لمشاكل التسجيل ودخول المنتدى يرجى مراسلتنا على الايميل liilasvb3@gmail.com






العودة   منتديات ليلاس > قسم الارشيف والمواضيع القديمة > الارشيف
التسجيل

بحث بشبكة ليلاس الثقافية

الارشيف يحتوي على مواضيع قديمة او مواضيع مكررة او محتوى روابط غير عاملة لقدمها


 
نسخ الرابط
نسخ للمنتديات
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
قديم 13-09-06, 10:44 AM   المشاركة رقم: 6
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7302
المشاركات: 16
الجنس
معدل التقييم: usfoorah عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
usfoorah غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : usfoorah المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

أعذروني لاني لن اكمل باقي فصول القصة
واذا اردتموها ستجدونها في منتدى آسية وهو نسائي وقد اهتمن بروايتي كثيرا
عصفورة

 
 

 

عرض البوم صور usfoorah  
قديم 13-09-06, 11:15 PM   المشاركة رقم: 7
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عازف ليلاس


البيانات
التسجيل: Sep 2005
العضوية: 615
المشاركات: 4,246
الجنس ذكر
معدل التقييم: al3asheq_2001 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
al3asheq_2001 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : usfoorah المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

عصفره الروايه كثير حلوه وبتجنن
ولا اشك انك قويه في اللفه العربيه واحساسك كثير عالي
و ارجو التتمه







عماد

 
 

 

عرض البوم صور al3asheq_2001  
قديم 16-09-06, 11:32 AM   المشاركة رقم: 8
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7302
المشاركات: 16
الجنس
معدل التقييم: usfoorah عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
usfoorah غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : usfoorah المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

اخي عماد، شكرا على كلماتك المشجعة والصادقة
ينبغي على المرء ان لا يطلق حكمه من البداية حتى يكمل الرواية او شيئا منها كثير
اعجبني منتداي القديم اسية لانهن وضعن روايتي مثبتة وفي اول المشاركات والردود المتشوقة كثيرة
هن بصراحة يدون معرفة نهاية قصة شهد وجواد ونهاية حبهما، ونهاية نرجس مع نادر المتلاعب ببنات الناس!
سأعيد النظر في تكملة الرواية او لا عشان خاطرك

وبأنزل اسمي الحقيقي علشان ماتنسرق وحاكتب ببرنامج حقوق الطبع
(أروى بنت فيصل ضحوه)

 
 

 

عرض البوم صور usfoorah  
قديم 16-09-06, 03:14 PM   المشاركة رقم: 9
المعلومات
الكاتب:
اللقب:

البيانات
التسجيل: Jun 2006
العضوية: 7302
المشاركات: 16
الجنس
معدل التقييم: usfoorah عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 10

االدولة
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
usfoorah غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : usfoorah المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

