كاتب الموضوع :
هذيـــآن
المنتدى :
القصص القصيرة من وحي قلم الأعضاء , قصص من وحي قلم الأعضاء
آلصفحة الـسآدسة :-
ياأيُّها الغارقُ في مقعدِهِ الجلديِّ..
هل تبُصِرُني؟.
في زحمةِ الأوراقْ
ياأيُّها المزروعُ كالوردةِ في الأعماقْ..
أغارُ من يديكَ..ياصديقي
حين على الأوراق تعُزِفانْ..
أغارُ من رائحةِ الحِبْرِ..
ومن رائحةِ الصَّمتِ..
ومن رائحةِ الأحطابِ..
والنّيرانْ..
أغار من رسائل الحبِّ..التي تكتبُها..
وقطَّةِ البيتِ التي تحضُنُها..
وقبضَةِ الفنجانْ...
*سعآد الصبآح
وكأنما بـ الكرسي الجلدي يغوص بـ جسده .. لا العكس أبداً
بدلة سموكي سودآء ، بلا ربطة عنق تُذكر .. وأول ثلاثة أزرآر من القميص الآوف وآيت مفتوحة بـ إهمآل .. لـ تكشف لنآ عن "عشبه " الرجولي فوق نحره .. يتكآثر بـ رجولة فريده
نظآراته الطبيه الرفيعه وحاجبيه الكثيفتان المعقودتآن من فوقهمآ تُخبرنا أنه في حآلةٍ لآيُحسد عليهآ
الجو مشحون بـ التوتر والترقب ، على أنغآم تلك موسيقى كلآسيكية تنتشر فـ الجو بفعل مذيآعه الأنيق بـ زآوية مكتبه
وتلك سكرتيرة أُردنية الجنسية تقف أمامه بتنورتها القصيره ، وجاكيتها الجدُ ضيق ..
عينآها ترويآن الكثير من أحاديث الحُب ، والخوف الصآمته معاً ..
تقف بـ " رجآء " إن صح التعبير ، رجآءً يحوز على رضآه ويعجبهآ في آن وآحد ..
رآئحة الخوف تفوح من جسدهآ الممشوق ، وكذلك رآئحة الرغبة ..
ترغبهُ وتهآبه .. منظرهآ مُريب نوعاً مآ ..
لم يعرهآ إهتماماً .. ونجهل السبب الحقيقي لذلك .. ولكنه كآن يفكر بصمت ..
منكس الرأس ، وشعره المُتقن التصفيف يظهر لنآ كثيفاً ، تتخلله مئآت الشعيرآت البيضاء
والتي تزيدهُ وقاراً ، وتزيدّهنّ إشتعالاً وهياماً به
أخيراً .. أضاف
: همممم (رفع رأسه من كومة الأوراق قائلاً ) وين أستاذ مرعي .. ( بصوته آلكبير العميق إن صح التعبير )
موب على أساس هو المسؤول عن الدورة للمبتعثين ؟
بـ إرتباك شديد فَ هي تعلم أنها هدوء ماقبل العاصفة
: مآبعرف سير .. هوآ ما اجا اليوم ..
هبّ وآقفاً من خلف المكتف لـ يزمجر بـ "هدوء " ومن بين أسنانه ..
:ما اجا؟؟ شلون ما اجا ؟؟
وانا مآلي شغله الا كل يوم والثآني أسأل عنه ولا أحصله ؟
:امرك سيدي ، شو بتأمر فيه ..
:نظر إليها مستحسناً هذه طآعة و ولاء شديدين ..
إحتوآها بـ أنظآره .. وإبتسم ..
:تعجبيني .. آمممم (نظر لكومة الأوراق أمامه وأردف ) فيه موظفه مبتعثه إسمهآ ..
آممم (إلتقط الورقه ) آه آيوه .. فآتن عبدالرحمن ..
:آيوه سيدي .. صحيح
:آها .. إستدعيهآ لي لوسمحتي ..
إحتوته بـ نظرآت غيرتها القاتله وأردفت على عجآله
:شو بدك فيهآ ، معليش سيدي بئصود آنو بكير كتير ، وهيّ إنسانه مش ملتزمه حئيئتن
قآطعها ..
:آششششش (بهدوء نطقهآ أقرب للهمس وَ بـ نظرة ذآت معنى ) نآديها لو سمحتي ..
أنتظرهآ ..
إستدآر ليربض بجسده العريض ، على مقعده الجلدي ..
ورآئحة عطرة القويه تفوح منه .. إلتقط سيقآر فآخر ، وإلتهمه بـ شفتيه
وأخذ تلك ولاعه مآسيّه بـ جآنبه لـ يشعله ..
خرجت كلمآته من بين شفتيه ومن بين سيقآره الكوبي
:بس .. هذآ كل شيء ..
نظرت إليه بـ غضب وآضح .. وخرجت من المكتب على عجآله ..
أقفلت الباب من خلفهآ وربضت على ذلك كرسيّ صغير مخصص لها خلف مكتبهآ الأنيق ..
