و فَ الوقت نفسه وصل له صوت مألوف قال : فـــهـــــــد !! شقاعد تسوي ؟
ألتفت وراه . . و شاف آمه و وراها أبوه !
و لا شعورياً صاح بأعلى صوته . . خوفاً على أخوه . . و ألم من قطعة القزاز اللي دخلت فَ ريله
أنتبهت موزة على ريله اللي تنزف . .
فَ راحت له بسرعة وشالته من وسط قطع الصحون المتنثره هذي . . . . .
وقالت مأنبته و خايفه عليه فَ نفس الوقت : هذي لعبه هذي ؟ قلة الأماكن يعني تلعب فَ المطبببببخ . . . . !!
وصلهم صوت ثاني مكتوووووم يصرخ صاحبه ببكاء من مكان قريب منهم : ماااااااااااماااااااا . . . باااااااااااببببباااا !!!! بـــــررررد . . . . بررررررداااااااااااااان !!!
ألتفت ماجد يبحث عن مصدر الصوت . . اللي لاحظ أنه جاي من الفريزر . . .
قال مصدوم : نوااااف ؟ ؟ ؟
تكلم فهد وهو يصيح فَ حظن أمه : تثكر عليييه !!!
توجه ناحية الفريزر و حاول يفتحه وهو يقول بتوتر ممتزج بعصبية خفيفه : شهلـ لعب الخايس أنت وياه !!!!! ( حاول يفتحه بكل قوته لكن ما قدر ) شمدخلللللله هذاااا هني ؟؟؟؟؟
فهد : كان يبي يجيب القطوة !
صرخ ماجد بعد ما تعب وهو يحاول يفتحه بكامل قوته بلا جدوى : آيييييييي قطوة اللي هني !!! تستعبط ؟
خافت موزة على ولدها . . خاصة لما شافت أن محاولات ماجد في فتح الفريزر كانت تنتهي بالفشل , قعّدت فهد فوق طاولة التحضير و راحت بسرعة ناحية ماجد تحاول تفتح معاااااه : يمه ووووووووللللللدي . . !!!!!! ( صرخت فَ ماجد غاضبه ) شلون تخليهم برووووحهم فَ البيييييت !!!!!
ماجد يترك الفريزر ويقول : موززززووو مب وقتج هاا ! خلينا فاللي أحنا فيه ! ( يرجع يمسكه ويشده لفوق علشان يفتح ) شــبـــلاااااااه ما يفتتتتح !!!!!! لا يكون قافليييينه ؟
صرخت موزة مفزوعه من الفكرة : قافلينه ! ( تلتفت على فهد ) قافل على أخوك ؟ . . أنننننطقق !
فهد يهز راسه بالنفي : لا ما قفلتتتتته . . هو تثكر بروحه ! نواف ثكره !
موزة وهي تبحث مثل المجنونه : وين المفتاح مال الفريزر ؟!!!
ماجد يجاوب سؤالها بسؤال : أنتي وين حاطته ؟؟
موزة وهي تدوّر على نفسها تحاول تتذكر وين حطته . .
و الحمدالله أنها أذكرت قبل لا تفقد عقلها من الروعه !!
مدت يدها لفوق الثلاجة و لامست أصابعها جسم معدني صغير . . سحبته و كان بالفعل مفتاح الفريزر !!
أرجعت لعند ريلها اللي مازال يحاول !!!
شد غطاه ماجد لفوق بقوة و من نورت الدنيا عند نواف من جديد ؛ وقف على حيله و هو ميت من الصياح
. . . أرفعه أبوه و طلعه من داخل الفريزر
و بشكل مباغت . . طاله كف من أمه اللي صرخت فيه وهي فَ قمة رعبها : عسى ! عسسسسى !!! تستاااااهل ( شدت أذنه بقوه و أعتصرت شحمتها بين أصابعها ) علشان مرة ثانية تعرف تلعب هاللعب الخايس . . . ( صرخت فيه بشكل أقوى ) لو ميت اللحين ؟
أسحبه ماجد من بين يد موزة الثايرة وهو يقول بملامح معقودة : أستهدي بالله ! تعوذي من أبليسسس . . هذاهو الصبي واقف جدامج ما فيه شي !!!!
وجهت الكلام لريلها هالمرة : آي مافيه شي ! شوف جسمه شلوووووون بَرَد . . قرب يزورق ( ينقلب للون الأزرق ) وتقول لي مافيه شي !!!! ( تلتفت على فهد ) شحقه تقفل على أخوك ؟ ينيت !؟ عبالك لعبة هذي !!