لاجل عماد ورياحين حأكمل الرواية، ثم ابأ بالبرنامج الذي يحفظ لي روايتي

وبعد صلاة الفجر..هبطت شهد درجات السلم إلى الحديقة حيث ضوء النهار قد أشرق، وملأت رئتيها من الهواء الطلق وتثاءبت في كسل فلقد كانت مستيقظة من قبل أذان الفجر كعادتها وصديقتها مروج!!
وأخذت تتجول بهدوء بين الورد والأشجار وهي تتصل بهاتفها المحمول على مروج وتحاول طرد النعاس عنها..
ولمّا أجابت عليها قالت: (السلام عليكِ ورحمة الله وبركاته يا حبوبتي)
_ (أوه..شهودتي، وعليكِ السلام ورحمة الله)
_ (أرجو أن لا تكوني قد عدتِ إلى فراشكِ يا صديقتي الكسولة!)
_ (ليس بعد أيتها النشيطة المزعجة، فلقد كنتُ أعلم باتصالك كالعادة !) قالتها وهي تتمطى في كسل..
فضحكت شهد في عذوبة وقالت: (هيا إذن إلى التمارين الرياضية!)
_ (آه..ليس من مفر من ذلك في كل يوم، ولستُ أدري مالذي سنجنيه من كل ذلك؟!)
_ (حبوبتي..لقد حدثتكِ عن ذلك كثيراً، فمثلاً بغض النظر عن فائدتها في الحفاظ على الرشاقة دون اللجوء إلى الحمية؛ هي تقي الجسم من الأمراض الناجمة عن برودة الدم والأطراف وقلة الحركة،فهي تساعد على تحريك الدم في كافة الجسم وطرد الكسل والفتور، وتخفف من بعض الآلام وتساعد أيضاً من زيادة الليونة والنشاط اليومي وتصفية الذهن..كذلك ألا تعرفين "البرانا"؟انها نوعٌ من أنواع الرياضة وهي تقنية رائعة في التأمل بين الفكر والجسد لأنها تعطي طاقة حيوية تعطي الأكسجين ليومٍ كامل....)
_ (وما هي هذه البرانا أيتها الفيلسوفة ؟) قالتها مقاطعة في محاولة للاهتمام بحديث شهد!
_ (حسناً..إنها تمارين خاصة للتنفس التأملي وتأتي ضمن مجموعة تمارين تعنى بصحة الجسد والنفس، فهي تخلص الجسم من عوارض الضغط والتوتر التي يسببها العالم الخارجي..وسنأتي عليها فيما بعد بإذن الله..)
_ (يبدو أنني أحتاج إليها للتخلص من التوتر الذي يسببه لي جواد!....لكن أخبريني من أين حصلتِ على كلِ هذا؟)
فأجابت شهد وهي تبتسم مما قالته مروج قبل تسأل سؤالها، فهي تعلم مدى الشجار الذي يحصل معها و أخيها" جـــواد"!! : (لقد حصلتُ عليها من مجلة الفتيات حياة ،وهل تعلمين يا صديقتي المشاغبة والكسولة أن الجينات هي المسؤولة عن شخصيتك الرياضية؟ فلكل منا ميول رياضي فطري إذ يحافظ البعض عن لياقته من خلال زيادة الحركة الاعتيادية اليومية، والبعض الآخر من خلال ممارسة الرياضة السويدية وقد يكون الركض والمشي أو ركوب الدراجات سبباً في الحفاظ على المرونة المطلوبة و...)فقاطعتها مروج تقول في شيء من الدعابة لتمضية الوقت: (يبدو أنني سأضعها في فقرة هل تعلم للصغيرات في التحفيظ!...لكنني حقاً يا أديبة أود معرفة مالذي ترتدي الآن لعمل التمارين؟ أراهن على أنكِ ترتدي ثوب النوم وبالداخل بنطالاً كتلك التي ترتديه جدتي!)
فاحمّر وجه شهد وانفجرت صارخة عليها:
(مرررروج ...أنتِ تحاولين تضييع الوقت..هيا إلى تمرين اليوم!)
فضحكت مروج لأنها استطاعت إثارة انفعال شهد الرقيقة! وقالت:
(حسناً لا تغضبي يا حبيبتي فأنا في الواقع أرتدي مثلك إذ لا مجال لنا في ارتداء البنطال الرياضي أو ما يُسمى(بالترنغ) حيث أننا بلا أزواج و الذين لهم فقط يحل لنا لبسه!)
فابتسمت شهد بالرغم منها وقالت:
( أيتها المشاغبة! هيا.. إن تمرين اليوم هو لزيادة الليونة والنشاط اليومي كما في يوم أمس تقريباً)
فقالت مروج بصوتٍ منخفض وكأنها تحدث نفسها: (ليت يديها لم تقعان على هذه الفلسفة العلمية كما تحبُ ذلك؛ إذن لكنتُ نائمة الآن!)
_ (ماذا تقولين؟)
_(هاه!..أقول ماذا جرى في أمر الخطبة الجديدة؟)
عندها بلغ ضيق شهد مبلغه وقالت: (فيما بعد يا مروج...لقد خسرتني 7 دقائق) ثم أغلقت الهاتف وصوت ضحك مروج يرن في أذنيها، وابتسمت..!
وكانت قد حضرت لؤلؤة زوجة أخيها كعادتها لتتمشى تسهيلاً للولادة وهي تمسك صينيةً بيدها بها بعض الفطائر والمشروبات وقالت:
(لا بد أنها مروج تشا************************ِ كعادتها..)
فضحكت شهد وقالت وهي تفرد سجادةً على الأرض وتجلس عليها:
(لا مفرّ من دعاباتها وخفة دمها!)
ثم جعلت تحرك يديها كالمروحة فرفعت لؤلؤة احد حاجبيها وهي تجلس على أقرب كرسي وتسأل: (ماهذا يا شهد؟!)
فقالت شهد دون أن تلتفت إليها: (إنها عملية تسخين العضلات..!)
فضحكت لؤلؤة قائلة: (لطيفٌ شكلكِ يا شهد ليتني أستطيع تصويرك، فصاحبة الرقة والنعومة تقوم بأفعال مدهشة!)
فقالت شهد وهي تبتسم وتتمدد على السجاد وتثني ركبتيها وتباعد بينهما أيضاً واضعةً يديها تحت رأسها: (بل أنا التي تتمنى تصويرك بكرشكِ الجميل قبل أن تفاجئينا بولادتك!)