أناملها الرفيعه أخذت تطرق الطآولة بـ إنتظآم .. تلفظ توترها الواضح من خلال تلك طرقات متتآليه
وأخيراً وليس آخراً .. إلتقطت السمآعه لـ
: مرحبا .. قسم الندوآت
لوسمحت متى موعد الندوه الصبآحيه ؟
آها .. بعد عشر دقآيق .. يعني افهم انو كل المبتعثين وصلوا؟
كويس .. فيه عندكم وحده اسمهآ فاتن عبدالرحمن ..
لوسمحت خليها تمر المدير التنفيذي بدو ياها هليء ..
لا ضروري بليز .. إنتا بتعرفو لـ سير سليمان ما يحتمل التأخير ..
اوك .. شكرا لـ الك ..
أخذت تفكر عميقاً كيف لها أن "تنسف" إن صح التعبير هذه فتآة من أمام سليمآن ..
تغآر عليه وجداً .. وكلما ازدادت غيرةً عليه .. إزددن أولاءِ فتيآت بـ التهافت عليه ..
غرقت بـ أفكارها وظنونها حتى ..
:صبآح الخير .. عفواً طلبني المدير التنفيذي ..
بـ حآجب مرفوع نظرت إليها نآهد السكرتيرة الخاصه لمكتب سليمآن
تأملتها من رأسها حتى أخمص قدميهآ .. نعم تبدو أطول قآمةً منهآ ..
رشيقه ، ممشوقه .. عمليّة جداً بلا أي مساحيق تجميل صارخه
شعرها مرفوع للاعلى بـ دقه ، و"اليونيفورم " ينسكب على جسدها بـ دقه لـ يبين تلك تفاصيل رآئعه على جسدها ..
ملامحها طفوليه .. صغيرة ..
ولكنها تضل ذآت بشرة حنطيّه لا تملك بيآض ناهد ، ولا تلك عينآن لنآهد كبيرتان وعميقتان ..
هكذآ حدّثت نفسهآ بغيره وحسد
آن لها أن تتحدث أخيراً ..
:آيوه .. سوآني بس
رفعت السمآعه وَ
:مرحبا سيدي .. فآتن عبدالرحمن هون ..خليها تفوت؟
آوك سيدي ..
هبت وآقفه نآهد لـ تقف أمام فآتن بـ ندّية ممآ جعل فآتن تعقد حآجبيها من تصرفآت هذه معتوهه كمآ أحبت أن تنعتها بينها وبين نفسهآ
:تفضلي معي .. من هون يَ آنسه (التفتت عليهآ ) آنسه مو ؟
بـ إبتسآمة أجابت فآتن لـ تغيظهآ
: لو يكون الحوآر عملي ، كثير أحسن ..
آنسه ، موب آنسه ، ليس مجآل للحوآر عزيزتي ..
:آها ..
إزدآدت إبتسآمة فآتن التي أحست أنها أصابت نآهد بـ ردهآ
:تفضلي ..
مئآت الظنون والشكوك تتعآرك بـ دآخل جسد فآتن الصغير ، لاتعلم حقاً ما الذي يريده منهآ "أليخآندرو " إن صح التعبير ..
ولكنهآ إرتدت عبآءة البرود ك مآتفعل دوما .. خطت بضع خطوآت لـ تهوي بـ جسدها تلك بوابة خشبية أنيقه
لـ ينتهي بها المطآف لـ مكتب شآسع .. وموسيقى كلاسيكيه ، وكميآت من الدخآن والعطر الرجولي الصآرخ ..
وقفت بعد بضع خطوآت .. ولم تكن تُحب " الدخآن " أبداً ..
نآهد بـ حنق
:شو مآلك تعالي ..
: يكفي هنآ .. (بـ إصرار ) ..
بـ قلة صبر نظرت إليها نآهد بـ سخريه والتفتت على سليمآن وكأن به ربّ نعمتها ووليها
بـنبرة عآشقة
:تفضل سيدي ، فآتن عبدالرحمن ..
أرقد قدماً على الأخرى وهو يلفظ كميآت الدخآن من شفتيه
:آها .. طيب نآهد شكراً لك
تقدرين تتركينآ ..
ذهبت نآهد وخرجت من الغرفه مُكرهه ، لـ تبقى فآتن وآقفةً هنآك ، وبعيداً جداً عن مكتبه ..
حآستها السآدسه تُخبرها أن هُنآك مالا يُحمد عقباه ..
بـ رسميه
:فآتن عبدالرحمن ، موظفة سيلز كرديت كآردز بـ البنك فرع الرياض
سم ..؟ أقدر أخدمك بشيء ؟
نصف إبتسآمه تتأرجح على شفتيه ، نظر إليه يلتهمها بـ عينيه وكأن بـ عينيه تتذوقآن تلك تفاصيل وتلك رسميه
شخصيتهآ آسرة ، ويبدو أنها " لم تروّض بعد " ..
إستقآم وَ ..
:هلا والله بـ آنسة فآتن .. آنسه مو ..!
:زي مآقلت قبل شوي لـ سكرتيرتك ، يَ ليت يكون الحوآر عملي ..
