لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack (1) أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 19-04-12, 03:26 PM   المشاركة رقم: 11
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

مساء السعادة..تثلج قلوبكم...

مساء الأمل..يمطر أحلامكم...

مساء زاخر بالطاعة...ورضا الرحمن...

أعتذر عن تأخري في إنزال الجزء لبعض الظروف..

اليوم..قد يكون الجزء مختلفاً كما أشعر..

نتعرف أكثر على أبطالنا..ونتعمق..

إضافة للاختلاف في الأسلوب..

أترككم معها...


******************************


متكئة على المقعد الضيق وقدمها تتحرك بروتين بطيء

مندمجة كثيرا مع أحداث الرواية وفجأة قفزت جالسة:"وااااااااااااااو أخيرا أخيرا بوسة"

رفع سلطان نظره من كتابه إليها:"نورة وش ذا؟؟"

عادت لتضع يدها على فمها:"آسفة والله...بس مراا حماس"

ابتسم:"نوارة مهما كان الشيء جميل وممتع لازم نضبط أنفسنا عشان لا نصير في نظر الناس مجانين.."

ابتسمت نورة:"إن شاء الله"

سلطان:"هذا أولا ثانيا وش طاري بوسة؟؟؟"

نورة بارتباك:"ها...بوسة من قال؟؟"

سلطان:"وش قاعدة تقرأين؟"

نورة:"رواية عادية"

سلطان:"من وين جبتيها؟؟"

نورة:"آآ هو صاحبتي أعطتيني إياه"

سلطان:"وش اسم المؤلف؟؟"

نورة تنظر للكتاب:"مدري واحد أجنبي اسمه غريب"

سلطان:"وش اسم الرواية"

نورة:"امم..يعني تراها رواية عادية"

سلطان:"طيب ما قلت شي بس إش اسم الرواية؟؟"

نورة رفعت الرواية له ليقرأ الاسم قطب حواجبه وهو يرى الغلاف أغلق الكتاب الذي يقرأ وتوجه

ناحيتها وجلس إلى جوارها:"حبيبتي نورة تعرفي عن هذه المجموعة اللي في يدك شي؟"

نورة بحرج:"اممم لا"

سلطان:"طيب أنا بـقولك هذي المجموعة اللي معك من أسوأ ما كتب في عالم الرواية من الناحية

الأخلاقية وهي أول من سبب دخول الإعجاب بين البنات عندنا...يعني هذي الروايات جدا سيئة"

نورة باندفاع:"بس هي مرا حماس تحس أكشن"

سلطان:"ووين تلقي الأكشن فيها...يوم يعطي البطل بوسة للبطلة...ولا يوم يحضنها...أو يشيلها؟؟"

أرخت نورة عيونها وحمرة تعتلي خديها ليبتسم سلطان بحب ويضع ذراعه على كتفها ليحتويها

بحنو:"حبيتي هذي الروايات فساد...الصالح يغرق وسطها ويبدأ بدون إحساس يتمنى يكون في دور

البطلة أو مكانها هذا وهي حرام يعني كفار وعلاقتهم غير شرعية مجرد صداقة والشيطان يجري من ابن

آدم مجرى الدم...وعيال الحرام مليان...ولو جاها أحد يتحرش فيها...بتصد أول وثاني ..لكن إحساس

غريزي داخلها كأنثى بيشعرها بالإثارة وحب التجربة وإرواء رغبة ذاتية...بغض النظر عن كونها متخمة

عاطفيا...إحساس الأنثى بوجود رجل في هذا العالم معجب فيها يشبع فيها غرور الأنثى التواق لجمع

أكبر عدد من المعجبين....ويمكن تطيح..هذا غير إن هذي الرواية تبدأ تعطي للي يقرأ ألفة لهذه

التصرفات تقتل الفطرة السليمة التي تستهجن هذي التصرفات فتصير فالأخير تصرفات اعتيادية..متقبلة"

ارتعدت نورة وشعر سلطان بذلك ليشدد احتواؤه لها:"هذا غير إني إنسان مشغول ووقت جلوسي في

البيت ما يتعدى خمس ساعات في الليل أنامها وساعة أجيكم فيها الظهر....وأمي الله يشفيها ويعافيها

تعبانة..وإنتي جالسة لوحدك كل هذا يولد إحساس بالفراغ إلى الملل إلى حب التغيير وإضافة لون جديد

في حياتك...وهذي الروايات تثير فيك إحساس التغيير..."

احمر وجه نورة أكثر وشعرت بالدم يتدفق في وجهها:"لااا وش تقول مستحيل أسويها"

سلطان يبتسم:"وأنا أثق فيك بدرجة كبيرة...إنتي ربة البيت في الوضع الحالي لا تخيبي ظني فيك"

هزت رأسها موافقة

سلطان:"وأنا مستعد أجيب لك اللي تبغين تقرأين"

نورة:"لا سلطان ما يحتاج أنا أدرى بظروفنا وإذا احنا ما تكاتفنا ننظم حياتنا حتغرق سفينتنا ونغرق كلنا"

شد سلطان على كتفها وهو يبتسم:"فديت أختي اللي كبرت وتتكاتف مع أخوها"

ضحكت:"شفت كيف"

تنهد سلطان:"نورة أبي أستشيرك في شي"




***************************************



في مبنى الشركة

"سم..أرسلت الملفات كاملة للأستاذ خالد"

بتؤدة وهو يراجع الأوراق بين يديه:"زين أجل خلاص بدر تقدر تستأذن اللحين وموعدنا الأحد الجاي

بإذن الله"

بدر:"على خير...أستأذنك"

فواز:"لا تنسى وأنا عمك البطايق وصلها ليد أبوك"

بدر:"أبشر إن شاء الله توصل"

فواز:"إذنك معك"

بينما كان يغادر مكتب المدير ارتفع رنين هاتفه رفعه باستعجال:"سم أبوية....إيه خلاص اللحين

جاي... وأمي ونوف...أجل خلاص ثواني وأنا عندكم....سلام"

خرج من مبنى الشركة واتجه رأسا لسيارته اللكزس السوداء خمس دقائق وسيكون هناك أهله كلهم

مجتمعون..


(فواز...49..) أخ سليم وعبد الإله وعبد الرحمن

(بدر موسى...26) ابن موسى أخ الجازي وأخواتها يعمل في شركة أهله وعامل على رسالة الماجستير




***************************




مازالت تحدق في الفراغ....مازالت تغوص وتغوص بحثا عن إجابة لذاتها المعذبة"ربااااه رحماك بي"

بينما يداعب الهواء خصلات شعرها المتطايرة لم تعر انتباها لتلك الخطوات التي مضت تعبر الباحة

أمامها في طريقها إلى البوابة إلى أن وصل لمسمعها صوت الخطوات ذات الكعب العالي رفعت رأسها

بتؤدة قبل أن تعبس بشدة..."ما قصة هذه النجاة؟؟"

في عباءة الكتف والنقاب المتسع الذي يظهر عينيها الكحيلتين قامت ببرود يعاكس غيظها من الداخل

وهي ترى زوجة خالها وابنتيها في هذه الأشكال المتبرجة

اتجهت لخالها ومدت يدها مصافحة إياه:"هلا والله خالوو تو ما نور البيت والله"

مصلح:"هلا هلا والله بحبيبة خالها رغودة...كيفك أبوية؟؟ الحمد الله عالسلامة"

قبلت رأسه بأدب:"بخير الله يجعلك بخير...الله يسلمك ويخليك"

التفت لزوجته التي صافحتها ببرود مزعج:"كيفك رغد؟؟"

أجابتها وهي تصافح ابنتيها ببرود:"الحمد الله"

لم يخفى عليها نظرة خالها المتضايقة لكم رأفت لحاله هذه المرأة لا تكف عن كسر كلمته في ارتداء مالا

يحبذه أهله ولا يملك القدرة على منعها ولا على منع ابنتيها

جاءها صوته المبعثر:"في أحد داخل؟؟ أقدر أدخل أسلم على خالاتك؟؟"

تبسمت رغد له:"لا ما أعتقد فيه أحد دقيقة بس"

ركضت إلى الداخل في خفة لتعلم أهلها عن قدومه ثم عادت أخرى:"خالوو مافي أحد تفضل"

وبعد خطوتين قطعها خالها إلى الداخل ارتفع صوت غناء بألفاظ مبتذلة جعلت رغد تشهق بصدمة

بينما التفت خالها إلى ابنته نجاة بسرعة:"نجاة كم مرة قلت لك غيري هالنغمة؟؟"

بينما كانت تضع جهازها على الصامت قالت بنبرة لم تخلو من تضجر:"سوووري بابي نسيتها"

هز خالها رأسه بضيق وتابع خطواته إلى الداخل وتبعت رغد زوجته وابنتيه إلى الداخل وهي تدعو في

سرها أن يمضي اليوم على خير

وبعد أن أودعتهم إلى مجلس النساء لدى خالاتها وجدتها تراجعت لتعود إلى الفناء ثانية ليست في مزاج

لتستمع لعبارت الترحيب المداهنة والتي عادة ما تبطن بالكثير من المقاصد من طرف زوجة خالها

وتساءلت في داخلها

"أي حظ هذا الذي أوقع خالي فيه بنفسه"

استغفرت ربها بهدوء فما قدره الله سيكون خيرا إما نعمة أو ابتلاء

عادت لذات المكان التي كانت تجلس فيه سابقا

أحاطت قدميها بذراعيها وسندت رأسها لركبتها

"إلى أين ستسيرين يا رغد..؟؟..هؤلاء ليسوا أهلك...؟؟..ليست أمك وليس أباك ليسوا أخوانك

وأخواتك ليسوا كذلك...ليسوا كذلك أبدا..إلى أين ستذهب لمن ستلجأ..؟؟ أين تجد الجواب

لهذا السؤال..؟؟...هي ابنة شارع أو قمامة أو مسجد أو ...."

هزت رأسها بجنون ودموعها تتساقط نهرا

"لا...لا مو أنا"

أدخلت يديها بعنف في جذور شعرها وشدته بقسوة:"مو أنتي يا رغد...مو إنتي...لا"
.
.
.
.
.
.
.
.
نزل من السيارة على عجل هذا هو الاتصال الخامس من أبناء عمومته ضرب الباب الحديدي برأس

مفتاح السيارة ودخل

فتح عينيه محاولا استيعاب الصوت المسموع....لا شيء سوى صوت بكاء...وليس أي بكاء

انحنى أكثر ليستطيع إلقاء نظرة من خلف الشجر....اقترب بهدوء.."يااا ولد"
.
.
.
.
.
.
"يااا ولد" كان الصوت عاليا وعميقا وخشنا على أن يكون صوت امرأة

رفعت رأسها ليقع نظرها على ذاك الشاب ابن خالها (بدر) الواقف أمامها شهقت ودست رأسها بين

قدميها"وراااك"

ثم قفزت بسرعة لتدخل البيت وقفت عند المدخل

تفاجأت حين رأت عينيها امتلأت دموعا وخدها أغرق بها

مسحت وجهها بعنف:"والله ما أحد راح يخرب بشرتك إلا طريقتك الدفشة في مسح الدموع"

التفت بسرعة يوم أن رأت عبير تقف جوارها وهي تعدل هندامها

شتت نظرها ورسمت نظرة عجب على وجهها:"أنا من قال؟؟ كنت جالسة بالحوش وطار التراب بعيوني"

هزت عبير رأسها:"أهاا...تراي صدقتك"

رغد تطلق ضحكة مصطنعة كل الاصطناع:"ههههه زين أجل...ها بدأت حروب مرة خالك؟؟"

محاولة مجاراة حماسها الزائف:"لا بتبدا اللحين امشي بس نجلس"

رغد:"الله يعين ويهديها"

عبير:"آمين"



**********************************




نزل بفخامة من سيارته البانورما السوداء حاملا حقيبته السوداء الجلدية وخرج من موقف السيارة وهو

يتوجه بخطوات ثابتة نحو باب الفيلا السكنية الفاخرة

ألقى نظرة سريعة على منازل أعمامه التي ربضت بفخامة تحيط بمنزل جده الأكبر...ظهرت بسمة

ساخرة وهو يلقي نظرة سريعة نحو البيت الذي لم يُسكن منذ بُني...من أجل عمه الراحل مالك

فتح الباب بمفتاحه الخاص وتعدى صالة المنزل الفارهة بخطوت واسعة ثابتة متوجها لباب في الطرف

الآخر منها وفي كل خطوة يخطوها تتجلى شخصيته الواثقة بلا حدود في ظهره المستقيم وأكتافه العريضة

وأنفه الشامخ في علو...وعينه التي تعكس نظرة ساخرة متغطرسة

طرقه بطرف يده قبل أن يسمع الإذن بالدخول:"ادخل"

فتح الباب وأغلقه خلفه...امتد أمامه المكتب البالغ الفخامة وفي آخره انتصبت قامة الرجل الذي استمد

منه كبرياؤه وقسوته...من يظن أن هذا الرجل في العقد السابع من عمره...؟؟

اتجه نحوه طابعا قبلة على رأسه وعلى أنفه ولحيته:"مسا الخير أبوية"

"مسا النور"

رفع الحقيبة السوداء أمامه ويضعها على المكتب:"متأكد أبوية من ذي الخطوة؟؟"

هز جده رأسه:"هو مشترط ذا الشي وصفقة زي هذي ما راح أخسرها بسبة كم ألف"

"بس أبوية هذي مهي كم ألف...هذي ثمنمية ألف...مليون إلا ميتين...."

الجد:"خلاص يا ولد القضية إن شاء الله تنتهي قريب بيجي بعد نص ساعة يوقع عالعقد ويستلم المبلغ ويمشي"

"طيب ليه رفض تتحول لحسابه أو عن طريق شيك؟؟"

"يقول إنه محتاج هالمبلغ كاش في صفقة ثانية وفيه تحجير على حسابه ذي اليومين"

مهند وهو يفتح عينيه بغضب:"تحجير...أبوية صفقة زي هذي فيها ملايين تسويها مع واحد محجر

حسابه؟"

"خلاص يا ولد انتهينا من هذا الموضوع....كلمت راكان؟؟"

عبس:"....إيه كلمته"

"وينه فيه؟؟"

"بمكة ماسك مشروع مدري وش هو"

ابتسم جده ابتسامة لم تظهر على وجهه...لكن هو يعرف هذا المشروع يعرفه جيدا...يشعر بسعادة

غامرة وهو يرى أحد أبنائه يتجه في هذه الناحية بعد أن شبع عربدة وسكر...ويأس من اصلاحه....

رغم أن حفيده مهند يقف إلى جواره ويقوم بالكثير من الأعمال بدقة كبيرة كما الساعة...لكن

اهتمامات ذلك الابن الأكثر حبا إلى قلبه

"أجل حول له على حسابه ميتين وخمسين "

مهند بمهنية وهو يقف ليخرج:"إن شاء الله...شي ثاني؟؟"

أبو نايف بمهنية:"لا تنسى مشروع الشركة بالغربية"

مهند:"إن شاء الله"

غادر بخطواته الواثقة ذاتها وهو يفكر بسرعة بجدول أعماله ليوم الغد قبل أن يسمع صوت التكة الخافتة

أمامه رفع رأسه ليرى تلك الأسيوية وشعرها ينساب على كتفيها وتنحني بطريقة مقززة

عض على أسنانه بغيض...ليست المرة الأولى...ليست الأولى...

خرج صوته غاضبا ومرعبا في هدوء تام:"خلود"

التفتت إليه عمته التي تصغره بــ8 أعوام باحترام جلي:"سم مهند"

"الحقيني لغرفتي"

تبعته بينما ابتسمت الخادمة بقذارة وهي تعود لحجرتها باحثة عن حجابها وفي فكرها مخطط كبير تسعى

فيه إليه

فتح باب جناحه واتجه نحو غرفة الثياب بينما بقيت العنود في الصالة تنتظره تأخر كثيرا وبدأت تشعر

بالملل..خرج بعد ذلك وقد ابتل شعره..إذا فلقد أخذ حماما بينما تنتظره هي هنا...لم تستغرب ذلك

فلم تعد تجهل طباع ابن أخيها الأكبر...جلس بهيبته المعتادة أمامها:"كيفك يا خلود"

"الحمد الله بخير"

تلا ذلك دقائق صمت قلب فيها هاتفه بينما شعرت هي بالضيق فلم يستدعها بالطبع للسؤال عن

حالها أخيرا رفع رأسه وهو يقول بقسوة أخافتها:"اللحين الشغالة اللي تحت مسؤلية مين..؟؟"

"قصدك مرجانة...مسؤولية العنود"

"والست عنود شايفة شكلها وحركاتها حركات خدامة محترمة ولا ***** تستعرض في بار ليلي..؟؟"

"آآ...العنود هالأيام مشغولة تعرف اختبارات وآخر مستوى.."

"تهتم بموضوعها ما أشوفها بالشكل هذا مرة ثانية...تقدري تتفضلي"

غادرته وهي تشتم مرجانة والعنود ومهند في سرها...مادخلها بكل هذا...كان لزاما عليها أن تحذر العنود

لأ لا تقع في مصيدة غضبه.....




***********************************************



على بعد آلاف الكيلو مترات..وفي منطقة معزولة برياً..



دخلت لشقتها وتأكدت من إغلاق الباب خلفها جيدا وهي تكشف عن وجهها وتحرر شعرها من

حجابها نزعت حذائها لتضعه في خزانة الأحذية وتعلق عباءتها بجوار المدخل واتجهت لدورة المياه لتتوضئ

وتصلي العشاءاسترخت على الكنبة المنفردة وهي تقيم شقتها"اممم لازم أرتب غرفتي اليوم وأغسل الحمام

وأشوف الملف...الله يعين"

ارتفع صوت هاتفها لتبتسم وهي ترى اسم جود يتوسط هاتفها:"هلا جود.....هههه أتأمل أسمك على

الجوال وأبتسم.....ههه شفتي كيف....لا والله عندي خطط منزلية....ويمكن أشوف ملف العمل....

امممم ليش لأ..بس ها تجيني تساعديني...مو تكلفي علي وتخرجين....هههههه خلاص الله يحيك....

أنتظرك"

أغلقت من صديقتها واتجهت نحو المطبخ لتعد كأسي عصير وبعض الكعك الجاهز والفطائر

ارتفع رنين الجرس سارعت لاستقبال شريكة غربتها:"هلا والله وغلا بالجود"

جود وهي تكشف وجهها وشعرها وتعلق عباءتها:"هلا والله...-وهي تشمر عن أكتافها- ياللا عالمطبخ

ولا غرفة الغسيل"

مرام:"ههههه لسى بأخليك تشربين عصير بعدين نقلب البيت"

جود وهي تعيد أكمامها لوضعها:"ههههه ياللا أجل تراي جوعانة جهزي العشا"

مرام:"لا يا حلوة بنجهزه مع بعض مو لوحدي"

جود:"شكل هالزيارة بتطلع من خشمي"

مرام:"ههههه الله يحيك تفضلي"

وهي تجلس وترفع كأس العصير:"ها كيف أهلك؟؟"

مرام بسخرية:"قصدك أسامة...بخير الحمد الله"

جود:"وأمك وأبوك"

مرام:"جود لا تستهبلي انتي أكثر وحدة تعرفي"

جود:"تصدقي جلست أفكر الفترة الماضية...انتي ما قد جربتي تدقي عليهم وتسألي عنهم؟؟"

مرام:"لأنهم حيكونوا فاضيين ويجلسوا يسولفوا معاي لين الفجر"

جود:"هههه أما للفجر ترى جد أكلمك ليش ما تحاولي تكلميهم؟؟ مرام تراك بنعمة منتي حاسة فيها لو

عندي أهل والله ما أتركهم أساسا....-وبسخرية مريرة- ما عندي غير هالقطوة اللي جابتني جنب

الزبالة"

مرام:"جود لا تقولي كذا"

جود وعينها تغيم بالدموع:"جد دحين ليش أنا ما أتكلم زي كذا...ميااااو ميااااااااااو"

وفجأة نزلت تحبو على ركبها ويديها وتدور في المجلس وتقول وهي تضحك:"مياو ميااو"

مرام بتأثر:"جود"

قبل أن تتوقف وهي تعطي ظهرها لمرام في نفس وضعيتها وتلتفت إلى مرام وهي تضحك:"بنت القطوة

السودا"

شهقت مرام وهي ترى دموع جود تنزل بغزارة بينما تضحك توجهت نحوها وجلست أمامها ومسكت

يدها وقالت بحنو:"جود ما يصير اللي تسويه"

قبل أن تنهار جود في حضن مرام وتشهق بصوت مرتفع:"الله ينتقم منها الله ينتقم منها الله لا يسامحها

لا دنيا ولا آخرة.....الله لا يسامحها.....الله يعذب قلبها زي ما عذبت قلبي"

شهقت مرام وبدأت دموعها تتساقط وصرخت بألم:" لا تدعين عليها لا تدعين...منتي عارفة وش

ظروفها"

رفعت جود رأسها بألم:"وش ظروفها..!!...وش ظروفها يا مرام وش ظروفها اللي تخليها تروح للحرام

برجولها وبعد ما تفجر وتعربد ترجع ترمي اللي في بطنها في شارع ولا زبالة ولا مسجد...وش ظروفها؟؟

الله لا يسامحها...الله لا يسامحها"

كانت تحاول السيطرة على دموعها وهي تذكر نفسها بأن جرح صديقتها مازال نديا لم يجف وتكرر

بصوت منهار ضعيف:"لا تدعين....لا تدعين..."



(مرام...35) امرأة مغتربة تعمل في استراليا ابنة رجل أعمال
(أسامة...36) أخ مرام الوحيد يسكن في الإمارات حيث منزل العائلة وهو دكتور جامعي
(جود...30) زميلة سكن وغربة لمرام..