فهد وهو يدعك عيونه ويصيح : ما قفلته !!!
نواف وهو يتهم أخوه : قلت له لا تسكره بس هو ما يسمع !!!
فهد بأندفاع : ما ثكرررررته ! هاذي هو تثكر بروحه . . . !
موزة تتكتف : لاه ؟ الهوى سكره الظاهر ! وله يمكن أنا جيت قفلته و رحت !! ( نزلت شيلتها من على راسها وهي تتأفأف متضايقه و غاضبة ) جني ناقصة هموم أنــا فوق همومي . . ألاقيها منكم وله من أبوكم وله من أهلي . . . . عيششششة تجيب المرض !
تركت لهم المطبخ طالعه لدارها بينما ماجد ظل مع عياله واقف جدام الفريزر !
تكلم بصوت واطي يعاتبهم : زين جذي ! خربتوا المفاجأة !!! . . ماما و عصبت ! شيهدي شياطينها اللحين ! . . . ( بتحسف ) ما صدقنا رضت . . جيتوا وعفستوها علينا !
نواف بغضب من أخوه : كلللله من فهووود !!
فهد بنفس الغضب : كله منك أنت يالغببببي !! . . طلعت الدم من ريولي
يقترب ماجد من ولده و يتأمل جرحه !!
كانت القزازه للحين متعلق طرفها فَ جوف ريله . .
شاله ومشى به لطابق الثاني بينما نواف تبعهم و هو يسمع أبوه يقول : أحمد ربك أن أمك اللي عصبت و زفتكم مب أنــا ! لأني لو جايكم فَ المود اللي أجيكم فيه كل يوم . . جان أجرمت فيكم أنت وياه !!!!
فهد وهو يخز أخوه : هاي نواف !!!
نواف وهو يشد ريل فهد الثانية بحره : هاااااي أنــتاا !
زئر فيهم : خـــــلاااااص . . !!!! الواحد ما يصير يروق شوي عندكم , غصب طيب تطلعونه من طوره !!
فهد وهو ماد بوزه : قول له يثكت !
ماجد ياخذها من قصيرها : أنطموا أثنينكم !
دخل فيهم لداخل غرفته , كانت موزة فاصخة عبايتها وشيلتها وراميتهم على السرير المعفس
ومن لمحت ماجد داش ويا عياله لداخل الغرفة قالت بسرعة وهي تأشر بيدها : برى برى أنت وعيالك !! مالي خلق أشوف حد فيكم . . . !!!!!
موزة بجديه و ملامح صارمة : مــاجد تكفى !!
وهو يقترب من الكبت قال : زين بناخذ علبة الأسعافات الأولية و بنطس !! مو شايفة ريل ولدج يعني ؟
موزة وهي تزفر بصوت عالي مسموع وترمي بجسدها على طرف السرير اللي يجيب المرض : آنــا لله !
ماجد : زييييييين بنطلع ! هاا ! . . وهلي شوي ! ( وهلي = صبري )
خذا العلبة و سكر الكبت وهو طالع , بينما ظلت موزة قاعدة فمكانها تراقب الفراغ بَ مزاج متعكر !!! كانت بتموت من الشوق لماجد و عيالها ! وهذاهي اللحين وسطهم . . لكن مب قادرة تستمع بَ فرحة لم شملهم من يديد !!!
يمكن لأنه ثمن هـَ الشمل . . رضى أهلها
تتمنى فعلاً تكون مسألة وقت . . . و تصفى القلوب بعدها و يرضون عليها !
وما يكونون بالفعل . . . . متبرين منها !!!
لأنه هذا أكثر شي خايفة منه فهلـ لحظة . . !
أذا أمها اللي تعدها أحن قلب عليها
قالتها بَ الحرف الواحد " متبريه منج ! "
عيل أبوها شراح يسوي ؟!!!!!
الظاهر أنها فعلاً اخسرتهم . .
فَ الصالة الموجودة فَ الطابق العلوي و القريبه من غرفة نومه هو و موزة
كان قاعد ع الكنبة و مقعد ولده أحذاه و مخلي ريله ف حظنه علشان يداوي جرحها . .
بينما وراه . . كان قاعد نواف يطل عليهم و يشوفه شقاعد يسوي
تكلم نواف : بابا , ماما ما تبي تكلمنا ؟
ماجد وهو يجهز المطهر و القطنه : من يقول ؟
نواف يتذكر صورة أمه : ماما قالت , تقول برى أنت و عيالك !! ( بتسائل ) أحنا مش عيالها ؟
أبتسم ماجد لأول مرة من فترة طويل جداً وقال : عيالها و عيالي !
