد قبلي يصارع مثلي أحزانه
ولكن للألم باقف وأقول يكفي حزونك
وأنا وإياك نتكاتف ونبني للفرح شانه
*************************************