************************************************



اختلط صوت الرجل الوحيد مع النساء بشيء من اندماج

مصلح:"لا اللحين في الأوضاع الحالية حاجة انسحاب أمريكا من العراق كبيرة جدا لأن الاحتلال

ضرب اقتصاد أمريكا"

قالت ندى بسخط:"بعد إيه الله ياخذهم بعد ما دمروا الاقتصاد وقووا الروافض ورفعوا كلمتهم وخلوهم

يبيدوا مليون سني في السنة الأولى بس"

لتشاركها إيمان:"إي والله إنت بس لو تشوف عمايلهم تكره عمرك"

مصلح:"هو من ناحية تدمير العراق فهم دمروه بنسبة 80% ولين تقوم العراق مرة ثانية على رجلها

يبغالها وقت هذا غير عمليات التفجير المستمرة الوضع هناك اللهم رحمتك"

ارتفع صوت سعده:"الله ياخذهم هذولا الأمريكان والله إن قلبي كل ما شفت المناظر يرتهف ما يبغالهم

إلا بالبندق يفتت روسهم والله إنهم مهم قدنا ولا من سلومنا نحط روسنا ورا التلفزيون ونشوفهم يذبحون

في مسلمين منا وفينا"

تبسم مصلح لحماس خالته:"إدعي لهم أمي إدعي لهم"

سعده:"الله ينصرهم...الله ينصرهم"

رغد:"صح خالو صحيح بعد مقتل بن لادن بينسحبوا من أفغانستان...."

ليقطعها صوت نجاة المتغنج:"أفففف اللحين اش تستفيدي لو عرفتي..؟؟هذي إجازة لا تنكدوا علينا

بهذي الأخبار"

صرخت سعده بسخط:"وش بعد وش بتستفيد..هذي أخبار مسلمين...وين غيرتك على المسلمين والله

مهوب منك وإنتي ما غير ترتغدين فهالأسواق والسماعات بإذنك...ماتت غيرتك يا الدجاجة"

شدت أعصاب الموجودين وسعدة تسكب البنزين في الأرض

نجاة:"وأنا وش قلت عشان كل هالصراخ...أنا بس قلت لا تنكدوا علينا"

هناء:"منجد هي وش قالت؟؟"

تبسمت حصة بصبر:"نجاة حببيبتي من ناحية إنو إجازة فإنتي صادقة الواحد وده ينفه عن نفسه شوية

بعد ضغوط العمل بس ترا معرفتنا بهذي الأشياء ومتابعتنا لأحداث أمتنا شيء مهم عشان لا يتبلد

الإحساس عندنا وننشغل ونعطي لأعدائنا فرصة إنهم يتغللوا فينا أكثر"

أظهرت نجاة نظرة امتعاض على وجهها وتدخلت زوجة مصلح (هناء) وهي تفتح حقيبة يدها وتخرج

مجموعة كروت:"إيه صح هادي بطايق زواج أخوية أمي محرصة علي أعزمكم"

الجازي:"ما شاء الله تبارك الله مبارك ما سويتوا الله يتمم لكم على خير"

هناء:"آمين...بس ها ترا الزفة فيها أغاني مو تروحوا تقولوا ما قلنا"

دلال:"أوووه على كذا لازم نعتذر لأمك"

تدخلت نجاة مرة أخرى:"أووه عمة إش هالتعقيد شوية أغاني بس مو كل الزواج بس الزفة يعني طبيعي

والا تبغيها تنزف على إيه؟؟"

لتقول سعده ثانية:"وش كمان شوية أغاني...حرااااام...حراااام...تبين الله يسخط علينا...يا بنت إنتي

وش بعقلك.. علميني بعد ليش ما تصطلبي زي ما بنات عماتك الله ينور دربهم....والله هالفساد بسبة

الدش البلا في بيتكم- وهي تلتفت لمصلح وتلوح بعكازها بسخط- اسمع يا مصلح الآن الآن بعد ما

ترجعوا لبيتكم تنزل هالبلا من سطحكم خرب البنات حتى دم الحيا ساح من وجههم وإلا هذا لبس

يلبسنه ولا كنهم عند أزواجهم-تعود توجه حديثها لنجاة- قولي لي وش بقيتي لبعلك يشوفه غير العرا؟؟"

ارتفع حاجب هناء بسخط وهي تتحفز بينما راحت تنثر نجاة نظرات براءة حزينة

سارعت الجازي محاولة تدارك الموضوع:"لا أمي نجاة فيها إن شاء الله الخير"

لاحظت رغد تصلب ظهر خالها وأمها تجيب:"يا عمري يا نجاة الأغاني حرام كثيرها وقليلها نحرم أنفسنا

أغاني الآخرة عشان أغاني الدنيا ونتعرض للعذاب ويذاب الرصاص في أذانينا حق إيش حق خمسة أو

عشرة دقايق أسمع فيها"

قالت نجاة تبرر ما قالته توا:"والله يا عمة مرا شي يقهر يوم كل بنات خالاتي أهاليهم جايين إلا أنا

وأمامة ما كأن عندنا أهل كأننا مقطوعين من شجرة"

تبسمت الجازي بحنان:"يا قلبي إنتي والله إلا والله وراك أهل وعزوة"

والتفتت لهناء بذات الابتسامة:"ترا الأحد بنسوي جمعة في استراحة فكلمي أمك وأخواتك يحجزوا لنا

ذاك اليوم نجلس مع بعض من زمان عنهم والله"

لانت ملامح هناء قليلا:"إن شاء الله بأكلمهم بيجوا أهل أزواجكم؟؟"

ارتخت أعصاب الجميع وهم يرون خالتهم ترسوا بالوضع على شاطيء الهدوء قامت رغد تمد يدها لأمامة

وتقول بمرح:"ياللا بنوتات امشوا نجلس جلسة بناتية في الصالة"

قالت سميرة بمرح:"إيوه يا رغد يعني هنا جلسة عجايز"

ضحكت رغد:"يوووه محشووومين خاليتوو...لأ هو قصدي...خلاص خالة دوري لي ترقيعة"

ضحك المجلس ومصلح يرفع يده:"ياللا بنوتات لا تنسوا يوم الخميس الصباح بنخرج خرجة صباحية-

وهو يقلب نظره بين أخواته- ترا بس بناتية مع طويلتي العمر سعده ومنى"

ضحكت حصة:"لا والله سيد مصلح من مين أخذت الإذن؟؟"

حرك مصلح حاجبيه صعودا ونزولا:"من أمي سعده"

سعده:"ها وش بترمي علي من بلاويك يا مصلح"

ضحك مصلح بمرح:"على خرجة الفطور بكرة مع البنات"

سعده:"إيه صح...شوفوا يالبنات من الفجر بأجي أصحيكم-وهي تلتفت لبناتها- تراهم بيباتوا في

جناح البنات الليلة وكل وحدة تتكل لجناح رجلها"

سميرة تعلق بمرح:"انفذوا بجلودكم"

أكملت سعده موجهة كلامها لهناء:"إيه يا أم فريد ترا نجاة وأمامة بيناموا مع البنات...خليهم عندي

من زمان ما جلست معاهم"

شيء ما داعب خاطر نجاة تريدها تريد جلوسها رغم كل تصرفاتها وتعاملها شيء اهتز بفؤادها وهي ترى

بنات عماتها يقمن بمرح ويجذبن أمامة وهاتف يهمس بها...هؤلاء هم أهلك سندك عزوتك...قطع

تفكيرها يد امتدت لها ارتفع نظرها حين امتدت يد أخرى تقول بمرح:"أنا أدري نجو قلبو هالمفعوصة

يدها تقزز امسكي يدي"

قبل أن تدفعها عبير بسخط:"لا يا شيخة يدي مقززة ولا يدك تقولي رافعة أثقال"

رفرفت ندى برموشها:"وش قصدك..؟؟.. إنو نجاة دبية حرام عليك والله مو دبية"

فتحت عبير عينها:"ندى يالتبن لا تحرشين -وهي تلتفت لنجاة- طنشيك منها ترا اللي يشوفها يقول

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم"

ندى تكمل وهي ترفع حاجبا محاولة إغاظة عبير:"(تبارك الله أحسن الخالقين)صدق الله العظيم"

وانفجر المجلس بالضحك ونجاة ترفع يدها لتضرب كتف ندى:"سيبيك من الحرش"



********************************************




الحر والاختناق هنا لا يطاق لو يستطعون فقط وضع مروحة تحرك الجو المختنق...

هكذا فكرت وهي تسمع صوت أخاها يستعجلها لتحضر الشاي قبل أن يغادر لدوامه وضعت الإبريق

الذي غلى ووضعته في صينية صغيرة مع فنجاني شاي وسارت به نحو أخاها

ماذا عن أمها..وضعها في انحدار...لم تستطع النوم بالأمس وأنينها يرتفع من فترة لأخرى...لم تعد

المسكنات الضعيفة تعطي مفعولها...والعلاج الكيمياوي الذي ترفضه...وهي تدري لم ترفضه؟؟...لا

تريد إثقال كاهل إبنها بمصروفات أكبر بينما هو بالكاد يسد احتياجاتهم...لطالما فكرت بذلك...لا

أحد يمكنه مد يده لانتشالهم من وضعهم...وأنفة أخيها تأبى أن يقبل يد تمتد بالمساعدة....رجل هو

يأبى الذل...الآن وهي تراه يشرب كوب الشاي على عجل راودها إحساس عميق بالرغبة في تقبيل

جبينه الذي يحملهم عليه...ودمعة امتنان عميقة تسكن عينيها...لم تجد مبررا لدفع هذا الرغبة جانبا...

تبعته وهو يتجه نحو مغسلة المجلس ليغسل يديه...التفت إليها مسرعا:"إيه...نورة.."

وهو يرى تلك الدموع المحتبسة في عينيها ليسألها بخوف:"نورة حبيبتي وش فيك؟؟"...

قلق أنت يا أخي لأجلي؟؟....قلق..

تقدمت تختصر مسافات الامتنان....والحب...والشكر...كل مشاعرها الممتدة داخلها بلا حدود...و

كلماته بالأمس ترن في أذنيها....ترفع قدميها وتمد يديها تجتذب رأسه وتودعه قبلتها المحملة بالكثير...

وتترك لدمعة واحدة فقط حرية السقوط وهي ترخي رأسها وابتسامة ذاك الكبير ترسم خطوطها على

وجهه وهو ينحني ويقبل رأسها:"نورة حبيبتي لا أوصيك على أمي خليك جنبها إذا صار شي ولا شي

دقي علي"..

لم يحتج تفسيرا لتلك القبلة وهو يختصر مسافات الكلام...لمخالطة الأحاسيس والاندماج الروحي...

هزت رأسها وهي تودعه للباب:"الله يحفظك"

ستتحمل الكثير من المشاق لتعود حاملا الحياة بين يديك....فليحفظك الله أيها الممتد في عروق تلك

القابعة بوهن تتلحف الألم في الداخل...






************************************************





توقف أمام منزل جدته منى مناصفة مع سعده

نزل وعاون جدته على النزول وقادها حتى أدخلها للمنزل:"أمي تقدري تناديلي عماتي أسلم عليهم؟؟"

منى:"إيه يا ولدي انتظر بالمجلس"

دخلت بخطواتها الثقيلة من آثار سنينها الستين التي تحملها:"السلام عليكم"

هبت الفتيات للسلام على جدتهن

رغد:"هلا والله تو ما نور البيت والله"

نسرين:"كذا يا جدة كذا...عشى بيت خالو ساعد أحلى من عشانا"

ندى:"أساسا جدة ما تحبنا كثر ما تحب روان ورزان"

أمامة:"إيه إيه أساسا جدة قربت تنسانا"

صوت حاد صارخ من طرف المجلس:"بس لا بارك الله فيكن من بنات..كذا ترحبوا بجدتكن... لام الله من

لامها في عيال ساعد...رزة وثقل مهوب انتوا المخبل الله لا يبلانا"

تهلل وجه منى:"يا هلا والله بوخيتي يا هلا"

كان سلاما مختلفا ذاك بين الجدتين سعده ومنى فرغم صلة قرابتهما إلا أن علاقتهما ببعضهما أقوى من

أي شيء آخر بعد استقرار المجلس بدقائق وخروج الخالات للسلام على سيف

ندى تهمس لعبير:"والله خوش ضرات"

عبير:"منجد"

دخلت دلال وسمعت ما يتهامسون به لتقول من بين أسنانها:"بس انتي وايها قال ضرات يا حلوات أمي

سعده غطت على أبوي من يوم تزوج أمي"

ندى:"أف جد خالة"

دلال:"إيه ولا كان شفتي كل وحدة رافعة عكازة على الثانية"

رغد:"هههه ما يحتاج شايفين"

كانت الآن سعده تصرخ:"اللحين تحطين هالحنة بيدينك وشيباتك وما تعلميني أحط معك"

منى بغضب:"والله كنت ببيت ساعد يوم حطيتها"

سعده:"هذا انتي ما تعرفين تحطين شي إلا ببيت ساعد...ما تسن عندتس عيال إلا ساعد وحامد

وهالبنات بنات العدم...والله فوق العدم...بنياتي الله لا يحرمني منهن"

منى:"سعدونه بناتي منيب مقصرتن معهن بشي هذاني بينهن وبين ساعد وحامد وما فيهن قصور"

سعده:"والله بذر بلا زارع ماله سنع....يا سويرة قومي سويلي حنتس الزوينة"

سارة تتماسك لكيلا تضحك وتقوم:"أبشري أمي بسعدتس"

بينما كانت تلك الصامتة تشعر بالتوتر يخترقها:"أتراهم أهلك يا رغد أتراهم أهلك..."

كادت أن تسقط دمعتها قبل أن تقوم مسرعة معتذرة بأنها تريد شرب الماء

صعدت واندست في أحد غرف البنات وأغلقت الباب خلفها وتركت لجسمها حرية التهاوي بإحباط

وأدمعها تنحدر بيأس موجع وشهقاتها تتردد بين صدرها إحساس مر يقتحم زخم أنفاسها يالله أي نصل

حاد غرز في داخلها وأوغل في اقتحامها تاركا صدرها يتضرج بالأسى...من هي؟؟... من تكون؟؟...

أي بطن يا ترى حواها لتسعة أشهر؟؟ هل كانت نذير شؤم لصاحبة البطن الذي حواها.؟؟ أو أنها...

كما ذاك الطفل الذي رأته ملقى أمام مسجد والذباب يرتع عليه..وقطط الشارع.....شهقة مدوية

انفلتت من صدرها وهي تضع كفيها على أذنيها تزيل أي تفكير أخرق يداهمها:"لا......لا"

وارتمت على بطنها وهي تتخيل جلوسها طفلة صغيرة لا تملك حولا ولا قوة في ظلام دامس وليل مرعب

"لييييييييييييييه.....لييييييييييييييييييييييييه"




******************************************




استلقى على سريره والكثير الكثير من المخططات تغزو عقله ليدور في دائرة محمومة عليه أن يشرف على العمال

في الغد ويوقع عقدي الشركة في المنطقة الشرقية و...قطع حبل أفكاره طرق خجول على باب غرفته...عبس

قليلا

وهو ينظر للساعة في يده الثانية ليلا...من سيظن أنه ساهد العينين ليطرق بابه؟؟...

قبل أن يعبس بشده ويخترق الصالة الملحقة بجناحه بخطوات سريعة أترى جدته أصيبت بمكروه؟؟

فتح الباب على مصرعيه وقد تقطبت ملامح وجهه في عبوس شديد أضافت لهيئته رهبة فوق رهبة قبل أن

تلتقط عيناه ذاك الجسم الصغير الواقف أمام بابه وقد أرخى رأسه بخجل تساءل وهو بذات العبوس

القلق:"خلود؟؟"

رفعت رأسها بخجل:"آآ...مهند..اممم...آسفة عالإزعاج بس في أحد عند الباب...من نص ساعة يدق...وأبوي

نايم"

عاد لغرفته بخطوات سريعة ليسحب ثوب البيت المعلق على المشجب ويرتديه على عجل ويقفز درجات المنزل

تتبعه خطى خلود الخجلة توقف أمام باب البيت لثوان معدودة قبل أن يسمع الطرق المنمق على بابه ليرفع

صوته:"مين؟؟"

وتسلل عبر الباب الخشبي صوت ناعم لامرأة:"لو سمحت أخوية أبغى واحد اسمه مهند"

رفع حاجبا وهو يفتح الباب ليرى امرأة ملتفة بالسواد الكامل وترفع يدها وتصرخ:"أوووه مهند"

وتندفع إليه...لوهلة شعر بالتصلب في جسده وتلك المرأة تتمسك بذراعه وتكاد تحتضنه قبل أن ينتفض

ويبعدها بقسوة عنه وجسده يهتز بصدمة وتقزز وألم جعلتها ترتطم بالباب وصرخة حادة أدرك صاحبتها على

إثرها:"آآآه مهند يالدب كسرت ظهري"

يفتح عينيه بصدمة:"العنود؟؟"

كانت الآن تطبطب على ظهرها:"الله ياخذ إبليسك يالعفش دحين لو جاتك حرمة تمسك يدك

بتكسر ظهرها كذا؟؟ صدق سعوديين ما يبين فيكم الرومنسية"

رفع حاجبا ساخرا قبل أن يصله الصوت الخافت للضحكات من خلفه:"لا بالله ست عنود وش هالحركات

الخايسة؟"

لتجيبه العنود وهي تمد يدها تنشد مساعدته:"والله أبد يا ولد أخوي هذي رواية قرأتها كاتبة فيها الكاتبة

الفاشلة إنه البطلة اندفعت للبطل بنفس الطريقة هذي وقام هو ضمها أنا ما صدقت وقلت لخلود لازم

نجرب وبما أن الحبيب راكان غير موجود فما عندنا غيرك هذا غير إن راكان مطوع وردة فعله معروفة....

آآخ يا ظهري قومني"

ابتسامة رسمها بصعوبة على وجهه:"والله بس أشوى حسبت..-وانفجرت صرخته مجلجلة- لا يا شيخة

إنتي وياها وش هالحركات المصخرة تطلعين برى البيت بأنصاف الليالي خاطر تجربين قصة في رواية؟؟؟

ليه الدنيا هياته؟؟"

عادت العنود لتجلس بفزع:"بسم الله الرحمن الرحيم"

رفع يدا محذرة وهو يكمل انفجار سخطه:"والله لولا إن أبويه نايم كان كسرت يدي على وجهك انتي وياها"

ضحكت عنود:"ههههه أخبرها علاقة خيزرانة قول قول عجرة تتكسر لكن يد لا والله ما سمعت يا ولد أخوية"

صرخ مجددا:"عنود الزفت"

لتضع يدها على فمها:"آسفين...آسفين ما تسوى علينا هالتجربة"

صرخ وهو يشير لهن:"قدامي ياللا على غرفكم"

ليصعدن أمامه بهدوء وعرق في قلبه ينبض بجنون





******************************************




قرر الجميع الخروج في نزهة بمرافقة خاليهما وزوجتيهما لكن التعب استبد بها فاعتذرت لتنام تكره أن تفوت أمثال

هذه الرحلات وبدأت تشعر بالندم لو ذهبت لاستطاعت التماس شيء من متعة لكن لعلها خيرة دخلت

لجناحهم المخصص للفتيات لاستراق غفوة من دقائق الليل الراحلة ...

اعتنقها نسيم الغرفة البارد بين الأجواء الربيعية...راحت تتمتم بانتعاش:"يالله الجنة"

عبست باستغراب هل هيء إليها أم أن هذا أنين خافت؟؟

اقتربت بهدوء من الجانب الأيسر لسرير رغد

لتراها متكورة على نفسها وأنين متقطع ينطلق منها

تجلس لجوارها بفزع وتهزها برقة:"رغد...رغد...بسم الله عليك"

لكن لا استجابة لنداءها ذلك سوى الأنين مدت يدها تربت على خدها قبل أن تلسعها حرارة خدها وشهقة

خافتة تنطلق منه:"بسم الله عليك رغوود رغد قلبي تسمعيني؟؟"

تأوه بسيط انطلق من رغد:"رغود قلبي وش تحسين فيه؟؟"

لتخرج الأحرف متقطعة من فمها المجهد وبحة مرة سكنت حلقها إثر الدموع التي لازمتها:"بـــــــــــــــ.....ــــــرد....اانة"

ربتت عبير على كتفها:"مسخنة...قومي قومي انسدحي عالسرير"

استندت على يد عبير ووهن يرهق خطواتها وهي تتمدد على سريرها وصوت عبير الذي يأتيها من غياهب البعد

"بروح أجيب لك بروفين ولا فيفادول"

هزأت رأسها بإرهاق قبل أن تعود في عالم أسود متعب منهك مؤلم تنتابه كوابيس لا تفارقها وهمس خافت لم

يصل لمسامع عبير الراحلة:"أبــــ...ــــغى....مــــــ...ـــــامـــــــ....ــــ ا"
.
.
.
.
.
أخيط واه من آمان تلتمسينه يا صغيرتي...؟؟





*****************************



دخل مجاهد البيت

يجر خطواته المثقلة وذاك الذي ينعتهم الجميع به (الظل) لا يجاوره ويتبادلا النكات معا والجد مرة أخرى

من هذه اللحظات ستفترق خطواتهم ليجاور كل منهم أنثى تشاركهم أنصافهم الأخرى...تنهيدة محرقة اندفعت

من جوفه...والصمت الذي يغرق البيت يؤكد له أن النساء لا يزلن في الخارج ووالده نائم بلا ريب قلب نظره في

المنزل كم هو مقدار الفقد الذي يلتحفه؟؟

يصعد الدرجات متجها للطابق الثاني ببطء وخطواتهم التي تشاركوها تمر أمام عينيه وتوقف أخيرا أمام الممر الممتد

أمامه لتحمله خطواته نحو غرفة ذاك النصف الآخر مقتحما الصمت الكئيب الذي أحاطها وكأنها تبكي رحيله

حاملا إحساسه بالفراغ ليجلس على أقرب ما صادفه من المقاعد وهو يقلب نظره في الصالة الصغيرة التي حوت

ذكرياتهم معا هذا ثوب البيت الخاص بعبد المجيد الذي كان يرتديه قبل أن يغادر المنزل لحفل زفافه

وهذا كوب الشاي الذي شربه وهو يخرج من جناحه (ليصحصح) كما يقول

قام بتأثر وفتح باب غرفته بهدوء لتقتحمه رائحة عطره أغلق الباب خلفه وهو يقلب نظره في أجزاء الغرفة التي

حرص عبد المجيد على ترتيبها قبل خروجه

"ما أبغى داستري تدعي علي يوم تشوف الغرفة محوسة"

كما يقول وتسريحته التي ترك عليها بقايا عطره الذي انكسر قبل خروجه بدقائق كما أخبره رفع قطعة من زجاجة

العطر متأملا إياها:"كثر منت عاطفي يا مجاهد"

لفت انتباهه ذاك الدفتر الجلدي الأسود الخاص بعبد المجيد الذي لا يفارقه كل ليلية خاطا فيه خواطره وشيئا من

محاولات شعرية يعرضها عليه مطلع الفجر القادم وأقدامه تدفعه نحوه وفضول طفيف يعلوه...ما عساه كتب في

آخر ليلة..؟؟...فتحه لتطالعه الورقة البيضاء التي تبدو جديدة لا كدفتر عبد المجيد وكلمات سطرت آخراها


"...هنا تنتهي أحرفي وتنطلق أحرفك أخي مجاهد.."
.
.
.
.
.
ونقطة

دفعت دمعة على خده





****************************************




يرقب والده الذي ألقى عليه الكلمات توا...