فتحسست لؤلؤة بطنها المتكور وقامت واقفة وهي تقطب بحاجبيها في إعياءٍ يشوبه القلق والاهتمام وقالت وهي تزفر زفرةً ملتهبة:
(قد لا يطول ذلك يا حبيبتي شهد فأنا أحس بآلامٍ تقض مضجعي منذ البارحة..)
فقالت شهد مبتسمة وهي تتابع تمرينها: ( ماذا؟ هل أبارك قرب ولادتك وانحلالِ الأزمة التي جعلت الشيب يغزو رؤوسنا؟؟)
فابتسمت لؤلؤة وهي تتجول في أرجاء الحديقة..
***************************************
وفي الظهيرة....
جلس أفراد أسرة شهد على طاولة الطعام يتناولون طعام الغداء، شهد بجانب والدها ووالدتها ومعاذ بجانبه زوجته لؤلؤة..
أخذوا يتبادلون أطراف الحديث وهم يأكلون..حتى ساد الصمت لدقائق معدودة قطعه والد شهد موجهاً حديثه إليها:
(حبيبتي شهد..ألن تعطينا رأيكِ في محمد؟! إن أهله لا زالوا يتصلون علينا ونحن لم نقرر بعد!)
فنظرت إليه نظرة خاطفة وقد امتنعت عن الطعام ثم خفضت برأسها ولم تتفوه بكلمة واحدة، عندها تابع والدها الحديث: (لا تخجلي يا بُنيتي! فسنتفهم ما سيكون من قرارٍ قد إتخذتيه، فنحن لا نريد لكِ سوى السعادة ولا نختار لكِ سوى الرجل الصالح ومحمد قد ارتحنا له فهو متدين وبه الخير بإذن الله)
لكنها لم تُجب أيضاً واحتفظت بصمتها وعلامات الجمود ترتسم على ملامحها وتوحي إلى الناظر إليها بأن لا شيء يستطيع استنباطه منها!!
وفي قرارة نفسها بدأت ملامح شخص مألوف تغزو مخيلتها وتجعل من قلبها يخفق في شدة فلا تدري كيف الشيطان وسوس لها بأنها ستكون خائنة لقلبها ولاتفاقهما منذ الصغر!
وفي نفس الوقت لم تتوقع أبداً أن يفاتحها والدها بالموضوع في هذا الوقت فلقد كانت مفاجأةً لها!
ومرّت عدة ثواني بدت لها ثقيلة، وأمسك والدها بيدها فوجدها باردة ترتعش، فأحس بها ورفع رأسها بيديه يستحثها على الحديث، فنظرت إليه صامته فقال:
( ربما لأنه أرمل وأسمر البشرة كثيرا لم تميلي إليه؟...أليس كذلك؟)
عندها سحبت يديها وهبت واقفة ولا زالت تحتفظ بعلامات الجمود وقالت:
(لستُ أدري..لستُ أدري!) وأعادت الكرسي إلى مكانه وقد كان جسدها يرتعش بطريقة واضحة! ثم توجهت إلى درجات السلم تقفزها في سرعة إلى حيث حجرتها مأواها الدفين..
وبقيت الأسرة ساكنة تنظر إلى درجات السلم التي قطعتها شهد قبل قليل في سرعة ..ثم قالت أمها تعاتب زوجها:
(ماكان عليك يا أبا معاذ أن تحدثها بهذه الطريقة ونحن نتناول الغداء، أنظر مالذي فعلته بها..)
_ (مامن أحدٍ غريب هنا كلنا أسرة واحدة، ثم أنه شاب متدين وأمه تدرس في الدار التي تحفظ شهد فيها القرآن أليس كذلك؟)فهزت أم معاذ رأسها بالإيجاب فتابع:
( غريب لست أعلم ما أمر هذه الفتاة، لقد تخرجت وانتهى ما كانت ترفض أحياناً من أجل إتمامه) وهز رأسه في أسى..
أما والدتها فقد كانت تفكر بقلب الأم الذي يشعر بما في نفس ابنتها، تفكر بأن شهد تحب جواد وهذا قد يكون هو سبب رفضها..
وقال معاذ فجأة وهو يرتشف العصير: (إنها غير موافقة)!
فنظرا إليه في حيرة وسألته أمه:
(أهي أخبرتك؟) فأجاب: (كلا..فكل ما تريدون معرفته كان واضحاً عليها، فلو كانت موافقة لا ابتسمت في خجل وحياء كما تفعل الفتيات،لكن ملامح وجهها بدا بأنها لا تريده، لكنها تخشى من مواجهتكما بالأمر حتى لا تغضبا منها أو تنتقدانها كما فعلتما في خطبة جواد لها..)
فقالت أمه: (نحن نحترم رأيها والأمر أمرها فنحن لا نغصب الفتيات على مالا يردنه كما يفعل بعض الأهالي الجُهال، لكننا لا ندري لمَ ترفض كل عريس يتقدم لها وتخرج لنا عيوباً نحن لا نلتفت لها؟ أخشى أنها ترفض الزواج من الأصل!!)
_ (أمــي!..لا تظني ذلك بشهد إنها مقرّبة مني وأنا أعرفها جيداَ، أرجو أن تصدقي بأنها ليست بمستهترة أو متلاعبة، إنها رزين تضع الأمور في نصابها وتستخير الله، إني أظن أنها لم تمل هذه المرة إلى الخاطب محمد لتلك الأسباب التي ذكرها والدي، لذلك لي لكما اقتراح نافع،فما رأيكما لو ترشدهم إلى مروج فإني أرى أنها تناسبه فهو أرمل وهي مطلقة وصغيرة، فلستُ أدري لمَ غالبية الرجال لا يلتفتوا إلى عيوبهم ويطالبون بالفتاة البكر وهم أصلاً قد يكونون كباراً عنهن كثيرا وقد ارتبطوا مسبقاً بزوجة عن ولديهم أطفالاً!، وفي الجانب الآخر هنالك الكثيرات ممن ظُلمن و يقعن تحت لقبٍ بغيض إليهن وهو مطلقة بالرغم بأن منهن من تكون صغيرة ومطلقة، أو متوسطة الجمال وهي في الاصل فتاة متدينة ومحافظة! إنهن ينتظرن من يطلب أيديهن وينتشلهن من مستنقع القلق الذي يعصف بحياتهن..)
فوافقه والده قائلاً وهو يبتسم: (رائع يا معاذ أنت أهلاً لأن تكون مصلحاً اجتماعياً!) وابتسم معاذ من قول والده وأرادت والدته أن تقول شيئاً إلا أن لؤلؤة فاجأتهم بصرخة ملتاعة وقوية كادت أن تسقط معها لولا إمساك معاذ لها وسؤالها في التياع: (لؤلؤة!...ماذا بكِ؟)
