كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
رد: الثآلثة صباحا ..!
الصفحة : الخامسة / ..
قد كان بوسعي أن لا أفعل شيئاً
أن لا أقرأ شيئاً
أن لا أكتب شيئاً
أن أتفرّغ للأضواء.. وللأزياء.. وللرّحلاتْ..
قد كان بوسعي
أن لا أرفض
أن لا أغضب
أن لا أصرخ في وجه المأساة
قد كان بوسعي،
أن أبتلع الدّمع
وأن أبتلع القمع
وأن أتأقلم مثل جميع المسجونات
*سُعاد الصباح ..
الساعة : السابعه صباحاً
المكان : فرنسا – باريس
النبض : متوّجس ..
الصباح يبدو هادئاً مريباً ، هكذا حدّثت نفسها وهي تسكب لنفسها قدحاً من القهوة الأميركية الحالكة
لاتزال ببيجامتها المخمليّة السوداء ، شعرها مرفوع للأعلى بإهمال
وهالاتٌ صغيرة تحيط بعينها الجميلتين ..
رائحةُ القهوة الحادة تهزم رائحة عطرها المنعش اللطيف ..
باغتها صوتٌ محبب كانت بأمس الحاجة إليه
: صباح الخير ..
دون أن تلتفت أجابتها وهي تلتقط قدح آخر لتسكب لها شيئاً من القهوة
:صباح النور سوسو.. كيفك اللحين ! أحسن ..!!
سارة التي تسير على مهل شديد متكئةً على الحائط لتصل للسوفا العريضة
: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه
اللي مضيق صدري فعلاً [ إلتقطت قدح القهوه من فاتن لتردف ] يعطيك العافيه
آني موب قادرة أصلي زي قبل ولا أسجد ..
أنكست رأسها لتكمل حديثها ..
: فتو أحس إني مقصرة بحق ربي كثير منيب زي قبل ( تتذكر فيصل وكل تلك المواقف بينهما ) أحس بشيء كاتم على صدري ..
فاتن تسمعيني ..!
إلتفتت لترى فاتن شاردة الذهن هي الأخرى ..
:آيوه .. أسمعك كملي ..
سارة بتقطيبة جبين واضحة ..
: فاتن شفيك ؟ علميني ..
فيه شيء مضيق صدرك وضعك مو طبيعي أبد ..
قرندايزر مسويلك شيء ؟
فاتن أطلقت ضحكة قصيرة من قلبها وهي تعلم ما ترمي إليه سارة
: ههههههههه موب قرندايزر .. آليخاندرو
:اللي هو .. وش صاير ..
فاتن وهي تقرّب فوهة القدح من شفتيها لتشعر بالدفء
: الموضوع تطور كثير .. آكثر مما كنت أتخيل ،
هالإنسان أحيان أشك إنه مشعوذ أو ساحر .. تخيلي سوسو يعرف آمور عني أهلي ما يعرفونها ..
يحس بكل شيء يصير فيني ..
لي مدة طويلة تتردد علي أحلام سوداء ،
أشوف ذيب ودم ، وإغتصابات وأمور غريبة
وأحيان أحلم كأني أركض وأركض وما أعرف أوقف.. ما توقف رجليني
وأحيان أحس إن هذا الذيب نفسه يطالعني ويبتسم ..
سارة بهلع
:بسم الله الرحمن الرحيم ، قل اعوذ برب الفلق ..
وش هالكوابيس ..
فتون مستمرة على أذكارك وعلى صلاتك ..!
إلتفت فاتن لسارة بصدق وألم
:والله يا سارة إني محافظة ع الصلاة وأحس أمور كثيرة تغيرت فيني
بس بنفس الوقت هالشخص موب مرتاحه له أبد
وفيه شيء دآخلي يقول إنه بيضرني .. أنا خايفة ..
ولأول مرة أقولها . حتى لنفسي ماقد قلتها ..
بس فعلاً أنا خايفة ..
يراقبني دآيم ، ويحاول يخوفني ..
إنتظرت سارة لتنهي فاتن حديثها ،وهمست لها بـ
:تعالي هنا .. [ أشارت للمكان الفسيح بجانبها ]
تهادت إليها فاتن بتكاسل ، منزوعة القوى ، أمسكت بها سارة ونظرت لعينيها مباشرة لتقول بحب كبير
: أبيك تعرفين شي واحد ..
محد بالدنيا يقدر يضرك إلا إذا ربي كتب هالشيء ..
كل شيء بيد رب العالمين ..
ومحد يعلم الغيب إلا هو ، فيه ناس كثير وسخة بهالدنيا
وإسأليني أنا يا فتو أكثر وحده شافت أنواع البشر الغريبة واللي إن شاء الله إنك ماتشوفينها بيوم من الأيام
اللي أبيه منك تكونين أقوى من كذا ..
هالشخص منتظر منك تضعفين عشان يسوي اللي يبيه ، ويمكن العكس
يمكن يسوي اللي يبيه عشان تضعفين
وكل هذا لسبب واحد بس : عشان تتعاونين معاه ولا تحاربينه ولا تصدينه ..
فتو ربي يقول أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
" إن الذين فتنوا المؤمنين والمؤمنات ثم لم يتوبوا فلهم عذاب جهنم ولهم عذاب الحريق "
ربي ذآكرهم بكتابه ، إنتبهي منه ولا تخلينه يوصل للي يبيه
وسواء يعرف أمور خاصة فيك أو لا ، موب صايرن أحنّ عليك من أهلك
خليه يستخدم كل أسلحته ، وكل أسلحته قدآم دعاء ربي بتطيح بإذن الله
أهم شيء ( تشدّ على كفيّ فاتن ) ما تضعفين ..
إلا هالأمور .. إنتبهي .. إنتبهي ..
وأنا من رأيي جآء الوقت اللي تطلبين فيه آجازة
ونرجع للسعودية .. المكان هنا صار أخطر علينا إثنينا .. [ قالت كلمتها الأخيرة بنبرة خاصة ]
|