هل ما يقوله جد لا أثر للمزاح فيه؟؟

لم يلتقط نظرة عابثة من وجهه:"بعد بكرة؟؟"

هز والده رأسه موافقا:"إيه كلمت عمك وقال تم"

معترضا بصدمة:"بس أبوية ما كأنه بدري متى نجهز ومتى يمدى البنت تتجهز؟؟"

أبو خالد:"إذا على متى نجهز فإزهلها"

خالد:"لا أبوية مو كذا لو الود ودي اليوم قبل بكرة لكن برضوا لسى ما جهزنا ولا البنت جهزت وهذا غير متى

نعزم ؟؟؟"

قبل أن يتذكر مجاهد في حفل زفاف أخيه....كلا...هذا مستحيل كيف يتمم كل ذلك بكل هذه السرعة؟؟

ليهز رأسه نفيا:"لا أبوية والله صعبة عالأقل أجلوها أربعة خمسة أيام أرتب أموري أنا بنفسي"

أبو خالد:"ليه وش عندك؟؟"

خالد:"أبوية أجهز نفسيتي وثوبي لسى حتى القماش ما شريته وغير وجهي يباله لين يروح أثر المقشر"

ليقطب والده بغضب:"والله صرتوا زي الحريم ما فيه فرق بينكم"

تعلوه الآن نظرة امتعاض...هو يدرك أن هذا ليس من الرجولة في شيء لكنه مجرد تنظيف قبيل الزواج هذا لا

يجعله رخوا كما يظن والده كما أنه لم يمس لحيته بشيء فهي ما زالت كما عهدها والده بذات الطول لوهلة أتاه

هاجس ساخر من نفسه لم لا يقوم بعمل (بدكير ومنكير) لأظفار يده وقدمه كثيرا ما ينتابه السخط مما يفعل

وكأنه بالفعل امرأة وليس رجلا....طرد هذا الهاجس من رأسه ليركز مع والده:"أبوية الله يجزاك الجنة أدري تبغى

مصلحتي بس ياليت يالغالي تكلم عمي يأجلها ليوم الأربعاء الجاي"

عبس والده:"قبل الدوامات بيومين؟؟"

خالد:"معليه أبوية شوية بس"

قبل أن يرفع أبوه هاتفه المحمول بعدم اقتناع





*****************************************




عندما أخبرتها بذلك لم تكن لتصدق بل انفجرت ضاحكة وهي تخبر أمها أنها تملك روحا جيدة في المزاح

لكن وهي تراها الآن تأكد كلامها لم تملك أن تنفجر عينيها بالدموع:"أمييي وش بعد بكرة ما يمديني أقضي ولا

شي"

فندا:"عاد خلاص عمك طلب وأبوك تم له ما نكسر كلمة أبوك"

ليان:"وإن كان طلب ليش ما قاله أبوي ما في وقت؟؟؟"

فندا:"مهي مشكلة نقدر ننزل بكرة ونقضي"

ليان بسخط:"الهن ياخذ إبليسه وش يضره ينتظر....وش عليه مو هو ثوب وانتهينا مو أنا...أناني ما يفكر إلا

بنفسه...كذا أساسا كل الرجال ما يفكروا بغير أنفسهم...هـــذا كوم وتحليل الزواج كوم وش يضمنكم يمكن

نتطابق ويمكن لا"

فندا:"لا إن شا الله تتطابقوا ما عليك إنتي تفاءلي عمك يعرف واحد في المستشفى يطلع له النتايج بعد بكرة إن

شاء الله"

ليان وهي تطفح قهرا:"بكيفكم بس إذا لا قدر الله ما طلعت بأحسن طلة لا تزعلون"

فندا:"بتطلعين....بتطلعين....والله لو على قص رقبتي ما أطلعك إلا كاملة مكملة"

ليان:"نشوف"

قامت لتصعد غرفتها تختلي بنفسها قليلا وترى ما عليها فعله ولم تستطع منع شعور بغيض ينبض في الجانب

الأيسر من صدرها...ألم يكن بإمكانه مراعاة حاجيات العروسة....ثم موضوع التوافق لوحده يقض مضجعها...

هه...لو لم يتم التوافق...ماذا سيستفيد من هذه العجلة؟؟

انتهى تفكيرها بنداء والدها لتنزل الدرجات التي صعدتها ببرود:"سم؟؟"

أبو محمد:"سم الله عدوك...آفااا وش هالنبرة؟؟"

هزت رأسها نفيا محاولة استدراك نبرتها المتململة:"ولا شي"

كان صوته الحنون المهتم يكفيها لتعض شفتها السفلى بخجل:"ها يا بنتي يكفيك لبعد بكرة تقضين؟؟"

نظرت لأمها:"أمي تقول إيوه"

الآن تتكلم أمها وفي نبرتها شيء من غضب:"طيب ترا خالد اللي ما خليتي كلمة ما حطيتيها فيه أصر على أبوه

يأجلوها عشان يمداك تتقضين"

ببلاهة:"هاا..."

لينفجر والديها بالضحك وإحساس سيء جدا من ندم يكتنف قلبها ألم تكن ستستطع التحدث بنبرة أكثر

لطفاً..؟؟..احمر وجهها وهي تسمع تعليقات أخوها الأكبر محمد لتترك لقدميها حرية الهرب من الموقف

الذي وضعت نفسها فيه

**************************


وها هنا ينتهي الجزء الثالث..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين في سوريا..اللهم انصرهم نصراً مؤزراً

عاجلاً غير آجل...

وأرنا في بشار وأعوانه عجائب قدرتك...إنك سميع مجيب الدعاء

اللهم آمييين

 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 26-04-12, 03:58 PM   المشاركة رقم: 12
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




مساء الرضا..وتحقيق الأماني..

الجزء الرابع..إهداء لكل عزيزة على قلبي مرت من هنا..

وإن لم تترك بصمة في طفلتي..



الجزء الرابع




****************************




كان يجب إخبار عبد المجيد بمستجدات الموضوع ليسارع في الانتهاء من موضوعه

وها هو ذا خالد يفعله ما بوسعه لاستعجاله...

"مجيد قلت لك ملكتي بعد أربعة أيام روح بكرة واخطب البنت"

"يا خي لسى ما مهدت الموضوع مع أبوي"

"اليوم الفجر كلمه والعصر تكلموا أهل البنت والمغرب وانتوا عندهم"

"وحسبت مسألة سؤالهم عني قبل الموافقة قول عالأقل ثلاثة أيام غير إذا رضيوا تصير الملكة اليوم اللي بعده

ياخي أجل ملكتك ليومين قدام "

الآن وهو يتذكر كيف اتصل به محمد محذرا من سخط ليان لاستعجاله شعر بموقف زميله:"اسمع دام إنه في وحدة

في بالك من زمان فأكيد بينكم وبين أهلها معرفة فإن شاء الله ما يطولوا"

"ليه وظيفة هو..؟؟..هذا زواااج ارتباط ما راح يرمون بنتهم قبل لا يفصفصوا المحروس اللي جاييهم...إلا إذا

ساعدني أخو المحروسة "

الآن يضحك ساخرا:"هههههه أجل روح فطره بكرة على حسابك بمطعم محترم وخلي رجلك على رجله تضمن

الموافقة"

"على طاري مطعم من أول خاطري نفطر بالقرموشي وش رايك بس بكرة الفجر؟؟"

"لا يا شيخ ومتى بتكلم الوالد؟؟"

"ما عليك الساعة عشرة ولا تسعة بس جد خلاص صلي بكرة في مسجد حارتنا ونمشي مع بعض من هناك"

"خلاص تم بس عقب بنمر نشتري قماش"

"إيه وأشتري معك بالمرة"

"بالله تحس إنه يمدي؟؟"

"ليش لأ مو تقول إذا اتمصلحت مع أخو المحروسة بيمشي أموري...؟؟"

"هههه طيب يا أبو مصالح....على فكرة ما قلت لي كيف حال مجيد..؟؟"

"والله تمام كل يوم وهو ناط عندنا في البيت"

"الله يعين زوجته كل شوي ساحبة أغراضها وجاية..."

"ههه لا يحليلك ساحب على زوجته أم السحبة.."

"ليييييييييه كذا...؟؟"

"والله ما أدري بس تدري بعد عاجبني الوضع كذا"

"حرام عليك ما أقول هو أخوك بس كمان يعني متزوج وكذا مفروض إنت تحثه على جلوسه معها هي تبقى

بنت ناس وراح تطفش ولا تبغى تدمر حياة أخوك يعني..؟؟...طبعاً لا قدر الله"

"هههههه إن شا الله.."

"أفا كأنها تسليكة..؟؟"

"مو تسليكة تسليكة هه نص تسليكة"

" ضف أجل"




************************



مجلس مشعل بن عبد العزيز

ضحك بسخرية وهو يضرب كتف ابن عمه بمرح:"حساموه بعيده عنك وعن هياطك..."

حسام الآخر كان يضحك وهو يجيب ابن عمه بحماس:"هههههه والله لجيبها وقل حسام قال"

"أقول حسام إنت عارف من بيشارك..؟؟...بيشارك برق وثنغر...بتقدر على ذولي...؟؟"

"يخسون جنب براق حقي....بجيبها وبتشوف"

"أنا لو آخذ الثالث بعدهم فأبوس يدي وجه وقفى"

"مشكلة اللي طموحهم تحت الصفر"

"أقول يا بو الطموح..إنت عارف كم كيلو...؟؟"

"إيه 10 كيلو...."

"لو تبيع براق أحسن من موته"

"الخلا بس..مشكلتك يا ريان ما تعرف ترفع رقبتك شوي"

في تلك الأثناء اقترب مهند منهم:"ريان"

التفت أخاه من أبيه له باحترام:"سم...؟؟"

"الليلة مرني في المكتب"

"أبشر"

ألقى نظرة سريعة نحو حسام:"وشلون الدراسة....؟؟"

"ماشيين الله ييسر دعواتك آخر سنة ونفتك من هالدراسة"

"كراسيكم تنتظركم بالشركة..."

"يخي مدري كيف تتحملون هالمكاتب والله تجيب الضيقة"

"حلال أهلك...بعدين إنت دارس الجامعة كله علشان هالشركة"

"والله ما ارتاح منها غير مشاري...يوم إن الله فكه من هالشركة وصدعة الراس"

قاطعه ريان:"والله إيش له بالتعب والدوامات والغربلة لو إنه ماسك شغل أهله كان جاه الحلال وهو

مغمض"

مهند:"على كل (كل مسخر لما خلق له)...ريان عندي بالمكتب لا تنسى"

هز رأسه:"إن شاء الله أبشر"

ابتعد عنهم بينما لكز حسام ريان:"اش فيك تقول أكل لسانك القطو..؟؟"

"إيش قالوا لك رخمة ولا رخمة"

قال وهو يمدد ظهره ويمنع فمه عن التثاوب:"الاثنين وأنا أخوك..الاثنين"




***********************************



يتقلب على فراشه بإنزعاج...شيء ما قطع استرساله في نومه العميق....بالكاد أستطاع أن يفتح إحدى

عينيه متأففا....كانت شاشة هاتفه مضيئة...إذن هناك مزعج يتصل به تمنى أن يدق عنقه...سحب

هاتفه ليجيب دون أن ينظر بتضجر:"نعم...؟"

"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة"

بدهشة:"سيف...؟؟...اشفيك...؟؟"

سيف:"ما فيني شي ليه...؟؟"

أحمد:"غريبة متصل في وقت زي كذا اش بغيت....؟؟"

سيف:"ليه توقعاتك الساعة اللحين كم...؟؟"

أحمد:"ثلاث الليل"

سيف:"ههههههه يا فالح أنا كم مرة قلت لك غير ستاير غرفتك...الساعة عشرة يا بابا"

شهق بصدمة:"أمااا عاد قل قسم"

سيف:"طالع في الطاقة..."

أحمد:"الغرفة ظلام ومني شايف شي...بس شوف والله لو كنت تمزح لأتوطى ببطنك"

"تم....سلم لي على عمه فاطمة..."

شهق مرة أخرى:"يااااا ويلي منها واعدها أوديها السوق هي والدلوعة بنتها..والله ما يفكني من زن

أملوووه شي"

سيف:"الله يقويها...ياللا أستأذنك بأودي الوالدة وأخواتي السوق..."

أحمد:"الله معك"

سيف:"وترى الساعة ثمنية...بس حبيت أصحيك عشان ما تهزأك عمة فاطمة"

أحمد:"يالــ....شف لأنك قدمت لي خدمة بأعديها هالمره"

سيف:"مناك بس مفروض تبوس راسي ويدي....بس ياللا عمي بأعفيك حق الاحترام"

أحمد:"رح بس..."

سيف:"ههههه مقبولة يا عم سلام"

أحمد:"سلام"



************************


يفرك عينه بتعب لم يستطع النوم والأفكار لا تغادره بعد حادثة الأمس وكلمات صديقه ترن في إذنه

وماذا لو كان شيخ مسن..؟؟....ألن يرعاها ويدللها...ويغرقها في عالم المال وإياه..؟؟

شعر بمقت شديد يرتفع في داخله...أهكذا يبحث عن المال راميا بسعادة أخته عرض الحائط...أم تراه يقول مالا

يفعل توقف قليلا وهو يستعد لدخول غرفة المدير ويعطيه رأيه بعرضه الذي طرحه مؤخرا طرق الباب بخفة قبل أن

يدلف لمكتب المدير الفسيح وهو يتهيأ لمغادرته:"السلام عليكم"

ابتسامة صغيرة ارتسمت على وجه مديره وهو يرحب به:"وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة تفضل سلطان"

مرر يده على شعر لحيته واتجه للمقعد الذي أشار له مديره بابتسامة:"زاد فضلك"

جلس ينظر له بانتظار ليفتتح موضوعه وهو يشعر بتوتره يتعاظم:"آآ...والله يا عم..جيتك في موضوع عرضك

الأخير إذا لسى عليه"

ابتسامة أبوية ترتسم على شفتيه وهو يراه يدعوه بـــــــ-عم-:"إيه لسى عليه وش رايك يا ولدي؟؟"

لفتة رائعة من هذا الكبير في احتوائه:"والله شاورت الأهل ولقت الفكرة قبول"

"يعني تتوكل على ربك؟؟"

هز رأسه:"أتوكل على الله"

ابتسم مديره وهو يقوم ويتجه له مربتا على كتفه:"الله يوفقك يا ولدي...."

رد له ابتسامته وتوتره يرحل:"الله يجزاك الجنة ومن بكرة إن شاء الله بأبدأ الدوام الصباحي"

ابتسامة ودودة علت وجه...أتراه يرى في هذا الشاب بديلا عن أبنائه الذين حرم منهم؟؟

الذين لم يكونوا يوما من صلبه في خيار إلهي شاءه على عباده (ويجعل من يشاء عقيما)




*******************************



استبد القلق بداخلها وهي ترى درجة حرارتها في ارتفاع وتهذي

لم توضع في موقع المسؤولية بهذا القدر مسبقا ما ستفعل هل توقظها لتستحم أم ماذا..؟؟؟

تذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم الذي يقول فيما معناه أن الحمى جزء من نار جهنم أطفؤوا حراراتها

بالماء اتجهت لدورة المياه وتركت للماء البارد حرية أن يملأ حوض الاستحمام

اقتربت منها تهزها برفق:"رغد...رغد...رغوود"

الصوت المنهك يهمس بضعف:"ه..ــااه"

"رغوود حبيبتي قومي تروشي حرارتك مهي راضية تنخفض"

اتكأت بضعف على يدها وهي تسندها لدورة المياه:"اسمعي قلبي حطيت لك البشكير ورى الباب"

عادت ترتمي على السرير وهي ترفع هاتفها وتتصل ثانية بخالتها:"هلا خالة...دخلت تتروش...إن شاء الله

متى بترجعون؟؟.....أجل بأنتظرها لين تخرج وبننام....خلاص إن شاء الله..سلام"
.
.
.
.
.
.
الماء البارد أطفأ شيئا من لهيب جسدها والأفكار لا تزال ترهقها والكثير الكثير من الخيالات والتوقعات تنهدت

بعمق

خرجت وهي تلف شعرها بمنشفة تمنع اصطدام الهواء البارد بها وقع نظرها على عبير التي نامت بوضع مائل

والإرهاق بادٍ بانجلاء على ملامحها..ابتسمت بمحبة....أرهقت نفسها وهي تقف إلى جوارها..اقتربت منها بهدوء

وعدلت من وضعها قليلا ودفأتها بغطاءها...لمحة سريعة سقطت على ساعة الحائط لتخبرها أن وقت صلاة

الضحى حان بخشوع عميق ارتدت شرشف صلاتها ويممت شطرها المسجد الحرام ورفعت يديها "الله أكبر"
.
.
.
.
.
.
نعم الله أكبر الله أعظم وأقدر...الله وحده بيده أن يفرج كربها...

يالله ما أعظمك...حين تضيق بنا فوهة الزمن...ونشعر بأرواحنا تختنق تحت وطأة الآه...ويسربلنا الألم حتى

أخمصنا..دوما يالله تنتشلنا من ظلماء الحزن...لنور الفرج


إذا ما اعترى القلب ظلم الهموم
إذا ما طغى الروح ليل الوجود
وهاجت شجوني وعم الظلام
وأضنت بأرجاء قلبي السموم
هرعت إلى رب هذا الوجود
لأشكو جروحي ومر الهموم
وأبدأ صلاتي بصوت النحيب
فيذرف دمعي بحب كتوم
وأركع أحكي قدوم الضباب
على القلب والحزن حولي يحوم
أناجي فيسمع مناجاتي ربي
وأشدو فيهتز قلبي الرؤوم
فتشدو بروحي ترانيم وجد
وأشعر أني وطئت النجوم
وأسجد في مقلتي حنين إلى الله
والشوق يكوي الكلوم
فأدعو دعاء من القلب يحوي
خضوعا وعشقا فيجلي الغموم
فكم من دعاء أصاب المعالي
وكم من دعاء أزال التخوم
أخي مهما ضاقت عليك الليالي
صلاة من القلب تمحو الغيوم



*************************************



على مائدة الإفطار يرتشف كوب الشاي أمامه وحواجبه المقطبة أنبئت أهله عن مزاجيته السوداء هذا الصباح لم يبالي

وهو لا يرى العنود تشاركهم الإفطار إضافة إلى ذلك يجب أن يسارع إلى الشركة ليعقد الصفقتين...ناوش مسامعه

صوت جدته تطلب خلود:"خلود أمي روحي صحي العنود تفطر"

العنود ومزحتها السمجة بالأمس..ما زال يشعر بالرغبة في تحطيم أنفها..

فموقف الأمس سبب له...

قطع حبل أفكاره صوت جدته تسأله:"مهند أبوية الله لا يهينك ممكن تودي البنات السوق؟؟"

اشتد فكه:"وين عبد الحفيظ؟؟"

هنا تحدث جده:"عبد الحفيظ أرسلته يشوف المزرعة ويشرف على العمال هناك"

لم يكن يرغب بذلك على أية حال ولكنه لا يستطيع رفضها:"خلاص المغرب يكونوا جاهزين بعبيهم"

قال ذلك وهو يقف جاذبا شماغه الأحمر ومغادرا المنزل بسرعة...

في طربقه إلى مكتبه..يحاول جاهداً صرف فكره..إلى عمله..عمله فقط..أنفاسه تتسارع..

ربما لم يشعر..بأطراف أصابعه وهي تهتز على مقود السيارة..

خطى خطوات سريعة تجاه مكتبه وموظفوه يحيونه باحترام..هذا ما اعتاده..جلس بسرعة خلف مكتبه حين دخل

عليه سكرتيره يناوله الملفات:"الاجتماع يا طويل العمر أجلناه للساعة تسعة زي ما طلبت واتصل مندوب الشرقية

بيوصل هنا الساعة سبعة ونص....المجمع السكني بالغربية بيصبوا أساسياته اليوم"

اندمج بسرعة في عالمه الذي يألفه ويجد نفسه فيه كثيرا...العمل...والعمل فقط...لا مكان لأي عواطف

هنا..وهذا ما يريده...سيقضي يومه هنا وبعد صلاة المغرب سيقل عمتيه إلى المجمع التجاري ثم سيعود إلى المجمع

السكني ليرى تطور العمل هناك...ماذا عن مسألة سعودة الموظفين هنا....يملك الآن ما يقارب الخمسة عشر

موظفا أجنبيا في مواقع حساسة يكفي أن مهندس الشركة الأول بريطاني....لديه الآن ستين ملف لطلبات توظيف

من شباب سعودي متحمس ومع القرار الملكي الصادر منذ فترة وجيزة بسعودة الوظائف.....عليه أن يجد وقتا

لهذا..

الآن وهو يسمع صوت سكرتيره يرحب بالمندوب يجب أن يصفي ذهنه من كل ذلك...........



*******************************



تمطط بكسل وهو يرقب وجه زوجته المسترخية بهدوء إلى جواره تأمل وجهها بابتسامة أحب كثيرا أن يرى احمرار

وجنتيها خجلا كلما اقترب منها...مد سبابته وسار بها على خدها...واتسعت ابتسامته وهو يرى تقطيبة حاجبيها

هذه المخلوقة خجولة جدا...ورائعة جدا...