فقالت وهي تمسك ببطنها وتتلوى من شدة الألم: ( أشعر بأنني سأموت يا معاذ........سأمووووت)
قالت كلمتها الأخيرة بصوتٍ عالٍ ونادت أم معاذ مسرعة على الخادمة لتحضر عباءتيهما وحقيبة ثياب لؤلؤة والمُعدة لساعة الولادة...
وانتفض الجميع مسرعين إلى المستشفى لاستقبال مولودٍ قد طال شوقهم إليه..
وشهد في حجرتها لا تدري شيئاً عما حصل فلقد كانت سارحة الخيال متمددة فوق سريرها.. لقد كانت حزينة وخائفة من ردة فعل والديها إذا صارحتهما بأنها غير موافقة، وتساقطت دموعها لؤلؤية، فوضعت وجهها بين كفيها وكأنها تشعر بصداعٍ في رأسها، وغطى شعرها معالم وجهها وراحت تفكر في الكلمات التي ستقولها لوالديها، وفي الشخص الذي قد رفضته مؤخراً فطعنت قلبها من أجل ذاك، وفي قرارة نفسها تمنت أن لا يكون غاضباً منها، وبغضبه يمتنع كبرياءه عن معاودة الخطبة حتى لو عاد إلى رشده!
ثم رفعت شعرها عن وجهها وتنهدت، وتذكرت أخوها معاذ المتفهم، فقد تكون فكرة إعلامه برأيها في الخاطب محمد فكرة حسنة فيعلم والديها به!
وابتسمت إلى ما اهتدت إليه أفكارها، وكان أذان العصر يلامس أذنيها فخرجت من غرفتها متجهة نحو دورة المياه لكن لفت انتباهها أن البيت خالياً فأطلت من درجات السلم لتنظر الخبر فليس من عادتهم أن يناموا في هذا الوقت بل يبقون يشربون الشاي حتى موعد صلاة العصر ، ولمّا لم تجد أحداً اتجهت نحو حجرة والديها فوجدتها خالية فسألت الخادمة التي أخبرتها بالأمر، فسعدت أيما سعادة لهذا الخبر السعيد وتناست أحزانها في غمرته وهبطت إلى الردهة لتتصل على أخيها وأدارت القرص ولمّا أجابها انفجرت تسأله عن لؤلؤة بلهفة ولمَ لمْ يأخذونها معهم، فأجابها بأنهم قد أدخلوها إلى كشك الولادة وهم بحجرة الانتظار وحالما تلد سيخبرها..
وأغلقت الخط وقلبها يخفق خوفاً على زوجة أخيها لؤلؤة، وصعدت إلى حجرتها وأدت صلاة العصر ولم تنسها من الدعاء، ثم اتصلت على مروج لإعلامها بأنها لن تحضر إلى الدار لهذا السبب..
وفوجئت بجواد يجيب على الهاتف فقد أنساها توترها أن تتصل عليها عبر هاتفها المحمول ،فقد يكون موجوداً بالبيت فيجيب على الهاتف!
وسكتت برهة ثم استجمعت شجاعتها وألقت السلام ثم طلبت مروج وخلال الثواني التي سبقت إجابة مروج كان قلبها يخاطبها "لقد كنتِ تفكرين به قبل فترة قصيرة!" وأخبرتها شهد الخبر وأن لا أحد معها بالبيت لكي تحضر وهي قلقة بشأن لؤلؤة، ووعدتها مروج بأنها ستسد مكانها وستعتذر للمشرفة بالنيابة عنها..
وبعدما أغلقت الهاتف أخذت تذرع الغرفة ذهاباً وإيابا، ثم بعد دقائق دخلت المطبخ؛ فلقد أحست بالجوع فهي لم تتناوله جيدا..
وبعد فترة ليست بالقصيرة رنّ جرس الهاتف فهرولت إليه مسرعة ورفعته بلهفة وقالت:
(معاذ...هل ولدت لؤلؤة؟)..فأجاب المتصل بهدوء:
(عذراً ياشهد لا علم لي بزوجة أخيكِ)!
فوجمت لصوت الرجل الذي حسبت أنه أخوها معاذ لما أسرعت في الإجابة، وخيل إليها أن صوته مألوفاً وأنها قد سمعته قبل نصف ساعة تقريباً، هل من المعقول أنه......
_ (السلام عليكِ ياشهد) وتأكدت من هويته ولم تجب فقد أخذت تفكر في السبب الذي دعاه إلى الاتصال في مثل هذا الوقت وهو من المؤكد على علم بأنها وحيدة بالبيت!
فعاد جواد يقول: (ألا تردين السلام يا شهد رد السلام واجب..)
فأجابت بعد تردد بصوتٍ منخفض : (وعليك السلام ورحمة الله و...بركــاته!)
ثم مرت عدة لحظات كانا فيها صامتين فقالت شهد تسأله بصوتٍ حذر ومنخفض:
(عذراً يا جواد..مالذي دعاك إلى الاتصال وأنت تعلم بأن معاذ بالمستشفى ولديك رقم هاتفه المحمول إن كنت تريده؟!)
فأجاب بنفس الهدوء والثقة: (إنني أود التحدث إليكِ فأرجو أن لا تصدينني!)
وذُهلت شهد بما قاله ولم تتفوه بأي كلمة ثم قالت بعد فترة: (إن كان لديك...حديث فأوصله مع مروج لتوصله بدورها إلى...أمي..!)ثم أغلقت الهاتف ولم تنتظر منه الإجابة وبدأت نبضات قلبها تعلو والتوتر أخذ في مزاحمتها سارياً في جسدها كمسرى النار في الهشيم، و تعرّقت بشدة من هذا الموقف الذي صنفته من باب البجاحة وعدم الحياء ومما لا تحسد عليه البتة!
ثم نظرت إلى الساعة ولا زالت تزوي مابين حاجبيها في توتر،،
وعلى الجانب الآخر كان جواد يحافظ على رباط جأشه فلقد توقع هذا الصدود من شهد، ثم أعاد الكرة وسمعت شهد الرنين وترددت في الرفع ولقد كانت خلال هذه الساعات قد نسيت أمر هاتفها المحمول فتركته مقفلاً في حجرتها..
ثم صمت الرنين..وبعد دقائق عاود صوته يشق جو الردهة فأمسكت بالسماعة فلقد عزمت على الرد فقد يكون معاذ هو المتصل!
