كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
رد: الثآلثة صباحا ..!
الصفحة الثانية :-
لو كنتَ تعرفُ كم أحبكَ
لم تعاملني كفرعونٍ..
ولم تفرضْ شروطكَ مثلَ كلِ الفاتحينْ..
لو كنتَ تعرفُ كم أحبكَ..
لم تكرسني كأرضٍ للفلاحةِ..
شأنَ كلِّ المالكينْ...
لو كنتَ تعرفُ كم أحبكَ..
لم تعاملني ككرسيٍّ قديمٍ..
لو كنتَ تعرفُ كم أحبكَ..
ما قمعتَ..
ولا بطشتَ
ولا لجأتَ لحدِّ سيفكَ..
مثلَ كلِ الحاكمينْ...
*سُعاد الصباح ..
مقعدُ متهاوي يحملها ويُحس بشدة توترها ..
الغيوم السودآء المُتكاثرة تطلّ عليها من الحائط الزجاجيّ الذي أمامها ..
تُشاركها مزاجها السوداوي ، وتشهد على ذلك الحوار الحالك ..
: آممم .. [ يأخذ نفساً طويلاً من سيجارته الكوبيّة لتخرج كلماته القادمة وقد تخضّبت بالدخان ]
تدرين إني أحبك ، صح !! أتوقع يسمون هالشيء اللي أحس فيه حب ؟؟
أطلق ضحكتهُ المجلجلة ليهتز لها كيانها ذُعراً ..
: بس ، مايمنع إنك مهرة ومالقت من يروضها ..
تعيشين دور البنت المطيعة قدام أهلك ، وبس تبعدين عنهم ..
تطلع المجنونة اللي بداخلك [ خفت صوته ] وتسوين اللي براسك
وأنا هالشيء .... يعجبني !
أحب اللي تعرف توازن بين حياتها ، أحب الجوانب المظلمه لكل شخص
وأقدرها كثير .. كثير .. كثير ...
سحبت نفساً عميقاً ، إستقام ظهرها على ذلك الكرسي ، رفعت رأسها تنظر للنافذه العملاقه أمامها وتردف
:إنت وش تبي ..!
من الأخير .. لك يومين تهدد وتتوعد ،
وتبيني أجي بسرعة للمكتب ،
ومجرد ما جيت بستفسر عن الموضوع ....
قاطعها
:خوفتك .. صح !
بـ إستهتار مصطنع أردفت
: لا بس منيب أحب الأفلام هندية ..
اللي تبي تقوله ، قله ..
إستقام من تلك السوفا ، ليردف بـ جرأة
: أوقح من كذا ما قد مر علي ..
أعترف لك للأمانه ، أول إنسانه عنيدة وقوية راس ، وَ ..
وإلا بلاش منها الكلمة الأخيره هههههه
بس لا يمنع إنك حلوة .. وهالشيء يعجبني بشكل إنتي ما تتخيلينه ..
تقدم منها على مهل ، ماكان منها إلا أن إستقامت لتردف ببرود مصطنع
: كوني تزوجت أو لا ..
أو حتى سويت أي شيء إنت ممكن مبسوط لأنك عرفته ،
يضل شيء ما يخصك
ومالك أي حق إنك تتجسس على حياة أحد وتعرف أمور موب من حقك تعرفها ..
وإنت غلطان .. [ إلتقطت حقيبتها ومعطفها وأردفت ] لما قلت إنك تعرفني
لأنك لو تعرفني صدق ما جيتني بهالأسلوب الرخيص ..
بس ما أقدر ألومك [ إبتسمت إبتسامة صفراء وهي تقاوم رائحة عطره التي تنبئها أنه أصبح قريباً منها جداً ]
متعود على الرخص ، وتحب تدور زلات العالم من حولك ..
هالشيء يحسسك إنك قوي ..! [ تقدمت بإتجاه الباب الخارجي وهي وتكمل حديثها ]
وإذا هالشيء يعزز ضعفك مستعده أقولك أمور أنا سويتها وإنت ماتدري عنها ..
بس عشآن [ أطلقت ضحكة استهتار قصيرة ] تحس برجولتك المريضة
يدٌ قاسية تمسك بذراعها ..
لم تشعر بنفسها إلا وهيَ بين أحضانها وقريبه منه ..
ذراعين غاضبتين تطبقان عليها بقوه ، وتشدانها لأحضانه
عينين مشتعلتين ، وفمٌ مزموم ،
ورائحةٌ عطرة الفرنسي تكاد تنخرُ رأسها ، وتطالبها بالخنوع والخضوع
أحست بدفئه يخترق جسدها ، يطالبها الإستسلام ..
أوغل قلبها كلماتٌ أخرى لم تنتظرها منه
:بس أنا أبيك ..
أبيك تعرفين معنى هالشيء ..
قد جربتي الحرمان ..!!!
إنك تبين شيء قدآمك ، وهالشيء يعاندك !
حاولت أن تتخلص من قبضته وهي تردد
:وخر عني يا مرررريض ..
إنت مستحيل تكون عاقل .. [ تحاول أن تخفي شغفها به ، وذعرها منه ]
:مريض اللحين ، ومجنون بكره لو ما ..
:لو ما ايش .. [ أفلتت من قبضته بصعوبة لتنظر إليه بغرابة وقد كان كالذئب الجائع المغلوب على أمره أمامها ]
إذا فكرت تتصرف بطريقة حضارية .. ممكن أسمع لك
هالتصرف موب مقبول أبداً ..
وبنات الناس موب لعبة بين آيديك ..
وإستقالتي إعتبرها وصلتك ..
|