اقترب من أذنها هامسا:"صباح الخير يا عروسة"

قفزت من نوما بفزع ويدها على صدرها...قبل أن ترخي عينيها بخجل وتمد يديها لتمسد شعرها:"صباح النور"

ابتسم بحنو وهو يمد يده ليبعثر شعرها:"خليه كذا أحلى"

لتزداد وجنتيها احمرارا...وتغادر السرير وبسمة غزت وجهها....

يتكئ على ظهر السرير متأملا حركتها الخجلى وهي تخرج ثيابها من دولابها وتتجه لدورة المياه لتبدل ثيابها

تمدد باسترخاء وهو يخرج هاتفه المحمول ويتصل برقم ألف الاتصال به قبل أن يأتيه الصوت المرح من الجهة

الأخرى:"احم يالأخو شكلك غلطان هذا رقم مجاهد ناصر الـــ...."

ضحك بمرح:"أوووه..والله آسفين عالإزعاج...ياللا السلام عليكم"

ليأتيه صوته:"ياخي قلنا بيتزوج ويفكنا من حشرته شوي ترى ما أمداني أشتاق لك"

"ههههه بس أنا اشتقت لك"

"لا حول شكله الأخ لسى مغلط يالأخو تراااي مجاهد-وهو ينعم صوته-مو رنود"

"مجاهد يالتبن لا تجيب اسم مرتي على فمك"

"لييييه ترى لساني عسل ما راح يصير في اسمها شي لو قلته"

"كيفك يالدب كيف صباحك..؟؟"

"امممم حلو...مع أبو عبد الرحمن نفطر بالقرموشي"

"ههههه أهااا قول كذا من أول...تزبط أمورك"

"والله هو قايل لي تمصلح مع أخو المحروسة وهو يمشي الأوضاع تمام"

ظهر صوت خالد الآن:"بس شكله خبص وجلس يسلك أموره معاي"

ضحك بمرح:"هلا والله..هلا بخلّود كيفك..؟؟"

أتى صوت خالد رخيما منعما:"والله تمام كيفك مجودي إن شاء الله تمامو أنا دحين أفتر مع حبيبي مجاهد"

عاد مجاهد يقول:"يععععع...ما بقي غير هي..تخيل بس يصير هالهرم زوجتي"

ضحك عبد المجيد بسخرية:"لاااا..وش جاب منو لخالد"

"مجيد يالتبن لا تجيب اسم مرتي على فمك"

"لييييه ترى لساني عسل ما راح يصير في اسمها شي لو قلته"

"لا يا شيخ..."

الآن وهو يراها تخرج بفتنة البحري ذاك:"مجاهد أشوفك على خير سلم على أمي وأبوي"

"هههههههه شكل المعودة عندك...ياللا نعذرك بس بسألك وش لون جدار الغرفة"

عبس باستغراب وهو ينظر للجدار بلونه البيج..:"ليه..؟؟"

"بس كذا ولا أقولك وش لون السرير"

الآن وهو يدرك مقصد أخيه:"مجاهد أشووووفك على خير"

"ههههههههههههههههه مو شكله على خير"

أغلق الهاتف وهو يراها تقف أمام المرآة تسرح شعرها
.
.
.
.
.
.
.
.
.
تسمع صوته وهو يتحدث بهاتفه بصوته العميق وقلبها ينبض...ماذا عن صوت أخوها أنس أو عبد الله لم تفكر

يوما بتأمل صوتهما هل يملكان ذات الصوت العميق...؟؟..أم أن عبد المجيد هو الوحيد الذي يملك هذا الصوت

بهذا الرنين المتميز في داخلها...عبست بخفوت وهي تفتقد صوته نظرت عبر المرآة ليصطدم بصرها باللون الأسود

خلفها وتشهق بخفوت كان خلفها تماما وينحني الآن على شعرها..قريب...قريب جدا...ونبض قلبها الذي يهدر

بأذنها الآن...


مع طلوع الفجر تبدا في حياتي أغنيات
والسعادة تمتلكني مع شريكة الحياة
زوجتي يا نور عيني إنت في قلبي نبات
إنت أحلامي الجديدة وانتي أجمل ذكريات
لك محبة يا غناتي من عيوني واضحات
لك ترى قلبي هدية يا بعد كل البنات
يا سكون الليل إنتي جمعتي بعد الشتات
يا حنونة يا عظيمة يا دليل الوافيات


تخفي وجهها بخجل بينما تغوص يده بين خصلات شعرها بحب....وقلبها ينبض بجنون..

"البسي عباتك..نخرج نفطر.."

تشتت نظرها:"إن شاء الله.."

(..أنس..25)
(..عبد الله..23)
(..لطيفة...19)
أشقاء ريناد

****************************



كانت تنام بعمق الآن فوق مقعد الصالة الكبير تبتسم وهي تتأملها بحزن...كانت ليلة الماضية شديدة السوء

وهي تنهار بين يديها تنهدت أخرى وهي تتذكر سبب انفجارها.........

لا شيء يمكن أن يشفع لتلك العائلة المجنونة ما فعلته بها...كادت أن تودي بحياتها دفعة واحدة لكن الله ستر


..............................


في غرفتها تتصفح أوراق الكتاب بخفية وكلها خوف أن يراها أحد

تقرأ باندماج شديد حين فتح الباب على مصرعيه بطريقة مرعبة وصوت أجش يندفع من خلفها

"يا....-تطالها الكلمة البذيئة التي اعتادت على سماعها منذ طفولتها - وين ثوبي؟؟"

تقف برعب وهي تدفع الكتاب أسفل السرير وتقف وهي تتذكر أنها نست كيه"هااا"

يقترب الآن منها بخطوات مخيفة وهي تدرك ما سيقوم به تخفي وجهها بيديها الصغيرتين:"لا...حازم

تكفى...والله نسيته دحين بروح أكويه"

لكن يده الغليظة تندفع لتشد خصلات شعرها بعنف وتدفع برأسها للأعلى:"وش أسوي بآسف يالــ....يالــ..."

هزت رأسها رفضا وألم مبرح ينفجر برأسها:"وش كنتي تسوين يالـــ.... من الظهر وش تسوين؟؟...أكيد

تفجرين يمين ويسار تحسبين وراك دجاج...ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة"

قبل أن تشعر برأسها يصطدم بالحائط مرة واثنتين وثلاثة وسائل دافئ يسيل على وجهها وكلمة واحدة فقط تتردد

في عقلها المنهك

((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
((ولا إيش ننتظر من أصل النجس غير النجاسة))
.
.
.
حقا أخي...من هي النجاسة التي تقصد؟؟



***********************************



مجاهد:"أبوووية وين مجيد تأخر...؟؟."

ناصر:"وأنا وش يدريني بالله..؟؟"

مجاهد:"شوف كم بقي على العشا ساعة إلا ثلث بالضبط"

ناصر:"يا ولد إهجد ما يصير نروح وإنت كذا"

مجاهد:"وين حسون؟؟"

ناصر:"مسافر مع حرمته"

مجاهد:"بالله هذا وقت سفر..؟؟... أفففف ما أقول غير مالت على الأخوان"

رن هاتف ناصر المحمول:"هلا مجيد...وينك؟؟"

"ليه؟؟؟"

"أممممم يعني نمشي؟؟؟"

"طيب....ياللا مع السلامة"

موجها حديثه لمجاهد:"أخوك عبد المجيد يعتذر عن الروحة يقول ظروف وما أدري وشو؟؟"

مجاهد يخرج هاتفه:"يوه وش ظروف أروح لوحدي بالله؟؟؟"

ناصر:"ليكون ما مليت عينك بس؟؟؟"

مجاهد أنزل الهاتف من أذنه:"أفاا أبوية إنت الأساس..بس برضووا"

ناصر:"قوم...قوم...خلنا نصلي في مسجد حارتهم"

قام مجاهد وكل خلية في جسمه مضطربة





****************************************


تمام الساعة السابعة قبل صلاة العشاء

دخلت على أطراف أقدامها وهي ترى أمها تغط في سبات عميق ابتسمت لها في داخلها:"شفاك الله أمي"

ما زال سلطان في دوامه تذكرت بهدوء ذاك اليوم

سلطان:"نورة أبي أستشيرك في شي"

نورة:"تفضل"

حكى لها عن عرض مديره لتبتسم بسعادة:"طيب وين موضع التردد أقدم بس وتوكل على ربك"

تنهد سلطان:"دوامي في الشركة كسكرتير ينتهي عالساعة عشرة تماما...بس في الجامعة ما أضمن متى

أخلص هذا غير الدوام التعويضي في الشركة"

ابتسمت:"سلطان لا تشيل همنا إن شاء الله مهو صاير لنا إلا كل خير إنت توكل على الله وأقدم وقبل كل شي

استخير"

سلطان:"وأمي؟؟"

نورة:"أمي ماراح تقول لا والله يا سلطان هالشيء بيحدث نقلة كبيرة في حياتك وحياتنا بيفتح لنا أبواب المستقبل

توكل على الله ولا تحاتينا"

وهذا هو يومه الثالث في التعويض للشركة ليستمر دوامه للساعة الثانية عشر ليلا

تمددت إلى جوار أمها بهدوء وهي تدعوا في سرها لها ولسلطان وسرعان ما غلبها النوم لتغط فيه

فتحت عينيها..شيء ما أخبرها أن هناك ما هو غير صحيح يستوجب أن تستيقظ لتراه وكانت محقة رأت

شبحا أسودا يمر من أمام باب غرفتها وأمها

شعرت بالشلل لثوان قبل أن تفز مسرعة لتسحب مفتاح الغرفة من تحت مخدة والدتها وتسارع لإغلاق الباب في

اللحظة التي فطن فيها الزائر الغير مرحب به لوجودهما في الغرفة

وقدمه تعيق إغلاق الباب




*************************



كان العصر قد أذن

قضى مجاهد صلاته يدعو ربه ويستخيره وقد دنى الموعد

وهو الآن يرقب عمه يرحب بوالده:"يا حيا الله من جانا...كيفك يا أبو حسان إيش أخبارك؟؟"

ناصر:"الله يحيك والله الحمد الله كيفك إنت وكيف العيال كلهم؟؟"

عبد الرحمن:"والله الحمد الله كلهم بخير"

ناصر:"وين خالد ما أشوفه؟؟"

عبد الرحمن:"والله طالع مشوار بسيط ويرجع إن شاء الله"

ناصر وهو يطالع مجاهد:"أهاا"

قام ياسر بالضيافة اللازمة وخرج

عبد الرحمن:"والله هالساعة المباركة اللي تعرفنا فيها عليكم"

ناصر:"الله يبارك فيك....احم.. ومجاهد يذكركم دايم بالخير ويمدح خالد الله يكثر من أمثاله تربية يدك"

عبد الرحمن:"الله يجزاك خير....والله حتى خالد دايم يتكلم عن مجاهد ويوم قابلته شفت فيه كثير من اللي قاله

خالد فيه الله يحفظه لك"

استمرت المواضيع تطرح

مجاهد مرتبك

ناصر يحاول تذكر كيف خطب ريناد لعبد المجيد

أخيراً تكلم ناصر

ناصر:"والله يا أبو خالد من يوم شفتك ارتحت لك وخالد ومجاهد من يومهم وهم مع بعض–أخذ نفس-

وحنا طالبين قربك وشارينك وودنا نخطب بنتكم المصون لولدنا مجاهد"

سكت عبد الرحمن قليلا قبل أن ينتقي كلماته

"والله هذي الساعة المباركة ومجاهد شاب من خيرة الشباب وبالنسبة لي فشهادة خالد تكفيني لكن تعرف تبقى

كلمتنا ثانوية جنب كلمة البنت فياليت تعطونا وقت نكلم البنت ونسأل عن رأيها..."

ناصر:"خذ وقتك وخلي البنت تفكر زين"

عبد الرحمن:"إن شاء الله على خير...."

في هذه اللحظات دلف خالد للمنزل مرحبا بمجاهد ووالده

خالد:"السلام عليكم"

خطا عدة خطوات لأبو مجاهد وسلم عليه بحرارة:"هلا والله بعمي ناصر تو ما نور البيت والله أعذرني تأخرت

عليكم"

ناصر:"ما جا منك قصور"

خالد وهو يسلم على مجاهد:"هلا والله يا الدب وينك؟؟"

مجاهد بثقل:"الله يحيك موجود"

خالد:"سبحان الله وش هالأدب النازل عليك؟؟"

مجاهد بصوت أقربه لخالد:"من يومي مؤدب"

جلس خالد بعد أن ضيف مرة أخرى وعاد ليتبادل الأحاديث مع مجاهد

عبد الرحمن:"خالد"

خالد:"سم أبوية"

عبد الرحمن:"هذا خويك مجاهد جاي طالب القرب منك وخاطب أختك"

فتح خالد عينه على اتساعها ولف على مجاهد:"نعم..!!"

مجاهد بضحكة وقورة محرجة:"هههههه..."

صمت قليلا ثم شهق ليساسره:"هذي اللي في بالك من زمان..؟"

مجاهد:"هههههه....ما نسيت إيه"

خالد وهو يضربه على كتفه باستهبال:"يا قليل الأدب...مين سمح لك..؟؟..وبعدين فطور الصباح مو لوجه الله"

مجاهد:"والله عاد وش أسوي دخلت راسي..؟؟..أجل أخسر نفسي على إيه"

خالد:"شف بس..تراك خربت أبو الفطور اللحين"

كان ناصر الآن يطرح عبارات التوديع:"خلاص زي ما قلت ننتظر خبر منك"

عبد الرحمن وهو يقوم ويصافح ناصر:"خلاص بيننا تلفون"

تودعوا من بعض وخرج مجاهد وناصر
.
.
.
.
.
.
تمطط خالد في مكانه ونظر لأبوه:"وش قولك؟؟"

عبد الرحمن:"القول قولك مو قولي إنت أبخص به"

خالد:"أفا وش دعوى القول قولك....تبغى الحق مجود ما في زيه اثنين"

عبد الحمن:"يعني نتوكل على الله؟؟"

خالد:"بكلم منى وإن وافقت توكل على الله"

(..منى...20)
(..ياسر..19)

أشقاء خالد

***************************************



في طريقهما لإحدى المناطق الجبلية بالطائف

لا شيء سوى الصمت يعم الجو

تود حقا لو تقطع ذلك بشيء من الحديث...لتقترب أكثر إلى قلبه..إلى عالمه..وحياته...لكن ذلك صعب..

صعب جدا...لا تجرؤ مع كل تلك الهالة التي تحيط به...يجب أن تكوني أقوى..هذا ما هتفت بها لنفسها..

ما عساها تقول..؟؟...نعم هو لديه توأم كما هي...ولا شيء تحب الحديث عنه كالحديث عن لطيفة إذن لتحاول

"اممم...مجود"

"هلا"

"أأأ...إنت قلت لي إن هالجبل كنت تروحه دايم...لوحدك؟؟"

"إيه"

ورطة لم تحسب لذلك حسابا كانت تظن أن كل التواءم مثلها ولطيفة فأي مكان تذهب له ريناد ستكون لطيفة

معها بلا شك...صمتت...أليس يفترض به أن يتولى زمام الحديث بعد ذلك؟ لقد بذلت جهدا...وبتره

هو...رغم أنه قال الحقيقة....

"بس الغالب يكون معي مجاهد"

"أهاا توقعت..لأن أنا ولطيفة مستحيل يعجبنا مكان وما نروح له مع بعض"

لم يعلق وعاد الصمت الثقيل يخيم على السيارة مجددا...ضجرت من ذلك...إذا كان هو وتوأمه معتادان على

الصمت والتواصل بالتخاطر...فذلك لم يكن من سيمتها ولطيفة...كانتا تقلبان البيت رأسا على عقب...ضحكا

ولعبا..ونكاتاً حسنا هو يريد الصمت فليكن له ذلك...تخرج هاتفها وتحادث لطيفة عبر خدمة (البلاك بيري)....
.
.
.
.
.
يرى محاولاتها للحديث...يبتسم لذلك في سره...لكن ها هي الآن تنشغل بهاتفها...سيرى ذلك خلال دقيقة...

توقف الآن ورسم ابتسامة يدرك تأثيرها عليها.."وصلنا"
.
.
.
.
"وصلنا"

ترفع رأسها له وترى تلك الابتسامة التي توترها.."أأ...ما انتبهت...ياللا نازلة.."

تهم بالخروج قبل أن يمد يده لينزل نقابها..تتورد وجنتيها...وبذات الابتسامة"ما يحتاج تتغطين ما في أحد هنا"

ترد ابتسامته وتنزل صعدوا مرتفعا والعديد من الصخور...حمدت ربها أنها ارتدت حذاء رياضيا وبنطالا مريحا...

رغم أنها لم تريه نفسها أبدا وهي ترتدي بنطالا...وهي بالأساس لأول مرة ترتدي بنطال...كانت تلهت الآن..

وهو يواصل صعوده أمامها برشاقة ويبتعد في انحناءات...تنظر للأسفل برعب...قبل أن تتمسك بصخرة أمامها

وتصرخ بفزع:"مجيييييد"

يلتفت إليها قبل أن يعود مقتربا منها

"إش فيك..؟؟"

"بأطييييح"

يبتسم لها بخفة:"ما توقعتك خوافة..-يمد يده-...هاتي يدك"

تتمسك بكلتا يديها بالصخرة...وتهز رأسها نفيا:"ما أقدر"

يمد يده ليمسكها من ذراعيها ويرفعها بخفة لتكون مواجهة له كانت تنتفض بخوف قبل أن تتدحرج عدة حصيات

من تحت قدمها لتمد ذراعيها تلفهما على ذراعه متشبثة به وتغمض عينيها....تلمع عيناه الآن...:"خايفة؟؟"

تهز رأسها موافقة يمد يده ليدفن رأسها في صدره..والهواء يتلاعب بشعرها الذي سقط عنه طرحتها...يبعدها الآن

"رنو شوفي المنظر"

تبعد رأسها وقلبها ينبض بجنون..يحيط كتفيها بذراعه...:"هذا أجمل منظر ممكن تشوفيه هنا..."

كانت الشمس تميل نحو الغروب مشكلة غلالة تحيط بقمم الجبال الممتدة أمامها وقد غطتها الأعشاب الخضراء

بعد أن أمطرت مؤخرا...حقا منظر خلاب لا يمكن لها أن تنساه...أبدا أبدا



**************************************





(في هذا الحدث وما شابهه سيجتمع جميع أبطال قصتي من الشباب تقريبا)

في أحد الاستراحات حيث كان يجتمع فيها شباب عائلتي المحمدين وعائلة سيف وغيرهم ممن تربطهم

القرابة والزمالة

عمر:"طوييييرق هات الدلال"

طارق وهو يحمل الدلال:"يعني هي مذلة لأني أصغر واحد...؟؟"

فراس:"تحرطمت الشغالة"

ضحك من سمع فراس ممن حوله

وليد:"شباااااب مين عليهم العشا اليوم...؟؟"

أحمد:"طارق و عبد الله وعلي"

طلال وهو يجلس إلى جوارهم:"الله يقويكم يا رجالة الله الله بالطباخ الزين"

عبد الله:"والله هالقانون اللي استحدثوه مجحف....مفروض المتزوجين هم اللي يطبخوا مو في بيوتهم

يتدلعوا على حريمهم وفي الطلعات مرتاحين واحنا اللي كررف"

وليد:"أسمعك ترا...يوم إنا عزابية كرفنا كرف حمير وإنتوا لسى في اللفة"

طارق:"شف شف اللي يسمعه يقول أكبر مننا بعشرين سنة.....مهو ستة سنوات...والله كان يدنا

بيدهم"

مجاهد:"والله نجي منها مجيد –نظر لخالد- واحنا في الطريق إن شاء الله"

تبسم خالد:"محنا بعيدين عنه ترا"

وليد:"ترا حجزنا لكم بالصالون خلاص بكرة من العصر وإنتم مجهزين"

خالد:"بس شوفوا الساعة 12 بالكثير لازم أكون في البيت لازم أنام زين عشان أقوم مصحصح"

مجاهد:"إيه هييين"

فراس:"والله نصيحة مجرب من المغرب خلوكم في البيت لا تخرجوا منه"

طارق:"لييه العروسة مثلا...؟؟"

أحمد:"خلك منه"

عبد الله:"يالله يا كريم ما تجي السنة الجاية مثل هالوقت إلا وزوجتي معي"

طلال:"عزتي لمرتك المسكينة بأعطيها دورة قبل في التعامل مع الزوج ثقيل الطينة"

يرفع طارق مسندته ويرميها على طلال:"مناك بس هذا اللي ناقص تعطيها دورة"

ياسر:"لاحظوا إنه اعترض على سالفة الدورة ما اعترض على سالفة ثقالة الطينة"

أمين:"الاعتراف بالعيب فضيلة"

علي:"أذكرها الاعتراف بالذنب فضيلة"

أمين:"الأمثال تقلب لحال المخاطب حسب المناسبة"

عبد الله وهو ينظر لرامي:"فيه ناس ثانين بالطريق..."