ورفعتها في صمت دون أن تبدأ بالكلام فقال جواد بهدوء : (مهلاً عليّ يا شهد فإن محادثتي لكِ لضرورة فأمهليني عدة لحظات ولا تصدينني بهذه الطريقة فلست أريد من الآخرين تدخلهم، ثم إنني على علم بأنه لا يحل لنا الحديث لكن صوت المرأة ليس بعورة فأنتِ تعرفين بأن الصحابيات وأمهات المؤمنين كُن يحدثهن الصحابة من وراء حجاب،وحديثي معك أبتغي منه التسوية ومعرفة مافي خلدك..)
وظلت شهد صامتة تستمع لحديثه ولا تدري كيف جذبها لسماع ما يقول بالرغم من أنها تشعر بتأنيب الضمير إزاء هذا الأمر!
وقالت في توتر: (لا أعتقد أنه ستحصل تسوية ما في هذه الفترة..) ثم ازدرت ريقها الذي قد جف وتابعت : (إلا..أن يشاء الله..)
فقال لها بتأثر وأسى وبصوتٍ قد مُزج بصدق العاطفة: (لِمَ أيتها الدرة الغالية؟)
عندها دُهشت وألجمتها كلماته، ثم قالت بعد ثواني بانفعال وغضب ظاهرين:
(لا تحدثني بهذه الطريقة وإلا أغلقت الهاتف دون أن أستمع إلى بقية حديثك يا جواد!)
فأجاب بانفعال مماثل: (شهد، لقد سمعت مروج تسألك عن الخاطب محمد..)ثم صمت قليلاً ثم تابع وقد خفُت حدة غضبه وامتزج صوته بالحزن:
(شهد أرجوكٍ لا توافقي عليه..فلا..يمكنني تخيل أن تكوني لغيري أبداً وربما سأكون كما تريدين و...) وكانت المشاعر قد فاضت بشهد وعلا نبض قلبها وتجمعت دموعها رغماً عنها في عينيها، فأعادت سماعة الهاتف إلى موضعها في تراخٍ دون أن تسمع بقية ما قاله، فكلماته الأخيرة قد صارت لها حبيسة، ولا عجب من قلوب القوارير!!
ثم استفاقت كمن لُدغ وهرعت إلى حجرتها ودفنت وجهها في وسادتها " الصبورة" فهي تستقبل دموعها في حنان أمومي دون أن تضجر!
الآن لقد علمت كيف تنساق الفتيات خلف الكلام المعسول من المعاكسين عبر الهاتف..
فكيف سمحت لنفسها بالاسترسال مع جواد كل هذه المدة!!
وبكت كأن لم تبكي من قبل.. لقد كانت وسط صراع بين عقلها وتدينها من جهة وقلبها المحب والطفولة القديمة من جهة أخرى..
وأحست لأول مرة بعد رفضها له كم يحوي قلبه من نقاء وإخلاص في حبه لها.. وفي ذلك رقّ قلبها لأجله كثيرا ولأجل البراءة التي كانت تجمعهما منذ كانا صغيرين..
ثم بعد طول المعاناة والتفكير تنبهت إلى أنها قد رفضته عن اقتناع وانتهى الأمر، لكن إذا عاد إلى الله فحتماً أن فصول قصتيهما ستتغير!
ومسحت دموعها واطمأنت إلى ما وصلت إليه من حل قد يرضي طرفيها المتنازعين (عقلها وقلبها!) بالرغم من الخطأ الذي ارتكبته _دون أن تشعر_في نفسها وهو أنها قد منّت نفسها بأماني وأحلام قد لا تتحقق أبداً.. وهي: عودته..عودة جواد...!****************
الفصل الخامس
_ (نرجستي..يجب أن نتقابل فلقد اشتقتُ لرؤية وجهك الذي لا أعرف تقاطيعه حتى الآن!)
لم تتفاجأ نرجس من طلب صديقها عبر الهاتف والذي كانت تحادثه منذ شهور، لأنها كانت بدورها في شوق لمعرفته عن قرب، لكنها مترددة بعض الشيء فهي لم تخضع لهذه الأفاعيل الجريئة من قبل..
وشجعها بقوله: (فقط لنصف ساعة لا أكثر، آخذك فيها إلى مكانٍ آمن يمكننا فيه من رؤية بعضنا فنتقارب بعد ذلك أكثر، أرجوكِ قولي نعم فأنتِ لا تعلمين قدر حبي لك!)
فابتسمت نرجس واسترخت أكثر في الأريكة المتربعة في حجرتها وأخذت تداعب فرو دبدوبها الذي يوازي بحجمه وطوله حجم وطول جسدها_وكان أحد أخويها قد جلبه له كهدية عندما كان في ماليزيا_ ..
وقالت أخيراً بعدما استمدت طاقتها من أشعة الشمس التي تسللت من النافذة ضاحكةً ساخرة من قلة الحياء التي تشهدها حجرتها وهاتفها دون تلقي لها نرجس تفكيراً أو اهتمام!!!
: (حسناً..ولكن عدني ألا يطول زمن اللقاء)
فسألها وهو يبتسم في ظفر لم تستطع طبعاً نرجس من رؤيتها وإذن لقطعت العلاقة معه إذا علمت ما تضمره هذه الابتسامة:
(ممَ تخشينَ يا حبيبة؟؟)
_ (من الكثير فنحن لم نعرف ..بعضنا..جيداً ولم يسبق لي..أن أخرج مع.....)
واصطنع الغضب منها فلم يستمع لما قالته بعدها فأغلق الهاتف دون التفوه بكلمة واحدة..فشدّت نرجس بقبضتها على السماعة وقد امتزج غضبها بالحزن والقلق..
ثم اعادت السماعة إلى موضعها، وبقيت دقائق معدودة تقطب مابين حاجبيها في تفكير.. وأخيرا رفعت السماعة وقالت تحدث نفسها في تأنيب عنيف:
" غبية أنتِ يا نرجس، أبعد كل هذا الحب تقولين ذلك بكل بساطة؟ كيف تجرئين على كسر ما بينكما بهذه الرعونة والسهولة؟"
ثم أدارت القرص وبقيت عدة لحظات دون أن تسمع استجابة له..
ثم أعادت الكرة وقد عزمت على الاعتذار من حبيبها..
وأخيراً دقّ قلبها في عنف عندما رُفِعت السماعة على الجانب الآخر، فقالت بشغف دون أن تأخذ حذرها ولو قليلاً وقد كان هذا دأبها دوما..