تتقآسمون نفس الطبيعه إنت ويآها ..
سم طلبتني .. بغيت شيء ؟
ضحك ضحكة كبيره ، أخافتها قليلاً لـ عمق صوته ، فَ أحست بالمكتب من حولها يهتز لصدآها ..
حآولت أن تتماسك ولاتظهر ريبتها أبداً
:نتقآسم أمور كثيره للأمانه هههههههههه
آسف ، بس من زمآن محد ضحكني هـ الكثر ..
لاجوآب يصل منها .. صآمته واقفه .. تنظر لـ عينيه مبآشرة تنتظر منه الحديث
: هممممم (أردف وهو يسير على مهل تجاهها ) آسف إني إستدعيتك وشكل اليوم موب يومك مزآجك موب رآيق وواقفه عند البآب ..
تطمني أستاذه فآتن (همس بـ إسمها ) ترآني بشر من لحم ودم منيب أكل .. ولا أضر
أجابت بآسمه
:لا أبداً ، مزآجي كويس ومن أحسن مآيكون ..
بس مآحب اللي يطلبني ولا اعرف سبب الطلب ، ويجلس يفتح موآضيع مالها دآعي
(إرتفع حآجبه من صرآحتها وقوة بأسها ولكن كلماتها لم تجعله يتوقف بس وآصل المسير بـ هدوء وعلى مهل تجاهها وهيَ تتحدث )
أما بـ النسبة لسبب وجودي عند الباب ، فَ هو سبب بسيط يمكن إنت تجهله ويخفى عليك
هـ الدخآن مضر بالصحه ..
إنت تملك حرية التصرف بـ صحتك بالطريقة اللي تشوفها صحيحه
بس أبداً مالك حق تتصرف أو تعلّم (نطقتها بـ نبرة معينه) الناس كيف يحافظون على صحتهم
واللحين .. آمرني .. لو مآعندك مآنع ورآي ندوة جآية من السعوديه أحضر هالندوات والدوره التدريبيه ..
أحست بـ نفسهآ تغرق بـ عينيه وهو يتأملها ، وتلك الـ نصف إبتسامه على شفتيه تزيدُ من ريبتها وحنقها ..
آن له أن يتوقف وقال ..
:متحدثه بآرعه .. وجداً
:شآكره لك .. وجداً ( بـ نديّه أجابت )
أدخل كفيه بـ جيب بنطآله وأردف
: أنا للأمانه شدني السي في اللي على مكتبي وزي مآتعرفين مطلوب مننآ نقيّمكم ونقيّم أدائكم بالدوره ..
لذلك .. وطبقاً لـ شهاداتك الموجوده عندي ، حبيت أعطيك دورة إضافيه لمدة اسبوع ..
هـ الدوره عالميه ، فيها من كل موظفين البنوك اللي بكل مكآن .. وتعتبر جداً مفيده لك
نظرت إليه بـ ريبة ..
:شآكره لك عرضك بس ..
قآطعها وأردف على مهل
: مآ بعد خلصت كلامي ..!!!
حآولي تتميزين بطولة البال شوي ، ..
هالدوره فيها مقعدين شآغرين وكوني أثق فيك وبوعيك .. تم إختيارك .. واطلب منك تختآرين شخص آخر من زملائك يشاركك هالدوره ..
نظرت إليه بـ حزم ..
: أقدر أتكلم اللحين ؟ والا ممنوع ..!
إبتسم حتى ظهرت أسنانه البيضاء الناصعه ، فقد بدأت تُعجبهُ حقاً
:إي طبعاً .. تفضلي ..
: شكراً لك بس أرفض هالدعوه بكل أدب
رفع حآجبيه مستنكراً
:ممكن أعرف السبب ..!
:السبب بكل بساطه إنها شيء مُشرّف بس مآنيب أحتاجهآ ..
أفضّل أحضر الدورات اللي هنآ وأستفيد منها .. شكراً لك وتقدر تعرضها على غيري
ومتأكده "بـ نبره خاصه قصدت بهآ أن تثير غضبه " كثير موظفات بينبسطون إن اختيارك وقع عليهم ..
: وموظفين .. لاتنسين أرجوك.. (اردف بـ إبتسامه )
: زي ما تفضلت .. واللحين تآمرني شيء ثآني
:مآيامرك ظآلم ، أطلب منك طلب .. تفكرين بهالموضوع إن قدرتي
إنتي موظفه كفؤ لمثل هالدوره واعلم مسبقاً إنها بتفيدك كثير
نظرت إليه ولـ مظهره الغآوي ، ولكنها اردفت بـ ثقه ..
:مآ أوعدك .. بس بحآول عن اذنك ..
إستدارت وخرجت من ذلك مكتب كآد يخنقها .. أحست به كَ الأسد الجآئع المتوحش
بـ موسيقى كلاسيكيه وَ هندآم أنيق .. يتحيّن الفرصه لـ ينقض عليها ..
أما هو .. فَ بقي هُنآك يتمتم ..
:مسألة وقت يَ قطوة ..!!
|