طلال:"صدق رامي....أفااا ولد عمك وأنا آخر من يدري"

رامي بسخط وهو يرفع مسندته ويرميها على عبد الله:"الهرم عارف لأن الخبر بيده ما بعد صار شي"

عبد الله يتجنب المسند ويحرك حاجبيه صعودا ونزولا:"أهااا ومين أخذ موعد زيارة بعد أسبوعين...؟؟"

سيف:"عالبركة رامي الله يتمم لك بالخير"

رامي وهو يشيح عن عبد الله:"الله يبارك فيك عقبالك"

طارق:"لا هذا خلاص عنس ما أحد يطالع فيه"

أحمد:"طارق يالمطفوق احترم أخوك"

طارق وعبد الله:"تكلم المحامي"

أحمد:"يا مصخ البزارين"

عبد الله:"تراك أكبر مني بخمسة سنوات بس...مو عشان أخوية الكبير مو موجود تستقوي علي"

في تلك اللحظة دخل أنس بوقاره المعتاد ليرحب به عبد الله بحماس وهو يفسح له مكانا إلى جواره

"هلاااااااااا والله بأنس تو ما نورت الاستراحة اقرب اقرب يا أخوك"

جلس أنس إلى جوار عبد الله بابتسامة متزنة:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة"

رد الشباب المجتمعين السلام بينما اقترب منه عبد الله:"أنس شف أحمد بس يخاصمني"

سيف:"أقول شباب اش رايكم تروحوا تلعبوا كورة بينا كلام بزنس ما يعجبكم"

عبد الله:"طويرق كأنها تصريفة"

طارق:"إي والله صادق"

عبد الله:"نقوم بكرامتنا أجل..؟؟"

طارق:"مشينا"

فرغت الجلسة المنصوبة وسط الثيل المنتشر في ساحة الاستراحة سوى من الثلاثة سيف وأحمد وأنس

الذي كان يصغرهم بثلاث سنوات

سيف:"ها بشر....؟؟"

أنس:"خلاص كل شي تم حجزت التذاكر نهاية أول أسبوع في الداوم على سيرلنكا الساعة 5 العصر"

سيف:"الكتب والمصحاف المترجمة في شنطة السيارة"

أحمد:"رتبت حجز الفنادق على المدن"

في تلك اللحظات أتى وليد وجلس إلى جوارهم:"خلاص إن شاء الله ماشيين..؟؟"

أحمد:"الله يوفق دعواتك"

وليد:"الله يوفقكم"

وأخرج من جيبه ورقة طواها بعناية وناولها لسيف:"هذي تبرعات جمعوها الشباب"

سيف وهو يضعها في جيبه:"الله يكتب لكم الأجر"

وليد:"آمييين"

ثم وقف ليغادر:"أستأذنكم بروح أشرف عالشباب"

أنس:"إذنك معك"

بعد أن غادر وليد بدقائق أتى فراس:"السلام عليكم"

رد الجميع السلام قال وهو يجلس معهم:"أقول يا أخوان يوم دريوا الشباب بسفرتكم جمعوا شوية

تبرعات حولتها شيك لأنه صعب تأخذونها بأيديكم-وهو يخرج ورقة مطوية- الله يوفقكم إن شاء الله"

كتم كل من الثلاثة بسمة إعجاب عن الظهور استأذن فراس وغادر

أحمد:"الله يكتب فيهم البركة"

أنس وسيف:"آميـــــــــــــــــــن"

أطل وجه طارق من باب المجلس الداخلي:"ياللا شباب عشاااااااا ترا عبد المحسن ورامي بدؤوا يااكلواا"

أتى صوت محمد من وسط ملعب السلة:"شباااب عجلوا قضى العشا"



*******************************




نظر إلى ابن عمه وسخط متزايد يندفع في جوفه....بينما يتماسك لأ لا يفرغ حمم غضبه أمام جده

جلس متكتفا مواجها له وكأن ما يحدث لا يعينه..جاهد ليرسم ابتسامة ساخرة...

عيسى:"والله زي ما قلت لك يا أبوية رحت للمجمع التجاري اللي كان للفرع الرابع وشفت لسى في

تشطيبات ما خلصوا منها...بينما الفرع الثاني والخامس والسادس حاليا ما عندهم ذاك الشغل..كلها

مشاريع سكنية صغيرة..."

لم يستطع أن يخترق جدار الصمت في عيني جده فاكتفى بالتراخي في مقعده...ليثير غيضا أكبر في

نفس ابن عمه...أخيرا تكلم جده:"أنا يوم أعطي ما أرد...وكلمتي ما تتغير...والفروع الباقية بيجيها

الخير..."

اتسعت بسمته حتى كادت أن تظهر على شكل ضحكة ساخرة متشفية...واحتقن وجه ابن عمه..

يستحق ما جرى له...ألقى إلى نظراته الممتلئة حقدا نظرة لا مبالاة...حتى غادر...أتاه صوت جده

جامدا ثابتا:"وش هالكلام اللي يقوله ولد عمك...؟؟"

أدرك أن جده لم يكن ليترك ذلك يمشي بسهولة...تمنى أن يسحق ابن عمه بقبضته...لا بد من شيء

من تلاعب ليجتاز تحقيق جده:"أبوية كلها تشطيبات أخيرة وتنظيف الموقع...واحنا متى بنوقع العقد

على الأسبوع الجاي وقتها بأكون قاضي من المشروع"

لم يجبه جده...وتنفس هو الصعداء...يبدو أنه اجتاز ذلك بسلاسة...لم تدم فرحته كثيرا

"بيمشي هالمشروع..بس عقب بنبادل بين جدول الأعمال بين الفرع الرابع والسادس"

يربيه هذا الكبير جيدا...أدرك أن جدوله الممتلئ امتيازات لا يملكها غيره...سيكون الحل الأمثل

لألا يتلاعب به هذا الحفيد أخرى...تنهد ببطء:"اللي تامر به"



*****************************************



خارج حدود الدول العربية
استراليا


تثاءبت بملل وهي تعاود النظر لساعتها التي تشير للتاسعة والنصف صباحا تأخرت مرام كثيرا

رفعت هاتفها وقد بدأ الضجر يستحكم منها:"هلا مرام وينك؟؟....تراي طفشت ممكن أسوي فيك حركة

أسحب عليك وأمشي....بسرعة يا بنت الناس خلصيني....سلام"

بعدها بدقائق وصلت مرام:"أخيرا ما بغيتي السوبر ماركت كان بيسكر وانتي حتى وجهك ما شفناه"

مرام:"ههههه وش أسوي بزحمة الدرج"

جود:"قسم بالله"

مرام:"ههههه خلاص لا تعقديها أمشي ياللا"

كان تنقلهم في مركز التسوق مدروسا فهم يتنقون من الأطعمة ما خلا من مشتقات الخنزير وغيرها

ونظرا لإقامتهم الطويلة نوعا ما فهم يعرفون ما يريدون في تمام الساعة الحادية عشرة كن قد انتهين من شراء ما

يلزمهن وهن في طريقهن للعودة إلى المنزل

فـــــ جود تسكن عند مرام وقد التقتا اليوم بعد خروج كل واحدة منهن من عملها

وصلن للشقة رمت جود بنفسها على الكنبة:"آخخخ تكسرت ظهيراتي"

مرام:"يالعجيز ما أمدى...خلاص بطلت أخطبك لأسامة"

قفزت جود واقفة بطريقة تمثيلية وهي تضحك:"أفاا عليك تراي فرس ما أتعب...أقدر أرتب البيت بكبره لوحدي

بس...-وهي تسبل برموش عينها- بالله ما أنفع أصير أحلى عروسة؟؟"

مرام تغايظها:"لا بسم الله على العرايس"

ضحكت جود وهي تعاود النوم على الكنبة:"مرووومي تكفين رتبي الأغراض اليوم والمرة الجاية أنا"

مرام:"بدينا بدينا....قومي ياللا قدامي"

قامت جود تتسحب:"وأنا أقول أروح أسكن عنها يخفف الضغط الجسدي أثره يزيد"

مرام:"ههههههه لا تحاولي بتشتغلي بتشتغلي"

في هذه الأثناء رن هاتف مرام أجابت ببهجة:"هلا والله بهالصوت.....هههههه والله إني مشتاااقة لك

بس وش أسوي بعد مشاغل......ايه من زمااان نقلت عندي....ايه أكيد فرق بين يوم تكون لوحدك

ومعاك أحد خاصة جود تدخل الوناسة بحياتك غصب"

أطلت جود براسها:"ميااااو...ميااااو....مرام وين أحط البهارات مياااو ميااااو"

مرام:"ههههه....إي هذي هي...دقيقة بس –تبعد السماعة عن فمها- جنب الفرن-تعاود وضع

السماعة- تقول ميااو مياااو لأنها بنت القطوة السودا على قولها....مرا تقطع قلبي....والله حاولت....

بس مهما يكون ما راح يكون تفهمي لها بالمستوى المطلوب وأنا ما أعرف إحساسها.....الله يعين بس

ياللا أشوفك على خير انتبه لنفسك...مع السلامة"

"بوووووووو"

قفزت مرام:"بسم الله جود فجعتيني"

جود:"هههههههه....كأني سمعتك تغتابيني مع زين الحلايا أسامي"

مرام:"هههههه لا حشا وش أغتابك عنده"

جود:"إيوه كدا حاولي تحسني صورتي عنده عشان يطيح بين يداتي...قولي له أنا بنت القطوة البيضا لا تقولي

السودا"

مرام ترفع جوالها وتفتح عينها وهي ترى أسامة مازال على الخط لتبتسم بخبث:"جود قد وريتك صورة أسامة

أنا؟؟"

جود:"يب...آآآه يا قلب ابنة القطة العذراء....سقط صريعا رهن لإشارة يده"

مرام:"جود ما أتوقع أسامة يناسبك"

عبست جود باستنكار:"وين ألقاها هذي...روحي بس أنا وياه كأننا فولة وانأسمت اتنين"

لكن مرام ترفع الجوال وتشير لها على بقاء أسامة على الخط شهقت جود لكنها غمزت بخبث:"وريني صورته اللي

بجوالك"

عندها تظاهرت مرام أنها تشهق هي الأخرى:"أسامة إنت لسى على الخط؟؟"

أسامة:"هههههه إيه يا عليكم سواليف...إلا مرام كم عمر بنت القطوة الرمادية..؟؟"

مرام تتصنع البراءة:"اممم 30 أصغر مني بخمس سنين"

أسامة:"أهاا...وتكفين لا تتصنعي البراءة ما يليق فيك أبد"

مرام:"هههههه....زين كاشفني"

أسامة:"إيه....ياللا سلميلي على القطوة الرمادية اللي عندك"

مرام:"خخخخخ يوصل.....شكل الفيوز ضاربة...ياللا بس مناك"

تبتسم وهي ترقبها...حقا...لم تبكي..؟؟ لم تتألم...؟؟...وربها ثم هذه إلى جوارها


ألا يا جرح لا تكبر كفايه لا يشوفونك
تصبر واحبس الدمعة وداري القلب وأحزانه
ألا يا نفس جازيهم وبيعي من يبعونك
وارميهم ورى ظهرك لونك داخل انسانة
كبرت ومبدئي فكرة ترى ذولا يحبونك
كبرت ومنخدع فيهم وأنا أصلا بزنزانة
سجنت أحزاني المرة سباب إنه يودونك
شربت المر وأنا ساكت وأقول يالله إحسانه
بأقول لقلبي المجروح خلاص لا يهمونك
ولا تبكي على ناس صغيرة حيل هي شانه
مادام الله وفقني بصحبة خير يقدرونك
أأتعب ليش أنا شعري على ناس وتعبانة
ألا يا نفس مو انتي الوحيدة اللي يخونونك
أكيد إنه أحد قبلي يصارع مثلي أحزانه
ولكن للألم باقف وأقول يكفي حزونك
وأنا وإياك نتكاتف ونبني للفرح شانه



*************************************






وها هنا ينتهي الجزء الرابع..ولي عودة بإذن الله

كلمة لجميع الأخوات..سعيدة بعدد المشاهدات..

أتمنى من كل مار أن يسجل حضوره هنا..رأيه..انتقاده..وجهة نظره...

وشكراً

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين في سوريا..اللهم انصرهم نصراً مؤزراً

عاجلاً غير آجل...

وأرنا في بشار وأعوانه عجائب قدرتك...إنك سميع مجيب الدعاء

اللهم قيض لعبادك المؤمنين من يقودهم ويجمع شملهم ويرفع رايتهم..

اللهم آمييين



 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 03-05-12, 04:00 PM   المشاركة رقم: 13
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 



عودة لكم أحبتي..المتابعين..والمتابعين بصمت...



الجزء الخامس...



*********************************


طرق الباب بمهنية


"ادخل"

دخل السكرتير:"يا طويل العمر فيه ملفات طلبات توظيف متأخر من عشرة شهور..."

تساءل ببرود:"من عشرة شهور وش مأخرها كل ذا الوقت؟؟"

السكرتير:"العفو هذي الملفات قدمت أيام عروض الشركة على وظايف وصار عندنا اكتفاء فطلب

الوالد الاحتفاظ بالملفات لوقت الحاجة و زي منت عارف حضرة الأستاذ حمد ناوي يقدم استقالته

قريب فما أدري أجيبها تطلع عليها"

مهند بحزم:"روح جيبها دحين أطلع عليها"

السكرتير:"عفواً فيه معاملة الشاليهات أقدمها"

مهند:"جيب الملفات بالأول بعدين جيب معاملة الشاليهات"

خرج السكرتير بينما انشغل مهند بجهازه المحمول ليرسل رسالة لجدته يعتذر عن إعادة عماته من السوق

دخل السكرتير حاملا الملفات بين يديه وضعه واستأذن نقل نظره للملف وتوقف أمام الاسم

"سلطان مالك مشعل عبد العزيز الـ...."

فتح الملف بتؤدة طلب توظيف كسكرتير مباشر أو كاتب أو حارس أمن

عقد جبينه باستنكار....أيطلب ابن عمه وظيفة كهذه...

ابتسم بسخرية...أي ابن عم...وهو لم يره منذ سنوات خلت....

لثوان عمل عقله السريع حمل هاتفه واتصل بأحدهم:"هلا تركي...تقدم لشركتكم طلب توظيف من

رجل باسم سلطان مالك الـ.....أنتظرك"

أغلق هاتفه وعاد يقلب الملف وهو يقطب حاجبيه باستنكار"لم يكمل بكالوريس حتى...لم...؟؟"

رن هاتفه وسارع بالرد:"ايه....توظف...صحيح مستواه التعليمي غير مقدم...خلاص مشكور.."

عاود التقطيب وهو يقلب أفكاره ثم يقوم بخطوات محسوبة ويغادر مكتبه:"يزيد رجاء أجل المواعيد لين

أرجع"

هز السكرتير رأسه باحترام

بينما أكمل طريقه هو راكبا سيارته ليفعل شيء ما





**********************************



في غرفة منى

قلب خالد المكان لم يكن يدع شيء في مكانه ويطرح الكثير من الأسئلة كما الأطفال

خالد:"طيب أبي أسألك إذا زعلت المرأة وش أحسن طريقة لمراضاتها....يعني احسبي حساب إني

زوجها؟؟"

منى:"اممممم.....تصدق سؤال محرج....إنته يوم تتزوج حتعرف أسلوبها في التعامل وراح تبتكر أساليب

لإرضائها"

قلب خالد صندوق ممتلئ بالأوراق على الأرض:"طيب لو....."

قامت منى"خلود....إزعااااج نعم وش تبي"

"أفاا...كذا يعني طرده؟؟"

"وش طردته أقول وش تبي تراك رجيتني"

"طيب خلاص مقبولة منك ومتى شفتي نفسك مفتوحة لأخوك حبيبك تعالي"

اتجه خارجا من غرفتها حين سمعها تقول:"أمممم جهز غرفتك الحوسة خمس دقايق وأنا عندك"

ابتسم ستأتي الآن وسيخبرها.......

"خالد"

التفت لوالده:"سم أبوية؟؟"

عبد الرحمن:"وش قالت أختك؟؟"

خالد ببسمة:"تو ما كلمتها"

عبد الرحمن:"أهاا..طيب أكلمها أنا"

خالد:"لا هي اللحين تجي غرفتي وأكلمها"

عبد الرحمن بجدية:"من غيركم حضور؟؟"

خالد بدهشة:"حضور إيه أبوية؟؟"

عبد الرحمن:"مؤتمر القمة؟؟"

خالد يكمل متظاهرا بالجدية وهو يعدد بأصابعه:"كوندليزا رايس..وأولمرت..وساركوزي...وهيلاري

كلينتون أممم...وأوباما بس مو أكيد .ووبس..."

عبد الرحمن وهو يضربه على ظهره:" عسى عازمهم في بيتي..؟؟"

خالد بعدم حيلة:"أبوية عاد وش أسوي وين أحطهم..؟؟"

عبد الرحمن:"برى...برى إنت ومؤتمرك الفاشل..تجمع كفار في بيتي.."

خالد باسترجاء:"عاد أبوية...خلاص أوعدك..المرة الجاية في بيت ليان ولا تزعل"

عبد الرحمن:"هههههههههههه"

خالد:"ههههههههههههههه"





**************************


يقلب هاتفه بملل قبل أن يزفر بضيق:"ماااااااالت على ذا الطارق...أبو السحبة يا شيخ"

أنس:"الغايب عذره معه ما تدري اش صار عليه..."

عبد الله وهو يلقي هاتفه جانبا:"يا خي اليوم عندي موعد بالأسنان وكنسلته خاطر هالروحة وآخرتها

متأخر"

في تلك اللحظة رن هاتفه:"أهووو أخيرا ما بغينا"

"هلا وينك..............................."

"جاييك...جاييك سلام"

أنس وهو يلتقط نبرة أخيه المتوترة:"اش فيه...؟؟"

عبد الله:"مسكوه الشرطة....واحد مقدم عليه بلاغ اعتداء"

أنس:"معقوول"

عبد الله وهو يرتدي ثوبه بسخط:"هذا ما غيره رائد...من زمان متحين له"

أنس:"ومين رائد هذا...؟؟"

عبد الله:"واحد كان معاه أيام الثنوي...وصارت بينهم ضرابة...خلاه طارق يلحس الأرض فيها

ومن يومها يلاحقه وماسك عليه"

أنس:"معقووولة شايلها بخاطره من ذاك اليوم..."

عبد الله:"طارق بلغ عليه في سالفة مخدرات وماله خارج من السجن غير أيام"

أنس:"أهااا...إذا اتعقد الوضع عطيني تلفون"

عبد الله وهو يغادر:"إن شاء الله سلااام"




****************************



في بيت من بيوت المدينة المنورة


رهف:"يمااه عاد وش الحل والله البنت قطعت قلبي"

أم رهف:"وش دخلك فيها إنتي؟؟"

رهف:"أمي أنا بدور المرشدة الطلابية في الفصل....كل اللي في الفصل أنا ملجأهم

مشكلة...فضيحة...مشورة ....واسطة حتى أمهاتهم أنا موثوقة عندهم"

أم رهف:"خليك من هذولا البنات والله راح يخربونك"

رهف:"حرام أخذل من لجأت لي"

أم رهف:"والله هي غلطت يوم ما لجأت لربها وهو أدرى بأمرها وبعدين خلاص قولي لهم الله يعنيكم الله

ييسر أمركم لا تدخلي بينهم..."

رهف:"ماما..أنا كم مرة فهمتك....تجي البنت عندي...أنا صار لي كذا وكذا وش أسوي أنا..؟؟..إيش

شعور البنت يوم أقول لها كذا..؟؟..أنا أكون آخر ملجأ لها ويمكن تفكر تنتحر أو شي"

أم رهف:"لا يا شيخة تنتحر مرة وحدة يا بنتي هذا اللي عندي قلته لك...والسلام"

رهف:"هذا جزاي جاية أستشيرك...؟؟"

أم رهف:"ما تسمعين الشور"

رهف:"أستشرك في شي ودخلتي إنتي بشي ثاني"

أم رهف:"................"

رهف:"الله يصبرني...ماما لا يكون زعلتي"

أم رهف:"لا أنتظرك تضربيني أحسن"

شهقت رهف:"ماما حرااام عليك وش أضربك...."

اقتربت منها وطبعت قبلة على رأسها:"ماما تكفين لا تزعلين...كله ولا زعلك"

أم رهف:"خلاص روحي شوفي مذاكراتك"

جلست أمامها:"لا ماما لين تقولين سامحتك"

أم رهف وطعم داخلها خاص يتصاعد:"خلاص يصير خير"

توقف رهف:"أكييييد"

أم رهف:"ايه بس خلاص روحي ذاكري"



**********************************



في أطهر بقاع الأرض

مكة المكرمة


انحنى ليضع الكرتون الأخير رفع وجهه وهو يمسح عرقه بمنديله ويشير لزميله بيده علامة انتهائه

غادرت الشاحنة محملة بشتى أنواع المساعدات الإنسانية أعاد أكمامه الملفوفة على ذراعيه إلى مكانها

وعاد إلى داخل المكتب رن هاتفه ابتسم وهو يجيب:"السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة هلا مهند"

"وعليكم السلام والرحمة هلا راكان كيف الشغل معك؟؟"

راكان:"والله الحمد الله ماشيين على قدم وساق وربك يوفق"

مهند:"ومتى بنشوف الأرباح على خير؟؟"

يبتسم راكان بسعادة:"عند أول نفس ناخذه"

"على القوة..."

راكان:"الله يقويك"

مهند:"أمي وأبوية وعنود وخلود يسلمون عليك"

راكان:"الله يسلمهم واحد واحد"

مهند:"نشوفك على خير"

راكان:"على خير سلم لي على أبوي وأمي والبنات"

مهند:"الله يسلمك يوصل"

أنهى راكان المكالمة وهو يرى صاحبه قادم:"ها أبو عبد الله مسرع ما خلصت"

أبو عبد الله وهو يشمر عن أكتافه وينحني إلى المغسلة ليغسل وجهه:"لا والله عطيت المهمة لأبو نايف

يكملها"

راكان:"عسى ما شر؟؟"

أبو عبد الله:"الأهل دقوا علي عبد الله ارتفعت حراراته"

راكان:"سلامات والله ما يشوف شر"

أبو عبد الله:"الله يسلمك..."