( حبيبي..أستمع إليّ..إنني أوافق على عرضك)
ولم تسمع منه أية اجابة إلا صوت جهاز التكييف..فقالت في قلق:
( قلتُ لك إني أعتذر لك، وسوف آتي معك كي نرى بعضينا فلا داعي لكل هذا الغضب، وما قلته ليس إلا مما أُفضي به إليك فأنت صديقي الحبيب..)
عندها تحدث: ( ياه كم أنتِ رقيقة ولطيفة ، وصوتكِ جميل حتى..)
وتفاجأت نرجس من هذا الصوت الغريب والذي يبدو أن صاحبه شاباً متوسط العمر ثم تراجعت في حدة في مقعدها و هتفت:
( من أنت؟؟ فهذا الهاتف المحمول خاص بنادر..)
فضحك صاحب الصوت قائلا: (أوِ تغضبينه ثم تتوقعي منه أن يجيبك؟؟)
فزاد قلقها وقالت في خفوت: (من أنت؟ وأين نادر؟)
فأجابها بهدوء وكأن الأمر لا يعنيه: (نادر خرج وترك هاتفه المحمول هنا في شقتنا.. والآن يا حلوتي دعينا نتحدث قليلاً ثم اتصلي فيما بعد كي تتفقا على موعدكما..)
عندها تحولت دهشة نرجس إلى غضب هادر وصرخت:
(أنا لا أتحدث سوى مع نادر أيها الفضولي المتطفل..) قالت ذلك وهي تذكر أن نادر قد أخبرها بأنه يسكن في شقة مع صديق منذ أن قدم من الدمام لوظيفته وهو مقرّب إليه فلا تعجب أن يعرف بسبب غضب نادر منها وموعدهما الذي تواعداه!!
وأغلقت السماعة في حدة وتبعتها بزفرة حارة ألقتها من أعماقها..
وغرقت في لُجةِ أفكارها..وعلى الجانب الآخر كان صديق نادر يبتسم ويقول:
(غبية لم تعطني مجالاً كي أتعرف عليها، إنها صيدٌ ثمين ولذيذ كما يبدو..)
ثم أطلق ضحكة مجلجلة كشفت عن أسنان قذرة تلوّنت بعجيبٍ من الألوان!!
***************************************
فتحت لؤلؤة عينيها في إعياء لتقع أنظارها على زوجها " معاذ" وهو يجلس بجوارها على الكرسي واضعاً راحة كفها بين كفيه وبجانبه أمه، فابتسم لها وقال في سعادة:
(حمداً لله على سلامتك يا أم ريّان الحبيبة) فقالت والدته: ( ألطف بها يا بُني فهي لم تستوعب بعد أنها قد ولدت وانتهت من المعاناة..)
فتساقطت دموع لؤلؤة وشفتيها لا زالتا تحتفظان بابتسامة واهنة ومتعبة، فمسح معاذ دموعها براحة كفيه وقبّلها وهو يقول: (لمَ تبكي يا حبيبتي؟؟)
فقالت بصوتٍ ضعيف ومتهدج: ( الحمد لله..الحمد لله..إنني لست بمصدقة أني قد ولدتُ وكأن ماحصل...كان حلما..)
فتحسس على شعرها في حنان وربتت والدته على كتفها قائلة:
(ألم أقل لكِ "إن مع اليسر يسرا" وأنها ساعة واحدة من الألم تنسي بعدها كل تعبٍ قد مرّ بكِ بقدرة الله)
فهزت لؤلؤة رأسها في وهن..
وعندها حضرت الممرضة وهي تضع المولود في سرير متحرك وتسير به إلى حيث لؤلؤة..فقفز معاذ فرحاً وأمسك السرير ونظر طويلا إلى ابنه وأمه إلى جواره لا تنقص سعادتها عن سعادة ابنها وهي تقول: (أريني إياه يا ابني)
أما لؤلؤة فهتفت في إعياء ممزوج باللهفة: ( معاذ..عمتي..أنا الأوْلى بأن أراه..هيا أرجوكما)
فحمل معاذ المولود في حذر ثم مالبث أن قال لأمه دون أن يبرح مكانه:
(أمي..أرجوكِ خذيه مني أخشى أن يسقط..)
فأخذته أمه ضاحكة: (انه ابنك لا تعرف حمله؟!)
ثم أخذت المولود منه وهو يحك رأسه في حرج واضح ويقول: (أمي إنني لم أحمل طفلاً صغيراً من قبل).. أما هي فقد قبّلته في بهجة وناولته إلى لؤلؤة وهي تقرأ عليه المعوذات أما الأخيرة فقد تلقفته في شوق وضمّته إلى صدرها طويلاّ وظلّت تقبله وتداعب وجهه الذي لا يسع حجم قبضة اليد حتى!! تمسح خدها بخده الحريري ودمعتا السعادة متكورتان في عينيها وزوجها وحماتها يرقبانها،
وقالت مبتسمة كأنها تخاطبه: (أيها المشاغب لكم أتعبت ماما كثيراً..)
فضحك معاذ وأمه، وبقوا لفترة يتحدثون عن تقاطيع وجهه ولؤلؤة ترضعه من صدرها وهي تحاول أن ترى عينيه إلا أنهما مغلقتان تأبى الانفكاك!!
فقال معاذ: ( انظري يا عزيزتي لعينيه إنها تشبهكِ كثيرا..)
فأجابت بدهشة: (أنت تجامل في هذا كثيرا..! لأنها كعينيك الواسعتين وعيني شهد!)
فقال في تعجب: (شهد؟؟! وكيف جاءت عينيها الخضراوتين إليه؟)
فابتسمت قائلة: (أليست عمته؟ أتمنى أن تأتي عيناه كعينيها وسائر أطفالنا!)
وفي نفس الوقت جاءت شهد برفقة والدها الذي ذهب لأخذها، فألقت التحية على الجميع وقبّلت لؤلؤة مع فيضٍ من التهاني والتبريكات ثم أخذت تدقق في ملامح ريّان في سعادة وتناغيه في لطافة ففتح عينيه في إعياء طفولي مثلما يفعل المواليد بعد ولادتهم فشهقت شهد ومعاذ ولؤلؤة عندها!
وقالت شهد: ( لا أصدق يا لؤلؤة أن الحب يجعلك وأنتِ حبلى دون أن تدري تأخذ عينيّ الخضراوتين !)
فابتسمت لؤلؤة وهي تضمه أكثر وقال معاذ: (إنكِ عمته ياذكيه وهي كانت تتمنى أن تكون عيناه كعينيك) واحمرّ وجه لؤلؤه خجلا وقبلتها شهد بمرح وهي تقول:
( مفاجأة لم أتوقعها أبدا!)