نواف : عيل ليش قالت مابي اشوفكم ؟
ماجد : لأنها زعلانه شوي ! اللحين بترضى و بتجي تقعد معاكم . . .
فهد : أنا وايد احب ماما . . من زمان ماشفتها !
نواف يأيد أخوه : حتى أنـا . .
فهد بتسائل : يدوه حمده صارت بخير اللحين ؟
ماجد يسكر العلبة و يطالع ولده : ليش ؟
فهد يجاوبه : أنت تقول يدوه حمده تعبانه من جي ماما قاعدة عندها . . .
تذكر السبب الوهمي اللي عطاه لعياله كَ جواب لسؤالهم المتكرر عن غياب أمهم : أيه أيه ! صـارت بخير اللحين . . .
نواف بحماس : يعني بنروح نشوفها يوم الجمعه ؟
فهد بحماس هو الثاني : و نشوف يدوه كلثم بعد يوم الخميث ؟
شهر كامل ما طب بيت اهله والسبب الخلاف اللي صار بينه وبين أبوه آخر مرة !!
يدري ان قلبها محروق عليه . . و تتمنى شوفته !
ويدري انه لو حاوطوها أخوانه وخواته كلهم . . بيظل مكانه خالي !!!
لكنه يدري بعد . . أنه ماله وي يحط عينه فَ عين أبوه من يديد . . .
خاصة و أنه ما عنده عذر يقول له !
بيقول ما كنت قادر أتحكم بنفسي !!
راح يزيد الطين بله بَ هلـ عذر . . . .
بالرغم من أن سبب الخلاف أنحل اللحين . .
و هذاهو رجع موزة . . ورجع لها عيالها . . . .
لكن البلا . . فَ يده اللي أرتفعت عليه !
حس بيد صغيره على صدره قال صاحبها : بابا ! ريولي !!
رجع لأرض الواقع من يديد . . وشاف نفسه مازال ماسك القطنه المتشبعه بالمطهر و ريل ولده فَ حظنه بدون لا يطهر جرحه !! قال وهو يقربها منه : بتعورك شوي . . بس خلك ريــال !!
مسك فهد معصم أبوه وهو يقول : بصير ريال ! بث لا تعورني وايد . . زين !
ماجد يهز راسه بالأيجاب : زين !
أول ما لامست القطنة سطح جرحه
نقز مثل المقروص وسحب ريله بسرعة وهو يصيح متألم
ماجد يخزه : شقلنا ؟! . . صييير رييييال !!!!
فهد وهو يصيح : يعوووووووور !!!
ماجد يشد من همته يا بلفيت : معليه ! أستحمل شوي . . ريال أنت !
فهد يهز راسه بالنفي وهو حاظن ريوله : لا مببب رياااال ! أنـــا مب ريييييال . . .
ماجد يفتح عينه على كبرها : آفااااااا ياذا العلللللللم !!! و تقولها بكل ثقة بعد و تعيدها !! ( مسك ريوله وسحبها بقوة ) بتصير ريال غصباً عليك !!!!!
صرخ وهو يصيح : لااااااا لااااااااااا لاااااااا مااااااااااابيييي ياااااععاااااوووووورررر !!
كان يحافص تحت ماجد اللي مسك ريوله وحطها تحت أباطه وثبت فهد وراه و أبتدى يطهر ريوله غصب بينما هو يصارخ بأعلى حسه متألم
على أزعاجهم , طلعت موزة من الغرفة تشوف شصــاير !!
لقت ماجد قاط جسمه كله على فهد و مو باين منه ألا ريوله اللي قاعد يطهرها اجباري !!
هزت راسها يمين و يسار بيأس من حال هاليهال الثلاث اللي ماتدري شلون كانوا عايشين بروحهم طول الفترة الماضية . .
رغم أن المزبله القايمة فَ كل أركان البيت عاكسة عن جزء من نوعية الحياة اللي عاشوها بدونها !
أقتربت صوبهم وهي تقول : مجوود وخرر ! وخرررر عن الصبي . . ذبحته !!!
ماجد وهو مازال يطهره : خليييه خليييييه ! خل يصطلب ! قال مو ريال قال . . . ( بعد ما أنهى تطهير الجرح . . رفع جسمه عن ولده وقال ) ها !! . . صادك شي ؟ نقص من عمرك !!! . . لا عاد أسمعك تقول مب ريال مرة ثانية . . شايف غرشة المطهر . . بفتح جرحك و بكتها كلها دااخله !!