اقترب من راكان وضربه على كتفه:"وإنت متى ناوي تجيب لنا مشعل؟؟"

ابتسم راكان وفي داخله تنهيدة محرقة جاهد لكي لا تغادر داخله:"بعيد يا أبو عبد الله بعيد"

أبو عبد الله بمساندة:"العمر يمشي يا أبو مشعل واللي راح راح خلك في الجاي"

راكان وهو يستند على ذراعه والحزن يغزو وجهه:"مستحيل يا أبو عبد الله لين ألقى ولدي ولا بنتي"

أبو عبد الله:"وش يضمنك يكون حي....وش يضمنك أمه تكون ماتخلصت منه أو تخلص منها"

راكان:"لين أتأكد من ذاك الشي يصير خير"

وقف بحماس تمثيلي:"خلاص أبو عبد الله تقدر تطلع بأمسك مكانك وبأحاول أخلص الليلة من كل

الشحنات"

أبو عبد الله:"الله يجزاك الجنة أجل أعتمد عليك"

خرج أبو عبد الله وتهدلت أكتاف راكان وهو ينظر للعدم....تُراك ما زلت تنعمين بصدى الأنفاس في

صدرك..؟؟..ارتفع صوت هاتفه ثانية رفعه وهو يرسم بهجة في صوته أجبرها على الظهور من بين

آلامه:"هلا أسامة.... ها وصلت...زين خليه يجيبك عند المكتب....إيه اليوم بنجهز الشحنة الأخيرة

ومن بكرة نبدأ استقبال الزكوات خلاص أنتظرك أجل"



***************************************



بدأت تصرخ برعب وهي تدفع الباب بكل قوتها وذاك يمنعها من ذلك وهو يدفع الباب بكل عزم تدرك

كم الوضع خطر لن تستطيع الصمود أبدا أمام دفع كهذا تناهى لها صوت أمها وهي تردد بجزع

"لا إله إلا الله....لا إله إلا الله....لا حول لا قوة بالله....يارب سترك...يارب سترك"

كلا...كلا....ماذا يريد هذا...من يكون....دفعها ذهب أدراج الرياح والباب يفتح بكل قوة ويقف

أمام الباب ذلك الرجل ويقترب منها تراجعت بجزع كان تفكيرها محصورا بين شيئين فقط "أمها..وأمها"

كانت أمها تحاول الجلوس بضعف وذلك المعربد يحاصرها في زاوية الغرفة وهي تدفعه بفزع ويده

تعملان بعنف وتوجه لها الكثير من اللكمات وتمسك بجيب قميصها

بدأت تصرخ:"لا...لا...سلطان...سلطااااان.....أمي...يمااااه....سلطاا ااان"

اختفى إحساس الجذب و ابتعد من أمامها بينما تكومت على نفسها في الزواية وهي تنفجر في شهيق

مؤلم وهي ترى رجلين يتعاركان أمامها واللكمات تتوجه بعنف لمهاجمها من الرجل الآخر وصرخات

غاضبة تعلو:"الله ياخذك يالمـ.....يا.......يا الـ....."

وفجأة ارتفع صوت طلق ناري أتبعه ثان وثالث شهقت بعنف وهي تضع يدها على إذنها وتصرخ

"لا...لا..لااااااااااااا"

وصوت أمها يعلو قبل أن يتوجه للخفوت:"لا إله إلا الله....لا إله إلا الله"






************************************




دخل بسرعة يوزع نظره في غرفته التي كانت تشكو من عدم الترتيب تبسم بحنو وهو ينحني ليرفع حاسبه

المحمول من الأرض :"يوووووه منى وصرت زوجة صقيقي"

رتب سريره وجمع الدفاتر والأوراق ورتبها بنظام على المكتب وجمع ما انتثر فوقه وحشرها

في الدرج بفوضوية أغلق الدرج بقوة وأقفل عليه بالمفتاح فتح كل الإضاءة في الغرفة وجمع ما تبقى ورماه

داخل غرفة التبديل رتب الكنبتين التي وضعت تحت نافذة الغرفة الكبيرة أخرج عبوتي عصير مشكل من

ثلاجته تأمل المبخرة الكهربائية رفعها باحثا عن زر التشغيل:"وشلون تشتغل ذي؟؟؟"

أوصلها بالكهرباء وسكب كمية كبيرة من البخور داخل المبخرة تأمل الغرفة بإعجاب

وصفر بغرور:"يا بختك فيني يا ليان"

سمع ثلاث دقات متتالية على الباب تنحنح:"حياك...تفضلي"

فتحت منى الباب وضحكت:"ههههه أول مرة تكتب بالتاريخ-وهي ترفع جوالها-دقيقة خلني أصورها

وأرسلها للينو؟؟"

خالد:"إيه صوري....صوري....خاصة الجلسة هذي"

منى:"هههههههه ولا يهمك حتى سريرك بصوره"

خالد:"إي والله فكرة وأرسليلي الصور بنزلها عالجهاز في لعبة اللحين في المنتدى يطلبون من الأعضاء

يصورون غرفهم وينزلونها"

أشار لها إلى الكرسيين

"تفدلي...تفدلي من هوني..أعودي هون"

جلست منى بضحكة"وبعد كدا يعني؟؟"

بطريقة تمثيلية سحب دفتر صغير من الطاولة والقلم من جيبه:"شو بديك مدااااااام؟؟"

منى:"إحم أبغاك تجلس هوني-وهي تأشر عالكنبة اللي قدامها-"

خالد كشر باستغراب:"ماعنا هاي الخدمة..اعزرينا"

منى:"شو...ما عنكم هاي الخدمة....فندؤ فاااشل...

ضحكا بمرح قبل أن تقول لين بجدية:"خالد صدق وش بغيت؟؟"

خالد وهو يرمي الدفتر عالطاولة الصغيرة ويرجع القلم لجيبه:"...عاوزك في موضوع مهم"

منى:"شو هوا....؟؟"

خالد:"منى أختي الغالية والحبيبة والـ...إلخ"

منى:"اللي بعده....أكلم ليان وأفتح سبيكر..؟؟"

خالد وهو يفكر:"والله مهي شينة......بس مو حرام وأنا لسى ما ملكت عليها..؟؟"

منى:"يا حلو أخوية اللي ما يبغى يكسب ذنوب...الله يثبتك ويزيدك من فضله"

خالد:"آمين يارب وإياك؟؟"

منى:"ايه وش بغيت"

خالد:"إيه...إحم المهم...صديقي الحبيب...وأخي القريب الذي لم تلده أمي....مجاهد...شرفنا اليوم

طالباً يدك للزواج...إحم فماذا تقولين؟؟"





*************************************




لوهلة شعرت بأنها فقدت خدها...قبل أن تكتسحها لذعة الحرارة فيها

رفعت يدها لتتلمس موضع الألم وصوتها الحاد يخترق مسامعها:"أنا يوم أقولك نهائي ما تمسكي التلفون

ما تمسكينه"

دمعة تلسع مقلتيها:"بس ماما...أنا كنت غايبة..."

وبترت أحرفها أخرى كف آخر يهوي على خدها وصوت أجش يصرخ بها:"يا قليلة الأدب تراددي

أمك؟؟"

هذا ما كان ينقصها...أن يأتي أخوها مروان ليشارك والدتها عملية التربية...بأسلوب قاس...بعض

الشيء فقط..طعم الدم المميز في فمها أدركت على إثره أن خدها قد جرح

تنظر للتمثيلية الساخرة أمامها وأمها تدفع مروان بكلتا يديها:"خلاص مروان الله يرضى عليك...سامحها

عشاني"

نظرة مروان الحارة تخترقها:"شوفي يا كـــــ..... اللي تقلي أدبك عليها تدافع عنك...بس والله لو جاتني

تشتكي منك مرا ثانية ما يرضيني غير أسلخ جلدك بالعقال..مو عشنّها حرمة كبيرة ضعيفة تستقوي

عليها"

تشتكي...؟؟

هل احتاجت أمها يوما للشكوى أصلا....؟؟

ألا تكتسحها الآن حرارة مريرة وطئت خدها وجزء من صفحة عنقها...؟؟

بيد تلك الضعيفة...كما يقول....؟؟؟

أمها الآن تسحبه بعيدا:"خلاص...هي إن شاء الله ما تعيدها"

لن تعيدها...؟؟

أي شيء هو الذي لن تعيده...؟؟

مرضها الذي أجبرها على الغياب...؟؟

أم غيابها وحاجتها للاتصال على زميلتها لتخبرها بما أخذوا من دروس بالأمس...؟؟
.
.
.
.
.
صدقا أماه هل بيدي أن أغير مجرى القدر.. وأمنعه من إصابتي بالمرض...؟؟!!




**************************************




توالت الأحداث بصورة سريعة بعد ذلك...لا تذكر سوى وجه سلطان المرعوب مسرعا نحو أمها

ليحملها بين يديه ويسارع بالخروج

وسيارات رجال الشرطة والإسعاف التي حضرت لتحمل المصاب وتحمل الرجل الثائر الآخر وهي في

الزاوية ما زالت تشهق وتفتح عينيها بذهول ليخلو البيت إلا منها....وصورة مرعبة تحتل ذهنها...

أمها....أهي بخير...؟؟

ارتمت على فراشها تحتضن مخدتها تستنشق رائحتها...."رباه احفظها لي ربااااه..لا أقوى على بعدها"

لا تدري كم استغرقت من اللحظات تبكي حتى استغرقت في النوم




******************************************



سلطان يذرع ممر المستشفى جيئة وذهابا وقلبه يخفق بعنف قبل أن يتذكر الإنسانة الوحيدة التي تركها

في المنزل والتي كانت هدفا للحقير قبل قليل...شعر بتمزق عميق...أمه...أخته....لأول مرة يشعر

بالعجز...وبحجم المسؤولية الملقاة على عاتقه...ارتمى على كراسي الانتظار...واتكئ على ذراعيه بألم

رآه يدخل بهيبته المعتادة....سطوة حضوره....يرى الإنسان الذي تخلى عنهم من اثنا عشر سنة مضت

وتركهم يواجهون العوز والحاجة والفقر...بينما يغرق هو في عالم المليار....لم يكن يملك الوقت الملائم

ليباعده...ليخبره بمقدار غضبه منه...أخته وحيدة في خطر هب واقفا:"تكفى يا أبوية طلبتك نورة

لوحدها بالبيت ما عندها أحد وما أقدر أترك الوالدة لين أتطمن عليها"
.
.
.
.
.
طرفت عينه ودهشة لم تتجاوز داخله......أما زال حفيده هذا ينتخي منه معروفا...؟؟...لوهلة شعر

بابنه مالك يقف أمامه...قبل 29 عاما....يخبره عن...

"وين بيتكم...؟؟"

بتوتر يدفع الكلمات من فيه ليصف له مكان المنزل....

غادره....وسؤال يتقلب برأسه....أترى تلك الطفلة....ما زالت طفلة...؟؟



************8***********************




سرعان ما حملت الهواتف المحمولة خبر عقد نكاح منى وتم تحديد موعده مع ملكة أخيها خالد

وقبل موعد الملكــــة بيومين

كان استنفار القوى والطاقات لأعلى مرتبة فالسيارات لم تكف عن التحرك طوال الليل

لجلب العديد من الأغراض من المجمعات التجارية...حذاء...لون مختلف يشابه لون الفستان من ظل

العين...

هدية للعريسين الجدد....وفستان الصغيرة تلك...وجلابية الخادمة تحتاج لتوسيع.....

وها هي دلال تحادث أحدهم على هاتفها النقال:"إيه فيصل ها أنزل...؟؟"

"طيب ياللا نازلة....نازلة"

التفتت إلى أخواتها اللواتي يرتدين حجابهن(الجازي-حصة-سميرة):"ياللا فيصل برى"

في تلك الأثناء جاءت رغد تركض مع عبير وندى:"مامااااا.....أمييييي......مامااااا"

دلال وهي تشعر بأعصابها المنهكة تفلت قليلا:"هااااه...وش تبغون؟؟"

رغد:"ماما فساتيننا عند المشغل ما جبناها لسى"

سميرة:"يوووه والله وهقة"

حصة:"خلاص أكلم محسن يروح يشوفها"

عبير:"يو خالة فشلة....أمي وين طلال؟؟"

الجازي:"طلال راح يشوف فستان مزنة وبعدها بيروح يشوف سلات الشكولاتة"

حصة ترفع هاتفها النقال:"ايه خلاص دقيت على محسن.....هلا محسن....اسمع فساتين البنات عند

المشغل بالله روح شوفها....إيه نفسه اللي فيه فستان تالا.....إيه يبون يقايسون وبعدها الله يجزاك خير

ودها المغسلة....إيه تكفى تكفل بالموضوع كله....الله يرضى عليك مع السلامة"

دلال:"هذا فيصل يدق ياللا"

خرجن الخالات تباعاً

عبير:"بتنقشي يا رغد"

رغد:"إيوه...بس اسوارة....وبأرسم قلب فيه حرفي على طرف يدي"

ندى:"ياللا أجل كلنا زي بعض....ترى أم آدم خلصت من البزارين خلنا نلحق عليها"




*****************************



وفي مكتب التحقيق :

يتكتف بملل بينما قدمه تسير بإيقاع رتيب للأمام والخلف ونظرة متغطرسة لم يحاول منعها من الظهور

والضابط الساخط أمامه يكاد ينفجر غيظا:"يا بن الــــ..... تكلم"

الآن هو الآخر يلوي فكه بغضب شديد قبل أن يقف بقامته العريضة:"ثمن كلامك..."

ليصرخ به مرة أخرى:"يعني وش بتسوي مثلا...؟؟...انثبر الله يقطع وجهك..."

يضرب المكتب بقسوة وبسمة ساخرة تعلو وجهه:"وش بأسوي؟؟...-ينحني مقتربا منه وذات البسمة

الساخرة على وجهه- أنقلك من هنا لمدينة ثانية مثلا...ولا أرفع قضية تعذيب جسدي...للنقيب مطر

مثلا"

لم تفته النظرة المهتزة التي غشت عينه قبل أن يدفعها:"جاوب على قد أسئلتي.."

حقا ما أغبى هذا المبتدئ حين يقف أمامه هنا:"دفاع عن النفس"

"بالتفاصيل"

"مقتحم بيتي...ومعتدي علي..."

"كيف بيتك وأثبتت التحقيقات أنك ما تنتمي لذاك البيت"

يقف الآن غاضبا:"إذا بيت عمي ما صار في حكم بيتي وما دافعت عن بنت عمي ما عاد للدم حاجة"

ربما شعر الضابط باليأس من الحديث معه ليستدعي بلهجة آمرة:"يا عسكري وده للتوقيف على ذمة

التحقيق"

بالكاد يسيطر على أعصابه...قليلا قليلا فقط يا مهند....قليلا من صبر



*************************************


ها هنا ينتهي الجزء الخامس..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله..والحمد الله..ولا إله إلا إلا الله...والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين...في سوريا والأحواز واليمن

وجنيع بلاد المسلمين..وثبت أقدامهم..يا قوي يا عزيز

إنك على كل شيء قدير...

 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 07-05-12, 06:26 PM   المشاركة رقم: 14
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




مساء النور والخير والرضا...

نظراً لطلب بعض الأخوات الحبيبات بتقصير الأجزء...

فقد قمت كذلك مع إضافة جزء يوم الإثنين..

شاكرة لكل من أنارت وريقاتي..بمرور أو بصمة

دمتن بخير








الجزء السادس



*************************************


بينما يتحدث هو بإسهاب كانت هي تحلق في عوالم أخرى

"...سبحان الله...من يتخيل إن هذا زوجي...يااا ربيه أحسني مستحية....زوجك يا ذكية...عادي أساسا زينة المرأة

حشمتها...وش دخل حشمتها اللحين...اممم لا صح هو تاج المرأة شعرها....يوووه لا وش دخل الشعر في السالفة

...والله شعري حلو...و يا زينه بعد....وين رحت اللحين...؟؟...إيوووه صح....زينة المرأة حياؤها...وأنا أساسا...."

"ريناد معاية..؟؟"

الدم يتدفق لوجهها بكثافة:"إيه معك"

"طيب استعجلي اللحين بأروح القاعة..."

"ليه...؟؟"

أأ...خطأ فادح

ابتسامة الآن تعلو وجهه.."إيه معك...عشان ملكة مجاهد وخالد"

وجنتاها تحمر بشدة:"إيه نسييت..بس فستاني بالمغسلة.."

ابتسامة أخرى:"وأنا وش قاعد أقول من الصباح..؟؟...أقول بروح أجيب فستانك وبالمرة أمر بمجاهد

والساعة عشرة ونص تكوني مخلصة"

في محاولة يائسة لتعدي الأمر"طيب مين بيوديني المشغل..؟؟"

الآن يضرب يده على جبهته.."رينااد ما كنتي معااية نهائيا ما كنتي معاية...أقولك آخذك اللحين و أوصلك

المشغل...وأروح أشوف مجاهد وفستانك....بعدين أجي آخذك من المشغل وأرجعك البيت تلبسين..وعالقاعة

...مفهووم مدام...؟؟"

بخجل بالغ وعيناها لا تفارق الأرض:"إيوه"
.
.
.
.
.
.
ابتسامة تعلو وجهه وهو يرى خجلها البالغ يقترب ببطء أمام فتنته الصغيرة تلك...ينحني إليها...ويطبع

قبلة على جبينها المحمر...ثم يغادر



*************************************



في القاعة وأعداد الحضور الكبيرة...جميع الألوان ترى هنا...وجميع تصفيفات الشعر...وأشكال الزينة...والروائح الزكية

تتمايل الآن بدلال على المنصة...وأمامها ابنتي خالتها يشاركنها الرقص...وبنات عمها على الطاولة أمامها...يصفقن

لها بتشجيع حماسي....الكل هنا يخبر بمقدار السعادة والأنس والفرح...فلتتناسى شعورها الموجع لسويعات هنا..قبل أن

تختلي به مجددا...تنتهي الأنشودة...وتنزل رغد وكذا تالا وإيمان....تأتي عبير مسرعة ترفع طرف فستانها الزهري بحماس

"رغووود...يالخاينة رقصتي بدوني"

"هههههه وينك لي ساعة أدور عنك"

"إيوه إيوه تعذري....أففف كنت عند جدة سعدة استلمتني طلبات...كاس موية....فنجال قهوة...صحن شكولاتة..

روحي شوفي أم محمد وأم خالد...وهاتك طلبات...وأنا ما غير أراكض بكعبي يمين وشمال"

"هههههه ربي بلاك...أكيد مسوية معصية أمس.."

"استغفر الله يا كثر معاصينا...-تضم يدها بحب-....ومع كذا ما أتخيل نفسي أستغني عنها فديتها.."

"عبيييير"

تتنهد الآن وهي ترخي يديها بإحباط:"هي ما تعرف من بنات بناتها غيري اش معنى ما تناديكم؟؟"

"عبييييييييييير وصمخ"

تقوم وهي تئن من قدمها وترفع صوتها ليبلغ جدتها"حاااضر جدة.....-تعاود محادثتهن- شكلي بأبطل أحبها"

بينما تنفلت رغد وبقية الفتيات بالضحك



*************************************



تلتهم أعينها أسطر الرسالة والدموع تغشى عينيها...قبل أن تنقطع الرؤيا وتنفجر باكية

بانتحاب...سبحانك يالله

ما أعظمك...سبق عدلك...سبق عدلك...والآية تتردد في أذنها مجلجلة.."وأما اليتيم فلا تقهر".....

وذكرى أصابتها غشاوة تعود الآن تتزاحم في عقلها


..........................



"آآآآآآآآآآه مروان حرام عليك...آآآآآآه باااس مروان اترك شعري"

الآن يشد شعرها بقسوة أشد:"يا....وين الفلوس اللي في الدرج؟؟"

ألم مدمر يكتسح رأسها وهي تنفجر باكية:"والله ما أدري...والله ما دخلت غرفتك...والله ما أخذتها"

بغضب:"مين أخذها أجل فهميني..يالـــ....يالــــ...."

تتردد الكلمات في أذنها وقد بدأت تأخذ رنينا معتادا لديها...:"ماااااا أدري...مااا أدري...والله طول

اليوم وأنا في غرفتي...اسأل أمي إذا مو مصدقني"

ينطلق صارخا وتقع الكلمات بصدمة على رأسها ما أسرع ما يحور الكلمات كما يشاء لتنال نصيبا

أكثر من الضرب

"يالـــ....يالـــ.... تتهمي أمي إنها سرقتها"

واندفعت الضربات تنهال عليها من عقاله...وهي تصرخ من دونما منقذ
.
.
.
.
.
.
"أوووه مروان إنت قصدك عالفلوس اللي في درج المكتب...ترى حمودي لعب فيها فرفعتها عندي"
.
.
.
ألا يبدو ذلك مبكرا قليلا يا أماه...؟؟



......................................


شتاء عمرها الرابع عشر

ألم بشع يفجر بطنها....وهي لأول مرة...تصبح أنثى مكتملة...تتلوى في سريرها...وقد أغلقت الباب على نفسها

والدمع ينهمر من عينيها..ألم لا يطاق...مالذي يجب عليها أن تفعل بنفسها...أنين متوجع أفلت من فمها...رباااه

عونك...يطرق الباب وتدخل..تلك المسماة مجازا أمها.."جود اشبك؟؟"

ما بي أماه..؟؟

..."بطنييي....يعورنييي"

"ليه وش ماكله؟؟"

"ما أكلت شي"

"يمكن من الجوع"

ما لها لا تفهم؟؟

"أمييي أنا كبرت"

تنفتح عيني أمها على وسعها وقد داهمتها كما ظنت إحساس الأم المشفق:"مبروووك..."

تقترب منها وهي تسألها عن مكان ألمها ثم تحضر لها حبوبا مسكنة للألم...لحظات من حنان

تداهمها...سرعان ما

تتبخر..."اسمعي جود بعد ربع ساعة بيبدأ مفعول المسكن....الدورية عندنا اليوم...تقومي تغسلي

الدرج"

ماء..ورخام...وشتاء...أليس هذا قاس قليلا يا أماه....

........................

"جود.....تعالي شوفي برنامج خطير والله"
.
.
.
"جووود"
.
.
.
"هيييييييي جوووووود ما تسمعيني..."

شهقة اندفعت منها وهي تضم صديقتها لصدرها:"جوود بسم الله عليك يا قلبي ليه تصيحين؟؟"
.
.
.
لست أدري ما أقول يا صديقة..؟؟
هل هي عدالة السماء نزلت...؟؟
أم أنه سخط إلهي لما فعل بمن لا يملك حولا ولا قوة....؟؟



***************************************



توقف أمام باب المنزل متأملا الحي والشارع والمنزل والباب شقوق الزمن التي امتدت إليه والقدم

الذي يعلوه أخذ نفسا طويلا قبل أن يدخل المفتاح الذي أعطاه إياه حفيده

قبل قليل وقوفه في مكان كهذا كان مثيرا للريبة بكل هذا البذخ الظاهر عليه....من تكون حفيدته هذه

لم يرها منذ أن كانت بالخامسة من عمرها...أتراها تحمل ذات رنة الحياة في صوتها والتماعة

المشاكسة في عينيها أما زال يعلو رأسها فتنة الحرير السوداء تلك....تنهد ببطئ ودفع قدميه إلى الداخل

مجتازا الباحة الأمامية الواسعة كما هو حال المنازل الشعبية فتح الباب الآخر وهو يدير عينه في الداخل

محاولا تجاهل منظر المنزل بأثاثه الرث وهيئته القديمة التي أوحت بالوضع المتقشف الذي يعيشه ساكنيه

تقدم بضع خطوات قبل أن يفرقع صوته في صمت المنزل:"نورة...نوراااة"

لم يأته جوابا تقدم للباب الأول عن يمينه كان خاليا سوى من سرير حديدي وعليه فراش ظهر القدم

عليه وخزانة صغيرة محشورة في الزاوية لفته دفتر ملقى على السرير تقدم ليلتقط الدفتر ويتصفحه كان

هناك الكثير من الأرقام والعمليات الحسابية وكلمات مختصرة(علاج الوالدة, إيجار البيت,فاتورة

الكهرباء..)