فقال والدها وهو يقبل المولود: (عرق والدتي التركية أقوى مما كنتُ أتصور!)
وقاطعته شهد في سعادة:
(أخيراً أصبحتُ عمة ذات اعتبار بعد مجيء هذا الصغير اللذيذ!)
فضحك الجميع من قولها وبعدها قدمت أسرة لؤلؤة فخرج معاذ ووالده من الجناح كي يأخذوا راحتهم..
*********************************
دخلت مروج على أخيها جواد وهي ترتدي عباءتها وقالت: (هيّا نحن جاهزتين)!
فأغلق الكتاب الذي بيده ونظر إليها وهو يقول:
(لمَ أنتما مصرتين على زيارتها بمثل هذه السرعة ولا تنتظران عودتها إلى البيت مع وليدها؟!)
فوضعت مروج يدها على خصرها وقالت: (بل قل لمَ أنت تعارضنا في ذلك منذ أن أخبرناك بأننا نريد زيارتها الآن؟؟)
فأشاح بوجهه قائلاً: (لديّ أسبابي)!
فقالت: (أريد معرفة سبب واحد على الأقل ان كان هنالك أسباب كما تدعي)!
فأجاب في امتعاض: (مروج..كُفي عن مضايقتي واقتناص أفعال الصغار هذه..)
وقبل أن تفتح فمها مدافعة عن نفسها _كعادتها_كانت أمهم قد دخلت الحجرة وهي مرتدية عباءتها وقالت: (هيّا يا أولاد) !
فاقتربت مروج من أمها وقالت مداعبة: (أمي الغالية: كم مرةً طلبت منك أن لا تجمعيني مع جواد تحت مسمى أولاد؟ فأنا فتاة وهو رجل)!
فقال جواد وقد هبّ واقفا وفي يده مفاتيح السيارة وصفف شعره عند المرآة يصفف ورش من عطره: (لستُ اعتقد ذلك!)
وخرج من الحجرة ومنها توجه إلى باب الخروج فلحقت به مروج مهرولة وهي تصرخ في غضب: (جـــــواد..انتظر قليلاً ماذا تقصد بحق الله؟؟)
وكان قد وصل إلى السيارة وهو يدندن بأغنية وعلى طرف ثغره ابتسامة شامته وظافرة من مروج اخته! وفتح الباب فلقد استطاع إغضاب مروج كما تفعل غالبا به..
وصعدت أمه إلى السيارة ثم مروج خلفها وعلامات السخط ترتسم على ملامحها ..
ثم سار بهم يقطع الشوارع وهو شارد الذهن وأمه احترمت صمته، لقد كان يسترجع حديثه مع شهد والذي استشف منه شيئاً في كلمتها: "إلا أن يشاء الله.."فقد دفعت في نفسه موجة من الأمل الذي قد خاب فيما مضى بأيام قليلة..
وسرح عقله فيها!!،
ومروج بقيت تتأمل الطريق بشجيراته المغروسة مع أعمدة الإنارة والمحلات التجارية في شيءٍ من عدم الاهتمام !
ووصلوا إلى المستشفى والتي هو يعمل فيها، فأوقف السيارة وقال لأمه:
(رافقتكما السلامة يا أمي متى آتي لأخذكما؟)
_ (ألن تصعد معنا لتبارك لمعاذ قدوم مولوده؟)
_ (كلا يا أمي فيما بعد بإذن الله، فلقد ضجرت من المستشفى وساعات الدوام فيها، لي بعض الأشغال والتي سأنجزها برفقة صديقي مصعب..)
_ (حالما ننتهي سنتصل عليك..)
وخرجت من السيارة وقالت مروج لجواد بصوت منخفض وهي تلكزه من الخلف:
(أنا أعرف سبباً آخر لعدم صعودك معنا إليهم في النصف الساعة التي سنقضيها هنا! أنت لا تريد الاصطدام معهم بعد رفض طلبك، أليس كذلك يا مستر روميو؟)
ثم خرجت مسرعة وهي تضحك ساخرة فلقد ردت له" الصاع بصاعين كما يقولون جزاء سخريته بها "!
واشترت هدية من حانوت صغير يبيع الورد والدببة وبعض الهدايا وصعدتا إلى حجرة لؤلؤة..
واستقبلتهما أم معاذ بالترحيب وسلمتا على لؤلؤة وقدمتا الهدية ثم حملتا الصغير وقالت مروج عندما فتح عينيه بإعياء_كعادته_:
(واو شهد إن عينيه كعينيك!)
فابتسمت شهد لملاحظتها ، ثم جلست مروج بجانبها يتبادلن أطراف الحديث، وقالت شهد:
(سنقيم حفلاً لريّان في اليوم السابع لمولده بإذن الله ، ولا غنى عنك يا رورو في ذلك اليوم كي تساعدينني في التجهيزات الفريدة!)
فشمرت مروج عن ساعديها في حركة تمثيلية وقالت:
(أنا جاهزة يا شهودتي ولن أتخلّى عنكِ)
فأمسكت شهد بكفها وهي تبتسم قائلة: (أشكرك من أعماق قلبي يا مروج، فأنتِ الشخص الوحيد الذي ينشرح له صدري وقلبي وقت ضيقتي لتزيلي عني الهموم..)
ثم خفضت رأسها ،فقالت مروج:
(هاه.. قد أمسكتُ بكِ الآن فمنذ أن رأيتك اكتشفت شيئاً غامضا أجهله يخالط سعادتك بمولودكم!)
فرفعت حاجبيها في إعجاب وابتسامة رقيقة ارتسمت على شفتيها وحدثت نفسها بأنها لم تبدر منها أي بادرة تدل على ذلك فكيف عرفت مروج؟! يالفراستها!..لكن آه يا مروج لوتعلمين مالذي حصل؟
أنّى لي بذلك وأنتِ أخته..
فضغطت مروج على كفها فنظرت شهد إليها وقالت في اهتمام وهي تغير من دفة الحديث:
(سنحتاج إلى تصميم بعض الديكورات الجذابة والمتناسبة مع هذه المناسبة البريئة ، ولذلك علينا أن نجمع الأفكار وندونها في ورقة ثم نذهب سوياً إلى السوق ونبدأ بعدها في العمل والتنفيذ والتوزيع، ما رأيك؟!)
فأبدت مروج حماسها للموضوع بشدة ونسيت ماكان منهما قبل قليل واتفقتا على الموعد..
وانتهى اللقاء باتصال مروج على جواد الذي حضر لأخذهما..
************************************************

 
 

 

عرض البوم صور usfoorah  
قديم 16-09-06, 04:00 PM   المشاركة رقم: 10
المعلومات
الكاتب:
اللقب:
عازف ليلاس


البيانات
التسجيل: Sep 2005
العضوية: 615
المشاركات: 4,246
الجنس ذكر
معدل التقييم: al3asheq_2001 عضو بحاجه الى تحسين وضعه
نقاط التقييم: 27

االدولة
البلدPalestine
 
مدونتي

 

الإتصالات
الحالة:
al3asheq_2001 غير متواجد حالياً
وسائل الإتصال:

كاتب الموضوع : usfoorah المنتدى : الارشيف
افتراضي

 

الله يسعدك يا عصفره ويكبر شانك يا رب
هذا كثير كثير والله
شكرا الك









عماد

 
 

 

عرض البوم صور al3asheq_2001  
 

مواقع النشر (المفضلة)
facebook




جديد مواضيع قسم الارشيف
أدوات الموضوع
مشاهدة صفحة طباعة الموضوع مشاهدة صفحة طباعة الموضوع
تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة



الساعة الآن 06:42 AM.


 



Powered by vBulletin® Version 3.8.11
Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
SEO by vBSEO 3.3.0 ©2009, Crawlability, Inc.
شبكة ليلاس الثقافية