كان فهد غرقان بنوبة بكاء طويلة . . لدرجة أن صوته يختفي شوي من قو الصياح ويرجع !!
سحبته موزة لحظنها و ضمته وهي تمسح على ظهره : ذبحته ذبحته ذبحته !! . . حشى مو تطهير هذا . . . تعذذذييييييــب . .
ماجد وهو يترك القطنه المتشبعه بدم ولده فَ حظنه و يطلع لزقة بحجم الجرح اللي ماكان كبير وايد , مدها لَ موزة وهو يقول : هاج حطيها له أنتي لا يموت علينا !!
ألتقطتها من يده و جات عينها على الشاش اللي مازالت يده ملفوفه فيها . . وتذكرت سببها !
قالت وهي تفتح اللزقة لولدها : شخبار يدك اللحين ؟
جاوبته وهي تحط اللزقة بشويش فوق جرح ولدها الباكي : جروحك !
نزل نظره بسرعه لشاش اللي ما يذكر متى آخر مرة غيره فيها ! وقال بعد مارفع نظره لها : طابت من رضيتي علينا !!
بشبح أبتسامة متشبعه تعب و حزن : من صجي أتكلم أنــا !!!!
آلمته أبتسامتها الباهته جاوبها : وأنـا بعد من صجي . . مو مصدقه ( يشيل الشاش من على يده ويقول ) ها ! شوفي . . . ألتأمت جروحي . . !!!!
كانت الجروح ملتأمه فعلاً . . و تاركه آثر لخطوط طويله ممتده من المعصم لقرب الكوع !
سألته : عيل ليش للحين لافها ؟
ماجد بلا مبالاه : نسيتها !
أنتهت من ريل ولدها , وشدته لصدرها أكثر وهي تهزه بحنان علشان يسكت وكأنه طفل رضيع!
و عينها فَ عين ماجد اللي ما نزل عينه عنها . . .
و مستعده تبصم بالعشر . . أنه ما رمش حتى !!
كم بالضبط تموا يطالعون بعضهم البعض
لكنها تدري أنه قطع عليها هالتواصل النظري المليان كلام ما يقدرون ينطقون به جدام عيالهم
لما أقترب منها وباس يبهتها بَ حب وهو يقول : الله لا يحرمنا منج !!
نواف من أعماقه : آميييييين !!!
أبتسمت , و أرخت نظرها لعند الصوت الطفولي الصادر من خلف زوجها . .
واللي كان صاحبه . . نواف !
فتحت له ذراعها الأيمن وهي تقول : تـعــال ماما !
نقز من ورى أبوه و غاص فَ حظنها بَ جوار أخوه . . و كأنه يرتوي من حنانها اللي فقده فترة جداً طويله و عاش على فتاته من أبوه . . اللي كان هو نفسه محتاج حنان !
ماجد يرفع لها حاجب ب تشره : أفا ؟ وأنـا زين !! تراني أكثر واحد فيهم فاقدج !
موزة بتغلي : خل تفيدك ظنونك !!!
ماجد : ردينا على طير ياللي !!!!
موزة وهي تبوس راس عيالها الأثنين : من طق الباب . . ياه الجواب !
ألتقط كفها المستريحه فوق بطن نواف و باسها بحنان وهو يقول : زين ممكن أعزمج على غدى ؟ بهلـ مناسبة الحلوة !! ( يطالعها ) عشان نحس أنه أحنا عيله من يديد !
وهو فاهم بالضبط مقصدها من ورى هالنظرات : لا ترديني ! . . بعدها سوي فيني اللي تبين تسوينه !! راضي . . .
نواف بحماس : آيوه آيوه ماما ! خل نروح المطعم بعدين نروح الألعاب !!!
ماجد يقاطعها : علشان عيالج زين ! ماعليج من أبوهم الشرير . . !
موزة تخزه : زين أنك عارف روحك ! ( توافق بأستسلام ) زين . . بس أول شي خل أسبحهم لأنه ريحتهم تصك الراس !!! مستعده أحلف أن ما جاس جسمهم الماي من شهر !
ماجد يحاول يقدر الفترة اللي قضوها عياله بدون سبوح : هو مو شهر شهر بالضبط . . تقدرين تقولين أسبوع و نص يمكن !!!
موزة بأنعدام أمل منه : ما منك فايدة !