توقف عند صفحة بدى فيها الخط منسق بانتظام بقلم حبر أسود سائل


" مساك الله بالخير أبوية
إش مسوي عساك بجنات النعيم...؟؟
سامحني أبوية عالقطوعة....
بس تدري اختبارات نهائية ومرض أمي..وسلطان
ما قلت لك يا أبوية...
سلطان رجال أبوية....
اليوم سمعته يكلم بالجوال...
كان معصب ويخاصم...
تدري بنتك قد إيش ملقوفة....
جلست أتسمع...الله لا يآخذني أبوية ادعيلي عند ربي
المهم إنه كان يقول...إنه مو محتاج فلوس
ولا يبغى مساعدة من أحد....
فرحت من كلامه لكن يوم سمعت الباقي
حسيت ودي أركض وأضمه وأبكى على صدره لين أقول بس
كبير صدره أبوية كبيـــــــر....يوسع عالم بكبره
كان يصرخ ويقول
قل لأبو سعيد لا يعودها ماله مرة عندي
أختي لساتها صغيرة ومني راميها على رجال قد جدها
هذي بنت مالك ما انضامت في حياته ما تنضام بعد موته
أحبه أبوية أحبه مــــــــــــــــــــــــــــرة
ادعيله أبوية ربي ييسر أمره ويرزقه اللي يبغى وأهم شي ما يحرمني
لا أنا ولا أمي منه....
ايه صح أمي اليوم ورتني صورتكم يوم إنكم بمصر...
هههههه تحفة أبوية والله إنك رزة وكشخة...."

شعور مؤلم تصاعد لجوفه وهو يرى تلك الحياة التي غرق فيها أبناء ابنه مالك

أغلق الدفتر وأعاده حيث كان...كان يكفيه ما قرأه ليعلم أي حياة يعيشون خرج عائدا ليبحث عن

نورة ,نورة الفتاة الربيعية ذو الثمانية عشر عاما

خطواته التي اتسمت بالهدوء منذ بلغ من المكانة ما بلغ تتجه للغرفة الأخرى..ذات المظهر المتقشف

الذي بدأت عيناه تعتاد عليه...ابتسامة غزت وجهه وهو يرى تلك الفتاة التي بدت تشبه إلى حد كبير

صورة لطفلة تحمل دمية بين يديها وتختبئ خلف والدها تسترق النظر إليه....وهو لا ينظر إليها...بينما

هو ينظر...أليس الجد أبا...؟؟...كما أن الجدة أما...؟؟

احتفظ بها عقله...لكن بملامح أكثر نضوجا...اثنا عشر سنة كانت أكثر من كافية..لتغير شيئا من

تلك الصورة ...تجلس مستندة إلى الجدار..وتبدو نائمة..تقطيبة عينيها أوحت إليه بضيقها من نومها

بهذا الشكل...توقف الآن..ماذا يفترض به أن يفعل..؟؟...أيوقظها؟؟...أم يعدل من وضعية نومها؟؟

...اقترب منها محاولا إراحة ظهرها على فراشها...قبل أن تنتفض قاعدة وشهقة تنفلت من فمها

إحساس مر داهمه بأنه لم يكن يدخل على ابنتيه ليوقظهما يوما... أو يعرف ما يشعرون به...ما

يخجلون منه...وما يرونه عاديا..كل ذلك فكر به بينما الفتاة أمامه تضع يدها على صدرها وتطفر

دموعها من عينيها بهلع بين...لم يكن ليتنازل من علوه لطمأنتها استند واقفا رغم سنينه السبعين إلا أن

أيا من علامات الشيخوخة لم تغزوه وبدا أكثر قسوة وهيبة
.
.
.
.
.
.
الشيء الوحيد الذي شعرت به هو الفزع وهي تراه بهذا الحضور الكاسح يقف إلى جوارها....

مالذي جاء به..؟؟....ومالذي يريده...؟؟

"قومي البسي عبايتك تروحين لأمك وسلطان"

قفزت واقفة وهي تهرول للخارج بحثا عن عباءتها....رغم أنها متأكدة أنها لديه بالداخل...لكنها أرادت

أن تبتعد عن نطاق هيبته وحضوره....كرهت بشدة دخوله عليها وبهذا الشكل...تمنت...تمنت بقوة...

أن تطرده خارجا....ذهبت لتغسل وجهها وتتشاغل عله يغادر الحجرة فترتدي حجابها وتلحق به.....

مالذي جرى لأمها...بل كيف وصل جدها إلى هنا...؟؟.....لماذا أتى..؟؟...هل من الممكن أن يكون

سلطان هو من بعثه...؟؟....من ذاك الذي هاجمها..؟؟....ولماذا..؟؟...وكيف أدرك أنها وحيدة...؟؟؟

"مطولة...؟؟"

قفزت تنظر خلفها...كان يقف أمام باب الحجرة يرقبها لتنتهي...

"لا خلاص...ألبس عبايتي بس"

"عجلي أنا بالسيارة برا"

"حاضر"




***************************************



الكثير من الإجراءات والتدخلات خرج طارق بعدها من السجن براءة بعد أن قضى فيه يومين ونيفا

عبد الله:"الحمد الله عالسلامة"

طارق:"الله يسلمك...والله ما أعديها له الــــ......"

عبد الله:" زي ما قلت إنت ...... ما يستاهل تضيع وقتك عليه"

طارق:"أجل أنا....أنا طارق ساعد سيف الــــــــ...... أتحرش بأطفال إيه...؟؟ حيوووان على غفلة مالي

غير غرايزي وشهواتي...؟؟...وفي مين في أطفال....؟؟؟....والله ما أسكتله...والله لأطلعها من عيونه

تلقاها فيه ورامها علي...والله ما أسكت"

عبد الله:"إنت عارف شلته كيف...ابعد عنه وادع ربك يجعل كيده في نحره"

ألقى نظرة سريعة على عبد الله:"مهي العوايد"

عبد الله:"والله ماله داعي نصعد الوضع –وباستبلاه- بعدين أنا أكبر منك مفروض أكون أعقل"

طارق:"عدااال يالكبير"

عبد الله:"ههههههه....ياللا بمناسبة البراءة بأعشيك على حسابي....ترا الليلة ملكة خالد ومجاهد"

طارق:"أدري قلتلي أمس"

عبد الله بذات نبرة اللعب:"أنااااا...؟؟...لا مغلط يالأخو شكله جاك جني متلبس بشكلي"

طارق:"أهااا وأنا أقول ريحة فمك طالعة أمس ليه"

عبد الله وهو يلكمه على كتفه:"أحسن من ريحة فمك..."

طارق وهو يدعي البراءة:"ليه مو الجن كفار وروايحهم شينة"

عبد الله:"طوييييييرق اعتدل والا والله مافي عشا"

طارق:"هههههههههه لا خلاص سكتنا"



****************************************



في استراليا




مرام:"وعد وش سالفتك إنتي الثانية؟؟"

وعد وهي تمسح دموعها:"تخيلي تخيلي يا مرام يقول لي في وجهي كذا أنا أحب آن ويسوي نفسه مهو

عارف إني أحبه..؟؟"

الدم يرتفع بوجهها الآن وهي تصرخ:"وعد إلى متى بتستمري على حركاتك هذي ما تستحين على وجهك؟؟

هذا إنسان حقير حقيييير مو بس حقير إلا قذر ونذل أصلا كل الرجال كذا كلهم وإنتي لسى تلاحقيه

يعني وش تنتظري متى بتتركيه لا صرت حامل وما تدري وين تودي وجهك من أهلك قسم بالله تخلف

مصخرة قلة أدب"

تحجرت الدموع بعينيها وهي تنظر لمرام بصدمة اعتادت سخطها مما تفعل لكن صراخها ذاك كان فوق المعتاد

بينما عادت مرام تنظر لأوراقها وهي تشعر أنها زادت في نسبة حدتها...تستغفر الآن بقلق..وهي تفكر في الأقدار

التي ساقتها...لتحيط بها...لقيطة...وأخرى تتبع الرجال...شيء يصف ما تحاول نسيانه:"وعد والله راح تندمين على

هذي الأشياء اللي قاعدة تسويها كلها كم أسبوع وراح أرجع لدبي وبعدها ما راح أكون حولك ما راح تسمعين صراخي

وتحذيري بس أقولها لك من الآخر الشباب ماهمهم غير اشباع رغباتهم القذرة وإذا إنتي مستعدة لهذا الشيء اختصري

لهم الطريق وروحي وإياهم لأحد الشقق المفروشة..وعربدي على كيفك"

شهقت وعد بصدمة:"مرام"

تضغط على القلم في يدها بقوة لا تود جرحها ولا القسوة عليها لكن لابد من إيقاف سذاجتها قبل أن

تغرق سفينتها سحبت أوراقها وألقتها في حقيبتها وثبتت نقابها وقامت لتغادر كل ما قالته توا أعاد لها

ذكرى لثمانية عشرسنة مضت رفعت يدها مودعة لوعد

وخطواتها تقودها نحو المكان الذي تجد فيه متنفسها


البحر



*****************************************



قام مفزوعا من نومه وصدره يرتفع وينخفض بسرعة

المرة المليون الذي يتكرر فيه هذا الحلم

غطى وجهه بكفيه وهو يستغفر رفع نظره للأعلى يبتهل

"يالله....يالله....يالله....رحماك بي....رحماك"

جلس أسامة من نومه:"راكان وش فيك......؟؟"

نظر إليه راكان ومازال في داخله ألم ألم عميق وهز رأسه ببطئ وهو يتأمله بصدمة

ذات الوجه الذي يطارده في نومه يتحور الآن في ملامح أسامة....

أسامة....أترى الأحلام التي تطارده...تعبث بعقله؟؟

"راكان فيك شي يا أخوك؟؟"

هز رأسه نفيا وعاد لينام وهو يقرأ أذكاره وتفكير عميق يقوده نحو أسامة




*************************************




في غرفتها الواسعة والكبيرة والهاتفها النقال على أذنها:"حبيبي ما أقدر..."

"كيف ما تقدرين كلها نص ساعة بالكثير وفي سوق عام ما أحد درى عننا..."

"ما أدري..."

"كيف ما تدري حبيبتي خايفة مني شاكة فيني ما في ثقة أبد...؟؟"

"لا نواف حبيبي المسألة مو كذا بس..."

"بس إيش قلت لك بس نص ساعة ربع ساعة إذا بغيتي تكفين حبيبتي لا تقطعي قلبي أكثر من كذا لا

تحرميني من حبي الوحيد ولا ما يهمك تجرحيني وتموتيني وتعذبيني خلاص أموت أنا.."

شهقت بخوف:"لا بسم الله عليك بعيد الشر عنك...؟

"طيب كيف...؟؟"

"خلاص حبيبي أوكِ ربع ساعة بس مو أكثر..."

"عشر دقايق ولا يهمك...."

مرت عليها الساعات بسرعة أكبر وانتقلت وهي معه في السيارة

"نواف حبيبي البيت مرة بعيد..."

"إيش أسوي حبيبتي ما لقيت غيره..."

كانت ضربات قلبها تزيد وهي تودع العمران خلفها

"نواف خلاص وقف هنا أنا لازم أرجع تلقى ماما خايفة علي دحين...."

هي أكثر من يدرك بعدم معرفة أمها عنها والمصيبة الأدهى أنه هو الآخر يدرك ذلك

"إيه مرة والله ما درت عنك لو رحتي عنها ساعة ساعتين ولا سنة سنتين..."

فجأة تغيرت لهجته...أسلوبه... كلامه

"نواف وقف هنا خلاص وقف ترى والله أفتح الباب..."

"ههههه تفتحي الباب ياللا افتحيه يا فالحة إذا قدرتي..."

زادت سرعته بشكل ملحوظ

"نواف تكفى الله يوفقك رجعني تكفى نواف..."

"ليه حبيبتي ما تبين تشوفي بيتنا..؟؟"

"لا... خلاص أشوفه بعد الزواج.."

"لا إيش يضمني يعجبك..؟؟"

بضعف وصوت متهدج:"راح يعجبني دامه ذوقك بس تكفى رجعني..."

"هههه لا حبيبتي خلاص وصلنا خمس دقايق تشوفي البيت وبعدها نرجع.."

خوفها وهي تنزل معاه دخولها للشقة

تسارعت بعدها الأحداث في رأسها حتى نقطة الصفر

وهي مرمية على الأرض تنزف والشقة خالية إلا منها

كانت دموعها تتساقط بشدة وصوت شهقاتها ترتفع

"أنا اللي جنيته على نفسي أنا السبب حسبي الله عليك يا نواف الله ينتقم منك الله ينتقم منك الله

يجازيك ضعف العذاب اللي عشته الله ينتقم منك.."

رجعت ذاكرتها أخرى يوم أن علمت بالفضيحة التي تسكن أحشاءها واتصالها به

"لا يا حبيبتي جاية تتبلين علي بولد الناس روحي دوري عن أبوه اللي لعبتي معاه..."

كل كلمة طعنتها في الصميم جرحتها في كرامتها

بعدها سافرت.....سافرت لاستراليا بحجة إكمال دراستها

تسعة أشهر وبعدها عادت للمملكة وهي تحمل في يدها مولودتها

تريد التخلص منها لفترة ثم ترجعها كيتيمة تربيها عندها

ورمتها رمتها أمام أحد مراكز الأيتام بعد أن أوصت في ورقة تركتها معها بتسميتها رزان نواف

وبعدها عادت مع أهلها للإمارات

هي حقيرة مجرمة حين رمتها لكن هي عادت تبحث عنها

انهارت بكت صرخت لكنها لم تجدها

جاءت أسرة أخرى كفلتها ورحلت

بكل بساطة أخذوا بنتها أخذوها وتركوا الطائف

هكذا رحلت من بين يديها

جلست على الأرض بلا شعور وانفجرت تبكي وهي تتأمل الصورة الوحيدة لها التي أخذتها لها وهي أمام

الميتم

وتتمتم بضعف:"وينك وينك اللحين كيف عايشة ووين؟؟ وش اسمك تعرفين إن أمك تتعذب هنا

أمك أنا أنا..."

ضمت هاتفها النقال

"رزان حبيبتي رزونة كيفك اللحين؟؟"

ضجيج البحر وأمواجه اختفى أمام شهقاتها وتنهيداتها

ومن ورائها مسحت جود دموعها وضمتها من ظهرها

"مرام مرام حبيبتي ما يصير تبكين كذا إنتي أقوى أقوى من الدموع أقوى من صعوبات هالزمان"

ارتمت في حضنها وتشبثت بها بألم

"جود والله مشتاقة لها مشتاااااااااقة وينها اللحين كيف عايشة تدري إني أدورها من 18 سنة ؟؟"

ضمتها نجود أكثر وهي تفقد السيطرة على دموعها

تحمل صديقتها في قلبها جرحا عميقا...لم تستطع بيان أحداثه...لكنها تبكي...وهي من مسحت لها

دمعتها ذات يوم...




*******************************




صباح يوم جديد يرسل أشعته تخترق طبقات الظلام...تحمل الأمل...وبسمة ترتسم على ثغر أحدهم

ودمعة....تخالط لحظات فراق و وداع.................ولقاء

كان يوما حافلا هو الأمس...الآن تسحب رجليها سحبا وهي تشعر كأنما عملاق يشدهما

للأرض...كم هو متعب

هذا الكعب..ماذا لو أخذت آخر أقل ارتفاعا...هكذا هي نهاية كل مناسبة...نظل فيها نرقص

ونضحك ونركض

قبل أن يأتي الصباح....فنكون كتل هلامية تبحث عن النوم...والنوم فقط...

في درج المنزل صاعدة إلى جناح الفتيات...لم تشعر سوى بقدمها تعكف بشكل مؤلم...وتسقط درجتين

للخلف تباً...أهذا وقته....تنزع حذاءها من قدميها بسخط...وتكمل ما تبقى من الدرج متجاهلة الألم

الذي اكتسح قدمها..

تريد الآن فقط أن ترى السرير...في الغرفة المظلمة...والباردة جدا بفعل جهاز التكييف...ستجد وقتا

كافيا فيما بعد لتتألم...تسحب قميصا فضفاضا باردا...وتتجه لتبدل فستانها الثقيل هذا.

"ههههه أما رغد وضعها مأساوي"

تلتفت الآن بسخط لابنة خالتها التي تبدو في مزاج يسمح لها بالسخرية:"ندى كلي حلاوة"

وتسارع للتبديل والاسترخاء على سريرها والاستغراق في نوم عميـــــــق
.
.
.
.
.
جميلة هي اللحظات التي تنسينا همومنا...وإن كانت ترهقنا وتتعبنا جسديا




*****************************


ها هنا ينتهي الجزء السادس..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله..والحمد الله..ولا إله إلا إلا الله...والله أكبر...

اللهم انصر عبادك الموحدين...في سوريا والأحواز واليمن

وجميع بلاد المسلمين..وثبت أقدامهم..يا قوي يا عزيز

إنك على كل شيء قدير...

 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
قديم 10-05-12, 08:47 PM   المشاركة رقم: 15
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: May 2011
العضوية: 225058
المشاركات: 15
الجنس أنثى
معدل التقييم: همس الزوايا عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 42

االدولة
البلدSaudiArabia
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
همس الزوايا غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : همس الزوايا المنتدى : الارشيف
افتراضي

 




عذراً لتأخري في إنزال الجزء السابع لبعض الظروف...

ربما تضامناً مع هموسة وهذيان...^^

ها هو الجزء السابع..وسعيدة جداً بمن يتابعني بصمت..

والذي أرى اسمه ينير في آخر الصفحة عند كل جزء أضيفه..

لكن بالتأكيد..ما زلت أطمح للمزيد من التفاعل منكم يا أحبة..

دمتم بخير

هذا الجزء إهداء إلى صديقة الطفولة..والأخت التي لم تلدها أمي..

والرفيقة الصدوقة..والناصحة القريبة...

}...فتاة العلا...{ :smilies_041:





الجزء السابع

*****************************




يتثاءب ببطء ورائحة السجن النتنة تتسلل لأنفه...ألا يمكنهم توفير القليل من المنظفات هنا؟؟...ينظر لساعته مجددا

ألا يبدو أن جده تأخر في التصرف...؟؟...وكأنما سمعه جده يقول ذلك...فتحت الزنزانة وتقدم

الشرطي مناديا "مهند نايف الــــــ"

يقوم وهو يرفع أنفه مكسبا نظرته غرورا ألفه ويرافقه إلى الخارج..هناك يجد جده وذاك الضابط المبتدئ يقف بخنوع

إلى جوار النقيب...لن ينسى له تصرفه...سيهديه هدية الوداع...صافح النقيب بقوة وبعد تبادل التحيات المعتادة و

كلمات الشكر والاعتذار قال بصوت جهوري تعمد إكسابه شيئا من سخرية:"الله يبيض وجهك ما قصرت...بس يا

ليت تعلموا الضباط المبتدئين كيف يتعاملوا مع الناس تعامل أوادم مهو حيوانات وإنت بكرامة..."..

ابتسم النقيب

وهو يرى نظرات مهند المصوبة نحو الضابط إلى جواره:"أبشر..ما طلبت"

الآن يخرج وهو يوجه نظرة احتقار وتشفي متعمدة للضابط...توقف قليلا يعب من الهواء النقي شيئا يسيرا قبل أن

يلتفت لجده:"من زمان أبوية ما مرينا عالمزرعة شف لنا وقت نمرها"

تبسم جده بفخامة قاسية:"اش الطاري...؟؟"

ابتسم هو الآخر:"والله مع العفن اللي داخل حسيت إني أبي هوا نظييف أشمه"

"على طاري اللي داخل اش السالفة؟؟"

يحدث جده وخطواته السريعة القوية متجهة نحو السيارة:"ولا سالفة ناس حبينا نعلمهم مقامهم"

"ياا ولد"

توقف الآن أدرك أنه أثار غضبه التفت نحوه وقبل رأسه:"السموحة"

كما هي العادة اكتفى بالصمت مكملا خطاه نحو السيارة بينما يتوجه نحو الباب الخلفي للسيارة

لاشك بأن جده أحضر السائق وهو سيجلس في الخلف في اللحظة التي

فتح الباب ليقتحم المقعد الخلفي أتاه صوت جده محذرا وكتلة سوداء تجلس ملتصقة إلى الباب بذعر قبل

أن تفتحه وتغادر السيارة..نظر بدهشة قبل أن يغادر السيارة هو الآخر على وصول جده إليها

"حول قدام معنا بنت عمك..."

عبس الآن باستنكار:"بنت عمي؟؟"

"ايه بنت عمك مالك"

يرفع الآن حاجبا ببسمة ساخرة ويتجه لمقعد السائق...بينما تراقب عيناه تلك الكتلة السوداء التي

اتجهت للبوابة لتركب
.
.
.
.
.
"وجع...الله يا خذ إبليسك...بعد بعاااااد...رافع حاجب مسوي إنه إنه...روح بس مالت عليك وعلى أشكالك"

تركب السيارة والغضب يكاد يطفح منها...من يظن نفسه هذا المتغطرس الذي لا يسوى ريالا تخرجه من جيبها....

هناك ما هو أولى لتفكر به...أمها..ما تراها تفعل الآن؟؟..أتراها بخير..تزفر بتعب...رباااه كن إلى جوارها....

رائحة عطر رجالي اقتحمت السيارة لم تكن موجودة قبل دقيقة...سمعت صوته الرجولي يحادث جدها:"دفنوه؟؟"

"لا لسى بيكملوا الإجراءات بكرة ويدفنوه..ما بتمر أهله تعزي فيه"

"ياكلون......وياه ما بقي غير أعزي في الحثايل"

اشمئزت من اللفظة البذيئة التي انطلقت من فمه...لا يهمها بتاتا...هو ابن عم بالاسم فقط...لكن هذه الألفاظ

تؤذي مسمعها...سحقا لذلك....توقفت السيارة مدت بصرها لتصطدم بالقصر السكني العملاق والبذخ المحاط به...

نظرت للأمام تجاه جدها ما عساه يفعل هنا..؟؟

فتح الباب الجانبي وترجل منه ابن عمها محادثا جدها:"خلاص العصر بكون عندكم إن شاء الله"

"خذلك غفوة قبل العصر تصحصحك"

"بغير العفن اللي لابسه وأتروش وأنام...ياللا أبوية سلام"

أغلق الباب وغادر السيارة بينما تابع جدها طريقه للمشفى صامتا...هكذا أفضل...رباااه رجوتك ارحم أمي....



****************************




في المدينة


رهف:"أمي ترى زهقت ونفسي هنا"

أم رهف:"وش تبغين أسويلك؟؟"

رهف:"نبغى نطلع نسافر أي شي"

أم رهف:"عندك أبوك كلميه إذا وافق ما عندي مانع"

رهف:"لا يا أمي أبغاك تكلميه ما أحد يقنعه غيرك"

أم رهف:"إن شا الله يصير خير "

رهف:"مع إن شاء الله يصير خير انسي يا رهف تطلعين"

أم رهف وهي تضحك:"خلاص ابشري كم رهف عندي"

رهف وهي تنحني على رأس أمها وتقبله:"وحدة والله يعينك عليها"

تتجه الآن لغرفتها وتناديها أمها:"إيوه حاجتك ومشيتي.."

تلتفت بابتسامة:"لا والله بس أبغى أرسل لعمة جود رسالة"

تتنهد أمها الآن:"ما ردت عليك بشي يمكن ما عاد صار جوالها"

غمامة من حزن غشتها:"بأحاول لعل وعسى ما عندنا وسيلة اتصال غيرها"

"الله يصلح الأحوال كم كملت دحين؟؟"

"أربع سنين وثلاث أشهر"

"الله يسامحك يا أم مروان"

"الله لا يسامحها المجرمة ويطلع حق جود من عيونها هي وولدها"

تصرخ بها معاتبة:"رهف..جدتك وعمك...بعدين خلاص ربي أخذ بحقها منهم..ترى أبوك بيروح

العصر يزورهم لازم تمري عليهم مهما يكون من يوم صار لهم اللي صار ما عتبتي بيتهم"

"والله لولا إن قطيعة الرحم حرام..ما رفعت لهم تلفون ولا سألت"

تنهدت الأم واستمرت رهف في طريقها لحجرتها




************************************




صباح اليوم


في المستشفى


تأحذ الكلمات رنين مزعج في أذنه قبل أن تتوسع عيناه بصدمة

"إيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــش..."

ربت على كتفه:"يبني محدش يعترض على أضاء ربه هي دلوأتي بأشد الحاجة لأوتك"

تراجع ببطء ومرر يده على لحيته مرة واثنتين وثلاثة وهو يستغفر ربه بألم ثم تنهد:"أبغى أشوفها"

أشر له يلحقه:"بس زي ما ألتلك خليك أوي أدامها"

فتح الباب له وتراجع ليسمح له بالدخول

توقف أمام الغرفة وهو يراها والشحوب يغطيها بجسمها الصغير وهي متمددة على السرير

تنهد بحرقة وسحب رجله ودخل لها وتوقف عند رأسها وهي ترفع نظرها له بإعياء وترسم بسمة

متهالكة على وجهها وبضعف شديد:"...سلطــ...ـان...وين..نــ..ــورة؟؟"

انحنى ليقبل رأسها:"الحمد الله على سلامتك يا أمي..نورة بخير جدي بيجيبها دحين"

رأى التقطيبة التي علت وجهها ليربت على كتفها وهو يغالب احتقان الدمع في عينه بأسوأ أوضاعها

تفكر بأبنائها كم هو كبير قلبك أيتها الأم كم هو كبير:"لا تخافين يا أمي عمي راكان مهو حولها"

أدرك قلق أمه على ابنتها وهو الآن يحمل ذات القلق بداخله...تمنى أن يسارع جده

بطمأنته...كان يرأى في عينيها تساؤل مرتجي والدمع يوشك على السقوط:"سوا...فيها...شي"

هز رأسه وهو يمسح على رأسها:"لا أمي....مهند لحق عليه قبل يسوي شي...ربك ستر"

تنهدت بألم:"ذبحه...مات؟؟"

هز رأسه:"ما عليه أمي دحين ارتاحي ويصير خير بعدين...."

أغمضت عينيها بألم:"...أبــ..ــغـــ..ـى...نورة...أبــ..ـــغـــ..ـى...أشــ. .ـوفها...قبـ..ـل....أمو....ت"

ربت على كتفها:"الله يحفظك أمي...ليش هالكلام..؟؟...بتشوفينها...وبتشوفين عيالها إن شاء الله

وتربينهم كمان"

نظرت إليه بعينين دامعة:"ما أظن...يا أمك....ما أظن"

في تلك اللحظة انفتح الباب واندفعت نورة تلقي نفسها على أمها تقبلها ودموعها

تتساقط:"أمي...أمي"

رفعت يدها بوهن تربت على كتفها وتتساقط دموعها هي الأخرى وسلطان يربت على ظهر أخته التي

تنتحب بوجع:"...لا تخليني أمي...لا تخليني.....ما أقدر أعيش بدونك....ما أقدر..."

بحنان الأم العظيم تهدج صوتها:"أمي...نورة....خلي بالك.....من سلطان....راعيه...احفظيه...ما

أوصيك على نفسك أمي.....ما أوصيك...."

ارتفع نحيبها بوجع:"أمي...لا تقولين كذا...لا تقولين....انتي بتعيشين لبعدي...كفاية أبوية...وربي

كفاية"

لم تسفر ملامحه المتصلبة عن أي إحساس...وكأن مواجع هذه الأسرة لا تعنيه ولا تهمه...غادر المشفى

وقد كسى ملامحه جمود مهيب





***********************************************




في مطار جدة الدولي

يرفع راكان يده بالتذاكر لصاحبه:"أسامة ياللا أعلنوا الرحلة"

يتبعه وهما يتناقشان في خطة العمل التي سيقومون بها في أحد المراكز الدعوية في دبي

أقلعت الرحلة في طريقها إلى المدينة...أصر راكان على توديع والديه وإخوته قبلا...ما أن أقلعت الطائرة حتى

أخرج راكان مطويات صغيرة وبدأ بتوزيعها على الركاب...كان البعض يلقي إليه بنظرات احتقار ويصد بوجهه عنه

والبعض الآخر يتقبل ذلك بابتسامة...وآخرون يعتذرون بلطف عن أخذها....أخيرا عاد لمقعده وأخرج كتابا يقرأ فيه

"صراحة ما شاء الله عليك شجاع"

بابتسامة يلتفت إلى أسامة القابع إلى جواره:"ليش؟؟"

"ما أدري يا خي أحسني ما أقدر أدور كذا وأوزع خاصة في مكان زي الطيارة"

"العكس الطيارة أفضل مكان وزيها القطارات وحملات النقل الجماعي الطريق طويل وياخذ وقت والناس ما عندهم

شي حتى لو ما قرأوها في البداية في الأخير راح يحسون بالملل ويطلعون عليها وإذا حرصت على اختيار مطويات

أسلوبها شيق بينجذب القارئ لها ولعلها تصادف في قلبه موقعا والرسول صلى الله عليه وسلم

يقول:"لأن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حمر النعم"

"صادق والله...بس يحتاج شوية شجاعة"

"إنت لو تتذكر الأجر اللي بيجيبك بيطير أبو الخوف"

"ههههه يبغالي أجرب"

هبطت الطائرة في مطار المدينة

توقف راكان وإلى جواره أسامة وخلفهم وقف الحمال يحمل حقائبهم أشار راكان للسائق الاندونيسي

الجنسيةالذي سارع إليه مرحبا وحملهم إلى المنزل...كان السائق يتكلم باسهاب بلهجته المكسرة يروي له

ما حدث في غيبته

"بأدين هادا بابا في روه سمسم مهناد أسان أم سلطان في مستشفى مرض سرطان...هادا بابا مهند فيه

سوي جنجان

كبير سوي قتل رجال يدخل بيت سلطان هوا ما فيه بيت سوي سرطة سزن هوا اليوم ظهر سوي خروج

روه نوم"

التفت راكان مرعوبا للسائق:"مهند قتل رجال"

أكمل السائق مبتهجا بمعلوماته:"إيووا سوي قتل بس هادا رجال ما في كويس سوي دخول بيت أم

سلطان سلطان ما فيه"

"وسلطان وينه..؟؟"

"سلطان هادا مافي مألوم يقول هوا في شقل"

"وأبوي وينه..؟؟"

"بابا كبير بابا مهناد سلطان أم سلطان أخت سلطان كلو في مستشفى سمسم أم سلطان تآبااان

واجيييد"

استغفر راكان بضيق توقفت السيارة أمام المنزل دل راكان أسامة على غرفته وخرج متوجها إلى المستشفى

ليرى الأوضاع هناك



**************************************



في المنزل تتكتف بملل وتنظر لأختها المستلقية على الأريكة أمامها وتلعب بهاتفها النقال

صرخت بضجر:"طفففففشش"

التفتت لها خلود:"إش نسوي برايك..؟؟"

"لااازم نطلع شي نسويه"

"مثل؟؟"

"المشكلة كلهم في المستشفى...اممم وش رايك نرسل السواق يبجيب لنا من بابل ولا كودو ولا باسكن

ولا البيك ولا امممم النابلسي ولا البشير ولا سمك من الردادي ولا الركن الشامي ولا شاورما العربي"

"ههههههههه ما خليتي مكان يختي"

"طفششش أبغى أي شي أي شي نسويه"

"قولي لريانة تسوي أصابع جبن مشتهيتها صراحة"

تنظر إليها بسخط الآن:"لا يا شيخة ما كلفتي على عمرك"

"والله منجد..ونطلب ورق عنب من النابلسي وشكولاتة من باتشي ونخليها جلسة قهوة"

"امممم مو بطالة...وش فيه مسلسلات تعرض الساعة 5 العصر"

"ما أدري نقلب ونشوف"

"طيب أنا بأكلم السواق وانتي كلمي ريانة تسوي القهوة وأصابع الجبن...خليها تسوي كمان باستري

جبن...وبأشوف بنات أخوانك إذا يقدروا يجون"

"طيب"

سارعت العنود للاتصال بالسائق وإخباره بإحضار الطلبات التي اختاروا وللاتصال ببيت أخوانها بينما

علا صوت التلفاز بأغنية تنشر الخنا والفسق والفجور وأهلها في غفلة عن هذا
.
.
.
.
.
.
ما أغبانا حين نستبدل الفاني بالباقي ونحرم أنفسنا لذة الاستماع لغناء الجنة بالاستماع لمزامير الشيطان

ونعرض أذاننا لحمم الرصاص الذائب تسكب فيها...ونمتع أنفسنا بالنظر للمسلسلات الهابطة التي تفسد

عقولنا وأفئدتنا الغضة...لنكون فيما بعد لقمة سائغة...لأيدي الخبث والدناءة




***********************************************



تفتح عينيها الآن وهي تشعر بالضياع أين هي وفي أي وقت ومالذي كانت تعمله..؟؟

استرجعت ذاكراتها أحداث الأمس تمددت لتترك لمفاصلها حرية التمدد وهي تمنع بيدها ثوباء كبيرة من

التحرر تقع عينها على الساعة قبل أن تجلس ساخطة لم لم يوقظها أحد تكره أن تنام كل هذه المدة

بينما الآخرون مستيقظون

وعندما همت بمغادرة سريرها شعرت بألم يمنعها من تحريك ساقها ولدهشتها كانت متورمة بشكل مرعب

جعل الدموع

تنهمر من عينيها تباعا بدأت تنادي بأعلى صوتها على بنات خالتها وأمها وخالاتها لكن أحدا لم

يستجب لنداءاتها

سمحت لنفسها أن تتجاهل ألمها قليلا وتتسحب لتغير ثيابها وتغسل وجهها وكانت تلك مهمة بالغة

الصعوبة وبالغة

الألم استمرت دموعها بالنزول رغما عنها سارعت للاتصال بوالدتها باكية:"ماماااا رجلي متورمة تعالي

تكفيين يألم"

"بسم الله عليك رغد إش فيك..؟؟"

"ما أدري قمت من النوم رجولي تألمني ومتورمة....ماماااا تكفين تعالي بسرعة"

"بسم الله عليك جالسة أطلع الدرج"

اللحظات التي أعقبت ذلك والتي أخبرتها أنها مصابة بكسر في قدمها

عادت إلى المنزل تسندها يد والدها الذي بدا عليه القلق البالغ وفيصل الذي كان يحمل عكازها إلى

جوارها, محمد الصغير وابتسامة مشجعة يرسمها على وجهه حتى مها وفاطمة جاءتا للاطمئنان عليها,

تركي الصامت الصارم وقد ارتسمت على ملامحه علامات الضيق مما جرى لها....شعور بالسعادة

اكتنفها...كلهم هنا.....لأجلها

"الحمد الله عالسلامة رغوود"

ابتسمت لفيصل :"الله يسلمك"

تركي بهدوءه المعتاد:"ما تشوفين شر إن شاء الله انتبهي لنفسك مرة ثانية"

"الشر ما يجيك, إن شاء الله توأمي"

بسمة ترتسم على وجهه لها

فاطمة:"أقلقتينا عليك يالدبا"

تطرف بعينها مازحة:"أختبر غلاتي"

مها:"لا إذا على غلاتك محد جا"

تعبس الآن باصطناع:"لا يا شيخة ترى النونو اللي طول تحت رحمتي فلا تحارشي أحسن لك"

تمسح مها على بطنها:"بسم الله عليه وأنا أقول اشبه تأخر أثره خايف من خالته المتوحشة"

"لا والله يحمد ربه عنده خالة مثلي"

تنظر لرجلها:"ودحين كيف أمشي؟؟"

رفع محمد عكازها:"بهذا...تبغين أعلمك كيف....."

اتكأ على العكاز وقام بالقفز لكن قدمه زلت فسقط أرضا ارتفعت الشهقات من أنحاء الغرفة قبل أن

يرفع محمد رأسه ضاحكا:"وهذا الشي غلط تسوينه...فهمتي؟؟"

سرت في الغرفة موجة ضحك مبتهجة وبسمة عذبة لا تفارق شفتيها


"هؤلاء أهلي...أهلي...أهلك يا رغد كفي تفكيرا"




**********************************************





في طريق خالد إلى المنزل بعد أن قضى العديد من الساعات مع مجاهد يختارون قطع الأثاث لمنزليهما

سمع رنة الرسائل في هاتفه النقال

جرت عينه على أسطر الرسالة

"لست أدري إن كنت قادرة على أن أخبرك بما يختلج دواخلي من أشياء...كل ما أعلمه هو أن

إحساس عذب يكتنفني منذ دخلت حياتي...ليان"

ابتسم وشعر في داخله أشياء كثيرة تضطرب في عصر اليوم حاول تكرارا الاتصال بها ولم تكن تجيب

وبعدها قام بإرسال رسالة لطيفة عاتبة عليها سارعت بعدها بإرسال رسالة تعتذر بأنها كانت تضع

الهاتف في وضع الصامت

واستمرت بينهم المراسيل

"لست بحاجة لأن تخبريني فبداخلي أنا الآخر تراجم لما تشعرين به.....أحبك لينو...خالد"

وشعر بانتعاش قوي يسري في عروقه وبدأت مساجلة نثرية بينهم الاثنين وفي كل حرف كانت مساحة

الحب في قلبيهما تكبر وتكبر





**********************************



في منزل جود ومرام

كانت تلملم آخر دموعها ووجه جود المصدوم ينظر لها بألم:"إنت....إنت يا مرام....مني

مصدقة....مني مصدقة قولي إنك تكذبين.....قولي مستحيل أصدق مستحيييييييييل......"

هذا ما كانت تخشاه إنسانة في حالة جود تنقم كل النقم على أوضاع من هم مثلها لم قالت لها ذلك

لم..؟؟

وقفت جود بألم والدموع تحتقن بعيونها:"إنتي...إنتي...فاجرة....زانية.....إنتي نجسة يا مرام نجسة"

انتفضت مرام وهي تسمع كل هذا التجريح ينصب فوق رأسها صرخت ودموعها تسيل بغضب:"إنت

قلتي بتتفهمين إنتي قلتي إنك بتحكمي بحيادية....ما راعيتي إني كنت بلا أم وسط مغريات وأموال

مرمية عند رجولي....وفراغ عاطفي كبير فيني....ما راعيتي إني انغصبت مهو برضاي...."

جود ودموعها تسيل وأنفها المحمر رفعت حاجبا بسخرية:"لا والله...وأنا قدامك مثال حي..نفس

ظروفك....بس بشكل أقسى...-صرخت- وحافظت على نفسي حافظت على شرفي ما رحت للحرام

برجولي ما رحت.... مارحت....."

مرام:"إنتي غير إنتي عشتي تجربة خوفتك تكررينها...إنتي حسيتي بالشي قبل فحذرتي توقعي فيه انتي كنتي

في حياة صعبة خوف من عقاب أما أنا لا لا"

جود:"...مالك عذر...مالك عذر....تركتي وراك بنت تتعذب...ما تدرين وين هي عايشة ....وين

أكلها وشربها....وين عرضها وشرفها؟؟.......-ثم قالت بسخرية مؤلمة- يمكنها من يد ليد....-ثم

صرخت بجنون هستيري- وإنتي السبب إنتي...إنتي....الله لا يسامحك....الله ينتقم منك..."

وضعت يدها على أذنيها وصرخت من وسط دموعها:"بس...بااااااااااااااااس ما أبغى أسمع ما أبغى- ثم

تابعت وهي تبكي بضعف- يكفي....يكفي حرام عليك....حسي فيني...حسي فيني....18 سنة

أتعذب....-رمت نفسها عالأرض- الله حسيبه...الله ينتقم منه الله ينتقم منه.....أبغى أشوفها بس

أبغى أعرف وش هي أحوالها ما أبي أكثر من كذا ما أبي بس تخفف الألم اللي فيني بس والله بس"

جود:"تو اللي تبغين تشوفيها تو وإنتي اللي رميتيها بيدينك لا بارك الله فيك من أم "

غطت وجهها وانفجرت تبكي وتبكي وتبكي



يا عين هلي دمع الأوجاع هليه
لا تدخرين دموع الأحزان يا عين
جرحا بروحي كل ما بان أخفيه
أخاف لا من بان سم الثعابين
أخاف جرح الروح الأيام تبديه
ثمن يصير الجرح بالروح جرحين
أخاف من شخص كثير المشاريه
حدة كلامه مثل روس السكاكين
الذنب من غيري وأنا مكتوي فيه
واللي دروا ماهم بالأسباب دارين
جرحي عطيب ولا لقى مين يداويه
مرت عليه أيام وشهور وسنين
إن خف جرحي جدد الناس سواقيه
حطم حشاي وخر وسط الشياهين
ما أنساه لا والله منيب ناسيه
لا والذي نزل تبارك وياسين
لبيه يادمع المظاليم لبيه
سيلك تحدر والمخاليق ممسين
مهي غريبه صافي الدمع ترخيه
عادة ولكن دمعك اليوم كاويه
قال العذاب اللي مخفيه مابيه
ما يجمع الهمين غير المجانين
إن زاد همك دمع عينك يطفيه
ولا تفجر وسط صدرك براكين
ياللي حشاه بزود الأحزان مشقيه
ترى المدامع طب جرح المساكين
قل للمدامع هلي الدمع هليه
لا تدخرين دموع الأحزان يا عين



بينما كانت الأخرى تسرع لغرفتها مغلقة الباب خلفها ونشيجها يتعالى




***********************************



يقف مشدوها وهو يرى ذاك القادم...لا يكاد يصدق عينيه...بلحيته الطويلة وثوبه القصير...وغترته
التي بلا عقال..

والنور الذي يعلو وجهه...أحقا هذا راكان.؟؟

راكان..الشاب العابث...المستهتر...اللا مبالي...الشاب الذي أقلق أهله وجيرانه على أعراضهم...الآن بهذه الهيئة

يمد يده وبوقار يلقي عليه تحية الإسلام كاملة...يصافحه ليرى القوة والدفء في كفه يبتسم له.."عالبركة

والله ما دريت"

يبادله ابتسامة:"الله يثبتنا عالحق...بشرنا عن الوالدة"

تعود أمارات القلق والضيق على وجهه:"دعواتكم....-يتهدج صوته-الله يختم لها بالشهادة"

يمد يده ليربت على كتفه ملقيا كلمات مواسية على مسامعه...
.
.
.
.
رغم كل الظروف كان متفاجئا مما يرى حقا "إنك لا تهدي من أحببت ولكن الله يهدي من يشاء وهو

أعلم بالمهتدين"





********************************


ها هنا ينتهي الجزء السابع..ولي عودة بإذن الله

سبحان الله والحمد الله ولا إله إلا الله والله أكبر

اللهم انصر عبادك الموحدين في جميع بلدان العالم

وقيض لهم من يخافك فيهم...إنك على كل شيء قدير...

 
 

 

عرض البوم صور همس الزوايا  
 

مواقع النشر (المفضلة)

الكلمات الدلالية (Tags)
للكاتبة همس الزوايا, ليلاس, أشرق أمل, منتدى قصص من وحي قلم الأعضاء, الزوايا, روايات خليجيه, روايات و قصص, روايه سعوديه, روايه وفي واحة قلوبهم أشرق أمل, في واحه, همس, قلوبهم
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


LinkBacks (?)
LinkBack to this Thread: https://www.liilas.com/vb3/t175018.html
أرسلت بواسطة For Type التاريخ
Untitled document This thread Refback 20-10-14 09:05 PM


الساعة الآن 09:47 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية